الأسدي أسد الخيالة بلا منازع

لا نعرف على وجه الدقة ان كان فرع شرطة الخيالة مايزال موجودا وفعالا عند الشرطة العوراقية، رغم تأكدي مو وجود شرطة الهجانة، ولكن المؤكد ماشاهده اولاد الملحة امس وهو منظر اعاد الى الاذهان ذكريات مريرة للناس المسالمين.

فقد شاهد هؤلاء الاولاد السيد الوكيل الاقدم في وزارة الداخلية عدنان الاسدي وهو يمتطي حصانا ابهر اللون قوي العضلات مرفوع الشكيمة عريض المنكبين له منخران واسعان يتنفس منهما كل الهواء المحيط به.

وعبر مهماز الاسدي كان الحصان الضارب في لونه البني يأتمر بأمر صاحبه وهو يتجول به بين مراكز الاقتراع.

واستغرب القوم،وهم كلهم من قوات الامن، وسيلة التنقل هذه التي يستعملها رئيسهم الاعلى وتساءل بعضهم:اين السيارات المظللة ورجال الحماية الذين لايمكن عدّهم لكثرتهم؟.

رأوه فيما يرى الرائي انه دخل بحصانه الى مركز الاقتراع الاول وطلب من صاحب الصندوق الثاني قائمة باسماء رجال الشرطة الذين امتنعوا عن التصويت، وهو ما ، كما يقول الرواة، كان يريد التأكد من نزاهة التصويت في هذه المراكز.

عاد الفارس الاسدي الى عرينه وترك الحصان للسائس واتجه فورا الى مكتبه حانقا غاضبا بعد ان وجد ان المئات من رجاله لم يشاركوا في التصويت.

وقرر، ويالهول ماقرر، معاقبة هؤلاء اما بالتوبيخ او النقل او الفصل من الوظيفة كل حسب رتبته.

نقطة نظام:في الاسبوع الماضي بعث الفارس الاسدي بطلب الى احد الضباط برتبة رفيعة وسأله بالنص:هل زوجتك مرشحة للانتخابات فلما اجابه ب(نعم) قال له انت معفي من المنصب اذهب الى بيتك.

بشرفكم هاي مو ديمقراطية “باكلة بالدهن”؟.

وين ربّاط الكلام؟

في يوم من الايام الغابرة حين كانت ساحة الميدان في بغداد المنصور في قمة ازدهارها،وخصوصا بالاكلات الشعبية،شوهد رجل عجوز يتمايل في مشيته وكأنه شرب بحرا من “المستكي”.. اراح العجوز جسده على احد كراسي الرصيف المنتشرة هناك وطلب “باكلة بالدهن” واشترط على العامل ان يضع 10 قطرات من الدهن الحر فقط.

وسمع القوم صيحاته الغاضبة بوجه العامل واحتجاجاته لأنه وجد بعد الفحص والتدقيق ان اكثر من 15 قطرة دهن حر صبت فوق الباكلة، كما سمعوه يقول وهو ينهض غير راغب بالاكل:هذا مو بلد ما يحترمون بيه رغبة الناس ..هه، ويكولون ديمغراطية.

سلسلة المهازل التي رافقت تصويت رجال الامن هذه الايام تعكس مدى تخلف المسعولين وليس من دليل قوي على ذلك سوى ماقاله كبير المسعولين : سيرى الذين امتنعوا عن التصويت للكتلة التي بلغوا فيها أي منقلب ينقلبون.

لأول مرة نسمع ان التصويت يتم بقوة السلاح.

فاصل من اهلها: قال المرجع اليعقوبي امس ” ان “أسباب الانحراف والتأويل عن الدين كثيرة والمسؤولية يتحملها طرفان، فالأول بعض رجال الدين بانقيادهم لأهواء النفس وميلهم لحب الدنيا وتزيين الشيطان وحسدهم لأهل الحق وتصدّيهم لمواقع ليسوا مؤهلين لها .اما السبب الثاني فهو عامة الناس بجهلهم وحماقتهم وسذاجتهم وميلهم إلى الدعة والراحة وتخاذلهم عن نصرة من تجب طاعته وسكوتهم عن المنكر والباطل ونعيقهم مع كل ناعق وخوضهم مع الخائضين وإسراعهم إلى الشبهات والقيل والقال وتصديق المدّعين وعدم تصحيحهم للأخطاء التي يقعون فيها وعدم توبتهم من الذنوب التي يرتكبونها”.

هذه هي صفاتكم يابعض الراكضين وراء الاساطير الدينية.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.