الأحساس ممنوع

qazalji

1913- 1985

الكاتب الكردي الإيراني الشهيد حسن قزلچي*
تعريب عادل حبه

أحس أحد موظفي الدولة بألم في أسنانه، وتوجه إلى أحد أطباء الأسنان لمعالجته. وبعد أن دخل أربعة أو خمسة من المرضى المراجعين إلى غرفة الطبيب وأكملوا علاجهم، جاء دور الموظف ودخل إلى الغرفة وجلس على الكرسي.
طبيب الأسنان: أفتح فمك.
فتح الموظف فمه.
قام طبيب الأسنان بنقر الأسنان بكماشته، وسأل المريض هل تحس بألم؟
الموظف: كلا.
وعاود الطبيب بالنقر على جميع الأسنان على التوالي، وكرر نفس السؤال. وكان الموظف يجيب في كل مرة بالنفي.
عندها قال الطبيب إن أسنانك سليمة.
أنتفض الموظف وقال: كيف تقول إن أسناني سليمة؟ فلماذا أتيت إذن إلى هنا؟.
طبيب الأسنان: لقد نقرت جميع أسنانك، وكنت كل مرة تردد إنها لا تؤلمك.
الموظف: إن أسئلتك ليس في مكانها. فقد كنت تقول هل تحس بألم؟. وكان عليك أن تطرح سؤالك على الوجه التالي..هل يؤلمك السن أم لا؟.
طبيب الأسنان: ما هو الفرق؟
الموظف: الفرق كبير. إن أسناني تؤلمني، ولكنني لا أحس بالألم.
كان الطبيب قد عاد للتو من أوربا بعد أكمال دراسته هناك، ولهذا لم يكن على علم بالمناورات السرية للحكومة. ولهذا أثار كلام الموظف استغرابه، وظن أن الموظف مصاب بلوثة عقلية، وقال له بأعصاب باردة: أرجو أن توضح لي لماذا كان طرح سؤالي غير صحيح؟.
الموظف: لأن الأحساس ممنوع في هذا البلد.
طبيب الأسنان(وقد بدت على وجهه علائم التعجب): هل الإحساس ممنوع!!!؟. فهل يمكن أن يحظر الاحساس على الإنسان؟.
الموظف: نعم ممنوع. ولماذا لا يمنع؟.
طبيب الاسنان: إنه لأمر عجيب، فللمرة الأولى يطرق سمعي مثل هذا الكلام. فإنك لا تجيب بسبب هذا المنع؟.
الموظف: نعم.
طبيب الأسنان: من الذي اصدر قراراً بهذا المنع؟.
الموظف: الوزارة.
طبيب الأسنان: أية وزارة؟.
الموظف: وزارة الداخلية.
طبيب الأسنان: لم أسمع بهذا.
الموظف: من حقك أن لا تسمع بذلك، فأنت لست موظفاً في الدولة.
طبيب الأسنان: هل هذا يعني أن موظفي الدولة لا يتمتعون بحق الاحساس؟.
الموظف: نعم.
طبيب الأسنان:أمروكم بعدم الاحساس، ولهذا لم تحسوا بشيء.
الموظف: لم يقتصروا على القول، بل عالجوني أيضاً.
طبيب الأسنان: هل أن عدم الاحساس هو مرض؟.
الموظف :نعم، إنه مرض.
طبيب الأسنان:أعذرني، لم أفهم كلمة واحدة من كلامك. إنك لم تستخدم أي من المواد المخدرة مثل المورفين وأمثاله عند علاج اسنانك؟.
الموظف: والله لم اتناول مثل هذه الأدوية وبقيت محافظاً على وعيي وحواسي بشكل تام.
طبيب الأسنان: (راح يردد ما تفوه به الموظف…لا أحس..الأحساس ممنوع وسوف لا أحس).من الذي قال أن الاحساس مرض؟؟، وكيف كان يتم معالجتك؟.
نظر الموظف بخوف إلى طبيب الأسنان وقال: لا استطيع أن اخبرك، أرجو معالجة اسناني، فلماذا هذا الاصرار.
طبيب الأسنان: إن كلامك يثير العجب، وبودي أن أفهم جوهر القضية؟. إنني طبيب أسنان، وليس لي علاقة بأية من الحركات السياسية. أرجو أن تولي ثقتك بي، وسوف أعالج مجاناً كل اسنانك فيما لو أخبرتني بكنه المشكلة.
الموظف: إنني موظف في الدولة، وأسكن في دار بعبدة عن مقر إقامتي. ولهذا كنت استخدم الباص في الذهاب والاياب. وفي أحد الأيام شاهدت مدير إدارتنا يركب في الباص، ووقفت لأخلي مكاني إلى مديرنا.
وقال المدير : لقد أعطبت عجلة سيارتي وتركت السيارة كي يجري تصليحها. وأراد المدير تبادل الحديث معي.
وقال: إننك تقوم بممارسة جيدة في استخدام الباص في رواحك ومجيئك، حيث تمارس المشي عند وصولك إلى الباص ومغادرة الباص وصولاً إلى محل العمل. فهي رياضة مفيدة تؤمن السلامة والصحة لبدنك وتشعرك بالنشاط والحيوية. وأثناء ذلك تستمع إلى أحاديث عجيبة وغريبة للكثير من الركاب قد تثير البهجة والفرح لديك.
قلت: حضرة المدير..إننا نحس بالكثير من الأشياء، ولكنها ليست غريبة، بل تثير أعصابنا.
المدير: كيف…مثل أي شيء؟
قلت: حضرة المدير يتفضل بأن هناك الكثير من الأشياء التي نحس بها ولكنها ليست بالعجيبة، بل توجع القلب.
قال: كيف…مثل أي شيء؟.
قلت:احس بأن هناك الكثير من الاشخاص ينتظرون دورهم في محطة الباص. وإن الكثيرون منهم لا تسعفهم الفرصة كي يتناولوا فطورهم ويخرجون من بيوتم بمعدة فارغة مهرولين إلى محطة الباص علّهم يلحقون بالباص. وفي ظل حرارة الشمس في الصيف والمطر والعواصف الثلجية في الشتاء أرى وأحس وأنا أحاول الوصول إلى محطة الباص أن الناس الذين ينتظرون في محطة الباص قد ابتلوا من العرق أو يرتجفون من شدة البرد، وبنتابهم الرعب من عدم وصولهم إلى محل عملهم في الوقت المناسب كي لا يفقدوا أجورهم في ذلك اليوم. إنني أحس بالغم والألم عندما أرى في محطة الباص أمرأة تحتضن طفلها المريض في انتظار قدوم الباص وهي لا تستطيع أن تؤجر تاكسي للذهاب إلى الدكتور. ولهذا تنحشر هذه المرأة البائسة في الباص بشكل يكاد أن يؤدي إلى اختناق الطفل. وفي بعض الأحيان فإنني قد أنسى أن أجلب النقود معي مما يضطرني إلى الرجوع إلى البيت مما يثير لدي الاحساس بآلام آلاف البشر الذين لا تكفيهم أجورهم لاستخدام الباص في انتقالهم، وبلجأون إلى المشي لمسافات طويلة في حرارة الصيف وبرد الشتاء للوصول إلى مقر عملهم أو العودة إلى البيت بعد انتهاء فترة العمل. كما إنني أحس بالغم عندما أرى أطفالاً في سن الثامنة أو التاسعة من العمر يدورون حول الباص لبيع السيجاير أو العلكة من أجل الحصول على لقمة العيش بدلاً من الذهاب إلى المدرسة.. أنك ياحضرة المدير في وضع ميسور لحسن الحظ وبإمكانك أن تستخدم السيارة الشخصية في انتقالك ولا ترى مثل هذه المشاهد التي تثير الكآبة.
بعد أن سمع المدير هذه الكلمات، بادر إلى كتابة كل ما تفوهت به في تقرير إلى الوزير. وبعد قرابة شهر من ذلك اليوم، جمعنا المدير وتلا علينا أوامر الوزير وبالتفصيل.
لقد كتب الوزير الجملة التالية:” بالارتباط مع الاحساس ، سألنا الخبير الأمريكي ريتشارد هولمز، وأجاب هناك نوعان من الاحساس…الاحساس الايجابي والاحساس السلبي. الإحساس الايجابي مثل الايمان بعظمة وكبر ونبوغ ومعرفة سردار خان، وإن نظام سردار خان هو أفضل الانظمة. ويدل امتلاك مثل هذا الاحساس على سلامة الانسان ووضعه الطبيعي لسنوات و”ليس بالامكان ابدع مما كان”. أما الاحساس السلبي ” المخرب” مثل احساس هذا الموظف وبعض المنحرفين الذين لديهم أحاسيس أكثر سلبية من ذلك. ولقد انتشر هذا الاحساس في الآونة الأخيرة، وهو من الناحية الروحية والنفسية نوع من أنواع المرض. وهذا المرض معد ويسري بسرعة إلى الناس. ومن الضروري أن يجري تحذير الموظفين لكي يراقبوا تصرفاتهم كي لا يبتلوا بهذا المرض. كما يجب عزل من يبتلي بهذا المرض في غرفة انفرادية كي لا يسري المرض إلى أشخاص آخرين, ويجب عرض المريض على متخصص لعلاجه. ومن أجل أن تقدم الدولة المساعدة لهؤلاء المرضى وأن لا تتحمل نفقات العلاج، فإنها توصي بالحفاظ على المرضى في دوائر الشرطة لحين موعد العلاج. وعندما يحين الموعد، يجب نقل المريض إلى “مخروبة” لحين تتم معالجته من قبل المتخصصين الأمريكان والاسرائيليين.
طبيب الأسنان: كيف تمت معالجتك؟
الموظف: قادوني إلى مركز الشرطة. وجرت تهيئة مقدمات العلاج والاستعداد له ثم قادوني إلى أمخروبة.
طبيب الأسنان: كيف تم تقديم الدواء؟
الموظف: هناك نوعان من الدواء. فهناك نوع شرقي تستخدم فيه ادوات قديمة مثل الكيّ على حد ما قيل “آخر الدواء الكيّ”، وهناك نوع غربي وخاصة أمريكي بأدوات كهربائية وأمثالها.
طبيب الأسنان: لم يقدموا لك الدواء؟.
الموظف: قدموا الدواء، وهو عبارة عن معجون أسود خليط من “الشتائم” و”البصاق” و “الفلقة” وأحياناً القرص. وحسب تشخيص بعض الخبراء فيتم معالجة بعض الأفراد مرة واحدة وآخرين ثلاث مرات في اليوم.
طبيب الأسنان: هل يتم معالجة المرضى بسرعة؟
الموظف: إذا كان المريض جديداً ولأول مرة، فيتم معالجته خلال يوم أو يومين فيما لو كانت الاصابة خفيفة. أما اذا كان المرض شديداً فيحتاج إلى مدة أكثر. إن أكثر المرضى هم من العمال والمثقفين، وتطول فترة معالجتهم، ويلقى الكثير منهم حتفهم جراء هذا العلاج.
طبيب الأسنان: هل أنهم يعالجون كل الموظفين والعسكريين والشرطة؟.
الموظف: إنهم يلقنونهم بالاحساس الايجابي، ولذا فهم لا يصابون بالمرض. وإذا ما أصابهم المرض فيتم معالجتهم بقرص من الرصاص.
طبيب الأسنان: كيف هو حال عامة الناس؟
الموظف:إن 89% منهم مصابون بهذا المرض. وتقوم الدولة بالتعرف على المصابين الخطرين وتقديم الدواء لهم بحيث يديرون وجههم نحو دار الفناء.
طبيب الأسنان: حسناً…إنك تقول إن غالبية موظفي الدولة قد فقدوا الاحساس، فكيف ينظر إليهم الناس، وما هي انطباعاتهم هن هؤلاء؟
الموظف: إنهم يعتبروننا موتى.
طبيب الأسنان:ألا تعتقد أنه سيأتي يوم يهاجم فيها كل “المرضى” هذا الجسم “السليم”.
الموظف: ليس لدي أدنى شك في ذلك.
ثم قام طبيب الأسنان بوضع القطن المعمد بالدواء في حفرة سن الموظف.
وتمتم الموظف مع نفسه قائلاً: على أمل أن يأتي ذلك اليوم.
طبيب الاسنان: عليك أن تأتي غداً أيضاً.
ونظر الموظف نحو الطبيب عند خروجه من العيادة وقال له: نحن لم نتحدث عن أي شيء …أليس كذلك!!!.
طبيب الأسنان: كن على يقين!!!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ولد المناضل والصحفي الكردي والقاص الرفيق حسن القزلجي في قرية قزلجة القريبة من مدينة بوكان في كردستان ايران في (15/9/1913). دخل الكتاتيب ليتعلم مبادئ القراءة والقرآن الكريم في مسجد قريته وفي بوكان عند الملا احمد فوزي. ثم واصل دراسته للعلوم الدينية والفقهية لدى عمه الملا احمد التورجاني، فقطع مرحلة متقدمة في تعلم علوم الدين واللغتين العربية والفارسية، وقضى فترة صباه وشبابه في مدينة بوكان. تشكلت في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي في موكريان جمعية سياسية ثقافية سرية من قبل السادة (احمد فوزي وسيف القاضي وقاضي محمد وصادق القزلجي وغيرهم). وكان هدفها الاهتمام باللغة الكوردية وآدابها وتراثها القومي، فكانت تتلقى الكتب والمطبوعات الكوردية التي كانت تصدر آنذاك في العراق وسوريا لتوزيعها على الشباب الكوردي ليلموا بالثقافة والادب باللغة الكوردية. فكان حسن القزلجي آنذاك شاباً مثقفاً متحرراً محل ثقة تلك الجمعية. وعندما تشكلت جمعية (ز.ك) القومية في كوردستان ايران في (16/9/1942)، انتمى القزلجي اليها واصبح من اعضائها النشطين. وعندما أسست جمهورية مهاباد الديمقراطية في (22/1/1946)، أدى القزلجي دوراً صحفياً متميزاً فيها، حيث أصدر في مطلع آذار 1946 مجلة أدبية سياسية باسم (هلاله) في مدينة بوكان، وتعبر عن وجهة نظر لجنة بوكان للحزب الديمقراطي لكوردستان ايران. فنشر منها ثلاثة اعداد حافلة بمواد ثقافية شيقة. وعندما اسقطت تلك الجمهورية الكوردية الفتية في (17/12/1946)، نزح قزلجي مع معظم مناضلي الحزب والحكومة من موطنه الى كوردستان العراق، فتمكن من الوصول الى قرية (سيتك) الواقعة قرب السليمانية ليعيش في كنف الشيخ لطيف الحفيد مع لاجئين آخرين من قادة الحزب الديمقراطي لكوردستان ايران امثال غني بلوريان وعبدالرحمن ذبيحي ومحمد شابسندي وعزیز یوسفی. ثم تحولوا الى السليمانية خلسة فأبدوا نشاطاً سياسياً ملحوظاً وأصدروا مجلة باسم (ريگا- طريق) بصورة سرية بعيداً عن أنظار رجال الامن في العهد الملكي، وارسال اعدادها بكثرة الى كوردستان ايران. وكان على صلة وطيدة بقادة الحزب الشيوعي العراقي. ولما أحست الحكومة العراقية بنشاطهم المتزايد أخذت تطاردهم، فاختفى حسن قزلجي مدة في بازيان بين السليمانية وكركوك ليشتغل مع الفلاحين الكادحين بالزراعة. ثم توجه الى بغداد، فأخذ يشتغل هناك في احد استوديوهات التصوير لدى احد معارفه والتقى هناك بالسيد عبدالرحمن ذبيجي الى ان ألقي القبض عليهما باعتبارهما من مواطني ايران تسللوا الى العراق دون إذن. وجرى تسليمهما الى السلطات الايرانية، فادخلا هناك في معتقل مدينة كرمانشاه. الا ان قزلجي تمكن بواسطة شخص متنفذ هناك ان يهرب من سجنه والذهاب خلسة الى منطقة هورمان الايرانية ومن هناك عاد الى كوردستان العراق واستقر في مدينة حلبجة ردحاً من الزمن ثم ذهب الى بغداد ثانية ليشتغل هناك بعد ثورة 14 تموز 1958 مع الشاعر هزار الموكرياني في احد استوديوهات التصوير بالعاصمة العراقية. وبدأ بنشر قصصه الواقعية في مجلتي (هيوا) و(روناهي) الكورديتين.وقع الاستاذ القزلجي تحت ضغط سلطات الامن العراقية سنة 1961 وانذر بمغادرة العراق والا يتعرض للاعتقال وتسليمه الى ايران، فتمكن عندئذ من تخليص نفسه من الخطر الداهم والوصول الى بلغاريا، فاتصل هناك بعناصر قيادية من حزب (توده) الايراني، فكلف بالعمل في محطة راديو (پيك ايران) المعارضة لحكومة الشاه (محمد رضا البهلوي)، فاصبح يعد برنامجاً يومياً خاصاً باللغة الكوردية يفضح فيه نظام الحكم الشاهنشاهي في ايران وعلى رأسه الشاه محمد رضا بهلوي. وفي أثناء عمله في الاذاعة حدث انقلاب 8 شباط المشؤوم في العراق، وقام الشهيد قزلجي بتقديم برنامج خاص للتضامن مع الشعب العراقي والحزب الشيوعي العراقي من راديو پيك ايران باللغتين العربية والكوردية. وبعد الثورة الايرانية في سنة 1979 وسقوط نظام الشاه وتأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، عاد حسن قزلجي الى ايران فاختير عضواً للجنة المركزية لحزب توده ايران. وذهب الى طهران العاصمة يشرف هناك على اصدار جريدة (مردم) لسان حال حزب توده ايران باللغة الكوردية منذ سنة 1980. لكنه تعرض للاعتقال في (5/2/1983) اثر الهجمة التي طالت الحزب وجميع الاحزاب السياسية الايرانية. وتعرض للتعذيب البربري على يد المتطرفين الدينيين. وبعد سنة ونصف توفى المغتقل في يوم 29 أيلول 1984، فدفن في مقبرة (جنة الزهراء). كان الرفيق حسن قزلجي مناضلاً سياسياً وقاصاً واقعياً وصحفياً ناجحاً ومترجماً ماهراً من الفارسية الى الكوردية وبالعكس، ولكن كان نجاحه الاكبر في كتابة القصة الواقعية الكوردية. فقد طبع في حياته الادبية نتاجاته الشعرية والقصصية في كتابين وهما: 1-ئاشتي وبيماني دوو لايى (السلام والميثاق الثنائي)، طبع هذا الكتاب في بغداد سنة 1959 ويقع في 38 صفحة. وهو عبارة عن قصيدتين لعبدالرحمن الذبيحي وحسن قزلجي. 2-بيكه نينى كه دا (ضحكة المعدم) وهو عبارة عن مجموعة قصص واقعية ممتازة طبعها في بغداد سنة 1972 تقع في 149 صفحة من القطع الصغير واعاد طبعها السيد محمد الملا عبدالكريم المدرس سنة 1985. وعدا هذين الكتابين، فقد كان ينشر نتاجاته القصصية والثقافية في مجلتي (هيوا) و(الشفق) الكورديتين في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ثم في مجلتي (بيان) و(روشنبيرى نوى) أي (المثقف الجديد) بعد اتفاقية (11) آذار 1970، وكذلك في مجلة (المجمع العلمي الكوردي) و(ملحق جريدة العراق) وجريدة هاوكاري (التضامن)، وله نتاجات أديبة اخرى بقيت مخطوطة تنتظر الطبع مع اعماله الكاملة القيمة.

About عادل حبه

عادل محمد حسن عبد الهادي حبه ولد في بغداد في محلة صبابيغ الآل في جانب الرصافة في 12 أيلول عام 1938 ميلادي. في عام 1944 تلقى دراسته الإبتدائية، الصف الأول والثاني، في المدرسة الهاشمية التابعة للمدرسة الجعفرية، والواقعة قرب جامع المصلوب في محلة الصدرية في وسط بغداد. إنتقل الى المدرسة الجعفرية الإبتدائية - الصف الثالث، الواقعة في محلة صبابيغ الآل، وأكمل دراسته في هذه المدرسة حتى حصوله على بكالوريا الصف السادس الإبتدائي إنتقل إلى الدراسة المتوسطة، وأكملها في مدرسة الرصافة المتوسطة في محلة السنك في بغداد نشط ضمن فتيان محلته في منظمة أنصار السلام العراقية السرية، كما ساهم بنشاط في أتحاد الطلبة العراقي العام الذي كان ينشط بصورة سرية في ذلك العهد. أكمل الدراسة المتوسطة وإنتقل إلى الدراسة الثانوية في مدرسة الأعدادية المركزية، التي سرعان ما غادرها ليكمل دراسته الثانوية في الثانوية الشرقية في الكرادة الشرقية جنوب بغداد. في نهاية عام 1955 ترشح إلى عضوية الحزب الشيوعي العراقي وهو لم يبلغ بعد الثامنة عشر من عمره، وهو العمر الذي يحدده النظام الداخلي للحزب كشرط للعضوية فيه إعتقل في موقف السراي في بغداد أثناء مشاركته في الإضراب العام والمظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي العراقي للتضامن مع الشعب الجزائري وقادة جبهة التحرير الجزائرية، الذين أعتقلوا في الأجواء التونسية من قبل السلطات الفرنسية الإستعمارية في صيف عام 1956. دخل كلية الآداب والعلوم الكائنة في الأعظمية آنذاك، وشرع في تلقي دراسته في فرع الجيولوجيا في دورته الثالثة . أصبح مسؤولاً عن التنظيم السري لإتحاد الطلبة العراقي العام في كلية الآداب والعلوم ، إضافة إلى مسؤوليته عن منظمة الحزب الشيوعي العراقي الطلابية في الكلية ذاتها في أواخر عام 1956. كما تدرج في مهمته الحزبية ليصبح لاحقاً مسؤولاً عن تنظيمات الحزب الشيوعي في كليات بغداد آنذاك. شارك بنشاط في المظاهرات العاصفة التي إندلعت في سائر أنحاء العراق للتضامن مع الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي الإسرائيلي- الفرنسي البريطاني بعد تأميم قناة السويس في عام 1956. بعد انتصار ثورة تموز عام 1958، ساهم بنشاط في إتحاد الطلبة العراقي العام الذي تحول إلى العمل العلني، وإنتخب رئيساً للإتحاد في كلية العلوم- جامعة بغداد، وعضواً في أول مؤتمر لإتحاد الطلبة العراقي العام في العهد الجمهوري، والذي تحول أسمه إلى إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية. وفي نفس الوقت أصبح مسؤول التنظيم الطلابي للحزب الشيوعي العراقي في بغداد والذي شمل التنظيمات الطلابية في ثانويات بغداد وتنظيمات جامعة بغداد، التي أعلن عن تأسيسها بعد إنتصار الثورة مباشرة. أنهى دراسته الجامعية وحصل على شهادة البكالاريوس في الجيولوجيا في العام الدراسي 1959-1960. وعمل بعد التخرج مباشرة في دائرة التنقيب الجيولوجي التي كانت تابعة لوزارة الإقتصاد . حصل على بعثة دراسية لإكمال الدكتوراه في الجيولوجيا على نفقة وزارة التربية والتعليم العراقية في خريف عام 1960. تخلى عن البعثة نظراً لقرار الحزب بإيفاده إلى موسكو-الإتحاد السوفييتي للدراسة الإقتصادية والسياسية في أكاديمية العلوم الإجتماعية-المدرسة الحزبية العليا. وحصل على دبلوم الدولة العالي بدرجة تفوق بعد ثلاث سنوات من الدراسة هناك. بعد نكبة 8 شباط عام 1963، قرر الحزب إرساله إلى طهران – إيران لإدارة المحطة السرية التي أنشأها الحزب هناك لإدارة شؤون العراقيين الهاربين من جحيم إنقلاب شباط المشؤوم، والسعي لإحياء منظمات الحزب في داخل العراق بعد الضربات التي تلقاها الحزب إثر الإنقلاب. إعتقل في حزيران عام 1964 من قبل أجهزة الأمن الإيرانية مع خمسة من رفاقه بعد أن تعقبت أجهزة الأمن عبور المراسلين بخفية عبر الحدود العراقية الإيرانية. وتعرض الجميع إلى التعذيب في أقبية أجهزة الأمن الإيرانية. وأحيل الجميع إلى المحكمة العسكرية في طهران. وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، إضافة إلى أحكام أخرى طالت رفاقه وتراوحت بين خمس سنوات وإلى سنتين، بتهمة العضوية في منظمة تروج للأفكار الإشتراكية. أنهى محكوميته في أيار عام 1971، وتم تحويله إلى السلطات العراقية عن طريق معبر المنذرية- خانقين في العراق. وإنتقل من سجن خانقين إلى سجن بعقوبة ثم موقف الأمن العامة في بغداد مقابل القصر الأبيض. وصادف تلك الفترة هجمة شرسة على الحزب الشيوعي، مما حدى بالحزب إلى الإبتعاد عن التدخل لإطلاق سراحه. وعمل الأهل على التوسط لدى المغدور محمد محجوب عضو القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك، والذي صفي في عام 1979 من قبل صدام حسين، وتم خروجه من المعتقل. عادت صلته بالحزب وبشكل سري بعد خروجه من المعتقل. وعمل بعدئذ كجيولوجي في مديرية المياه الجوفية ولمدة سنتين. وشارك في بحوث حول الموازنة المائية في حوض بدره وجصان، إضافة إلى عمله في البحث عن مكامن المياه الجوفية والإشراف على حفر الآبار في مناطق متعددة من العراق . عمل مع رفاق آخرين من قيادة الحزب وفي سرية تامة على إعادة الحياة لمنظمة بغداد بعد الضربات الشديدة التي تلقتها المنظمة في عام 1971. وتراوحت مسؤولياته بين منظمات مدينة الثورة والطلبة وريف بغداد. أختير في نفس العام كمرشح لعضوية اللجنة المركزية للحزب إستقال من عمله في دائرة المياه الجوفية في خريف عام 1973، بعد أن كلفه الحزب بتمثيله في مجلة قضايا السلم والإشتراكية، المجلة الناطقة بإسم الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، في العاصمة الجيكوسلوفاكية براغ. وأصبح بعد فترة قليلة وفي المؤتمر الدوري للأحزاب الممثلة في المجلة عضواً في هيئة تحريرها. وخلال أربعة سنوات من العمل في هذا المجال ساهم في نشر عدد من المقالات فيها، والمساهمة في عدد من الندوات العلمية في براغ وعواصم أخرى. عاد إلى بغداد في خريف عام 1977، ليصبح أحد إثنين من ممثلي الحزب في الجبهة التي كانت قائمة مع حزب البعث، إلى جانب المرحوم الدكتور رحيم عجينة. وأختير إلى جانب ذلك لينسب عضواً في سكرتارية اللجنة المركزية ويصبح عضواً في لجنة العلاقات الدولية للحزب. في ظل الهجوم الشرس الذي تعرض له الحزب، تم إعتقاله مرتين، الأول بسبب مشاركته في تحرير مسودة التقرير المثير للجنة المركزية في آذار عام 1978 وتحت ذريعة اللقاء بأحد قادة الحزب الديمقراطي الأفغاني وأحد وزرائها( سلطان علي كشتمند) عند زيارته للعراق. أما الإعتقال الثاني فيتعلق بتهمة الصلة بالأحداث الإيرانية والثورة وبالمعارضين لحكم الشاه، هذه الثورة التي إندلعت ضد حكم الشاه بداية من عام 1978 والتي إنتهت بسقوط الشاه في شتاء عام 1979 والتي أثارت القلق لدي حكام العراق. إضطر إلى مغادرة البلاد في نهاية عام 1978 بقرار من الحزب تفادياً للحملة التي أشتدت ضد أعضاء الحزب وكوادره. وإستقر لفترة قصيرة في كل من دمشق واليمن الجنوبية، إلى أن إنتدبه الحزب لإدارة محطته في العاصمة الإيرانية طهران بعد إنتصار الثورة الشعبية الإيرانية في ربيع عام 1979. وخلال تلك الفترة تم تأمين الكثير من إحتياجات اللاجئين العراقيين في طهران أو في مدن إيرانية أخرى، إلى جانب تقديم العون لفصائل الإنصار الشيوعيين الذين شرعوا بالنشاط ضد الديكتاتورية على الأراضي العراقية وفي إقليم كردستان العراق. بعد قرابة السنة، وبعد تدهور الأوضاع الداخلية في إيران بسبب ممارسات المتطرفين الدينيين، تم إعتقاله لمدة سنة ونصف إلى أن تم إطلاق سراحه بفعل تدخل من قبل المرحوم حافظ الأسد والمرحوم ياسر عرفات، وتم تحويله إلى سوريا خلال الفترة من عام 1981 إلى 1991، تولى مسؤلية منظمة الحزب في سوريا واليمن وآخرها الإشراف على الإعلام المركزي للحزب وبضمنها جريدة طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة. بعد الإنتفاضة الشعبية ضد الحكم الديكتاتوري في عام 1991، إنتقل إلى إقليم كردستان العراق. وفي بداية عام 1992، تسلل مع عدد من قادة الحزب وكوادره سراً إلى بغداد ضمن مسعى لإعادة الحياة إلى المنظمات الحزبية بعد الضربات المهلكة التي تلقتها خلال السنوات السابقة. وتسلم مسؤولية المنطقة الجنوبية حتى نهاية عام 1992، بعد أن تم إستدعائه وكوادر أخرى من قبل قيادة الحزب بعد أن أصبح الخطر يهدد وجود هذه الكوادر في بغداد والمناطق الأخرى. إضطر إلى مغادرة العراق في نهاية عام 1992، ولجأ إلى المملكة المتحدة بعد إصابته بمرض عضال. تفرغ في السنوات الأخيرة إلى العمل الصحفي. ونشر العديد من المقالات والدراسات في جريدة طريق الشعب العراقية والثقافة الجديدة العراقية والحياة اللبنانية والشرق الأوسط والبيان الإماراتية والنور السورية و"كار" الإيرانية ومجلة قضايا السلم والإشتراكية، وتناولت مختلف الشؤون العراقية والإيرانية وبلدان أوربا الشرقية. كتب عدد من المقالات بإسم حميد محمد لإعتبارات إحترازية أثناء فترات العمل السري. يجيد اللغات العربية والإنجليزية والروسية والفارسية. متزوج وله ولد (سلام) وبنت(ياسمين) وحفيدان(هدى وعلي).
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.