لماذا لم يذكر القرآن أسماء النساء؟

لماذا لم يذكر القرآن أسماء النساء؟

Posted in فكر حر, يوتيوب | Leave a comment

لنتذكر أن في هذا الوطن رجال كبار

باعتباري كاتبا عاما سابقا للمكتب الوطني لقطاع الثقافة ، فقد سبق لي أن تعرفت على الأستاذ محمد حسن الجندي كمندوب لوزارة الثقافة ،وكيف ترك بصماته ألرائعة والمتجددة على هذا المرفق العمومي بجهة مراكش، وعرفته كمغربي من خلال إبداعاته الفنية الهائلة وأعماله السينمائية الكبيرة ومؤلفاته الروائية المتميزة وأخرها كتاب ولد القصور ، قد يبدو للبعض أننا لا نعطي للكبار مكانتهم حتى يأتي المرض أو الموت لنذكرهم ونعدد مناقبهم ونتباكى أمام قبورهم وتلتقطها عشرات الكاميرات ، لعلنا نعزي أنفسنا في عزيز ضاع من بين أيدينا ،
كم ودعنا من رجالات أعطوا لهذا الوطن الشيء الكثير دون أن نجود عليهم باعتراف صغير ، وقد تجرأ بعض الصغار عن قصد أو دونه في تجاهلهم بل وصد الأبواب أمامهم.
ولعل ما قيل بعد وفاة فناننا الكبير، أننا لازلنا نبحث عن شيء في هذا الوطن قد يعيد للكبار مكانتهم بعد أن طالهم الإهمال والنسيان في زمن أصبحنا فيه أيتام أنانية بعضهم الزائدة وجحودهم المقرف على من صنعوا بالأمس لهذا الوطن عنوان رحم الله سيدي محمد حسن الجندي .

– فاعل ثقافي – حقوقي – نقابي مغربي .

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

لماذا سياسة ترامب الأمريكية ستدعم في سوريا الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للرياض

رأي أسرة التحرير 13\3\2016 © مفكر حر

تقول صحيفة ” ذا وييك” الأميركية في مقال نشر اليوم للمحلل السياسي ” مايكل برندن دويرتي” أن ترامب أقرب للسياسة السعودية في الشرق الأوسط مما كانت عليه إدارة أوباما التي كانت تميل للسياسة الإيرانية, فهو يساعدها في اليمن عن طريق ضرب القاعدة بشكل مكثف, لفرض المشروع الذي تدعمه هناك, أي مشروع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي السني ضد المشروع الذي تدعمه كلاً من إيران وروسيا الذي يدعم الحوثيين.

وبهذا يكون قد وضح لدينا بند هام آخر لسياسة إدارة ترامب الأميركية في الشرق الأوسط, بعد سياسته الواضحة بالولاء لإسرائيل بإخراج إيران من كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن, هذا عدا عن القضاء على مشروعها النووي وربما تقسيمها إلى دويلات تستقل فيها الإثنيات المتعددة بمناطقها الخاصة.

وتفسيرنا لهذا هو ما كتبه رئيس تحرير موقع مفكر حر” د. طلال عبدالله الخوري” في مقاله:” هل سيتمكن ترامب من تحييد موسكو للإستفراد بإيران؟”  حيث أوضح بأن إدارة ترامب ستفشل بتحييد روسيا من أجل الإستفراد بإيران وإيقاف طموحاتها الإقليمية في التمدد بالبلدان العربية, لذلك لا بد لها من أن تتعاون مع السعودية لأن المشروع التركي-الإخواني ضد الأكراد لا يناسب إسرائيل أولا وأمريكا ثانياً.

مما سبق نصل لنتيجة مفادها بأن أميركا ستدعم الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية المدعومة من الرياض, ضد المشروع الروسي الإيراني الداعم لنظام المجرم بشار الأسد, وضد المشروع التركي الداعم للإخوان المسلمين وجبهة النصرة, وهذا لن يتعارض مع المشروع الأميركي الداعم لقوات سوريا الديمقراطية لتحالف الكرد مع العرب في الشمال الشرقي من سوريا… أي بالنهاية كل من تحالف مع روسيا وايران وتركيا سيخسر… بينما سينتصر كل من تحالف مع أمريكا والسعودية … ونتوقع في القريب العاجل ان تصبح العلاقات الدبلوماسية السعودية الإسرائيلية على أعلى المستويات ومماثلة للعلاقات التركية والمصرية الاردنية مع إسرائيل, اي سيتم تبادل فتح السفارات في كل من الرياض وتل أبيب.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بَحْرٌ

تأليف: أَنَا مَارِيَّا مَاتُوتِي*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

هو طفل مسكين. كانت أذناه كبيرتين و كانتا تحمران عندما يدير ظهره إلى النافذة. طفل مسكين، قصير و شاحب اللون. أقبل الرجل الذي كان يتعهده، خلف نظارته. “البحر – قال – البحر، البحر”. بدأ الكل في حزم الحقائب و التحدث عن البحر. كانوا يسرعون كثيرا. تصور الطفل البحر مثلما لو دخل أحدهم إلى محارة كبيرة جدا، مليئة بالوشوشات، الأناشيد و الأصوات التي تصيح على مبعدة و صداها عميق جدا. كان يعتقد أن البحر طويل و أخضر.
لكنه تسمر عندما وصل إلى البحر. يا لبشرته كيف كانت! “أماه – قال، لماذا كنت أحس بالخجل -، أريد أن أعرف إلى أي مستوى من جسمي يصل ماء البحر.
هو الذي كان يعتقد أن البحر طويل و أخضر ها هو قد رآه أبيض مثل حواشي جعة البيرة، يدغدغ ببرودته أصابع قدميه.
“سأرى إلى أي مستوى من جسمي يصل ماء البحر!” و تقدم، تقدم، تقدم. البحر يا له من شيء غريب! كان ينمو، يتخذ لونا أزرق فبنفسجيًّا. وصل إلى ركبتيه و بعدها جاوزهما إلى حزامه فصدره ثم شفتيه و بعدهما إلى عينيه. عندها دخل إلى أذنيه الصدى العميق و الأصوات التي تنادي على مبعدة. و في العينين كل الألوان. آه، نعم حقيقةً يتعلق الأمر بالبحر أخيرا! كان محارة كبيرة، عملاقة. لقد كان حقيقةً طويلا و أخضر اللون.
لكن لم يكن ليفهم الناس على الشاطئ أي شيء. في الأعلى، شرعوا في البكاء مستصرخين و هم يقولون: يا للمصيبة! يا الله، يا للمصيبة الكبيرة!”.
*القصة في الأصل الإسباني:

Mar
Pobre niño. Tenía las orejas muy grandes, y, cuando se ponía de espaldas a la ventana, se volvían encarnadas. Pobre niño, estaba doblado, amarillo. Vino el hombre que curaba, detrás de sus gafas. “El mar -dijo-; el mar, el mar”. Todo el mundo empezó a hacer maletas y a hablar del mar. Tenían una prisa muy grande. El niño se figuró que el mar era como estar dentro de una caracola grandísima, llena de rumores, cánticos, voces que gritaban muy lejos, con un largo eco. Creía que el mar era alto y verde.
Pero cuando llegó al mar se quedó parado. Su piel, ¡qué extraña era allí! “Madre – dijo, porque sentía vergüenza -, quiero ver hasta dónde me llega el mar”.
Él, que creyó el mar alto y verde, lo veía blanco, como el borde de la cerveza, cosquilleándole, frío, la punta de los pies.
“¡Voy a ver hasta dónde me llega el mar!”. Y anduvo, anduvo, anduvo. El mar, ¡qué cosa rara!, crecía, se volvía azul, violeta. Le llegó a las rodillas. Luego, a la cintura, al pecho, a los labios, a los ojos. Entonces, le entró en las orejas el eco largo, las voces que llaman lejos. Y en los ojos, todo el color. ¡Ah, sí, por fin, el mar era de verdad! Era una grande, inmensa caracola. El mar, verdaderamente, era alto y verde.
Pero los de la orilla no entendían nada de nada. Encima, se ponían a llorar a gritos, y decían: “¡Qué desgracia! ¡Señor, qué gran desgracia!”

*كاتبة وصحافية إسبانية وعضوة في مؤسسة الأكاديمية الملكية الإسبانية، ولدت في 26 يوليو 1925 في برشلونة بإسبانيا. كما أنها ثالث امرأة تحصل على جائزة ثيربانتس عام 2010. وكذلك كانت أستاذة جامعية زائرة في جامعة أوكلاهوما وجامعة إنديانا وجامعة فرجينيا. وتعد ماتوتي من أبرز الروائيين في الأدب الإسباني في القرن العشرين، ويراها الكثيرون واحدة من أفضل الروائيين في فترة ما بعد الحرب الأهلية الإسبانية. تتناول ماتوتي في كتاباتها العديد من الموضوعات السياسية والاجتماعية والأخلاقية في خلال فترة ما بعد الحرب الأهلية الإسبانية. ويميل إنتاجها النثري إلى الطابع الغنائي و العملي. وتستخدم ماتوتي في كتاباتها تقنيات أدبية مرتبطة بروايات سريالية و روايات متعلقة ب الحداثة. و مع كل هذه الإمكانيات والموهبة الأدبية التي تمتلكها إلا أنها تعتبر كاتبة واقعية. وتتناول كتاباتها المرحلة الحياتية ما بين الطفولة و المراهقة و حتى مرحلة الرشد. ويعد التشاؤم فكرة أساسية في كتابات ماتوتي حيث إنه يعطى لأعمالها نظرة أوضح من واقع الحياة. النفاق، الاغتراب، الخبث، انعدام الأخلاقيات هي خصائص مشتركة موجودة دائماً في أعمالها. أما أكثر أعمالها شهرة فهو الثلاثية. والثلاثية عبارة عن عمل أدبي مكون من ثلاثة روايات أو قصص ذات صفات مشتركة أو مختلفة. و يرى معظم النقاد أن أفضل عمل أدبي للكاتبة هو ثلاثية التجار والمكونة من ثلاث روايات: “الذاكرة الأولى” و “الجنود يبكون ليلا” و “الفخ”. كذلك قيل عن أعمالها إنه بالرغم من أن أحداث كل رواية مستقلة بذاتها، إلا أن الفكرة الأساسية المشتركة في جميع أعمالها: هي الحرب الأهلية الإسبانية وفكرة المجتمع المسيطرة عليه الماديات والمصلحة الشخصية. وفي 12 مارس من عام 2009، أودعت الكاتبة في صندوق رسائل معهد ثيربانتس الطبعة الأولى من كتابها” الملك المنسي غودو”. توفيت هذه الروائية الإسبانية الفذة سنة 2014.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

شاهد غزوة الربع الخالي

غزوة الربع الخالي :محتسبون يهاجمون فرقة فنون شعبية تؤدي فقرتها في مهرجان للتنشيط السياحي. اسمع التكبيرات #هؤلاء_لا_يمثلون_المسلمين

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

شاهد رئيس حزب اليمين الهولندي خِيرت فيلدرز يوجه رساله للاسلام والترك

خِيرت فيلدرز (اسم خيرت هو تركي؟؟)سياسي يميني هولندي وعضو في مجلس النواب منذ 1998، بداية عن حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية ومنذ 2006 عن حزب من أجل الحرية، وهو حزب أنشأه بنفسه وما يزال يقوده، ويحظى هذا الحزب باربعة وعشرين مقعد من أصل 150 في البرلمان. ويُعرف عن حزبه أنه ذو توجهات عنصرية معادية للأجانب، خصوصاً المسلمين.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

تناقضات يسوع الناصري في الأناجيل / حوارات في اللاهوت المسيحي 15

في البحث التاريخي حول شخصية يسوع الناصري ,تواجه الباحث معضلة كبيرة, الا وهي, التفاوت الكبير للصورة المرسومة
لهذه الشخصية, حسب مصدر الخبر او الخلفية العقدية التي يستند إليها الكاتب المدون للخبر التاريخي, فالمصادر اليهودية التاريخية صورت لنا يسوع الناصري, كشخص محتال ودجال اجاد السحر والشعوذة (الذي تعلمه في مصر) واستطاع ان يخدع البسطاء, ويوهمهم بانه المسيح الموعود,
رغم عدم انطباق علامات وشروط المسيحانية عليه, والتي من أهمها طهارة المولد, ونقاوة النسب الممتد الى الملك داوود, ولذلك نجد المصادر التاريخية والنصوص الدينية اليهودية مثل (التلمود) و (توليدت يشو) تركز على موضوع الطعن في سمعة والدة يسوع وشرفها, وتنسب مولودها إلى
علاقة غير شرعية مع جندي روماني يدعى (بانثيرا).
ونجد كذلك المصادر اليهودية تذكر ان يسوع الناصري حظي بمحاكمة عادلة وطويلة الأمد, وقد تم احتجازه لمدة أربعين يوما,
كان يخرج فيها المنادون إلى الأسواق بشكل يومي, يدعون كل من لديه شهادة في صالح المتهم ان يتقدم بشهادته للمحكمة قبل تنفيذ الحكم, ولم يتقدم أي شخص ليشهد لصالحه, لذلك تم تنفيذ حكم الموت عليه بعد اربعين يوما, حسب ما يذكر التلمود البابلي (السنهدرين 43).

في المقابل نجد خبر الولادة العذرية للمولود السماوي في بعض الأناجيل, مع إضفاء هالة القداسة على شخصية يسوع والتي
أخذت بالاتساع والتضخم حتى بلغت مع مرور الزمن درجة التأليه, والذي اتخذ طابع المعتقد الرسمي بعد مجمع (نيقية) عام 325 والذي تم فيه الاقتراع ,بإشراف الامبراطور (الوثني) قسطنطين الأول على موضوع ربوبية يسوع وكانت النتيجة هي تصويت الأغلبية لصالح تأليه يسوع!, ومنذ
ذلك الوقت ونتيجة لتداعيات مجمع نيقية وصدور (قانون الايمان المسيحي), وتحالف السلطة مع الكهنوت المسيحي المتبني لعقيدة تأليه المسيح , فرضت الكنيسة المتحالفة
والمتخادمة مع السلطة عقيدتها بقوة ومباركة الحكم الروماني, وتم تدريجيا قمع واستئصال كل المسيحيين الذين لا يشاركون
الكنيسة المدعومة من السلطة رؤيتها الإيمانية, بعد رميهم بتهمة (الهرطقة) والتي كانت تستوجب عقوبات وحشية مثل الموت حرقا.

ولو أهملنا الرواية اليهودية -المعادية – ببعدها العقدي للمسيحية, و اقتصرنا التركيز على المصادر المسيحية, فإننا
نلاحظ كذلك اختلاف وتناقض في صورة يسوع الناصري المرسومة في الأناجيل الكثيرة والمختلفة واحيانا المتناقضة والتي بلغ عددها حوالي السبعين انجيلا !!
ففي إنجيل (توما) نجد يسوع ,حكيما غنوصيا عميقا, يتكلم بعبارات عرفانية وفلسفية تشبه الألغاز, وفي إنجيل (مريم المجدلية)
نجده عاشق ولهان ومتيم بحب (مريم المجدلية) التي اتخذ منها زوجة سرية !
بينما يظهره إنجيل(مرقس السري) على علاقة مشبوهة مع الصبي الوسيم (لعازر) ..الذي كان يسوع يحبه!!
اما انجيل( يهوذا) ,فيعطينا تصور مختلف عن يسوع صاحب التعاليم والمهمات السرية, التي اصطفى لها التلميذ الوحيد القادر
على فهم أسرارها وتحمل أعباء المهمة السماوية, إنه ( يهوذا الاسخريوطي) أخلص تلاميذه !

ورغم الأهمية التاريخية لهذه الأناجيل, والتي يرجع تاريخ كتابة البعض منها إلى بدايات القرن الثاني الميلادي, إلا
أن طبيعة الحوار اللاهوتي, تفرض علينا اهمالها, والاقتصار في تتيع ملامح شخصية يسوع على الأناجيل الأربعة (القانونية), التي تعترف الكنيسة بها , مع الأخذ في الاعتبار, ان احد اسباب اختيار الكنيسة لها هو انها الأناجيل الوحيدة التي تقدم (بعد الاضافات والتغييرات) نظرة
تحتوي على القدر الممكن من الاتساق فيما بينها في التصور اللاهوتي الذي ينسجم مع طبيعة الإيمان الذي طورته الكنيسة خلال ثلاث قرون …ثم تبنته رسميا!

ومن خلال تتبع نصوص الأناجيل القانونية الأربعة تبرز لنا ,أيضا, نفس الظاهرة المثيرة للدهشة والحيرة !!
وهي حالة التناقض في شخصية يسوع الناصري, التي تبرزها هذه الأناجيل المعدة لكي تكون توثيق لسيرته الشخصية,
وهذا التناقض الصادم لا يقتصر على موقف أو اثنين , بل هو مجموعة تناقضات كثيرة في الاقوال والافعال والمنهج والسلوك,
بحيث لا يمكن اختصارها في مقال واحد يراعى فيه الاختصار والتبسيط, لذلك سأضطر في هذا المقال والمقال الذي يليه الى ايجاز نماذج معدودة فقط من هذه التناقضات!

وقبل الخوض
في سرد
نماذج من الأمثلة والشواهد على التناقضات القولية والسلوكية في شخصية يسوع الناصري, التي تبرزها لنا نصوص الأناجيل القانونية الأربعة, نحتاج أولا, لفهم سبب هذا التناقض والاختلاف الواضح لكل من يقرأ ويتمعن في تلك النصوص.

الاناجيل الاربعة والمنسوبة الى ( مرقس, متى, لوقا ويوحنا) وكما هو معروف لكل الباحثين المتخصصين في النقد النصي
لم يثبت تاريخيا, صحة نسبة كتابتها الى (مرقس ,متى ولوقا ويوحنا) وكان الغرض من نسبتها لهؤلاء الأشخاص هي لإضفاء نوع من المصداقية عليها ,من خلال تحصينها بالوثوقية والتواصل الزمني مع أقرب فترة ممكنة لزمان حياة يسوع الناصري!.
الأمر المهم الآخر, ان نصوص كل إنجيل من هذه الأناجيل, لم يكتبها شخص واحد, وانما تمت كتابتها بواسطة أشخاص متعددين
وخلال فترات زمنية متلاحقة, لذلك كان كل شخص من خلال تدويناته ,يعكس ثقافته وتصوره الإيماني ومشاعره, وكذلك الصورة الذهنية المتولدة لديه حول شخصية يسوع الناصري!
ومع توقع وجود ما يقارب (الأربعين) كاتب لنصوص العهد الجديد ,خلال فترة زمنية قاربت على القرن من الزمن, ومع الاضافات
والتغييرات, التي تمت لاحقا, لضرورات التماشي مع تطورات الإيمان وتدرجاته! كان من الطبيعي ان ينعكس هذا التنوع البشري والتباين الإدراكي والمتغيرات الزمنية,على الشكل العام للنصوص الانجيلية ,فكانت النتيجة, ان نشأت لنا صورا متناقضة لشخصية يسوع الناصري والتي ظهرت
من خلال تلك النصوص, وكأنها تشتمل اختلافا كبيرا في القول والفعل, فصرنا نجد نص منسوب ليسوع في مناسبة, ثم نجد قولا او فعلا ليسوع في مناسبة أخرى يناقض أو ينقض النص الأول!!

ومن الشواهد الكثيرة على هذه التناقضات والاختلافات ,ما يلاحظه القارئ للأناجيل, من مقولات ينسبها كتبة الأناجيل
ليسوع مثل

قوله: (لَمْ
أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ» متى 15/24

والكلام المنسوب إلى يسوع هنا واضح ومباشر ولا يحتمل أي تأويل او استنتاج متكلف!
فالرجل حدد بشكل واضح, الهدف والغاية من إرساله, وكلامه عام ومطلق, لم يحدده بزمن او مرحلة ظرفية ,فهو مكلف بالرسالة (حصرا) الى الضالين من بني
إسرائيل
ويؤيد هذا النص ,قول آخر منسوب ليسوع ,حين أعطى تعليماته لتلاميذه وهو يرسلهم للكرازة والتبشير بدعوته

(هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ
لاَ تَدْخُلُوا.
بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ ) متى 10/ 5-6

وتعليمات يسوع هنا ايضا مباشرة وسهلة على الفهم وغير مقيدة بمرحلة أو ظرف , لكن المثير للعجب والاستغراب, أننا نجد في إنجيل (متى) 28/19 تعليم آخر,
نسبه الكاتب الى يسوع, رغم انه مناقض تماما للتعليم الاول !

(
فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس)

فهل أراد السادة كتبة انجيل متى القول ان يسوع نسي اعلانه الاول ام انه لحس كلامه او انه كان يتبع تكتيكات مرحلية في رسالته

ومن النماذج الأخرى على التناقض في الأقوال التي ينسبها السادة كتبة الاناجيل الى يسوع الناصري قوله الشهير:

(إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا) يوحنا 5/31
لكننا نفاجئ في نفس إنجيل (يوحنا) بقول آخر منسوب ليسوع ,معاكس لهذا الكلام! وذلك حين اعترض عليه الفريسيون وذكروه بانه لا يحق له ان يشهد لنفسه,
لان شهادته ليست حقا كما قرر هو ذلك من قبل!!

( فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقًّا)
(أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌ) !!

وننتقل إلى تناقض آخر في الكلام المنسوب ليسوع في الأناجيل, وهو تناقض خطير ولافت, يتعلق بقضية محورية في الثيالوجيا المسيحية, لأنه يخص التلاميذ
و مصيرهم ومستقبل مسيرتهم الايمانية
ففي إنجيل (متى) الإصحاح 19 نجد يسوع يبشر جميع تلاميذه الاثني عشر بالنجاة والفوز الأخروي, و أنهم (جميعا) سيجلسون إلى جنبه على كرسي المجد في
الملكوت وستكون لهم سلطة الدينونة
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ
عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ متى 19 /28

وتنبؤ يسوع المستقبلي هنا واضح ووعده عام وغير مقيد او مخصص وموجه لجميع التلاميذ الاثني عشر بلا استثناء
لكننا سنقرأ في نفس الإنجيل, تنبأ آخر ليسوع ,معاكس لهذا الكلام وينقض مصداقيته! حيث سنجد يسوع يتنبأ لتلاميذه بأن واحدا منهم سيخونه ويسلمه الى
الاعداء

وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: (الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي) متى 26/21

ولم يخبرنا كاتب الإنجيل هل سيبقى كرسي التلميذ الخائن فارغا في عالم الملكوت؟ ام ان عدد الكراسي سيختزل الى أحد عشر؟! ولم تذكر لنا الأناجيل أي
شئ عن ترشيح شخص آخر للجلوس على الكرسي الفارغ!!

ومن التناقضات الغير مفهومة في شخصية يسوع الناصري, التي ترسمها لنا الأناجيل التناقض الواضح بين تعليمات يسوع وبين سلوكه, فرغم تشدده وتحريمه للغضب
بلا سبب, والإساءة للآخرين من خلال التلفظ بكلام جارح او شتائم قادحة

(وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ…. وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ،
يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ). متى 5/ 22

لكننا نرى يسوع نفسه, يثور غاضبا ويوجه شتائم مقذعة بحق الفريسيين حيث وصفهم في انجيل متى الاصحاح 23 بأوصاف مشينة, مثل الرياء والسرقة والدعارة,
وكال لهم شتائم متنوعة مثل , العميان والجهال و اولاد الافاعي.. الخ
كذلك رأينا يسوع يشتم تلاميذه حين خاطب اثنين منهم بقوله :

(أيها الغبيان والبطيئا القلوب) لوقا 25/24

وفي إحدى المناسبات ,قام شخص من الفريسيين باستضافة يسوع الناصري وتلاميذه في بيته, وقام بواجب ضيافتهم واحضر لهم الطعام ليأكلوا, بعدها نجد يسوع
يثور غاضبا, ويكيل لمضيفه ,ولجميع الفريسين سيلا من التوبيخ والتقريع, ثم شتمهم ووصفهم ب(الأغبياء) والخبثاء لمجرد أن مضيفه الفريسي تعجب( فقط) من عدم غسل يسوع يديه قبل الأكل!!

(وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ، فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ.وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ
تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ.
فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ، وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ
اخْتِطَافًا وَخُبْثًا.
يَا أَغْبِيَاءُ، أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟
بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً، فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيًّا لَكُمْ.
وَلكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْل، وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ
وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.
وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ.
وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ، وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا
لاَ يَعْلَمُونَ!).

وقد أثار تصرف يسوع الغريب وشتائمه الغير مبررة, لمضيفه وللحاضرين, استغراب الناموسيين,واراد احدهم لفت انتباهه, فما كان من يسوع إلا أن قام بالتأكيد
على توبيخاته, وكال للناموسيين, ايضا, مزيدا من الدعوات بالويل!!.

(فَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ وَقالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، حِينَ تَقُولُ هذَا تَشْتُمُنَا نَحْنُ أَيْضًا!».
فَقَالَ: «وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ
تَمَسُّونَ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ.
وَيْلٌ لَكُمْ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ، وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ ) لوقا (54:11-37)

وشبيه لهذا الموقف وقع في مناسبة أخرى, حيث ينسب كاتب إنجيل (مرقس) ايضا الى يسوع كلام مقذع و إساءة لفظية ويصوره منزعجا من تساءل الناس في أورشليم
عن سبب عدم غسل تلاميذه لايديهم المتسخة(المدنسة) قبل الاكل!
فكان جواب يسوع غاضبا مع شتيمة من خلال وصفه لهم بالرياء وعدم الإيمان و( الفهم!) مع كلام آخر هو عبارة عن مغالطات منطقية لا مناسبة لها!! كما
ورد في إنجيل مرقس اصحاح 7(1-13)

ولا اعلم هل يليق بالرب خالق الأكوان, ان يصدر تعليمات للناس, ومن ثم يقوم هو بمخالفة تعليماته الإلهية,عندما يقرر تقمص دور واحدا منهم؟! أم ان
الرب استنفذ كل وسائله الإرشادية ,وافتقر إلى الأساليب الخطابية, فلم يعد لديه إلا العنف اللفظي المشين لكي يشرح تعاليمه للناس؟!

بالإضافة إلى هذه النماذج من التناقضات القولية المنسوبة ليسوع, سنستعرض, في المقال القادم, نماذج من التباين السلوكي والأخلاقي, والتناقض في الأفعال
التي نسبها كتبة الأناجيل القانونية الى شخصية يسوع الناصري ,حيث سيتضح لنا, ان هذه الشخصية المحورية قد تم التلاعب في رسم صورتها ,من خلال الإضافات والحذف وإعادة التركيب ,خلال فترات مرحلية متتابعة, من أجل الخروج بصورة تخدم النمط الإيماني الجديد,الذي اخترعه بعض
الآباء المؤسسين للكنيسة.

وللحديث صلة…

Posted in فكر حر | Leave a comment

بيان توضيحي من مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا مايكل راتني حول موقف الولايات المتحدة من هيئة تحرير الشام وتنظيم القاعدة في #سوريا:

بيان توضيحي من مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا مايكل راتني حول موقف الولايات المتحدة من هيئة تحرير الشام وتنظيم القاعدة في #سوريا:

لطالما حذرنا من غدر القاعدة في سوريا وخداعها ومحاولاتها تضليل السوريين وتضييع ثورتهم. وقد تابعنا عن كثب عندما لم يدخر أبو محمد الجولاني وعصابته جهداً من أجل النفاذ والاختباء كالطفيليات في جسد الثورة السورية ليبدأوا بعد ذلك بابتلاعها من الداخل. لقد اخفوا أنفسهم تحت طبقات من الأكاذيب، حيث ادعوا في البداية إنهم لم يأتوا إلا لـ”نصرة أهل الشام” ثم ادعوا بعد ذلك كذباً إن مهمتهم الوحيدة هي “فتح الشام” والآن في أحدث مرحلة من الخداع، يختبئون خلف شعار جديد وهو “تحرير الشام”. لقد كانت هذه العصابة دائماً سبباً رئيسياً وراء عدم تمكننا نحن أصدقاء الشعب السوري من مد أيادينا بشكل كامل لدعم الثورة. ومع كل تبديل جديد في واجهتها، تصبح القاعدة أقل اعتماداً على الثورة التي تحاول تدميرها، وتوجه هجماتها لضرب رموز الثورة. وقد شهدنا هذه الاعتداءات مراراً وتكراراً، حتى طالت أعمالهم التدميرية الآن حركة أحرار الشام وغيرها ممن هم من أشد المدافعين عن الثورة.
وفي ضوء هذه التطورات التي حصلت مؤخراً، نود أن نوضح مايلي:
• إن المكون الأساسي لهيئة تحرير الشام هي جبهة النصرة، وهي منظمة مدرجة على لائحة الإرهاب. وهذا التصنيف ساري المفعول بغض النظر عن التسمية التي تعمل تحتها وأي مجموعات أخرى تندمج معها.
• إن هيئة تحرير الشام هي كيان اندماجي وكل من يندمج ضمنه يصبح جزءاً من شبكة القاعدة في سوريا. كما أن هيئة تحرير الشام ليست غرفة عمليات مثل جيش الفتح، وسوف نعمل وفقاً لذلك.
• إن صاحب السلطة الحقيقية في هيئة تحرير الشام هو أبو محمد الجولاني، وهو المتحكم من الناحية العملياتية، وهدفه الذي يسعى إليه دائماً هو خطف الثورة. وإن منهجه ومنهج جماعته هو التغلب، الذي ما هو إلا وجه آخر للاستبداد، أما الآخرون ممن تولوا المناصب التجميلية مثل أبو جابر فهم مجرد كومبارس.
• لقد تعلمت هيئة تحرير الشام كيف تحاكي الاعتدال، إلا أن هذه المحاكاة ليست سوى التَقيِّة القاعدية. فقادة جبهة النصرة المتحكمون في هيئة تحرير الشام لا يزالون ملتزمين بمنهج القاعدة وأهدافها ولا يزالون مبايعين لأيمن الظواهري. وسيحاولون إنكار هذا ولكنهم يكذبون.
• لن تفلح هيئة تحرير الشام في فرض أمر واقع على الأرض يجبرنا على التعامل معها. فالقاعدة منظمة إرهابية نعتزم إفناءها ولن يغير ذلك لامكتب سياسي ولا مشروع تواصل دولي ولا غيرها من أشكال الخداع.
• إن الجولاني وعصابته يريدون السيطرة على المعارضة، مثلما ارادت عصابة البغدادي. وسوف نتعامل مع القاعدة في سوريا بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع داعش.
سيحاولون تفنيد هذا البيان بكل الوسائل المتاحة ويقولون إن الولايات المتحدة والغرب صليبيون يريدون تدمير كل مقاومة سنية أصيلة وموحدة، لكن هذا الكلام محض هراء. فهل نسوا ما فعلوه في 11 ايلول/سبتمبر؟ وهل نسوا العدد الذي لا يحصى من الجرائم التي ارتكبوها ضدنا وضد المسلمين؟
هؤلاء في تنظيم القاعدة هم أعداؤنا، وليس السنة والمسلمين والوحدة. ولايمكنهم تبرير ادعاءاتهم إلا بتكفير أصدقائنا وحلفائنا في الشرق الأوسط مثل تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية وغيرهم ممن وقفوا مع الثورة السورية، الأمر الذي سيكون سخيفاً وغير معقول.
فلا تنخدعوا بهؤلاء المجرمين المصممين على جلب الدمار إلى سوريا والسير بالمعارضة السورية إلى الانتحار.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

العشاء الأخير للعبادي في واشنطن

المتابعون للشأن العراقي يترقبون زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى واشنطن في 19 مارس الجاري، للقاء الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب، وانعكاساتها على مجمل الأوضاع في العراق ومنطقة الشرق الأوسط. فمازال العراق في قلب العاصفة منذ قرابة ثلاث سنوات، بعد وقوعه في صراع مدّمر مع أعتى المنظمات الإرهابية في العالم، ألا وهو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وفي الجانب العراقي الرسمي، يسود تفاؤل كبير لهذه الزيارة وما ستحققه من نتائج على الوضع العراقي البائس، وخاصة بعد تحرير الموصل منذ حزيران2014.
وعلى عكس هذه النظرة التفاؤلية، فإن هناك من ينظر للأمور بمنظار مغاير، وبشل أدق وأعمق، وبنظرة مختلفة تماماً، مع إنها لا تقل تفاؤلا، إلا إنها تشير الى ترتيبات جديدة لمرحلة جديدة في العراق والمنطقة.
ويمكن القول إبتداءً، بأن هذه الزيارة جاءت بطلب وتحديد أمريكي، وليس بطلب عراقي. فالطلب العراقي الذي قدّم فور إعلان فوز ترامب بالانتخابات في نوفمبر الماضي، والذي حددت له الإدارة الجديدة بداية شهر شباط من هذا العام، قد ألغي بقرار أمريكي، قبل أكثر من شهر. وحدد موعد جديد وفقاً لرغبة أميركية صرفة. أي إن الزيارة أقرب للاستدعاء من زيارة رسمية على مستوى القمة.
فالإدارة الأميركية تحضر لمرحلة جديدة ومختلفة، وهي مرحلة ما بعد داعش، والتي بات الجيع يرددها منذ ستة أشهر.
إن ترتيبات المرحلة الجديدة قد بدت واضحة منها، زيارة وزير الدفاع الأميركي للعراق، وزيارة وزير الخارجية السعودي، في الأيام الماضية، والتي بدأت تظهر ثمارها من خلال إرسال قوات أميركية جديدة بدفعات متتالية لكل من العراق وسوريا، الى جانب تحركات روسية وتركية نشطة، وهي ترتيبات تدخل كلها في إطار خطة (تحجيم دور إيران في المنطقة). والى جانب ذلك، فقد بدت التحركات الإيرانية ضعيفة، كما لو إنها فقدت روح المبادرة والقيادة، بعد المجال الكبير الذي أعطي لها في عهد أوباما، الذي اعتمد سياسة غير تدخلية في شؤون المنطقة، وإكتفت بدور المراقب، مما شجع إيران على التمادي في بسط نفوذها، وتحقيق حلمها في تصدير الثورة الإيرانية لجميع الدول العربية.
وعلى الصعيد الداخلي، فالعراق يمُر بمرحلة حساسة وحاسمة تستدعي تدخلا أميركياً للجابة على تساؤلات كثيرة، وهي: ماذا بعد داعش؟ وما هومصير المجموعات المسلحة التي إعترف لها القانون بشرعيتها وفقاً لقانون الحشد الشعبي أواخر 2016، وهي لا تستطيع أن تقنع أي طفل بأنها جيش نظامي؟ وما هو مصير الملايين من العراقيين النازحين داخلياً، وهل سيعودوا لمناطقهم المنكوبة، والتي لا تصلح للعيش في وضعها الحاليي؟ ومن سيعمّر تلك المناطق ثانية؟ وأين موقع سنّة العراق، الذين يجتمعون الان لبحث مصيرهم بعد داعش؟ وأين موقع الأقليات كالمسيحيين واليزيديين، والذين يطالبون بإقليم سهل نينوى، وتلعفر وسنجار؟ وما مصير القوات الأجنبية في العراق بعد ذلك، مثل القوات التركية في بعشيقة، ومقاتلي حزب العمال الكردستاني في سنجار؟ وما هو مصير الطموحات الكردية في الإستحواذ على الأراضي المحررة وتغيير ديمغرافيتها؟
هذه الأسئلة كلها يجب أن تجيب عليها الخطة الجديدة التي سترسم ملامح المرحلة القادمة في العراق، وهي بلا شك مرحلة مفصلية شبيهة بمرحلة فوز المالكي في انتخابات نيسان 2014، حيث تجاهل كل النصائح الأميركية والعراقية، وأصرّ على الولاية الثالثة بكل السبل، مما إقتضى منعه، فجاء داعش ليقوم بتلك المهمة، بعد أن غاب عن المالكي إن الولاية الثانية لم تكن له أصلا، لكنها أعطيت مكافأة لإيران للاستمرار في مفاوضات الملف النووي.
والعراق مقبل على انتخابات أجلت الى سبتمبر القادم، وإذا كان العبادي يعتقد إنه سيفوز بإنتخابات أخرى فإنه واقع بنفس وّهم المالكي رفيق دربه ونضاله. فالعبادي إذا ساعدته ظروف المرونة والتساهل وعدم التدخل الأمريكي في عهد أوباما، فإن ظروف الحزم والشدّة التي تبديها الإدارة الأميركية الجديدة، فإن العبادي سيبدو أمامها كقزم يحاول اللحاق بالكبار، لا سيّما وإن تقييم مرحلته ليس مشجعاً تماما. فرغم وعوده في الأصلاح، إلا إنه لم يحقق شيئاً منها، بل زاد الأمور سوءاً، لا بل هو لم يستطع أن يحّد من نفوذ المالكي، الذي مازال يتمتع بنفوذ قوي.
إن إنساناُ بهذا الضعف، وعدم القدرة على حسم الأمور، لا ينسجم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وستكون زيارته المرتقبة، أشله بزيارة المالكي لواشنطن في تشرين الثاني 2013، والتي كشف تفاصيلها المخزية أحمد الجلبي أنذاك، حيث إن الرئيس الأمريكي بالمالكي لم يدم لأكثر من 17 دقيقة فقط، كان كل ما طلبه منه أوباما هو المصالحة في العراق. وعند عودة الوفد للفندق طالبتهم إدارته بدفع أجور الفندق إستعدادا للمغادرة، في إجراءات تتسم بعدم التعامل بشكل دبلوماسي ولبق مع وفد رسمي على أعلى مستوى. وحتى تشكيلة وفد العبادي ستكون مشابهة لتشكيلة وفد المالكي في أم نقطة وهي وزارة الخارجية، فإذا كان المالكي في صراع مع وزير خارجيته الكردي زيباري أنذاك، فإن العبادي غريب عن وزير خارجيته وأمين عام حزبه الجعفري، الذي هو في وادي، والعبادي في وادي أخر. وإذا كان وزير الخارجية في أي دولة هو الذراع اليمين لرئيس الوزراء ويرافق في كل زياراته الرسمية الخارجية، فإن الجعفري عكس ذلك، إذ يظن إنه وليّ نعمة العبادي وهو الذي منحه منصب رئيس الوزراء بإنقلابه على المالكي. وهذه واحدة من أكثر مسائل العبادي إخفاقا، بعد إخفاقه في تحجيم دور إيران في العراق.
وفي تقديري، فإن العبادي سيواجه ذات الموقف، وعليه ألا يركب رأسه، كما فعل المالكي، وإلا فإنه سيواجه نسخة جديدة من داعش أقسى وأسوأ. فقد أتيحت له فرصة أربع سنوات، إلا إنها كانت فاشلة تماما. ومهما أراد أن يظهر نفسه بمظهر البطولة، فلن ينفعه ذلك، فإذا كان يتباهى هو وأنصاره بالقضاء على داعش، فإن الجميع يعرف إن زوال داعش هو قرار أمريكي صرف، لا يشاركها فيه أحد. وإن تاريخ صلاحية داعش قد حدده الأمريكان منذ اليوم الأول لإحتلاله الموصل، عندما صرح قائد القوات الأميركية جيمس تيري في 18 كانون الأول 2014، بأن الحرب ستستمر ثلاث سنوات على الأقل. في حين صرّح العبادي في 29 تشرين الثاني 2016، بأن تحرير الموصل سينتهي قبل نهاية 2016. في حين عارضه الامريكان بقولهم إن معركة إستعادة الموصل ستكون في الربيع القادم. وهكذا فإن تحديدات العبادي لتحرير الموصل لم تكن صالحة حتى للاستهلاك المحلي. في حين كان الأمريكان يقدمون مددا زمنية مختلفة تماما، المغزى منها، إن تحرير الموصل من داعش سيتم بإرادة أمريكية لا عراقية، لذا سيختارون تاريخا ذو دلالات رمزية، كما حدث عندما إختاروا إنهاء الحرب العراقية-الإيرانية في 8/8/1988، وسيكون هذه المرة في 9/4 وهو تاريخ تحرير أو إحتلال العراق عام 2003.
فالخلاصة التي توصلت اليها الإدارة الامريكية والعالم، هي إن النظام السياسي الديني في العراق لم يعد مقبولا بعد الان حتى على الصعيد الداخلي. فالشعب العراقي أخذ يرشق رموز النظام كالمالكي والعبادي بالحجارة والاحذية في زياراتهم، مما يدّل على إن هذه الحكومة لم تعد مقبولة أكثر من ذلك. لا سيّما حكومة العبادي الأخيرة التي باتت تعرف بأنه أهزل حكومة عرفها العراق في تاريخه الطويل. وستكون إستعادة الموصل نهاية حكم العبادي بعد انتخابات سبتمبر لهذا العام، وسيكون عشاء العبادي في واشنطن بمثابة العشاء الأخير.

د. رياض السندي
دكتوراه في القانون الدولي
10 مارس 2017
كاليفورنيا

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 2 Comments

الوحدة العربية الوحيدة في قانون إزدراء الأديان

من عادة الحكومات العربية عدم الإتفاق على أي شكل من الأشكال التي تعود بالمصلحة على المواطن العربي لتحقق حلمه في حدود مفتوحة أو تكامل إقتصادي وتجارة حرة بين دوله. الشيء الوحيد الذي يعبر الحدود كلها مع إختلافات في الأسماء أو كيفية التحايل على اللغة لتوصيفه في وحده عربية غير مسبوقة هي العملية القضائية لدفنه وتحريمه والتخلص منه كوباء تتحد في مواجهته كل الحكومات هو حرية التعبير بكل أشكالها؟؟؟ سواء في الفن أو الأدب أو الإعتقاد.. كلها ’معرّضة شعبيا وحكوميا لتهم تختلف أسماؤها ولكن النتيجة واحدة البقاء في مستنقع الجهل؟

الفصل الجديد في قمع هذه الحرية.. وفي القضاء على الحرية الفكرية وتحريم الإبداع تتجلى اليوم في التحقيق مع الكاتب الجزائري الشاب أنور رحماني (25 ) بتهمة الإساءة إلى الإسلام في روايته ” مدينة الظلال البيضاء ” التي نشرها على الإنترنت في آب 2016.

تدّعي الجزائر كما الدول العربية الأخرى بحرية الإعتقاد والعبادة والحرية الشخصية ولكن التحقيق مع الكاتب يؤكد عكس ذلك تماما. حيث كان من ضمن أسئلة المحققين على مدى 6 ساعات تحقيق “هل ’تصلي “؟ هل تؤمن “؟؟ لماذا اهنت الله؟؟ لماذا كتبت مثل هذه الرواية؟؟؟ واتفقوا على أن لهجة الرواية الساخرة أهانت الإسلام؟؟؟ وأن مفرداتها الجنسية تتعارض مع الأخلاق الحميدة.

وعليه وطبقا للمادة 144 من قانون العقوبات التي تنص على عقوبة السجن من 3-5 سنوات وغرامة تصل ما ’يقارب 914 دولار سيحاكم بتهمة الإساءة إلى الرسول أو الإستهزاء بمعلوم من الدين وبأي شعيرة من شعائر الإسلام؟؟؟؟؟ ويضيع الشاب ومستقبله في مجتمع جرّمه لمحاولته الأدبية؟

وحدة الدول العربية تتجلى في القضاء على أي إنسان يستعمل حرية التعبير سواء في الأدب كما في حالة الشاب الجزائري أو حتى في محاولة تجميل أو تفسير التراث الديني بطريقة جديدة. كما في حالة الشيخ المصري محمد نصر الذي عمل على مناهضة الأفكار التي تتنافى مع العقل والمنطق مثل ما جاء في صحيح البخاري عن عذاب القبر والثعبان الأقرع؟؟ وما جاء في صحيح مسلم حول بعث الرسول بالسيف؟؟ وحذّر مرارا من خطورة لبس النقاب؟؟ وإشتهر بتوجية النقد لمؤسسة الأزهر منتقدا مناهجها التي تحتوي على الكثير من التراث الديني المؤسس للعنف والتمييز؟؟؟ وكلها تصب في مصلحة التجديد والتنوير. ولكن وكما حكمت المحكمة سابقا على الروائي كرم صابر عام 2014 والباحث إسلام البحيري 2015 والصحفية فاطمة ناعوت 2016 بالسجن وحكمت بسكوتها في السابق بعد تكفير مؤسسة الأزهر للدكتور فرج فودة بالقتل؟؟ حيث وبسكوتها أعطت رخصة ضمنية لأي مواطن لتطبيق الحد.. مما أدى إلى قتله؟؟؟ حكمت في يوم 26 فبراير على الشيخ نصر بتهمة إزدراء الإسلام.. وإنكار معلوم من الدين طبقا للمادة 98 من إزدراء الأديان لأنه فسّر حد قطع اليد في السرقة على انه تهديد ضمني ولا يعني البتر بالضرورة بل يعني المنع.

نعم كل الحكومات العربية تعمل بشكل أو بآخر بتوجيه تهمة الإزدراء للدين الإسلامي؟؟ ولكن والحق ’يقال فإن قوانين المساواة والعدل والمواطنة ’تحتم أن ’توجه التهمة أيضا لمن يزدري أي من الأديان الأخرى لمواطنين يعيشون فيه ولهم الحق في إحقاق حقوقهم أيضا؟؟ وعلية فلماذا لم توجه الحكومة المصرية تهمة إزدراء الدين المسيحي والتحريض على العنف ضد دور العبادة للدكتور أحمد النقيب كما في المادة 160 و 161 الذي قام بإعادة نشر مخطوط “إقامة الحجة الباهرة في هدم كنائس مصر و القاهرة” عام 2012 الذي كتبه الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري شيخ من شيوخ الأزهر (1767-1776 ) والذي برر فيه ومن خلال مصادر شرعية في التراث الإسلامي هدم الكنائس؟؟؟ وقام النقيب بإعادة كتابة التقديم له أي موافقته التامة لما جاء فيه؟

تهمة التحريض على الفتنة وإزدراء الأديان قد لا ’تنفذها الحكومة فعليا ولكن سكوتها وعدم حمايتها لمواطنين إستعملوا حرية التعبير وتعرّضوا لتهديد مباشر من المواطنين بعده, يعني سكوتها ومباركتها الضمنية لأي شخص تثور حميته ويعمل على تطبيق الحد الشرعي؟؟ تماما كما حدث مع الكاتب الأردني ناهض حتر, الذي إتهم بإثارة النعرات الدينية بعد إعادة نشرة لكاركاتير عن تمتع المجاهدين بحوريات الجنة؟؟ ’ترى من هو المسيء الأول للدين وللمجتمع؟ هل هو ناهض أم داعش والتنظيمات الجهادية الأخرى التي تستعمل الحوريات لإستقطاب شباب غافل ومحروم من كل أشكال الحياة الكريمة في بلده؟؟؟؟ الوضع مماثل في كل الدول العربية الإسلامية ولكن السؤال إلى متى؟؟؟؟ إلى متى ’تبقي هذه الحكومات التي تدّعي المدنية والفكر المنفتح على الحضارات وعلى العالم بينما هي ترواح مكانها بين قيم الحريات وقيم داعش والنصرة وغيرها من المنظمات التي تدّعي الجهاد بينما الجهاد هو جهاد في قول كلمة حق؟؟؟؟ إلى متى تعمل هذه الحكومات على إخراس أفواه وحرمان الأقلام سواء للكتابة الأدبية أم لنقد ما ’يخالف العقل والطبيعة الإنسانية في كتب التراث الديني؟؟؟ إلى متى تستمر هذه الحكومات بغض النظر عن جذور العنف والتطرف التي تصدو من على المنابر بينما تدّعي الوسطية والإعتدال؟؟؟ ألا تحث مثل هذه التهم المتعصبين لتطبيق الحد الشرعي؟؟؟ أهذه هي الحرية الوحيدة المسموح بها في أوطان حرمت مواطنيها من حرية البحث عن لقمة عيش وحياة كريمة في دول الجوار المؤمنة أيضا؟؟؟ كل هذه القوانين والمحاكمات تؤكد رغبة الدولة على إبقاء الوضع على ما هو عليه, برغم توقيعاتها العديدة في الإتفاقيات الدولية في حقوق الإنسان وتعود لتولول للمواطن العربي عن تجني الغرب على سمعتها الدولية وعلى شح قدوم الإستثمارات والسياح وتستمر في تحويل أموال ولاة الأمر للإستثمار خارج المنطقة العربية بحجة عدم الإستقرار؟

المصدر ايلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment