انت رقم لو صفر على الشمال؟

محمد الرديني

اذا تجرأ احد الملحان وقال مصرحا بين أصدقائه بان اعضاء البرطمان ليسوا سوى أرقام لثارت عليه تكتلات يقال عنها انها سياسية تمتد من شارع مريدي وحتى الصليخ مرورا بالحبايش ثم خور مجنون والسيبة والفاو وبعض ضواحي خرمشهر واذا كررها مرة ثانيه فعليه ان يختار بين كاتم صوت يأتيه ليلا او نهارا لا يهم او مظروف يحتوي على رصاصة طلقة فارغة وعبارة مهذبة تقول” لا نريدك لك هذه النهاية فانك خوش ولد” اما اذا كان يملك سيارة كيا فأمره سهل جداً لا يتعدى مرور شاحنة تهصره هو وسيارته وتسجل في قسم الحوادث المرورية تحت باب ” حادث مروري مؤسف” هذا لم اذ يخطفوا ابنه او ابنته او امه ويطالبونه بفدية عشائرية مع قطع جزء من لسانه بدلا من أذنه .. وسائل كثيرة لايهم أيها يختار.
ولكن ان يقول احد اعضاء البرطمان بان زملائه ماهم سوى أرقام فذلك يقع ضمن الحق الدستوري والشرعية النيابية والحصانة الدب ..لوماسية.
ولم يتأكد بعد فيما اذا كان هو رقما معهم ام لا ولكن من المؤكد انه، حسب سجله المدرسي، انه كان يكره الأرقام وخصوصا حين يراها في مواد اللغة العربية والاجتماعيات والقراءة الخلدونية.
فقد اتهم القيادي في ائتلاف دولة القانون كمال الساعدي زملائه اعضاء مجلس النواب بعدم امتلاكهم القرار ، وانهم ” مجرد ارقام لاغير “،مؤكدا وجود اجندات خارجية وراء اتخاذ القرارات النيابية .
وقال الساعدي لمراسل وكالة انباء المستقبل امس
ان :” القرار الذي يؤخذ داخل مجلس النواب يأتي من اطراف خارجية لاعلاقة لها بالمجلس وبعضها خارج العراق “،مضيفا ان “اغلب اعضاء مجلس النواب ليس لديهم اي قرار وإنما مجرد ارقام لا غير”.

بشرفكم شنو تخلولها وتطيب.

هل هم بيادر في رقعة شطرنج ?
هل هم أمعات يركضون وراء العلف ولا هم لهم سوى الاجترار؟
هل هم اولاد خدج في السياسة؟
هل من المعقول ليس لأحدهم ذرة ضمير ويصرخ في وجوه القوم ويعري كل اصحاب البدلات وربطات العنق “البايمباق” ؟
اولاد الملحة أصروا يوم امس على إعطاء فرصة لهؤلاء الأرقام ..فرصة قد لاتتعدى عدة اشهر وحينها لكل حادث حديث.
ماذا سيحدث؟.
سيلغون اشتراكاتهم في كل القنوات التلفزيونية ماعدا قناة الفرات الخبيرة في اللطم على كل شيء. وسيشترون الراديو الكوري الذي لايذيع الا اخبار هانولو وجبل البلطيق.
حينها سيجد اصحاب الصيدليات ان بضاعتهم من حبوب “البندول” والاسبرين والفولنترين قد بارت كما سيجد اصحاب العطاريات ان الطب الشعبي في تداوي المغص والاسهال والنوم من الساعة 6 مساءا قد بارت هي الاخرى.
وربما سيتظاهر الصيادلة والعطارين مطالبين كمال الساعدي بالاعتذار عن كل ماقاله امام كل العشائر العراقية ومن ضمنهم آل الساعدي.
فاصل يقرا الممحي: لايقرأه الا الذي في عينيه وقر ……………

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.