(الأخوان المسلمون ) بين المرجعية الإيرانية (الثيوقراطية ) والتركية (الديموقراطية ) !

Abdulrazakeidمنذ ما قبل الثورة والأخوان المسلمون العرب لم يحسموا أمورهم بين (النموذج )، الثيوقراطي الشمولي الإيراني، وبين النموذج الليبرالي التعددي الديموقراطي التركي …

وكنا نراهن على عروبة سوريا الليبرالية الديموقراطية البرلمانية، حتى ما قبل الأسدية (الطائفية) أن يكون إسلاميوها أقرب إلى إسلامي النموذج التركي في صورة مرشدهم العام في الخمسينات مصطفى السباعي، بحكم المذهبية الدينية الأقلوية الطائفية التي غدت راية الخمينية لتغيير العالم شيعيا ، حيث غدت الشيعية هي هوية إيران (الثورية) في تصديرها الثورة ، حيث منذ قيام الخمينية راح الصراع الوطني والقومي العربي ينحرف وطنيا عربيا وتحرريا مع إسرائيل، ليكون حربا بين الطوائف وفق العقيدة الملالية –الآيتية –الخمينية الإيرانية …

كان من المفهوم -ولو بصعوبة – للشيعية العربية (حزب اللات وأمل ) أن تتخلى عن هويتها القومية العربية منتكسة طائفيا تجاه شيعية (إيران )، لكن الحركة الأخوانية ممثلة أغلبية (الأمة الإسلامية السنية )، لم يكن متوقعا أبدا منها خيانة هويتها القومية والوطنية والالتحاق بإيران رغم إعلانها أن (ليس هناك وطنية او قومية ) أي ليس هناك هوية مصرية تجمع القبطي مع المسلم بل هي هوية إسلامية) ، هذا التردد والتجاذب بين ( إسلام إيران وإسلام تركيا ) لم يكن متوقعا عند الأخوان (المدعين تمثيل السنة )، وبخاصة الحركة الأخوانية السورية، بل وخاصة الأغلبية الأخوانية الحلبية …وذلك بحكم الروابط الثقافية والتاريخية والعائلية بين سوريا وتركيا ، بل وخاصة حلب، وبسبب الميراث الليبرالي المدني العلماني الديموقراطي ( التركي –السوري ) قبل الفاشية الأسدية الطائفية ..

وقد شجعنا كثيرا من الأصدقاء في قيادة الأخوان على الاندراج بالتجربة المندية الديموقراطية التركية ، لكونها أول مصالحة (نظرية وعملية ) لممكنات التعايش بين (الإسلام والديموقراطية )، ومن ثم الانتباه إلى الكذبة الديماغوجية ( الملالية – والحزب اللاتية ولأسدية )حول اللمانعة والمقاومة، وقد رحبنا كثيرا بهذ اللقاء (الأخواني السوري –التركي)، رغم أن الأخوان السوريين استثمروا هذه المصالحة في خدمة مشروعهم الحزبوي (الأخواني)، ليقصوا جميع الثوريين الديموقراطيين الليبراليين السوريين الذين سبقوهم للترحيب بالتجربة الديموقراطية التركية، قبل أن يدرك الأخوان أهمية هذه الانعطافة التركية التاريخية الكبيرة !!! …

لا أدل على عدم ادراك اهمية ما يحدث في تركيا تاريخيا من قبل حلفائهم الأخوان السوريين بل والعرب، أن أخوان (النهضة- الغنوشي)، و(أخوان حماس ا لفلسطيني) والذين هم الأكثر مراهنة على مدنيتهم وحداثتهم الأقرب في بنيتهم الفكرية من حركة العدالة والبناء التركية، الأكثر تشبعا بقيم الغرب الحداثية والثقافية، رغم معاداة الغرب لتركيا اليوم بشدة لأنها اختارت الطريق الوحيد لالغاء فاصل هوة التخلف والتقدم بيننا وبين الغرب، ولهذا طفقت تركيا لتكون العدو الأول المطلوب لتدمير تجربته التنموية والسياسية عبر استدراجه إلى حرب لن يكون فيها كاسب سوى أمريكا والغرب وإسرائيل ….

ولم نكن نتوقع أن الغنوشي الذي كنا نظنه إمام الحداثة الاسلامية اليوم، بعد إمامة محمد عبده للحداثة الاسلامية في بداية القرن العشرين أن يلتحق بعمامة الخرافة السوداء الملتية، ولا نتوقع أن حماس التي هي ثمرة المجتمع الإسرائيلي الحديث عالميا وكونيا، أن تكون مع النهضة التونسية من البطاانة العتيقة للعمائم السود ..
.
أي لم يكن متوقعا أن تكون العقلانية المميزة لإسلامية (نهضة الغنوشي وحماس فلسطين ) أن تلتحق بالباطنية الغنوصية المزدكية الزرادشتية الشرقية السحرية (الإيرانية )، حيث أتى هذا الالتحاق (التونسي والفلسطيني )، بإيران في لحظة بدت وكأنها تكريم وتأييد لقتال الحرس الثوري الإيراني بدعم قصف الطائرات الروسية للشعب السوري مما لم يتعرض له الشعب السوري والفلسطيني على يد إسرائيل…وواهمة حماس إذا كانت تعتقد أن الشعب السوري يعتبر أن إسرائيل أسوأ عربيا وسوريا وفلسطينيا من إيران !!!

والأكثر خزيا في الأمر أن الأخوان المسلمين السوريين المهيمنين على المعارضة السورية من خلال الإئتلاف ومجلسه الوطني، بل ومن خلال تقديم أنفسهم أنهم قيادة المعارضة وحكومتها وسفرائها وممثليها عربيا ودوليا، ونحن راضون عن قيادتهم لهذه المعارضة المؤلفة بالأصل دوليا للمفاوضات والمفاوضين .!!..لكن مع ذلك لن تقبل الثورة السورية والثوار، حتى بقيادة الأخوان للمعارضة الرسمية الخارجية ولو كانت معارضة خلبية مسبقة الصنع …، وهي في الوقت ذاته لا تتفاصل وتتبرأ من ( الغنوشي والنهضة ومشعل وحماس ) وتأييدهم لإيران …أي تأييدهم للقتل الإيراني للشعب السوري …..فلا نامت عيون الجبناء…

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.