لا فخر ولا إنتصار بلا ثواب وضرائب .. ولا معارك بلا مخاطر وتضحيات
*امير رضايي
أرجو ألا تقرأوا هذا المقال! في المقابل، تابعوا أحداثًا روتينية في أنحاء العالم! عاصفة في زاوية من العالم، الكأس العالمي لكرة القدم الذي سيجري في الصيف القادم أو آخر موضة في العالم أو آخر موسيقى معزوفة في فرق الموسيقى!
لماذا تصرفون أوقاتكم لهذا المقال؟ لكم الخيار! لكن لا تنسوا إذا أردتم أن تقرأوه فهو لايتكلم إلا عن الآلام والمحن والظلم والغدر ….. هل تريدون أن تقرأوه حقًا؟
-. الموت اولى من ركوب العار امام حسين عليه السلام
-. إن لم نتمكن من العيش حرًا فمن الأحرى أن نرحب بالموت رحابي الصدور! (غاندي)
-. من الافضل أن نموت على القدمين بدلا من أن نعيش على الركبتين! (زاباتا)
إني أمير رضائي فالآن بمرافقة أصدقائي نقيم في سجن ليبرتي في العراق يدعى بــ ” كمب ليبرتي مع 3000 من زملايي ” …. ما هو جرمي ؟ …. الحرية! …. أجل، إني مسجون في سجن ليبرتي بذنب النضال من أجل الحرية….
وفي الوقت الحاضر إني في الإضراب عن الطعام احتجاجأ على مجزرة أشرف ما ادى الى مقتل 52 من سكان أشرف و اختطاف الرهائن السبعة بينهم 6 نساء .
يجب أن أشرح قليلًا عن الماضي.
كان والديّ من مؤيدي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في سنوات بعد الثورة المعادية للملكية. في أيلول/سبتمبر عام 1981 كنت في الثالث من عمري في حين الحرس الثوري الوحشي لنظام الملالي المدمجين بالأسحلة داهموا بيتنا. استيقظت من النوم مرعبًا وشاهدت أنهم ضربوا أبي وأمي وكبلوهما وألقوا القبض عليهما وفي نفس الحال يمزق حارس وسادات وقنفات البيت بسكاكين بلاهوادة وعندما احتجت جدتي على هذه الأعمال الهمجية أنهالوا عليها بالضرب والشتم بأقمص الأسحلة حيث أفتقدت وعيها. في ذلك الوقت احتضنني أخي الأكبر وإني قفزت في صدر جدتي واستهلت عيوني دموعًا. جاء صفير أعيرة نارية من سطح المنزل مما جعلني خائفًا. بعد مضي سنوات عديدة عرفت أن عمي وزوجته الحامل ”سهيلا” تعرضا لطلقات نارية مما أدى إلى استشهاد زوجة عمي ولكن عمي نجح في الهروب.
مرّ ما مرّ من الزمان وترعرعت ودرست الدرس لكن بمصاعب عديدة في حين لم أنعم بتواجد الوالدين. بحجة ظروفي الخاصة كان معلموني يراعونني ويعلموني كأبناءهم. لمدة ثماني سنوات كنت استيقظ في منتصف الليل وبمرافقة جدي وجدتي كنا نذهب إلى السجن للقاء والديّ إلى أن وصل تموز عام 1988 حيث لم يسمحوا للعوائل اللقاء مع أعزاءهم. اجتمعت العوائل أمام مبنى السجن ويدقون مدخل السجن. إني رافقتهم في حين فوجئنا بحارس فتح الباب صائحا: ”لقد أعدمنا أبناءكم ، اذهبوا إلى الطب الشرعي لأخذ جثثهم” أغلق الحارس الباب وذهب. تعالت أصوات الأنين من كل هدب وصوب. كنت أخاف مرتبكًا وجدي أصاب بالسكتة القلبية حين سمع هذا الخبر! في ذلك الوقت كنت أحب أن امتلك قوة كافية لضرب ذلك الحارس ولكني فيما بعد عرفت أن هذا التعامل من أنماط النظام الايراني للتعذيب الروحي لعوائل السجناء السياسيين.
يوما ذهبت إلى الجامعة ولكن حارس منعني من الدخول بسبب ارتداء سروال ”جين” وعندما احتجت على هذه المضايقة الظالمة منعوا تسجيل اسمي في الجامعة.
بعد فوز المنتخب الوطني الإيراني على أميريكا في كأس العالم لكرة القدم عام 1998 تدفقنا إلى الشوارع فرحة واحتفالا لهذا الفوز لكن الحرس الثوري للنظام الإيراني ضربوا الحكم العرفي في الشوارع وهراوات حديدية وخشبية بيدهم. في ذلك الاحتفال تم القبض على صديقي أحمد في مسجد في المنطقة الرابعة بطهران وكبلوا أيديه وربطوه. وبعد ذلك اوقعوا برميلًا على رأسه وضربوا على البرميل تعذيبا واستجوابه له لكي يحصلوا على اسمي وعنواني لكن أحمد لم يتكلم وإثر هذا التعذيب قصر سمعه وأصبح طريح الفراش في المستشفى. وقال لي يومًا: كيف نحيا حينما لانستطيع أن نحتفل احتفالا بسيطا بل هذا يكون بمثابة الموت. وهو أردف: ”أنا أريد أن اغادر إيران وماذا تفعل انت؟” خطرت ببالي فكرة كشرارة، نعم هو كان على حق ومن تلك اللحظة تغيرت رؤيتي بالنسبة لما يحدث حولي! الفقر، بيع الكلية، الإدمان، العطالة، الإكراه في اختيار الدين وحتى ملابس… وأخذت أفكر في هذه المشاكل وشعرت بأن يجب عليّ القيام بمبادرة لكنني كنت فريدا اذن لم اجد طريقا إلا أن التحق بمنظمة مجاهدي خلق التي يخشى منها نظام الملالي خشية الموت، كان يصعب علي فراق الأسرة، الجامعة، الرياضة وهواياتي، لكن علمني الدهر أن لا معنى للحياة سوى أن أعيش حرًا أو على الاقل نحاول على تحقيق الحرية فلذلك توجهت الى مخيم اشرف وبدأ عيشي حافلًا بالاخطار.
عندما انضممت إلى مجاهدي خلق ادركت سبب اعدام زوجة عمي وثلاثين ألف مجاهد آخر وفهمت لماذا كان والدي من مؤيدي المنظمة ذلك أن الطريق الوحيد لتحرير الشعب الايراني هو درب يسلكه المجاهدون وبالتضحية والفداء من اجل الشعب، فصممت الا أعيش على ركبتي وامسك بقضية ابويّ واواصلها.
بعد هجوم الولايات المتحدة على العراق ما أدى إلى سقوط النظام العراقي السابق، وقعت قوات التحالف على اتفاق مع اعضاء منظمة مجاهدي خلق فردًا فردًا ، وكان من المقرر ان الولايات المتحدة تضمن وتوفر حماية وأمن السكان الى حسم قضيتهم في العراق وأصبحنا محميين وفق اتفاقية جنيف الرابعة، كنت تحت ضغط غريب.
بعد مدة رغم أن خالفنا القرار الامريكي بشان نقل الحماية الى قوات المالكي، لكن الولايات المتحدة لم تنتبه الى إنذارنا ونقلت مسؤولية الحماية الى قوات المالكي القتلة، ولحد الان حدث خمس مجازر نتيجة نكث الوعود واستشهد 112 منا وتم اختطاف 7 كرهائن ولدينا 1000 جريح ومصاب… وبأي ذنب؟ ذنب خيانة الولايات المتحدة ونكث الوعود الجوفاء من قبل الامم المتحدة.
والان اي خيار يبقى أمامي وماذا أفعل الآن؟ هل يليق بي ان أركع امام الدكتاتورية الحاكمة في وطني وأقوم بما ينويه الملالي الحاكمين في ايران؟ كلا هذا يعني العيش على الركبة واني اخترت الموت واقفا، و أضربت عن الطعام كي تقوما الولايات المتحدة والامم المتحدة بمسؤوليتهما تجاه افراج عن الرهائن
والان نحن المضربين عن الطعام في مخيم ليبرتي في الشهر الثالث من إضرابنا ومازالت الولايات المتحدة نائمة، ولست ادري هل تستيقظ حينما اعيش انا او لا، لكنني إذا ضحيت بنفسي في هذا الدرب، يعني ذلك انني ”مت واقفا”.
”إذن إني أصمد واعتقد أن عالمنا هذا هو عالم يتغير”
*احد المضربين عن الطعام في مخيم ليبرتي
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
فهمان يرى الشيطان باستخدام الفيزياء النووية ج5
Published by:ابراهيم امين مؤمنجنة الأرض و جهنّمها!
Published by:عزيز الخزرجيفيلم "الطحالب"
Published by:أسامة حبيببرين
Published by:عصمت شاهين دو سكيالعثور على حانة في مدينة لگش الأثرية يبلغ عمرها 4700 سنة
Published by:عضيد جواد الخميسيلماذا يا صديقي العامري !؟
Published by:عزيز الخزرجيآشوريو #القامشلي #السورية يفتحون ملف "محاكمة السيد #المسيح" !!
Published by:سليمان يوسف يوسفأبحاث في اللغة والأدب/28 لسعات الأفعى في التراث
Published by:مفكرفيلم "Blonde"
Published by:أسامة حبيبمذكرات #بومبيو
Published by:ميسون البياتي#المسيحيون_العرب
Published by:مفكركلاسيكو #العراق ومطب المدرب المحلي
Published by:اسعد عبد الله عبد عليفيلم "ابن النيل"
Published by:أسامة حبيبالمصداقية بين مطرقة #بومبيو وسندان #العبادي
Published by:علي الكاشزيارة #بلينكن وملهاة حل الدولتين
Published by:مفكرلنحافظ على #صوم_نينوى
Published by:سليمان يوسف يوسفستبدء ثورة الجيّاع غداً
Published by:عزيز الخزرجي#شاهد #السعودية شاب يوثق طريقة والده القاسية لايقاظه للصلاة ضربا بالسوط
Published by:أمل عرافةفيلم "To Leslie"
Published by:أسامة حبيب#شاهد #السوبرانو #المصرية #لورا_ميخائيل تغني مع #أندريا_بوتشيلي في #العلا #السعودية
Published by:رشا ممتازالرسول الأمي بين المخفي والمستور
Published by:يوسف تيلجيفيلم "The Cold Summer of 1953"
Published by:أسامة حبيب#الآشوريون و #الهوية_الوطنية_السورية
Published by:سليمان يوسف يوسفالخيرُ في السيفِ وتحت السيف!
Published by:مفكرفيلم "Aftersun"
Published by:أسامة حبيبمن الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. #ملالي #طهران يصرون على نهج العبودية
Published by:حسن محموديعصمت الدوسكي غريب في وطنه
Published by:عصمت شاهين دو سكيكل يوم كارثة من تاريخ #عبد_الناصر…
Published by:مفكرحول التظاهر للدوينار :
Published by:اسعد عبد الله عبد عليفيلم "The Idiot"
Published by:أسامة حبيبثماني نساء شاركن في هزيمة النبي والمسلمين
Published by:مفكرلماذا تفشل الثورات الشعبية العربية؟
Published by:مفكر#شاهد مناظرة بين الخائن عميل المخابرات السورية #أحمد_كامل مع د #وفاء_سلطان حول مستقبل #سوريا
Published by:وفاء سلطانعودة السلطان
Published by:ميسون البياتيالعقوبات الغربية العبثية على #نظام_الملالي؛ و #حرب_العملات على #العراق
Published by:حسن محموديرحلتي مع الإسلام!
Published by:مفكرتسييس متبادل لعملية (حرق نسخة من القرآن)
Published by:سليمان يوسف يوسفخاطرة لا سبيل غير مغامرة الرحيل
Published by:علي الكاشعن الذي يحدق في بياض الأبجدية
Published by:حمود ولد سليمان#القامشلي #السورية وظاهرة (التعدي على الفتيات في الشوارع)
Published by:سليمان يوسف يوسففيلم "القتل اللذيذ"
Published by:أسامة حبيبمباحث في اللغة والأدب/27 معنى كلمة قطر
Published by:مفكرأريدو مدينة الآلهة
Published by:عضيد جواد الخميسي#شامية تسوح ب #درعا
Published by:مفكروفديناه بذ..بح عظيم
Published by:صباح ابراهيم#أصالة_نصري
Published by:مفكرفيلم "أغنية العروس"
Published by:أسامة حبيببلا فطور
Published by:عصمت شاهين دو سكيفي قريتي تراءى وجه الله
Published by:آدم دانيال هومهأضاءة .. بين الهوية الدينية و الهوية الوطنية
Published by:يوسف تيلجيميليشيا #الحرس_الثوري على قائم التنظيمات الإرهابية ل #الإتحاد_الأوربي
Published by:حسن محموديلن يستطيعوا اقتلاع جذورنا العراقية العربية
Published by:رعد يوسفوردتي الشامية Damask Rose …
Published by:سامي خيميالغرب وحقيقة ما يجري في #إيران و #العراق
Published by:حسن محموديأحدث التعليقات
- ابو الاسود البغدادي on الرسول الأمي بين المخفي والمستور
- س . السندي on الرسول الأمي بين المخفي والمستور
- س . السندي on #شاهد #السعودية شاب يوثق طريقة والده القاسية لايقاظه للصلاة ضربا بالسوط
- س . السندي on #شاهد #السوبرانو #المصرية #لورا_ميخائيل تغني مع #أندريا_بوتشيلي في #العلا #السعودية
- س . السندي on #شاهد #السوبرانو #المصرية #لورا_ميخائيل تغني مع #أندريا_بوتشيلي في #العلا #السعودية
- س . السندي on #شاهد #دي_جي #سعوديات يرقصن ويلعبن الموسيقى في قلب #الرياض ويقلن “المرأة السعودية تستطيع فعل كل شيء!”
- س . السندي on مذكرات #بومبيو
- Dr Fadi on الإعلامية #السورية #نور_حداد ترد على التنمر عليها مع معانتها من #المرض_النفسي #ثنائي_القطب
- Ibrahim on من الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. #ملالي #طهران يصرون على نهج العبودية
- س . السندي on عودة السلطان
- د .الكسندر بارودي on رحلتي مع الإسلام!
- صباح ابراهيم on رحلتي مع الإسلام!
- جابر on استحلال نكاح الطفلة الرضيعة والتحرش بها جنسيا ووقت وطئها
- جابر on شاهد السياسي العنصري الدنماركي #راسموس_بالودان يحرق #القرآن_الكريم وسط تدابير أمنية أمام #السفارة_التركية في #السويد
- صباح ابراهيم on الرد الحاسم على الشيخ العريفي و من انتدبه للدفاع عنه 2
- س . السندي on لن يستطيعوا اقتلاع جذورنا العراقية العربية
- ranos on استحلال نكاح الطفلة الرضيعة والتحرش بها جنسيا ووقت وطئها
- Ibrahim on لن يستطيعوا اقتلاع جذورنا العراقية العربية
- علي المهدي on المسلمُ.. بين #تُجّار_الدين وحقائق التاريخ!
- س . السندي on اوراق منثوره المتناقضان
- س . السندي on ما هو الدين الأفضل في العالم ؟
- س . السندي on من كوارث #عبد_الناصر…
- دكتور سيتى شنوده on نبشُ قبور خلفاء المسلمين!
- ابو مضر العستثاطي on نبشُ قبور خلفاء المسلمين!
- Badda on شاهد قصيدة: ساعين قحبة شارعنا بوظيفة خازن بيت المال
- س . السندي on الحقائق التي كشفت عنها الانتفاضة الوطنية ل #الشعب_الإيراني في ذكرى مقتل #قاسم_سليماني
- صباح ابراهيم on أسباب غزوة خيبر الحقيقة!
- جابر on لماذا (المسيحي الفلسطيني) لا يحمل السلاح في وجه الإسرائيلي ؟؟؟
- جابر on الرد على شبهات الوهية المسيح
- مفكر on الرد على شبهات الوهية المسيح