لروح السيد حتر السلام.. ولأهله ولمحبيه تعازي القلبية

wafasultan2015هزني النبأ!
لم أكد أفتح عينيّ هذا الصباح حتى طالعني نبأ سيء بأن روح السيد ناهض حتر قد ارتقت كما كان عقله مرتقيا… اغتالته يد محمّدية لم تعرف سوى القتل منذ أن رفع نبيها سيفه في وجه أول معارض له!
…..
كما قطع محمد رأس ابن كعب ودحرجه وهو يكبر اغتالوا السيد حتر… كما غرز محمد السكين في صدر عصماء بنت مروان وهي ترضع طفلها وراح يكبر اغتالوا السيد حتر.. كما ربط محمد رجلي أم قرفة بجملين وفسخها نصفين اغتالوا السيد حتر…
….
لا تشوهوا الحقيقة على صفحات الميديا الإجتماعية وتقولوا بأن السيد حتر قد اُغتيل بسبب مواقفه من الحرب السورية… لا تسيّسوا قضية اغتياله احتراما لعقله النيّر وروحه الطاهرة… لأنها قضية “صلعمية” بالمطلق!
بغض النظر عن مواقفه السياسية، السيد حتر لم يُقتل بسبب تلك المواقف، ولكنه قُتل لأنه نشر رسما كاريكاتوريا لبيت الدعارة الإسلامي في الجنة!
….
اُغتيل السيد حتر لأنه ـ وأخيرا ـ أخذ موقفا واضحا من دين ارهابي لا يعرف نبيه ولا أتباعه الرحمة.. الرسم الكاريكاتوري الذي نشره السيّد حتر يجسد حقيقة ذلك الدين (شاهده هنا: رسم الكاريكاتير الذي ادخل المفكر ناهض حتر للسجن).. لم يكن الأول الذي نشره، ولكنه كان المسيحي الأول الذي يعبر عن رأيه بوضوح كوضوح الشمس، ولهذا سيكون اغتيال السيد الحتر بداية الطريق للأقليات التي عانت ومازالت تعاني في ظل أغلبية لا تعرف قيمة للحياة ناهيك عن قيمة الحريّة! لم يقتله شخص واحد مارق على كل أخلاق الكون وحسب، وإنما اغتالته أغلبية مازالت تؤمن بدين لا مكان له في القرن الواحد والعشرين!

مرّة أخرى، أرجوكم لا تسيّسوا قضية اغتيال هذا الرجل الحر، والذي فقد حياته لأنه يؤمن بقيمة الحياة…
لم يقتل الحتر بسبب أي موقف سياسي، لا تكذبوا ولا تحاولوا أن تشوهوا الحقيقة! وإنما قتل لأنه أخيرا اعترف بخلجات نفسه حيال إله مزيّف ونبي متوحش وتعاليم بدوية قاحلة لم تجلب لأتباعها سوى القحط والسراب…
اُغتيل الحتر لأن نشره لذلك الرسم كان بمثابة صيحة ضمير عليا: “اوقفوا الإيمان ببيت الدعارة المحمدي، كي لا يقتلنا هؤلاء المتطلعون إليه” ذلك البيت الذي يعج بالأكعاب والأتراب والغلمان الذين لا ينزفون!
….
لروح السيد حتر السلام.. ولأهله ولمحبيه تعازي القلبية… وليعلم الجميع أن الملايين ممن يؤمنون بقيمة الحياة وبحق الإنسان بأن يكون حرا سيكونوا على دربه سائرين…

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.