ساء الورد يا أساتذة
بعث لي السيد غازي احميد من تونس بسؤال تبلور أثناء نقاش تابعه في إحدى المجموعات وأراد رأيي فيه يقول السؤال:”
دكتور المسيح بعد عاطر التحية و ازكى السلام ارجو أن تجد فسحة من الوقت للإجابة على هذا السؤال في سورة مريم تقول مريم مخاطبة الكائن الذي أرسله الله فتمثل لها بشر :إني أعوذ بالرحمان منك إن كنت تقيا . ألا يبدو ذلك خطأ من الناسخ أو أن هناك تفسير آخر مع الشكر”.
الجواب
في سورة مريم: 18 : ” قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ” والخطاب هنا جاء للتعبير عن ردَّة فعلٍ من مريم أم المسيح بسبب الخوف من هذا الكائن الذي ظهر لها فجأة على شكل بشر مقتحماً خلوتها.
فالتعوذ بالله أو الرحمن يكون من الشر أو الشرير أو إبليس أو من الخبث والخبائث لا من التقيّ ! فلهذا السبب طرح الأستاذ احميد هذا السؤال.
فكلمة “تقيّا” تُربك المعنى وتفسد النص، ولحل الإشكالية نرجع الكلمة لما قبل التنقيط والتشكيل ” ٮڡٮا ” وبالتالي يمكن قراءتها “نفيا ” كما كانت في الأصل الأرامي: ܢܦܝܐ أي: “ينفي، يبعد، يرذل” وبالتالي مريم تعوذ بالرحمن من هذا الكائن إن كان رذيلاً أو منفيًا أو مُبعدًا أو مطرودًا، كالشيطان المطرود من رحمة الله.
وشكراً على السؤال.
نزكي لكم قراءة ايضا: الباحث محمد المسيح يصحح اخطاء آيتين في سورة المرسلات