ضحايا صدام حسين 6

صباح ابراهيم

الفصل السادس
ضحايا صدام ونظام البعث

لصدام حسين ضحايا لايعرف لحد الان اعدادها واسمائها الحقيقية ، فقد كان صدام دمويا منذ صباه ويميل ان يكون قياديا بالفطرة ، ولا يقبل ان ينافسه احد او يعترض على ما يقرره او يريده ، ومن يجروء ان يعترض عليه او يتحداه يكون مصيره الموت مهما كانت منزلته وقربه من صدام حسين .
وقد كان حلمي ان اجمع اكبر عدد من اسماء ضحايا صدام حسين ونظام البعث وحاولت ذلك جاهدا في هذا الكتاب ولكني اعترف اني لم اصل الى الحقيقة كاملة لمعرفة كل الضحايا رغم البحث الكثير عنهم من مصادر عديدة لكثرتهم واختفاء الكثير منهم في المقابر السرية والجماعية التي اكتشف قسم منها وبقي القسم الاخر مجهولا حتى يحين وقت اكتشافها . ولكني اعرض للتاريخ وللاجيال القادمة ما استطعت معرفتة من اسماء بعض الضحايا ونبذة عن حياتهم ومناصبهم و وطريقة موتهم .
واليكم اسماء تلك الضحايا *

عبد الرزاق النايف
شغل المقدم عبدالرزاق النايف منصب معاون مدير الاستخبارات العسكرية في عهد عبد الرحمن عارف، تعاون مع حزب البعث بتكليف من المخابرات البريطانية والامريكية لعمل انقلاب عسكري على عبد الرحمن عارف، وتم تعيينه رئيس للوزراء من 17 تموز ولغاية 30 تموز 1968.

——————————————————————————————-
* المؤلف
 اقصي من منصبه حيث نفاه صدام حسين تحت تهديد السلاح الى المغرب بحجة انه من عملاء الامريكان وأنه سرق الثورة من حزب البعث بالتهديد وفرض نفسه رئيسا للوزراء على قيادة الانقلاب، ظلت عناصر المخابرات الصدامية تطارد عبد الرزاق النايف في الخارج اينما حل ورحل، وفي 9 تموز (يوليو) 1978 تمكنت من اغتياله في لندن على يد عميل المخابرات العراقية اسمه خالد احمد بمساعدة احد افراد من عائلة الخربيط .
اعتقل القاتل وسجن في لندن 25 سنة، توفي النايف فجر اليوم التالي بعدما كان قد توفى سريرياً عقب الحادث مباشرة. بذلك اسكت البعثيون من يعرف اسرار مجيئهم للسلطة وعلاقتهم بالمخابرات الامريكية البريطانية .
أعترف عبد الرزاق النايف في مؤتمر صحفي بعلاقته بالامريكان قائلا ما يلي : [ أنا لا أنكر علاقتي بالامريكيين ، ولكنهم هم الذين فرضوا عليّ التعاون مع البعثيين ] .
جاء في مذكرات عبد الرزاق النايف:
[ حاول الحُكم التكريتي البعثي القائم في بغداد اغتيالي عدة مرات .. وبدأت محاولاتهم هذه في حزيران ( يونيو) عام 1969 حيث كنت اقيم في جنيف…]
علم النايف من حردان التكريتي – وكان وزيرا للدفاع- عن طريق المحامي جاسم مخلص وهو من اقارب حردان وتربطه بع علاقات كثيرة وصداقة خاصة ، بأن صدام التكريتي أرسل فرقة من عصابته لقتله في جنيف حيث يقيم … ]

كان النايف يترأس حركة الثوريين العرب، وكان يروم القيام بحركة تصحيحية ضد عبد الرحمن عارف ، وقد ذكر في احد اجتماعاته انه قرر التعاون مع حزب البعث للقيام بالحركة التصحيحية، لأنه كان واقعا تحت ضغط السفارة البريطانية التي اشترطت عليه التعاون مع احمد حسن البكر في أحد اللقاءات مع السفير البريطاني بصحبة البكر .
قال النايف لجماعته في الاجتماع الحزبي ما يلي : ( اقسم بالله لقد اتصل بي السفير البريطاني في بغداد ، وقال : ( ان حركتكم لا تتم حسبما تريدون، وسوف نجهضها، ونجهض عارف معكم ، ما لم تشركوا من نريد.. فأعطاني موعدا ، فالتقيته وبصحبته أحمد حسن البكر، وقال : (هذا ومن معه سوف تتعاونون معه على الثورة ).

العقيد ابراهيم عبد الرحمن الداؤود
كان الداؤد يشغل في عهد عبد الرحمن عارف منصب آمر الحرس الجمهوري ومسؤول عن حماية القصرالجمهوري، وقيل عنه انه ضابط قوي وشجاع وقومي الاتجاه ولديه ميول دينية واضحة نقطة ضعفه تأثره الشديد والمفرط بمعاون مدير الاستخبارات العسكرية عبدالرزاق النايف، كان الداوود ينقاد بشكل أعمى للنايف .
قال صلاح عمر العلي عضو القيادة القطرية لحزب البعث لاخفاء دور المخابرات البريطانية في انقلاب البعث : “ان البكر فاتحَ الداؤود لتسهيل مهمة الانقلابيين السيطرة على القصر الجمهوري ولكن الداؤود افشى الخبر لمدير الاستخبارات العسكرية عبد الرزاق النايف بذلك” . وانكشفت الخطة الانقلابية . استغل النايف الوضع لصالحه، وارسل النايف رسالة للانقلابيين بمباركة حركتهم كي يعرفوا انهم مكشوفين من قبله وطالب بمنصب رئيس الوزراء، بعد النقاش ارسلوا الجواب للنايف بتعيينه رئيسا للوزراء بعد نجاح الانقلاب كي يشتروا سكوته مؤقتا. وخططوا للتخلص من النايف والداؤود لاحقا، واعترف صدام انه هو من تبنى موضوع تصفية عبد الرزاق النايف والداؤود لاحقا.
هذه هي القصة التي يرويها صدام عن علاقتهم بعبد الرزاق النايف، لكن مذكرات عبد الرحمن عارف والنايف تشير الى ان السفير البريطاني فرض على النايف التعاون مع البكر وحزب البعث للانقلاب على حكومة عبد الرحمن عارف لتسهيل تغلغل شركات النفط الامريكية والبريطانية والغاء عقد شركة ايراب الفرنسية .                                 
 عيّن النظام الجديد عبد الرحمن الداؤود وزيرا للدفاع وأُرسِلَ لتفقد القطعات العسكرية العراقية المرابطة في الاردن لابعاده عن الجيش تمهيدا للتصفية، وفي حركة الثلاثين من تموز تم اقالته ومنعه من العودة للعراق وطُلِبَ من قائد القوات العراقية المرابطة في الاردن اعتقاله وارساله للعراق مخفوراوهذه هي مكافأة حزب البعث لمن سهل لهم دخول القصر الجمهوري للاستيلاء على السلطة.
الدكتور ناصر الحاني
كان يشغل منصب السفير العراقي في بيروت، والوسيط بين المخابرات المركزية الامريكية ومعاون مدير الاستخبارات العسكرية العراقية المقدم عبد الرزاق النايف للتنسيق مع البعثيين للانقلاب على نظام عبد الرحمن عارف. عين اول وزير للخارجية بعد انقلاب 17 تموز1968 لفترة قصيرة ثم أُعفي من منصبه في 30 تموز وعين مستشاراً لاحمد حسن البكر. كان البكر يتظاهر امام الحاني بأنه هو مهدد من قبل صدام ومجموعته في العلاقات العامة، الذين هم ناظم كزار وعلي رضا ومحمد فاضل وسعدون شاكر وطاهر محمد امين وغيرهم. كان البكر عندما يأتيه الحاني الى غرفته ليتكلم في موضوع ما، يأخذه الى حدائق القصر ويقول له “أخشى ان يسمعنا الاولاد ويؤذوك”. ويبدو ان الحاني كان مطمئناً الى رئيس الجمهورية، الى ان ذهب ثلاثة ازلام من مكتب العلاقات العامة التابع لصدام حسين ، واقتادوه في احدى الليالي وقتلوه ورموا جثته في احد شوارع بغداد في مكان محاذ لقناة الجيش . قاتلْ ناصر الحاني هو عبد الوهاب كريم الملقب وهاب الأعور وهو معلم من اهالي الحلة ، استقدمَ الى بغداد ودشن عمله باغتيال الحاني، ورقيّ الى مرتبة عضو في القيادة القطرية وعضو مجلس قيادة الثورة ايضاً مكافاءة له، ثم تمّ قتله هو الاخر بحادث مروري مدبر. وهكذا تم تصفية الرجال المهمين الذين سهلوا امر البعثيين للاستيلاء على السلطة بالدعم الامريكي البريطاني لاخفاء الاسرار.
عبد الوهاب كريم
 عضو قيادة قطرية ومجلس قيادة الثورة مساهم في 8 شباط قُتلَ بحادث مدبر بعد ان كُلِفَ هو بقتل اشخاص كثيرين على راسهم اول وزير خارجية بعد 1968 الدكتور ناصر الحاني.

هاني الفكيكي
شارك في أنقلاب 1963 واصبح عضو مجلس قيادة الثورة وعضو قيادة قطريه ومن قادة
انقلاب8 شباط ،اطيح به في انقلاب11-11 و18-11- 1963 فصل بعدها من حزب البعث عام 1964 . أكمل دراسة الصيدلة عام 1969 وأعتقل بعدها عدة مرات حتى مغادرته العراق نهائيا عام 1979م الى لندن حيث توفي عام 1997م ودفن في دمشق منطقة السيدة
زينب. كتب عن تجربته في حزب البعث كتابه الموسوم ( اوكار الهزيمة )، وهو كتاب سيرة ذاتية .

اللواء طاهر يحيى التكريتي 
رئيس وزراء العراق في عهد عبد السلام عارف، اعتُقل في فجر 17 تموز 1968 ولم يُفرج عنه حتى عام 1973 ، فخرج عليلا فاقدا للبصر بعد تعذيب شديد واهانات كبيرة وجهت له في السجن ، ولازم بيته يأنّ من جِراحاتِ التعذيب ، ويتبول على فراشِه حتى وفاته عام 1986.

اللواء حسن مصطفى النقيب
قائد عسكري وسياسي عراقي، أحد مؤسسي حركة الضباط الاحرار في الخمسينات. قاد في حرب حزيران 1967 الجيش العراقي ضد الجيش الإسرائيلي. كان حينها آمرا للواء الآلي الثامن ليقود بعدها القوات العراقية في الأردن. عُرفِت قيادته باسم قيادة قوات صلاح الدين شارك في حرب الاستنزاف في الجبهة الشرقية حتى عام 1970، اذ تم تعيينه نائبا لرئيس اركان الجيش العراقي.
في نهاية عام 1970 وبسبب مواقفه الوطنية غير المؤيدة لسياسة البعث تم تعيينه سفيرا للعراق في اسبانيا والفاتيكان لابعاده عن الجيش، ثم في عام 1976 عين سفيرا للعراق لدى السويد والدول الاسكندنافية، ترأس الهيئة العراقية المستقلة مع طالب الشبيب، الذي اغتالته المخابرات العراقية في بيروت. صدر بحقه أكثر من حكم بالاعدام عام 1982 من قبل اجهزة نظام صدام حسن لعمله الوطني لصالح أبناء شعبه. وللنقيب ثلاثة أبناء هم فلاح النقيب ، وثائر وزياد
كُشِفَ في عام 1970 عن مؤامرة لقلب نظام الحكم بقيادة صالح السامرائي، ولكن المجموعة
الانقلابية كانت مخترقة من المخابرات (مكتب العلاقات العامة برئاسة سعدون شاكر)، وألقي القبض على الانقلابيين أثناء اقتحامهم للقصر الجمهوري، وأعدم 34 شخصا، من بينهم رشيد مصلح التكريتي، ومدحت الحاج سري، وحسن الخفاف المخبر الذي كشف عن المؤامرة، ووضع أجهزة تسجيل في داره بأمر من صدام للتنصت على المتآمرين بالتعاون مع المخابرات .

اللواء عبد الكريم مصطفى نصرت
شخصية عسكرية بارزة من شخصيات حزب البعث وكان معتقلاً طيلة فترة عبدالسلام عارف وعبدالرحمن عارف، وعُذب وهو كان بطل محاولة الخامس من ايلول 1964 التي القي القبض فيها على صدام .
 كان رئيس التنظيم العسكري الذي يتبع الفرع البعثي المؤيد لسورية بعد الانشقاق، وان احمد حسن البكر وصدام بذلا معه جهوداً كبيرة قبيل 17 تموز لينضم اليهما، وكان عنيداً ويرفض عروضهما 
اغتال صدام حسين وبطريقة تخلومن الشهامة، قائد الهجوم العسكري على الزعيم عبد الكريم قاسم المتحصن في وزارة الدفاع عام 1963، اللواء عبد الكريم نصرت   وأعلن بيان صادر عن صدام حسين ان غلاما  منحرفا كان اللواء نصرت على صلة جنسية به هوالذي اغتاله بمنزله !وذلك لتشويه سمعته، وان المغدور كان مصاباً بأكثر من طعنة بالسكين. هذه عملية ملفقة، فهو كان في الجيش ولم يثر احد هذا الموضوع ولم يُسمع عنه هذه السمعة عندما كان في الخدمة العسكرية. أحيل الى التقاعد منذ ايام عبدالسلام عارف، اي بعد عملية 5 ايلول 1964 اذ اعتقلوه واحالوه الى التقاعد.
أن موقف صدام حسين من رجال الحزب والدولة في أول انقلاب للمنظمة السرية يكشف عن افتقاره للوفاء  يعمه بالكثير من الغدر.

منذر المطلك    سكرتيرالبكر الخاص وزوج احدى بناته .ابعد سفيراً الى الأرجنتين …ثم اغتيل من قبل فرق الاغتيالات التابعة لصدام لاضعاف مركز البكر.

مظهر المطلك
 زوج ابنة أحمد حسن البكر الثانية ، واخ منذر المطلك تم اغتياله بعد مضايقة سيارته على شارع ابي نؤاس في منطقة الكرادة الشرقية والقائه في في نهر دجلة، وبقى عدة ساعات غريقا داخل سيارته في النهر قبل انتشاله من النهر. كان صدام حسين يهدف الى تصفية رجال البكر لاضعافه والسيطرة عليه حتى يحين الوقت لاجباره على التنازل له للجلوس على قمة هرم السلطة. كان يقف وراء هذه العملية سعدون شاكر وبرزان التكريتي .
طارق حمد العبد الله                                                         

حسب البيان الحكومي مات منتحراً عام ١٩٨٦ لكونه يعاني من مرض الكآبة.. عسكري ينتمي الى عشيرة المحامدة من أهل الفلوجة. ولد في بداية الثلاثينات وانخرط في الكلية العسكرية رشحه حماد شهاب من ضمن ثلاثة اخرين كمرافق للبكر الذي عينه في هذا المنصب.
درس العبدالله في كلية الأركان وتخرج منها وكانت أخر رتبة عسكرية شغلها عميد ركن، أما المناصب الرسمية التي تولاها فكانت المرافق الاقدم للبكر، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ثم وزيرا لوزارة الصناعات الخفيفة.
اشيع أن الرئيس صدام اقنعه بعد التهديد بالعمل لصالحه بأن يكون عين صدام على البكرويتجسس على كل نشاطاته لصالح صدام ..
ذكر مزهر الدليمي في كتابه ” محطة الموت” أن العبدلله أسر له قبل مصرعه بفترة قصيرة
” أنت تعمل في المخابرات والامن، لا تنس أنك أبن عشيرة ، وابن حمولة وانصحك أنك كلما رقيت وكثرت معلوماتك السرية ، كلما قصرت حياتك أو عشت بقية حياتك في جحيم الرعب والخوف”.
وعن حادث أنتحاره يكمل مزهر الدليمي في نفس الكتاب “فور صدور البيان الرسمي الزاعم أنتحار العبدالله توجه علي حسن المجيد مدير الأمن العام في حينه الى دار الضحية ، وفور دخول البيت نادى زوجة القتيل قائلاً :
– ” اسمعي يا سيدتي … زوجك انتحر لأسباب نفسية تخصه ، وأي حديث أخر سيكون شائعة مغرضة تستحق أقصى العقاب “.
وواصل حديثه التهديدي قائلاً ؛
” ورغم أن الحادث أنتحار ، فأن السيد الرئيس أمر باعتباره شهيداً، وستمنحون مرتب الشهيد ومخصصاته ، وكل مصروفات الفاتحة التي ستقام منذ الغد، في جامع ١٤ رمضان ستتولى الدولة تسديدها “
قال هذا وخرج..
في مساء اليوم نفسه ، زرنا عائلة المرحوم العبدالله ولم تستطع زوجته أن تتستر على الجريمة..
زرنا الغرفة التي قيل أنها شهدت عملية الأنتحار، فاذا بي أرى زجاج شباكها مهدماً.
قلت لزوجة الفقيد ما هذا ؟
قالت : ” مكان اطلاقة، أنظر الى الدماء التي لطخت الحائط المقابل. لقد ضربه قناص من الدار المقابلة لنا ، ونظراً لقوة الضربة، فلقد اخترقت رأسه من الخلف وخرجت من جبينه”
رجوتها أن تسمح لي بمحاولة العثور على الرصاصة ، واستطعت فعلاً اخراجها من الجدار، وتأكد لي أنها أطلاق قناص محترف.. كانت زوجة الفقيد في غاية الغضب والارتباك فرجوتها أغلاق دارها والأكتفاء بمراسم الفاتحة الرسمية.
ومن خلال تتبعي للقضية تبين لي أن أمر التنفيذ صدر من علي حسن المجيد مدير الأمن العام والذي كان في حينه مسوولاً عن التصفيات الجسدية.
وهناك حديث آخر يدور عن سبب الانتحار ان المجني عليه انتحر بعد ان عرض عليه فيلم لزوجته عارية مع صدام وعصابته، وفيلم آخر لابنته التي اختطفها ولده (عدي) وهذه احدى طرق التي يستخدمها صدام حسين حيث تؤخذ لنساء القياديين الافلام وهن عاريات او في اوضاع مشينة بعد اجبارهن على ذلك بالقوة ، وبواسطتها يتم الامعان في اذلال هؤلاء الازواج القياديين والسيطرة عليهم، ومن ضحايا هذه الافلام العائلية اللواء طارق حمد العبد الله وزير الصناعات الخفيفة الذي وجد في بيته منتحراً.
عبد الكريم فرحان 

من مدينة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وكان مسؤولا عن اخفاءالجسد المسجى للشهيد عبد الكريم قاسم
بعد اعدامه في دار الاذاعة ، وفي مذكراته يؤكد رميه في النهر بعد انقلاب البعثيين في 18 رمضان1963. عين بعدة مناصب في زمن البعث ، اصبح وزيرا للثقافة والارشاد عام 1963 وعضوا في مجلس الثورة العراقي وامينا عاما للاتحاد الاشتراكي في العراق عام 1964 وعضوا في القيادة السياسية لمصر والعراق وتولى منصب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي عام 1967. اعتقل وعذب اربع مرات ولم توجه له اية تهمة.
استقال في 30 حزيران 1968 وقرر اعتزال السياسة نهائيا ، نفي الى الخارج يعيش آخر ايامه في السويد.

اللواء الركن رشيد مصلح التكريتي

عسكري بارز شغل العديد من المناصب العسكرية ، شارك في الانقلاب الذي حدث ضد نظام الزعيم عبد الكريم قاسم، ثم أصبح حاكماً عسكرياً وعضواً في قيادة الثورة كما شارك بالإطاحة بنظام البعث عام 1963 بانقلاب عسكري قاده عبد السلام عارف ضد الحرس القومي وقياداته من البعثيين ، فأصبح وزيراً للداخلية. يرتبط بصلة قرابة مع صدام حسين، وبسبب الارتباطات القروية والعشائرية لاهالي تكريت، كلف رشيد مصلح التكريتي صدام حسين بمهمة خاصة لكشف تنظيمات البعثيين بعد انقلاب 8 شباط 68 على عبد الكريم قاسم. وكان ذلك التكليف سببا يعزو إليه بعثيون سابقون إقدام صدام حسين على إعدام رشيد مصلح ليقطع دابر إعتراف قد يصدر عنه ضده .
في 1970 سيق الى السجن ثم اعدم بأمر من صدام ، ليس بسب إشتراكه بالمؤامرة كما يدعى النظام و لكنه سبق ان طرد صدام من بيته بعدما تحرش بزوجته عندما آواه في بيته و أطعمه و كساه .

نشرت جريدة الجمهورية لقاءً مع رشيد مصلح وزير الداخلية والحاكم العسكري بعد انقلاب عبد السلام عارف على حكم حزب البعث الأول. في هذا اللقاء يعترف بأنه كان “عميلاً” للمخابرات الأمريكية ومن دون تقديم أسباب واضحة.
ويعتقد الكثيرون أن هذا الاعتراف كان ملفقاً أجبرعليه بعد تعذيب جسدي ونفسي مريرين.
الغاية منه عدا تلفيق تلك التهمة بعدد من رجال السلطة العارفية للتخلص منهم ، بل كان انتقاماً شخصياً من رشيد مصلح وتشويه لسمعته باجباره على الاعتراف بالعمالة للاجنبي ثم التخلص منه نهائيا في تصريح لصحفي مقرب من صدام حسين قال 🙁 لقد كره البكر رشيد مصلح واغتاظ منه وحقد عليه حقدا عظيما بسبب موقف جرى بينهما خلال احداث انقلاب 18 تشرين الثاني من عام 1963عندما قرر البكر الانسحاب من الانقلاب في ليلة الانقلاب مما حدا برشيد مصلح وهو من ابرز المشاركين في الانقلاب ومن كبار المؤيدين لعبد السلام عارف ان يحتد ويغضب على البكر ولم يتوقف مصلح عند هذا الحد مع البكر بل بصق في وجه البكر .. والبكر احتفظ بهذه الاهانة الكبيرة لمصلح سنوات ثم انتقم منه بعد انقلاب 17 تموز عندما اصبح رئيسا للجمهورية ) .
وقام رشيد مصلح بتوثيق جرائم الحرس القومي والبعثيين ضد ابناء الشعب واساليب التعذيب والاعدامات واغتصاب النساء التي تجري في مقرات الحرس بكتاب تحت عنوان “المنحرفون من الحرس القومي في المد الشعوبي” فيه وثائق وصور لتلك الأنتهاكات .

صورة غلاف كتاب المنحرفون لرشيد مصلح

العميد مدحت الحاج سري
أعدم صدام أوإغتال قادة بارزين ساهموا بانقلاب شباط الذي جاء  بحزب البعث إلى السلطة . فقد أعدم صدام قائدا آخر، هو العميد مدحت الحاج سري أمين العاصمة السابق وشقيق رفعت الحاج سري الذي قاد محاولة انقلاب فاشلة عام 1959 ضد عبد الكريم قاسم وأعدم اعقابها، . فجعل حزب البعث من إسمه في وقتها عنوانا للثأر من عبد الكريم قاسم. وكان اعدامه بتهمة التجسس حيث اجبره صدام للظهور على التلفزيون والاعتراف على انه جاسوسا للمخابرات الامريكيه .

الدكتور عزة مصطفى
 عضو مجلس قيادة الثورة ، ووزير الصحة. نجح صدام في الضغط على البكر للتخلي عنه ، حيث كان من أقوى المحسوبين على جناح الرئيس، والرجل الثالث في تسلسل القيادة الحاكمة بعد البكر وصدام، وإقالته من كافة مناصبه الرسمية والحزبية، بحجة تخاذله في إصدار عقوبات ضدّ متظاهرين شيعة في كربلاء والنجف احتفلوا بمناسبة دينية.

نوري حمادي حسين . مساهم في انقلاب 8 شباط . عضو هيئة التحقيق الخاصة عام 1963 ، قتل بحادث سير من قبل ازلام صدام .

رافع الهاشمي . عضو قياده قطريه في السبعينيات نفي الى المغرب .

المقدم داود الجنابي
احد المنفذين الاساسيين لمؤامرة 8 شباط 1963 اصبح امرا للكلية العسكرية قتل بعد خلاف بينه وبين حسين كامل الابن المدلل لصدام حسين في ذلك الوقت.

 

شفيق  الدراجيكان في أيام عبدالسلام عارف يشغل منصب مديراً للاستخبارات العسكرية، وبعد انقلاب البعث عين بمنصب أمين السر العام لمجلس قيادة الثورة، ثم عين سفيرا في السعودية، توفي بالسكتة القلبية
الدكتور حسن الخفاف
له عيادة لتركيب الأسنان. زوج سعدية صالح جبر أبنة رئيس الوزراء العراقي المعروف في العهد الملكي. أعدم عصر يوم 21/1/1970  بتهمة التآمر على قيادة الحزب والثورة بالتعاون مع عبد الغني الراوي والعقيد صالح السامرائي وغيرهم والاتصال بالسفارة الايرانية من داخل بيته لتنسيق التآمر على نظام صدام / البكر. قال حسن الخفاف في التحقيق انه تعاون مع الأجهزة المختصة في نصب اللاقطات في داره للكشف عن المتآمرين وتسجيل نقاشاتهم، وأن صدام أرسل إليه هدية بمأتي دينار. ورغم ذلك حكم عليه طه الجزراوي بالاعدام ، صدرت الأحكام يوم 21 كانون الثاني (يناير) العام 1970 ونُفذت في اليوم نفسه، وحُكم بإعدام 18 عسكرياً و 4 مدنيين. وفي اليوم التالي أُعدم 8 عسكريين و4 مدنيين. وهكذا بلغ مجموع الذين أُعدموا 34 شخصاً، من ضمنهم اللواء رشيد مصلح التكريتي والعقيد مدحت الحاج سري.

الضابط عبدالوهاب عبدالرحمن الداوود
 أخو إبراهيم عبدالرحمن الداؤود آمر الحرس الجمهوري ومنفذ انقلاب 17 يوليو 1968  أعدم رميا بالرصاص في حديقة قصر النهاية عصر يوم 21/1/19970 .

أمين عبد الكريم وزير المالية قتل في عام 1970

 فؤاد الركابي
(1931-1971)، سياسي عراقي وأول أمين قطري للحزب البعث العراقي. ولد بمدينة الناصرية لعائلة شيعية. درس الهندسة في جامعة بغداد. كان من مؤسسي حزب البعث في أوائل الخمسينات وأنتخب كأول أمين سر للقيادة القطرية، عين وزيرا للإعمار بعد ثورة 14تموز  1958وممثلا لحزب البعث العراقي في الحكومة الجديدة، إلا أنه استقال من منصبه في فبراير 1959. لجأ إلى سوريا في نوفمبر 1959 بعد إصدار أوامر بالقبض عليه، وحكم عليه غيابيا بالإعدام في مارس 1960. منع من دخول العراق بعد حركة 8 فبراير 1963، ليعود بعد تسلم عبد السلام عارف السلطة بمفرده بعد حركة 18 نوفمبر 1963. شغل منصب وزير البلديات من أكتوبر 1964 إلي يوليو 1965. ساهم سنة 1965 مع قوى قومية أخرى في تأسيس الحركة الاشتراكية العربية. أعتقل بعيد وصول البعث إلى السلطة في 17 يوليو 1968 ليغتال في النهاية بتدبير متعمد من السلطة في السجن سنة 1971 بطعنة سكين من احد السجناء مدعيا أنه فعل ذلك لأسباب أخلاقية “جنسية” ولم يتقدم أحد لإسعافه فمات بتأثير الطعنة والنزيف وادعت السلطة أنها أعدمت المجرم، لكنه شوهد يعمل موظفا محليا في السفارة العراقية بصوفيا .

أحمد العزاوي
البعثي البغدادي المقرّب من صدام حسين،  الذي هرب الى سورية في 1974 ونشط في بناء
تنظيم حزبي موازٍ تدعمه دمشق، فاغتيل بعد عامين .
قُتل في عام 1975 بعد عدة محاولات فاشلة لاغتياله من قبل أجهزة الأمن ، أهمها كانت عام 1974 عندما فجرت سيارته. كان عضواً في قيادة فرع بغداد والقيادة العامة للحرس القومي عام 1963، ثم عضو القيادتين القومية والقطرية ومسؤولاً للمكتب العسكري لحزب البعث ، لعب دوراً كبيراً في التحضير وتنفيذ معركة 8 شباط 1963 في بغداد.

اللواء بشير الطالب
أعدم مع ابنه وكان أمراً للحرس الجمهوري في عهد عارف وساهم في  انقلاب 8 شباط بعد اعلانها.

العميد محمد حسن وتوت . قائد فرقه . قتله صدام اثر انتفاضة اذار 1991
مدحت محمد جميل . قتل بسبب اتهامه لارتباطه بتنظيم اليسار
سعدون البيرماني
 عضو قياده قطريه في الخمسينيات واحد المشتركين في عملية اغتيال عبد الكريم قاسم الفاشله، عمل موظفا “مدير حسابات”  في بغداد  ، اعتقل بعد غضب صدام عليه عام 1972 وأطلق سراحه وطلب إليه مراجعة مديرية محافظة واسط وفي الطريق العام بغداد – واسط، صدمت سيارته
بسيارة كبيرة تابعة لأجهزة القمع فقتل غيلة هو وعائلته .

ممتاز قصيرة  مساهم في 8 شباط ، قتل وهو طالب في كلية الطب
 مامون كشموله اعدم عام 70 في قصر النهاية.
 محسن الشعلان
كان رئيساً للجمعيات الفلاحية ،. كان رفيقاً للرئيس في مكتب الفلاحين عند عودة الرئيس من القاهرة بعد انقلاب عام 1963 . أعدم بتهمة استمرار علاقة قديمة له مع شقيق أحد المحكومين بالاعدام في وقت سابق خلافاً للتعليمات التي تقضي بمقاطعة عوائل المعدومين، ولم تشفع له صداقته مع صدام .

الضابط محمد فرج . قتله البكر
مجدي جهاد صالح  بعثي ، عضو قيادة قطريه ، قتل بسم الثاليوم ، الثاليوم هو سم الفئران او ما اطلق عليه في زمن صدام بعصير او شربت العافيه واستعمله النظام لقتل معارضيه  وتصفيتهم.

الدكتور غالب عبد الحميد . بعثي . قتل بحادث سيارة عام 68
العميد عزيز السامرائي . مساهم في 8 شباط . قتلته السلطه الصدامية عام 97
اللواء وفيق السامرائي
معاون رئيس المخابرات العسكرية ومسؤول شعبة التجسس العسكري عن ايران ومن اقرباء العميد عزيز السامرائي انتهى به المطاف الى المنافي هربا من بطش صدام حسين. 
علي الدرويش .من شيوخ شمر ، قومي ، قتله البكر عام 70.
صلاح عمر العلي 
هو احد البعثيين الأوائل ومن شلة صدام، عمل  في جهاز حنين لتصفية الخصوم ، أقصي عن مجلس قيادة الثورة في 1970بعد ان اختلف معه في التوجه الحزبي ، وضُمّ الى سفراء الخارج .وعاش منفيا بعيدا عن بلاده .
حردان عبد الغفار التكريتي
     

 

 

 

 

 

 

هو أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة 14 تموز 1958 في العراق ضد النظام الملكي وثورة 14 رمضان 1963 وانتهاء بـ17 تموز 1968.وهو من مواليد مدينة تكريت في العراق واحد كبار الضباط الطيارين البارزين في العراق، وكان من الشخصيات المهمة في ثورة 17 تموز1968 في العراق وتقلد عدد من المناصب كان آخرها وزير الدفاع ونائب رئيس الجمهورية .
حاول الفريق حردان التكريتي جاهدا من أجل إبعاد خير الله طلفاح «خال صدام» عن منصب محافظ بغداد إلا أن الرئيس البكر أقنع حردان بأن التعيين موقت لتركيز الأمور وتثبيتها و بعدها سيتم إعفاء طلفاح من المنصب ، ولخوف البكر وصدام من وجود حردان معهم بالسلطة وفي وزارة الدفاع لطموحه الكبير، تم أعفاء حردان التكريتي من مناصبه عام 1970، وعين سفيرا في المغرب، وكان عندما صدر القرار يرأس وفدا رسميا في إسبانيا، فرفض الامتثال للقرار، ثم تم تسفير زوجته واولاده الستة على طائرة للالتحاق برب الاسرة في الجزائر، وفي مطار بغداد تم حقن زوجة حردان بمادة سامة على انها لقاح ضد الكوليرا فماتت في الطائرة بين اولادها الستة بعد ساعتين، واستقبل حردان زوجته جثة هامدة.
 عثرت مخابرات صدام على مذكرات حردان التي يكشف فيها تعاون صدام حسين مع المخابرات الامريكية للتعاون مع البعث لقلب نظام الحكم في العراق ، ولهذا قرر صدام قتله. 
عاد حردان التكريتي الى الكويت من المغرب ، فتم اغتياله بخمسة رصاصات من قبل محمد كاظم احد افراد فريق الاغتيال لمخابرات صدام بتوصية من صدام نفسه ،وجرى تهريب القاتل للبصرة داخل صندوق سيارة وزير الخارجية العراقي عبد الكريم الشيخلي. وبعد الاغتيال تم اعتقال ما لا يقل عن 300 من الضباط والمدنيين اصدقاء حردان وقتلوا ما لا يقل عن مائة منهم .

عبد الرحمن البزاز            

رئيس الوزراء بين عامي 1963 و1969
عين البزاز أستاذا في كلية الحقوق في جامعة بغداد، ثم عين عميدا لها وعميدا لكلية التجارة والإقتصاد، وكان يلقب ( بذو العمادتين ) ودرس في كلية الشريعة في الأعظمية، عام 1952.
بعد ثورة 14 تموز 1958، عين سفيرا للعراق في القاهرة، ثم أعتزل الوظيفة، وأقام في القاهرة حتى ثورة 8 شباط 1963، فعاد إلى بغداد وتقلد عدة مناصب وزارية ثم عين رئيسا للوزراء في أيلول من عام 1965. ثم رئيسا للوزراء مرة أخرى عام 1966، كما شغل رمزيا منصب رئيس الجمهورية في العراق لمدة ثلاثة أيام من 13 نيسان لغاية 16 نيسان من عام 1966، على أعقاب وفاة الرئيس عبد السلام عارف في حادثة سقوط طائرة مروحية كان يستقلها لحين تنصيب رئيسا جديدا والذي أصبح فيما بعد الرئيس عبد الرحمن عارف شقيق الراحل عبد السلام عارف، والبزاز ذو العقلية المتحضرة التي طواها النسيان وأهملها الزمن، ونالتها حملات التشهير والتشويه والتزييف، فالبعض اتهمه بالعمالة الإنكليز، وآخرون اتهموه بالعمالة لشركات النفط من خلال بيانات ومنشورات حزبية ضيقة الأفق، استهدفت تصفية حسابات شخصية مع البزاز حينما تسلم رئاسة الحكومة.
القي القبض عليه وقدم الي المحكمة التي حكمت علية بـ 15 عاما بتهمة التجسس لصالح دولة اجنبية وتعرض خلال اعتقاله الي انواع شتي من التعذيب خرج بعد ثلاث سنوات مشلولا توفي يوم الخميس 28/6/1973م، ودفن في مقبرة الخيزران. 

علي صالح السعدي

ثاني امين قطري للحزب البعث بعد  فؤاد الركابي ووزير داخليه انقلاب 8 شباط 1963 ابعد عن العراق بتحريض من صدام وجرت تصفيته في المنفى

طالب صويلح
عضو قياده قطريه في السبعينيات، اعدم رميا بالرصاص في 8 \8 \ 1979 بأمر من صدام.

وليد محمد صالح الجنابي     

كتب عنه حسن العلوي في كتابه ” العراق دولة المنظمة السرية”
“كان وليد الجنابي معلماً في أحد المدارس الأبتدائية حين استدعي في عام ١٩٦٨ عضواً في لجنة لدعم منظمة فتح الفلسطينية مرتبطة بنقابة المعلمين العراقيين التقنية هناك حيث كنت المسوول الأعلامي عن اللجنة. بعد ذلك كان أحد أعضاء لجنة التحقيق مع المعتقلين في قصر النهاية وقيل أنه شارك في تعذيب عبد الرحمن البزاز.
روى لحسن العلوي ما يلي ” واحدة من المهمات الخسيسة التي كلفت بها والتي تطاردني أشباحها وانا في المغرب وانا على جبال البلقان فقد ابلغني المسؤول الحزبي بقرار نقلي من التعليم الى هيئة التحقيق في معتقل قصر النهاية وقد اشرفت على عمليات ألتعذيب ضد شخصيات معروفة من بينهم عبد الرحمن البزاز.
وقد دعيت بعد منتصف ليلة الى غرفة ناظم كزار في قصر النهاية وكان الى جانبه عدد من أعضاء القيادة من بينهم صدام حسين وعبد الكريم الشيخلي وطلب الي ناظم كزار التوجه الى مستشفى التويثة (مستشفى التدرن الروئي) وجلب أربعة مرضى من المصابين بحالات ميئوس من شفائها ، فزودت بكتاب وقعه في الحال أحد الحاضرين صادراً من مجلس قيادة الثورة الى مدير المستشفى لاختيار العدد المطلوب من المرضى وتسليمهم لي على أن لا أترك كتاب المجلس هناك.
يقول الجنابي أن الأمر أختلط علي وانا في طريقي الى المستشفى فما علاقة هيئة التحقيق بمرضى السل ولم أفكر بأن مهمتي كانت لارسال هولاء المرضى للمعالجة في الخارج لكني كنت على يقين أن أجهزة جديدة أو أساليب جديدة لنزع الاعترافات ستجرب على هولاء المرضى ولم يكن لي أن أسأل عن شيء من ذلك اذعاناً لطقوس الحزب والتزاماً بمبدأ نفذ ثم ناقش وكان علي أن انفذ وقد لا يكون من حقي أن أسأل بعد التنفيذ.
حينما عدت بالمرضى في سيارة لاند روفر كنت أمد رأسي خارج النافذة وانا أسوق السيارة بسرعة طائشة خوفاً من ات تختلط انفاسهم بأنفاسي حتى اذا دخلت الى المعتقل وقد توضحت خطوط الفجر ففوجئت بصف من الموقفين معصوبي العيون وهم من القوميين العرب والبعثيين المنشقين فبدا ناظم كزار يتحدث اليهم وكان صدام حسين مايزال في مكتبه في المعتقل ينتظر خطوات تنفيذ العملية (اننا قررنا الأفراج عنكم فاذا تسرب شيء عن حياتكم هنا فستعودون الينا حالاً وستتحملون مسوولية ما يصيبكم من عقاب) واشار الى المرضى الأربعة بالتقدم وواصل حديثه الى الموقفين بأنه سيودعهم بعد أن يفتح كل واحد فمه ليبصق الرفاق فيه.!
وتقدم المرضى فنفذوا ماطلبه ناظم كزار وعدت بهم فاستفسر احدهم عن سبب ذلك فقلت أن الحزب قرر ارسالكم للخارج للمعالجة فقال صاحب السؤال ولماذا بصقنا اذا في أفواههم؟ فقلت لكي ننقل المرض من أجسام المواطنين الطيبين الى أجسام الخونة والجواسيس وانتم مواطنون فقراء لايجوز أن تموتوا ليعيش هولاء الأثرياء أعداء الوطن ففرح الجميع وقالوا: الله ينصركم. فسألته من أين تأتيهم هذه الأفكار : كيف فكروا بمرضى السل والبصاق في أفواه المعتقلين؟ قال  هذه أفكار عبد الكريم الشيخلي وزير الخارجية انذاك والطالب السابق في كلية الطب وهو يستخدم معلوماته الطبية في قضايا من هذا القبيل.
يضيف وليد الجنابي أنه لم يعد يستطيع الأستمرار في عمله بهيئة التحقيق. فقدم التماساً الى ناظم كزار بأن يسعى لارساله في أحدى الملحقيات الصحفية أو التجارية خارج العراق .
وهكذا وصل الى المغرب لكنه لم يتخلص من ذكريات قصر النهاية.وفي بغداد عين وليد الجنابي معاوناً لمدير عام وكالة الأنباء العراقية أصبح الجنابي مديراً عاماً لدار الثورة التي تصدر عنها جريدة الحزب اليومية ، فالتقينا مرة أخرى في الأجتماع الأسبوعي الموسع لمكتب الثقافة والاعلام القومي والذي يترأسه صدام حسين وقد سأل مرة عن رفيق غائب أسمر اللون بنظارات سميكة واشار الى مكانه فقيل له أن هذا الرفيق هو وليد الجنابي.
وعندما عاد الجنابي من سفره الذي حال بينه وبين حضور الأجتماع أخبرته عن استفسار السيد النائب والذي لم يكن يعرفك حتى وانت تحضر اجتماعات المكتب الأسبوعية فذعروليد الجنابي وقال : ماذا يقصد السيد النائب.. أنه هو الذي أصدر قرار تعييني قبل عام مديراً لدار الثورة بعد مقابلتي له وقد مررت عليه في الأسبوع الماضي لمناقشة أوضاع دار الثورة والتي على اثرها سافرت الى الخارج.وحين هدأ روعه.. قال وليد الجنابي : أن شيئاً لا أعرفه وراء تجاهل صدام حسين معرفته بي فماذا أفعل ؟قلت : هذه مخاوف وقد يكون السيد النائب قد التبس عليه الأمر.
قال وليد : لا….أن الأمر يتعلق بدوري في قصر النهاية. وقد يكون صدام مستاءاً من موقف سابق لي معه في أحدى الموتمرات الحزبية عام ١٩٦٦ فأشار صدام الى خاصرته حيث موقع المسدس قائلاً :اتركوا الموضوع لي. فرديت عليه بعنف قائلاً :أن حزباً له تنظيمات قديمة ونظرية سياسية وتجربة كالحزب الشيوعي لا نستطيع القضاء عليه بالمسدس. ولدينا تجربة سابقة معه فلم ننجح واضفت أن علاقتنا بالشيوعين يجب أن تناط لمثقفي الحزب.
وتوقف الجنابي عن حديثه ثم قال سأطلب تفرغي من الوظيفة لاكمال دراستي الجامعية أو الأنتقال الى وظيفة صغيرة لاتجعلني أمام الضوء، وهكذا انتقل وليد الجنابي الى وزارة الصناعة وتقدم لدراسة الماجستير، كان وليد الجنابي أحد الأشخاص الذين قرأ الرئيس اسمهم في قاعة الخلد عام ١٩٧٩ كمتهم ومتامر ضد الرئيس ليعدم بالرصاص في 8 آب  1979 .

ضحايا صدام حسين 7

ضحايا صدام حسين 5

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

2 Responses to ضحايا صدام حسين 6

  1. رياض الحبيّب says:

    سلامًا ونعمة
    أخي العزيز الكاتب صباح ابراهيم: أحسنت
    مراجعة تاريخية صادقة وأمينة
    تستحق الدراسة والاهتمام والمقارنة
    تسلم لنا ذاكرتك ويسلم لنا قلمك
    شكرًا لموقع المفكر الحر على التفضل بنشر هذه السلسلة المهمة والمؤلمة

  2. Sami Allawi says:

    اصدقائي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ساحول هذا المنشور لبعض اصدقائي او غيرهم من ذوي المعرفة لأبداء آرائهم فيما ورد في المنشور من حقائق او افتراءا لتأكيدها ام نفيها خدمة للحقيقة والتأريخ والعراق ودمتم سالمين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.