تكملة الجزء -1 ( اسرار الموساد عن العراق – الجزء 1 )
خطة الموساد لاغتيال صدام حسين
وضعت الموساد خطة جديدة لأغتيال صدام مستفيدة من خطة قديمة نفذتها ال
CIA
لأغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو ، حيث صممت اصداف بحرية صناعية محشوة بالمتفجرات تنشر في المكان الذي اعتاد ان يمارس كاسترو رياضة الغوص فيه قبالة سواحل كوبا البحرية .
علمت الموساد من عملائها في بغداد ان صدام حسين اعتاد ان يسبح في نهرالفرات مع حراسه الشخصيين مقابل فيلا على ضفة النهر لعشيقته الجديدة – زوجة جنرال اعدمه صدام مؤخرا لعصيانه أوامره – وبعد السباحة في النهر يزور عشيقته ليستمتع ويقضي معها وطرا بعد استمتاعه بماء النهر.
تم تصميم القنابل داخل الاصداف لتزرع بكميات كبيرة في قاع النهر قرب الفيلا ، لتنفجر عندما يسبح صدام وحمايته في النهر .
وقبل ايام من تنفيذ الخطة ، ارسل عميل الموساد في بغداد رسالة مشفرة الى تل ابيب بأن العشيقة انتحرت .
نشاط الموساد في حرب الخليج الثانية
قبل الغزو الامريكي للعراق بيومين ، انتشر عملاء الموساد الاسرائيلي في صحراء العراق الغربية ، بغداد والبصرة وقدموا معلومات استخبارية هامة مكنت الطائرات الامريكية والبريطانية من شن هجمات جوية مدمرة على اهداف منتخبة قُتل فيها واصيب الاف العراقيين .
الموساد واسلحة الدمار الشامل العراقي
كان مدير المخابرات المركزية الامريكية جورج تينيت قبل الغزو الامريكي للعراق يتصل عدة مرات يوميا ليعرف من رئيس الموساد فيما اذا كان عملاء الموساد في بغداد قادرين على التأكيد على امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل . وكان رد مائير دوغان دائما : ” ليس بعد ، لازلنا نبحث “. ومحللوا الموساد يقولون : “لا يوجد اثبات مادي ” .
سميرة الشابندر
كتب غوردون توماس مؤلف كتاب ( جواسيس جدعون) الوثيق الصلة بالموساد الاسرائيلي الذي يزوده بالمعلومات السرية التي يسمح بتسريبها بعد رفع المنع عن سريتها ، كتب عن سميرة الشابندر الزوجة الثانية لصدام حسين من بين زوجاته الاربع المعلومات التالية .
كانت سميرة الشابندر ابنة عائلية عراقية ارستقراطية ثرية ، لم تتخل عن اسلوب الحياة المترفة ، صاحبة الشعر الاشقر المجعد والتي تستخدم مستحضرات التجميل لنفس الشركة الفرنسية التي تقدم اصباغ الشعر لصدام حسين . تلك السيدة المتزوجة من ضابط طيار في سلاح الجو العراقي ، اصبحت خليلة صدام ثم زوجته بعد ان اجبر صدام زوج سميرة على ان يطلقها بعد اختطافه من قبل مخابراته وحراسه ، وقال له انه سيطلق سراحه اذا وافق على تطليق زوجته سميرة . وافق الزوج المخطوف مجبرا تحت التهديد والترغيب، ومنحه صدام حق اختيار واحدة من خليلاته الكثيرات ، اي اصبحت عملية تبادل للزوجات والخليلات ، ثم عينه مديرا عاماً للخطوط الجوية العراقية ترضيةً له .
اصبحت سميرة الشابندر بعد زواجها من صدام الزوجة المفضلة لديه رغم زواجه بأثنتين بعدها وحصوله على الكثير من الخليلات ، وقد اثار زواج صدام من سميرة غيرة زوجته الاولى ساجدة خير الله مما خلقت له مشاكل عائلية كثيرة اضطرت صدام ان يحتجز زوجته ساجدة في اقامة اجبارية في احدى القصور الرئاسية ، كما اظهر عدي وقصي ابنا صدام نزعة عدوانية وكراهية لسميرة وخاصة بعد ولادتها لأبنها علي .
في آذار 2003، ومع اقتراب قوات التحالف من بغداد ، قام صدام بتهريب سميرة وابنه علي الى لبنان . واخذت معها 5 ملايين دولار نقدا وشاحنة من سبائك الذهب من موجودات البنك المركزي العراقي .
سكنت سميرة وابنها في فيلا معدة سابقا في ضواحي بيروت .
اكتشف الموساد مكان تواجدها في تشرين الثاني سنة 2003، وارسل رئيس الموساد فريقا من اخصائي المراقبة من وحدة ياهالومين لمتابعة كل خطوات سميرة، اكتشف فريق المراقبة الاسرائيلي ان الحكومة اللبنانية منحت سميرة وابنها (علي) جوازي سفر لبنانيين جديدين ، اصبح اسم سميرة الجديد خديجة فيما اصر علي للاحتفاظ باسم العائلة حسين .
لاحظ فريق المراقبة الاسرائيلي بأن سميرة قد حولت معظم أموالها التي هربتها من العراق خارج لبنان الى حساب مصرف الاعتماد السويسري في جنيف ، في الماضي كان هذا المصرف مقرا لبعض من ثروة صدام الخاصة ، وفي بداية كانون الثاني سنة 2003 ، حولت سميرة سبائك من الذهب الى دولارات امريكية عبر صراف في بيروت .
اتصالات سميرة بصدام
اكتشف فريق الموساد للمراقبة والرصد (ياهالومين) بمساعدة طائرات استطلاع سلاح الجو الاسرائيلي ، بأن المكالمات الهاتفية تتم من منطقة داخل سوريا المحاذية للعراق . وكانت مكالمات حميمة بين صدام وزوجته سميرة تتخللها عبارت الحب والغزل ، وكانت سميرة تلح في طلب المزيد من الاموال . كررت سميرة طلبها للحصول على المزيد من الاموال في مكالمات لاحقة في كانون الثاني . تم اجراء كل منها في رقم مختلف ، وقد استطاع فريق المراقبة تحديد مكانه من منطقة صحراوية مهجورة في وادي الميرة القريب من الحدود السورية مع العراق .
في يوم الخميس 11 كانون الثاني سنة 2003 ، التقط فريق الرصد والمتابعة الخاصة بسميرة الشابندر مكالمة بين سميرة وصدام الذي عُرف صوته تماما ، واخبرها بأنه سيلتقيها قرب الحدود السورية ، وكانت تفاصيل اللقاء كافية لحث الاسرائيليين اخيرا على انذار واشنطن لالقاء القبض على صدام الهارب والذي تبحث عنه القوات الامريكية في كل مكان . تلقت بعدها سميرة مكالمة ثانية فيما كانت تستعد للذهاب الى الموعد لمقابلة صدام ، بأنه تم الغاء اللقاء ، ولم تكن تلك المكالمة بصوت صدام .
الثروة السرية لصدام حسين
كشف غوردون توماس في كتابه المثير ( جواسيس جدعون) الكثير من المعلومات السرية التي لم يسمع بها احد من قبل ومن مصادر مقربة جدا من الموساد فعن ثروة صدام كتب ما يلي :
تعامل صدام مع شخصية انكليزية مصرفية مرموقة يدعى رولاند الصغير ، وهو ملياردير انكليزي يمتلك بنك في لندن ، تضخمت ثروته نتيجة صفقات مالية ضخمة وتعامله بمبالغ كبيرة مع البنوك العالمية وشخصيات دولية رفيعة المستوى .
بدأت علاقة صدام مع رولاند عندما توسط الاخير عام 1979 بين شاه ايران محمد رضا بهلوي وبين مدير البنك المركزي العراقي بموافقة صدام بمفاوضات سرية لغرض تحويل ثروة الشاه الذي كان على وشك السقوط بسبب ثورة الخميني على نظامه بدعم امريكي بريطاني والبالغة ثلاثة مليارات دولار امريكي الى خزائن البنك المركزي العراقي تودع كأمانة لدى العراق خشية من وقوعها بأيدي رجال الدين في ايران مقابل عمولة 15% لصالح رولاند .
وكانت هذه صفقة العمر لصدام حسين الذي وافق على التحويل ومن ثم استولى على ثروة شاه ايران المودعة لديه عندما اصبح رئيسا لجمهورية العراق عام 1979 بعد تنازل احمد حسن البكرعن الرئاسة بضغط من صدام .
استطاع الموساد الحصول على هذه المعلومات في شتاء 2004 عندما كان يبحث بجدية عن مصير ثروة صدام حسين المهربة الى البنوك العالمية وخاصة بنك الاعتماد السويسري ومصرف جزيرة كايمان .
أنشأ رولاند الصغير شبكة سرية واسعة النطاق لتحويل الاموال بين دول العالم يصعب تتبعها .
كشفت وثيقة للموساد عن استخدام رولاند احد مصارفه في لندن لتوفير تسهيلات لتاجر السلاح العراقي احسان البربوتي لأيداع 500 مليون دولار امريكي من أموال صدام في المصرف البريطاني .
كما ساعد احسان البربوتي ليبيا في بناء مصنع للاسلحة الكيميائية ، وقد مات البربوتي فجأءة هناك ، وكانت المؤشرات تدل على انه وقع ضحية لمخابرات صدام .
وهناك وثيقة أخرى للموساد تكشف عن مهمة عدي ابن صدام في جنيف سنة 1998 ، حيث ذهب لحل بعض المشاكل المالية لثروة والده مع المصارف السويسرية التي كانت جزء من شبكة تبييض الاموال التي انشأها رولاند. و قيل ان برزان ابراهيم الاخ الغير الشقيق لصدام كان يديرثروة صدام في سويسرا عندما كان ممثلا للعراق في جنيف .
سرقة صدام مليار دولار
عشية حرب الخليج الثانية وقبل احتلال بغداد ذهب قصي برفقة وزير المالية العراقي
حكمت العزاوي الى البنك المركزي العراقي حاملا رسالة بتوقيع صدام حسين تخول قصي سحب مليون دولار امريكي من موجودات البنك مع سبائك من الذهب. تم تحميل الاموال في قافلة من الشاحنات واظهرت صور الاقمار الصناعية الامركية ان الشاحنات اتجهت الى الحدود السورية .
عثرت القوات الامريكية لاحقا على 656 مليون دولار مخبئة في اكياس داخل 164 صندوق المنيوم مدفونة في ارضية احد قصور صدام الى جانب 100 مليون يورو في عربة مصفحة .
البحث عن الاموال المهربة
بحلول ربيع سنة 2004، اصبح البحث عن مليارات صدام المهربة اكبر عملية من نوعها في العالم منذ البحث عن كنوز ذهب النازيين الالمان بعد الحرب العالمية الثانية .
جند الموساد بدعم من جهاز المخابرات الخارجية البريطاني
MI6 و CIA
الامريكي عشرات العملاء والخبراء الماليين في محاولة لأكتشاف الثروة الهائلة التي استطاع صدام اخفائها حول العالم بفضل خطة الداهية رولاند .
في احدى وثائق الموساد التي وقعها رئيس الجهاز مائير دوغان اسماء ما يزيد عن 70 مصرفا متورطا في تبييض الاموال لحساب صدام . والتي كانت تحول الاموال من العراق الى لندن واوربا، عبر جبل طارق الى جنوب افريقيا وعبر المحيط الاطلسي الى هونك كونغ ومنها الى اليابان وروسيا وعودة الى البلقان. ولكن الباحثين – جواسيس ومصرفيون وسماسرة- الذين حاولوا اقتفاء اثر الاموال توقفوا عاجزين عن الوصول لأهدافهم لأنهم اصطدموا بوسائل الحماية التي انشاها رولاند .
وجد المحققون ان بعض الاشخاص الذين ربما يستطعيون مساعدتهم في تقفي أثر أموال صدام ماتوا بشكل غامض. وكان احدهم جانوس باسزتور، المحلل في سوق وول ستريت والذي عمل سابقا مع رولاند قد مات في 15 تشرين الاول سنة 2000 نتيجة اصابته بالسرطان الذي لم يشخص من قبل ، رغم ان طبيبه منحه شهادة طبية خلو من الامراض قبل اسبوع من موته .
تملك الموساد ملفا ضخما عن احد الوسطاء الاخرين الذين استخدمهم رولاند في تهريب اموال صدام الهائلة وهو سيروس هاشمي ، الذي يبدو ظاهريا انه مليونيرا عربيا مغامراً سمح هاشمي ياستخدام حسابه في مصرف
BCCI
لتحويل أموال صدام نحو حلقة اخرى من السلسلة الغامضة ، للحصول على صفقة جيدة مقابل خدماته المصرفية . وقد وٌجِدَ هاشمي في 16 تموز 1986 منهارا في منزله في بلغرافيا ، وبعد نقله للعيادة الخاصة التي يملكها مات بعد يومين . وقد حقق السكوتلانديارد في موته واستدعى عالم التشريح المرضي الدكتور آيان ويست ، الذي قال :” كانت حادثة موت هاشمي من اكثر الحالات التي عملت عليها غرابة ” ورغم ان مختبرات مؤسسة الحرب الكيميائية والبيولوجية في بورتون تاون فحصت عينات من انسجة جسمه للبحث عن السموم فيها، الا ان نتيجة التحاليل والفحوص لم تعرف لغاية اليوم .
ولازالت ثروة صدام حسين الهائلة المهربة الى خارج العراق سراً عصيا على الكشف .
هذا غيض من فيض من اسرار العراق التي في حوزة الموساد الاسرائيلي والتي كشف غوردون توماس النقاب عنها بموافقة الموساد، فما هي يا ترى الاسرار الاخرى التي لم تنشر والتي في ملفات وادراج الموساد والمخابرات البريطانية والامريكية ، ومن هم عملاء وجواسيس الموساد الذين لازالوا يحتلون المناصب الحكومية والحزبية ومؤسسات الدولة المهمة ؟
العراق بلد مستباح من كافة اجهزة المخابرات العالمية والجواسيس تسرح وتمرح دون رقيب او حسيب .
متى تتمكن اجهزة الامن العراقية من حماية اسرار الدولة وكشف شبكات الجواسيس ؟