” أول قارب عربى رسى على الشواطىء الأمريكية “
هو أول رحالة عربى الى القارة الأمريكية, عراقى كان رائد للرحلات فَقصص السندباد البحرى تقرئها فى كل اللغات الانسانية و عبر التاريخ القديم و الحديث و حتى فى أفلام الكارتون للأطفال.
لقد كان المغاربة كذلك رواد الرحلات, فكان ابن بطوطة رائداً فى الرحلات و الاكتشافات فلقد زار الصين و التقى بمغربى آخر هو السيد قدام الدين السبتى.
و يذكر التاريخ أسماء مهمة عبرت فى سفنها للعالم مثل ماركو بولو, و كوك, و ماغلان, و نونييس دى بالبوا, و ايرنان كورتيس, و فرانسيسكو بيثارو, و فاسكو دى غاما, و ابو الريحان البيرونى, و القزوينى, و ابن سعيد المغربى, و الزيانى, و ابن جبير, وابن عثمان, و الموصلى, و الوردانى, و سواهم.
يقول الأب أنطون رباط اليسوعى: “عندما كنا نطالع المخطوطات المحفوظة فى مطرانية السريان بحلب لقد نظرنا كتاب عربى عنوانه (سياحة الخورى الياس الموصلى)” و يوضح بأن شرقياً زار الولايات المتحدة فى القرن السابع عشر ووصفها وصفاً جميلاً و لهذا قمنا بنشر الكتاب و أسمه ” الخورى إليآس الموصلى ابن القسيس حنا الموصلى الكلدانى” من عائلة بيت عمودة.
………….هده المعلومات اقتباس من الصحف والانترنيت………………………………..
فى 1668 سافر اليأس الموصلى من بغداد لزيارة القدس الشريف و منها لحلب و من أسكندرونة الى البندقية و فرنسا و أسبانيا و البرتغال و جزيرة صقلية ثم عاد الى اسبانيا و ركب البحر من قادس الى امريكا فمر على جزر الكنارى ووصل الى قرطجنة فى امريكا الجنوبية بعد 55 يوما قضاها فى البحر ثم ساح فى جهات باناما و منها تتبع المدن و القرى و المناجم غرب امريكا الجنوبية فزار البلاد التى تدعى اليوم كولومبيا, و خط الاستواء, و البيرو, و بوليفيا, ثم شيلى ومنها عاد الاعقاب الى ليما من اعمال البيرو عام 1680 و هناك كتب القسم الأول من رحلته, و ما لبث ان سار الى البلاد التي يسميها “ينكى دنيا” أى المكسيك و امريكا الوسطى, و بعد مدة قضاها فى مكسيكو قفل راجعاً فركب البحر و عاد الى اسبانيا فرومية و قد استغرقت رحلته زهاء اثنتى عشرة سنة.
و لا شك ان هذه الرحلة ذات اهمية تاريخية و اجتماعية بالغة نظراً لما تتضمنه من اخبار و قصص و حكايات ووصف لتلك البلدان النائية خاصة ان كل ما تم تسجيله فى هذه الرحلة كتبه الموصلى بلغته الأصلية و هى العربية مما قد يجعل من مخطوطه أول وثيقة عربية حول تلك البلدان بغض النظر عن الأخطاء اللغوية و النحوية, و استعمال غير قليل من الكلمات الأجنبية الدخيلة تركية و فارسية و اسبانية حيث عمل الرحالة على ترجمة الكلمات الأسبانية بالخصوص و نقلها الى اللغة العربية, و الغريب أو الطريف ان بعض الكلمات الأسبانية التى وردت فى رحلته هى من اصل عربى!
يبدأ الموصلى رحلته بقوله ” الحمد لله الذى خلق البرايا بحكمته و اخترع الموجودات بأمره و كلمته, و صور الإنسان و نهاه عن ثمر لا يأكله لئلا يموت موتاً فهذا المخلوق الضعيف لما خالف أمر خالقه و اكل من المنهى عنه تجرد من النعمه التى كان متسر بلا بها و صار مطروداً مع ذريته من فردوس عدن الى أرض الشقاء و الحزن.
و يشرح فى المقدمة رحلته كيف اعتنق معظم سكان البلاد التى زارها الديانة المسيحية التى وصلت مع المبشرين الأسبان الأوائل فى هذه الأرض المترامية الأطراف التى يقول عنها واما هذا الإقليم الذى قصدنا التكلم عنه فهو ممتد الطول و العرض و هو اكبر من الثلاثة اقاليم الأخرى المعروفة بآسيا و افريكا و اوروبا و هو يريد بذلك كما يشير المحقق ان هذا الإقليم الرابع الذى وصفه كان حقه ان يسمى باسم مكتشفه كريستوفر كولومبوس, إلا انه يسمى على اسم امريكو فيسبوثيو و هو بحار ايطالى من فلورينسة شخص تلك الأرض على خارطة و عرضها على ملك اسبانيا فحينئذ سميت تلك الأرض بأمريكا ..
و رحالتنا لا يترك صغيرة و لا كبيرة إلا و يوفيها حقها من الوصف حيث سينقل لنا مختلف التقاليد التى كانت سائدة فى تلك البلاد و الأوضاع التى كانت عليها, كما يصف العمران و البنايات و الحيوان و الطيور و الجوارح و المعادن و كيفية استخراجها و المواشى و الزواحف و عمليات القرصنة التى كانت تتعرض لها المراكب التى كانت تمخر المحيط فى ذلك العهد, فضلاً عن عادات الطبخ عند الهنود و الطقس و المبادلات التجارية و المقايضة و تجارة العبيد و عادات الدفن و الزواج, و الزلازل التى كانت تضرب هذه المناطق و غيرها من الأخبار المثيرة و الغريبة.
فعند وصفه لمناخ تلك المناطق التى زارها يقول: ثم سرنا يومين بدرب سهل و صعدنا فى اليوم الثالث الى جبل و لا زالت الرياح و البرد شديد فابتدأت تتغير امزجتنا و تقيانا بسبب اننا خرجنا من ارض شديدة السخونة و جزنا عاجلاً لأى ارض باردة. و عن طقس هذه البلاد يقول كذلك: و تلك الأرض فى ايام الصيف لما تمطر تصير كلها بحيرة لان فى ذلك البلد يبدأ المطر من اول شهر ايار الى شهر ايلول بخلاف طقس بلادنا. و يصف الموصلى وصفاً دقيقاً مختلف انواع الحيوانات و النباتات و الطيور التى شاهدها و هو يقول بعد ان جال ضواحى مدينة ليما: و ما كان لهم فى هذه المنطقة مواش مثل افراس و بغال و حمير و لا ثيران و لا بقر و لا غنم و لا دجاج سوى واحد يشبه الجمل بقدر الحمار و حدبته فى صدره يحملون عليه و يأكلون لحمه و لكنه لا يسافر بعيداً و كل طاقته اربعة فراسخ لا غير فلما يتعب ينام و يزبد و يتنفل على اصحابه.
و فى مدينة كوسكو التاريخية التى توجد على مقربة من قلعة ماتشو بيتشو التى اطلق عليها ارنولد توينبى فيما بعد كاتدرائية العمالقة, يقول: ” و من هنالك سرنا فى الدرب فوجدنا اجناسا من الحيوانات منها ايل و بقر وحشية و غيرها من اجناس اخرى و هى تعيش فى تلك الجبال المقفرة و ما لها اصحاب, و جنس حيوان آخر يسمى بيكونيا و هو كصورة غزال لكن بدون قرون, و هذا الحيوان قوى وانيس لما يرى اناسا ام دوابا مجتازين ينحدر من الجبل ليتفرج عليهم, و عددها كثير و كان عندى كلاب للصيد و بندقية فقتلت بعضا من هذه الحيوانات و لحمها لا يأكله غير الهنود و صوفها ناعم كالحرير و يصنعون منه البرانيط و لونه عسلى كلون الغزال, و فى بطن هذا الحيوان يوجد حجر الباز هر (الترياق) بين كليتيه فيخرجونه و يبيعونه بثمن غال لأنه نافع للسموم.” و فى منطقة توكمان القريبة من بوينوس ايريس يقول: “من المواشى فى هذه البلاد شىء كثير و عديمة القيمة فى الجبال و هى وحشية” و عن هنود تلك المنطقة و خيولها يقول: “و هؤلاء الهنود ما كانوا يعملون من قبل احوال الحرب و لكن بعد ما تعاشروا مع السبنيولية) (اى الأسبان) تعلموا مثلهم و ما كان لهم أولا خيل و لا كانوا يعرفون ركوبها فالآن صاروا يركبون الخيل, و يحاربون برماح تشبه رماح العرب مع السبنيولية دائماً.” و فى منطقة غواياكيل فى بلاد الإكوادور يحكى لنا واقعة تاريخية حقيقية رواها غير قليل من الباحثين الأسبان و غير الأسبان حول وصول الخيل الى هذه البلاد فيقول : “و لما كانوا ينظرون الى الخيل و راكبيها كانوا يظنون ان الفرس و راكبها شقفة واحدة مثلما كان الهنود يظنون لما وصلت مراكب السبنيولية الى تلك البلاد انها حيتان البحر, و قلاع المراكب كانوا يظنوها جناح الحيتان لان قبل ذلك الحين ما كانوا رأوا مركبا.” الزواحف و الطيور كما وصف رحالتنا مختلف الزواحف و الطيور التى شاهدها خلال رحلته الطويلة بهذه البلدان و فى ذلك يقول: “و يوجد فى هذا الدرب اجناس و حوض مثل السعدان و له الوان و اشكال, و ايضا من قسم الطيور يوجد الطائر الذى يتكلم, و طير آخر يسمى باكا مايا و هو بقدر ديك كبير لكن ريشة ملون, إنه شيء عجيب” وفى باب آخر من الرحلة يقول الموصلى: “و كان الى جانب الدرب بحيرة قدرها نصف فرسخ, و بقينا نتصيد منها بعض اجناس الطيور الى بعد العصر.” و جاء فى آخر الرحلة: “و كنت قد احضرت معى من الهند اربع درات (كذا) و هى الطيور التى تسمى فى لسان الفرنجة (بابا كاى)/ (الببغاء) يتكلمون مثل الإنسان.” و يصف لنا الرحالة سلاحف تلك البلاد البعيدة فيقول: و من هناك سرنا و جزنا على جزيرة تسمى تورتوكا ( السلحفاة) و هذه الجزيرة غير مسكونة لان فيها زلاحف (كذا) كبيرة ازيد من ذراعين طولا و عرضا و المراكب تروح و تتصيد فى هذه الزلاحف و تملحها لأجل زوادة الطبيعة و النباتات.” و فى منطقة بنما يصف لنا الرحالة الموصلى جنس نبات غريب, إلا ان وصفه لا يخلو من المبالغة و قد استغرب محقق الرحلة كذلك من هذا الوصف و ذلك عندما يقول: “و اما الحاكم ما اراد يخلينى اروح وحدى بسبب الجبال التى يوجد بها نوع من الحشيش يشبه الخيزران الرفيع فلما يمر عليه رجل ابيض عابر الطريق يرتفع من الأرض مثل عود السهام و يدقر (يمس) ألإنسان و لا يشفى المصاب بهذه الدقرة الى ان يموت لكنه لا يدقر الهنود العبيد و لا يضرهم فلما حكى لى الحاكم عن هذا الشىء قلت له لا اصدق ان لم ارى بعينى فقام و ارسل معى خادمه, و هو احمر حتى يرينى ذلك الحشيش فلما وصلنا الى الموضع الذى يوجد فيه الحشيش جاء الخادم الى جانب فرسى و اختفى فما رأيت هذا الحشيش و هو بعيد عشرة اذرع عن الدرب إلا و ارتفع و امتد نحوى حتى يلدغنى فخرج الأحمر و صاح عليه “دونك يا كلب” فلما صاح عليه وقع الحشيش على الأرض و انا شاهدت ذلك بعينى” و يصف لنا الرحالة نبات الصبار أو التين الشوكى الذى نقله الأسبان الى أوروبا و جزر الخالدات, فيقول و هو فى البيرو: ” و فى هذا الدرب توجد اشجار مختلفة الأجناس و اكثرها اشجار يسمونها (توكال) اوراقها فى سمك كفين و ما لها اغصان لكن الأوراق مشوكة و فى طرف الورقة تصير الثمرة و يسمى فى لسان الهنود (توناس) و هذا الثمر بقدر بيض الدجاج لكن اصلب منه و داخله حلو كطعم التوت و هو مسهل و مبرد, فمن خارج الثمرة يصير شوك ناعم فيلزم الإنسان ان لا يمسكها بيده إلا بعد لن ينظفها من الشوك و هذا ممتلئ منه البر و الجبال فى ذلك الإقليم.” و يضيف: “و لا يوجد (عندهم قمح ولا شعير سوى درر مصر (( يقصد الذرة ))” و عن غواياكيل يقول: “و يوجد بساتين فيها جنس اشجار كأشجار التوت تحمل ثمر تسمى كاكاو و يعلمون منها الجيكولاتهمة و هذا الثمر تراه مثل البطيخ متعلقا و ملتصقا على جسم الشجرة فلما يبلغ و يصفر يأخذونه و يقطعونه و فى داخله يخرج الثمر و هو حبوب
الهدف من هذا المقال تعريف العالم و القارئ العربى عن اسماء خبئها التاريخ المقابل, و سمح لأسماء أخرى بالظهور.