اسباب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة العالمية

japanislamيعتبرُ الإسلامُ كلَّ جديد بدعةً وكلَّ بدعة ضلالةً. والضلالة تؤدي الى النار . ولهذا يتردد المسلم في التفكير في التجديد و الابتكار او تغيير كل ما هو قديم الى جديد . لأنه يعتقد ان الابتكار والابداع هو بدعة تقود الى الضلالة وبالتالي الابداع سيؤدي به الى نار جهنم .
فالإسلام يشلُّ نفسيةَ المسلمين فلا تعود قادرةً على التقدم ولا على التجديد ما دامت محكومةً بدستور القرآن وقوانينه الرادعة .
فكيف يجروء المسلم على الابداع الفكري و العقلي او التوجه الى الاختراع او ابتداع شئ غير موجود سابقا ، لأنه حسب حكم القرآن ان كل جديد سيكون بحكم البدعة التي تعتبر ضلالة ، وهذه مخالفة صريحة لحكم القرآن والنتيجة ستؤول به الى نار جهنم وبئس المهاد بسب ابداعه .
فافضل طريقة لكسب رضى الله وعدم اغضابه ـ التمسك باحكام القرآن والاكتفاء بما لدي من معلومات وعدم استخدام العقل ، بل الاكتفاء بالنقل الاعمى الموروث من 1400 عام . وعدم الاتجاه للابداع والتحول نحو الضلالة .
في القرآن أكثر من 130 آية تهدد الانسان بالعذاب ؟ فأيُّ أبداعٍ يُنتظَر من شخص يتملَّكه خوفُ الشواء في النار؟
المسلم يعيش بحالة انعدام التفكير من الولادة حتى الممات طالما يقرأ القرأن ويطبق تعاليمه ويستمع لشرح الشيخ الامام ويقبل ان يُغسل دماغه برضاه وان لا يستخدم ما انعم الله عليه من نعمة العقل الذي ميزه عن الحيوان .
لقد عبَّر نزار قباني عن اغلاق العقل واتباع قول الامام والشيخ في قصيدة “المؤمن الخروف” بقوله : من قتلَ الإمام”: ؟

يَعرِفُني في حارتي الصغيرُ والكبيرْ.
يَعرِفُني الأطفالُ والأشجارُ والحَمامْ.
وأنبياءُ الله يعرفونني
عليهمُ الصلاةُ و السلامْ.
الصلواتُ الخمسُ لا أقطعها
يا سادتي الكِرامْ.
وخُطبةُ الجمعة لا تفوتني
يا سادتي الكرامْ.
[…]
في ربع قرنٍ وأنا
أمارسُ الركوعَ و السجودْ.
أمارسُ القيامَ و القعودْ.
أمارسُ التشخيص خلف حضرة الإمامْ.
[….]
وهكذا يا سادتي الكِرامْ.
قضيتُ عشرين سَنَةْ.
أعيشُ في حظيرة الأغنامْ.
أُعلَفُ كالأغنامْ.
أنامُ كالأغنامْ.
أبولُ كالأغنامْ.
أدورُ كالحبَّةِ في مَسْبحةِ الإمامْ.
أعيد كالببغاء
كلَّ ما يقولُ حضرةُ الإمامْ
لا عقلَ لي… لا رأسَ… لا أقدامْ…
[…]
قضيتُ عشرين سَنَةْ
مكوَّماً… كرزمةِ القشِّ على السجَّادة الحمراءْ.
أُجلَدُ كلَّ جمعة بخُطبةٍ غرَّاءْ.
أبتلع البيانَ والبديعَ والقصائدَ العصماءْ.
أبتلع الهُراء…
عشرين عاماً
وأنا يا سادتي
أسكنُ في طاحونةٍ
ما طحنَت قطُّ سوى الهواءْ.

إيديولوجيا القرآن تقوم على التمييز بين البشر على أساس المعتقَد فترفض المخاِلفَ لها وتهين كرامتَه مشبِّهةً إياه بالحيوانات
ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا
سورة الفرقان – سورة 25 – آية 44
وقد اعتبر القرآن ان الله مسخ بعض اليهود قردة وخنازير ،وهذا تحقير لخلق الله ايضا . ( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت اولئك شر مكانا واضل عن سواء السبيل ) سورة البقرة – آية 65
فإنَّ هذا الكتابَ يخلق داخلَ المجتمع الواحد أقلياتٍ مهمَّشةً مذعورةً منطوية على ذاتها تتحيَّن الفرصةَ اللازمة للتعبير عن نفسها بوسائلَ شتَّى أوَّلُها العنفُ.

القرآن كتاب يعتمد على ايديولجيتان ، الترغيب والترهيب.
يعتمد في كسب الانسان للايمان بالاسلام و برسالة محمد ودينه الجديد ان يشهد قولا ولسانا ولا اهمية للجوهر : ان لا اله الا الله ولابد للشهادة ان تكون كاملة يجب ان تقترن بشهادة اخرى لا تقل اهمية عن الايمان بالله الا وهي الشهادة ان محمدا رسول الله . فمن قالها عصم منه دمه وماله ، وان لم يقلها فالسيف بانتظار رقبته .

كان محمد يعتمد في كسب الاتباع بالترغيب في جنة يعد فيها المؤمن الذي يُقتل في الدفاع عن الله والجهاد في سبيله ان يرث جنه تجري من تحتها الانهار ، يكون خالدا فيها ، ويكافأ هناك بحوريات جميلات باكرات حسنهن لا يوصف ولهن رائحة المسك والعنبر ، وسيتمتع المؤمن هناك بذكر لا يمل، وفرج لا يحفى، وشهوة لا تنقطع” وسينكج الحوريات دحما دحما . ومن وسائل الترغيب التي اتبعها نبي الاسلام قوله ان المسلم الشهيد في سبيل الله سيجد في الجنة انهارا من عسل ولبن وخمر فيه لذة للشاربين ، ولحم طير مشوي وفاكهة من عنب وتين وزيتون . فما الذي يريده البدوي في حياته الاخرى اطيب من هذه المغريات التي لم يجدها في حياته على الارض . فليمت في احدى الغزوات المحمدية دفاعا عن الله وجهادا في سبيله ليفوز بجنة النكاح الخالدة .، ويتزوج بحور عين لم يطمثهن انس ولا جان .

اما من لا يلبي دعوة محمد و الانظمام الى صفوف جيشه والايمان بدعوته ودينه الجديد والشهادة له انه رسول الله المصطفى فالويل والثبور له وعظائم الامور ، وسيصيبه من غضبه وباسه الكثير ، لأن رزق نبي الرحمة تحت ضل رمحه ، وقد نصر بالرعب مسيرة شهر ، وان الهه قد امره ان يقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله .
فمن لا يعترف به نبيا ورسولا كان السيف مصيره والقتل نهايته .
فهل بعد كل هذا يجروء مسلم التفكير لحظة ان يغير ما اتى به نبي الرحمة من علم وفقه وبلاغة ، فما حاجته الى العلم والفكر والابداع ، فكتاب الله يحوي كل العلوم وفيه كل كنوز المعرفة ، فلا حاجة الى البدع الجديدة لأنها تضل المسلم عن طريق الهدى وتهديه الى النار .
ومن الاحاديث النبوية التي تشل عقل المسلم : ( من تعلم علما لغير الـله أَو أراد به غير الـله فليتبوأ مقعده من النار ) و ( من طلب العلم ليجاري به العلماء او ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس أليه أدخله الله النار)
.
فهل بهذه الايديولوجية سيجد المسلم طريقه الى الحضارة او يرجع الى الزمن البدوي الصحراوي كما تفعل عصابات داعش في تدمير وسرقة المعالم الاثارية والتراثية والحضارية ، وهدم المساجد والكنائس ومراقد الانبياء التاريخية .
لقد حرق الدواعش 1200 مخطوطة تاريخية سرقت من الكنائس في الموصل واصبحت رمادا ، كما فعل اجدادهم في مخطوطات وكتب مكتبة الاسكندرية واستخدموها وقودا للحمامات خلال ستة اشهر .. وقد اعادوا زمن الرقيق وبيع الاماء في اسواق النخاسة ، فقد خطف جند خليفة المسلمين البغدادي اكثر من 500 أمراءة ايزيدية وعرضوهن للبيع في الموصل .
لقد حان الزمن لينتبه المسلمون الى اعمال داعش الاجرامية وتطبيقهم للاسلام الحقيقي على الارض والمجتمع ، وتعاملهم مع الاقليات والاديان الاخرى ومع العلم والقوانين الحضارية ، وما جلبوه على سمعة المسلمين عالميا.
فلا يقول احدكم ان هؤلاء الوحوش الداعشية الذين يريدون ان يقيموا دولة الخلافة الاسلامية لا يمثلون الاسلام الصحيح.
فهل سيعيد المسلمون النظر بموقفهم من منهجهم وكتابهم وشريعتهم السمحاء؟

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.