ابن بطوطة ابن تيمية في عقله شيئا

horseboyالرحالة المغربي الشهير والملقب ب ” ابن بطوطة”,وهو “أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠّﻪ اﺑﻦ ﻣﺤﻤّﺪ اﻟﻼّواﺗﻲ” دون  سيرة اسفاره بكتابه المعروف ” ﺗﺤﻔﺔ اﻟﻨﻈﺎر ﻓﻲ ﻏﺮاﺋﺐ اﻷﻣﺼﺎر وﻋﺠﺎﺋﺐ اﻷﺳﻔﺎر”او اختصارا يعرف ب” رحلة ابن بطوطة”, وعندما وصل بلاد الشام سنة 725 \1325م, ذكرهناك قصة طريفة شاهدها بأم عينه حصلت في دمشق, يقول: ” كان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلية “تقي الدين ابن تيمية” كبير الشام يتكلم في الفنون، إلا أن “في عقله شيئا ” وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم, ويعظهم على المنبر، وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء ورفعوه إلى الملك الناصر فأمر بأشخاصه إلى القاهرة وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر، وتكلم “شرف الدين الزواوي المالكي” وقال:  أن هذا الرجل قال كذا وكذا, وعدد ما أنكر على ابن تيمية, وأحضر العقود بذلك, ووضعها بين يدي القضاة، وقال قاضي القضاة لابن تيمية ما تقول؟ قال لا إله إلا الله، فأعاد عليه فأجاب يمثل قوله, فأمر الملك الناصر بسجنه فسجن أعواما, وصنف في السجن كتابا في تفسير القرآن سماه “بالبحر المحيط”  في نحو أربعين مجلدا، ثم أن أمه تعرضت للملك الناصر وشكت إليه فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال: “إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا” ونزل درجة من درج المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف ” بابن الزهراء”  وأنكر ما تكلم به فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضربا كثيرا حتى سقطت عمامته وظهر على رأسه شاشية حرير, فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار “عز الدين بن مسلم” قاضي “الحنابلة” فأمر بسجنه وعززه بعد ذلك فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيزه ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكيز وكان من خيار الأمراء وصلحائهم فكتب إلى الملك الناصر بذلك وكتب عقدا شرعيا على ابن تيمية بأمور منكرة منها أن المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمه إلا طلقة واحدة، ومنها المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف زاده الله طيبا لا يقصر الصلاة وسوى ذلك مما يشبهه، وبعث العقد إلى الملك الناصر فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة فسجن بها حتى مات في السجن “.
وابن بطوطة في الحديث عن ابن تيمية يصور لنا المحاكمة بكل عناصرها، فالعقود تسجل ما ينكر عليه، والقضاة يتولون الحكم في ذلك فيحكمون بالسجن أولا، ثم بعد ذلك يطلق سراحه إلا أنه يعيد الكرة فيعاد الحكم عليه إلى أن يموت في سجنه. أن ابن تيمية يسمو في أعين القراء حينما يرون استماتته على أفكاره وعدم تنازله عنها تحت الضغط والإكراه.

ولكن في بعض المراجع هناك من يذكر احداث اكثر درامية للقصة فيقول: ان ابن تيمية طلب من القاضي فرصة للدفاع عن نفسه وطلب بارسال مندوبين عن المحكمة معه, فاعتلى المنبر في المسجد وقال لجمهورالغوغاء:” أنبحوا مثل الكلب … ففعلوا  ثم أمرهم بأن ينهقوا كالحمير .. ففعلوا.. فقال لمندوبي المحكمة . أرأيتم وسمعتم بأنفسكم .. أنا لست مدعيا فأنا هو الله بالنسبة لهم.

About أديب الأديب

كاتب سوري ثائر ضد كل القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والاسرية الموروثة بالمجتمعات العربية الشرق اوسطية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.