في الابتدائية وبالتحديد في الصف الثالث الابتدائي كان عندنا معلم اسمه ــ استاذ ابراهيم ــ, وكان كل يوم يحذرنا من الكذب, ويرعبنا بان الكذاب سيذهب الى النار ويعذب عذابا شديد, وان من يكذب فهو انسان قذر تخرج منه رائحة ابشع من رائحة الغائط! وعندما كبرت كنت ارى في الدراما المصرية يتحدثون عن الكذبة البيضة, أي يجعلون جزء من الكذب يصح وجزء لا يصح! فكنت اسئل ابي عن الكذب هل كله حرام ام جزء منه, فعرفت ان كل الكذب مفسدة ولا يمكن الوثوق بالكذاب, بعدها عرفت ان اغلب من يكذبون فان لديهم اهداف وغايات, فيبررون كذبهم بأهدافهم التي يعبرون عنها بالسامية! أي انهم يقدسون من حيث لا يعلمون نظرية الانحراف الشيطانية والتي تقول: الغاية تبرر الوسيلة.
اذا اردت ان تشاهد مسرحية لجمع من الكذابين, فتابع المشهد السياسي العراقي, حيث نرصد كل دقيقة ولادة كذبة جديدة, بطلها احد رموز ساحة الفساد العراقي, ولا يستحون ولا يخجلون من اطلاق اكاذيبهم, فعبيد الدولار قد زال عنهم أي احساس بالحياء.
عندما أشاهد برنامج المكص, وهو برنامج عراقي سياسي هزلي ساخر, واهم ما فيه هو عرض فيدويات متناقضة للساسة, وهم رموز المرحلة السابقة والحالية, الحقيقة تنبهر بكمية النفاق والكذب التي يملكها ساسة العراق! والاغرب ان لا يخجلوا من الكذب بل يستمرون بالكذب, ويمكن القول ان الساسة هم رموز الكذب في العراق, فهم كالمومس لا يستحون! بل سخروا حتى اعلامهم وقضائيتاهم للكذب, وتجميل تلك الاكاذيب كي يتقبلها المتلقي, وموضوع الكذب يشملهم كلهم من دون استثناء.
Continue reading →