ثمن الملهمين

بين الذين يقاتلون على رماد سوريا، هناك فريقان من العراق: واحد مع المعارضة وواحد مع النظام. يجمع بينهما ليس أن كليهما عراقي، بل إن كليهما عسكري سابق في الجيش الذي حله بول بريمر، صاحب الحذاء الرياضي، الذي أرسله جورج بوش لإدارة أسوأ احتلال أميركي. (هل هناك احتلال أفضل؟).

اللحظات التاريخية في حاجة إلى رجال تاريخيين. باراك أوباما يدفع اليوم أثمان سياسات وقرارات جورج بوش والزمرة التي حركته، إما بجهل فائض أو بخبث فائض. شن جورج بوش الحرب على العراق لحسابه ثم سلمه إلى عدوه الآخر، إيران. دخلت الدبابات الأميركية مزمجرة وخرجت مطفأة. جورج بوش الأب خاض حرب الكويت ووقف على حدود العراق. أصغى إلى رجال يعرفون محدودية القوة العسكرية ولا محدودية المستنقع في العراق، الذي وصفه جاك شيراك وهو يعلن عدم دخول فرنسا الحرب بـ«أبواب الجحيم».

المشكلة في القرارات الخطأ، أن أثمانها لا يدفعها أصحابها فقط، بل تورث، ربما إلى أجيال كثيرة. «التكفيريون» كانوا يخرجون من سوريا، فصاروا يأتون إليها، خصوصا من العراق الذي أرسلتهم إليه. طبيعة الألعاب النارية أنها تصيب أصحابها أيضا. أهم ما في القرار لحظة القرار. بدل التهديد بإشعال الشرق الأوسط ومعه العالم، كان لدى النظام السوري حل أكثر بساطة وكلفة عليه وعلى الشرق الأوسط وعلى العالم: إلغاء تلك المادة التي تقول إن حزبا، لم يعد في الوجود، هو قائد المجتمع. المجتمعات ليست قطيعا ولا قالب إسمنت. سميت مجتمعا لأنها مجموعة طباع وأفكار وأذواق وتقاليد وعادات، خصوصا منها المجتمع السوري، القائم منذ أيام روما، مرورا بالفتح وأمية وصولا إلى ما استقر عليه من مكونات. كان في إمكان «البعث»، بكل بساطة، أن يكون الحزب الرئيس والحزب الحاكم، من دون أن يقال للشعب السوري إن عليه حزبا قائدا في الدولة وفي القوات المسلحة وفي الجامعات وفي القدود الحلبية.

مشكلة الشعب العربي إصرار زعمائه على معاملته كقاصر، في حاجة دائمة إلى قادة وزعماء أوحدين. تدفع سوريا وليبيا ومصر والعراق ثمن الإلهام الذي لا يعطى إلا لرجل أوحد وحزب واحد. ثمن وحدانية الشخص والحزب كان تفكك البلدان على هذا النحو المريع والمرعب، وظهور جماعات مخيفة أو مريبة، تحول البلدان إلى سوق سوداء يباع فيها كل شيء، من الآثار الوطنية إلى أعراض القاصرات.

جميعا ندفع ثمن قرارات بسيطة لم تتخذ في لحظتها. ثمن مكابرات تفكك الشرق الأوسط، لكنها أيضا تعجز عن حفظ الوحدات الوطنية ووحدة العائلات وكرامات البشر، وخصوصا الضعفاء منهم.

منقول عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

DNA 05/12/2013 “مقابلة حسن نصرالله ”

يتناول في هذه الحلقة نديم قراءة لمقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع قنات ال

-OTV

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

حزب الفساد الهندي

اكن للشعب الهندي احتراما لايوصف لسببين، الاول انه مؤسس الديمقراطية في العالم والثاني انه الشعب الاول في اشاعة الثقافة الجنسية الحقيقية.
عدا ذلك هناك شخصيات في التاريخ الهندي لايمكن نسيانها: طاغور،كرشنا،مهاتما غاندي،وانديرا غاندي وغيرهم.
زاد من هذا الاحترام تأسيس حزب جديد على يد كيجريوال، مفتش الضرائب السابق، وتحوله إلى ناشط حقوقي قبل ثلاث سنوات، قبل أن يقود سلسلة من إضرابات الجوع ويكشف فساد الطبقة القوية والغنية في الهند، وهو ما منحه دعما شعبيا واسعا.
ويقول آني غوين الذي تابع نشاط هذا الحزب:
خلال إحدى مسيراتهم الأخيرة، لوح مؤيدو الحزب السياسي الهندي الجديد بالمقشات في الهواء، في إشارة إلى استعدادهم لتنظيف المنزل، هاتفين: «تخلصوا من الفساد» بعدما أزكمت رائحة الفساد الأنوف في الهند..
ويواجه كيجريوال حاليا أقوى تحد في تحويل تلك النوايا الطيبة إلى صوت فاعل في الساحة السياسية. ويواجه حزبه الذي شكله حديثا «آم آدمي» (الرجل العادي) أول اختبار له في انتخابات العاصمة التي تجرى في هذا الشهر وهي تسبق والتي تسبق الانتخابات العامة المزمع إجراؤها ربيع العام المقبل.
هذا الحزب تلقى ضربة من النوع الثقيل عندما وجه فريق تابع لقناة إخبارية له سؤالا عن مرشحي أعضاء حزبه الذين ضبطوا أثناء تلقيهم رشى. ورد رئيس الحزب بعد التعهد بالاطلاع على الشرائط وفصل المرشحين الذين تصرفوا بصورة غير لائقة: «لسنا منزعجين بشأن ذلك.
وتقول سوشيلا ياداف، معلمة تقطن غرب نيودلهي، التي تحولت إلى تأييد كيجريوال أخيرا: «كل شيء صار مكلفا، والكهرباء دائمة الانقطاع، وخدمات الصرف الصحي غير متوافرة، ومياه الشرب النظيفة غير متوافرة. أنا لا أحب دفع الرشى، لكننا مضطرون لذلك.
واقرأ سيرة هذا الرجل واقارنها مع سيرة بعض اعضاء النزاهة في الحكومة العراقية لأرى ان هناك فرقا شاسعا بينهما، فالاول يرى ان الفساد مشكلة كبيرة ولكن يمكن حلها مع الوقت بينما يرى اعضاء النزاهة ان الملفات التي بايديهم هي للتلويح بالتهديد وعظائم الامور.
الفساد في العوراق العظيم تصنعه الحكومة وتجبر كل العاملين في مفاصل الدولة على ممارسة الرشى والالتفاف على القانون ورفع شعار “طز بالوطن”.
لماذا يحدث ذلك؟.
الفقر وغياب القانون الصارم وطبقة “شيلني واشيلك”.
هل نحتاج الى حزب يحارب الفساد على غرار الحزب الهندي؟.
لا أعتقد ذلك،فلدينا هيئة نزاهة رئيسها صدرت بحقه مذكرة قبض واستقدام لأتهامه بالعبث في المال العام،ويوجد لدينا قضاء ينتظر اوامر من الحكومة ليتصرف بما لديه.
اذن مالعمل؟.
كل المفاتيح بيد الشعب وعليه ان يتصرف ماسكا المقشات من اجل تنظيف مزابل الفساد بالدولة.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

قائممقام طويريج…… لِگن چعب بريچ

يقوم قائممقام عراقنا العرقان بقفزه الى قم المقدسه,
وبعد ان يقاقي براحته, ويزور قبر الصحابي الجليل أبو لؤلؤه!! لوأد الفتنه الطائفيه في ساحل النعاج!!!
سيقابل آية الله, قل أعوذ برب العرق, مرشد الهلال الخصيب, وماجاورهم من برياني أو زبيب, السيد علي بن خامنئي صلوات الله عليه وعلى اله وسلم.
فبعد ان يوگع على يده الكريمه ويبوسها, كما فُرض على اللذين من قبله
سيدخل مع مرشد الصف في اجتماع مغلق, لأكل وجبة فسنجون بلحم الهراتي* المذكور في اغنية القيصرالركن فاضل رشيد, من بايگه لهذا الديچ!!
نخست وزير عراق: مولانه دخيلك, تعرف اني خادمك الصغير, وجايك بشغله ومحد يدبرها غيرك
قل أعوذ: ليش الفسنجون بارد؟؟
نخست وزير عراق: مولانه يريدون ماينطوني رئاسة الوزاره من جديد, ويگولولي كافي عوفها, تره اموت اذا طلعت منها
قل أعوذ: يطبچ مرز, وين الخبز؟؟
نخست وزير عراق: مولانه ابوس مداسك شوفلي جاره, تره مقتدى وعمار ديخالفون أوامرك وديلعبون بكيفهم
قل أعوذ: منو هزوله؟ ولد گوگوش؟؟ ملعونه چانت خيلي قشنكي**
نخست وزير عراق: هاي شبيك مولانه ياگوگوش يا فيفي عبده, شنو ماخذ ترياك زايد اليوم؟؟ جاي احچي وياك, راح انضرب چلاق وانته متدري
قل أعوذ: انتي منو؟؟ چنچ نجادي عتيك؟؟
نخست وزير عراق: ليش هيج مولانه, آني جنى نعال عتيك؟؟ كل هل خدمات اللي قدمتها الكم وتالي هيج تگلي, هم مقبوله منك, مولانه اني نخست وزير عيراق. وجاي بزياره رسميه
قل أعوذ: جاي!!! اي تزكرت جيبولي چاي!!!
نخست وزير عيراق: دخيلك مولانه اني عايف شغلي وجايب ويايه الوزارات الامنيه كلها, والارهابيين واكعين دك بتكريت وكركوك, حتى تشوفلي جاره
قل أعوذ: ولچ بابا انتي دوختيني, شتريدين؟؟ أنتي منو فوتچ هنا؟؟ روحي يم الفراش مالتي ينطيچ ورقه تنگعيها وتشربين ميها, مثل ماگلچ الوطواط!!
نخست وزير عراق: مولانه اسمه البطاط, ميخالف عود انگعها, بس انطيني ورقه لعمار ومقتدى همين. حتى ابقى خايس!! اقصد نخست
قل أعوذ: نعست, اروح انام أحسن, تجين تنامين ويايه لو تروحين لأمچ؟؟؟

قائممقام: مدير بلديه, بيت الشعر من قصيدة هجاء أظن ان كاتبها الحاج زاير
الهراتي: أحد انواع الديكه العراقيه
خيلي قشنكي: جميله جدا
نخست وزير: رئيس وزراء
البطاط: أحد أمراء العصابات, في اخر مقابله تلفزيونيه وعندما اخبره المذيع بصدور أمر القاء قبض عليه, اجاب, خلي ينكعها ويشرب ميها!! موجوده المقابله في اليوتيوب, وهو يهدد جميع دول الخليج بأنه سيحتلها!!!!!!!!

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

صـرخـة إلـى الضـمائـر الحـية

صـرخـة إلـى الضـمائـر الحـية
* إبراهيم ميرسيدي
إني سيد إبراهيم مير سيدي 50 عمرًا أحد سكان سجن ليبرتي. كنت أنشط فعالـًا في فترة شبابي متزامنـًا مع ثورة الشعب الإيراني المناهض لـ”شاه“ وأبحث عن عالم جديد آخر لبلادي وشعبه. آنذاك كان خميني نقطة ارتكاز آمال الشعب لإيجاد مجتمع ديقراطي حديث إلا أنه ومنذ وصوله إلى السلطة مباشرة خان تلك آمال الشعب حيث لم يبق لنا طريقـًا سوى المقاومة والنضال ضده.
اعتقلت عام 1981 لمعارضتي سياسة الغدر والخيانة التي انتهجتها أجهزة خميني الحكومية ضد الشعب وقضيت نحو أربع سنوات في زنزانات لسجون نظام خميني.
وبعد إطلاق سراحي من السجن كنت أتعرض يوميًا للأذى والمضايقات من قبل النظام غير أن محن ومعاناة شعبي المظلوم كانت أكثر أذى ومرارة بالنسبة لي فلذلك قررت أن أوصل صرخات شعبي المكتومة في حناجرهم إلى آذان العام مهما كلفني الثمن.
أجل كنت أريد أن أكون صوتـًا. صوت الشباب الذين ربطوا أمام عيوني بأسرة التعذيب. صوت النساء البريئات اللواتي تعرضن خفيًا لانتهاكات في سجن ”إيفين“ و ”قزل‌حصار“ و”غوهردشت“. وصوت الأمهات الثكلى اللواتي كن يصرخن صرخة واويلتاه في رثاء أبنائهن. وكان عليّ أن أوصل هذا الصوت إلى آذان الضمائر البشرية الحية في كل مكان وفي كل بلاد. فلذا التحقت برفاقي وزملائي في ”أشرف“ حيث تعرفت هناك بنساء شجعان ورجال مخلصين. أحد هؤلاء الرجال الكبار كان صديقي وصاحبي في عزلتي المهندس ”حميد باطبي“.
كان حميد رفيقـًا ومساعدًا ودليلـًا لي في كل أعمالي وواجباتي اليومية. كان حميد ملجئي في الضراء وأنا أعد نفسي مدينـًا له ولفدائه وتضحيته. حينما كنت مريضًا راقدًا على الفراش كان يراقبني بكل حنان وشفقة. وفي حاله تعرضي لأي مشكلة أو صعوبة كان ينصحني بتجاربه الطويلة الغالية ويساعدني في حل المشاكل والصعوبات… لا يتسع هذا الكلام لنقل قصة عملي المشترك في ”أشرف“ مع ”حميد باطبي“ لفترة 25 سنة.
تلقيت فجر يوم الـ1 أيلول/سبتمبر خبر استشهاد 52 شخصًا واختطاف 7آخرين كرهائن إثر الهجوم الوحشي للقوات الخاصة للمالكي على مخيم أشرف وكان صديقي القديم ومعلمي المألوف ”حميد“ أحد هؤلاء الشهداء. أصبت بالحيرة والعجب. كنت أناجي لنفسي «كم دامي احمرار فلق اليوم!»
كان صديقي ”حميد“ طالبًا في إيران مكرسًا حياته إمدادًا للشعب الإيراني الفقير. كان يتمتع ”حميد“ بذكاء وافر حيث كان بإمكانه أن ينال أعلى شهادات جامعية ويستلم المناصب الحكومية في نظام خميني إلا أنه ترك كل ذلك ليكن نداء شعبه.
وكم من الصعب أن يصحو مرء صباح يوم ويسمع خبر استشهاد صديقه وإطلاق طلقات الرحمة على رأسه ووجهه! كنت أحس بأن عقارب الساعة وقفت في لحظات باحثـًا عن أنيس ليطمئن قلبي بحديث معه …
وشاهدت أنهم يطئون دماء هؤلاء الشهداء الـ52 وكذلك يتسترون اختطاف 7 آخرين. لعلهم يريدون أن لايبقى ذكر عن ”حميد“ وهؤلاء الـ7؟ لعلهم يريدون أن نبكي أنا ونحن في رثائهم ولا ننبس ببنت شفة؟
لم أجد حلـًا سوى أن أطلق نداءً داعيًا للعدالة في حين فرض المالكي حصارًا جائرًا همجيًا علينا في سجن ليبرتي حيث باتت كل الطرق إلى الخارج مسدودة أمامنا. وإني لم أملك وسيلة وسلاحًا لإيصال صوت احتجاجي وصرختي الداعية إلى الحق فخضت الإضراب عن العطام برفقة سائر أخواتي وإخوتي رغم أنني كنت أعرف أن هذا الطريق طريق صعب طويل أتحمل فيه الجوع والكدح والآلام لكن …
أجل، إننا نصرخ وفي كل يوم وساعة بملء فينا مخاطبًا أصحاب القرار: تريثوا لحظة واخجلوا ذرة! لماذا أغمضتم عيونكم على الجريمة السافرة هذه؟ أيها الضمائر الحية والشريفة في كل أرجاء المعمورة! اسمعوا نداءنا وقوموا بمعونتنا ونصرتنا! فسيكون الغد متأخرًا! أيها الأحرار! إني أتطلع إليكم وصرخاتكم احتجاجـًا على هذا الظلم وهذه الجريمة ضد الإنسانية وأطالبكم بإرغام حكومةالمالكي لتفرج عن الرهائن الـ7 الذين هم الآن قابعون في سجونها السرية متمنيًا معونتكم ونصرتكم. إن صمت المساومين وتقاعس أمريكا والأمم المتحدة يعذبني أكثر من آلامي في جسدي إثر الإضراب عن الطعام. إلى متى نكث التعهدات الموعودة؟ هذا يشكل عارًا وإهانة للبشرية ولأرواح 60مليون شخص بنى على أساسهم الدستور العالمي للأمم المتحدة الذي تفيد فقرته الأولى الالتزام بحقوق الإنسان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من المضربين عن الطعام في مخيم ليبرتي

فريادي براي وجدانهاي بيدار
*ابراهيم مير سيدي
من سيّد ابراهيم ميرسيّدي يكي از ساكنين زندان ليبرتي هستم. و 50 ساله هستم. در دوران جواني همگام با قيام مردم ايران عليه شاه فعالانه تلاش ميكردم و براي مردم و كشورم درپي دنياي جديدي بودم در آن روزها خميني نقطة تمركز اميدها براي ايجاد يك جامعة نوين و دمكراتيك بود، امّا به محض رسيدن به حاكميت آنچنان به اميدهاي خيانت كرد كه راهي جز ايستادگي و مبارزه برايمان باقي نگذاشت. سال 60 بدليل اعتراض به روند خيانت باري كه دستگاه قدرتش در پيش گرفته بود، دستگير شدم و قريب چهار سال در سياهچالهاي رژيم خميني در زندان بودم. پس از آزادي از زندان هر روز تحت اذيت و آزار بودم اما آنچه بيش از مشكلات فرد خودم آزارم ميداد درد و رنج مردمم بود تصميم گرفته بودم به هر بهايي فرياد در گلو خفه شدة مردمم را به گوش دنيا برسانم. آري ميخواستم صدا بشوم، صداي جواناني كه در برابرم به تخت شكنجه بسته شدند. صداي زنان معصومي كه در خفا در زندانهاي اوين و قزلحصار و گوهردشت مورد هتك حرمت قرار گرفتند و مادراني كه در سوگ فرزندانشان فرياد واي مظلوما سرميدادند! من بايستي اين صدا را به گوش وجدانهاي بيدار بشري در هر مكان و در هرسرزميني ميرساندم. به همين خاطر به ياران و همرزمانم در اشرف پيوستم، و در اينجا با زناني جسور و بي باك و مرداني وارسته و از خودگذشته آشنا شدم. يكي از اين مردان بزرگ، دوست و يار تنهائي ام مهندس حميد باطبي بود. او يار و ياور و راهنمايم در كار روزانه بود. بارها در شرايط سخت و نااميدي تكيهگاه و اميد دهندهام بود و خود را مديون فداكاري و ازخودگذشتگي او ميدانم. چه آنگاه كه در بستر بيماري بودم يك هفتة تمام دلسوزانه به من رسيدگي كرد و چه آنگاه كه هنگام روبرو شدن با هر مشكلي تجارب ساليانش را در اختيارم ميگذاشت و در حل مشكلات ياريام ميكرد. البته داستان 25 سالة كار مشترك با حميد باطبي در اشرف در چند كلمه نميگنجد.
تا اينكه صبح روز 10 شهريورخبردار شدم در اثرحملة وحشيانة نيروهاي ويژة مالكي به اشرف 52 تن كشته و 7 تن ربوده شدند و يار ديرين و راهنماي هميشگي ام حميد هم يكي از اين شهداست.متحير و متعجب مانده بودم.گاه با خود ميگفتم سرخي فلق امروز چه خونين و خونبار است! دوست و ياورم حميد در ايران دانشجو بود و زندگيش را وقف كمك رساني به مردم فقير مناطق دور افتادة ايران كرده بود. با استعداد زيادي كه داشت ميتوانست به بالاترين مدارج دانشگاهي برسد و حتي در حاكميت خميني به پست و مقامي دست پيدا كند ولي اينهمه را ترك كرد تا صدا و نداي مردم خود باشد. و چه سخت بوده و هست آنگاه كه آدمي صبح بيدار ميشود و خبر شهادت دوستش و تيرخلاص زدن بر سر و رويش را ميشنود. احساس ميكردم عقربة زمان باز ايستاده لحظاتي دنبال مونسي ميگشتم تا با سخني آرامش بگيرم. اما ديدم دارند خون آن 52 شهيد را پايمال و ربودن 7 تن ديگر را مي پوشانند. گويي ميخواهند ديگر نامي از حميد وآن 7 تن نباشد گويي همين را ميخواهند كه من و ما در سوگ شان تنها گريه بكنيم و دم برنياوريم. چارهيي نديدم الا اينكه بانگ دادخواهي برآورم. اما مالكي محاصرة ظالمانه و وحشيانهاي بر ما تحميل كرده و در زندان ليبرتي همة راههايمان به جهان خارج را بسته است. و من نيز هيچ ابزار و سلاحي براي رساندن صداي اعتراض و فرياد حق طلبيام نداشتم، پس همراه ساير خواهران و برادرانم اعتصاب غذا كردم .گرچه ميدانستم اين مسير، مسيري سخت و طولاني است و بايستي گرسنگي و درد و رنج آن را تحمل كنم اما …
آري ما هر روز و هرساعت با گوشت و پوست تنمان رو به صاحبان قدرت فرياد برميآوريم: لحظه اي درنگ و ذرهاي شرم كنيد! چرا آگاهانه چشمهايتان را بر روي جنايتي اينچنين آشكار ميبنديد؟ و آهاي وجدانهاي بيدار و شريف در سراسر جهان! بشنويد وبه كمك و ياري ما قيام كنيد! فردا دير است! اي آزادگان! من تنها به شما چشم دوختهام تا در اعتراض به اين ظلم و جنايت ضد بشري بانگ برآريد و دولت مالكي را وادار كنيد تا 7 گروگانمان را كه در زندانهاي سري اش محبوسند،آزاد كند . به اميد كمك و ياري شما هستيم.سكوت سازش كاران و بي عملي سازمان ملل و آمريكا مرا بيشتر از رنج جسمي عذاب ميدهد. زير پا گذاشتن به عهد به قولهاي داده شده تا كي ادامه دارد اين اهانت به بشريت و جان 60 ميليون انسان است كه در جنگ جهاني دوم منشور جهاني ملل متحد بر اساس آن بناشد و اولين بندش پايبندي به حقوق انسان است
*يكي از اعتصاب كنندگان در ليبرتي

Posted in فكر حر | Leave a comment

أحمت توزر, الإسلام, الروك ومادونا

ما الذي يجمع بين الإسلام, وغناء الروك (الفاجر حسب الإسلام), وأيقونة غناء البوب مادونا (الفاجرة حسب الإسلام)؟ahmt

الجواب نجده عند المؤذن الإسلامي التركي أحمت توزر، والذي يقيم في بلدة “بنارباشا” بمحافظة قيصرية في وسط منطقة الأناضول، حيث  يصدح صوته كل نهار من مسجد يؤم فيه الصلاة بحوالي  150 الى 300 مصلياً، وبعدها  يمضي إلى عالم الليل والصخب والخطيئة, فأطلقوا عليه لقب “إمام الروك” المثير للجدل.

واسم أحمت (أو أحمد) هو النسخة العربية  للإسم الرومي ” أحمتوس” مثلما اسم محمت (أو محمد) هو النسخة العربية من اسم “محمتوس” الرومي, أي ان حتى أصل اسم نبي الإسلام (صلعم) ليس عربيا, وهناك بعض المراجع تقول بان اسمه الاصلي هو : “قثم”.

صحيفتا “يو إس توداي” و”وول ستريت جورنال” الأمريكيتان نقلتا عن أحمت انه هو قائد فرقة سمّاها

FiRock

حيث أسسها لتؤدي “روك إسلامي” بأغانٍ صوفية روحية، خصوصاً مما كتبه الشاعر الصوفي الراحل قبل 750 سنة، جلال الدين الرومي, لتكون رسالة سلام ومحبة إلى المسلمين، فقام بمزج الكلمات الصوفية بإيقاع غنائي غربي، مما اغضب “شيوخ أردوغان” المحافظين والمسيطرين على المساجد”، وأما مفتي تركيا، أحمد سيليك، فقد ذكر   أن محققين في دار الإفتاء التركية يسعون لمعرفة إذا كان “معارضاً بما يفعله للقيم الإسلامية.

ومما ذكره توزر للصحيفة :”أن الجمهور الإسلامي المتشدد لا يحب موسيقاه وأشيائه؛ لأنهم لا يستطيعون فهمها”، موضحاً أن طموح فرقته هو “إظهار جانب من الإسلام يحاول المتطرفون أن يضفوا عليه طابعهم العنيف، بينما تريد الفرقة المحافظة على وحدة المجتمع التركي الذي يعاني استقطاباً حاداً منذ وصول أردوغان إلى الحكم برغم حداثة المجتمع وانفتاحه ,… واذا كنا نحب بعضنا بعضاً فسنعيش سعداء في هذه الحياة، والحياة الأخرى”.

  أما  زوجة توزر التي له منها ابن واحد عمره 13 سنة،فاسمها آنا مارا، وهي أرثوذكسية من رومانيا، ويضيف توزر بان له  حلم يراوده دائماً، وهو المشاركة مع المغنية مادونا بعمل فني.madona

ومن المعروف بأن أيقونة البوب مادونا تعبدت بمعظم الديانات في العالم, وعلى رأسها الكاثوليكية وهي ديانتها التي ولدت عليها كأميركية من اصل أيطالي… مرورا بالقابالاة اليهودية, ولا نستثني ديانة كل رجل صاحبته وعددهم غير معروف, واخرهم مصور مسلم بريطاني حيث يقال بأنها الان على طريق الاسلام.

Posted in فكر حر | Leave a comment

” جن جن بصحتك ”

البصرة مدينة السندباد حيث ختم ضابط الكمارك أول جواز سفر للخروج منها لكى يأتى ليس بالبخور و لكن قصص البخور و

sedibad

sedibad

الحوريات و البحار و المياه المالحة و قصص الجن و الإنس و الجزر و ضحكات الشعوب و أغانيهم و أخيراً بهارات الهند و السند و الكشمير و الحرير و عاد السندباد بقصص عجيبة و جميلة, مسلية, مضحكة, مبكية, خطيرة, حالمة و أساطير الشعوب الجميلة…

و بهرت تلك القصص العالم و هكذا أصبحت البصرة أشهر مدينة فى العالم حيث تركها أول مركب شراعى يحمل الأخيار و يجلب الأخبار و حتى قصص و أفلام الكارتون للأطفال سرقت أفكار السيد السندباد و صنعت منها أفلام و قصص و صور و لهذا أدعو السندباد بإقامة دعوى على كل بيوت الإعلان, السينما, التليفزيون, الأفلام و الإعلان للمطالبة بحقوق ملكية الغير فهم لم يستأذنون السندباد و هى جزء من تاريخ البصرة الملاحى و الحضارى و الأسطورى علما فى الغرب يحاكم من يستنسخ CD حتى للاستخدام الشخصي, فلماذا لا ندعو الى جمعة السندباد ؟!!

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

جامعة الخرطوم : العاديات ضَبحا ، فالمُوريات قدحا ، فالمغيرات صُبحا : ـ

جامعة الخرطوم : العاديات ضَبحا ، فالمُوريات قدحا ، فالمغيرات صُبحا : ـ

منذ أمدٍ تطاول ونحن نغرق في مشاهد الهوس الديني وتجلياته الدموية الباعثة على الضحك والبكاء في آنٍ واحد ، فلا تزال ذاكرتي تحتفظ بمشاهد مليشيات الإسلاميين ( الدفاع الشعبي ) بالتسعينيات ، التي كان عمادها رجالٌ أشداء بحجم الثيران لكن بعقول العصافير ، وهي تهدر في طرقات الخرطوم وأفرادها ( الثيران ) يرتدون عراريق الدمور والسراويل وينبحون كالكلاب المصابة بالبواسير: ( أمريكا روسيا قد دنا عذابها عليّ إذ لاقيتها ضرابها ) رغم أنّهم لم يكونوا حينها يقفون على مضارب واشنطون أومشارف موسكو حتى يقولون بدنو عذابهما وضرابهما ، وإنّما كانوا يقفون على مشارف بيتنا المتصدع بحي ( الشعبية شمال ) والذي أوشك على الإنهيار تحت وطأة نباحهم المتواصل ، دون أن يجرؤ أحد على إخبارهم بأنّ منزلنا المتهالك وما جاوره من منازل ليست هي البيت الأبيض ولا قصر الكرملين ، ولكنها مجرد منازل يمتلكها عامة السودانيين الأقحاح الذين لم يُخالط أجناسهم أمريكي ولا روسي ، وأنّ البيت الأبيض والكرملين يقعان على بعد مئات الالاف من الأميال عن تلك المنازل التي أزعجوا قاطنيها بهتافاتهم الحمقاء .

أخذت تلك الهلوسات أبعاداً دمويةً في معظم الأحيان تمثلت في الإعدامات و التعذيب والإغتصاب ، ومطاردة النساء كالأغنام في شوارع العاصمة بكرابيج جلد البقر لعدم إرتدائهن للحجاب ، وخطف الطلاب ( ليُجاهدوا ) في الجنوب وقتلهم لو حاولوا الهرب من جحيم حربٍ لا ناق لهم فيها ولا جمل ، إذ لم يكونوا يُشاطرون الترابي في عتهه وجنونه وخبله الطامع في السيطرة على العالم بإسم الرّب على غرار الحملات الصليبية ، وإنّما جُلّ أحلامهم أن يُغادروا مقاعد الدراسة بتفوق إلى مهنة يُعينون بها ذويهم الذين أرهقتهم الديون وهموم الرِّزق ولقمة العيش . وإستكمالاً لمشاهد الهوس والهلوسة ، التي صاحبت وثوب الإسلاميين للسلطة وما تبعه من توالد وتكاثر وتفريخ لجماعات الهوس الديني ، تابعنا ما حدث بجامعة الخرطوم حيثُ إندفعت في أرض الجامعة المرعبات العاديات ضبحا ، تدق الطرقات سنابك الخيل الموريات قدحا ، وتفزع الطلاب الجحافل المغيرات صبحا وليلا والمثيرات به نقعا ، فإعتدى بعض السّلفيين على الطلاب وسرقوا ممتلكاتهم وحطّموا ما شقّ عليهم حمله تحت غطاء الجهاد الديني بعد أن أعلنوا عن جامعة الخرطوم أمارة إسلامية خاضعة لأحكام لشريعة الإسلامية !!.

يتضح لنا يوماً بعد يوم أنّنا لسنا أمام ظاهرة السلفية بإزاء تيار فكري يطرح تصورات بالإمكان الإختلاف معها أو نقدها أو حتى إمتلاك الإختيار أو الحق بقبولها أم لا ، نحن إزاء فكرة منغلقة متعصبة لا تتورع عن إتباع أشد السبل والوسائل قهراً ودمويةً وبشاعةً في سبيل تطبيقها ، فالسّلفي هو الفهم المطابق لله ، هو مراد الرسول يمشي على ساقين ، لذلك لا مجال ليطرقه الإحتمال أو نطقانه بالهوى ، وإلاّ بات الأمر شكّاً في كتاب الله ، بل وشكّاً في الله ذاته .
وبالطبع لا مجال للحوار المتكافئ معه ـ أي السّلفي ـ وإنّما ثمّة فقط مجال لطرح التساؤلات عليه والرّد يأتي بالغالب عليها بنحوٍ أُستاذي فوقي إستعلائي ، يتكئ السّلفي فيه على كرسي المُلقِّن ( بكسر القاف ) والأستاذ ، ويجلس السائل على سجادة المُلقَّن ( بفتح القاف ) التلميذ ، ويخضع بالقول ، ولا يلح بالسؤال أو يغرق بالتفكير ناهيك أن يُشكّك أو يُمارس الإنتقاد ، وإنّما فقط عليه بالإتِّباع والتقليد ، فالعقل قاصرٌ و محصور ، والرأي الاخر شيطاني ، شُبهة ، مؤامرة ..

إلى هنا فلا إشكالية كبيرة مع الفكر السّلفي ، فكل فكرة ـ لا سيّما الدينية / الايدولوجية ـ لها تحيُّزاتها ونرجسيتها وإعتقادها بتعاليها وإعتدادها بصوابيتها ، ولكن تطل علينا الإشكالية الكبرى عند فحص مضمون تلك الفكرة المتعالية والنرجسية الغير قابلة للنقد ، فمثلاً لا إشكالية في أن يعتقد المرء أنّ الهندوسية هي الحل ، أو أنّ البقرة هي مرجعيته عند النظر إلى الكون والتأمل فيه ، ولكن الإشكالية تأتي عندما يقتل هذا الهندوسي كلّ من كان يُشاطره تلك الفكرة وأصبح مختلفاً معه فيما بعد .
لا أتناقش هنا حول فكرة صوابية أو خطأ شعار البقرة هي الحل ، وإنّما أتحدث عن كيفية التعامل مع المخالف لتلك الفكرة ، فالسّلفي حر في أن يُقصِّر جلبابه ويُطلق العنان للحيته ، وفي أن لا يُصافح النساء أو لا يتحدث إليهن أو حتى تصوره لهن كشياطين للخطيئة الأولى ، ولكن الإشكالية عندما يعتقد أنّ من لم يؤمن بأفكاره تلك هو كافر أو مرتد يجب قتله وإعلان الجهاد عليه ، من حقِّ السّلفي أن يبني طموحات وينسج أوهام حين يُمني النفس بمضاجعة الحور العين ، ولكن ليس من حقِّه أن يقتلني حتى يُشبع غرائزه و يُضاجع من ينتظرنه على أحر من الجمر في الدار الآخرة ! .

ولما كان السّلفي مقتنعاً بحد الردة وبعقوبة القتل لكلِّ من تسول له نفسه إنتقاد الدين أو السخرية منه فمن هنا فدولة القانون عندما ( تُحارب ) ظاهرة السّلفية فهي لا تخوض صراع معرفي أو سجال فكري تحتاج فيه لشحذ الأذهان وسل الأقلام وإشراع الصحف ، وتلك مهمة المثقفين لا الدولة ، وإنّما الدولة تحتاج إلى القوة والقانون لمحاربة هذا النمط من الظواهر العنصرية ، فالفكر النازي والفاشي على سبيل المثال لا يجب أن يُسمح له بالرواج تحت ذريعة الحريات أو الديموقراطية أو الليبرالية ، والعنصرية والنازية تلتقي جوهرياً مع الفكر السّلفي قطعاً ، فالمشروع السّلفي هو مشروع في محصلته النهائية إصطفائي يطمح لتطهير المجتمع من الكفر والبدع والشرك ، بمعنى أكثر وضوحاً ، يهدف إلى محاربة التعدُّد والديموقراطية لأنّهما شرك بما أنزل الله ،تماماً كما يسعى النازي إلى تطهير المجتمع من الأعراق المُنحطّة والقضاء على التعدُّدية الثقافية والعرقية .

فما الذي يجعلنا نستنكر أن تسمح دولة ما بالترويج لفكرة تنادي بإزدراء السود أو ذوي السحنات الأفريقية ، ولا نستنكر بل ونطالب الدولة بأن تكفل الحق في الترويج لفكر يزدري المسيحيين و اليهود و ( الكفار ) ؟ ما الفرق بين هذين النمطين من العنصرية ؟ ما الفرق بين من يقتل إنسان لأنّ لونه أسود ، ومن يقتل إنسان لأنّه ترك الإسلام وأصبح دينه ديناً آخر غير الإسلام .
إنّ أيّ دعوة لتطبيق حد الرِّدة أو المجاهرة بالإيمان به ناهيك عن العمل على تطبيقه يجب أن تكون سبباً كافياً لسجن هذا الداعي له ، فالمجاهرة بقتل إنسان أو الرغبة في قتله أو العمل على قتله جريمة متى ما ثبتت فإنّ مرتكبها يستحق العقاب من الناحية القانونية ( نتحدث عن دولة مرجعيتها حقوق الإنسان ويسود فيها القانون ) .

يُثير المتطرفون نقطة مهمٌ للغاية مناقشتها بهذا الصدّد ، وهي حُجّة أنّهُ لو أراد غالبية المواطنيين في دولة مسلمة إقرار حد الرِّدة وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف وجلد الناس كعقوبات ، أفلا يجب أن تشرع الدولة في ذلك من فورها طالما أنّها دولة ديموقراطية السيادة فيها للشعب والشعب قرّر ذلك ؟ . وهذا يُعيدنا إلى حديث طالما طرقته والمتعلق بماهية الدستور وكيفية إقراره ، حيث سبق لي وأن تحدثت عن أهمية مرجعية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومبدأ التوافق عند إقرار أي دستور ، حيث لا يجب أن يُصاغ دستور بالأغلبية الميكانيكية ، وإنّما الدستور يجب أن يأتي كافلاً لحريات الجميع أفراداً وجماعات ، أغلبية و أقلية ، لذلك يجب أن يتفق ويتوافق عليه الجميع بعيداً عن غرور الأغلبية .

فتخيل معي في أمريكا لو تم إستفتاء على : هل يظل السود عبيداً أم لا في السِّتينيات في بلد كان يعج بالعنصرية آنذاك ويُمثل البيض غالبية ساحقة به ، هل سيكون هذا الإستفتاء ـ رغم شكله الديموقراطي ـ مُعبِّراً عن مضمون الديموقراطية ؟. الحقوق ليست منحة من الأغلبية تأخذها متى شاءت من الآخرين وتمنعها عنهم متى أرادت ، حق الفرد وحق الأقليات وحق التدين وإدانة التعذيب وتشويه جسد الإنسان حقوق لا تخضع لمبدأ الأغلبية الميكانيكية إطلاقاً ، ولا مساموية عليها أو تزيُّد بإسم شرعية الأغلبية . والداعون للزج بمبدأ الأغلبية الميكانيكية عند تحديد الحقوق ستجد أنّهم الأكثر ضجيجاً حول إدانة هذا المبدأ في بلدٍ يُشكلون هم فيه أقلية ، بمعنى أنّك لو سألت سلفياً : هل تقبل لو وافق غالبية الفرنسيون على تشريع يقضي بقتل كلّ مسيحي يرتد عن المسيحية ويدخل إلى الإسلام ؟ فسيأتي جوابه قطعاً بلا .

في حالة إستعدنا أو بالأحرى نحجنا كقوى علمانية في إقامة دولة القانون والحريات فلا بد من الحجر على مثل ذلك الفكر العنصري ، لا بد من تجريم المنادي به ، فهو في حقيقته كما أشرنا ليس مجرد فكر ، بل هو ليس فكر من الأساس ، هي دعوة إلى العنف والإرهاب والتّسلط على الغير وشن الحرب عليه .
في دولة القانون من حق الجميع أن يتبنوا ما شاؤوا من أفكار ، وأن يُروِّجوا لها طالما أنّ هذه الأفكار لا تدعوا لممارسة العنف المادي / البدني على فرد أو أفراد بالمجتمع ، فحتى لو كانت فكرتك هي الصواب المطلق فإنّه لا يحق لكّ إعلان الجهاد وقتل من لم يقبل بالصواب المطلق هذا .

ختاماً فنحن عندما نُشدِّد في الأخذ بالإعتبار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عند صياغة الدساتير والقوانيين فنحن بذلك لا نزعم بأن هذا الإعلان قرآن أو إنجيل ، هو قطعاً قابل للتطوير والتكييف والتغيير بوصفه منتوجاً بشرياً ، لكن على من يأتي ببديلٍ له أن يأتي ببديل أكثر أخلاقيةً وعقلانيةً ، وأن يُقنعنا ببديله هذا بالمنطق لا بالعاطفة أو الإيمان المسبق به ، عليه أن يوضح لنا بوضوح مآخذه على هذا الإعلان ، عليه حين يتحدث عن حد الردِّة إقناعنا بالعقل بأنّ حرية الإعتقاد والتدين و حرية إعادة النّظر في اليقين هي مخالفة لحقوق الإنسان وهي حرية غير عقلانية بالمرة ، فهل قدّم السلفيون ذلك ؟ .
عامِل الناس كما تُريد أن تُعامَل به ، فهل للسلفيين إعتراض على تلك القاعدة الأخلاقية ؟ إذا أتى جوابهم بأنّهم يوافقون على تلك القاعدة فعليهم أن يستأصلوا تعاليم الجهاد والرِّدة حتى ينسجموا تماماً مع أفكارهم ، وإذا أتى جوابهم بأنّهم لا يوافقون على تلك القاعدة فعليهم إقناعنا بأنّ سلوكهم الأناني هذا سلوك أخلاقي !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاً ضد كلّ سلطة ظلامية تمنع العقل الإنساني من الوصول إلى نور الحرِّية حباً في الإستبداد وتعلقاً بالسيطرة !

محمد ميرغني – مفكر حر

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

سوريا: من «النصرة» إلى «الدولة»

محمد سامي الكيال

لم يركز الكثير من المهتمين بالجماعات الجهادية التي نشأت في سوريا أخيرا، على دراسة الآيديولوجيا والفكر المعلن لهذه الجماعات، ومحاولة تحليله، وقياسه بالظرف الاجتماعي والتاريخي الذي نشطت وتفاعلت ضمنه، بل كانت أغلب تحليلاتهم تنصب على سرديات شبه بوليسية لظهور وعمل هذه الجماعات، مما أخر كثيرا ظهور دراسات تعنى بدراسة هذه الجماعات من الداخل، وجعلت معرفتنا عنها تقتصر على تحديدات سطحية، ركزت على الغرائبي والشاذ فيها، ضمن معايير مرهونة بآيديولوجيا المحلل ورؤاه السياسية الأحادية.
وإذا كان لنا أن ندرس الفكر المعلن للجهادية في سوريا، فسنصطدم في البداية بأن التشكيلات الأولى للجهاديين لم تعلن لنفسها فكرا محددا، مكتفية بخطاب إعلامي شديد الاحترافية، ركز على الكفاءة العسكرية منقطعة النظير في مواجهة جيش النظام، مع غموض متعمد حول المقاصد السياسية والاجتماعية لقتالها، والاكتفاء بدمدمة مبهمة عن مبدأين مترابطين عضويا؛ هما «الغربة» و«النصرة».
لفكرة «الغربة» امتداد معروف في التراث الإسلامي، خاصة الصوفي منه، ودلالاتها القديمة تنصب أساسا على الهجرة الروحية (وقد تتبعها هجرة مكانية) عن ماديات العالم القائم على الفساد والشرك، إلى فضاءات الإيمان والصلاح الأخلاقي، وعرفت الفكرة تطورا مهما مع ظهور «الرباط» على الثغور الإسلامية، وهو تجمع عسكري – صوفي للمقاتلين المسلمين الذين هجروا ملذات الحياة للدفاع عن حدود بلاد الإسلام، واندمج تنظيمهم العسكري مع تنظيمهم الديني في حلقات صوفية. ورغم العداء الشهير بين الصوفية والسلفية، فإن السلفية الجهادية مع ظهورها استعادت مفهوم الغربة بكل أبعاده، فباتت الغربة الروحية ومن ثم العسكرية، غربة جهادية لأفراد شبه منبوذين من مجتمعاتهم «الفاسدة»، تركوا كل شيء وراءهم وهبوا لنصرة المسلمين المضطهدين على امتداد العالم.
مع نشأة جبهة النصرة في سوريا، بدا أن الجهادية بنسختها السورية قد استعادت أفضل ما في أرشيف «الغربة»، فأولئك المقاتلون المحترفون، رغم كل ظلال الشك التي تحوطهم، أعلنوا بشكل غير مباشر أن هدفهم «النصرة» وليس «السيطرة»، عاشوا على أطراف البلدات والمدن، ولم يتدخلوا بشكل مباشر بشؤونها، وعرفوا بانعزالهم وأخلاقياتهم العالية إذا قيست بأخلاقيات بقية الكتائب، وبعدم تورطهم بأعمال السلب والخطف، قاتلوا النظام بكفاءة عالية، وإمكانات لوجيستية معقولة، مما دفع الكثير من مقاتلي الجيش الحر إلى ترك كتائبهم والانضمام لـ«النصرة»، بعد الخضوع لتدريب عسكري متقدم وإعداد آيديولوجي غامض، يسمح بالحفاظ على «نخبوية» الحركة.
فضلا عن هذا لعبت «النصرة» في بعض المناطق دورا اجتماعيا هاما، من حيث الإغاثة والدعم والإدارة الحياتية البدائية، وساهمت في إحداث تغييرات اجتماعية هامة، كما حدث في مدينة بنش الإدلبية، التي عُدَّت في إحدى الفترات عاصمة النصرة في سوريا، حيث ساهمت «النصرة» بشكل خفي في رفع عناصر قيادية جديدة من الفئات الشعبية الأكثر فقرا والعائلات الصغيرة، وحطمت التسلط الاجتماعي والعسكري للعائلات الكبرى المتنفذة التي هيمنت على المدينة بعد تحريرها، وكادت تدخلها في معمعة صراعاتها البينية الصغيرة.
وعلى عكس فصائل جهادية سلفية أخرى كـ«أحرار الشام»، لم تصدر «النصرة» أي منهجية فكرية أو سياسية مكتوبة، واكتفت بالدعاية لنشاطها العسكري، واستغلت بذكاء جملة الاتهامات والتساؤلات التي طرحها الآخرون حولها لإكمال نسج هالة الغموض المثير المطلوب حولها، مستثمرة مبدأ مهما في سردية الغربة، وهو أن الغرباء مظلومون من الأغلبية، يساء فهمهم، ولكنهم لا يأبهون ما داموا مصرين على اغترابهم عن حيثيات هذا العالم.
باختصار أجابت «النصرة» بكفاءتها العسكرية، وتيمتها الأثيرة حول «النصرة» و«الغربة»، وبتعاملها الاجتماعي مع البشر، عن الكثير من متطلبات الفئات الثائرة، والأكثر تهميشا وتضررا في المجتمع السوري، وأمدتهم بآيديولوجيا براقة ضمن حرب وجود دموية قاسية، مما أكسبها قاعدة بشرية قوية نفذت إلى مفاصلها القيادية وأعطتها سمتا محليا واضحا، دون التضحية بـ«نخبويتها». هذا الدهاء في التعامل يجعلنا نتساءل عن حقيقة «الغربة» التي طرحتها «النصرة»، هل هي فعلا صفاء صوفي عميق منزه عن الغرض، أم استثمار آيديولوجي سياسي واع، شديد النجاعة والربحية؟!
حدث شهير كان بمثابة القطيعة مع هذه السيرورة والتطور الطبيعي لها في الآن ذاته، وهو إعلان البغدادي لدولة العراق والشام الإسلامية، ودمج «النصرة» في بنيان دولته، والاعتراض المهذب للجولاني زعيم «النصرة» على هذا الإعلان، واستعانته بالسلطة الرمزية لأمير الجهاد الظواهري ومبايعته له، ومن ثم إعلان هذا الأخير حل الدولة.
كان استثمار حيثية «النصرة» وتقدمها في سوريا أمرا متوقعا، فـ«الغربة» المغرقة بتاريخيتها حقا، والعاملة بذكاء ضمن معادلات الواقع الاجتماعي وتعقيداته، والمسيطرة على الكثير من الخطوط والمفاصل، كان لا بد لها يوما أن تصل إلى إنتاج سلطة مكرسة وواضحة المعالم، ضمن حدود الممكن والظرف العام. هنا يكمن الاختلاف الأساسي بين البغدادي والجولاني، فتوقيت إعلان الأول وفجاجته، وسعيه للهيمنة دفعة واحدة على ما عمل أمراء «النصرة» على بنائه بصمت وصبر طيلة شهور مريرة، وعدم التفاته إلى الخصوصيات المحلية وتعقيداتها، جعل إعلانه تسلطيا أرعن، ومغتربا في عمقه!
لم يمنع هذا دولة البغدادي من اجتياح الأرض السورية، ومن قيام الكثير من المقاتلين الأجانب والسوريين بتغيير ولائهم من «النصرة» إلى الدولة، إلا أن دولة البغدادي بقيت غريبة عن وسطها مهما حصلت من مبايعات شكلية، كما أن أسلوبها التسلطي في التعامل مع الناس وقعودها عن حرب النظام وانشغالها بتثبيت أسس سيطرتها وتوسعها في الأرض المحررة، جلب عليها الكثير من النقمة والعداء. موضوعيا قدمت دولة البغدادي للنظام كل ما يحتاجه في حربه الإعلامية ضد الثورة، سواء على الصعيد الداخلي بين المؤيدين والمعارضين، أو دوليا في الأوساط التي تمتلك حساسية خاصة من الإسلاميين. لم يتورط أنصار «النصرة» المخلصون بحرب معلنة ضد الدولة، وصبروا على ابتلاعها لمواقعهم ومقاتليهم، ولكن إلى حين، فتدريجيا تنحط دولة البغدادي وتعزل، وتأخذ مكانا غير مستحب في المقاولات السياسية الإقليمية، في حين تمضي «النصرة» بتحالفاتها ومنهجها العسكري القديم لتحاصر الدولة من جانب خفي، وإن كانت في إطار هذه الحرب شبه الباردة قد اضطرت للكشف عن الكثير من أوراقها ومطامحها الحقيقية.
ضمن هذا السياق، وعلى العكس مما يبدو للوهلة الأولى، تبدو دولة البغدادي مغرقة في «غربتها» في حين يظهر منهج «النصرة» أقرب لطموح «الدولة». ولكن مع استفحال الخراب الاجتماعي السوري، وغرق قادة الحرب في مناكفاتهم السلطوية المحلية، دون عميق التفات إلى تماسك قاعدتهم البشرية المفترضة، لم يعد من الممكن الحديث كالسابق عن إجابات على متطلبات اجتماعية ما، فلعبة الحرب والسلطة ضمن هذا الوضع، لن تجعل من قادة هذا الصراع أكثر من أمراء حرب من ورق على أرض يباب.
* كاتب سوري
منقول عن الشرق الاوسط

Posted in فكر حر | Leave a comment

شبيح اللاذقية ‘سليمان الأسد’ وجريمة تشبيحية جديدة يرتكبها ضد ابن خالته 04-12-2013

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment