(الجزء الأول: إسطورة ” إيتانا” ونفاق الآلهة ج1)
اسطورة إيتانا ، سومرية قديمة يعود تأريخها الى سلالة الملك سرجون الاكدي (2334 ـ 2279 ق.م ) ، والتي عثر على ألواحها الأربع اثناء عمليات التنقيب في نينوى في عشرينيات القرن الماضي، وكانت ضمن موجودات المكتبة الآشورية ، ثم نقلت هذه الألواح الى بريطانيا وحفظتها لدى خزائن متاحفها إسوة بالكنوز الآثارية الأخرى .
في بداية تلك الملحمة تحكي لنا عن مدينة ” كيش ” التي شرعت الآلهة ببنائها ، ونصّبت ” إيتانا ” ملكاً عليها ، ومن ثم عن الصداقة التي نشأت بين نسر ضخم شرير وأفعى ، واللذان إتخذا شجرة حور مجاورة لمزار أو لمعبد الإله ” أدد / أشكور “، إذ كان في أعلاها عشّا للنسر ، وتحت جذورها جحراً للأفعى ، كما انهما قد أقسما أمام الإله شمش بأن يتشاركا في كل شيء من الطعام الى رعاية صغار أحدهما الآخر. إلا ان النسر الشرير قد خان العهد وأفترس صغار الأفعى ولاذ بالفرار.
شكت الأفعى الحزينة النسر أمام الإله شمش ، فوعدها بخطة إيقاع النسر الخائن بفخ الإله شمش الذي أعده له إنتقاما لحنث اليمين له، وناكث العهد للأفعى .
وقع النسر بالفخ وأخذ يتوسل الأفعى بأن تسامحه على فعلته الشنيعة ، ولكنها رفضت ، ثم راح يصلي ويتوسل الإله شمش يوماَ بعد يوم ليمنحه حريته مقابل ان يكون طائعاً صاغراً وديعاً مكرسّاً حياته لخدمة الآلهة . وبعد هذا الندم الذي أبداه النسر، اتخذت الاسطورة منحى اخر للأحداث ، بسبب فقدان وتلف جزء من نهاية وأطراف اللوح الثاني لتأخذنا الى الحوار المباشر بين الإله شمش والملك إيتانا … والآن ودعونا نعرف ماالذي حصل بعدئذ ، ودور الملك إيتانا في القصة ..
تحدث الإله شمش بعد سماعه دعوات النسر الأسير في أسره ليساعده في العفو عنه ومنحه حريته ، فكان رده اليه ، بأن هناك رجل وأسمه ” إيتانا ” ( ايت ــ آنا ) وزوجته عاقرا ، سوف يلجأ اليك ويطلب منك بأن تطير به الى ” ربّ الآلهة ” أو دار السماء ليجلب “عشبة الخصب ” ( شامو ــ شا ــ ألدي ) من الآلهة إنانا ( عشتار ) لتشفى زوجته من العقم (لاه ــ بو ) الذي أصابها، ولتنجب له ولدا يرثه من بعده .
والمقطع التالي هو نص الحوار الذي دار بين النسر وشمش ولم يكتمل لفقده بعض الأجزاء ، و بفصل اخر من القصة كان مشهد الملك إيتانا يعاتب الإله شمش :
” شمش يتكلم … هناك .. هناك .. سأبعث لك رجلا يساعدك .. (……) … إيتانا يتضرع لشمش يوما بعد يوم .. آه .. ياشمش .. لقد حرمتني من غنماتي السمان .. لأني كنت أقدمها لك .. وقد رويت الأرض بدماء خرافي ..لقد بجلتُ الآلهة وكرّمتٌ الأرواح .. لقد استعمل العراّفون الكثير من البخور في معبدك .. وقدمت الكثير من ماشيتي للآلهة كقرابين.. ياإلهي أعط أمراً ..إمنحني عشبة الخصب ..” .
بعد ان سمع شمش نداء إيتانا ومعاتبته له بعدم الإستجابة له بالرغم من تضحياته وطاعته الآلهة وتنفيذ رغباتها ، إلا ان شمش تنبه الى تلك النداءات والمطالبات ولاسيما انها صادرة من ملك يعد على انه من أبناء الآلهة ، فأرشده الى حفرة عند منعطف الجبل وفي أسفل تلك الحفرة نسر ضخم إلا انه ضعيف ومحبط ومريض ويعاني الجوع والعطش ، فان عثر عليه وقدم له المساعدة من الدواء والطعام سوف ينال منه مايريد وسيحلّق به الى دار الآلهة وينال عشبة الخصب ولتنجب زوجته ولداً وريثاً على عرشه ، وتلك هي إستجابة لمطالبه .
ويظهر نهاية اللوح الثاني تلك التوصيات من شمش الى إيتانا :
( شمش يستعد ليتكلم …إعثر على حفرة وانظر الى أسفلها … ستجد في قعرها نسراً … وسوف يلهمك لتحصل على عشبة الخصب … إيتانا ذهب في طريقه الى الحفرة … لقد وجد الحفرة ونظر الى داخلها … كان النسر في أسفلها … فتحامل النسر على نفسه ونهض ) .
وينتهي نص اللوح الثاني بتلك العبارة .
من خلال مجريات الأحداث والشخصيات الأساسية في القصة تبين لنا بأن الإله العظيم ” شمش ” قد شوِّهت صورته كإله ، وهي الشخصية المفترض بها أن تتسم بالعدالة الصارمة ، و حماية الضعيف لصد القوي وضمان الحقوق ونشر المساواة ، وكما تعد بانها القوة الخارقة والجبارة التي تسن الشرائع والقوانين للملوك والحكّام كي تنشر العدل بين الناس ، إلا أن الإله شمش يبدو لنا إلهاً منافقاً وغدّاراً وسلطته ذكورية ، يدير ظهره للضعيف المظلوم ويلتفت الى الظالم القوي و يكافئه على ما اقترف من جرم ، ولما كانت الأفعى الشخصية ( الأنثى ) الضعيفة والمهمة في القصة تشكو النسر( الذكر ) الظالم والشرير الذي بطش بصغارها ضارباَ عرض الحائط كل العهود والمواثيق وعقيدة الايمان من اجل نزواته وطمعه ، نجد أن الإله شمش يتستر عليه لينجوا من العقاب الذي فرضه هو لأنه (الذكر)، وما عاهد الأفعى به بأن ينتقم من ذلك النسر الشرير الوغد الذي نكث بوعوده لها وبقسمه له ، وكذلك يستجيب لملك ( ذكر ) عينته الآلهة كي ينشر العدل والمساواة ويقضي على الشر والأشرار ، ولا يف بوعد قطعه لتلك الأفعى ( الأنثى ) المسكينة التي ليس لها لاحول ولا قوة ، نرى العكس من ذلك يبعث الملك إيتانا للنسر الشرير على انه مكافئة له على جريمته التكراء، بأن يقصده و ليساعده في العثور على عشبة الخصب عند دار الآلهة الكائنة في السماء البعيدة ، فقام بتضميد جراحه واطعامه والسهر على راحته ويعث الطمأنينة في قلبه، والأنكى من هذا أتخذه صديقا له ، بحيث ان مؤلف القصة جعل له دورا رئيسيا ومهمّاً فيها الى نهايتها ، بينما الافعى المنكوبة انتهى دورها تماما بعد أن اطمأنت وبقناعة كاملة بأن النسر نال عقوبته بوعد من إلهها الذي غدر بها دون ان تدري .
ومن خلال سياق تلك الأحداث لندرك تماما من ان الانسان هو الذي ابتكر آلهته وفق مقياسه ومفهومه الخاص ، وبهذا نجد ان جميع العقائد القديمة والقديمة جدا ، فيها خللا بسلسلة طويلة من المتناقضات تبعا لبيئتها وزمانها .
ولنرى ماذا جلب لنا اللوح الثالث للقصة عن اخبار الملك إيتانا والنسر الأسير .
ولما كان إيتانا قد توجه الى الحفرة التي يمكث فيها النسر ، حتى وجده ضعيفا ، مريضا ، مكسور الجناحين ، منزوع الريش لا يقوى على الحركة ، جائعاً وعطشاً . حزن إيتانا لدى رؤيته النسر بتلك الحال ، وقرر أن يساعده وأن يخرجه من تلك الحفرة العميقة ، ولكنه فشل بعد محاولات عدة لكبر حجم النسر وضعفه ، فلجأ إيتانا الى قذف الطعام الى النسر من حافة الحفرة ليسد جوعه وينمو ريشه من جديد حتى يتمكن من الطيران والخروج من الحفرة . وقد استغرق هذا الأمر مدة ثمانية أشهر، ويصور المؤلف الأحداث في اللوح الثالث كالتالي :
( النسر نظر اليه ..وقال لإيتانا .. أنت إيتانا .. ملك الجهات الأربع .. اخرجني من تلك الحفرة .. أعطني يدك .. سأنشد لك طوال الدهر .. إيتانا قال للنسر هذه الكلمات ..إذا أنقذت حباتك .. وأخرجتك من تلك الحفرة .. من تلك اللحظة يجب علينا ــ كلمات غير واضحة من النص في اللوح ــ ..ــ جزء تالف ــ .. أنا سأمنحك عشبة الخصب .. عندما سمع إيتانا هذه الكلمات .. النسر نشر جناحيه وهو في الحفرة .. مرة أولى ، ومرة ثانية ، والنسر في الحفرة .. ثالثة ورابعة .. وخامسة وسادسة ..ــ التكملة غير واضحة، ويأخذنا النص الى مشهد آخر ــ .. أخذه باليد في شهره السابع في الحفرة .. في الشهر الثامن سحبه الى حافة الحفرة ..النسر بأكل طعامه كأسد مفترس .. اصبح أقوى ..النسر يستعد ليتكلم وقال لإيتانا .. ياصديقي ..دعنا نكون صديقين ، أنت وأنا .. أطلب مني ماتريد وأنا سوف أحققه لك .. إيتانا يستعد ليتكلم وقال للنسر .. عيناي ــ غير واضح ــ أكشف ما المخفي .. إيتانا والنسر أصبحا اصدقاء .. إيتانا عنده أحلام حكاها الى النسر .. فوق .. عند قدمي .. النسر فسّر الحلم لإيتانا ) .
وقام إيتانا بسرد أحلامه الواحد تلو الآخر والتي تراوده في منامه بين الحين والآخر الى صديقه النسر ليفسرها له ، وبهذا جعل إيتانا يثق به كثيرا .
وهنا تنتهي أحداث اللوح الثالث من القصة ، ولننتقل الى اللوح الرابع ولنعرف ماحصل .
في الجزء الأخير من القصة ، أتفق الملك إيتانا مع صديقه النسر، بأن يحلقا معاً الى دار الرب في السماء البعيدة ، وعلى أن يطير النسر به الى هناك كي يحصل على عشبة الخصب .
حكى إيتانا الى صديقه النسر حلما رآه في منامه والذي قد أفزعه كثيرا ، وعندما سمع النسر قصة الحلم من إيتانا ، لم يتردد النسر بتحقيق حلم صديقه إيتانا ، وكان هذا الحلم عن رحلة الطيران التي جمعت إيتانا بصديقه النسر عند دار الرب .
فعندما كان إيتانا محلقا في السماء بعيدا ، لمح النسر دار الرب الذي يضم جميع الآلهة ، فكان يشير له أي لإيتانا الى البوابات التي سوف يدخلانها ويلمحا آلهتها. وكانت المحاولة الأولى للطيران قد أخفقت بسبب خوف إيتانا لابتعاده كثيرا عن الأرض ، وقد أبدى ندمه لهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، وكاد يسقط ولعدة مرات لولا انقاذ النسر له في كل مرة ، بيد ان محاولته الاخيرة على انها حصلت بالحقيقة وليس حلما راوده وكما أراد لها مؤلف القصة ، فقد نجحت بعد إلحاح زوجته وتذكيره بضرورة جلب العشبة لتتمكن من إنجابها لوريث العرش .. ولنتعرف على تلك التفاصيل المثيرة والمشوقة وكما جاءت في اللوح الرابع من الإسطورة :
[ ياصديقي ذلك هو الرّب ..تلك هي بوابة ” أنوّ ( الذي هو رب الآلهة جميعا ، وكذلك رب الأرباب ) .. وأنليل/ شوروباك ( وهو الإله وإبن الرّب أنوّ ) ، والإله أيا / أنكي ( إله المياه العذبة والحكمة ) .. وهذه بوابات الآلهة سين / نانا ( إله القمر ).. شمش / أوتو( إله الشمس ).. آدد / آشكور ( إله المناخ ) .. عشتار/ إنانا ( آلهة الحب والجنس والجمال والخصوبة والقتال والسياسة ) .. قدمنا فروض الإجلال لهم جميعا .. أنا وأنت .. رأيت بيتا بشبابيك .. ليس مسوّرا .. أنا دخلت البيت .. امرأة شابة تفتن النظر كانت جالسة على عرشها هناك .. كانت مهيبة .. فاتنة القوام .. كان العرش عاليا .. وقاعدته في الأرض .. تحت العرش إسوداً رابضة .. دخلت المكان .. الإسود وثبت عليّ .. مشيت ومنذ البداية وأنا أرتجف ..النسر قال له ..الى إيتانا ..يا صديقي أحلامك جلية .. تعال .. دعني آخذك عاليا الى دار الآلهة .. ضم صدرك الى صدري .. وأقبض يداك بريش جنحيّ .. وأسند ذراعيك على جانبيّ ] .
ونفّذ ايتانا ما طلبه النسر منه بحذافيره ، واستعدا للطيران الى الأعالي . طار النسر بعيدا في السماء وبمعية صديقه الملك إيتانا .
اندهش وخاف وأرتعد الملك إيتانا عند مشاهدته الأرض بأنهارها وبحيراتها وكذلك سهولها ووديانها عن علوّ ، بدت وكأنها بعيدة وكانت تصغر شيئاً فشيئاَ كلما حلّق أعلى ، وما ان لبثا وتخطّا بوابات الآلهة ، حتى وصلا الى بوابة الآلهة عشتار( إنانا ) ، وعند هذا السطر من اللوح الأخير فقدت الأجزاء المتممة للقصة نتيجة تعرض اللوح للتلف كما عثر عليه وهو بهذا الحال . ولنرجع الى النص الذي وردت به تلك الأحداث من اللوح الرابع :
(وعندما طار به الى الطبقة الأولى .. قال النسر الى إيتانا .. هيا أنظر ياصديقي .. كيف تبدو لك الأرض ؟.. النسر قال الى إيتانا ..البحر يبدو مجرى ضيقاً.. وأصبحت الأرض هضبة .. وعندما إرتفع به الى الطبقة الثانية .. النسر قال له .. الى إيتانا.. أنظر .. ياصديقي ، كيف تبدو لك الأرض ؟ .. الأرض تبدو كالتلّ .. وعندما ارتفع به الى الطبقة الثالثة .. النسر قال له .. قال لإيتانا ..أنظر يا صديقي .. كيف تبدو لك الارض الآن ؟ .. البحر يبدو كجدول في بستان .. وعندما أدركا بوابات أنوّ .. وأنليل ..ثم أيا ..النسر وإيتانا قدّما فروض الطاعة والإجلال معا عند بوابة الإله سين.. ومن خلال قوة وسلطة عشتار .. )ـ.
بنهاية هذا السطر ، اللوح الرابع فقد ماتبقى من اجزاء الأسطورة .
وهذا هو المشهد الأخبر من القصة ..
قدمت ( ستيفاني دالي ) الترجمة الانكليزية للاسطورة بمشاركة ” بنيامين فوستر ” ، نلاحظ بأن هناك فجوة لا نعرف مداها وغير مؤكدة عن عودة إيتانا وصديقه النسر الى مدينة ” كيش ” ، ولاسيما كانت لإيتانا سلسلة من الأحلام التي تراوده وزوجته التي ترى فيها جلوس زوجها على العرش لفترة طويلة . وفي الرحلة الثانية الى دار الآلهة أو دار الرّب ، يبدو أن إيتانا قد نجح بالحصول على عشبة الخصب ، وانه قد رزق بوريثٍ له على العرش واسمه ( بالخ ) الذي أصبح ملكا فيما بعد .
نشير الى أن بعض المهتمين والمتابعين للشأن السومري يسعون للترويج بأن السومريين أقوام غازية جاءت من الفضاء الخارجي واستوطنت بلاد مابين النهرين منذ آلاف السنين ، وشكلّوا حضارة وبما يعرف بحضارة سومر مستشهدين بإسطورة إيتانا ولاسيما عند المشهد الذي يوصفه لنا مؤلف تلك القصة عند تحليق الملك إيتانا بصحبة صديقه النسر الى أعالي السماء البعيدة ، وكان الخوف والهلع قد إعترى إيتانا بمجرّد رؤيته الأرض والأنهار والحقول كانت تبدو أصغر فأصغر كلما إبتعدا بالعلّو ، بمعنى أن السومريين كانت لديهم تكنولوجيا متطورة وكانوا قادرين على صنع مركبات وطائرات تحلق في السماء ، وليس صعبا عليهم بوصف ما يشاهدونه من الارتفاعات الشاهقة ، كالنهر والحقل والبحر وما إلى ذلك ، وإلا كيف يمكن تفسير وجود تلك الأوصاف في نصوص مضى عليها آلاف السنين وبهذه الدقة ؟
إن هذه التساؤلات مشروعة جدا ، ولكن لابد لنا من العودة الى بداية القصة التي هي بالأساس إسطورة ومن خيال العقل البشري الذي لديه القدرة على الإبداع والانتاج الفكري في نواحي الآداب والعلوم ، ويبدو جلياً من آثارهم التي تركوها لنا ، هذا أولاً .
ومن خلال سرد الأحداث وشخوصها في القصة ، تدور أحداثها في منطقة بلاد آشور ، وهي بلاد جبلية مرتفعة ، وليس كما هو شائع في بلاد سومر المنبسطة وكما يظن البعض ، وقد أسلفنا ذلك في الجزء الأول من القصة، هذا ثانياً .
كما ان السومريين هم السكان الأصليين وأصحاب الأرض وليسوا بغزاة على ما مانعتقده وما تفرضه الدلائل على الأرض ، هذا ثالثاً .
وعليه فمن المعقول جداً عندما يتسلق المرء مرتفعا كأن يكون جبلا شاهقا ، تبدو جميع الأشياء “ضئيلة و صغيرة “، وكلما ارتفع أكثر ، تكون ” أصغر فأصغر” . هذا بمنتهى البساطة لتفسير ماحصل ، وليس كما يتصور البعض امتلاكهم طائرات ومركبات وتكنولوجيا فضائية وغيرها ، ولو كان ذلك حقاً لتمكن المنقبون من العثور على بقاياها .
وختاماَ ، كان للمؤرخ البريطاني ( آر . ماكروبرت ) رأيا عن تلك الملحمة ، ويصفها بأنها رسالة سياسية بإعتبارات ملكية في حضارة سومر العريقة ، حين قال :
” عندما يتم وضع هذه الإسطورة في السياق التأريخي للأسرة الأولى التي حكمت كيش والتي تعتبر كقاعدة إستثنائية لسلسلة الملوك من ثلاثة وعشرين ملكاً ، ينظر على انها قصة أكثر من الخيال ، ومن الممكن ان نقول بأن نجاح الأسرة الأولى في كيش ، جاء لتمرير تقليدا يمكن أن يتبع بتوريث الحكم الى الابناء من الذكور حصراً . وأن اسطورة إيتانا ، ماهي إلا تذكيراً بأن للملك له سلطات
واسعة مستحقة حتى على الآلهة …
جوشوا ـ جي ـ مارك ــ إسطورة إيتانا ــ نيويورك ــ 2011 .
فران هزيلتون ــــ أساطير العراق القديم ــــ لندن ــ 2006 .
اوستن . هـ . لايرد ـــ نينوى وأطلالها ـــ لندن ــ ديسمبر 2001