1922-1998
اتحاد الطلبة العراقي العام والنشاط الديمقراطي*
ثابت حبيب العاني
أخذت الحركة الطلابية في عامي 1951-1952 بالتوسع والانتشار. وتشكلت لجان طلابية جديدة في الكليات والمدارس. واستطاع اتحاد الطلبة العراقي العام تصدّر النشاطات وأصدار النشرات. وفي تلك الفترة خاض اتحاد الطلبة الجدال مع رئيس تحرير جريدة “اليقظة” لصاحبها سلمان الصفواني. وقد طغى على اتحاد الطلبة آنذاك طابع التحزب في نشراته، التي بدت وكأنها نشرات الحزب الشيوعي. وفي الواقع كانت قيادة الأتحاد بغالبيتها من الشيوعيين. ومن الأمثلة على الطابع الحزبي لنشرات الاتحاد هو البيان الذي أصدره الاتحاد حول القضية الفلسطينية الذي كان بعنوان “نحن أخوان اليهود واعداء الصهيونية”، والذي أيد فيه اتحاد الطلبة قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين. إنه هذا الإعلان هو صورة من أخطاء الشيوعيين في العمل مع المنظمات الديمقراطية. وبعد صدور هذا البيان ردت جريدة “اليقظة” ورئيس تحريرها سلمان الصفواني على البيان، واتهمت الاتحاد واعضائه بالعمالة والصهيونية. وعدنا في بيان الرد الصفواني وأكدنا من جديد على إننا “نعم نحن اخوان اليهود واعداء الصهيونية”. وعلى الرغم من كل هذه المواقف المتطابقة مع مواقف الحزب الشيوعي، إلاّ أن جموع الطلاب كانت تؤيد الاتحاد وتنضم إلى صفوفه، لأن اتحاد الطلبة العراقي العام كان التنظيم الوحيد على الساحة الطلابية العراقية.
وكان من أبرز فعاليات الاتحاد في البداية هي عقد المؤتمر التأسيسي في ساحة السباع في 14 نيسان من عام 1948 في بغداد بعد الوثبة. وشكل هذا الحدث منعطفاً مهماً في تاريخ الحركة الطلابية العراقية وعملنا الجماهيري الديمقراطي بين الطلاب. وجاء نتيجة للتوجيهات الصائبة للرفيق فهد. فقد وجّه الرفيق فهد الطلبة الشيوعيين في الكليات، لم تكن جامعة بغداد قد تأسست بعد، وفي المعاهد وحتى في المدارس الأعدادية والمتوسطة إلى تشكيل لجان طلابية. وقد تشكلت هذه اللجان فعلاً في معظم الكليات وحتى في كلية الشريعة. وركزت في عملها على القضايا الاجتماعية والثقافية في بداية تكوينها. وبعد نجاح وثبة كانون الثاني عام 1948 والانتصار الذي أحرزته الجماهير في ممارسة الحريات الديمقراطية، توجه أعضاء اللجان الطلابية وخاصة الشيوعيين فيها إلى عقد مؤتمر علني. وتم تحديد مكان عقد المؤتمر في دار سينما “روكسي” الكائن في شارع الرشيد. وكنت أثناء عقد المؤتمر في بغداد بعد عودتي من كركوك.
وأخذت الوفود تتجمع عند مبنى سينما “روكسي”. ولكن الشرطة كانت قد احتلت السينما وحالت دون عقد المؤتمر في دار السينما. وكان الطلبة الشيوعيين قد أخذوا احتياطاتهم، واستعدوا لعقد المؤتمر في مكان بديل في منطقة عمالية في شارع
ساحة السباع في بغداد مكان انعقاد أول مؤتمر لاتحاد الطلبة العراقي العام في عام 1948
الشيخ عمر وهي
ساحة السباع. وقد تهيأ العمال لحراسة المكان. وقد دلّ ذلك على أهمية التخطيط والحيطة في العمل. وما أن بدأت الوفود بالتوجّه تباعاً إلى دار السينما، حتى كان في استقبالهم بعض الطلبة الذين طلبوا منهم التوجه إلى “ساحة السباع”. وهكذا تم انعقاد المؤتمر الأول لاتحاد الطلبة العراقي العام في ساحة السباع في شارع الشيخ عمر وفي الهواء الطلق وبدون اية قاعة. وقد حضر المؤتمر شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري ، وألقى قصيدته الرائعة:
يـوم الشهيـد تحيـة وسلام بك والنضال تؤرخ الاعوام
بك والضحايا الغر يزهو شامخاً علم الحساب وتفخر الارقام
بك والذي ضم الثرى من طيبهم تتعطر الارضون والايام
شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري يلقي شعره في ساحة السباع
بك يبعـث الجيـل المحتـم بعثـه وبك القيامة للطغـاة تقـام….
وتوالت الخطب والكلمات في المؤتمر، وتم في النهاية انتخاب قيادة الاتحاد من العناصر البارزة في الحركة الطلابية وهم كل من جعفر اللبان رئيساً وأبو زيد صلال نائب الرئيس وخلوق أمين زكي سكرتيراً وعبد الجبار شوكت أميناً للصندوق ومحمود الجنابي وهادي هاشم ومحمد عبدالله رستم أعضاء في اللجنة التنفيذية. وقد شارك في المؤتمر جورج تلو وعمر علي الشيخ وعبد الرزاق مطر عن كلية الهندسة، وبدر شاكر السياب وابراهيم الشيخ نوري وابراهيم عبد الحسين وعناصر اخرى كثيرة. ولم تكن لدي معرفة بجميع الحاضرين لأنني لم أكن طالباً في تلك الفترة. وعندما اعتقلت لاحقاً، شاركني في المعتقل ابراهيم عبد الحسين وبدر شاكر السياب ورئيس الاتحاد في البصرة ولا اتذكر اسمه. تميزت الحركة الطلابية العراقية بتاريخ مجيد، وكانت اللجان الطلابية قد تأسست قبل نضوج الظروف لتشكيل اتحاد الطلبة العراقي العام. وفي عامي 1948 –
بدر شاكر السياب
1949 وجهت
ضربات قاسية إلى الاتحاد، واعتقل عدد كبير من قادة وكوادر الاتحاد، وسجن آخرون لعدة سنوات ومنهم جورج تلو وابراهيم حسين وعبد الرزاق مطر وخلوق أمين زكي وغيرهم كثيرون.
بعد تجديد بناء الحزب وتولي بهاء الدين نوري قيادة الحزب في عام 1950 – 1951، دبّ النشاط مجدداً في اتحاد الطلبة. وعاد الكثير من العناصر النشطة التي فصلت من معاهدهم
إلى مقاعد الدراسة. وتحركت الاجواء وبدأت النشاطات الطلابية. وكان من أبرز قياداتها حمدي ايوب، إضافة إلى مهدي عبد الكريم وطاهر عبد الكريم وكلاهما من مدينة طويريج. وفي عام 1952 برز نشاط الاتحاد على الساحة بشكل واضح. وفي هذه السنة أيضاُ تأسست رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية. ولا بد من الاشارة إلى أن قيادة الحزب في تلك الفترة كانت
طاهر عبد الكريم مهدي عبد الكريم
من العناصر الشابة وتفتقر إلى الخبرة والتعامل مع الأحداث، إلاّ أنها كانت تتميز بالجرأة والاندفاع والقدرة على خوض النضال. ولكنها لم تكن يمستوى الأحداث منذ ان فقدنا قيادة الرفيق فهد. فالقيادات التي أتت بعده لم تقدم الحزب خطوات إلى الأمام، بل كانت تواصل ما بذره الرفيق فهد. كما لعب ضعف الأحزاب الوطنية دوراً في ذلك. وعلى الرغم من ذلك، فإن الشعب العراقي كان ملتصقاً بالحزب ويتقبل شعاراته، وذلك يعود إلى ميزة تميز بها الشيوعيون وهي الإصرار والمواصلة وطرح المطالب المتعلقة بمشاكل الشعب ومعاناته. ولذلك كان الشعب يحترم الشيوعيين ويؤيدهم.
لقد تأسست في تلك الفترة نقابة السكك الحديدية بقيادة الرفيق علي شكر، وكان لها تأثير كبير على الساحة العمالية والسياسية. وقد تم حلها لاحقاً من قبل مستر سميث الذي بادر إلى تشكيل لجان عمالية كبديل للنقابة وسميت بـ”لجان سميث” من قبل العمال من باب السخرية. ومن المفارقة أن حزب الشعب كان قد أيد تلك اللجان. ونتيجة لذلك بدأت المعركة من أجل الدفاع عن النقابة والمطالبة باعادة شرعيتها. ويبدو لي أنه كان من المناسب أن يكون التعامل ومعالجة الموقف بمرونة. وأرى أنه كان هناك قدر من التزمت من قبل قيادة الحزب في التعامل مع القوى والاحزاب الاخرى مثل الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الشعب والاتحاد الوطني بقيادة عبد الفتاح ابراهيم، والتي كانت هي الأخرى مضطهدة من قبل الحكم. فالحكم كان يناور مع هذه الأحزاب، فتارة يبيح لها حرية النشاط لبضع شهور، ثم يغير اتجاهه ليقوم باعتقال قادة وأنصار هذه الأحزاب. ومن الجدير بالذكر إن هذه الاحزاب كانت بشكل عام قريبة من الحزب الشيوعي العراقي، وكان لها تأثيراً كبيراً على الجو السياسي آنذاك. ولم يكن الموقف غير المرن للحزب الشيوعي بعيداً عن المزاج العام الحاد للعراقيين في التعامل مع المنافسين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• فصل من كتاب تحت قيد الطبع بعنوان “صفحات من السيرة الذاتية” للمرحوم ثابت حبيب العاني.
Related
About عادل حبه
عادل محمد حسن عبد الهادي حبه
ولد في بغداد في محلة صبابيغ الآل في جانب الرصافة في 12 أيلول عام 1938 ميلادي.
في عام 1944 تلقى دراسته الإبتدائية، الصف الأول والثاني، في المدرسة الهاشمية التابعة للمدرسة الجعفرية، والواقعة قرب جامع المصلوب في محلة الصدرية في وسط بغداد.
إنتقل الى المدرسة الجعفرية الإبتدائية - الصف الثالث، الواقعة في محلة صبابيغ الآل، وأكمل دراسته في هذه المدرسة حتى حصوله على بكالوريا الصف السادس الإبتدائي
إنتقل إلى الدراسة المتوسطة، وأكملها في مدرسة الرصافة المتوسطة في محلة السنك في بغداد
نشط ضمن فتيان محلته في منظمة أنصار السلام العراقية السرية، كما ساهم بنشاط في أتحاد الطلبة العراقي العام الذي كان ينشط بصورة سرية في ذلك العهد. أكمل الدراسة المتوسطة وإنتقل إلى الدراسة الثانوية في مدرسة الأعدادية المركزية، التي سرعان ما غادرها ليكمل دراسته الثانوية في الثانوية الشرقية في الكرادة الشرقية جنوب بغداد.
في نهاية عام 1955 ترشح إلى عضوية الحزب الشيوعي العراقي وهو لم يبلغ بعد الثامنة عشر من عمره، وهو العمر الذي يحدده النظام الداخلي للحزب كشرط للعضوية فيه
إعتقل في موقف السراي في بغداد أثناء مشاركته في الإضراب العام والمظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي العراقي للتضامن مع الشعب الجزائري وقادة جبهة التحرير الجزائرية، الذين أعتقلوا في الأجواء التونسية من قبل السلطات الفرنسية الإستعمارية في صيف عام 1956.
دخل كلية الآداب والعلوم الكائنة في الأعظمية آنذاك، وشرع في تلقي دراسته في فرع الجيولوجيا في دورته الثالثة . أصبح مسؤولاً عن التنظيم السري لإتحاد الطلبة العراقي العام في كلية الآداب والعلوم ، إضافة إلى مسؤوليته عن منظمة الحزب الشيوعي العراقي الطلابية في الكلية ذاتها في أواخر عام 1956. كما تدرج في مهمته الحزبية ليصبح لاحقاً مسؤولاً عن تنظيمات الحزب الشيوعي في كليات بغداد آنذاك.
شارك بنشاط في المظاهرات العاصفة التي إندلعت في سائر أنحاء العراق للتضامن مع الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي الإسرائيلي- الفرنسي البريطاني بعد تأميم قناة السويس في عام 1956.
بعد انتصار ثورة تموز عام 1958، ساهم بنشاط في إتحاد الطلبة العراقي العام الذي تحول إلى العمل العلني، وإنتخب رئيساً للإتحاد في كلية العلوم- جامعة بغداد، وعضواً في أول مؤتمر لإتحاد الطلبة العراقي العام في العهد الجمهوري، والذي تحول أسمه إلى إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية. وفي نفس الوقت أصبح مسؤول التنظيم الطلابي للحزب الشيوعي العراقي في بغداد والذي شمل التنظيمات الطلابية في ثانويات بغداد وتنظيمات جامعة بغداد، التي أعلن عن تأسيسها بعد إنتصار الثورة مباشرة.
أنهى دراسته الجامعية وحصل على شهادة البكالاريوس في الجيولوجيا في العام الدراسي 1959-1960. وعمل بعد التخرج مباشرة في دائرة التنقيب الجيولوجي التي كانت تابعة لوزارة الإقتصاد .
حصل على بعثة دراسية لإكمال الدكتوراه في الجيولوجيا على نفقة وزارة التربية والتعليم العراقية في خريف عام 1960. تخلى عن البعثة نظراً لقرار الحزب بإيفاده إلى موسكو-الإتحاد السوفييتي للدراسة الإقتصادية والسياسية في أكاديمية العلوم الإجتماعية-المدرسة الحزبية العليا. وحصل على دبلوم الدولة العالي بدرجة تفوق بعد ثلاث سنوات من الدراسة هناك.
بعد نكبة 8 شباط عام 1963، قرر الحزب إرساله إلى طهران – إيران لإدارة المحطة السرية التي أنشأها الحزب هناك لإدارة شؤون العراقيين الهاربين من جحيم إنقلاب شباط المشؤوم، والسعي لإحياء منظمات الحزب في داخل العراق بعد الضربات التي تلقاها الحزب إثر الإنقلاب. إعتقل في حزيران عام 1964 من قبل أجهزة الأمن الإيرانية مع خمسة من رفاقه بعد أن تعقبت أجهزة الأمن عبور المراسلين بخفية عبر الحدود العراقية الإيرانية. وتعرض الجميع إلى التعذيب في أقبية أجهزة الأمن الإيرانية. وأحيل الجميع إلى المحكمة العسكرية في طهران. وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، إضافة إلى أحكام أخرى طالت رفاقه وتراوحت بين خمس سنوات وإلى سنتين، بتهمة العضوية في منظمة تروج للأفكار الإشتراكية.
أنهى محكوميته في أيار عام 1971، وتم تحويله إلى السلطات العراقية عن طريق معبر المنذرية- خانقين في العراق. وإنتقل من سجن خانقين إلى سجن بعقوبة ثم موقف الأمن العامة في بغداد مقابل القصر الأبيض. وصادف تلك الفترة هجمة شرسة على الحزب الشيوعي، مما حدى بالحزب إلى الإبتعاد عن التدخل لإطلاق سراحه. وعمل الأهل على التوسط لدى المغدور محمد محجوب عضو القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك، والذي صفي في عام 1979 من قبل صدام حسين، وتم خروجه من المعتقل.
عادت صلته بالحزب وبشكل سري بعد خروجه من المعتقل. وعمل بعدئذ كجيولوجي في مديرية المياه الجوفية ولمدة سنتين. وشارك في بحوث حول الموازنة المائية في حوض بدره وجصان، إضافة إلى عمله في البحث عن مكامن المياه الجوفية والإشراف على حفر الآبار في مناطق متعددة من العراق .
عمل مع رفاق آخرين من قيادة الحزب وفي سرية تامة على إعادة الحياة لمنظمة بغداد بعد الضربات الشديدة التي تلقتها المنظمة في عام 1971. وتراوحت مسؤولياته بين منظمات مدينة الثورة والطلبة وريف بغداد. أختير في نفس العام كمرشح لعضوية اللجنة المركزية للحزب
إستقال من عمله في دائرة المياه الجوفية في خريف عام 1973، بعد أن كلفه الحزب بتمثيله في مجلة قضايا السلم والإشتراكية، المجلة الناطقة بإسم الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، في العاصمة الجيكوسلوفاكية براغ. وأصبح بعد فترة قليلة وفي المؤتمر الدوري للأحزاب الممثلة في المجلة عضواً في هيئة تحريرها. وخلال أربعة سنوات من العمل في هذا المجال ساهم في نشر عدد من المقالات فيها، والمساهمة في عدد من الندوات العلمية في براغ وعواصم أخرى.
عاد إلى بغداد في خريف عام 1977، ليصبح أحد إثنين من ممثلي الحزب في الجبهة التي كانت قائمة مع حزب البعث، إلى جانب المرحوم الدكتور رحيم عجينة. وأختير إلى جانب ذلك لينسب عضواً في سكرتارية اللجنة المركزية ويصبح عضواً في لجنة العلاقات الدولية للحزب.
في ظل الهجوم الشرس الذي تعرض له الحزب، تم إعتقاله مرتين، الأول بسبب مشاركته في تحرير مسودة التقرير المثير للجنة المركزية في آذار عام 1978 وتحت ذريعة اللقاء بأحد قادة الحزب الديمقراطي الأفغاني وأحد وزرائها( سلطان علي كشتمند) عند زيارته للعراق. أما الإعتقال الثاني فيتعلق بتهمة الصلة بالأحداث الإيرانية والثورة وبالمعارضين لحكم الشاه، هذه الثورة التي إندلعت ضد حكم الشاه بداية من عام 1978 والتي إنتهت بسقوط الشاه في شتاء عام 1979 والتي أثارت القلق لدي حكام العراق.
إضطر إلى مغادرة البلاد في نهاية عام 1978 بقرار من الحزب تفادياً للحملة التي أشتدت ضد أعضاء الحزب وكوادره. وإستقر لفترة قصيرة في كل من دمشق واليمن الجنوبية، إلى أن إنتدبه الحزب لإدارة محطته في العاصمة الإيرانية طهران بعد إنتصار الثورة الشعبية الإيرانية في ربيع عام 1979. وخلال تلك الفترة تم تأمين الكثير من إحتياجات اللاجئين العراقيين في طهران أو في مدن إيرانية أخرى، إلى جانب تقديم العون لفصائل الإنصار الشيوعيين الذين شرعوا بالنشاط ضد الديكتاتورية على الأراضي العراقية وفي إقليم كردستان العراق. بعد قرابة السنة، وبعد تدهور الأوضاع الداخلية في إيران بسبب ممارسات المتطرفين الدينيين، تم إعتقاله لمدة سنة ونصف إلى أن تم إطلاق سراحه بفعل تدخل من قبل المرحوم حافظ الأسد والمرحوم ياسر عرفات، وتم تحويله إلى سوريا
خلال الفترة من عام 1981 إلى 1991، تولى مسؤلية منظمة الحزب في سوريا واليمن وآخرها الإشراف على الإعلام المركزي للحزب وبضمنها جريدة طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة.
بعد الإنتفاضة الشعبية ضد الحكم الديكتاتوري في عام 1991، إنتقل إلى إقليم كردستان العراق. وفي بداية عام 1992، تسلل مع عدد من قادة الحزب وكوادره سراً إلى بغداد ضمن مسعى لإعادة الحياة إلى المنظمات الحزبية بعد الضربات المهلكة التي تلقتها خلال السنوات السابقة. وتسلم مسؤولية المنطقة الجنوبية حتى نهاية عام 1992، بعد أن تم إستدعائه وكوادر أخرى من قبل قيادة الحزب بعد أن أصبح الخطر يهدد وجود هذه الكوادر في بغداد والمناطق الأخرى.
إضطر إلى مغادرة العراق في نهاية عام 1992، ولجأ إلى المملكة المتحدة بعد إصابته بمرض عضال.
تفرغ في السنوات الأخيرة إلى العمل الصحفي. ونشر العديد من المقالات والدراسات في جريدة طريق الشعب العراقية والثقافة الجديدة العراقية والحياة اللبنانية والشرق الأوسط والبيان الإماراتية والنور السورية و"كار" الإيرانية ومجلة قضايا السلم والإشتراكية، وتناولت مختلف الشؤون العراقية والإيرانية وبلدان أوربا الشرقية. كتب عدد من المقالات بإسم حميد محمد لإعتبارات إحترازية أثناء فترات العمل السري.
يجيد اللغات العربية والإنجليزية والروسية والفارسية.
متزوج وله ولد (سلام) وبنت(ياسمين) وحفيدان(هدى وعلي).