لا مخرج لنا من هذه الورطة إلا عندما يصبح أهل الفن بيننا رجال ديننا… وأهل الفن هم كل من يستطيع أن ينفخ فينا روح الله إلى الحد الذي لم نعد عنده نميّز بين أنفسنا وبين الله…
…..
الله ليس تلك القوة الخارقة التي تتربع في الأعالي وتحكمنا بقبضة من حديد، بل هو الروح التي ينفخها الكون فينا، والتي تسربلنا بإحساس غارق في لغزيته، إحساس بأنك جزء من الكون والكون جزء منك. لو حاولت أن تفسّر هذا الإحساس أو تشرحه ستقتل الله فيك…
….
ذلك الإحساس يعتريك عندما تسترقّ السمع لمقطع موسيقي تحبه… أو عندما تقرأ مقطوعة شعرية أو نثرية يعبر فيها الآخر عن ذاتك… أو عندما تمعن النظر في لوحة فنية تراها أكبر من قدرتك على استيعاب حدود الإبداع فيها.. أو عندما تشم عبير زهرة لامست وريقاتها أنفك… أو ربما ذلك الإحساس الذي تشعر به وانت تقرأ هذا البوست…
…..
لا أستطيع أن أميّز بين أنامل فريد الأطرش عندما يلاعب أوتار عوده وبين جناحي عصفور يطفقان كي ينفضا عنهما الماء بعد مغطس في مياه البركة الممتدة أمامي. الطاقة التي تصدرها أنغام فريد هي نفسها الطاقة التي يصدرها جناحا العصفور عندما يطفقان.. هي تلك الطاقة التي تبثها روح الكون فيك.. لا فرق بين النغم والماء…. كلاهما من نفس المنشأ، ولهما نفس الخصائص الروحانية، تلك الخصائص التي تمكنهما من أن يعبرا الحاجز الذي يفصلك عن كونك ليحلقا بك…
…
الـ “أنا” هي الحاجز الذي يفصلك عن كونك فيفقدك روحانيتك.. كلما ألقيت سيوفك التي تزعم أنك ترفعها لتحمي بها “أناك”، كلما تسمح للدفق الكوني أن يعبرك سواء من خلال الاستمتاع بأنغام فريد أو ماشابه ذلك…
….
في أواخر التسعينات عندما كنت أتحدث مع جدتي (والدة أمي)، كان صوتها التسعيني الواهن ينخز كل خلية من خلاياي وينقر على أعصابي.. ماتت جدتي فارتاحت خلاياي وأعصابي.. لم يعد صوتها الواهن يؤلمني، بل صارت روحها امتدادا لروحي…
وبدأت استحضر تلك الروح كلما وقعت في مأزق كي تنقذني منه… كان البعد المادي الذي يفصلني عن جدتي يؤلمني.. أما اليوم وبعد موتها تلاشي ذلك البعد لتصبح روح جدتي اقرب إليّ من قلبي إلى شغافه… في كثير من الأحيان لا نتوحد بالآخر حتى نفقده!
…..
أيتها الشمس التي تشرف على المغيب… أتوسل إليك أن تعودي غدا فجرا… فشروقك رغم أنه لم يتخلف عن ميعاده منذ ملايين السنين، لكنه ليس روتينا بل هو كل يوم معجزة تستحق شهقتنا! أنت لا تسطعين إلاّ على الذين يتوسلون إليك أن تعودي،
وعلى الذين يشهقون من هول المعجزة!
…
يقول انشتاين: الناس نوعان: نوع لا يؤمن بوجود أي معجزة، ونوع يؤمن أن كل شيء في الكون معجزة، وأنا من هذا النوع الأخير! لذلك، أتوسل إليك أيتها الشمس أن تعودي غدا فجرا… كي تفاجئيني فأشهق من هول المعجزة!!!
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر