إيليا بن أبي طالب

الحوار المتمدن

دائما ما أقفُ في التراث الإسلامي حين أدرس تاريخ السير والتراجم عند أسم(محمد) وأسم(علي) وأفكر فيهما من حيث أن هذين الأسمين لم يكونا متداولين عند العرب بشكلٍ كبير وملفت للنظر, أما بالنسبة لمحمد فقد طرح موضوعه في مقالاتٍ سابقة ولكن يبقى أسم علي,هذا الأسم الغريب الذي لا يعلم أحد من أين أتى إلا من كانت له خبرة ودراية في اللغة السريانية وتاريخ النصارى في شبه الجزيرة العربية, وخلاصة القول أن أسم (علي) هو تصحيف وترجمة حرفية لأسم(إيليا-إيلياء-عليا-عاليه-علياء) فإليا حين ينتقل إلى اللغة العربية يتحول فيه الألف إلى عين(ع) ويتم تحويره من إليا إلى (عليّا-علي),وخلاصة القول أن أسم علي بن أبي طالب هو(إيليا بن أبي طالب)أو (إلياس) وهو نفس المعنى,إذا نقلنا الأسم إلى اللغة اليونانية,علما أن إيليا-إلياس-إلياء,هو من أنبياء اليهود.

وهذا يدل على أن عائلة محمد كانت متشبعة بالتراث المسيحي أو كانوا فعلا كما يقال عنهم بأنهم جماعة متنصرون يتبعون الديانة النصرانية بكل حذافيرها,ومن المعروف جيدا عندنا أن الآباء يحبون أن يسموا أبناءهم بأسماء لها عليهم تأثيرٌ فكري,وبما أن أبا طالب سمّى أبنه باسم(إيليا-علي-عليا) فهذا معناه أن عائلة محمد هو وأعمامه كانوا يميلون إلى الديانة المسيحية,ولكن بعد فترة تاريخية تركوا النصرانية وخرجوا لأنفسهم بمذهب جديد, أو أن هذا الأسم كان في الأصل لشخص نصراني يعيش بينهم وفارقهم أو كانت صفاته صفات رجل محترم له احترامه بين الناس لذلك سماهُ أبوه بأسم(إيليا-إيلياء).

وفي الأصل حين نعود إلى متابعة موضة (مودة) الأسماء التي كانت دارجة في شبه الجزيرة العربية نجد من النادر جدا أن نجد رجلا يحمل أسم(علي) ما عدى علي بن أبي طالب,هذا الصحابي والخليفة الذي تزوج من أبنة محمد وهو في الأصل ابن عم محمد, ومن المرجح أن لا يكون علي بن أبي طالب قد حمل هذا الأسم منذ ولادته فربما أن محمداً هو الذي أطلق عليه هذا الأسم بعد أن كفله ورباه في بيته كرد جميل لعمه أبو طالب الذي ربى محمدا في بيته وهو طفل يتيم, فقد كان أبو طالب رجل كثير العيال وفقير الحال,فأخذ محمدٌ من عنده ابنه وهو صغير جدا وأطلق عليه هذا الأسم الغريب الذي لم يكن معروفة كفاية في مكة ويثرب إلا بنسخته الأصلية وهي(إيليا),وهو نفس فعل(عليش) في اللغة السومرية والأكدية ونعرف ذلك من قراءة ملحمة الخلق البابلية والتي تحمل عنوان(عندما في الأعالي) والأسم يشترك مع اللغة العربية بمعنى السمو والعلي الكبير وهو منبثق عن فعل(على),هكذا يظهر لنا في البداية ولكن في حقيقة الأمر إذا جئنا إلى الصحيح فهو يعني(إيليا) في التوراة والإنجيل وهذا يدل على أن عائلة محمدٍ كانت متشبعة بتراث النصارى إلى حد النخاع الشوكي,وقد انفردوا بهذا الأسم وحدهم عن دون سائر قريش, فهل خطر ببالكم أنه لا يوجد في قريش أحدُ يحملُ أسم علي(إيليا) ولكن لماذا؟ ربما أن معرفتهم بالأسماء الأجنبية كانت قليلة جدا أما بالنسبة لعائلة محمد فقد كانوا متشبعون بالتراث اليهودي والمسيحي, وربما أن محمدا نفسه كان هو أيضا في بداية حياته متشبعا ومؤمنا بالمسيحية كديانة وكمذهب فكري,لذلك هو من أطلق على أبن عمه لقب أو كنية(إيليا).

وحتى اليوم يسمي معظم العرب أبناءهم وأنا واحدٌ منهم بأسم(علي) ولكن قلة من الناس من يدرك أن الأسم في الأصل تحوير لأسم(إيليا),وبهذا نستدل على أن ثقافة التوراة والإنجيل كانت سائدة في عائلة محمد بشكل كبير واستمدوا معرفتهم بقصص الأنبياء والرسل من خلال التوراة نفسها وليس من خلال الوحي, فمسألة الوحي كانت عملية صورية يختفي وراءها بنو هاشم من أجل أن يقولوا أن الله هو المصدر الرئيسي لديانتهم, علما أن أسم علي (إيليا) هو الذي يدل ويكشف لنا عن مصادر محمد التي من خلالها تم كتابة القرآن بواسطتها, النصارى (ورقة بن نوفل) وغيره كجنود مجهولين هم من علم محمد قصص التوراة والإنجيل فأحب محمد الشخصيات المذكورة في التوراة والإنجيل لدرجة أنه سمى أبن عمه بأسم(علي-إيليا),وكذلك(الفارقليط-البارقليط) المخلص,وللحديث بقية.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.