إذا انتشر الإسلام وأخذ مجده في النظام البيئي الذي يحيط بنا فهذا معناه أن مستقبل الحريات في خطر,فالعلماني حين يصعد للسلطة يسمح للإسلامي بأن يعتبر عن رأيه أما الإسلامي إذا صعد للسلطة فإنه لا يفكر إلا بقطع رأس العلماني وبقطع رأس وتكفير كل من يمتلك القدرة على إبداء رأيه بكل حرية ونزاهة,إن مستقبل الحريات في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في حوض البحر الأبيض المتوسط في خطرٍ داهم وخصوصا هذا الربيع الذي يريد ابتلاع المنطقة بأكملها ومعاملتها معاملة الأسرى والعبيد والجواري,فالحريات تصادر والتعبير عن الرأي لا يؤخذ به ويعتبر منهجا كافرا بالقياس بما ورد عن عليٍ بن أبي طالب وهو ما يؤخذ به اليوم, فالدين في نظر علي بن أبي طالب لا يمكن أن يؤخذ به بالرأي,لا رأي بالدين, ولا بتفضيل وترجيح العقل على النقل إذا اختلف العقلُ مع النقل, والإسلام هو عبارة عن قال الله وقال الرسول ونستنتج ذلك من قول الإمام علي بن أبي طالب: لو كان الدين بالرأي لكان مسح الخفين من الأسفل أولى من الأعلى,ذلك أن الوساخة والنجاسة تكون في أسفل القدمين وليس في أعلاهما ومع علم جمهور العلماء بأن مسح الخفين من الأسفل أولى منه من الأعلى إلا أنهم يصرون على عدم مجادلة الدين,ويضربون على ذلك مثلا من القرآن ويضرب شيوخ الإسلام مثلا على ذلك قصة إبليس إذ أن إبليس أول من أخذ بالرأي وبالقياس إذ قال أنا أفضل من آدم,أي أنه رفض أمر الله استنادا إلى قياسه أو مقارنة نفسه مع آدم حيث وجد نفسه أفضل من آدم ولذلك وجد نفسه رافضا السجود له أو السجود أمامه أو إتباع أوامر الله, وعلى هذا الأساس تتبع السلفية منهجا جديدا من حيث تحديث الاستبداد والاضطهاد للمفكرين وللمبدعين على اعتبار أن الأخذ بالرأي يؤدي إلى خلق بدع جديدة, وبهذا تكون مستقبل الحريات في خطر إذا تقدمنا هؤلاء السلفيون ليقودنا من الأمام أو من المؤخرة ليسوقونا كما يساق القطيع , وسنجد أنفسنا وقد ألقوا بنا مرة أخرى إلى الهاوية الجديدة وهي عبارة عن تعطيل العقل ولغة المنطق وتفضيل النقل على العقل حتى وإن اختلف العقلُ مع النقل, علما أن الدين يجب أن يكون مبنيا على أمورٍ منطقية واضحة جدا وليس فيها توتر بين ما هو عقلاني وما هو خيالي(يوتوبيا).
وبكلام علي بن أبي طالب نجد عليا يناقض القرآن كله جملة وتفصيلا لأن في القرآن آياتٍ وعبارات كثيرة تحث الإنسان على استعمال عقله مثل(أفلا يعقلون) كاستفهام استنكاري ومن ثم(أفلا يبصرون)(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) ومن ثم(..إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآياتٍ لأُلي الألباب…إلخ), فلماذا مثلا يحث القرآن المسلم على استعمال عقله ومن ثم يأتي علي بن أبي طالب ليقول بأن الدين لا يُؤخذُ بالرأي؟ فهل تلك الآيات التي تحث المسلم على استعمال عقله هي مجرد دعاية إعلامية لكي يؤمن الناس بأن الدين الإسلامي يحث المسلم على إتباع عقله؟أو كأنه واجهة أمامية عبارة عن منظر يخدع الإنسان من الخارج وفي نفس الوقت عندما نأتي إلى تطبيق ذلك نجد الإسلام يرفض رفضا باتا استعمال العقل عندها تسقط الواجهة الأمامية الإعلانية ويظهر الإسلام على أصوله باعتباره خطرا سيهيمن على كافة مناح الحياة إن لم يتم مكافحته والتخلص منه, ثم أن الدعوة للإسلام أصلا مبنية على أساس أن الإسلام لا يختلف مع العقل بل هو دين منطقي جدا وفي هذه الحالة نجد الإسلام مزدوجا بحيث إذا وجد العقل والمنطق متفقا معه يأخذ به على الفور وإذا وجد أن العقل لا يتفق معه نجده فعلا يرفض استعمال العقل كما ورد عن علي بن أبي طالب في مسألة الرأي ومسح الخفين.
ثم إذا جئنا فعلا إلى العقل والمنطق نجد أن الإنسان أصلا مميزا عن باقي المخلوقات بقوته العقلية ونجد أيضا بين بني الإنسان تفاوتٌ في القدرات العقلية ونجد أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتحكم فيه عقله ومزاجه فتجد الناس عقولا مختلفة وتجد الناس أمزجة مختلفة ولو أردنا أن نجعل الناس صاحبة مزاج واحد لفسد الكون والنظام البيئي من حولنا بأكمله فالناس عقول مختلفة وأمزجة مختلفة وطبائع مختلفة لذلك يجب منطقيا أن نعطي الناس الحرية بالكامل ليعيش كل إنسان كيفما يريد هو أن يعيش, وأن يسلك حياته بالمنهج الذي يراه متوافقا مع مزاجه الشخصي وعقله, وبالتالي إذا أردنا أن يحكمنا الإسلام حكما صارما ليمنعنا من الاجتهاد ومن إبداء الرأي نكون بذلك كمن يقبر أو يدفن نفسه وهو على قيد الحياة وهذا أصعب شيء يواجهه الإنسان وهو أن يُدفن في باطن الأرض وهو حيٌ يرزق,تماما كما واجه الشاعر( المنخل اليشكري) مصيره النهائي.
إننا إذا أردنا أن نكون مسلمين بالمعنى الحقيقي لكلمة الإسلام يجب علينا أن نعيش بعقلين وليس بعقل واحد,عقل نستعمله في غير وقته وعقل نخفيه عن وجه الحضارة, وبوجهين وليس بوجهٍ واحد,وجه نخفيه عن الناس ووجه ضاحكٌ نريه لكل الناس وكأننا نقول لهم: تعالوا وانظروا في الدين الإسلامي الذي لا يختلف مع المنطق ومع العقل, فإذا جاء الدين موافقا للعقل نأخذ به ونقول بأن ديننا دين عقلاني وإذا لم يكن موافقا للعقل نقول يجب علينا أن لا نأخذ لا بالرأي ولا بالعقل وبذلك الإسلام يهدد مستقبل الحريات في العالم كله وهو نظام غير متلائم هو أصلا مع نفسه وليس منسجما مع مبدأ الأمزجة المختلفة بين الناس فإذا تفاوت الناس في قدراتهم العقلية نجدهم أيضا متفاوتين في أمزجتهم عدى عن ذلك النظام الأخلاقي حيث ما تراه أنت عيبا أراه أنا شيئا عاديا وما تراه أنت شيئا عاديا أراه أنا عيبا وبالتالي الأخلاق ومعايير الأخلاق ليست ثابتة بل مختلفة من مجتمع إلى مجتمع آخر وبنفس الوقت داخل كل مجتمع تفاوت نسبي وطبيعي بين كل فرد وكل عضو من أعضاء المجتمع ككلٍ منفردين.
والإسلام يدمر مركز الشعور الوجداني فلا رأي بالدين ولا اجتهاد على نص ولا بحثٌ في أمر كان قد سكت عنه رسول الله,والإسلام يهدد الأخلاق الفردية والأمزجة والطبائع ويريد أن يتخذ من سرير(بروكست) مقياسا له, وسرير بروكست هو عبارة عن مجرم أسطوري كان يملك سريرا يقتل عليه ضحاياه وكان يضع الجسم بعد قتله على سريره فأن وجد الجسم أطول من السرير يقوم على الفور بقطع الأرجل وتفصيله على الحجم الذي يلاءم طول سريره, وهكذا هو الإسلام عبارة عن سرير بروكست,إن الإسلام قادرٌ على الأكل بيديه الاثنتين ويغريك بالمحبة ولا يعطيك منها شيئا,ويوصلك إلى البحر ويرجع بك وأنت ما زلت في عطشك.
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولود
Published by:مفكر حر** كيف بلع نظام الملالي ... الطعم ألإسرائيلي **
Published by:سرسبيندار السندي** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد ... على عقول ألمسلمين **
Published by:سرسبيندار السنديالمسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحية
Published by:صباح ابراهيممن يوميات إمرأة حلبجية
Published by:مفكر حراسطورة الإسراء والمعراج
Published by:صباح ابراهيمالفيلم الألماني " حمى الأسرة"
Published by:طلال عبدالله الخوري** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
Published by:سرسبيندار السنديفيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حر#مسيحيو_المشرق و(الخيارات المرة )!!!:
Published by:مفكر حرهادي العامري واوهام المدمنين
Published by:علي الكاشالكفاءة
Published by:عصمت شاهين دو سكيأفكار شاردة من هنا وهناك/40
Published by:مفكر حرالعهد الجديد و سفر التكوين والخليقة
Published by:صباح ابراهيمأحدث التعليقات
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية