حكايا-الحوار اولاً

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

المحبة في الإسلام والمسيحية

كلما شاع مفهوم الجنس أكثر كلما تراجعت مكانة الحب في المحيط الذي ينمو فيه الإنسان الداعي للمحبة, لذلك الجنة في الديانة الإسلامية عبارة عن (ماخون-ماخور) يمارس فيه المسلمون لذتهم الجنسية ويشعرون باللذة المؤقتة أو النزوة المؤقتة ذلك بسبب ممارسة الجنس بشراهة مع نساء لا يحصى عددهن ولا يوصف جمالهن,فالحب شيء وعالم مستقل بذاته والجنس شيء وعالم آخر مستقل بذاته وشتان ما بين الثرى والثُريى, لذلك مفهوم الحب معدوم جدا في الديانة الإسلامية ولم نسمع عن جزاء من الله لأي مسلم بأن يمنحه محبته أو بأن يعيش في الجنة قصة حبٍ مثيرة, أما في الديانة المسيحية فالأمر مختلف ذلك أن مفهوم المحبة منذ البداية أعطاه الرب لمحبيه ووزع محبته على قلوب كل الناس حتى ألد أعداءه.

ازدادت القيمة النفسية والأخلاق العالية في مفهوم الحب لدى الديانة المسيحية بسبب تقشف هذه الديانة وابتعادها عن ممارسة لذة الإشباع من كل شيء,لذلك برزت القيم العاطفية والسلالات العاطفية كثيرا في الديانة المسيحية, طبعا الديانة الإسلامية لا تعطي للحب أي أهمية ذلك أن الحب لديها هو فقط عبارة عن زنا وفجور وخلاعة , بينما المسيحية جعلت من الحب طوائف فلسفية ومذهبية ليس فقط لا غير في العلاقة بين الجنسين بل أيضا امتد هذا الشعور وعبر القبائل والعادات والتقاليد وصار بوسع المسيحي أن يحب الأجنبي,وتمادى الحب في الديانة المسيحية أكثر فأكثر حتى وصل وعبر القارات الكبرى, ومما زاد المسيحية شعبية أكبر هو في قدرة مصطلح الحب لديها في الوصول إلى أعداء المسيحية في كل مكان,بل وحتى أن كل المعادين لبعضهم قد وصلتهم نسمة من هذا الحب الذي سمى بالإنسان وجعله لأول مرة في التاريخ يتجاوز الجنس والجماع والنكاح, بينما أصر الإسلام في منتهى التبجح إلى رفض استعمال مصطلح الحب وجعله نكاحا وسفاحا واقتصر مصطلح الحب في الإسلام فقط لا غير على العلاقات الشخصية بين الآثمين والزنادقة والكفار, ولم يجعل الإسلام من الحب مذهبا فلسفيا بل جعله في صورة أدنى من الإنسان والإنسانية جمعاء وعليه كشف الإسلام عن نيته في اجتثاث الحب وزرع البغيضة والكراهية بمحله.

والله في الديانة المسيحية عبارة عن محبة تكمن معاني هذه المحبة في قلوب المحبين للإله,أما في الديانة الإسلامية فالله ليس محبة بقدر ما هو منتقم من الناس ومعاقب لهم على أعمالهم وعبارة عن سجان يعذب من في القبور, وهكذا تتسع الفجوة بين الديانة المسيحية والإسلامية بأهم ركن وعقيدة في الديانة المسيحية وهي المحبة الخالصة في قلب الإله المحب حين ينعم بمحبته على كل الناس ويعطيها لمن كان مستحقا لها ولمن كان بنظرنا غير مستحقٍ لها, ذلك أن الرب وحده يعرف أكثر منا من يستحق المحبة ومن لا يستحقها ونحن بهذا حين تصيبنا محبته نصبح قادرين على رد الشكر له عبر تلاوة الصلوات التي تؤكد طبيعة شكرنا لهذا الإله.. الله من محبته قيل عنه: “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.” (يو13:15) وهو بذل نفسه عنا مأكلًا حقًا ومشربًا حقًا ليعطينا حياته.

وكلمة(عدن)معناها في السريانية والعبرية(الفرح والبهجة والسرور) بينما في الديانة الإسلامية معناها الجنة بكل مكوناتها بما فيها الحور العين والنساء الجميلات وهنا تكمن الخطورة حيث النساء وجنة عدن في الديانة الإسلامية معناها شيء مناقض للحب وللمحبة وهي عبارة عن فندق يزاول فيه المهووسون للجنس نزواتهم, لهذا السبب هبطت قيمة الحب في الديانة الإسلامية لتعني شيئا واحدا وهو ممارسة الجنس دون الشعور بالحب,لترتفع عند الديانة المسيحية لِما هو أكبر وأنقى من ذلك كله.

وتهبط قيمة الإنسان حين تهبط معاني المحبة في قلبه لذلك أود التنويه هنا إلى مسألة حساسة جدا وهي أن آدم هبط في الديانة المسيحية من السماء إلى الأرض حين هبطت المحبة في قلبه بينما كافة المِللْ والنِحلْ الأخرى في الديانة المسيحية ترى أن آدم نزل من السماء إلى الأرض بسبب الخطيئة,وهنا مفارقة يجب أن ننتبه لها جميعا,وكلما فقد الإنسان محبته للرب كلما ازدادت في داخله الكراهية وملأ الحزن والهم قلبه,وكلما زادت محبة الإنسان لخالقه كلما تراجعت دائرة الحزن في قلبه وقلّت مساحتها,واللذة التي يشعر فيها المسلم في الجنة عبارة عن لذة مؤقتة ذلك أن كل اللذات على تعدد أنواعها عبارة عن شعور مؤقت بينما المحبة الصادقة تدوم أكثر وأكثر.. وأكثر من أي وقتٍ مضى, واللذة تنحصر في قلب وذوق وأنف مستنشقها بينما المحبة تنعكس من قلب صانعها إلى قلوب كل الناس, وهنا جنة المسلمين عبارة عن تلذذ بسيط بينما جنة المسيحيين نعيم دائم,هذه على الأقل النتيجة التي يخلص إليها أي دارس للدين المسيحي والإسلامي.

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=111609

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293273

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=179967

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=122566

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

بعض من اشتراطات النظام الايراني لدعم ثالث ولاية للمالكي

المقاومة الايرانية تكشف عن:
بعض من اشتراطات النظام الايراني لدعم ثالث ولاية للمالكي
تشكيل مركز لقوة القدس الارهابية بالقرب من ليبرتي لأعمال مخابراتية وتجسسية ضد مجاهدي خلق

مثلما أعلنت المقاومة الايرانية في وقت سابق أن الهدف الرئيسي للمالكي خلال زيارته لطهران كان كسب دعم نظام الملالي التام لولايته الثالثة . وكان دعم النظام الايراني للمالكي سيما بعد فشل زيارته الفاضحة لأمريكا يشكل بالنسبة له أهمية مضاعفة.
وحسب تقارير جديدة حصلت عليها المقاومة الايرانية من داخل النظام الايراني فان المالكي وافق في زيارته على كل اشتراطات النظام الايراني مقابل دعمه لولاية المالكي الثالثة وقبل تعهدات أكثر خدمة للنظام الفاشي الحاكم في ايران وفيما يلي بعض منها:
1- حرية عمل كاملة لمخابرات النظام الايراني وقوة القدس في العراق لنشاطات مخابراتية والرصد والتجسس ضد مجاهدي ليبرتي.
2- تقديم تقارير مستمرة ومنظمة عن الوضع في ليبرتي من قبل أفراد الاستخبارات ولجنة القمع في رئاسة الوزراء العراقية الى سفارة نظام الملالي في بغداد.
3- تشكيل مركز لقوة القدس بالقرب من ليبرتي وتقديم تقارير يومية له عن التحركات والمعلومات المتعلقة بمجاهدي خلق.
4- تكثيف الضغوط والاجراءات القمعية للقوات العراقية ضد مجاهدي خلق في ليبرتي.
5- الضغط على السفارة الأمريكية والدول الاوربية من قبل العراق لطرد مجاهدي خلق
6- تشكيل لجنة مشتركة للأمن الوطني من قبل النظام الايراني والحكومة العراقية مكونة من وزارتي الخارجية للبلدين وسفارتي البلدين والأجهزة الأمنية في البلدين للاسراع في طرد مجاهدي خلق.
7- الأخذ بنظر الاعتبار جميع آراء ومصالح النظام الايراني في الكابينة القادمة وتغليب القوى والعناصر الموالية للنظام الايراني في الكابينة.
8- عدم مشاركة العراق في أي ائتلاف ضد بشار الأسد أو أي ائتلاف لدعم المعارضة السورية وعدم مواكبة مواقف العربية السعودية أو قطر في قضايا المنطقة.
9- حرية عمل كاملة للنظام الايراني لارسال السلاح والمقاتلين الى سوريا وعدم عرقلة الحركة من قبل العراق ودعم نظام الأسد من قبل الحكومة العراقية وتدمير مراكز الجيش السوري الحر في المناطق القريبة من الحدود العراقية.
10- حرية عمل كاملة لقوة القدس الارهابية في الأراضي العراقية بما فيها حرية كاملة في التنقل ونقل الأسلحة والمقاتلين.
11- اعطاء أولوية لقوات الحرس في المشاريع الاقتصادية الرئيسية في العراق.
12- استمرار وتوسيع تقديم التسهيلات والامكانات للنظام الايراني بهدف تخطي العقوبات الدولية خاصة العقوبات النفطية والمصرفية واستيراد المواد المهمة.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – باريس
20 كانون الأول/ديسمبر2013

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أعداء الشعب السوري يضعفون

نعم كل اعداء الشعب السوري وثورته من اجل الحرية والكرامة يضعفون كل يوم, وإنتصار الشعب السوري يقرب كل يوم, فها هو عدو الشعب السوري وديكتاتور روسيا “بوتين” يخسر ورقة مهمة كان يلعب بها على الساحة الدولية وهي ايران, بينما ورقته الثانية مع نظام عائلة الاسد في سوريا تضعف كل يوم, وها هو الولي الفقيه يخر ساجداً صاغراً امام “أوباوما “وكان يدعي لوقت قريب بأنه لا يسجد إلا لله, ولم يصبر حتى يأتي” المهدي المنتظر”!! وهذا يدل على انه لاعب سياسي وليس رجل دين, فلو كان يؤمن بمعتقده حقاً لما خشع لأميركا, ونحن لا نلومه على تفضيل مصلحة بلاده, ولكن نلومه على خداع الشعب الايراني وإستغلاله للدين بالسياسة؟ ونحن نتسآل هل خضوع الولي الفقيه, الذي يأتمر بأوامر السماء, للغرب هو دليل على كذب فقه ولاية الفقيه.

وهاهي سياسة بوتين بإوكرانيا تتلقى صفعة موجعة تحت وطأة الشعب الاوكراني الذي عانى الامرين خلال الحقبة السوفيتية, ولا يريد استبدال الإستبداد السوفياتي بالإستبداد “البوتيني”, وإنما هو ينشد وكما الشعب السوري الحرية والكرامة, ونحن نعتقد بأن الشعب الاوكراني لن تغريه عاطاءات “بوتين” من الغاز, فالكرامة لا تباع بالغاز.

وهاهو الولي الفقيه الايراني تخلى عن برنامجه النووي الذي كان يبني عليه اسطورة قوته الاقليمية, وهو يريد ان يظهر حسن سلوك مع اميركا والغرب من اجل اتمام اتفاقه النووي, ولقد سمح بتفتيش كل صناعاته الحربية والصاروخية, وفي المستقبل سيقبل بتفتيش غرف نوم المرشد وحتى سرواله. وخير من عبر عن حالة ايران المزرية هو “هاشمي رفسنجاني “حيث قال: «لقد بلغت إيران حد الاستسلام أو الهزيمة», ونحن نقول له: اولا الاستسلام ثم تأتي الهزيمة الكاملة.

وقد خسرت ايران ورقتها في البحرين والتي كانت تبني عليها آمال واسعة وجعلت حزب الله اللبناني يعتذر عن عدائه للبحرين عبر وسائل اعلامه.

الى جانب ذلك فان حزب الله الذي زرعه الولي الفقيه كحصان طروادة,هو ايضاً يضعف ويتخبط واصبح مكروها من كل اللبنانيين وحتى من الشيعة انفسهم بسبب ارتفاع عدد قتلاهم في حربه ضد الشعب السوري.

وكذلك الامر بالنسبة لمرتزقة ايران مثل حماس وحزب الاخوان المسلمين فهم ايضاً يضعفون ويتخبوطون في غزة وسيناء ومصر, والإمارات.

وهاهو النظام السوري تخلى عن سلاحه الكيماوي البغيض وهو يضعف كل يوم, وهو اصبح كالجثة الميتة التي تنتظر من يركلها الى حفرتها, وهو لم يعد يسيطر الا على المناطق الموجود فيها قوات القدس الايرانية وحزب الله اللبناني وهم في كل يوم يضعفون.

ومما لا شك به بان انتصار الثورة التونسية والليبية والمصرية واليمنية ورمي الاخوان المسلمين الى المزابل في مصر, تساهم ايجابيا في الثورة السورية وتوفر دعم معنوي كبير لمعارضيها الاحرار.

نعم الثورة السورية ستنتصر لا محالة وهذا ما يؤكده الواقع ومنطق التاريخ, والتغيير قادم الى سوريا مهما طال الزمن, والحرية الكرامة وحقوق الانسان قادمة الى الشعب السوري الذي سيدير اقتصاده مثل كل الشعوب ويرفع احتكار عائلة الاسد عن خيرات وطنه.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بول بريمر – الحاكم الأميركي السابق في العراق

حوار خاص – بول بريمر – الحاكم الأميركي السابق في العراق – 2013-11-17

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

العرب بين التحديات والفرص

 الحياة اللندنية:  فؤاد السنيورة

كانت وجهة نظري دائماً أنّ المشكلات يمكن ان تصبح تحديات، ويمكن أن تتحول إلى فُرَص. وهذا التبادُل بين التحدي والفرصة متاحٌ اليوم، ربما أكثر مما كان عليه طوال أكثر من عقدٍ من الزمان. وأقول ذلك الآن أو أُقررُهُ في مناسبة الاتفاق الأميركي- الإيراني أو دخول إيران مع المجتمع الدولي في اتفاقٍ أولي بشأن برنامجها النووي. فمنذ بداية عهده الأول في السلطة، راهن الرئيس أوباما على ما يبدو وفي ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وفي المسألة الإيرانية بالتحديد على ما صار يُعرف بالقوة الناعمة. ولقد صدرت منذ العام 2004 سبعة قراراتٍ من مجلس الأمن حول ملف إيران النووي، ومنذ العام 2004 وإلى آخر القرارات القاضية بالعقوبات والحصار الاقتصادي ضد إيران في العام 2011 ما تغير العرض الأميركي (والدولي): تخفيض نسبة التخصيب، وإخضاع منشآت إيران النووية للإشراف والرقابة من جانب المنظمة الدولية للطاقة، وهو الأمر الذي ما كانت إيران توافق عليه، وقد وافقت عليه الآن. لقد خشيت أطرافٌ عربية من هذا الاتفاق وبعضٌ من هذه المخاوف محق؛ وأسباب التخوف تتناول ما صار يُعرف بالتبادل، أي أن تكون هناك صفقةٌ أو استعداد لإبرام صفقة بين الأميركيين والإيرانيين تُطلقُ الولايات المتحدة بمقتضاها يد ايران في المنطقة في مقابل تنازل إيران عن السعي إلى تطوير أسلحة الدمار الشامل، وتتجه إلى تحسين علاقاتها مع أميركا والغرب الأوروبي.

الواقع أنّ اليد الإيرانية طليقةٌ في المنطقة بالفعل منذ أكثر من عقدٍ من الزمان. ولا فرق في الموقف من هذه الظاهرة المقلقة يبن عهدي الرئيسين بوش وأوباما سوى في التفاصيل، فقد استعان الأميركيون بالإيرانيين في أفغانستان والعراق ومكَّنوهم في المحصلة من السيطرة عملياً على العراق، وسمحوا من دون اعتراضٍ جدي بتدخل إيراني سياسي وعسكري في لبنان وسورية واليمن. والذي أراه أنّ هذا الأمر، على صعوبته ومحاذيره، يمكن أن يتغير في المدى القريب، وذلك بالقوة الناعمة للعرب، وليس بالقوة الناعمة للولايات المتحدة، وعبر إثبات القدرة على التأقلم مع المتغيرات والتهيؤ لتداعياتها والتعامل مع مقتضياتها والعمل المبادر والفعّال لتحويل المشكلات الى فرص، وبما يحقق أملاً لطالما راود الشعبين العربي والإيراني في استعادة الثقة والوئام والتعاون.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

لا تحلموا بالديمقراطية طالما إسرائيل جارتكم ولديكم نفط!

 القدس العربي اللندنية

لا شك أن من حق الشعوب العربية أن تحلم بالديمقراطية والتحرر من نير الديكتاتورية والطغيان، خاصة وأنها ترزح تحت حكم أنظمة عسكرية فاشية فاسدة غاشمة، منذ عشرات السنين، دون أي أمل بإصلاح حقيقي يعيد للشعوب أبسط حقوقها. صحيح أن الشعوب انتظرت طويلاً، لكنها ما لبثت أن استجمعت قواها، وانطلقت تهز عروش الطواغيت، فكان ‘الربيع العربي’.
لقد أخذت بعض الشعوب العربية القوى الدولية المتحكمة بالمنطقة على حين غرة. ويقال إن الاستخبارات الأمريكية لم تستطع استشراف بعض الثورات، فتفاجأت بها، على عكس ما يشيعه القومجيون بأن الربيع العربي ‘مؤامرة’.
لكن ضباع العالم لم يتركوا الثورات تأخذ مجراها، وتحقق مطالبها، وتمسك بزمام أوطانها بدل الطواغيت، الذين كانت دوائرهم الانتخابية، وما زالت خارج بلادنا في واشنطن وتل أبيب ولندن وباريس وموسكو وطهران.
البعض مثلاً، يعزو عدم وصول الثورة السورية إلى مبتغاها حتى الآن إلى قوة النظام، أو إلى تدخل حلفائه لجانبه من إيران ولبنان والعراق. والبعض الآخر يضع اللوم على الإسلاميين، الذين اختطفوا الثورة، أو على المعارضة المفككة، التي لم تستطع أن تجمع كل السوريين تحت لواء واحد.

لكن الكثيرين يتناسون شيئاً أهم من كل ذلك، ألا وهو أن سوريا جارة مباشرة لإسرائيل. ولا يمكن لتل أبيب أن تقبل على حدودها بوجود شعب حر يمسك بزمام أموره الاقتصادية والسياسية والعسكرية. فلو حدث ذلك، فإنه بلا أدنى شك، سيشكل تهديداً وجودياً على إسرائيل. ومن الأفضل لتل أبيب أن تتعامل مع ديكتاتوريات عسكرية تكتم أنفاس الشعوب، وتدوسها، وتفعل ما تريد في بلادها مقابل أن تحمي أمن إسرائيل لعشرات السنين.
وقد لاحظنا كيف أن إسرائيل نعمت بالأمن والسلام منذ أكثر من أربعين عاماً بعد توقيع معاهدة سلام مع النظام السوري، تحت غطاء ‘اتفاق فك الاشتباك’، بحيث غدت الحدود الإسرائيلية والجولان تحديداً أهدأ منتجع سياحي في إسرائيل لا تمر فوقه حتى العصافير عبر الحدود السورية.

ويعترف باحث أمريكي بأن النظام السوري سبق أنور السادات بسنوات إلى توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل غير معلنة، لكن بهدوء وبعيداً عن الضجيج.
لم يعد خافياً على أحد أنه تجب هندسة الشرق الأوسط برمته سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كي تنام فيه إسرائيل قريرة العين، بلا منافس اقتصادي أو ديمقراطي أو عسكري، وهو الأهم. فقد ظن البعض، وكل الظن إثم في هذه الحالة، أن الربيع العربي سيحوّل البلدان التي وقع فيها الربيع إلى ديمقراطيات بسرعة البرق، بحيث لا تعود إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. لكن هيهات، فقد كان الكثيرون حالمين ومتفائلين أكثر من اللازم بكثير. ففي سوريا مثلاً تكالب على ثورتها القاصي والداني كي لا يجهضها فقط، بل كي يجعل الشعب السوري يندم على الساعة التي ثار فيها على نظام الأسد الذي أمّن الحماية لإسرائيل على مدى عشرات السنين.
فلم يعد حلم السوريين، بأي حال من الأحوال – على الأقل في اللحظة المأساوية الراهنة – بناء نظام ديمقراطي ينافس إسرائيل، بقدر ما يريدون أبسط أساسيات الحياة التي دمرها النظام، طبعاً بمباركة إسرائيل وأمريكا والغرب عموماً. ومن مصلحة إسرائيل أن يبقى السوريون مشغولين بجروحهم وصراعاتهم الداخلية لعقود وعقود.

قلناها مرات ومرات إن إسرائيل لا يمكن أن تسمح بنشوء ديمقراطيات حقيقية على حدودها، ومن الأفضل لها ألف مرة أن تكون دول الطوق محكومة بديكتاتوريات عسكرية حصراً تكتم أنفاس الشعوب، وتدفع من يعارضها خلف الشمس بأبشع الطرق الوحشية والفاشية. طبعاً، من حق إسرائيل أن تدعم بقاء الديكتاتوريات في المنطقة، خاصة أنها عاشت أهدأ وأهنأ سنواتها في ظل الحكم الديكتاتوري الاستبدادي العربي المحيط بها.
وما ينطبق على سوريا ينسحب على غيرها مما يسمى بدول الطوق، وخاصة مصر. لاحظوا كيف أعادوا الثورة المصرية إلى المربع الأول. هل ثارت الشعوب لتعود إلى قبضة أجهزة الأمن والعسكر؟ بالطبع لا، لكن المصلحة الإسرائيلية، كما في سوريا، تقتضي أن لا يصل المصريون إلى الديمقراطية الحقة، وأن يبقوا تحت حكم عسكري يؤمن حماية إسرائيل قبل كل شيء.
ولو ذهبنا إلى ليبيا لوجدنا كيف يحاول سادة العالم تحويل ذلك البلد الخارج للتو من ربقة عقود من الديكتاتورية إلى ساحة تناحر وحرب أهلية قد تودي أخيراً بتفكيكه إلى إقطاعيات. والسبب بسيط، فلا يمكن لبلد عربي يمتلك النفط أن يمسك بزمام أموره، ويدير ثروته النفطية لصالح شعبه، لا بل عليه أن يحكمه نظام يمكن أن تحصل منه على كل ما تريد بمكالمة هاتفية بعيداً عن البرلمان وسلطة الشعب.
لاحظوا كيف بدأوا يربطون ليبيا الآن بصندوق النقد الدولي وبالبنك الدولي كي لا تستقل اقتصادياً بعد نجاح ثورتها. وهم يدفعون السلطات هناك إلى الاقتراض من البنك الدولي، مما يعني بأنها أصبحت بلاد ناقصة السيادة، لأن الدول التي تمول البنك الدولي ستصبح هي التي تتحكم بالسياسة الليبية وفق مصالحها وأهوائها، كما يرى بعض الليبيين.
باختصار، فإن منطقة تعوم على بحر من الثروات النفطية وغير النفطية لا يمكن أن يتركوها وشأنها، كي تتحكم بثرواتها لصالح شعوبها وأوطانها. ولو ثارت شعوبها على أتباع الغرب الذين يحكمونها، فالغرب قادر أن يحول حياة تلك الشعوب إلى جحيم من خلال دفعها إلى التقاتل والتناحر الداخلي، كما يفعلون اليوم في ليبيا، بحيث تنشغل بجروحها وصراعاتها الداخلية لعشرات السنين، مما يسهّل على الخارج التحكم بثرواتها ونهبها. وكذلك الأمر بالنسبة للبلدان الواقعة بجوار إسرائيل، فلو هي أيضاً فكرت بتغيير الأنظمة التي تحمي إسرائيل منذ عشرات السنين، فإن إسرائيل وأتباعها في الغرب قادرون بدورهم أن يجعلوا الشعوب التي ثارت على الديكتاتوريات العسكرية بهدف الإمساك بزمام أمورها السياسية والعسكرية والاقتصادية وتحويل بلدانها إلى ديمقراطيات مستقلة، قادرون على جعلها تلعن الساعة التي ثارت فيها على طغاتها، كما هو الوضع الآن في سوريا، حيث جعلوا السوريين يحلمون بلقمة الخبز، بدل التفكير ببناء نظام ديمقراطي والتحرر من ربقة الطغيان.

باختصار شديد فإن هناك رسالتين مبطنتين ترسلهما إسرائيل وأمريكا للشعوب العربية يوماً بعد يوم: الرسالة الأولى موجهة لشعوب البلدان الغنية بالثروات النفطية وغيرها. تقول الرسالة:’ لا تحلمي بأن تسيطري على ثرواتك، وتتحكمي بها لصالح أوطانك، فإما أن نسيطر عليها نحن ونعطيك الفتات، أو أننا سنحولك إلى ليبيا أخرى’ إذا لم تسيري على الطريق المرسوم.
أما الرسالة الثانية، فهي موجهة لشعوب البلدان المحيطة بإسرائيل. وتقول: ‘أمن إسرائيل أهم منك بكثير، فلا تحلمي بالديمقراطية، وعليك أن تقبلي بالديكتاتوريات التي نباركها، وإذا ركبت رأسك، وحاولت تغيير تلك الديكتاتوريات، فانظري وخذي العبرة ما حصل للسوريين’!
إذن أصبح لدينا نموذجان يهدد بهما الغرب الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. إما القبول بالطواغيت الذين نعينهم لكم، أو سنحول حياتكم إلى جحيم.
الرسالة واضحة جداً. لكن هل يمكن أن تخضع الشعوب العربية لها؟ المستقبل وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال العويص.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

مناورة بوغدانوف المكشوفة !

 روسيا لن تتراجع قيد انملة عن تبنيها الكامل ودعمها الاعمى لنظام القتل في سوريا، ان انتقاد ميخائيل بوغدانوف تلميحات بشار الاسد الى انه يريد الترشّح للرئاسة في السنة المقبلة، ليس اكثر من قشرة موز او كلام خادع، يلقى امام المعارضة لإقناعها بالذهاب الى مؤتمر جنيف للاستسلام!

موسكو تخطط لجعل المؤتمر منطلقاً لإعلان الحرب الشاملة على “الارهابيين”، فيما اعتبرت المعارضة السورية منذ اليوم الاول ارهابية، وانحازت الى النظام وتولت تغطية جرائمه سياسياً وعسكرياً، وهو ما ادى في النهاية الى ظهور “النصرة” و”داعش” واخواتهما !

ما قاله بوغدانوف كان واضحاً ، فهو عملياً ليس ضد تلميحات الاسد بالترشح، بل ضد التوقيت التي ظهرت فيه هذه التلميحات فقد قال بالحرف: “عشية المفاوضات نعتبر انه من الافضل عدم الادلاء بتصريحات من شأنها ان تثير استياء اي كان وتثير غضباً او ردوداً”.

اذا كان من المفهوم ان يسارع النظام الى الرد بأنه لا يمكن احداً ان يمنع الاسد من الترشح، فليس من المفهوم اطلاقاً ان تقوم السفارة الروسية في دمشق بالنفي بأسلوب موارب، حيث قالت ان موقف روسيا من مسألة حل الازمة السورية لم يطرأ عليه اي تغيير، وموسكو تبقى على اقتناع بأن مستقبل سوريا ومن يرأسها مسألة يجب ان يحلّها السوريون”.

كلام بوغدانوف لم ينطل على احد، فموسكو تريد تحويل مؤتمر جنيف مناسبة لاقامة كماشة من النظام والمعارضة المعتدلة، للإطباق على الارهابيين والتكفيريين الذين ولدوا من رحم سياسات موسكو والاسد، وكل ما عدا ذلك تفصيل، فقتل اكثر من 150 الفاً تفصيل، وتشريد اربعة ملايين سوري تفصيل، وتدمير سوريا بالسلاح الروسي تفصيل، الامر الوحيد المهم هو كيفية تطويق وحش الارهاب، الذي ولد من بطش النظام ومن فظاظة انحياز الروس الى القتل ووحشية تعامي الاميركيين عن القتل!

الدليل الجديد الذي يثبت استمرار هذه السياسات الاجرامية، صدور تقرير جديد من الامم المتحدة امس يؤكد تورط النظام السوري في جريمة الكيميائي في الغوطتين عبر استعماله مادة الهكسامين القاتلة، في حين يستمر الروس في المجادلة لتبرئة النظام من هذه الجريمة!

أكثر من هذا تتمادى روسيا في احتضان النظام والدفاع عنه الى درجة انها عرقلت امس بالتحديد، صدور بيان عن مجلس الامن قدمته اميركا، وهو يدين ارتفاع حدة الهجمات بالصواريخ والبراميل المتفجرة على المدنيين والاطفال في حلب، لكن موسكو لوحت بالفيتو مرة جديدة حماية للقتلة، في حين لم تجد اميركا غير التعبير عن خيبة الامل، وهذا اقصى ما تستطيعه ادارة اوباما، التي تمرغ صورة اميركا وحقوق الانسان في وحول سوريا الدامية!

نقلاً عن صحيفة “النهار اللبنانية”.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بهنس .. التقاطٌ خاطئ لوحي صحيح !!

“كانت هاجرة حلوب ، تحلب العرق ، تحلب الذاكرة بمواقيت ، كنتُ كمن كان مهيأ لاستقبال أمر عظيم ، كانت حركة الشارع bhnsأمامى من خلال زجاج الباب ترجعنى برهة لحركة النمل قبل حلول الشتاء ، وكانت الشمس تحدق بقسوة كمن تبحث عن شىء عزيز ، كان ذلك اليوم الغامض والذى غير مسار حياتي ..” !!

هكذا التقط إملاءَ كاتب وحيه ، متعددُ الأبعاد ، الروائي والشاعر والفنان التشكيلي وعازف الجيتار والمطرب والسودانيُّ ، وآخر خناجر ديسمبر في قلب “أبولو” ، في روايته “راحيل” ، ولعلها “رحيل” ، التي كانت بمجرد ظهورها ذريعة لائقة لإتهامه الصريح بالتغبير في وجه فحول الرواية من الماء إلي الماء ، ومنحت السودان وعداً بقامةٍ ممتازة تهرول صوب رهانها بـ “الطيب صالح ” بنكهة الشاب “محمد حسين بهنس” ..

ومن الواضح أنَّ الروائي الكبير أخطأ في التقاط أصابع كاتب وحيه بشكل صحيح ، ولعله قد استهان بعرق الشتاء الذي جعله لا مهيأً لاستقبال أمر عظيم فقط ، بل جعله تماماً ، محور الأمر العظيم الذي يشغل الآن قلب القاهرة القاسية القلب ، عقب ذاك الموت الغامض الذي جرف مسار حياته تماماً ..

وهو في التقاطه الخاطئ هذا لوحيه يغرد من قلب السرب الوطني ، ويعكس التقاطنا الخاطئ لكلِّ ما تواطأ الآخرون ، والأرقي ، علي اعتماده أسلوباً أنبل للحياة ..

موتٌ كهذا الموت المتأخر يعكس في ذاكرتي موتاً صائب الموسم ، يتفق مع وحي شاعر “ألبيرو” الكبير “قيصر باييخو” ، والذي يقال أنه تنبأ بموته وطقوس موته بحذافيرها ، وإن كنت لا أصدق عادة مثل هذه الروايات ، لولا أن القصيدة أقدم عمراً من موته في فرنسا ، وفي يوم خميس خريفيٍّ أيضاً ، يقول “قيصر باييخو” :

سَأَموتُ في باريسَ تَحتَ وابلٍ منَ المَطر/ في يوم لديَّ منذُ الآنَ ذكرى عَنْه / سأموتُ في باريسَ ولسْتُ مُسْتَعِجلاً / ربَّما في يومِ خَميسٍ خَريفي / مثلِ هذا اليوم سيكونُ خَميساً لأنَّ هذا اليومَ خميسٌ / وفيه أنثرُهذهِ الأشعارَ / وعظامُ العَضُدِ في أسوأ حال / ولمْ أرَ نفْسي قطّ وَحيداً مِثلَما أنا اليوم / قَيْصر باييخو قَد مات / وهُم جَميعاً يركلونَه دونَ أن يَفعلَ لَهم أيَّ شَيء / يضربونَه بالهَراوات وبِقَسوَة / بالحبالِ يَسوطُونَه / تشهدُ على ذلك أيامُ الخَميسِ وعظامُ العَضُد والعُزلةُ والأمطارُ والدروب ..

الغريب أن “محمد حسين بهنس” مات يوم خميس أيضاً ، وظلَّ بلا هوية في مشرحة “زينهم” حتي تعرف عليه بعض أصدقائه !!

لقد ظفرت برؤية الشاعر “محمد حسين بهنس” مرة واحدة في أحد مقاهي وسط القاهرة ، وبالرغم من أنه كان أليفاً للجميع ، لم يترك في ذاكرتي هذا الحضور الذي الآن يؤلمني ، لكن تلك السيولة في نظراته كانت تمنحه بالفعل لقب مجنون مؤجل ، ومن الغريب أنني لم أر وقتها في تسوله الأنيق ما يدعوني إلي الدهشة ، ولعله هو أيضاً ، ربما لأنني أعرف ، وهو يعرف ، أن التسول أحد التقاليد التي استراح لها بعض المطبوعين من الشعراء ، حتي أن الشاعر “أبا فرعون الساسيّ” ، استعاض عن الذهاب إلي بلاط الملوك والأمراء بالمسالك التي يمر بها الحجيج ، ليتسول بشعره ما يعوله مما يجود به ركاب “الراقصات إلي مني” !!

عرفت فيما بعد أن “بهنس” قد انزلق في شرخ الاكتئاب الصارم تعقيباً علي جحود زوجته الفرنسية ، وأم ابنه ، وترحيله القسريِّ من فرنسا !!

إن مشكلة “محمد حسين بهنس” الحقيقية ، كما أنها مشكلة الكثيرين في سياقه ، هي أنه مبدعٌ حقيقيٌّ يلمس جسامة الفجوة بين واقعه وبين ما يجب أن يكون عليه واقع من يملك ما يملك هو من أوسمة ، وهي لعمري كثيرة ، فضلاً عن التجاهل المتعمد لكل صوت يغرد خارج أفق البلاط ، وترتيب الضوء المدبر لمبدعين أقل لمجرد أنهم يضبطون علي الدوام أصابعهم المبتلة ، ونجمة الشمال ، مع اتجاه رياح البلاط !!

هناك اشكالية أخري محيرة ، كما تكاد تكون عرفاً دارجاً ، يضخم هذه الفجوة بشكل عصبيٍّ ، وهي أن تكون صناعة الإبداع تعبيراً محمياً علي فقراء القوم أو تكاد ..

اسمح له أن ينتابك قليلاً ، ألم مبدع متعدد الأبعاد كـ “بهنس” لا يجد قوت يومه ، وهو يري علي شاشة خليجية ، قاعةً هائلة تزدحم بذوي العطور المتضاربة ، علي مقاعد مستوردة أنيقة ، وزجاجات المياه المعدنية ، ومنبر مذهب ، يجلس خلفه شاعر محلِّيٌّ الصنع يصرخ في الحضور منفعلاً : “واش تاخد من حنين القلب وخلاجه” !!

سخرية رديئة تتابع ترهلها من خلال لعبة الزمن النبطيِّ الردئ ..

سأقول ما سأقول لأنني أؤمن أن الموت قبل كل شئ قرارٌ داخليّ ..

دهم عطر الشاب “محمد حسين بهنس” القاهرة منذ عامين وبعض العام ، ليقيم معرضاً تشكيلياً فيها ، ويقيم في شقة في وسطها ، كم كان يلزمه من الوقت ليدرك أنه أكمل دائرة الغبار ، قبل أن تتدهور أوضاعة المالية ، ويترهل اكتئابه ، ويعيش علي الأرصفة ، ويشكلُّ في النهاية لوحته الأخيرة ، الفنان نفسه علي رصيف قذر ، في وضع الجنين ، يحتضن الفراغ البارد ، قد هربت روحه إلي المراعي الغامضة ؟

أيُّ اسم يصلح لهذه اللوحة سوي “اللعنة علي كلِّ شئ ” ؟!!

لماذا رضي أن يعيش رهين الغربتين ، غربة “محمد حسين بهنس” الإنسان عن وطنه ، وغربة الشاعر “محمد حسين بهنس ” في الكون الكبير ، فهل الشاعر فوق غريب في الكون لا يرجي له إياب ؟

بالإضافة إلي هذا إدراكه التام لغربته هذه ، فهو القائل : “أهديك الغربة ، هتاف الموتى وصمت التربة ، أهديك إحباطي حديث عابر في مركبة عامة” ..

يبدو أن العام (2013) كان منذ بداياته عاقداً العزم بشكل مروع علي أن يودع في الروح الجمعية ، قبل أن ينزلق في شرخ الماضي ، عذابات ٍ لها ما بعدها ، وحنيناً أسود لعابرين وأشياء ..

2013 .. إلي الجحيم مصحوباً بغابة من اللعنات ..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment