اثرياء الحجامة

برزت هذه الايام طبقة جديدة بالعوراق العظيم تسمى ب”الحجامة” والتي استطاعت وبسرعة صاروخية لامثيل لها ان تتسلق سور”المجد” والثراء ليصل افقر واحد فيها الى مرتبة ملياردير مع سبق الاصرار.

ومن المعروف ان “الحجامة” مهنة قديمة في الشرق الاوسط والادنى والابعد وهي تقترب كثيرا من التطبيب ومعالجة المرضى عبر استخراج الدم من مناطق الالم.

وقد تطورت هذه المهنة وادخلت عليها تقنيات حديثة وآخرها مايسمى بتقنية”الكوب الساخن” الذي اثبت فعالية منقطعة النظير خصوصا في معالجة الصداع النصفي او الكلي.

ولأن كل شيء الى التقدم ماض فقد انبثق ذهن نقيب “الحجامة” عن وسيلة فعالة لاستغلال اختصاصهم في خدمة المرشحين للانتخابات العوراقية.

وسرعان مادعا الى اجتماع طارىء الغرض منه اولا وآخرا وضع اسعار محددة ل”لحجم” مع مراعاة ظروف السوق المحلية.

ونتج عن الاجتماع الطارىء وضع الاسعار بالصيغة التالية:

1- تكاليف تسخين الكوب لاتتعدى 50 ألف دينار

2- تكاليف اجرة وضع الزبيبة على جبين المرشح نصف مليون دينار.

3- تعديل وضع الزبيبة بحيث تكون متوازنة وتظهر وكأنها من كثرة السجود ومن الافضل ان تكون في اعلى الصدغ قريبا من خيوط فروة الرأس(تكلفة 100 ألف دينار).

4- تكاليف الزبيبة لأصحاب “الصلع” 620 ألف دينار مضافا اليها تكاليف التعديل الدائري على الا يتجاوز المجموع الكلي مليون دينار.

5- تصرف الاصباغ بنية اللون مجانا لمن دون الثلاثين من العمر.

6- تزويد الناخب بمثبت اللون وهو عادة يوضع في علبة صغيرة يمكن استخدامها بسهولة قبل القاء خطب الترشيح(التكلفة 300 ألف دينار).

وشهدت دور الحجامة في الاسابيع الماضية اقبالا منقطع النظير من قبل المرشحين الذين تجاوز عددهم عدة آلاف، ولم تتمكن قوى الامن الساحلي من السيطرة على الموقف الا بعد جهد جهيد.

ويقال ان نقيب “الحجامة” هدد المرشحين بعدم تقديم خدمات “التحجيم” ما لم يلتزموا بنظام الطابور.

ورغم اعتراضات بعض المسؤولين الكبار وهتافاتهم التي كانت تصم السماء حين صرخوا”وهل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون” الا ان النقيب اصر على موقفه مما اضطر معه هؤلاء الى الانصياع.

ولم يستطع معرفة الواردات التي جنتها النقابة من هذه الخدمات الا ان بعض المقربين من النقيب تكهنوا بان الرقم قد تعدى 20 مليار دينار عدا الاكراميات التي حصل عليها”الحجامة” الشباب (مازالت الجموع محتشدة عند بوابة النقابة).

وكانت النقابة قد دعت في وقت سابق وفودا من مصر الشقيقة وتونس وليبيا للوقوف على هذه التجربة الفريدة ولم يكشف النقاب حتى هذه اللحظة عن سبب عدم دعوة ضيوف من السودان وارتيريا والصومال.

ويستعد العديد من طلاب شهادة الدكتوراه في الامصار المذكورة الى تقديم اطروحاتهم في مجال”الحجامة”.

وقبل يومين تسرب خبر عن وجود نية لدى النقيب بفتح فرع لبيع عناوين الدكتوراه لمن يرغب مع الاحتفاظ بالسرية الكاملة للشخص المشتري.

فاصل نجفي: لقد تماديت كثيرا يابشير النجفي والافضل لك ان ترجع الى اصلك و”تخلي” الله بين عيونك فالناس تعرف من انت ومن اين جئت وكم تتقاضى عن تأشيرة دخول الاجنبي الى العراق العظيم.تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.