· ما هو دور ادارة بلدية الناصرة بزمن الجبهة، في دفن مشروع الجامعة الحضاري؟
· علي سلام:”حصلنا على (50) دونمًا لبناء أول جامعة في الناصرة، وفي شهر أيلول المقبل سنكشف النقاب عن المرحلة الأولى”.
نبيل عودة
باحتفال مهيب في تاريخ (12/12/2012) احتفلت الناصرة ومعها جماهير الشعب الفلسطيني داخل اسرائيل ووفود من المناطق المحتلة، بوضع حجر الأساس لأول جامعة عربية في إسرائيل بعد مماطلات وعراقيل إسرائيلية عطلت المشروع لسنوات بدوافع سياسية.
عمت الفرحة الوسط العربي كله، ببناء هذا الصرح الاكاديمي، الذي جمع تبرعات من الجمهور ومن اصحاب الاموال وعلى رأسهم رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري من نابلس الذي وصف المشروع بانه “مشروع فلسطيني واعد”!!
كان مقررا ان تباشر الجامعة تدريس الكيمياء والإعلام والحاسوب والعلاج الوظائفي وسط رهانات على دور كبير سيناط بها في الناحيتين الثقافية والاقتصادية.
قال رئيس بلدية الناصرة السابق المهندس رامز جرايسي بحفل وضع حجر الاساس للجامعة بأنه احد رعاة المشروع، وعبر عن سعادته بـتحقيق حلم راوده منذ ثلاثة عقود باقامة جامعة عربية. أشاد جرايسي بمنيب المصري باعتباره “شريكا” لا داعما وحسب، واعتبره نموذجا يحتذى به في عمل الخير وبناء المؤسسات الوطنية التي تمنح الأمل والقوة للفلسطينيين في الداخل لمواصلة مسيرة البقاء والتطور في الوطن.
من جهته أكد رئيس الجامعة جورج قنازع أن القائمين على المشروع يهدفون الى تطوير رأس مال بشري وتحريك عجلة الاقتصاد، لافتا النظر إلى أن اختيار تاريخ 12.12.12 ليس صدفة بل جاء ليبشر بفجر جديد في الناصرة وسائر مناطق الجماهير العربية من ناحية إنتاج المعرفة وبناء القيادات العربية بمختلف الميادين.
حتى هنا كان الحلم قاب قوسين او ادنى للتنفيذ.
مضت الأيام وحجر الأساس ظل حجرا للأساس، والمؤسسة الجامعية أكلها الغبار، ولم نعد نسمع عن مشروع الجامعة، حتى مجرد اعلان دعائي. هل دفنت الجبهة المشروع لأسباب تخفى عن الجمهور ؟
لا اعرف كيف صرفت التبرعات.. ولا الخطوات التي اتخذت لمواصلة هذا المشروع الحضاري الأهم حضاريا ووطنيا. هل كانت أطماع شخصية قادت لوأد الجامعة؟
بدل بشارة فجر جديد في الناصرة وسائر مناطق العرب داخل اسرائيل، وبدل بناء صرح جامعي علمي وتطوير الرأسمال البشري، وتحريك عجلة الاقتصاد، جرى دفن المشروع بصمت مريب. وحتى اليوم لم نسمع عن سبب دفن المشروع. عن سبب التخلص من فجر جديد في الناصرة.
ان مجتمعا بلا جامعة هو مجتمع منقوص الامكانيات. تطوير جامعة ليس مجرد مؤسسة تعليمية اخرى، بل صرحا وطنيا اقتصاديا ثقافيا سياسيا يعزز مكانة الجماهير العربية ولا ينتظر قانون قوميات يذكرنا بالأنظمة العنصرية والفاشية في عالمنا.
نحن بايدينا نفتح المجال لسيادة قوانين معادية لنا كأقلية قومية. كل صراخنا ونضالنا وهتافاتنا وحمل قيادات عاجزة على اكتافنا يتبين اليوم انها لم تقدنا الا الى التدمير الذاتي لصرح علمي وطني اقتصادي من الأهم في تاريخ الجماهير العربية في اسرائيل.
اذا كان احد يظن ان التظاهرات والاضرابات ستنجز لنا مشروعنا الوطني فهو مجرد “ميت يمشي” لا قيمة لمكانته مهما سمت شكليا.. بدون تشكيل القاعدة المادية لأهم مؤسسة حضارية علمية لا مستقبل لأي شعب ولا اعتزاز بالانتساب القومي اذا لم نبن صرحنا العلمي والاقتصادي لتعزيز ارتباطنا بوطننا وارضنا وحقوقنا.
اليوم يحملون حقدهم ضد رئيس بلدية الناصرة علي سلام. هل مشكلة الناصرة هي علي سلام؟ ان فشل الادارة السابقة بأهم مشروع وطني كان حلما انسانيا وطنيا، دفن بصمت وتجاهل وتعتيم اعلامي كامل.
انتبهوا لما قاله علي سلام خلال إفتتاح نادي البلدة القديمة في تشرين ثاني (2014) “البلديّة السابقة أورثتنا عجزًا بـ (70) مليون شيكل”.
لنضم للمبلغ خسارة أخرى (30) مليون شيكل، بسبب اسقاط “مرشح الجبهة لرئاسة بلدية الناصرة” مصعب دخان (المختلف على ترشيحه من حزبه حتى الآن)، وزملائه من المعارضة ميزانية بلدية الناصرة لعام (2018).
ماذا تبقى لكم للحديث عن غيرتكم على مصالح اهالي الناصرة؟
رغم ذلك اعلن علي سلام بكل مسؤولية: “حصلنا على (50) دونمًا لبناء أول جامعة في الناصرة، وفي شهر أيلول المقبل سنكشف النقاب عن المرحلة الأولى”.
علي سلام ليس نبتة غريبة في الناصرة، بل جاء من صفوفكم يا ابناء الجبهة لكن تصرفاتكم قادته الى مواجهتكم وبالتالي انجز ضدكم نجاحا كبيرا. هل اعدتم التفكير بتصرفاتكم ؟ هل حاولتم اصلاح نهجكم ام واصلتم نهج التخريب على ادارة علي سلام أيضا؟
عن أي تغيير تحلمون؟ عن أي ثقة جمهور تبحثون؟ الصرح الجامعي هو اكبر اثبات على فقدانكم للرؤية التطويرية الأكثر اهمية لمجتمعنا.
انا على ثقة كبيرة ان الجامعة في الناصرة سينجزها علي سلام. فعلى الأقل حافظوا على نهج عقلاني وليس على نهج تخريبي، اسوة بتصويتكم ضد ميزانية بلدية الناصرة وهي ليست ميزانية شخصية لعلي سلام. المعارضة بالسلطات المحلية جميعها لا يمكن ان تفشل اقرار ميزانية هي خدمات للمواطنين.. وليست موضوعا سياسيا او فئويا.
هل بالصدفة ان الحركة الصهيونية اقامت الجامعة العبرية في سنوات العشرين من القرن الماضي ، وشكلت بذلك بداية نشوء الفكرة القومية اليهودية لاقامة دولة اسرائيل، وتطوير المجتمع اليهودي بكل اتساعه، وتوفير العقول والوعي لإحداث نهضة اقتصادية وفكرية واهل البلاد الأصليين يغطون بالنوم؟
السؤال سيبقى مفتوحا لإدارة بلدية الناصرة بفترة الجبهة، ولرئيس البلدية المهندس رامز جرايسي. ما الذي حدث لدفن هذا المشروع الحضاري الأكثر اهمية للناصرة والجماهير العربية في اسرائيل؟
لماذا هذا الصمت المريب بعد وضع حجر الأساس؟
ما هو النشاط الذي قامت فيه الجامعة ثم توقفت، بل شلت، والمعلومات تقول ان تجهيزاتها يأكلها التراب؟ الا يستحق هذا المشروع ان يكون 24 ساعة يوميا على رأس المشاريع منذ وضع حجر الأساس؟
هذا مقال اول وسأعالج الموضوع من زوايا أخرى.
nabiloudeh@gmail.com