في الحرب تتقد المخيلة، ثمة ما لايمكن تخيله ،لكنه يحدث الآن.

Salwa Zakzak

في الحرب تتقد المخيلة، ثمة ما لايمكن تخيله ،لكنه يحدث الآن.
الدانتيل الذي يغطي حروف الرفوف يتلاشى ويترك علامة لونية فارقة ومسمار الكبس الصغير الملون لنتذكر الطناجر والمصافي والأواني التي كانت موضوعة بعناية هنا..
يصير غطاء الدانتيل ذاكرة المكان وقد لاتمانع بلم قطعة متهالكة منه وتضعها في صدرك ملاصقة لقلبك تماما..
في الحرب تتسع المخيلة وتستفيض لتقنع كل ما ستشتريه لاحقا وإن كان مجرد مصفى للشاي أنه قابل للتعفيش، للطحن والسحن، للحرق والطعن..
مخيلة الحرب مبدعة! تضع بينك وبين اللامعقول مودة خالصة..لا يعترف بها موظفو اللجوء ولا راصدوا حجم الخرائب، وأنت تسترسل، والمخيلة حبلى بالمزيد ،وتتوالد الأحداث لدرجة تستفيق ذات لحظة لتعلن بأن كفى!..فقط من شدة خوفك من تأكل ذاكرة الخرائب كلماتك وتنهداتك..


للحرب مخيلة تفيض وتعدي، والهذيان مجرد تفاعل خطابي .
المهم أن تنسى ماكان لديك،وأن تمتثل تحت قوة الأمر الواقع لسطوة تخييل عدمي يشاركك انفاسك وتمضي مدندنا لحنا من سيمفونية الموت…

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.