شاهدوا إعلامية سورية تبول بسروالها مرتين رعباً على الهواء مباشرة أثناء تغطيتها لهجوم الثوار اليوم

في هذا الفيديو تشاهدون الإعلامية ميشلين عازار من قناة الإخبارية السورية التابعة لنظام المجرم بشار الأسد, تقوم بتغطية إخبارية من نقطة التقاء “شارع حلب ” من جهة جنوب “ساحة العباسيين “, حيث من ناحية شمال شرق ساحة العباسيين يقع محور “جوبر” الذي اشعله اليوم الثوار ضد مرتزقة وشبيحة الأسد, وأثناء لقائها مع الدكتور ” أكرم الأحمر” وهو طبيب محلي من تلك المنطقة, يسمع دوي إنفجار , مما جعل كلاً من الإعلامية ميشلين والطبيب أكرم يشخون بسراويلهم رعباً .. تحاول بعدها ميشلين ان تنهي اللقاء ولكن المذيع بالاستوديو يتعمد إطالة المقابلة, مما اضطرها للحديث مع طالب في المعهد الصحي القريب من ساحة العباسيين, وخلالها يسمع دوي انفجار ثاني وحتما علمتها في سروالها للمرة الثانية

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

شاهد ضباط من الجيش العراقي السابق يحاربون إلى جانب تنظيم الدولة الاسلامية في الموصل

ترجع التقارير المتابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق، أسباب ظهوره إلى الدور المهم الذي لعبه ضباط سابقون في الجيش العراقي. وبالتزامن مع تواصل العمليات القتالية لطرد التنظيم من الموصل، تجهد قوات الأمن العراقية للحيلولة دون هرب قيادات التنظيم. وبحسب تقديرات استخباراتية يعتقد أن ضباطاً سابقين في الجيش العراقي هم من يقودون المعارك ضد القوات الحكومية في الموصل. تقرير فراس كيلاني.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

نماذج أخرى من تناقضات يسوع الناصري في نصوص الأناجيل \ حوارات في اللاهوت المسيحي 16

في المقال السابق, استعرضنا بعض أوجه التناقض في الصورة المرسومة لشخصية يسوع الناصري, وذلك حسب الخلفية الإيدلوجية
لكاتب النص التاريخي المتعلق بهذه الشخصية, ولاحظنا التباين الكبير في الصورة التي ترسمها المصادر اليهودية عن تلك المرسومة في المصادر المسيحية, نتيجة الاختلاف العقائدي بين الفريقين.

وركزنا في المقال السابق ,على ملامح شخصية يسوع الناصري التي رسمتها نصوص الأناجيل القانونية الأربعة فقط واهملنا
– عن قصد- النصوص اليهودية, وكذلك نصوص جميع الأناجيل التي لا تعتمدها الكنيسة, و استعرضنا نماذج مختصرة وسريعة من التناقضات في أقوال يسوع الناصري, وحاولنا التوصل لفهم سبب هذا التناقض المنسوب ليسوع.

في هذا المقال ,سنستكمل بحثنا في نصوص الأناجيل القانونية المعتمدة – والتي تعتبرها الكنيسة جزء من كلمة الله –
وسنحاول مواصلة تتبع جميع أجزاء الصورة التي رسمها كتبة الأناجيل المجهولين – بشكل عام- ونرصد بعض التناقضات التي
نسبتها نصوصهم إلى شخصية يسوع الناصري.

يقول يسوع الناصري, في تعليم شهير تضمنته إحدى تطويباته العديدة ( طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون)
لكن المثير للاستغراب أننا نجد في الاناجيل كلام منسوب ليسوع مناقض تماما للمقولة السابقة!

(
لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا) متى 10\34

(أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ انْقِسَامًا) لوقا 12\ 51

فهل كان يسوع الناصري – كما يقول المثل – يعلم الناس على الصلاة …وهو لا يصلي؟!!

ومن التناقضات اللافتة في شخصية يسوع ,التي تصورها لنا الأناجيل, أننا نرى نفس الشخص الذي تحاول بعض النصوص تصويره على أنه جاء لخلاص كل البشر,
يتعامل – وهو الشاب اليهودي- بتعالي وعنصرية ممجوجة مع امرأة غير يهودية
– سورية- جاءت تتوسل اليه طلبا للمساعدة ,ونتفاجئ بكلام عنصري فج ينسبه كتبة الاناجيل الى يسوع!!

(ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب) متى 15

والمقصود بالبنين هنا هم قومه اليهود, لانه يعتبر نفسه ويعتبرهم (أبناء الله الحي) …والكلاب هم باقي البشر من غير اليهود!
ولم يساعد يسوع الناصري تلك المرأة السورية المسكينة, الا بعد ان اضطرتها الحاجة, إلى مسح كرامتها – كانسانة- في الأرض والرضوخ لعنصرية يسوع, والقبول
بتوصيف الكلاب لها ولامثالها!
ومما يثير التقزز, هو تبريرات بعض اللاهوتيين المتنطعة لهذا الموقف الصادم والمخجل!, حيث نجدهم يحاولون الخروج من مأزق هذه القصة بادعاء مضحك, وهو
ان يسوع كان يختبر إيمان تلك المسكينة!!
وهي قد نجحت في الاختبار, لانها أرضت غرور وعنصرية السيد بجوابها!!, الذي كان مملوء حسرة وذلة وتسليم للامر الواقع ورضيت ان تكون موصوفة بوصف الكلاب
التي تأكل من بقايا طعام سادتها!!

(فَقَالَتْ: «نَعَمْ،
يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!) متى 15\26
وإذا كان هذا الموقف العنصري المشين هو مجرد اختبار للإيمان! فهل كان تكرار يسوع وصفه للآخرين بأنهم
( كلاب او خنازير) اختبارا ايضا؟! أم هو تعبير عن نظرة دونية عنصرية لكل مختلف عنه؟ حيث نجده يوصي تلاميذه

(لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ)
متى 6:7

يقول القديس (أغسطينوس) في شرحه لهذا النص العنصري الفج
( إذن لنفهم..ان -الكلاب- تشير إلى مقاومي الحق!..والخنازير إلى محتقريه!)
أي أن كل إنسان لا يقبل ويخضع للحق -كما يقرره المسيحيون- فهو من (الكلاب والخنازير) تطبيقا لقول يسوع الناصري!!

و ننتقل لمشهد آخر, يكشف لنا تباين تصوير النص الإنجيلي ليسوع, الذي كان يعيش حياة الزهد ويفضل الفقراء على نفسه في كل شئ, ويأمر أتباعه ببذل كل
ما لديهم للفقراء إلى درجة أنه طلب من الشاب الغني الذي أراد اتباعه ان يبيع كل أملاكه

(قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ،
وَتَعَالَ اتْبَعْنِي)

لكننا نرى في مشهد اخر,يسوع نفسه وهو متكأ وإلى جنبه الصبي(لعازر) متكأ معه! وإحدى النساء تغسل قدمي يسوع بدهن غالي الثمن وتقوم بتدليك قدميه بشعرها
المبلل بالدهن الثمين!!

(فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ
مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ!!!) يوحنا 12\2-3

هذا المشهد (السلطاني) الباذخ! كان من الطبيعي أن يثير تساؤل تلاميذه واستغرابهم, فلجأ كتبة الإنجيل إلى نسبة التساؤل إلى التلميذ (يهوذا) وشيطنوا
نيته , بعد أن علموا ما في داخل نفسه!!

( فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ:
«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ )

وكذلك نسبوا ليسوع جواب سطحي ومضحك ولا يقنع حتى السذج

(لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ) يوحنا 12\8

والغريب ان هذا المشهد لم يكن موقفا وحيدا او نتيجة لصدفة, وانما نجده يتكرر في مناسبة أخرى, حيث نجد امرأة من صنف النساء الخاطئات (بائعة هوى),
تقوم ايضا بنفس فعل غسل قدمي يسوع بالطيب وهو راضي ومرتاح !!
بل ونجد يسوع يقوم بلوم وتقريع الشخص اليهودي الذي استنكر هذا الموقف, لأن ذلك الرجل اليهودي – المستغرب والمندهش – لم يفعل مثل المرأة, ويبادر
الى غسل قدمي يسوع او يدهن رأسه بالعطور الفاخرة!!

(وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً!!، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ
وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ!!!) لوقا 7\37

وفي الوقت الذي نقرأ في بعض النصوص, اشارات الى محبة يسوع الناصري للمجموعة التي اتبعته, نجد أيضا نصوص أخرى, تحض على البغضاء لكل انسان مختلف لا
يتطابق إيمانه مع هذه المجموعة, فنحصل على صورة عجيبة وغريبة تجمع في وقت واحد بين المحبة والكراهية في توليفة عقائدية متناقضة منسوبة إلى يسوع الناصري!!

( إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً،
فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي)
لوقا 26:14
وفي يوحنا 15 كلام اخر, فيه تحريض وغرس في أذهان الاتباع ان كل مختلف معهم هو يبغضهم بالضرورة!

(إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم.لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم،
لذلك يبغضكم العالم)
والاغرب اننا نجد نصوص منسوبة ليسوع تحث أتباعه على عدم السلام على أي إنسان يصادفوه في طريقهم

(وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ، فَاخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا:
حَتَّى الْغُبَارَ الَّذِي لَصِقَ بِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ) لوقا 10 4-9
وكذلك نجد يسوع الناصري الذي أوصى أتباعه أن يحبوا أعداءهم, هو نفسه الذي يتوعد كل من لا يؤمن به بالويل والثبور, و يعتبره عدوا له( من ليس معي
فهو ضدي ومن لا يجمع فهو يفرق!), فبالاضافة الى الشتائم والأوصاف الغير لائقة التي كالها يسوع للمخالفين له – المذكورة في المقال السابق- نجده يتوعد الذين لم تقنعهم دعوته, بكلمات تتضمن حقدا و نفسا ساديا, و رغبة في التشفي والانتقام !
( أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟) متى 23 / 33

فمصير كل من لا يقتنع هو الخلود في جهنم حيث (يكون البكاء وصرير الاسنان) بعد ان يسحقهم يسوع بقدمه
وبدلا من أن يصلي يسوع من أجل الذين لم يصدقوه ويسعى لخلاصهم, وجدناه يصف اليهود الفريسيين مثلا بأنهم أبناء جهنم!! (متى 23: 15)، وأنهم أنجاس!!
(متى 23: 27) وانهم ابناء ابليس!! يوحنا 8

والتناقض الاعجب ,ان يسوع الناصري الذي يتوعد كل من لا يتبعه ويصفهم بقلة الفهم والعمى, هو نفسه الذي يحرص على أن يكون خطابه للناس مشفرا و يحوي
على الالغاز لكي لا يفهموه فيخلصوا بالهداية !!

(وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ فَبِالأَمْثَالِ يَكُونُ لَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ، لِكَيْ يُبْصِرُوا مُبْصِرِينَ وَلاَ يَنْظُرُوا، وَيَسْمَعُوا
سَامِعِينَ وَلاَ يَفْهَمُوا، لِئَلاَّ يَرْجِعُوا فَتُغْفَرَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ!!!) مرقس 4\12

ومن التناقضات الأخرى التي ينسبها كتبة الأناجيل لشخصية يسوع الناصري, اننا نجده وهو المصلح الشجاع المتحمس والذي لا يأبه بالموت والأخطار والذي
يوصي تلاميذه قائلا:

(اقول لكم يا أحبائي: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر) لوقا 12: 4

نجد صورة مناقضة له في بعض النصوص, التي تظهره لنا خائفا واحيانا اخرى هاربا أو متهربا, كما فعل حينما انصرف الى الجليل بعد سماعه بخبر القبض على
يوحنا المعمدان (متى 4\12) واحيانا يهرب الى منطقة نهر الأردن ويتوارى هناك !

(فَطَلَبُوا أَيْضًا أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ،وَمَضَى أَيْضًا إِلَى عَبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوحَنَّا
يُعَمِّدُ فِيهِ أَوَّلاً وَمَكَثَ هُنَاكَ) يوحنا 10\ 39-40

ويؤكد إنجيل (مرقس) ايضا على تهرب يسوع, ولجوئه إلى أماكن نائية خوفا من أعدائه!
(حَتَّى لَمْ يَعُدْ
يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً ظَاهِرًا، بَلْ كَانَ خَارِجًا فِي مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ) مرقس 1\ 45

وفي قصة (عيد المظال) رأينا يسوع و(خوفا) من ان يعرفه أعداءه, يصعد إلى العيد, وهو متنكر بعد أن خدع اخوته وكذب عليهم وأخبرهم أنه لن يصعد إلى العيد!!

وختاما , ومع الاضطرار إلى الاكتفاء بهذه النماذج من التناقضات, خشية الإطالة وملل القارئ, أكرر التأكيد على أن هذه التناقضات التي ينسبها السادة
كتبة الاناجيل الى يسوع المسيح, هي نتيجة لتعدد أشخاص الكتبة وتنوع خلفياتهم المعرفية, واختلاف ذهنياتهم ,ونظرتهم الشخصية الى يسوع الناصري, وكذلك نتيجة الإضافات والتغييرات التي أدخلت على النصوص, من أجل جعلها أكثر مواءمة مع تدرج الإيمان المسيحي بشكله المستحدث بعد
ارتماء الكنيسة في حضن الحكم الروماني والتمازج مع أساطيره وعقائده الوثنية!!

د. جعفر الحكيم

Posted in فكر حر | Leave a comment

الابتسامة

تأليف: مَاكْسْ أُوبْ*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

عندما علم الجنيرال دين بيي أوكو بأن عدوه الجنيرال باي بُّو أون قد وقع في الأسر فرح أيما فرح. الحقيقة هي أنه لم يكن ليستطيع أيُّ شيء إرضاءه كثيرا. لم يلتقط أحد هذه الملاحظة. و هكذا تم الاحتفاظ بهذا الأمر، جاعلا عضلات وجهه من ناحية أخرى لا تنم عن أي إحساس.
أمر بسجنه في آخر زنزانة تحت أرضية في حصن كْسِيِينْ خِيكْ. كان يعرفها منذ زمن إلى الوراء عندما أجبره الإنجليزيون على الخبز و الماء هنالك لمدة أربع سنوات. مضى على ذلك زمن يسير: عندها كان باي بُّو أون بمثابة أخيه. ثمانية قضبان قريبة من مستوى سطح الأرض، تقريبا علوها عشرون سنتيمترا، مكان كافٍ كي تجري فيه الفئران الضخمة التي تعيش في حقول الأرز في التل المنحدر.
نعم، لقد كان بمثابة أخيه. أما الآن فقد خسر. لم يشك دين بْيِي أوكو في هذا الأمر قطُّ، إذ كان يثق دائما في حدسه، و حتى عندما كان يساعد سيدَه – هل كان أباه؟ – في تحريك ذلك النول البدائي. عندها كان الفرنسيون و الإنجليزيون يرسلون عملاء انتحاريين ليموتوا كي تمتلك حكوماتهم ذريعة مقبولة نسبيا لاحتلال البلد عسكريا. كانوا يسمون مبشرينَ. كان دين بْيِي أوكو معجبا بهم و تعلم منهم. الآن بسيطرته على باي بُّو أون لن تكون عنده أية مشاكل تذكر، لكن رغم ذلك كاد يفشل. الذنب يتحمله خصمه، كان يعرف ذلك في قرارة نفسه دائما: لقد كان من سلالة كوري. كيف يجعله يؤدي ثمن السنتين الأخيرتين من غياب الأمن و الجري و الاختباء و معاناة الجوع و الخوف؟
لم يكن الأمر سهلا جدا كما كان يبدو ذلك منذ الوهلة الأولى. و هو جامد في أرجوحته، كان الجنيرال المنتصر يجتر أنواع الثأر الممكنة. لم يخطر على باله في أية لحظة اللجوء إلى التعذيب الجسدي. ذاك متروك للأوربيين و المسلمين. يمكن أن يتحمل المرءُ الألم إذا كان عازما على ذلك. كان يعلم ذلك بحكم التجربة الذاتية و الغيرية. إن الذي يريد أن يتحمل، سيتحمل.
كان قد خان و هزم باي بُّو أون منذ زمن مضى. في هذه الظروف لم يكن ليبدي كرمه. شهرا قبل ذلك، و هو يتوقع النهاية السعيدة، كان قد أرسل إليه مبعوثا. ما أمر بنقله إلى عدوه حتى ذلك الحين لم يكن من أجل أن يُذكره. لم يكن الرفع على الخازوق بالأمر الكافي. لو كان قد أهانه هو وحده فقط لكان الأمر هينا، غير أنه تجاوز ذلك إلى أمه. و ها هو الآن يسيطر عليه تحت الأرض. ابتسم دين بْيِي أوكو نظريا.
اختمرت الفكرة بمجرد أن استفاق. فقط في “التفكير باستقامة، الحب باستقامة، الكلام باستقامة، العمل باستقامة، التعمق باستقامة” تكمن الحقيقة. فيم تراه يفكر الآن باي بُّو أون؟ و ما عساه ينتظر؟ لعله سيفكر في نفسه واقعا تحت قسوته: و هو يستعد للعذاب و يستسلم للتوسلات.
تناهت إلى الأسماع أناشيد النصر مدعومة بالطبول.
هذا إلا إذا اعتقد أن جيمبوغان أمكنه أن يفعل شيئا من أجله. لماذا لا يمكن أن نفترض هذا؟ لكن، من كان باستطاعته أن يضع هذا الأمر في الحسبان؟ لا أحد. جيمبوغان، إلهٌ. ما الذي لم يكن بإمكانه فعله إن اقترح عليه؟ إن علم بأن باي بُّو أون قد وقع في أسر دين بْيِي أوكو فإنه سيتدخل بكل ما أوتي من قوة من أجل أن يحرر الأسير. كان باي بُّو أون يجهل الاتفاق الذي كان قد توصل إليه مع هازمه. ماذا لو استطاع باي بُّو أون أن يعتقد إلى آخر ساعة، إلى آخر لحظة بأن جيمبوغان كان سيأتي لتحريره. كان سيغير المصير رأسا على عقب.
لحس دين بْيِي أوكو شفتيه من الداخل. نادى على أُو مَا نِي، مساعده المفضل و أعطاه تميمة تعود إلى جيمبوغان و التي كان يتأبطها. أمره بأن يجلبه باعتباره مرسولا إليه من طرف السجين.
عندما علم بأن أمره قد تم تنفيذه أمر باعتقال المرسول و إعدامه وسط ساحة الحصن كي يراه باي بُّو أون من زنزانته التحت أرضية. من المفروض أنهم كانوا قد سلموا التميمة على الساعة العاشرة صباحا أما الإعدام فتم على الساعة الثالثة بعد الزوال. قضى دين بْيِي أوكو بقية اليوم دون أن يفعل شيئا. لم يستقبل أحدا مفكرا فيما كان يفكر فيه عدوه.
عندما أرخى الليل سدوله أُطلقت بعض الطلقات النارية شمالا و شرقا و جنوبا و بعد ساعة، أُطلق وابل من رصاص المدفع الرشاش على بعد كيلومترين تقريبا من القلعة. ثم تناول الخمر. عندما استيقظ أمر قواته بأن تتأهب أتم تأهب كما لو كانت ستخرج إلى معركة. بعدها أصدر أمره بأن تنجز محاكاة على ضفاف النهر. لم تكف المدفعيتان عن إطلاق النار منذ الساعة العاشرة صباحا. يبدو أنهم نسوا أن يقدموا طعاما إلى السجين.
عندما شرعت الشمس في المغيب أمر قواته بالرجوع إلى نطاقها الذي يأويها جميعا دون أن تكف عن إطلاق النار. فجأة أصدر أمره بإيقاف إطلاق النار و بانتشار الجنود في صمت، و تكوين لائحة الرماة الذين كان عليهم أن يعدموا عدوا مهزوما.
لهذا لم يستطع جيمبوغان أن يفهم أبدا سر الابتسامة التي ارتسمت على محيا دين بْيِي أوكو، هنيهةً بعد ذلك – التحالفات هشة قليلا – عندما تقابل مع الشجرة العملاقة التي كان سيعلق فيها من رجليه كعبرة للقريب و للبعيد.
*القصة في الأصل الإسباني:

La sonrisa
Cuando el general Den Bié Uko se enteró que su enemigo el general Bai Pu Un había caído prisionero, se alegró muchísimo. La verdad: nada hubiera podido satisfacerle tanto. Nadie lo notó. Así era de reservado, dejando aparte que los músculos de su cara no se prestaban a la exteriorización de ningún sentimiento.
Lo mandó encerrar en la última mazmorra del fuerte de Xien Khec. La conocía de tiempo atrás, cuando los ingleses lo tuvieron allí a pan y agua, cuatro años. Hacía de eso bastante tiempo: entonces Bai Pu Un era como su hermano. Ocho barrotes a ras de tierra, cosa de veinte centímetros de alto, sitio suficiente para que corrieran las ratas, gordas, de los arrozales de la colina en declive.
Sí, había sido como su hermano. Ahora había perdido. Den Bié Uko no dudó nunca, siempre tuvo fe en su estrella, aun cuando ayudaba a su amo – ¿fue su padre? – a mover aquel telar primitivo. Entonces los franceses y los ingleses enviaban agentes suicidas que se hacían matar para que sus gobiernos tuvieran pretexto relativamente valedero para ocupar militarmente el país; hacíanse llamar misioneros. Den Bié Uko los admiraba y aprendió de ellos. Ahora, con Bai Pu Un en su poder no tendría problemas, pero estuvo a punto de fracasar. La culpa la tenía su rival, en el fondo siempre lo supo: era de sangre Kuri. ¿Cómo hacerle pagar los dos últimos años de inseguridad; de correr, esconderse, pasar hambre y miedo?
No era tan fácil como pudiera parecer a primera vista. Inmóvil en su hamaca, el general vencedor rumiaba las posibles venganzas. En ningún momento se le ocurrió recurrir al tormento físico. Eso quedaba para los europeos o los mahometanos. El dolor se soporta cuando uno está decidido a ello. Lo sabía por propia experiencia, y ajena. El que quiere aguantar, aguanta.
Había traicionado a Bai Pu Un hacía tiempo y vencido. En estas condiciones no podía mostrarse generoso. Un mes antes, previendo el final dichoso le envió un emisario. Lo que le mandó decir su todavía rival no es para recordarlo. El empalamiento no era suficiente. Si lo hubiera insultado solo a él, pase. Pero tuvo a bien meterse con su madre. Ahora lo tenía enjaulado bajo tierra. Den Bié Uko sonrió teóricamente.
La idea surgió al despertar. Solo en el “pensar recto, querer recto, hablar recto, obrar recto, profundizar recto” reside la verdad. ¿Qué estaría pensando, qué estaría esperando Bai Pu Un? Pensaría en él, pendiente de su inclemencia: preparándose para el tormento, resignado a los suplicios.
Llegaban cantos de victoria apoyados en tambores.
A menos que creyera que Jembogan pudiera hacer algo por él. ¿Por qué no había de suponerlo? Pero ¿quién podía haberle puesto en antecedentes? Nadie. Jembogan, un dios. ¿Qué no podría si se lo propusiera? Si llegaba a enterarse de que Bai Pu Un había sido hecho prisionero por Den Bié Uko, intervendría, con toda su fuerza, que liberaría al preso. Bai Pu Un ignoraba el acuerdo a que había llegado con su vencedor. Si Bai Pu Un pudiera creer, hasta última hora, hasta ultimísima hora, que Jembogan lo iba a liberar. Que se iba a voltear la suerte de todo en todo…
Den Bié Uko se relame interiormente. Llama a U Ma Ni, su ayudante preferido y le da un amuleto de Jembogan, que trae atado bajo el sobaco. Le da la orden de hacerlo llegar por persona interpuesta a manos del prisionero.
Cuando supo que su orden había sido cumplida, mandó detener y ejecutar al mensajero en la plaza del fuerte para que, desde su celda subterránea, Bai Pu Un pudiera verlo. Debieron entregar el amuleto hacia las diez de la mañana, la ejecución tuvo lugar a las tres de la tarde. Den Bié Uko dejó pasar el resto del día sin hacer nada. No recibió a nadie pensando en lo que pensaba su enemigo.
Al caer la noche ordenó que al Norte, al Este y al Sur se dispararan unos cuantos tiros y, una hora después, una ráfaga de ametralladora a cosa de dos kilómetros de la fortaleza. Luego se emborrachó. Al despertar, ordenó formar lo más de sus tropas disponibles como si fuesen a entrar en combate. Luego las mandó hacer un simulacro en las orillas del río. Las dos baterías no dejaron de disparar desde las diez de la mañana. Dizque se olvidaron de dar de comer al prisionero.
Cuando el sol empezó a decaer hizo que sus tropas se replegaran hacia el recinto que las cobijaba sin dejar de disparar. De pronto dio la orden de suspender el fuego, de dispersarse en silencio, de formar el cuadro que había de fusilar a un vencido enemigo.
Por eso Jembogan nunca pudo explicarse el esbozo de sonrisa que apareció en la faz de Den Bié Uko, algún tiempo después – poco: las alianzas son frágiles – al enfrentarse al arbolón donde iba a ser, para lección de propios y extraños, colgado por los pies.

*كاتب إسباني من أصل فرنسي. كتب كل أعماله الإبداعية باللغة الإسبانية في عدة أجناس كالشعر و الرواية و المسرح و القصة القصيرة. نشأ في مدينة بلنسية في شرق إسبانيا و سافر إلى عدة مدن إسبانية أخرى و هو في سن العشرين و بعدها إلى فرنسا و المكسيك. تمنح جائزة للقصة باسمه من طرف مؤسسة تحمل اسمه كذلك. من أعماله الأدبية نذكر مجموعته القصصية التي تحمل عنوان: “جرائم مثالية” الصادرة سنة 1957. توفي بالمكسيك سنة 1972.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

5- آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود أحد السامرية :المرأة التي تركت الجرة في يد الخزاف

في البدء كان الخزاف و إذ كانت البشرية بعد فكرة من أفكاره تلذذ بها. لذا بدأ عمله كخالق لتكون مستمتعة به و ترى محبته. و في ترتيب خليقته علم الخزاف الأعظم كل الخزافين طريقة صناعتهم.ترك الطين في المياه وقتاً و بعد أن إختمر الطين جمع اليابسة وحدها و جمع المياه وحدها 2بط 3 :5- 7. فصل بين اليابسة و المياه.ثم خلق الشمس لكى تجف الطين من المياه و بدأ يشكل من الطين صوراً أرادها.ثم أدخلها من جديد إلى النار لتثبت على تشكيلها.فالنار في يد الخزاف بالمقدار.ثم أخرجها ليُجَمِلَها فإذا على الطين صارت صورة الملك فأدخلها في حضنه تستدفئ لكى تبقي على رونقها و تدوم آنية للمجد. ثم لما إنتهي من أول آنية صنع من جانبها يدين لكي تحمل الآنية و تحملها الآنية أيضاً هكذا خلق أبوينا الأولين و هكذا هى صنعة الخزاف الذى مر بالسامرة و جلس على حجر عند بئر يعقوب هناك تركت له السامرية جرتها ليعيد خلقتها آنية للمجد أما هي فمضت و أخبرت الناس عن إبداعه و براعته.
بئر يعقوب و ينبوع الحياة
السامرة أى مركز الحارس بالعبرية هناك لم يعد يعقوب يخشى عيسو.لأن الحارس الأمين جاء و خلصنا فصار السامرى الصالح لنا. من عند البئر تبقت ثلاثة كيلومترات فقط تفصل بين المسيح و جبل البركات جبل جرزيم لقد إقترب عهد النعمة جداً إذ في ثلاثة أيام يقوم و يمنحنا نفسه مصدر كل بركة.
كان للبئر قصة و كان للينبوع خطة.أما قصة البئر فهي التي حفرها يعقوب ليشرب منه و يسقى قطعانه في شكيم أرض كنعان عند عودته من غربته التي هرب إليها بسبب أخيه عيسو.نصب خيمته هنا و بني مذبحاً للرب و حفر بئراً تك 33: 18 .فكانت قصة البئر قصة عودة من الغربة و مكان مصالحة مع خصمه و بداية جديدة.هنا تحولت القصة إلى رمز حين أتي مسيحنا القدوس ليجلس على نفس البئر ليس هرباً من أحد لكن حباً لكل أحد.ليظهر لنا أن الجالس عند البئر جاء لكي يعيدنا من الغربة عن الآب و الحياة الجديدة في كنعان السمائية.
في بئر يعقوب الماء عميقة بعيدة لا تطولها الأيدي.يتشاجرون بسببها. لا تجدها إلا لو نظرت إلى أسفل و ألقيت إلى أسفل دلواً مقيداً بحبل.أما الينبوع الحي فهو خبز السماء و هو ماء السماء.يأتي من فوق بغير مشاجرة أو قيود.يفيض بوفرة و يروي الجميع.لا يصلح معه أن ترفع له دلواً بل أن ترفع له قلبك فيسكب عليك ماءه.
من بئر يعقوب يشرب الناس و البهائم معاً .فمن يهتم بما أسفل يشارك الكائنات غير العاقلة في التدني.لذلك قيل عن موت هؤلاء : لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ جا 3 : 19 .أما ماء الينبوع فهو للناس وحدهم قد جاء.فإبن الإنسان جاء للإنسان. ليس للحيوانات حياة أبدية و لا لمن يعيش مهتما فقط بما لجسده.
السامرية الجميلة
باب الماء جاء يسأل السامرية قائلاً أعطنى لأشرب نح 3 : 26 .نعم كان عطشاناً لخلاصك أيتها النفس المنبوذة فهو جاء يرد لك مجدك.نعم جاء عطشاناً إلى محبتك و هو الذى لا ينقص.إعطوه ليشرب يا كل الخطاة.يا كل الزناة.يا كل الساقطين.أعطوه أنفسكم فهذا ما يروي ظمأه.و هو جاء ليشرب عطشنا و يروي عطشه إلينا.فإعطوه لا تتعجبوا أنه يكلم نفس ساقطة و وجه يخش المواجهة لا تتعجبى يا كل نفس صغيرة إذا رأيتينه يترك الملائكة و يحتضنك أنت.لا تتساءلى و لماذا أنا؟ فهو قد جاء خصيصاً للمرذولين و لك يا سامرية.
كان الخزاف يكلم السامرية لتصير في يده و يعيد تشكيلها .عند الخزاف الأعظم مهارة صناعة الخلاص الإلهي وصناعة الخزف.ها هي تسأل فيأخذها مثل طين لا جمال فيه.خمسة أزواج ليسوا أزواجها.هذا هو تراب الأرض.حواسه الخمس ميتة.لا روح فيه بعد.كانت الكلمة تخرج من فم المسيح و تخمر الطين.فكانت الأفكار تختمر في عقل السامرية و تتولد من أفكارها أسئلة و أفكاراً جديدة.إنه يكلمنى بلغة رقيقة ما عهدتها من الناس.نعم ايتها الجميلة فهو يعرف ماذا قدرك عنده حتى تدركين أنت قدر المسيح عندك.لا تندهشى فهو ليس يهودى فحسب بل إلهي أيضاً لذلك يكلم السامريين و البعيدين و الساقطين و كل أنواع العطاشى.ها هو يدعو الكل مجاناً.أنا ينبوع ماء الحياة فهلموا أيها العطاشي.فقط تعالوا إشربوا أطلبوا,إقبلوا الإبن ضامن الخلاص.فتعجبت السامرية.
طوباكي لأنك قبلتى العرض السخى و سألتينه أن يعطك الماء فترتاحين من مشاجرات العالم على بئر يعقوب.ها قد وصلت الطين إلى يد الخزاف إذ أعطته نفسها.و ها هو يزيد سخاءه و يطلب أن تعطه زوجها.إذهبى و إدع زوجك.فأنا لكل الساقطين أقدم نفسى.
ليس لى زوج يا سيدى.لقد بدأ الخزاف يعجن الطينة لكى تكون طيعة في تشكيلها.إنه يأخذ السامرية إلي أعلي حيث ينبوع الماء الحي ثم يعيدها لأسفل لتأت بزوجها الذى ليس زوجها.الطين قارب التشكيل.حين يكشف المسيح عن قلبه نحونا ثم يسأل عن قلوبنا نحوه.ساعتها قل الصدق.قل ليس لى زوج.كل ما لى لم يكن منك.أنا أعترف قدامك أن كل ما لى يجب إعادته إليك لتحمله مع اللعنات على الصليب فيصير لي بركة .لم يعد لى زوج منذ خالفت وصاياك.نحن نفوس مهجورة بدونك.و الآن بدأ العُرس فيصير لنا عريس.
أعطت السامرية نفسها ثم إعترفت لكي تعطه زوجها (رمز الجسد) و الآن تعطه إيمانها و تسأله أين نسجد.فيجيبها الأهم كيف نسجد و لمن نسجد.فيصحح السؤال و يقدم الإجابة.لقد صارت الطينة نفساً و جسداً و روحاً حسب فكر الخزاف الأعظم.و لكي يكون للطينة جمال و شكل كان يلزم أن يتكلم المسيح عن الروح.الله روح.و بالروح القدس تصبح للطينة حياة و صورة الملك.على حواسنا كلها توقيع الخزاف الأعظم.نحن ممهورين بعبارة صُنع علي الصليب.لذلك حين صار المسيح ملكاً للمرأة الجميلة تركت كل شيء تركت الجرة و تبعته.لقد تركت الإناء الظاهرى الترابى و أخذت إناءاَ باطنياً فذهبت السامرية بإنسانها الجديد تكرز لحبيبها.
و هل يكرز الساقطون؟
طوباكي أيتها السامرية التي تشكلت من جديد آنيةَ للمجد إذ لم تحتملى أن تتركي الناس لا يعرفونه كما عرفتينه.نعم كما قلت هو إنسان و هو المسيا.هو الإبن المتجسد.الآن تتكلمين في اللاهوت يا سامرية القديسين .من علمك هذا إلا الروح الذى يعيد لنا الخلقة الجديدة.ها قد صرتي جريئة أيتها السامرية و قد كنت منذ قليل تأتين إلى البئر متخفية في وقت يخلو من المستهزئين بك.ها قد رد لك مكانتك و صلحت لمملكة.نعم كل المدينة سمعت منك يا ملكة السامرية السمائية.نحن كنا في المدينة و سمعناك تقولين بأعلى صوت تعالوا إلى الخزاف الأعظم.فعرفنا أنه يقبل كرازة التائبين و يكلف المنبوذين بالبشارة بإسمه.و صاحبة الأسئلة الكثيرة صارت تتكلم عن شخص وحيد يجيب على كل الأسئلة.تعالوا يا كل من له سؤال لأنه أجابنى على كل الأسئلة.نعم للمسيح يكرز الذين لا تتصور أنه يمكن أن يكون لهم قيمة.نعم يكرز الجهلاء متي قابلوا أقنوم الحكمة.نعم يكرز المضطهِدون متى قابلوا يسوع الذي يضطهدونه.نعم يكرز المرفوضين كما كرز اللص على الصليب لأنه سبق و سأل المصلوب واثقاً في ألوهيته أن يذكره حين يأت في ملكوته.نعم يكرز الذين تشبعوا بالخطية فليس بعد الطين إنحدار . قدامنا كارزون كالسامرية لم يطيقوا الإنتظار طويلاً بل إنطلقوا تاركين الجرة عند قدمي المخلص يشكلها مجدداً فيما هم يكرزون بآدم الجديد.فإصنع منا يا خزاف السماء سامريات و سامريين على شبهك.
أتريد الماء الحي ؟أترك الجرة
الجرة القديمة ليست مؤهلة للماء الجديد.الجرة الميتة لا يمكن أن تحتوى الماء الحي.في القلب جرتان.جرة العتيق المشققة التي لا تضبط ماء .و جرة الجديد التي يسكن فيها الروح القدس فتخرج من بطنك أنهار ماء حي من الينبوع الحي.
أتريد الماء فإختر الجرة اللائقة.و ألق بالأخرى عند قدمي السيد.فهو لا يحتاج منك وعاء بل قلب,إن لم تلق بالجرة القديمة تتلاشي منك حتي الجرة الجديدة.فالقلب لا يحمل ظلاماً و نوراً في آن واحد.و قد ألقت السامرية جرتها القديمة فإستحقت أن تكون نفسها وعاءاً للماء الحي.فذهبت و لم تخجل أن تتكلم عن كل ما فعلت و هو كان معلوما للكل.فللجرة الجديدة جرأة في التوبة.جرأة في اللجاجة و الصلاة.جرأة في الإيمان و مجاوبة من يريدون أن يقبلوا المسيح.للجرة الجديدة مهمة تختلف تماماً عن الجرة القديمة.فالقديمة تختزن أشياءاً ليست لها .أزواجاً ليست لها.القديمة تختزن داخلها صراعات الناس بين السامريين و اليهود.الجرة القديمة عنوانها التعصب تبحث عن إرضاء نفسها أما الجديدة فلا تبال بنفسها.تجري السامرية بجرتها الجديدة تكرز دون خجل و تعترف بخطاياها دون خجل و تقدم المسيح اليهودي للسامرين دون خوف .الجرة الجديدة مؤهلة للفَخَار و الجرة القديمة مؤهلة للدمار
إذا تركت جرتك تأخذ غيرها لكن لا يمكنك الجميع بين العتيق و الجديد.فالينبوع الحي لا يسكن جرة مشققة.لكن ينبوع المسيح يسكن القلب الواثق في محبته ليؤهله للبشارة بغير تأخير.لأن محبة المسيح تغلب الماضى و تكسر القيود و تجعل الكل جديداً.أنظروا الخزاف و سبحوه لأنه صنع من الإبن الضال و من السامرية و من جميعنا خليقة جديدة.
خذ جَرًتى
يا باب الماء الحى نح 3 : 26 يا من على الصخرة تجلس.أمامك أدواتنا الساذجة التي لا تجلب ماء إلا بصعوبة ثم به لا نرتوى.يا من جلست هكذا قدامنا و لم تتركنا نضيع كالأيام في البحث الباطل عن ماء لا يروى و شهوة لا تشبع و خطية نتنفسها.أنت قدامى الآن اسبحك لأني عرفت أنك الحي إلي الأبد و كل عطاياك أبدية.الماء أبدى و الخبز أبدى و الخلاص أبدى و المحبة أبدية فلهذا أتيتك أنا الزمني لتجعلني أبدى معك.أيها الخزاف الأعظم خذ جرتى.إملأها بما يحلو لك.فإن لم تصلح فإطحنها و أعد تشكيلها كما تشاء.لا أتأوه لو رأيتك تطرق الجرة لتكسرها و تصحنها لتعود تراباً لأن الذات تسكن في الجرة القديمة و قد إستعصى عليً غلبتها .لن أتذمر لو مضيت زمناً في النار لتجف طينتى من ماء العالم فأنا مشتاق للثبات لا الميوعة.أنا في يدك مطمئن أنى ساصير شيئاً سأكون شكلاً يشبهك فخذ جرتى.أفرغها من كل ما فيها.أنا كالسامرية لى خمسة حواس خرجت عن تحكمى فلم تعد لى.العين تنظر لذاتها و الأذن تسمع ما يهلكني و اللسان لا يكف عن صنع الشر و اللمسات النقية ضائعة. الآن أضع هذه الأزواج قدامك في الجرة القديمة جدد الحواس و دربها في طريقك.خذ جرتى لأنني لم أعد أمتلكها فهي تمتلكني لذا أنا صرت لها عبداً الآن حررني و خذ جرتي فأكون لك كارزاً.حين تجلس قدامي يا سيدي أتحسر فكل أملاكي جرة مشققة لذا أتركها خجلاً و ما المانع أن أترك لك جرة مشققة فتلاميذك تركوا لك شبكة ممزقة.أنت تقبل كل شيء.إقطع الرباط الذي يمسك الدلو لأنه إعتاد أن ينزل إلي اسفل و إمنحنا الروح القدس رباط الصلح الأبدى الذي يؤهل القلب للسمائيات.لقد عرفنا مكان البئر منذ مولدنا و صرنا نتجه نحوه بكل إجتهاد .الآن نريد أن نعرفك اين تسكن يا ينبوع الحياة و نتبعك .حتي يصير اليبنوع لنا لا بئر يعقوب.إشفعي يا سامرية لأنك أول من شرب الماء الحي.إحكي لنا عن حلاوة السامري الإلهي.يا سامرية كيف أحببت السامرى.إشفعي فينا كى تولد فينا محبة كمحبتك.و نشتاق إلى كرازة ككرازتك.و نشرب من نفس الينبوع لكي نحيا مع المحبوب نحيا إلى الأبد.

Posted in فكر حر | Leave a comment

فيديو: الناشطة جود عقاد: غشاء البكارة

فيديو: الناشطة جود عقاد: غشاء البكارة

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, يوتيوب | Leave a comment

ابنة بشار الاسد في البروفا الاخيرة للتدريب على قيادة الجحيش

ابنة بشار الاسد في البروفا الاخيرة للتدريب على قيادة الجحيش ، تحضيراً للايام اللي ناطرة عيلتها ..

هيك جحش ، بدّو هيك جحّاش..
#وقهلا..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

فيديو: الناشطة السورية جود عقاد” الثورة لا تبرر الجريمة”

فيديو: الناشطة السورية جود عقاد”  الثورة لا تبرر الجريمة”

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

مفاجأة أميركية للمعارضة السورية

سميرة المسالمة: كاتبة وصحافية سورية، رئيسة تحرير جريدة تشرين سابقاً، نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

أنهى المبعوث الأميركي، مايكل راتني، مهمته مع المعارضة السورية، بإصدار بيان تفصيلي حاد اللهجة، يكاد يرقى إلى صيغة الإنذار الأخير (10/3)، يحملها فيه مسؤولية السكوت عن جبهة النصرة، بكل مسمياتها من النصرة إلى جبهة فتح الشام وصولاً إلى هيئة تحرير الشام، وتغطية ممارساتها ومواقفها من الشعب السوري وثورته، معتبراً أن ذلك هو السبب الرئيسي وراء عدم مد الدول الصديقة أيديها لدعم الثورة السورية، مؤكداً أن هذه الجبهة هي واجهة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
لم يكتف راتني بذلك، بل اعتبر أن جبهة النصرة أسهمت في تدمير الثورة السورية “بضرب رموزها وباعتداءاتها المتكرّرة على الفصائل الثورية، والتي طاولت حتى حركة أحرار الشام”. معتبراً تلك الجبهة وجهاً آخر للاستبداد، وأن تهديدها لا يطاول الغرب وحده، وإنما الإسلام والمسلمين، منهياً بيانه بالتحذير بأنها ستأخذ سورية نحو الدمار، والمعارضة السورية نحو الانتحار.
يستشعر قارئ البيان مدى جدية التغيير في الموقف الأميركي، بعد انخراطهم في المعركة ضد الإرهاب، وفي الوقت نفسه، هي محاولة لكشف الغطاء عن جهات المعارضة التي مالأت هذا التنظيم الإرهابي، على الرغم من كل ما فعله بحق الثورة السورية، النشطاء المدنيين وفصائل الجيش الحر، وبحق السوريين في “المناطق المحرّرة” التي أخضعها لسيرته واستبداده بوسائل العنف والقوة.
يحق لنا أن نتساءل مع راتني، ومن دونه، كيف يمكن لمعارضةٍ محسوبةٍ على الثورة أن
“خضعت أطياف في المعارضة السورية لمحاباة جبهة النصرة، أو السكوت عنها”
تناصر تنظيماً لم يعترف بثورتها أساساً، ولا يعترف بدولتها التي خرجوا لتحريرها من استبداد حاكمها، بل ويعتبرهم مرتدّين عن الدين، وحلل قتلهم واعتقالهم، كما فعل، مثلاً، في جنوب سورية عندما اعتقل بعض قادة “الجيش الحر” وغيّبهم، ولم تستصدر الجهة التي اعتبرت نفسها الممثل الشرعي الوحيد للثورة أي بيان إدانة أو استنكار، ما يعني الموافقة الضمنية على إجراءات هذا التنظيم الإرهابي. ومعلوم أن جبهة النصرة انشغلت بقتال الجيش الحر وإزاحته من المشهد، وعملت على انتزاع المناطق المحرّرة منه، وليس من النظام.
كما يمكن أن نسأل صراحة قيادة المعارضة (وخصوصا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية): ما الذي فعلته بخصوص توضيح موقفها من جبهة النصرة، قبل معركة حلب (أواخر العام 2016)، سيما أن راتني تحدث صراحةً عن ذلك لدى اجتماعه مع قادة “الائتلاف”، في اسطنبول (أغسطس/ آب 2016) محذراً إياهم من وجود هذه الجبهة طرفا في معركة حلب، مطالباً بتحييدها، لأنها ستكون سبباً في هزيمة فصائل المعارضة ودمار الأحياء التي كانت تسيطر عليها.
سؤال آخر لقيادة “الائتلاف”، لماذا تأخرت هذه القيادة باستصدار بيان يتبرأ من جبهة النصرة، ويعلن إدانته أعمالها، على الرغم من أن الهيئة العامة للائتلاف، في اجتماعها في ديسمبر/ كانون الأول 2016، اتخذت قراراً بذلك، إذ ظهر رئيس “الائتلاف”، أنس العبدة، وقتها في مؤتمر صحافي، متحدثا بلغةٍ مواربة يدين فيها تنظيم القاعدة، بدلاً من تسمية جبهة النصرة بالاسم، ما دفع قادة في “الائتلاف” إلى الظهور الإعلامي، لإعلان موقفهم المفارق في موضوع “النصرة”، وبعضهم غادره نهائياً؛ وكنت منهم.
وأخيرا، جاء البيان التنديدي بجبهة النصرة من “الائتلاف” (أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي)، متأخراً جداً أربع سنوات، فقط بعد أن أصدرت تركيا موقفاً يقطع مع هذه الجبهة، وبعد تغطية من مرجعيات “الائتلاف” المشيخية لهذا الموقف، ما يعني أن “الائتلاف” يتحمل وزر السكوت عن جبهة النصرة كل ذلك الوقت، على الرغم من كل ما فعلته، كما يتحمل وزر التبعية لجهات أخرى.
خضعت أطياف في المعارضة السورية لمحاباة تلك الجبهة، أو السكوت عنها، بدعوى من بعضهم أن الأولوية لمحاربة النظام، وبدعوى الوحدة “العقائدية” من بعض آخر، ما أسهم في تحويل مفهوم الصراع مع النظام من صراع سياسي إلى صراع طائفي، أو ديني، وهو الأمر الذي سعى إليه النظام منذ بداية الثورة، ونفذته الأيادي الخفية للقاعدة بكل مسمياتها، مع أبواقها، بحسن نية أو بسوء نية في كيانات المعارضة والإعلام.
أما ما يتعلق بخطاب راتني، والموقف الأميركي عموماً من الثورة السورية، فهو ليس بتلك
“يحق لنا أن نتساءل مع راتني، ومن دونه، كيف يمكن لمعارضةٍ محسوبةٍ على الثورة أن تناصر تنظيماً لم يعترف بثورتها أساساً”
البراءة التي يدّعيها البيان المذكور، وليس منطقياً القبول بتبرير إحجام مجموعة دول “أصدقاء الشعب السوري”، وضمنهم الولايات المتحدة خصوصا، عن مساعدة السوريين بوجود فصيل إرهابي نما وكبر، أصلاً، تحت أنظار المجتمع الدولي، بل توافد عناصره من كل حدبٍ وصوب، من دون أن تعرقلهم حدود، أو تحد من حركتهم صحارى واسعة، مشوا عبرها من الشمال السوري حتى الجنوب، من دون أن تعترضهم رصاصة قناص أو برميل متفجر، في حين لم تفرغ السماء السورية من الطائرات التي تقذف حممها المدنيين في طول سورية وعرضها.
أيضاً، لا يوجد ما يبرّر سكوت هذه الدول، وخصوصا الولايات المتحدة، عن استخدام النظام البراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية في قتل شعبه، ولا إحجامها عن إيجاد مناطق آمنة، أو مناطق حظر جوي، ولا حؤولها دون تدخل إيران وروسيا عسكريا في قتل السوريين، دفاعا عن النظام، خصوصا أن هذا الموقف لم يكن أفضل حالا بكثير في الأشهر الأولى من الثورة السورية السلمية. أخيراً، يمكن القول لراتني: كان يمكن أن نتفهم هذا الخطاب، لو أن الدول الصديقة مدت يد العون الحقيقية لفصائل الجيش السوري الحر، لتمنع نمو ظاهرة جبهة النصرة، لكن هذه الدول لم تفعل شيئا إزاء ذلك، وفضلت الصمت الطويل، إلى أن جاءنا “بيانكم” الفصيح.
قصارى القول، شكلت جبهة النصرة خطراً كبيراً على الثورة والشعب السوريين، كان ينبغي تداركه منذ البدايات. وتقع المسؤولية في ذلك على عاتق بعض المعارضة، كما على عاتق الدول التي تضمنت مصالحها التلاعب بثورة السوريين، وحرفها عن مقاصدها النبيلة، في الحرية والمواطنة والديمقراطية.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

قانون تعدد الزوجات ومحاولة العودة لسوق النخاسة والسمسرة بالنساء

بالرغم من إن تعدد الزوجات مُباح في الشريعة الإسلامية لكنه انحسر في البلدان الإسلامية وبشكل تدريجي تحت ضغط المنظمات النسائية المُنادية بحقوق المرأة كما انحسرت بعض النصوص كحد رجم الزاني المحصن رجل كان او امرأة تحت ضغط المصلحة العامة وكذلك عقوبة قطع يد السارق والسارقة ,سوى من بعض البلدان التي لا تزال تعمل به .
أما بخصوص تعدد الزوجات فلقد اثبت فشله لكونه مُتعارض مع العلاقات الإنسانية فبعض البلدان الإسلامية قد أجرت تحديثات عليه وبعض منها وصلت لمنعه ووضعت عقوبات تصل للسجن في حالة الخلاف وبعضها وضعت إجراءات قانونية قيّدت من إمكانية التعدد لكونه مٌتعارض مع المصلحة العامة وأثبت فشله فعندما تتعارض المصلحة مع النص تتقدم المصلحة عليه ولكون ثقافة الشعوب هي متغيرة دوما وكذلك الحياة بها الحركة مُطلقة والسكون مستحيل لكونه نسبي فعليه ينبغي تغيير القوانين بما تخدم الإنسان ومصلحته.
فبالرغم من هذا نجد محاولات بين حين وآخر لإرجاع الزمن بالمرأة كلما خطت خطوة للأمام حيث صرّحت النائبة ’’جميلة ألعبيدي ’’ تصريحها المُخزي والمُهين للإنسان العراقي حيث قالت, بما معناه , بأن العدالة تقتضي في أن يُقسّم كل رجل إلى أربعة قطع لتستمتع به أربعة نساء بدلا من واحدة وكذلك العدالة لا تكتمل باستمتاع امرأة واحدة قد بلغت الخمسين من العمر برجل كاملا وعليها أن تعطي الدور لبقية النساء ليستمتعنّ بربع رجل وهذه الوسيلة هي أفضل من أن تستمتع امرأة واحدة به !!
الكلمات هنا تتعثر عندي ولا تريد أن تخرج بتناسق أمام قانون يهين الإنسان العراقي سواء كان امرأة أو رجل ويحصره بقالب الغريزة ولكن الأسئلة دارت في رأسي عن
معنى أن يتنقل الرجل من فراش امرأة لأخرى سوى إنها دعارة ؟
وكيف تتقبل المرأة زوجها حينما يمارس الدعارة تحت ستار الزواج مع امرأة أخرى؟
ما السبب الذي حلل به الله أربعة زوجات للمسلمين فقط وحرّمه على بقية الديانات ؟
أسئلة كثيرة علينا أن نُفكّر بعد أن نُجرّد فكرنا ونُجيب عليها
فهل حجة أربعة ملايين امرأة ما بين مطلقة وأرملة وعزباء في العراق الجديد كانت مُقنعة ؟
أليس من المفترض ان نبحث عن حلولا للأسباب الحقيقية لوجود هذا العدد الهائل من النساء الغير متزوجات وهي ,غياب الوعي والحروب سواء كانت طائفية أو عشائرية أو داعشية وهجرة الشباب والبطالة والفقر وما يترتب عنهما من مشاكل وغيرها من مشاكل فجاءت الحلول لتزيد الطين بلل بدعوة لتشريع قانون تعدد الزوجات بحجة نقص عدد الرجال, وهذه الاسطوانة المشروخة ,وتقديم العون للرجال بمنحهم مبلغ مالي ليعينهم على الزواج الثاني والثالث بل وحتى الرابع !!!
فما ورد من طلب مخزي لهذه النائبة التي اعترفت به بان مؤسسة الزواج هي مؤسسة حيوانية بها تُباع المرأة للرجل لينفق عليها, دعوة مُخزية ومُهينة للجنسين لا علاقة لها بالحب وبالانسجام وبالتكافؤ الفكري
فالزواج حسب هذا القانون ما هو إلا متعة جنسية تُقدّم الزوجة به الجنس للزوج لتحصل على مأكلها ومشربها ومأواها وإذا امتنعت عن تقديم خدمة الجنس ذهبت كل حقوقها الزوجية ويحق للزوج أن يشتري زوجة ثالثة فلا علاقة للحب والمشاعر الإنسانية بالزواج هنا في الوقت الذي !!
لا ادري هل انتهت مشاكل العراق ولم يبقى سوى تزويج النساء والمتاجرة بهنّ وإهانة كرامتهنّ ومسح إنسانيتهنّ من خلال تشريع قانون مُخزي يمنح مبلغ مالي لمن يرغب بتعدد الزوجات لتشجيع الرجال على الزواج من مثنى وثلاث ورباع بحجة حل مشكلة الأرامل والمطلقات والعازبات تحت شعار الزواج ستر للمرأة بمعنى المطلقة والأرملة والعازبة غير مستورة !!
.
ففي الوقت الذي به نريد التخفيف عن كاهل النساء ومعاناتهم يتم التغافل عمداً عن أسباب كثرة الأرامل وهي الحروب
وعن أسباب كثرة المطلقات وهو التخلف والفقر
وعن أسباب كثرة العازبات وهو هجرة الشباب وموتهم بالحروب المُفتعلة والفقر والبطالة
هذه طريقة مضمونة وسهلة للسيطرة على الشعب وهي وضع النار على الحطب من خلال تشجيع الرجال على الزواج لتكون النتيجة إذلال الزوجة الأولى وفشل الزواج الثاني اي ستتولد عدة مشاكل بدلا من واحدة , تحطيم الزوجة الأولى والحط من كرامتها ومن ثم التفكك الأسري الذي سينتج عنه ضياع الأبناء ومن ثم سيكون فشل الزواج الثاني حتمياً.
لو امتلكت النساء وعياً كافياً بحقوقهن المسلوبة لانتفضن على كل القوانين التي بخست حقهنّ لكن الواقع المرير جعلهنّ لا يعلمنّ بأنهن مضطهدات بل يتصورن أو صدقن الفكرة القائلة بأنهنّ جنس ادني من الرجل واعتقدنّ بأنها طبيعة تكمن في الجينات لا يمكن تغييرها , أو هو حكم الله عليهنّ من دون أن يمتلكن الشجاعة للسؤال عن سبب هذا الحكم الجائر بحقهنّ
ما بُنيّ على باطل فهو باطل وشرط بناء أسرة ثانية يكون بتوفر العدل ولكن أين هو العدل أساساً والزوج قد ذهب للزواج من زوجة أخرى ؟؟؟

Posted in فكر حر | 1 Comment