في يوم المرأة العالمي أرشح أم المؤمنين السيدة عائشة لتكون سيدة العالم الأولى!

في يوم المرأة العالمي أرشح أم المؤمنين السيدة عائشة لتكون سيدة العالم الأولى!!!؟؟؟؟؟؟
هل الترشيح لأن عائشة زوجة النبي ؟؟؟ أم لأن عائشة هي ( الرجلة الوحيدة ) في التاريخ العربي الإسلامي التي كشفت عن مؤامرة التشيع في التاريخ الاسلامي لشقه وانقسامه عبر قرون،أم لأنها ايقونة تساؤل(العقل) في مواجهة يقينيات (النقل) ….!!!؟؟
تحية للمرأة السورية بعيدها العالمي
د. عبد الرزاق عيد
هذا الترشيح للسيدة عائشة كسيدة أولى للعالم تأتي من قبل مثقف وعالم مخضرم من حيث تواصله مع الثقافة العربية والاسلامية وهو الدكتور منذر العياشي ، الذي حاز الدكتوره المصرية والفرنسية في العلوم (اللسانية واللغوية ) العربية والإسلامية، وهو المؤلف والمترجم الموسوعي المتشبع ثقافيا ووجدانيا بالثقافة الإسلامية والقرآنية حتى يكاد يحسب وفق الشعبوية السياسية المتأسلمة على تيار السلفية الأصولية ….
الصديق العزيز الدكتور منذر العياشي وصفني منذ اسبوعين في تعليق له على صفحتي بأني ( كأئن قرآني)، وقد أثلج صدري هذا الوصف الذي يأتي من عالم إسلامي مفكر، وشاعر يحس بالوجود بذات درجة عمق تفكيره وإحساسه بالوجود….وليس عبر الوكلاء الرسميين لاسلام السطح السياسي والفولوكلوري والريعي، ككل وكلاء ( البيزنس السياسي الاسلامي والعلماني) المتكسب سياسيا رسميا ومجتمعيا …
ترشيخ الصديق الدكتور منذر للسيدة عائشة، لم أنظر له كنوع من أخلاق التقوى الدينية المتدروشة تقديسيا نحو زوجات النبي، لأن النبي لن يغني عنهم شيئا كما خاطب ابنته (فاطمة ) وأهله والمقربين منه، بأنه لن يغني عنهم من الله شيئا… ……..
إذن ما هي مبررات ترشيحها لتكون سيدة العالم الأول انسانيا وليس دينيا ونبويا !!!؟؟
علماء اللغة العربية أجمعوا على أنه لا يمكن لغويا تأنيث مفردة ( الرجل ) إلا مع السيدة عائشة ، حيث هي الوحيدة بين نساء العالمين من يمكن أن توصف بأنها ( رجلة )، إذ هي الأولى التي رفضت انقسام الاسلام بين بيوت أولاد عم قريش ( هاشم وأمية )، حيث استشعارها الحدسي السياسي بأن رفض علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه)لاجماع الناس في السقيفة، هو نوع مما سيسميه أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء (أبوحيان التوحيدي ) في كتابه “رسالة السقيفة )، بأنه (مجاحشة )، لخروجه عن إجماع المسلمين تحت السقيفة، مما سيجري أنهار الدماء عبر أربعة عشر قرنا من خلال انقسام المسلمين بين (سنة وشيعة )، بسبب هذه (المجاحشة التشيعية لعلي ) في قبول شرعية التحكيم في السقيفة !!!
هذا الترشييح لها كسيدة أولى للعالم استنادا إلى موقفها السياسي الحكيم والشجاع الذي أثبت التاريخ صحة مساره حتى اليوم، وبوصفها من أهم النساء الفاعلات والمؤثرات في منعطفات التاريخ الكبرى، يجعلنا نؤيد هذا الترشيح للسيدة (الحميراء) حسب وصف النبي لها، أي للسيدة الجميلة (ذات الخدود الحمر) التي لم تكن دوافعها للانخراط في الشأن الاجتماعي والسياسي على الأرجح يعود إلى مشكلات تتعلق بصفاتها الجمالية من حيث الجمال والدمامة، كما تسعى الثقافة الذكورية أن تفسر الدافع النسائي للفعل الاجتماعي، إنما يحدوه التحدي الجمالي الانثوي، حيث يظهر لهم أن كل النساء الفاعلات في التاريخ كن دميمات قبيحات …….
السيدة عائشة كانت أكبر فكريا وعقلانيا وليس شجاعة فقط، على تحدي الامام علي، وما يشيعه الشيعة حول الاندفاعات المراهقة لعلي الشاب الفتى الصغير ، نحو زوجة ابن عمه النبي الشابة الصغيرة، ليحدثنا التاريخ ، على أن السيد عائشة لم تكن أيقونة (الانثى ) في الشجاعة والحكمة والوقوف مع الحق في صراعها ضد علي وشيعته الذي بدأوا بتأليهه كـ( ابن سبأ) ، بل بإعلان شان ( العقل لا النقل) كمرجع في التفسير والتدبيروالتعليل، حيث سترفض الاجماع النقلي حول (عروج النبي إلى السماء )،إذ تؤكد السيدة عائشة أن النبي لم يغادر فراشه على حد تعبيرها، ومن هنا كان اعتبارها أن المعراج (هو إسراء روحي، وهو رؤية خص الله بها نبيه …)، حيث لم يتفق معها بهذه الرواية العقلانية الاختراقية للمألوف الميثي السحري سوى معاوية بن أبي سفيان أحد كتبة الوحي النبوي ، قبل أن يكون الخليفة الأموي الذي أسس لعالمية الإسلام في مواجهة الفرق والشيع الطائفية التي كانت تقرض في النسيج الداخلي لوحدة الاسلام والمسلمين حتى يومن هذا الذي آل إلى إيران …تحية للمرأنة السورية وللصديق الدكتور منذر بمناسبة يوم عيد المرأة العالمي :::

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

قراءة في حديث الرسول ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )

المقدمة :
الشطر الأول من الحديث / ” بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ” ، لا أرى به أي تعقيد أو غرابة ، بل أراه جليا و واضحا لأن الأمر وقع فعلا حسب كل الشواهد التأريخية – فالأسلام بدأ في مجتمع قبلي عصبي ذكوري جاهلي قائم على الشرك بالله ، يعبد الأوثان والأصنام والأحجار والأشجار ، يأد البنات ، مجتمع ينتشر به الخمر والبغاء .. ، الأسلام بدأ غريبا لقلة أهله وتابعيه ، بدأ بخديجة بنت خويلد وأبوبكر الصديق وعلي بن أبي طالب .. ثم أنتشر ، وبعد موت الرسول تحول الأسلام من دين وعقيدة ومبدأ ، تحول بدءا من حادثة سقيفة بني ساعدة الى سلطة وحكم ، وأصبح الدين ورجاله من علماء وشيوخ وفقهاء يخدمون الحاكم ، الخليفة ، السلطان أو الأمير ..
أما الشطر الثاني من الحديث / ” وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ” ، فسأعلق عليه في نهاية الموضوع ، وذلك كقراءة شخصية للحديث مع خاتمة ، وسأبدا أولا في تفسير الشطر الأول من الحديث بأختيار ثلاث تفاسير منتقاة لتفسير الحديث ، وذلك من أجل توضيح وتمهيد الصورة للقارئ ..
النص :
وحول شرح وتفسير معنى حديث الرسول ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) ، أورد التفاسير التالية : * فقد ورد في ” موسوعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب ” ، تحت عنوان – أحاديث في الفتن والحوادث ، مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، / نقل بتصرف .. أورد ما يلي (( جاء الأتي حول شرح الحديث أعلاه : في بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً .. ولِمُسْلِمٍ : عن أبِي هُرَيْرَةَ : عن النَّبِيِّ –قال : ( بَدَأَ الإسلامُ غَريباً وَسَيَعُودُ غَريْباً كَمَا بَدَأَ ) ، ورواه أحمدُ : عن ابن مَسْعُود : – وفي آخره -: ” فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ” ومعنى الحديث : أن الإسلام بدأ في أحاد من الناس وقلة ، ثمّ انتشر وظهر ثم سيلحقه النقص والإخلال . حتى لا يبقى إلاّ في آحاد وقلة أيضاً ، كما بدأ . فبدأ بالهمز – من الابتداء . وهو الأشهر – ويؤيده المقابلة بالعود . فإن العود يقابل الابتداء ، ويحتمل : أن يكون بدون همزة . ومعناه : ظهر . وغربة الإسلام : لقلة أهله. وأصل الغريب : البعيد عن الوطن . وقد فسر الرّسول : الغرباء بالنّزّاع من القبائل- والنّزّاع : جمع نازع ونزيع وهو: الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته ، قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم إلى الله تعالى : ، ومعنى : “طوبى للغرباء”، طوبى : فُعلى من الطيب قاله الفراء.. )) .
* وفي ” موقع الأسلام سؤال وجواب ” حول تفسير الحديث أعلاه / نقل بتصرف ، جاء ما يلي (( هذا الحديث رواه مسلم (145) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) .قال السندي في حاشية ابن ماجه :(غَرِيبًا) أَيْ لِقِلَّةِ أَهْله وَأَصْل الْغَرِيب الْبَعِيد مِنْ الْوَطَن ( وَسَيَعُودُ غَرِيبًا ) بِقِلَّةِ مَنْ يَقُوم بِهِ وَيُعِين عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ أَهْله كَثِيرًا (فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ) الْقَائِمِينَ بِأَمْرِهِ ، و”طُوبَى” تُفَسَّر بِالْجَنَّةِ وَبِشَجَرَةٍ عَظِيمَة فِيهَا . وَفِيهِ تَنْبِيه عَلَى أَنَّ نُصْرَة الإِسْلام وَالْقِيَام بِأَمْرِهِ يَصِير مُحْتَاجًا إِلَى التَّغَرُّب عَنْ الأَوْطَان وَالصَّبْر عَلَى مَشَاقّ الْغُرْبَة كَمَا كَانَ فِي أَوَّل الأَمْر . وجاء في “فتاوى اللجنة الدائمة : ” معنى الحديث أن الإسلام بدأ غريباً حينما دعا رسول الله الناس إليه الناس إليه فلم يستجب له إلا الواحد بعد الواحد ، فكان حينذاك غريباً بغربة أهله ، لقلتهم وضعفهم مع كثرة خصومهم وقوتهم وتسلطهم على المسلمين ، حتى هاجر من هاجر إلى الحبشة فراراً بدينه من الفتن وبنفسه من الأذى والاضطهاد والاستبداد ، وحتى هاجر رسول الله بأمر الله تعالى إلى المدينة بعد ما ناله من شدة الأذى ما ناله رجاء أن يهيئ الله له من يؤازره في دعوته ، ويقوم معه بنصر الإسلام وقد حقق الله رجاءه فأعز جنده ونصر عبده وقامت دولة الإسلام .. واستمر الأمر على ذلك زمناً طويلاً ، ثم بدأ التفرق والوهن ودب بين المسلمين الضعف والفشل شيئاً فشيئاً حتى عاد الإسلام غريباً كما بدأ .. )) .
* أما في موقع الشيخ عبد العزيز بن باز / رحمه الله ، جاء التفسير التالي ، مركزا على مفردة ” الغرباء ” / نقل بتصرف (( هذا الحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ، قال : ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء ) فهو حديث صحيح ثابت عن الرسول ، زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: ( قيل : يا رسول الله ! من الغرباء ؟ قال : الذين يَصْلِحون إذا فسد الناس ) وفي لفظ آخر: ( يُصلِحون ما أفسد الناس من سنتي ) وفي لفظ آخر : ( هم النزاع من القبائل ) ، وفي لفظ آخر: ( هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير ) ، فالمقصود أن الغرباء هم أهل الاستقامة ، فطوبى للغرباء ، أي الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس ، إذا تغيرت الأحوال و.. الأمور ، وقل أهل الخير ، ثبتوا هم على الحق ، واستقاموا على دين الله ، ووحدوا الله ، وأخلصوا له في العبادة ، واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين ، هؤلاء هم الغرباء .. )) .
القراءة :
قرأءتي ترتكز على الشطر الثاني للحديث النبوي ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) / والذي يمثل الوضع الحالي للأسلام ، وذلك لأن الشطر الأول ، أرى التفاسير التي أوردتها قد أوفت في تفسيره .. وستكون قراءتي حسب نظرتي الحداثوية للأسلام وما جرى وما يجري من أحداث ووقائع ، بعيدا عن ما قاله المفسرون ! :
أولا – الأسلام هو ليس الحل لأنه بات غريبا ، بل أن ” القراءة الحداثوية ” للنصوص / أنزلت أو كتبت أو أوحى بها .. سمها ما شئت هي ما يجب أن تكون الحل ، لأن أسلام صدر الرسالة المحمدية لا يمت بصلة للزمن الحالي ، خاصة بالنسبة للتحضر المجتمعي / مثلا ، وما يضم من عادات وتقاليد وأسلوب حياة بكل تفاصيلها .. فهل من الممكن تطبيق ملك اليمين الأن ، وهل من الأنسانية تشريع سوق لبيع الجواري والسبايا ، وهل من العادي أن تدخل الطبيبة لغرفة العمليات وهي منقبة ! وهل من العملي تطبيق مبدأ عدم الأختلاط بين الجنسين في كل نواحي الحياة وما به من سلبيات كوارثية .. لهذا أرى أن الأسلام بات غريبا عن الزمن الحالي لأنه يمثل حقبة زمنية ، غير متطورة وغير متحضرة كانت قبل أكثر من 14 قرنا ، ويريد الأسلام السلفي الرجوع الى زمن النبوة لأرجاع الحياة كما كانت عليه في تلك الحقبة ، وهذا مستحيل ، وما تحاول السعودية عمله وتطبيقه ، على أنه هو الأسلام الحقيقي ، من قطع الرؤوس و الأيدي والرجم والجلد .. ، أنما هو صورة مظلمة كاحلة عن الأسلام ، فتلك القوانين والأحكام طبقت على تلك الحقبة ، ولا يمكن أن تستوي أو أن تصلح على أسلام اليوم ، وأذا حاول وأصر شيوخ ورجال الأسلام على هذا ، فأنهم سيعزلون الأسلام عن المجتمع ! علما أنهم هم أنفسهم لا يطبقوه على أنفسهم وخاصتهم ! كل هذا سيزيد من غربة الأسلام عن الواقع الحياة الحالي . ثانيا – الوضع الأسلامي الحالي بات أكثر غربة لما يعانيه من تفرق وأنقسام وأنشقاق ، فبدأ الأسلام فرقة واحدة وأصبح فرق وطوائف ومذاهب وجماعات ، ثم ظهرت شيعة علي ، وما أنبثق منها من الأثني عشرية والزيدية والأسماعيلية والنصيرية والعلوية .. ، أما السنة بمذاهبها الأربعة / المالكية والحنفية والشافعية والحنفية ، وما أنبثق منها من فرق وطوائف .. أضافة الى ملل أخرى كالأحمدية والصوفية .. وتكلل الاسلام بغربة أنهت كل أماله في الوقوف بثبات كمعتقد وهي ” الوهابية ” التي كفرت ما قبلها وما بعدها من فرق وطوائف ، بأعتبارها الفرقة الناجية ، أيوجد غربة ووضع تراجيدي عاشه الأسلام كم يعيشه الأن ! ثالثا – ظهور المنظمات الأرهابية المثقفة بثقافة القتل والذبح والصلب والحرق والرجم والسحل وقطع الرؤوس بأسم الأسلام ، حيث جعلت ذكر الأسلام ، و ” شعار الله أكبر ” يكفي أن يكون عنوانا للأرهاب والتوحش ، هذه المنظمات ، القاعدة وداعش وغيرها العشرات الممنهجة وهابيا ، أصبحت هي أسلام اليوم ، وأرى ان هذا يكفي لأن يكون الأسلام غريبا عن محيطه . رابعا – شيوخ ودعاة الأسلام ساهموا في غربة الأسلام عن الحراك المجتمعي للقرن الواحد والعشرين ، فشيوخ السعودية / الطريفي و السديس وبن باز والفوزان .. ، ومصر / زغلول النجار ومحمد عمارة والقرضاوي والحويني و أبراهيم خولي .. الدعاة / محمد حسان ومحمد العريفي ونبيل العوضي وعمر عبد الكافي .. كل هؤلاء الثلة وغيرهم العشرات أخذوا بالأسلام بعيدا عن عالم وحياة اليوم ، أخذوه الى عالم خاص وهو عالم صدر الرسالة المحمدية ، فأردوه قتيلا غريبا في ارضه بدلا من منحه قبلة الحياة .
الخاتمة :
أرى أن الحديث النبوي ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) ، حسب تفسيره كحدث أخباري ، يبين لنا أن الأسلام كيفما بدأ غريبا سينتهي غريبا كما بدأ ، وذلك حسب تفسير المفسرين ومنهم ما ذكر بالنص أعلاه ، ولكن بالتحليل المنطقي للحديث ، وحسب درجة تفاعل أنعكاس الحديث على الواقع الحالي للأسلام ، يظهر لنا أن الأمر يتعلق بمفهوم أخر ألا وهو تأثير مرجعية الأسلام ، والقراءة الماضوية للنص القرأني والمأثور الديني ، الذي يضم السنة والأحاديث والتأريخ الأسلامي ، وما بها من نهج تكفيري وألغاء للأخر وما يضم من نصوص عنيفة كأيات السيف .. أضافة للأحكام الدينية التي تعتبر خارج نطاق زمن القرن الواحد والعشرين ، على واقع وحال الأسلام الأن ، هذا كله من جهة ، ومن جهة ثانية أرى أن مفردة ” الغرباء ” / وهي حسب تحليلي رجال وشيوخ ودعاة الأسلام الظلاميين منهم ، والذين نعتهم المفسرون ، ” بأهل الاستقامة فطوبى للغرباء أي الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس ” ، هؤلاء بدل أن يكونوا فريق أنقاذ ما يمكن أنقاذه ، في تجديد الخطاب الديني / الخطاب المرتبط بالمقدس و المحرم ، ولكن في واقع الأمر ، ساهمت هذه الثلة / الغرباء ، ليس بمد الروح لهذا الجسد المحتضر ، الغريب عن واقعه ، بل أن هذه الثلة خطفت الأسلام و تأمرت عليه وأغتالت ما تبقى منه من رحمة ورأفة وعدل ! .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

قندهار في الغوطة الشرقية ..

قندهار في الغوطة الشرقية ..
اطلقهم بشار الاسد من سجونه ليفعلوا بالناس كما يفعلون اليوم ودفعهم للترحم على حكم بشار الاسد…

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

شيخ الأزهر في مؤتمر القاهرة .. ووقاحته الغادرة والماكرة

*المقدمة

بكل بساطة أنت لم تعد بعد ألان فضيلة الشيخ ، لأن الانسان الفضيل لا يمتهن دين التقية ويساوي بين الظلمة والنور وبين الجلاد والضحية ، ولكن عندكم كل شيء معتاد ؟

* المدخل

ببساطة ماحدث في مؤتمر “الحرية والمواطنة” في القاهرة هو قمة المهزلة والمسخرة ، والأكثر مهزلة ومسخرة هو سكوت الحاضرين على كذب ودجل هذا الشيخ الغير فضيل والغير طيب .

ملاحظة

لو كنت من المدعوين لعملت سو على هذا الدجّال ، بتهمة النصب والاحتيال وتزوير الحقائق ؟

* الموضوع

كان يظن من حضر من السذج والمغفلين {سذج ومغفلين لأنهم لم يتعضوا من تاريخه الأسود وكذبه المفضوح في مؤتمر برلين} أن ما يسمى بفضيلة شيخ الازهر والمصيبة يحمل لقب “الطيب” والمصيبة الاكبر النَّاس تصدقه ؟

أنه سيقر ويعترف علناً بوجود الاٍرهاب في الاسلام ، وأنه سيعتذر عن الْكوارث والمآسي التي سببها نبيه وأتباعه بحق العرب والمسلمين قبل غيرهم وبحق الناس أجمعين ، كما فعل بابا الكنيسة الكاثوليكة بكل جرأة وشجاعة .

وخاصة إعتذاره للأحبة المصريين “الاقباط” الذين غزى أجداده السفلة والمجرمين بلادهم ، وكذالك إعتذاره للشيعة والبهائيين والصوفيين وغيرهم لما أصابه من شرور قلعته قلعة ألإرهاب العالمي (الازهر) ؟

لأن الجميع “شاء أم أبا” هم مواطنون مصريون ، فما أصابهم من جور وظلم وبطش وإرهاب على أيدي دواعشه الذين لم يكفرهم لغاية الان لا يصدق .

أو حتى تنديده بإرهاب دولته المجرمة لعشرات السنين ومعها إخوانه المسلمين والسلفيين من قتل وسلب ونُهب وحرق لدورهم وكنائسهم وتهجيرهم وخطف بناتهم ونسائهم وأسلمتهم بخسة وغدر وإغتصابهم وليس أخرها ما جرى للأقباط في العريش ؟

فعن أي حرية ومواطنة يتكلم هذا الدجال الذي لن يوازيه في دجله وإرهابه غير خريج أزهره الشيخ القرضاوي ؟

“حقاً اللي إختشوا ماتوا” ولكن يبدو أن البعض لا يخجلون ولا يستحون أبداً .

فبدل أن يتكلم عن ضرورة تجديد الخطاب الديني وتجديد اليات عمله لدعم قيم الحرية والمواطنة والمساوات في المجتمع المصري للنهوض به ودعم إستقراره وإستقرار المنطقة ، ويطلب من الحضور ومن ساسة العالم مساعدته في إخراج المُسلمين من نفق الاٍرهاب الاسلامي وتخليصهم من أفكاره العفنه وأمراضه التي تغلغلت في عقول وكيان وجدان غالبية المُسلمين المغيبين ، ذهب هذا الغير فضيل والغير طيب بكل وقاحة وصفاقة يسقط عفونة دينه وإرهابه منذ نشأته على تابعي أديان الاخرين دون خجل وحياء ، وكأن الحضور سذج وبهاليل لم يقرأ مافي قرأنه من أيات تدعو للسلب والنهب (الانفال) والقتل والغزو والسبي والاغتصاب أو لم يقرأ سيرة نبيه وتاريخ صعاليكه والتابعين ؟

* وأخيراً … ؟

أ: نقول يا كفار العالم والملحدين واليهود والمسيحيين والهندوس والسيخ والبوذيين ، رفقاً رفقاً بالمسلمين المساكين المغيبين خاصة الطيّبين ، فهم أول ضحايا هذا الدين وضحايا هؤلاء الشيوخ المنافقين وعلى رأسهم الطيب والقرضاوي وباقي شتلهم المجرمين ؟

لأنه من غير المعقول مَن أجل القضاء على مسخ أو كلب مسعور أن تحرق غابة أو تفنى دولة أو تدمر حتى بضعة دور ؟

لذا عليكم بالقضاء أولاً على وعاظ السلاطين والشياطين ، وعندها سترون كيف ستنظف السياسة وتصلح أحوال ألامة ويستقيم الدين ، وعندها سترون كيف ستمطر السماء بركاتها على الجميع من لدن رب العالمين ؟

ب: صدقوني لولا خميرة السيد المسيح المتبقية في نفوس الكثيرين من المسيحيين الطيبين لأعلنوا الفرمان علَى المسلمين ولعنو سلفة سلفاهم خاصة من هم في الغرب ، بعد الذي رأه ونالوه مِنْهُم ، فكيف وقد أصطف معهم اليهود والبوذ والسيخ والهندوس وحتى المسلمين المتنورين ؟

لذا ثقوا أن لا تجديد للخطاب الديني في جمجمة الطيب والقرضاوي ، ولا إصلاح في أمة تنادي حى على الجهاد والنكاح ، سلام ؟

سرسبيندار السندي

Posted in فكر حر | 1 Comment

DNA – 08/03/2017 واشنطن في قلب محور المقاومة

DNA – 08/03/2017 واشنطن في قلب محور المقاومة

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

شاهد بطل العالم للعضو الذكري+18

تقام بطولة خاصة لرفع الأثقال بواسطة العضو الذكري بدل من رفعها بالأيد, والرجل الذي يستطيع ان يربط على عضوه اكبر ثقل ممكن ويرفعه  يفوز بالبطولة, والفائز شاهده هنا بهذا الفيديو

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

المحامي ادوار حشوة : عروبة البحرين في التاريخ

في القديم كانت المنطقة التي تضم الكويت وقطر والبحرين الحالية وجزء من الامارات تسمى بلاد البحرين قبل ان يختص اسم البحرين بالدولة الحالية في وقت متاخر جدا في العصور الحالية .
قبل خمسة آلاف سنة كانت البحرين مركزا تجاريا يسيطر على التجارة بين سومر في العراق وبين
السند وتعتمد على تجارة اللؤلؤ وقامت فيها حضارة سميت حضارة ( ديلمون ).
في القرن الاول الميلادي في ظل حكم الاسكندر المقدوني اكتشفها الاغريق بقيادة (نيرفوس) وسماها ( تايلوس ) تيمنا بصنم كان يعبد في ذلك الحين .
جزيرة المحرق من البحرين سميت باسم خاص هو (ارادوس) وكان شائعا في ذلك العصر اطلاق الفاتحين اسماء آلهتهم على القارات والمدن المكتشفة .
في اوائل العصر الاسلامي كانت تسمى ( اوال ) نسبة الى صنم على شكل راس ثور كان يعبد في جزيرة المحرق وفي المنطقة الممتدة من العراق الى قطر اي في بلاد البحرين.
البحرين الحالية وقطر كانتا مرتبطتين تاريخيا وسياسيا بباقي بلاد البحرين الكبرى التي كانت تشكل اقليما واحداً.
وقع هذا الاقليم تحت سيطرة الفرس الساسانين الذين حكموها بواسطة حكام من العرب وليس مباشرة
وكانوا ياخذون الجزية عن طريقهم .
كان والي بلاد البحرين في القرن السادس الميلادي عند ظهور الاسلام هو المنذر بن سلوان من قبيلة تميم النصرانية وكان مقره في مدينة هجر اي في الاحساء حاليا وكان سكان المنطقة من قبائل متعددة –
عبد القيس وبني بكر بن وائل من ربيعة وكانت بلاد البحرين مركزا لكل كنائس المشرق .
بعد ظهور الاسلام كانت البحرين من اوائل من اعتنق الاسلام فولي عليها ( محمد العلاء الحضري)
عام 629
بعد وفاة الخليفة يزيد بن معاوية قامت فئة من الخوارج هي (النجدات) باحتلال بلاد البحرين ثم استعادها الامويون ايام الخليفة عبد الملك بن مروان وبقي من آثار ذلك الزمان مسجد (الخميس)
الذي بني في خلافة عمر بن عبد العزيز.
في الحكم العباسي صارت جزيرة المحرق وقطر تحت سيادة اليمامة.
القرامطة استولوا على كل شرق الجزيرة العربية وصارت عاصمتهم في الاحساء فدخلت كل بلاد البحرين تحت حكمهم .
جزيرة المحرق وما هو حولها من جزر انشقت عن القرامطة وثارت عليهم بقيادة ( ابو البهلول
العوام ) من بني عبد القيس الذي بايع الخليفة العباسي القائم باسم الله عام 1085.
بعد عامين حاول القرامطة استعادة جزيرة المحرق في البحرين فصدهم البهلول ثم انتشرت الثورة عليهم في الاحساء مدعومين من السلاجقة فسقطت دولتهم نهائيا عام 1076

بعد ذلك حكمت المنطقة سلالا ت عربية فكان ابن عباس في القطيف والبهلول في المحرق و العيونيون والعصفوريون والجروانيون في باقي البلاد.
اجتاح الفرس المنطقة بقياة اتابك تركي في فارس عبر مضيق هرمز وصارت بلاد البحرين تدفع الجزية لهم وصارت اليمامة هي العاصمة وبقيت تحت حكم الفرس حتى القرن الخامس عشر .
قامت عشيرة بدوية هي (الجبور ) من بني عقيل فاستولت على كامل بلاد البحرين وكان زعيمهم هو (
الاجود بن زامل ) الذي استطاع ان يفرض الجزية حتى على هرمز .
احتل البرتغاليون بلاد البحرين فقاومهم زعيم الجبور مقرن بن زامل حتى قتل فحكم البرتغاليون المنطقة مدة ثمانين عاما وكان ذلك في القرن الخامس عشر .
حرر الفرس المنطقة من البرتغالين وحكموها حتى عام .1783
قامت اسرة آل خليفة وكانوا من اهل الزبارة في قطر بهجوم بحري فهزموا نصر والي الفرس واستولوا على البحرين الحالية عام 1783
كان ا ل خليفة يدفعون الجزية لحكام الدرعية لبضع سنوات كما دفعوها لحاكم مسقط لمدة ثلاثين عاما .
حين جاء الانكليز واحتلوا كل بلاد البحرين الكويت وقطر والبحرين والامارات فصارت البحرين الحالية مستقلة تحت حكم ال خليفة الذين وقعوا معاهدة مع بريطانيا وصاروا تحت حمايتها عام 1861
ا كتشف النفط في البحرين قبل اي منطقة في كل الجزيرة العربية و تولت الشركات البريطانية ا لتنقيب عنه واستخراجه وبيعه ودفعت لال خليفة اجور حراسة كانت زهيدة جدا عام 1932
استقلت البحرين عن بريطانيا عام 1971
يدين اغلب سكان البحرين بالاسلام على المذهب الشيعي وكانوا يتبعون المرجعية العربية في بغداد دينيا وليس للمرجعية الفارسية .
كان ال خليفة على المذهب السني تاريخيا ولم يكن لهذا اي تاثير على التعايش الى ان قامت الثورة الاسلامية في ايران وصار من طموحاتها الامتداد الى كل بلاد الخليج العربي والعراق فوجدت في
الحاضنة الشيعية من سهل لها التدخل واثارة المتاعب ضد نظام الحكم الملكي لال خليفة الذين استعانوا
بالسعودية ودول الخليج ضد التدخل الايراني واضطر ال خليفة لتقديم تنازلات كبيرة لصالح اشراك واسع للشيعة البحرينين فحققوا استقرارا وتعايشا ابعد الى حين الاخطار من ايران .

( ملاحظة اعددت هذا البحث بناء على طلب احد الاحفاد لتقديمه لجامعة كولومبس في اهايو ).
7-3-2017

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

لمحة عن دين التصوف السنى المملوكى

أحمد صبحى منصور
لمحة عن دين التصوف السنى المملوكى
كتاب : نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية
الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية
الفصل الخامس : تسيد دين التصوف السنى فى العصر المملوكى
( 648 ـ 921 ) ( 1250 ـ 1517 )

لمحة عن دين التصوف السنى المملوكى
1 ـ فى العصر المملوكى جمع دين التصوف السنى بين تناقضات دينى التصوف والسنة لصالح التصوف الذى سيطر على أفئدة الناس متمعا بالحظوة لدى المحكومين والحاكم على السواء. كما جمع التصوف السنى ـ كدين أرضى جديد ـ بين المتفق عليه بين دينى التصوف والسنة وهو تقديس البشر من أئمة وصحابة وآل البيت والأولياء الصوفية السابقين دون نقد أو سب لأحد كما يفعل الشيعة. واشترك الفريقان فى الحج الى الوثن المنسوب للنبى محمد عليه السلام فى المدينة وفى تقديس بناء الكعبة والحجر الأسود.
معروف أنه ليس فى الاسلام تقديس لبشر أو حجر .الحجر الأسود مجرد حجر لتحديد بداية الطواف،والطواف بالكعبة ممنوع فيه لمس الكعبة حتى لا تتحول الى وثن مقدس، والكعبة مجرد بناء حجرى غير مقدس، وقع وأقيم أكثر من مرة، إنه فقط يحدد مكانا اختاره الله تعالى ليتجه اليه المؤمنون فى الصلاة وفى الحج.
لم يقتصر الأمر فى دين التصوف السنى على تقديس الكعبة بالمخالفة لعقيدة الاسلام وانما تعدى الأمر ليصبح تقديسا لكل الأضرحة المقامة على جثث أو ذكرى الأولياء الصوفية وغيرهم من الأئمة والصحابة والأولياء الصوفية.كان الفقهاء والقضاة ـ ممثلوا السنة ـ هم قادة الاحتفال بالموالد الصوفية وروّاد التبرك بالأولياء الصوفية أحياءا وأمواتا.
2 ـ اصطنع التصوف السنى مرجعية مزيفة ربطته بالاسلام عن طريق تأويل قوله تعالى ( ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) يونس 62 ) على أساس أنها تعنى فقط الأولياء الصوفية، وتناسوا الآية التالية( الذين آمنوا وكانوا يتقون ) التى تجعل ولاية الله صفات عامة لكل مؤمن وتقى قبل وبعد نزول القرآن الكريم. كما تجاهلوا هجوم القرآن الكريم على اتخاذ المشركين لأولياء مقدسة بزعم أنها تقربهم لله تعالى زلفى ويعتقدون فيها النفع والضرر والشفاعة والحياة الأبدية فى القبور،وهو بالضبط ما كان يفعله عرب الجاهلية وندد به القرآن ثم عاد المسلمون اليه تحت عباءة التصوف السنى ـ ولا يزالون يفعلون.
كما اعتمد التصوف السنى المرجعية المزيفة التى ارساها الشافعى فى (الرسالة ) والتى أوّل من خلالها الأمر الالهى بطاعة الرسول بأنها طاعةالأحاديث التى تم تدوينها ونسبتها كذبا للرسول محمد عليه السلام بعد وفاته بقرنين وأكثر. وبالتالى فقد تحول أئمة الحديث الذين ماتوا فى القرن الثالث الهجرى فى العصر العباسى الى آلهة معصومة فى دين التصوف السنى بحيث أصبح نقد البخارى كفرا، وكان من المعتاد أن يعقد العصر المملوكى فى رمضان من كل عام ( ميعادا ) لترتيل البخارى، وتنافست المؤسسات الصوفية فى تقسيم البخارى الى أجزاء أو ( ربعات ) أى أرباع مثل المصحف ، وعكفوا عليه حفظا وترتيلا دون فهم بمثل ما كانوا يفعلون مع القرآن الكريم .
كان البخارى أكثر كتب الحديث تقديسا فى العصر المملوكى، وورثنا منه هذا التقديس. والسبب فى تفضيل العصر المملوكى للبخارى أنه بدأ بارساء عقيدة الاتحاد الصوفية فى حديث مشهور يزعم أن الله تعالى قال : ( من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ) ثم ينتقل الى تقرير عقيدة الاتحاد والحلول زاعما أن الله تعالى يقول عن الولى الصوفى : (كنت يده التى يبطش بها وقدمه التى .. الخ ).
3 ـ كان الصوفية الأوائل يكرهون الحديث ويقاطعون مجالسه لأنه يعبر عن دين السنة المخالف لدينهم ، واقرأ ما كتبه فى ذلك ابن الجوزى فى كتابه ( تلبيس ابليس ).ولكن عقد الصلح بين دينى السنة والتصوف ترتب عليه اشتغال كبار الصوفية بالحديث،أى بتأليفه ووضعه وتزويره ونشره.و تبارى أئمة التصوف اللاحقون فى تأليف أحاديث ( نبوية ) تدافع عن عقائد التصوف ومقالاته. ووضع الأحاديث فى تدعيم التصوف السنى اشتهر به الغزالى ت 505 فى كتابه (احياء علوم الدين) الذى قال عنه النووى ( كاد الاحياء أن يكون قرآنا ). وقد قام الامام العراقى بتخريج ـــ أو نقد ـــ الأحاديث التى ذكرها الغزالى فى ( الاحياء ) وأثبت بطلان معظمها بمنهج المحدثين، وقال عن المئات منها أنه ( لا أصل لها ) أى أنها لم تعرف من قبل، أى أن الغزالى هو الذى اخترع ذلك الحديث بنفسه.
استمرت صناعة الحديث تتكاثر بعد الغزالى، حتى أن علماء الحديث الحنابلة أنفسهم كتبوا ينتقدون تلك الكثرة من الأحاديث. وأبرز من كتب فى الأحاديث الموضوعة ابن الجوزى فى ( الضعفاء والمتروكين ) وفى كتابه ذى الأجزاء الستة ( غريب الحديث ) وقد كتبه سنة 581. وعلى نسقه كتب ابن تيمية رسالته ( أحاديث القصّاص ) وابن القيم فى ( المنار المنيف فى الصحيح والضعيف ) والسيوطى فى ( اللآلىء المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة ). والطريف أن السيوطى جمع كل الأحاديث المتداولة فى عصره فى كتابيه ( الجامع الكبير ) و( الجامع الصغير ) واخترع السيوطى نفسه عشرات الأحاديث ملأ بها رسائله والتى لا تزال مخطوطة لا تجد من يجرؤ على نشرها .
4 ـ وبدأ الصوفية الأوائل دينهم بانتحال الوحى الالهى عن طريق الهاتف أو رؤية الله تعالى أو الرسول فى المنام زاعمين أن الله تعالى أو الرسول خاطبهم بهذه الطريقة. وبذلك لم يكونوا محتاجين لاختراع أحاديث نبوية واختراع سند ورواة لها. والمتطرفون منهم زعموا أن العلم اللدنى الالهى يفيض فى قلوبهم نابعا من الله تعالى بدون واسطة طبقا لنظرية الاشراق الغنوصية التى تجعل العلم الالهى يتدفق على قلب العارف من الله تعالى مباشرة، فيقول أحدهم ( حدثنى قلبى عن ربى ..) أو ( قيل لى .. ).
وهوجم الصوفية الأوائل بسبب هذه المزاعم، إلاّ أن الغزالى ملأ كتابه (الأحياء ) بالمنامات والهواتف ومزاعم أخرى من نوعية أن الله تعالى ( أوحى لبعض الصالحين ) أو ( أوحى لبعض الأنبياء ) ويذكر آراءه بزعم أنها وحى الاهى لبعض الصالحين أو لبعض الأنبياء دون أن يذكر اسما أو أن يحدد ماهية الكتاب السماوى الذى يزعم أنه ينقل عنه، وبذلك جعل آراءه وحيا سماويا، أى جعلها دينا أرضيا وفق عادة مخترعى الأديان الأرضية. وهو إفك يهون الى جانبه إفك مسيلمة الكذّاب الذى لم يزد عن ادعاء النبوة فجاء أولئك يزعمون الألوهية والجلوس فى الحضرة الالهية ورؤية الله تعالى فى المنام وفى اليقظة وحلوله فيهم أو اتحادهم به. وهذا ما اجتهد الغزالى فى تسويغه فى مواضع شتى نثرها بدهاء شديد بين سطور (الأحياء ) مستعملا أكاذيب المنامات والوحى حتى اكتسب الوحى الصوفى مصداقية فى العصور التالية ولم يعد محلا للانكار.
بعد التسليم بمبدأ الوحى للولى الصوفى أصبح معتادا فى العصر المملوكى الاعتقاد فى قدرة ( المجاذيب ) أوالمختلين عقليا على محادثة الله تعالى بزعم أن عقولهم قد (جذبتها الحضرة الالهية). وبتكاثرمزاعم المنامات والهواتف وفى ادعاء المنامات والكرامات والهواتف جرؤ على انتحالها بعض الفقهاء المتأثرين بالتصوف. كان منهم السيوطى الذى لم يكتف بتزييف الأحاديث وانما كان يزعم أن رسول الله محمدا عليه السلام كان يسعى اليه فى اليقظة ليسأله عن الحديث والتفسير ويقول له : هات يا شيخ الحديث . وهذا ما ذكره الشعرانى عنه فى طبقاته الصغرى.
5 ـوعموما كان الصوفية نوعين : نوع ادعى الاعتدال وتسويغ التصوف عن طريق الحاقه بالسنة لمنع السنيين من الانكار على التصوف ، وانصب عملهم على تأطير عقائد التصوف والتعبير عنها بالرمز ومحاولة تسويغها . النوع الآخر جاهر بعقيدته الصوفية شعرا أو نثرا كابن عربى والجيلانى.
وبعضهم قرن التصريح عن عقيدته الصوفية باعلان كفره بالاسلام ومنهم:
الشيخ ابن البققى المصرىالذى اشتهر فى القرن التاسع الهجرى بالانحلال والاستهزاء بالدين والافطار فى رمضان بغير عذر،(… وانه كان يضع الربعة الشريفة- أى المصحف – تحت رجليه ويصعد فوقها يتناول حاجة له من الرف ) ( ابن حجر : الدرر الكامنة 9/329 ).
ومنهم الشيخ الصوفى المشهور فى القرن السابع عفيف الدين التلمسانى ت 690 ، قيل عنه” نسبت اليه عظائم فى الأقوال والفعال والعقائد فى الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض ” وأنه لا يحرم الزنا بأى امرأة، ويحل الزنا بالأم والبنت ويقول : وانما هؤلاء المحجوبون – أى غير الصوفية – قالوا حرام فقلنا حرام عليكم “.
وقال عنه ابن تيمية ” هو من حذاق القائلين بالاتحاد علما ومعرفة”. ونشرح باختصار بعض هذا الكلام لنفهم كلام ابن تيمية عن التلمسانى : الاتحاد فى مصطلح الصوفية هو اتحاد الصوفى بالله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، والحلول يعنى عندهم حلول الذات الالهية بالصوفى ، أما وحدة الوجود فهى عندهم تعنى انه لافارق على الاطلاق بين الخالق والمخلوق، وأن لا وجود لله خارج المخلوقات فهو عين المخلوقات !! وأشهر من أعلن هذا الحلاج وابن الفارض وابن عربى وكان عفيف الدين التلمسانى هذا تلميذا لابن عربى . ونتابع ابن تيمية وهو يتحدث عنه : وكان يظهر المذهب بالفعل فيشرب الخمر ويأتى المحرمات وحدثنى الثقة أنه قرأ عليه – كتاب – فصوص الحكم لابن عربى، وكان يظنه من كلام أولياء الله العارفين ، فلما رآه يخالف القرآن قال له – أى للتلمسانى – هذا الكلام يخالف القرآن ، فقال : القرآن كله شرك وانما التوحيد فى كلامنا.. وحدثنى عن من كان معه ومع آخر نظير له فمرا على كلب أجرب ميت بالطريق عند دار الطعم ، فقال له رفيقه : هذا أيضا هو ذات الله ؟ فقال : وهل هناك شىء يخرج عنها ؟ نعم الجميع فى ذاته”!!
وتكررت نفس القصة فى الاسكندرية فى القرن التاسع يرويها الفقيه البقاعى فى تاريخه ” قال أحدهم لرفيقه ان الله تعالى هو عين كل شىء ، فمر بهما حمار فقال : وهذا الحمار ؟ فقال : وهذا الحمار . فروث الحمار من دبره فقال : وهذا الروث ؟ فقال : وهذا الروث “
(تاريخ ابن كثير 13 /326 – ابن العماد الحنبلى : شذرات الذهب 5 /412 – ابن تيمية مجموعة الرسائل والمسائل 1/145- تاريخ البقاعى -مخطوط ورقة 123)
6 ـ وبعضهم تخفى خلف ادعاء الجنون أو ( الجذب ) أى أن الله تعالى (جذب روحه ) اليه فأصبح بروحه يجالس الله فى حضرته بينما يعيش بجسده بين الناس، وهذا هو مدلول المجذوب فى العصر المملوكى. وبتسيد التصوف السنى فى أواخر العصر المملوكى أصبح من لوازم الاعتقاد فى الشيخ الصوفى جرأته فى الشطح ـ أى سب الله تعالى ورسله الكرام ـ واشتهر بذلك مدعو الجنون من المجاذيب، وكان يسعى الى التبرك بهم شيوخ الفقهاء والقضاة وهم أعمدة السنة فى دين التصوف السنى. وهناك فى الجزء الثانى من كتاب الطبقات الكبرى للامام الصوفى الفقيه عبد الوهاب الشعرانى تفاصيل مذهلة كتبها الشعرانى عن شيوخ المجاذيب المعاصرين له ، وهو يؤرخ لهم مفتخرا بما يقولون وما يفعلون لأن عصره كان يعتقد فى شيوخ الصوفية ويؤلههم. والشعرانى هو اِشهر شيوخ القرن العاشر الهجرى والذى أدرك أواخر العصر المملوكى وعاش ردحا من الزمن فى العصر العثمانى. وسيطرت مؤلفاته الكثيرة على الأجيال اللاحقة حتى عهد قريب. ونستشهد ببعض ما قاله عن أشياخه :
“كان الشيخ ابراهيم العريان رضى الله عنه يطلع المنبر ويخطب عريانا قيقول : السلطان ودمياط وباب اللوق وبين القصرين وجامع ابن طولون الحمد لله رب العالمين” فيحصل للناس بسط عظيم “
الشيخ شعبان المجذوب ” كان يقرأ سورا غير السور التى فى القرآن على كراسى المساجد يوم الجمعة وغيرها فلا ينكر عليه أحد ، وكان العامى يظنها من القرآن الكريم لشبهها بالآيات فى الفواصل ، وقد سمعته مرة يقرأ على باب دار فصغيت لما يقول فسمعته يقول: وما أنتم فى تصديق هود بصادقين .. ولقد أرسل الله لنا قوما بالمؤتفكات يضربوننا ويأخذون أموالنا وما لنا من ناصرين” ، ثم قال : اللهم اجعل ثواب ما قرأناه من الكلام العزيز فى صحائف فلان وفلان الى آخر ما قال..وكانت الخلائق تعتقده اعتقادا زائدا ولم أسمع احدا ينكر عليه شيئا من حاله ، بل يعدون رؤيته عيدا عندهم “
الشيخ محمد الخضرى قال عنه الشعرانى: كان يتكلم بالغرائب والعجائب .. ما دام صاحيا فاذا قوى عليه الحال تكلم بالفاظ لا يطيق أحد سماعها فى حق الانبياء ” .. ” وجاءهم يوم الجمعة فسألوه الخطبة .. فطلع المنبر.. ثم قال: وأشهد أن لا اله لكم الا ابليس عليه الصلاة والسلام” فقال الناس : كفر . فسل السيف ونزل فهرب الناس كلهم من الجامع فجلس عند المنبر الى أذان العصر ، وما تجرأ أحد أن يدخل” ونكتفى بهذا ومن أراد المزيد فعليه بالطبقات الكبرى للشعرانى- الجزء الثانى .وهو مطبوع ومتداول .
7 ـ وساعد على تردى الحال غياب فضيلة الأمر بالمعروف الاسلامية والنهى عن المنكر والتى تطرف الحنابلة فحوّلوها فى العصر العباسى الى إكراه فى الدين وتسلط على الناس واعتداء عليهم وتدخل فى حريتهم الشخصية وبها اضطهدوا مخالفيهم من الصوفية والشيعة وأهل الكتاب. جاء التصوف بتطرف مضاد وهو عدم الاعتراض وعدم الانكار، والتسليم لكل انسان بحاله. وبعقد الصلح بين التصوف والسنة لصالح التصوف فقد تم التخلى عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى دين التصوف السنى وحل محله عدم الاعتراض وعدم الانكار فى الحياة الدينية والاجتماعية. وانتقل هذا الى الحياة العلمية والعقلية فتحول الاجتهاد الى تقليد وتحول التقليد فى العصر المملوكى الى جمود وتخلف فى العصر العثمانى. وبالتالى فقد أصبح البحث فى النواحى التى يتناقض فيها دينا التصوف والسنة من المحرمات. ومن يجرؤ على هذا من الفقهاء فمصيره الاضطهاد مهما بلغ شأنه ومهما كانت الحجج التى يستند اليها.
وهذا يفسر الاضطهاد الذى وقع على ابن تيمية ومدرسته.
وفى نفس الوقت فان أوباش الصوفية الذين يعلنون عقائد التصوف الأصلية من الحلول والاتحاد ووحدة الوجود ـ على نسق الحلاج ـ كان مصيرهم أيضا المحاكمات والاتهام بالردة واحتمال القتل مالم يتظاهروا بالجذب .وأحيانا كان يتم الصفح عنهم بحجة الجنون. والتفاصيل فى بحثنا الذى صادره الأزهر سنة 1979 ثم نشرته المحروسة فى القاهرة فى ثلاثة أجزاء سنة 2005 تحت عنوان ( الحياة الدينية فى مصر المملوكية بين الاسلام والتصوف) . وهو منشور الآن هنا .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

صائب عريقات في المشهد

“كنا نتحرك تحت اسم جمعية المعاقين حركياً” كبير المفاوضين الفلسطينيين منذ أكثر من 20 عاماً يروي لـ”المشهد” بدايات تحركه السياسي ضد الإحتلال الإسرائيلي منذ كان صبياً يرمي الحجارة، الى الشاب الذي اعتقل بتهمة التحريض على العنف والكراهية، الى مشاركته في برنامج نايت لاين االتلفزيوني الشهير في الثمانينات. كواليس وملفات يخرجها صائب عريقات من المفاوضات واللقاءات الرسمية وغير الرسمية التي كانت تنعقد في إطار محادثت السلام بين الفلسطينيين من جهة والإسرائيليين أو الأميركيين من جهة أخرى. عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكبير المفاوضين منذ عشرين عام، في الملف الفلسطيني/الإسرائيلي.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

الفيلم الوثائقي العدو الذي نتنفسه

خمسة مليارات طن من الغبار تهب حول الأرض سنويا. يتشكل هذا الغبار على هيئة عواصف وأحيانا ما تكون له عواقب صحية وبيئية خطيرة. وثائقي “العدو الذي نتنفسه” يسلط الضوء على منطقة الشرق الأوسط ويتفحص ماهية عواصف الغبار و كيف ساهمت الأفعال البشرية في تأجيجها..

Posted in فكر حر | Leave a comment