القاهرة الحقيقية ماتت

رشا ممتاز

القاهرة
هذة هى الصور المعتمده للقاهرة عندما تريد الدوله أو حتى شركات السياحه الدعاية لها فى الليل حيث الأضواء الباهرة أو وقت الفجر قبل الزحام المقيت
صور من يراها و لم يزور القاهرة قبلا سينبهر بجمالها
بس للأسف دى هى الواجهه فقط أما التفاصيل الدقيقة حول هذة الأماكن تنسف الصور الجميله .
النيل المعتدى عليه هو البطل فى كل الصور لأنه من يحلى و يجمل الصورة
النيل الذى تردم منه أجزاء لإنشاء نادى للقوات المسلحة أو فرع نهرى لنادى رياضى أو جامع ليس له معنى يطل على النيل و تقطع الأشجار المعمره حوله أو يكون مكب للصرف الصحى لفنادق ال 5 نجوم و المراكب النيلية السياحية أما كورنيش النيل فهو ملعب للباعه الجائلين و الشحاتين و المتحرشين مع أكوام من القمامه و كل هؤلاء مختلطون مع العشاق و البسطاء ممن يجدون متعتهم الوحيدة المتاحه الجلوس على شط النيل الذى كان مقدس و أصبح مدنس .
أما المبانى الفاخرة الظاهرة فى الصور فليست كلها بهذا الرونق فمثلا ماسبيرو الذى يطل فى معظم الصور مبنى كئيب و مقرف و لكن الإضاءة تجعله ( كحلوى عيد الميلاد ) الشوارع المحيطه و الكبارى التى حولها مكسره و مهمله و العشوائيات تحيط بهذة المبانى فى الخلف كما مثلا مبنى وزاره الخارجية الذى تقع وكاله البلح فى مقابله تماما بكل ما فيها من عدم تنظيم و عشش للسكان و شوارع ضيقة كالأفاعى ملتويه يخاف الشخص أن يمشى فيها .


فقط هذة هى القاهرة الأن لا تملك إلا هذة المعالم للأسف بعدما تم عن عمد تخريب ( القاهرة الخديوية ) و التى كانت تضم أروع العمارات و المبانى التاريخية و المسارح و السينمات و جعلها خرابه بعدما إستولت ( شركات التأمين الحكومية )عليها بعد تأميمها فى موجه التأميمات و أجرتها لتجار الملابس المستعمله و الكاوتش و تحويل بعضها لمصالح حكومية و بيع البعض منها و هدمها و الباقى عدم الصيانه و الإهتمام بها ففقدت ( القاهرة الخديوية ) بريقها الأوروبى و هى التى فازت بلقب أجمل عاصمه فى العالم عام 1925 متفوقه على باريس و لندن و روما و برلين .
طبعا ده غير التجريف المعمارى الذى حدث للأحياء المميزة للقاهرة مثل ( جاردن سيتى . مصر الجديدة . الزمالك . المعادى ) و التى قاربت أن تكون أحياء شعبية .
فلم يبقى للقاهرة إلا ما هو موجود فى الصور ( إضاءة تلمع الواجهه ) و على رأى المثل
( من برا رخام و من جوا سخام )
أو المثل التانى
( من برا هالله هالله و من جوا يعلم الله )
القاهرة الحقيقية ماتت

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.