Oliverكتبها
– الموتى يبقون علي حالهم.الأحياء وحدهم يتغيرون. الحكماء يعرفون ما يحتاجون تغييره و الجهلاء يتغيرون دون علمهم.الأبرار يتغيرون لتجديد حياتهم و الأشرار يتغيرون من شر إلي شر دون جدوي.الشياطين يتغيرون إلي شبه ملاك من نور و لكنهم يبقوا شياطين.الملائكة تتغير إلي شبه أجسام مرئية لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص و تبق كما هي نورانية.التغيير سر بقاء الكائنات و الجمود أفني من لم يتغيروا.
– التغيير ليس إختياراً.فالناس كالمواسم تتغير.الأمزجة تتغير و السنون تتغير .نتغير كلنا.المناصب و المسئوليات و الطموحات و المشاكل حتي الأحلام تغيرنا.نحن لسنا كما نظن أننا كما نحن دوماً.لكن أفضل تغيير يفيدنا هو تغيير القلب ليكون ممتلئاً بالله يسكنه الروح القدس و تهيمن عليه محبة الله.فكيف يتغير القلب؟ بتجديد الذهن. كيف يتغير الذهن؟ بموت الذات.كيف تموت الذات؟بالصلب.كيف نمارس الصلب؟ بالنظر إلي المسيح المصلوب ليكون قدوتنا فماذا حدث بالصلب؟
– صُلب المسيح لأنه أحبنا أكثر من نفسه.صلب المسيح و غفر لأعداءه.صلب المسيح متحملاً آلاماً لا تطاق دون تذمر أو شكوى.صلب المسيح فمات هو و عشنا نحن. هذا مثالنا لنتبعه فإذا سألت كيف تموت الذات فهكذا تصلب ذواتنا و تموت.
– حين يُطلب منك الثوب تعطي الرداءمعه.فالثوب هو الجسد الذي هو خيمتنا التي نلبسها مؤقتاً و الرداء هو المسيح الذي لبسناه في المعمودية فوق الجسد. فمن أراد منك شيئأً تستطيعه فإعطه كل ما تستطيع و فوق الكل إعطه الرداء أي مسيحك.هذه هي الكرازة.الصلب أن تعط الثوب مع الرداء .البعض يعط الثوب وحده بلا مسيح و البعض يعط المسيح وحده بالنصائح الشفوية لكن من يعط الثوب مع الرداء هو الذي يتقن شركة آلام المسيح.
– حين نحب القريب أكثر من النفس.نغفر للمسيئين بكل مسرة و دون تردد.نتحمل أوجاعنا بشكر دون تذمر أو شكوي.نمات كل النهار ليحيا فينا المسيح.فالذات الميتة تترك للمسيح الحي متكئاً في القلب و الذات الحية تطرد المسيح من القلب.بموت الذات يتغير الذهن و يتجدد القلب و يستعيد الإنسان صورة المسيح.هنا يصبح التغيير للأفضل.فأي تغيير يبعدنا عن صورة المسيح هو خطية.أما التجديد فهو بالإتكال علي روح الله القدوس الذى يحفظ فينا صورة المسيح و يغيرنا إلي شبه جسد تواضعه.أما أبواب موت الذات فهي السكون و الصلاة و غفران الإساءات.
– تستطيع أن تغير لغتك.تنتقي ألفاظاً أفضل.تستطيع أن تغير خططك و تختار الأقرب إلي قلبك.تستطيع أن تغير أصدقائك إذا لم يكونوا لك سنداً في طريق خلاصك تتغير إهتماماتك بتغير أفكارك.سكني الروح القدس فينا و إنقيادنا به و إستنارة روح الإنسان و قلبه به هو الوسيلة للتغيير الأفضل.فإذا كان التغيير أمر حتمي يحدث للجميع فليكن عند أولاد الله تحت سلطة الروح القدس.
– ثق أنك تستطيع التغيير لأنها طبيعة الحياة.عدم التغيير هو ما ليس من الطبيعة.حتي الفضائل تتغير من درجة إلي أخري.حتي المجد في السماء يتبدل من مجد إلي مجد.لهذا يعد الواقفون علي أرضهم كعمود ملح ليس مرضياً عليهم.المنتظرون الأفضل دون أن يتغيروا هم إلي الأفضل كالواقفين في صحراء ينتظرون سفينة تبحر بهم؟ ما دمنا نتغير دوماً فالأفضل أن نتغير بإرادتنا كي ننتقي التغيير الذى ينفعنا لأبديتنا.
– لا تدع نفسك تابعاً لأحد.إسترشد بمن له حكمة لكن إختر التغيير الذى تطلبه لنفسك.الكتاب المقدس يقدس أشواقك فتشتهي التغيير الروحي.عشرة القديسين تنقي صداقاتك فتتعلم منهم التغيير.الصلاة تستمد من الله قوة التغيير.لا تتغير وحدك لكن لا تدع غير الله يغيرك.فلا يعرفك من داخلك سواك.الآباء ينصحون لكن لا يغيرون القلوب.المرشدون يزودونك بحكمة الطريق لكنهم لا يدفعونك في الطريق.فإعلم أن ما تأخذه منهم هو فقط زاد للطريق أما التغيير فهو طريق الرب يسوع.
– ضع أدوات التغيير في قلبك و أغلق عليها.كلمة الرب مغيرة تجعل القساوة تلين.الصلاة تغير قلب الحزين إلي الفرح.الصوم و التوبة تغير غضب الرب إلي رحمة.الغفران يغير قلب أعداءك .العطاء يغير ألم الفقراء.الرحمة تغير نفس الخطاة.النعمة تغير ضعف الضعفاء.تعزيات الله تبدل أوجاع الفقد.الإبتسامة تغير الغاضبين منك.الضحكة تغير مزاج البائسين.الرجاء يغير النفوس اليائسة.السلام يغير الأفكار الهائجة. النجاح يغير مسار الحياة.الإنشغال بالأبدية يغير نظرة الإنسان للعالم و ما فيه.تثبيت العيون علي مسيحنا القدوس يغير مصيرنا الأبدي إلي ملكوت الله.فإقبلوا تغييرات كهذه لأنها تصنع منا صورة الله و مثاله.