باسم الشرع والقانون شاع الفساد وصار مشروعاً علنياً

تفوح رائحة القهر والعفونة من حولنا كل يوم , ويسود اضطهاد السلطة للرجل واضطهاد الرجل للمرأة بحكمه الذي صار سارياً عليها قبل حكم القانون الذي جعل من طاعة المرأة له قبل طاعة القانون , فصارت عبودية المرأة وقمعها مضاعفا عن ما هو عليه للرجل , وكلما زاد قمعها واضطهادها , كلما زاد حصارها وزادت مخاوفها وخفت صوتها إلا فيما ندر , فتدور الدائرة بنا بفراغها اللامتناهي لتشكّل بنا دوامة وحلقة لا فكاك منها , فتتعدد أشكال الاضطهاد وتتنوع في عالمنا العربي الذي أصبح اللامعقول فيه مألوفاً دون التفكير والشك فيه .
منذ خمسة عشر قرنا ونحن نرضخ لنفس المفاهيم والتعاليم التي تضمّنت بضع كلمات يريدون لها الإعادة والتكرار , دون أية إضافة عليها ولا نقصان فيها , فلا يزال الإنسان العربي يسمع أينما كان, سواء في المدرسة أو في الشارع أو الجامع, كلمات ومواعظ منها, واهجروهنّ , واضربوهنّ , وعظوهنّ , فتدخل هذه المفردات في عقله الباطن وتستقر في ثنايا تفكيره ومن ثم تكوّن له طريقه , وعلى أساسه يتم التعامل مع أخته أو زوجته, وحتى في أحياناً كثيرة مع والدته , فتكونت على أساس تلك الكلمات نظرة الإنسان العربي للمرأة على إنها كائن ضعيف لا يساويه في أية حال من الأحوال وإن علا شأنها وإن تفوقت عليه , وكذلك نظرة الكثير من النساء لأنفسهنّ , وحق الرجل صار مشروعاُ وفق مفاهيم اعتبروها مطلقة, وإن لا يُسأل الرجل حتى فيما ضرب امرأته , متناسين عن قناعة بأن قانون الحياة الثابت هو التغيير وفق متطلبات الزمن وعلى أساس التجديد والتطور نحو الأحسن , لكنهم اعتقدوا بالثبات المطلق , وبات لا يأخذ بعين الاعتبار بأن الحياة قد تغيرت , ووضع المرأة قد تغيّر بعد ان تبوأت ميادين عديدة ووصلت إلى أن تكون رائدة للفضاء وللعديد من الوظائف والدرجات المهمة التي استوجبت علينا أن نُغير معها تلك المفاهيم التي جاءت بزمانها ومكانها المختلفين عن زماننا ومكاننا اليوم .

شوهت هذه المجتمعات الحقوق الإنسانية, وفرّقت الإنسان عن أخيه الإنسان ,وعلى أساس الجنس والطائفة والطبقة والديانة كان التفريق قائماً , ولا يزال , وصار لنا العدل مطلباً بعيد المنال , فمن خلال استعراضنا للعصور القديمة التي كان للمرأة فيها مشاركات عديدة مع أخيها الرجل , نتلمّس منها حقيقة المرأة التي أرادوا لها التشويه , بعد ان سُلبت حقوقها وإنسانيتها , فآل وضعها إلى الانحطاط وهيمنة الرجل عليها من خلال تلك الحلول العكسية التي صارت وباءً علينا وصرنا نحل مشاكلنا بمشاكل اكبر منها .
فلو استعرضنا تاريخ هذه الشعوب سنجد اختلافات كثيرة من ناحية طبيعة الحياة من مأكل وملبس وطريقة العيش في جميع مرافئها , بعد ان تأثرت بقانون الحياة المتغير دوماً ,والمتطور بالقيم الاجتماعية , والاقتصادية , والثقافية , والسياسية , ولكل بلد وظرفه ومؤثراته .
ولكن بعد ان تطورت مجتمعاتنا وبعد الزيادة السكانية والتضخم الطبيعي احتاجت هذه المجتمعات , مُجبرة ,على خروج المرأة ومسايرة التطور, وبعد ان أنهكها السير على ساقٍ واحدة , مما أضطرها إلى أن تتعكز على المرأة , وبدأت تتضاءل المفاهيم التي استندت على الشريعة تدريجيا , بالإضافة إلى نضال المرأة ومطالبتها بالمساواة بعد التغيير الذي طرأ على عقليتها والانفتاح الذي لمسته المجتمعات بحكم تطور الحياة بالفترة الأخيرة , فأسفرت وخرجت للعمل وأصبحت بأحسن حال من السابق , ولكن سرعان ما انتبهت لها القوى الظلامية التي تتضارب مصالحها مع تطور هذه المجتمعات لأنها ستنعكس سلباً على تلك المصالح , فبدئوا بقتل عقول النساء أولا ومن ثم إزهاق أرواحهنّ باسم الشرف والفضيلة , والمشرع اتخذوه حجة ووسيلة للهيمنة على عقول النساء والرجال معاً .
لهذا السبب نجد تبرير البعض مُضطراً لذلك التبرير , بقوله بأن النصوص القرآنية قابلة لعدة تفسيرات وتأويلات , متجاوزين الآية القائلة بأن القرآن كتاب مبين , ولكن كيف العمل ومسايرة تلك العقول ؟ فمن غير المعقول أن يستمر العمل بتلك النصوص التي كان الإنسان حينذاك يحارب بالسيف والخيل ويعيش ألخيام, واليوم انتشرت التكنولوجيا الحديثة وصناعة الأقمار والخ ….. من تطور , فبالرغم من ما توصل له العالم من اختراعات , توصلنا نحن إلى اختراع تعدد التفسيرات, فالبعض يقول بأن نصوص القرآن أحيانا تكون غامضة وأخرى تكون صريحة , وبعض الآيات تنتفي بانتفاء حاجتها !!, وعلى الفقيه ان يستوعب غموضها وغاية المقاصد منها , رغم ان القرآن لسان عربي مبين كما جاء في أحدى نصوصه , ومن ثم لا يعلم تأويله إلا الله !! فكيف يكون مبين ومن ثم لا يعلم تأويله إلا الله ؟ وما الفائدة من تلك التناقضات والحيرة التي لم تعطي الحلول لجميع الأمكنة والأزمنة وجعلت من شعوبها تراوح في مكانها وتكون كما هي حالها اليوم ؟
كيف لهذه الحجج أن تنطلي على العقول, ولأفكار أو خطابات مطلقة بصحتها تكون قابلة لعدة تفسيرات, ولكل حسب اجتهاده وفهمه ؟
وكيف استطاع الرجل ان يلعب دورا بارزا في تغيير تلك النصوص وتفسيرها حسب أهوائه الذكرية ووفق الزمان والمكان , لتكون وليدة للعادات والتقاليد فقط , ولأنهن سيتأثرون حتماً ببيئتهم وتربيتهم وما تلقوه في محيطهم .
وبالرغم من هذا فإن بعض العقول سكنت على أفكار لا يجرؤ صاحبها على الطعن بها , ففقد حواسه وقدرته على التغيير والإبداع , وأصبح عبداً للقديم بعد أن قُمعت حرية التفكير لديه ليتوقف بسبب أيمانه على ثوابت ما تعلمه فقط ,حيث كلما ازداد أيمانه كلما ازدادت مخاوفه .
هذا القديم الذي علينا اقتلاعه بعد أن تبلدت بالخوف أحاسيسنا , فخسرنا قدراتنا الموروثة والكامنة في نفوسنا , بعد ان تشبثنا بالموروث الخاطئ , فلهذا نحن شعوب نتاج هذا التراث والمحيط , نحن نتاج لما نتج عنه هذا الواقع الذي صار الإنسان فيه يتوجه لأخيه الإنسان ويصب عليه غضبه , فتزداد أوهامه وتزداد بها مصائبه .

إبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا .. به نهزم التخلف وننصر الإنسانية

فؤادة العراقية (مفكر حر)؟

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

ملابس النساء في الصيف والشتاء

هل تعلم عزيزي القارىء أن تمثال الحرية هو تمثال امرأة وليس رجلاً , وأن المنحوتات المعبرة عن الحرية هي التي تحمل صوراً للنساء ؟

إن تعري المرأة وكشف مفاتنها لا يعتبر عورة ولا إهانة وإنما الإهانة حين يعتبر فقهاء الصحراء البدويين أن جسم المرأة كله عورة, فالإهانة تحدث هنا وليس هناك.
ليس للملابس علاقة بالأخلاق العامة ولا هي تحديداً لمستويات الأخلاق العامة لقد بدأ الإنسان يرتدي الملابس من أجل حمايته إما من البرد الشديد وإما من أشعة الشمس , يعني أن الملابس ليست بسبب تغطية عورة الرجل أو المرأة وليست للزينة وليست قانوناً منزلاً من الله فالانسان البدائي لم يكن يعرف شيئاً اسمه العورة لأن العورة من مخلفات الإنسان الحديث واختلفت بعد ذلك مظاهر الإحساس بالعيب من أمةٍ إلى أمةٍ ومن شعيبٍ إلى شعبٍ آخر وتراوحت نسب الاختلاف بين الشعوب على تحديد مظاهر العيب والخجل كما سنرى الآن.

وكلما إزدادة المرأة إختفاء في الملابس كلما زاد إقبالها على مظاهر التجميل , ولنلاحظ ذلك في المرأة المُنقبة حيث تعمل على زيادة نسبة الكحل في العينين تعويضاً عن الأجزاء المختفية من حول العينين ومعظم المُنقبات تكون عيونهن شيئاً يخطفُ الأبصار , وكذلك للنساء اللواتي يلبسن الحجاب , فلابسات الحجاب يظهر جمالهن من خلال التفنن في لبس الحجاب من أجل لفت أنظار الرجال إليهن وهذا يعني أن مظاهر التخفي في الألبسة ما هي إلا نفاق اجتماعي كاذب تحاول المرأة تعويضه إما بزيادة الكحل في العينين وإما بتضييق العباءة التي تلبسها لتكون مغرية بنظر الرجل , وهنا نحن أمامَ ظاهرةٍ علمية وهي : أن كلا الجنسين الذكر والأنثى يحاول لفت أنظار الآخرين إليهم , فالأنثى تحاول لفت أنظار الذكر إليها وكذلك الذكر وهذا لا يوجد في مجتمعات الإنسان فحسب بل أيضاً في مجتمعات الحيوان فالأنثى تقترب من الذكر وتستعرض أمامه رائحتها أو شكلها أو تعابير وجهها من أجل أن يتودد إليها الذكر وكذلك الذكر يقترب من الأنثى من أجل لفت أنظار الأنثى إليه إما من خلال ملابسه ومظهره وإما من خلال منصبه أو من خلال ثقافته إلى آخره من شتى أنواع الاغراءات الداخلية والخارجية.

والمسلمون لم تكن لديهم قوانين عامة شاملة أي أن الدين الإسلامي حاول أن يكون ديناً شاملاً ولكنه في هذه الناحية تراجع للوراء وكشف عن حقيقة اجتماعية علمية مفادها أن الإسلام حاول ونجح في ذلك حيث استمتع بالشعوب الغلوبة جنسياً واقتصادياً لدرجة أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان يمنع الأجنبيات من لبس الحجاب وكان يضربهن في الأسواق على رؤوسهن ويجبرهن على التبرج وهو يقول (لما تتشبه الأمة بالحرة؟).
وبعد ذلك دخل المسلمون في جدالٍ حول الإستماع والنظر إلى المرأة الجارية غير الحرة وكان السؤال على هذا النحو:

– هل صوت المرأة الجارية (القين) ووجهها عورات؟
وأجاب أبو بكر بن عربي قائلاً:

” إن القين إذا كانت ملكاً للرجل فله ملء الحق في جسدها وصوتها، وإن لم تكن ملكاً له فله الحق أيضاً في الإستماع إلى غنائها لأن وجه الأمة وصوتها ليسا بعورة”.وهذا يعني اليوم أن كل الروسيات والأذريبيجانيات والشيشانيات والفلبينيات في الخليج العربي محللات إلى الشيوخ وأبناء الشيوخ ولا يعتبر في ذلك مظهراً من مظاهر الزنا.

ويلاحظ أن الرجال والنساء يلبسون الدشاديش والجلابيب في المواقع الحارة وهذا ليس في الخليج العربي لوحده , ولم يكن لبس الجلباب فرضاً على المرأة المسلمة لأنه كان هو اللباس الوحيد لها وللرجل ولا يعتبرون في تلك المواقع أن ذلك تشبها بالنساء ولا يعتبر عيبا أخلاقيا وذلك يعود إلى أسباب موضوعية من أهمها أن الجلباب والدشداش يعمل ميكانيكيا على تهوية الساقين أثناء الحر, لذلك شاع في المناطق الحارة لبس الجلابيب للنساء والرجال ومع تقدم الحياة العملية ظل الارستقراطيون والنبلاء مستمرون في لبس الجلابيب والدشاديش وهذا يعود إلى ابتعادهم عن ساحة الإنتاج المهني, لقد بقي الجلباب هو اللباس المُحبب لجميع سكان الأرض وخصوصاً في المواقع الحارة في فصل الصيف , ولكن كان في الجلباب ميزة سيئة وهي أنه يعيق عن العمل فهو لا يشجع على العمل لصعوبة التحرك به , ولم يكن ليحقق قفزات أو مدات للأرجل ولم يكن يسمح بحرية الحركة , وبما أن العمل كان عيباً أخلاقياً فلم يكن الأرستقراطيون يأبهون بخلعه إطلاقا , وأجبروا العبيد والأسرى على لف قطعة قماش بين أرجلهم بدل الجلباب وذلك من أجل توفير الحركة اللازمة للعمل في المهن المنتشرة اليدوية وفي الأراضي الزراعية , ولم يكن العبيد لوحدهم من بدأ بلف قطعة القماش بين الساقين بل أيضاً رافق ذلك سكان المواقع الباردة جداً , فقد عمد هؤلاء السكان على لف جلود الحيوانات بين سيقانهم من أجل حمايتهم من البرد الشديد هم ونساؤهم وعن مثل تلك العادات نشأ ما يعرف باسم (البنطلون- البنطال).

أما فيما يتعلق بالعبيد فان الموضوع مختلف تماما وذلك يعود إلى أسباب منطقية وعقلانية ونظرا لابتعاد النبلاء عن ساحة العمل والإنتاج فقد اتخذوا لبس الدشاديش والجلابيب رمزا ارستقراطيا لتكبرهم عن الأعمال اليدوية لذلك كان يعتبر العمل من اختصاص العبيد والأقنان ولتوفير سهولة الحركة فقد التزم العبيد بلبس البناطيل وذلك حتى يتمكنوا من العمل والالتفاف بسرعة والدوران وكان قبل ذلك يعتبر البنطال في المواقع الباردة من ضرورات حماية الإنسان من البرد القارص في المواقع الباردة.

وهنا علينا أن نلاحظ ونستنتج أن ارتداء الملابس لم يكن في بداية الأمر يتعلق بالتمييز الطبقي أو المذهبي وإنما كان بسبب عوامل الحر والبرد في المواقع الباردة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وفي المناطق القريبة من خط الاستواء.

ونلاحظ أن هذه العادات ما زالت سارية المفعول في الخليج العربي وصعيد مصر وهما من المواقع الشديدة الحرارة فأهل الصعيد وأهل الخليج العربي جميعهم ما زالوا يلبسون الجلابيب من أجل التهوية وإدخال الهواء بكميات كبيرة ومكثفة بين الساقين.

أما فيما يتعلق باليونان فقد أصبح الأمر مع تقدم المهن يحمل طابعا أخلاقيا وذلك يعود إلى تكبر وترفع النبلاء عن الأعمال المهنية ولرضوخ العبيد للعمل ألقسري لذلك أصبح للبنطال والجلباب مزايا طبقية .

وبما أن النساء محرومات من العمل ومحتجبات عن الحياة العامة فإنهن أيضا التزمن بلبس الجلابيب في المواقع التي ظهر فيها نوع من الاحترام للعمل دون تقديم احترام للمرأة ومساواتها مع الرجل في مجال العمل وبهذا تحول الرجال إلى ارتداء البناطيل قبل النساء في المواقع الحارة وليست الباردة وذلك لضرورة العمل ولتوفير حرية الحركة في العمل وقد بدأت هذه الظاهرة بالانتشار مع بدء فتح وبناء المصانع العملاقة وظلت هذه العادات سارية المفعول حتى اعتبرت مع التقدم التاريخي ضرورة أخلاقية وكان يعتبر أهل اليونان قبل بناء المصانع أن لبس البنطال من الأزياء الخاصة بالعبيد والمتخلفين اجتماعيا ومن الملاحظ أن الصور المنحوتة والقديمة في عهد الرومان واليونان يظهر بها الأسياد وهم يلتفون بعبآت وجلابيب ومن تلك الصور صور الفلاسفة والشعراء وعلماء الكلام ولا يظهر البنطال إلى في المنحوتات والرسومات الخاصة بالعبيد ولكن لسوء حظ الباحثين لا تتوفر منحوتات للعبيد إلا النادر منها ندرة الزئبق الأحمر رغم أن العبيد هم الفنانون الذين كانوا ينحتون التماثيل ويرسمون الصور.

وظل لبس البنطال والجلباب يحمل هذه المعتقدات حتى بداية عصر النهضة خارج الفاتيكان وبالمناسبة كان البابا ( كليمان الخامس ) قد اصدر قرارا في عهده سمح به دخول البنطال إلى مدينة الفاتيكان وقد كان قبله محرما تحريما قطعيا .

وقد استمر الصراع حول لبس البنطال للمرأة من حيث شرعيته فمع تقدم العلم وبناء المصانع لبس الرجال البنطال وذلك لكي يتمكنوا من توفير حرية الحركة والسير وبما أن المرأة كانت محرومة من العمل فقد ظلت ملتزمة بلبس الجلابيب ومع تقدم وسائل الإنتاج نزلت المرأة إلى العمل ولكن بدون ارتداء البنطال , مما كان يسبب لها إعاقات حركية أثناء العمل وإحراجات حين تكون واقفة في مكان مرتفع والرجال من تحتها يعملون , وأنا كاتب هذه السطور ما زلتُ أشاهدُ مثل تلك الاحراجات للمهندسات اللواتي عملت وما زلتُ أعمل معهن في مجال البناء والتعمير بحيث لا تستطيع المرأة المهندسة دخول الموقع لاستلام الأعمال وللإشراف عليها حسب المخططات وهي تلبس لباساً فضفاضاً يشبه الجلباب لذلك تلبس المهندسة في مواقع العمل البنطال أو تقوم بارتداء بنطال تحت التنورة أو الفستان الذي تلبسه عند دخولها لمواقع العمل والانشاءات.

ولم يكن لباس المرأة متعلقا بالحياء والأخلاق فالأخلاق العامة تختلف من شعب إلى آخر وقد كان كشف صدر المرأة مباح في عموم أرجاء أوروبا وكان من الملاحظ جدا أن المرأة هنالك يحمرُّ وجهها خجلا إذا ظهر كاحلها أو إذا كشفت عن ساقييها .

وظلت هذه العادات سارية المفعول تقريبا حتى ظهرت صناعة الدراجات في أوروبا وعندها ظهرت مشكلة كبيرة في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية كانت هذه المشكلة قد أدت ليس إلى تغيير شخص واحد أو امرأة واحدة وإنما أدت إلى تغيير شكل النساء في العالم كله .
لقد كانت المدام( فيوليت ) عضوا في الاتحاد النسائي الرياضي وقد تطوعت لنقل الجرحى وكانت تركب سيارة إسعاف وأحيانا تقود دراجة وهي تلبس البنطال مثلها مثل كل العمال الشغيلة لتتمكن من سهولة الحركة على الدراجة ولم يكن احد يعترض عليها وحين وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها تقدم الاتحاد النسائي بطلب إلى المدام (فيوليت) بضرورة خلع البنطال وقد رفضت تلك المدام خلع البنطال ولذلك فصلت من الاتحاد النسائي لمخالفتها الأخلاق العامة , ورفعت المدام فيوليت قضية على الاتحاد النسائي أمام محكمة ( السين ) وكسب محاموا ا الدفاع القضية لصالحها للأسباب الموضوعية والتي تتعلق تاريخيا ب :
– نزول المرأة للعمل
– ظهور الدراجة وحق المرأة بقيادتها

– المناطق الحارة وتهوية الساقين

– تقدم الحياة الفكرية وتحليل الموضوع تحليلا علميا.

ونحن مازلنا على الصعيد الشرقي نناقش الموضوع نقاشا عقيما وما زالت اغلب العائلات الشرقية تحرم على بناتها لبس البطال وتعتبره عيبا كما كان اليونانيون يعتبرنه لباساً للمتأخري .مثل العبيد والأقنان

أما بالنسبة للحجاب الأجتماعي والجسدي فلكل ذلك ظروف اقتصادية ومناخية حتى أن اللثام ضرورة من ضرورات الحفاظ على الصحة في الصحراء فلم تكن النساء لوحدهن من يلبس الحجاب بل كان الرجل وما زال يلبس الحجاب على رأسه ويغطي باللثام وجهه لحمايته من أشعة الشمس الحارقة , ولم يكن هذا ديناً بل الفقهاء جعلوه ديناً ومذهباً فقهياً إن الحجاب كان وما زال لبسه يستندُ في كل عصرٍ الى اسبابٍ موضوعية خارجة عن إرادة الأخلأق العامة وكذلك في كل جماعة (اثنية) تتعلق بظروف العمل وتقسيماته بين الرجل والمرأة.

ففي المجتمعات القديمة التي كانت تعتمد على الصيد والقنص كان الذكور يخرجون للصيد ويتغيبون عن خيامهم عدة ايام وتبقى الإناث في خيامهن يتربصن عودة الرجال من اعمال الصيد لهذه الأسباب الموضوعية كانت النساء تحتجب عن اعين الغرباء بسبب عوامل السبي والحروب والاستعباد والقرصنة البدوية الصحراوية , لقد كان العرب ينتهزون فرصة غياب رجال القبائل الأخرى عن بيوتهم حين يخرجون للصيد فكانوا يستغلون تلك العادة بالهجوم المسلح على القبيلة وسبي نسائهم أو اغتصاب الجميلات منهن وهن في خيامهن ثم يتركونهن نهباً للريح والشفقة وكانت هنالك معوقات تمنع المرأة من النزول إلى الصيد ومصارعة الحيوانات المفترسة وهي:

– اتساع زاوية حوض المرأة جعلها تخطو خطوات تباعدية مما يقلل من سرعتها ورشاقتها اثناء عملية الصيد حيث يتطلب الصيد مهارات فردية مثل القفز والهرولة وبسبب اتساع زاويه الحوض عند المرأة تكون خطواتها تباعدية بشكل زاوية منفرجة , لذلك يذهب جهدها أثناء الركض هباءً.

-اما الذكر فان ضيق الحوض لديه يقدر ب ْ30 درجة اي بقدر نصف زاوية حوض المرأة المقدر ب 60ْ درجة وهذا زاد من اهمية دور الرجل في عمليات الصيد والقنص حيث يذهب الرجل بخطواته الى الأمام وبذالك فهو اسرع من المرأة في الركض والهرولة, ولهذه الأسباب إشتدت عضلات الرجل وأصبحت أقوى من عضلات المرأة في اليدين والساقين وهذا ما يفسر لنا سبب طراوة أجسام النساء وصلابة أجسام الرجال في الفخذين واليدين.

وهناك سبب آخر للمرأة متعلق اصلا بالحمل وبالولادة فقد كانت فترة الحمل والولادة تستمر لعام كامل لذلك كانت المرأة تجلس في البيت محتجبةً عن أعين الناس ليس بسبب العيب أو مظاهر الأخلاق العامة ولكن لانشغالها في الأمور المنزلية غير أن الفقهاء هم من جعل جلوس المرأة في البيت ديناً وعقيدة .
وبسبب آلم الدورة الشهرية وتكرار الحمل والولادة يجعل المرأة تقعد في المنزل طيلة ايام السنة محتجبة عن اعين اللصوص والصعاليك ريثما يعود الرجال من اعمال القنص وهذا سبب للمرأة حالة من الجهل في الحياة العامة لأنها بقيت محتجبة عن الانخراط في الحياة العامة.

-والأمر مختلف جدا عند مجتمعات الفلاحة والزراعة حيث يبدو للمرأة دور هام في عمليات القطف والإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي وهذا ما جعل أخلاق الفلاحين مختلفة عن أخلاق البدو الرعاة الأجلاف ولم يكن رجال القبيلة الفلاحين يتغيبون عن نسائهم لذلك لم يهتموا بلبس الحجاب أو بحجب المرأة عن أعين الناس وكانت أعمال الزراعة لا تتطلبُ دوراً في الركض والهرولة أثناء عمليات الانتاج لذلك فالمرأة عامل مهم من عوامل الانتاج الزراعي عند مجتمع الفلاحين لذالك يقل استعمال الحجاب الجسدي والاجتماعي للمرأة بسبب انخراطها مع الرجال في اعمال الفلاحة والزراعة وما زلنا الى اليوم نشهد مثل هذه العادات الأخلاقية عند غالبية الفلاحين في الوطن العربي .

وحين انتقلت أساليب الإنتاج إلى الصناعة فمع هذه الظاهرة تغيرت العادات والتقاليد وتبدلت طرائق الحياة العامة فبفضل الآلات ارتاح الإنسان من الأعمال الشاقة وأصبح بمقدور العمال أن يعملوا دون الإحساس بالتعب والإرهاق وهنا عملت الآلة على المساواة بين الرجل والمرأة بفضل إزالة العوامل والمعوقات البيولوجية من قائمة معوقات المرأة لذلك تكتسب المرأة من سوق العمل ما يكتسبه الرجال من حيث الخبرات والمهارات الفنية وتقل عوامل التجزئة بين المرأة والحياة العامة ويقل استخدام الحجاب الاجتماعي والجسدي والنتيجة أن هذه العادات أصبحت أخلاقا عامة بين كل المجتمعات مع الحفاظ التم على اثنية كل عادة من العادات وبذلك يكون لكل عصر تقاليد وحين يصبح الوطن العربي منتجا وصناعيا سوف نجد في مستقبله نفس عادات المجتمعات الصناعية التي بدأت بواكرها بالانتشار

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

احصاء لعدد الجهات الخارجية المجرمة التي تقاتل في صفوف كتائب الاسد الإجرامية

من صفحة ميلاد حلب:cari1

هذا برسم من وقف ضد التدخل الخارجي .

احصاء لعدد الجهات الخارجية المجرمة التي تقاتل في صفوف كتائب الاسد الإجرامية :
1- الحرس الثوري الإيراني
٢ – حزب اللات
3- الحرس القومي العربي
4- الحزب القومي السوري الاجتماعي
5- حزب البعث (عاصم قانصوه)
6- لواء أبو الفضل العباس العراقي
7- ولواء ذو الفقار العراقي
8- جيش الإمام المهدي العراقي
9- ولواء عمار بن ياسر العراقي
10- لواء الحمد العراقي
11- مرتزقة من روسيا واوكرانيا
12- مرتزقة من الحوثيين في اليمن
13- ميليشيات أحمد جبريل الفلسطينية
14- الجبهه الشعبية لتحرير لواء اسكندرون (علي كيالي)
15- سرايا الدفاع التابعة لمصطفى حمدان
16- الحزب العربي التابع لشاكر برجاوي
17- الجبهة الأوروبية للتضامن مع سوريا
18- عصائب أهل الحق في العراق (محمد طبطبائي)
19- الشركة الامنية الروسية الخاصة (الفيالق السلافية)
20- حركة أمل
21- ميليشات شيعية أفغانية.
22- الحزب العربي الديمقراطي التابع لرفعت عيد
23- لواء اسد الله الغالب – قوات عراقية
24- حزب التوحيد العربي (وئام وهاب)
25- رابط الشغلية التابعة لزاهر الخطيب
26- طيارون : روسيا ، كوريالشمالية ، الجزائر ومصر

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

السلوك الكبير والسلوك الصغير

لا أحب قراءة التاريخ لكن لا مفر. لا أحبه لأنه يذكرك بالحاضر وليس العكس. وعندما تقرأ كم تكرر العنف والرعب والظلم تشعر بأن العالم كله من حولك مسرح للعذاب. مسرح يتكرر بنفس الوحوش والجرائم والجناة. المجرم ينجو والضحايا تقع. تنقبض لأن لا شيء يتغير في هذا العالم: النعاج تبحث دائما عن زعيم يأخذها إلى المرج.

يقول النمساوي ستيفان زفايغ: «ليس لدى التاريخ وقت ليكون عادلا. إنه يحصي فقط، ببرودة المؤرخين، النجاحات وحدها، ولا يعترف إلا بالمنتصرين ويضع الخاسرين في الظل. لا يرى حرجا في أن يواري الجنود المجهولين في قبر النسيان، من دون شاهد يمتدح تضحياتهم».

في «عنف الديكتاتورية» (ترجمة فارس يواكيم، دار الفرات) يقول زفايغ إن الظلم البشري يحول معاني الكلمات، ولا يعود النصر يعني ما يفترض أن يعنيه ولا الهزيمة تعني ما تعيشه. ويصف الديكتاتور بأن له «وجها مثل جبل من الكلس، مثل أرض صخرية جرداء مهجورة موحشة، تبدو وكأن لا بشر تسكنها. وجه بيضاوي قاس ودميم وفظ وغير متجانس».

«لقد أبعد هذا المتعصب الأعمى حياته أبعد ما يكون عن روح المصالحة. إنه لا يعرف التسوية. لا يعرف إلا طريقا واحدا هو طريقه. الكل أو لا شيء. السلطة الكاملة أو لا شيء. لا يقبل حلا وسطا. لا يقدر أن يتفهم أو يتخيل وجود شخص آخر بوسعه أن يكون في مستواه، وأن يمتلك الحق ذاته. إنه وحده الذي يعلم، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه. كان هذا المهووس بذاته يحنق ويرغي ويزبد إذا تجاسر أحدهم على إبداء رأي مضاد لرأيه».

هذه الشخصية ليست موجودة قط في السلطة وفي السياسة. إنها ظواهر مرضية موجودة في كل الحقول. في التجارة وفي الصحافة وحتى في الجمعيات الخيرية. ما أن يصل مريض السلطة إلى مركز أعلى حتى يضربه مرض التأله ويسكنه شيطان المطلقية. يصاب بمرض الإغلاق فيغلق كل باب من حوله. وإذ يصبح وحيدا لا يدرك أنه يخاطب – وتخاطبه – نفس مهووسة بتصورات أحادية، لا حقيقة لها إلا عنده.

ينصرف الديكتاتور إلى صناعة واحدة هي نفسه، ويضع على الجدار أمامه مرآة لا تتسع إلا لرؤية وجهه. وعندما يغادر أخيرا يكون قد ألحق من الضرر والإساءة والخراب ما ألحق، ومسكين الرجل الذي يأتي بعده كم ستكون مهمته شاقة: إعادة المنطق والتعقل والعدل إلى المؤسسة. وإعادة العمل بقواعد البشر من تواضع وتفهم وتقبل لأفكار الغير. ولا تكون الأضرار مادية فقط لأن الخراب النفسي أكثر عمقا. والأذى المادي ينسى بعد حين. ما لا ينسى أبدا هو اعتداء الديكتاتور على الكرامات البشرية وازدراء الكبار بسلوك الصغار.
نقلاً عن “الشرق الأوسط” الدولية

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

في سوريا الاسد 2

في سوريا الاسد (٢٤)..brmil
اذا بدّك تتجوّز بيلزمك موافقة أمنية من تلات فروع عالاقل..

في سوريا الاسد (٢٥)..
صور حافظ الاسد و ابناؤو بالمساجد و الكنائس ..

في سوريا الاسد (٢٦)..
فاتورة الهاتف الأرضي تعادل نص راتب موظف درجة أولى ..

في سوريا الاسد (٢٧)..
القمح بيتخزّن بالصوامع خمس سنين كمخزون احتياطي، و الشعب بيوقف ساعة على طابور الفرن ليحصل عالرغيف..

في سوريا الاسد (٢٨)..
اكتر من ستين بالميّة من الاقتصاد السوري بيد رامي مخلوف..

في سوريا الاسد (٢٩)..
أكتر من اربعين بالميّة من السكان تحت خط الفقر..

في سوريا الاسد (٣٠)..
اكتر من ٢٠٠ مليار دولار حجم استثمار المستثمرين السوريين خارج سوريا و الممنوعين من العمل و الاستثمار في سوريا..

في سوريا الاسد (٣١)..
اكتر من ٣٠٠ موقع أثري، و مع ذلك سوريا مانها موجودة بالخريطة السياحية..

في سوريا الاسد (٣٢)..
بيخلق الولد طليعي، بيترعرع شبيبي، بيكبر عضو عامل، و بيموت ما بحياتو حضران اجتماع لحزب البعث..

في سوريا الاسد (٣٣)..
البلد في المرتبة ١٤٣ على لائحة الدول الأكثر فساداً بالعالم..

في سوريا الاسد (٣٤)..
كل مواطن مدان حتى يثبت العكس..

في سوريا الاسد (٣٥)..
سوريا و جزر القمر و السودان و الصومال و لبنان، الدول الوحيدة العربية اللي ما تأهلت على كاس العالم بالفوتبول، مع العلم انو شافو في الرياضة حياة..

في سوريا الاسد (٣٦)..
عنصر أمن مخصص لكل تلات مواطنين ..

في سوريا الاسد (٣٧)..
امتلاك سيارة عبارة عن حلم، و شراء بيت بيكلفك غربة عشرين سنة..

في سوريا الاسد (٣٨)..
طلعة غدا على مطعم مع العيلة بيلزملها تحضير تلات شهور..

في سوريا الاسد (٣٩)..
متوسط دخل الموظف ستين دولار بالشهر، بالوقت اللي ثروة بشار لحالو اكتر من تلاتين مليار دولار.

في سوريا الاسد (٤٠)..
الشباب اللي بدهون ينتسبوا للجان مكافحة الفساد، بيدفعوا رشاوي ليكونوا جزء منها.

في سوريا الاسد (٤١)..
دخلت السجن بدعوى رشوة ضابط بالجيش، و خرجت منّو برشوة للقاضي..

يتبع..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

ضحك وجنس وسياسة

أعظم من قدم الكوميديا في طول التاريخ وعرضه، هو أريستفانيس، الكاتب المسرحي الإغريقي (القرن الخامس قبل الميلاد)، Lysistrataهو أول من قدم ثنائية الجنس والسياسة في عمل فني جعل منه قاعدة لإطلاق صواريخه الفكاهية، وأيضا كأساس متين لفكرته الأساسية، وهي رفض الحرب وتحريض الناس على المضي صوب السلام. الحرب الدائرة بين إسبرطة وأثينا لأكثر من أربعين عاما، ألهمته فكرة مسرحيته «ليزيستراتا» وهو اسم المسرحية واسم بطلتها.

تحت ضغط الحرب التي يبدو أن لا نهاية لها، قررت هذه السيدة عمل تنظيم سياسي نسائي يتخذ من الجنس، بمعنى أدق عدم ممارسته، وسيلة للضغط على المتحاربين من الفريقين لكي يتوقفوا عن القتال. لن تنام سيدة في الفراش مع زوجها إلا بعد الوصول إلى السلام. شرحت الفكرة لكل زميلاتها من الزوجات في أثينا فاقتنعن بها وانضممن إليها، واعتصمن في معبد الآلهة أثينا واتخذن قرارا بالامتناع عن معاشرة أزواجهن بعد عودتهم من ساحة القتال، مهما كانت الإغراءات أو الضغوطات أو التوسلات أو التهديدات، إلا بعد الوصول إلى السلام. هذه هي الفكرة الأساسية (الثيمة) للمسرحية. من يريد أفكارا، سيجد أمامه وليمة من الأفكار يتناول منها ما يريد، أما المتفرجون الذين جاءوا طلبا للضحك والاستمتاع بالفرجة، فيا له من منجم للفكاهة! يا له من مهرجان للضحك الإنساني الجميل!

وضوح الفكرة وصلابتها، أشبه بالقاعدة الخرسانية، كل مشهد وكل موقف وكل جملة حوار تقيمها عليها، لا بد أن تفجر ضحكا صافيا يخلو من أي افتعال، وذلك عندما يجد المتفرج نفسه وجها لوجه أمام الضعف الإنساني بكل ما يحدثه من تداعيات مضحكة. وبعد الكثير من المحاولات اليائسة الفاشلة من الأزواج لإثنائهن عن عزمهن، يكتشفون أن الحكاية جد لا هزل فيه؛ الطريق إلى الفراش لا بد أن يمر بالسلام. وتبدأ جلسات التفاوض، وتنفجر الخلافات الحادة بينهم، وتتناثر العبارات الخشنة، ولكنك لا تعرف بالضبط هل هم يتكلمون عن أجزاء من الأرض المتنازع عليها، أم على أجزاء من الجسم الأنثوي، وكل قضية تبدو جادة ظاهريا، سيرى المتفرج أن الهدف من ورائها، هو الرغبة في الذهاب سريعا إلى الفراش.

وهناك في معسكر السيدات للسلام، سيتفجر الضحك أيضا من الضعف الإنساني، فهناك مثلا الزوجة التي تضعف، وتبيع القضية، وتحاول التسلل تحت جنح الظلام لتقابل زوجها، فينكشف أمرها ويقبض عليها، وتتهم بالخيانة. لك أن تتصور الشابة المسكينة، وقد أحاط بها عدد من السيدات الشرسات، وهي تصيح: ما حصلش والله… أنا كنت خارجة أشتري حاجة وراجعة تاني….

– اخرسي يا مجرمة… ليكي عين تتكلمي… إحنا عارفينك ومراقبينك… وشفناكي وانت لازقة فيه تحت تمثال الإله باخوس… دا احنا لو كنا سبناكي خمس دقايق، كان حصل اللي حصل، وضيعتي لنا حركة السلام.

– أبدا والله… أنا كنت باسلم عليه، وبأقول له حاجة… أصله كان طلب مني أبعت السيف بتاعه عند السنان… كنت عاوزه أديله الوصل بتاعه عشان يروح يستلمه.

– أني سيف فيهم يا خاينة يا مجرمة؟ أمال كان بيحارب بإيه، بالاستبن؟ مش عارفة تصمدي شوية عشان السلام… وحياة أبويا، السلام خسارة فيكي وفي أهلك…

منقول عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

جميع المسيحيين الذين اختطفوا في اللاذقية اختطفهم … هلال الأسد

نزار نيوف

تأكدت اليوم، من مصدر رسمي “شبيح” أن المسيحيين الذين اختطفوا في محافظة اللاذقية، وبلا أي استثناء، وقف وراء اختطافهم هلال الأسد وضباط من المخابرات العسكرية، ولم يكن لأي جماعة مسلحة أي علاقة باختطافهم.

هلال الأسد وثلاثة من ضباط الأمن العسكري، واثنان من فرع أمن الدولة، و واحد على الأقل من الأمن السياسي، شكلوا مجلس iraqإدارة لعصابة خاصة (غير عصابة”الهاغاناه” الصهيونية التي تسمى “جيش الدفاع الوطني”) مهمتها اختطاف الأثرياء المسيحيين والإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية.

مجموع ما حصلته العصابة من وراء هؤلاء حتى الآن 185 مليون ليرة. وأحد المخطوفين ، وهو تاجر، دفع أهله 50 مليون لإطلاق سراحه. علما بأن المكتب الخاص لبشار الأسد على علم بهذه العمليات، ويوفر التغطية الأمنية لها. ( جميع المخطوفين جرى إبلاغهم عند إطلاق سراحهم: أي حرف يخرج من أفواهكم بعد الإفراج عنكم، سيكلفكم هذه المرة طلقة في الحلق وخبر صحفي يؤكد أنكم انتحرتم بسبب مشاكل نفسية ناجمة عن الإفلاس المالي!).

ملاحظة : الإعلان الذي نشره موقع”الحقيقة” مطلع الشهر الجاري، والذي يتعهد بدفع مئة ألف دولار لمن يقتل هلال الأسد، أو عمار الأسد، أو أي مافيوزي من هذه العائلة، هو لأحد هؤلاء التجار المختطفين سابقا، فاقتضى التوضيح بهذه المناسبة.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

حكايا-الحوار اولاً

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

المحبة في الإسلام والمسيحية

كلما شاع مفهوم الجنس أكثر كلما تراجعت مكانة الحب في المحيط الذي ينمو فيه الإنسان الداعي للمحبة, لذلك الجنة في الديانة الإسلامية عبارة عن (ماخون-ماخور) يمارس فيه المسلمون لذتهم الجنسية ويشعرون باللذة المؤقتة أو النزوة المؤقتة ذلك بسبب ممارسة الجنس بشراهة مع نساء لا يحصى عددهن ولا يوصف جمالهن,فالحب شيء وعالم مستقل بذاته والجنس شيء وعالم آخر مستقل بذاته وشتان ما بين الثرى والثُريى, لذلك مفهوم الحب معدوم جدا في الديانة الإسلامية ولم نسمع عن جزاء من الله لأي مسلم بأن يمنحه محبته أو بأن يعيش في الجنة قصة حبٍ مثيرة, أما في الديانة المسيحية فالأمر مختلف ذلك أن مفهوم المحبة منذ البداية أعطاه الرب لمحبيه ووزع محبته على قلوب كل الناس حتى ألد أعداءه.

ازدادت القيمة النفسية والأخلاق العالية في مفهوم الحب لدى الديانة المسيحية بسبب تقشف هذه الديانة وابتعادها عن ممارسة لذة الإشباع من كل شيء,لذلك برزت القيم العاطفية والسلالات العاطفية كثيرا في الديانة المسيحية, طبعا الديانة الإسلامية لا تعطي للحب أي أهمية ذلك أن الحب لديها هو فقط عبارة عن زنا وفجور وخلاعة , بينما المسيحية جعلت من الحب طوائف فلسفية ومذهبية ليس فقط لا غير في العلاقة بين الجنسين بل أيضا امتد هذا الشعور وعبر القبائل والعادات والتقاليد وصار بوسع المسيحي أن يحب الأجنبي,وتمادى الحب في الديانة المسيحية أكثر فأكثر حتى وصل وعبر القارات الكبرى, ومما زاد المسيحية شعبية أكبر هو في قدرة مصطلح الحب لديها في الوصول إلى أعداء المسيحية في كل مكان,بل وحتى أن كل المعادين لبعضهم قد وصلتهم نسمة من هذا الحب الذي سمى بالإنسان وجعله لأول مرة في التاريخ يتجاوز الجنس والجماع والنكاح, بينما أصر الإسلام في منتهى التبجح إلى رفض استعمال مصطلح الحب وجعله نكاحا وسفاحا واقتصر مصطلح الحب في الإسلام فقط لا غير على العلاقات الشخصية بين الآثمين والزنادقة والكفار, ولم يجعل الإسلام من الحب مذهبا فلسفيا بل جعله في صورة أدنى من الإنسان والإنسانية جمعاء وعليه كشف الإسلام عن نيته في اجتثاث الحب وزرع البغيضة والكراهية بمحله.

والله في الديانة المسيحية عبارة عن محبة تكمن معاني هذه المحبة في قلوب المحبين للإله,أما في الديانة الإسلامية فالله ليس محبة بقدر ما هو منتقم من الناس ومعاقب لهم على أعمالهم وعبارة عن سجان يعذب من في القبور, وهكذا تتسع الفجوة بين الديانة المسيحية والإسلامية بأهم ركن وعقيدة في الديانة المسيحية وهي المحبة الخالصة في قلب الإله المحب حين ينعم بمحبته على كل الناس ويعطيها لمن كان مستحقا لها ولمن كان بنظرنا غير مستحقٍ لها, ذلك أن الرب وحده يعرف أكثر منا من يستحق المحبة ومن لا يستحقها ونحن بهذا حين تصيبنا محبته نصبح قادرين على رد الشكر له عبر تلاوة الصلوات التي تؤكد طبيعة شكرنا لهذا الإله.. الله من محبته قيل عنه: “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.” (يو13:15) وهو بذل نفسه عنا مأكلًا حقًا ومشربًا حقًا ليعطينا حياته.

وكلمة(عدن)معناها في السريانية والعبرية(الفرح والبهجة والسرور) بينما في الديانة الإسلامية معناها الجنة بكل مكوناتها بما فيها الحور العين والنساء الجميلات وهنا تكمن الخطورة حيث النساء وجنة عدن في الديانة الإسلامية معناها شيء مناقض للحب وللمحبة وهي عبارة عن فندق يزاول فيه المهووسون للجنس نزواتهم, لهذا السبب هبطت قيمة الحب في الديانة الإسلامية لتعني شيئا واحدا وهو ممارسة الجنس دون الشعور بالحب,لترتفع عند الديانة المسيحية لِما هو أكبر وأنقى من ذلك كله.

وتهبط قيمة الإنسان حين تهبط معاني المحبة في قلبه لذلك أود التنويه هنا إلى مسألة حساسة جدا وهي أن آدم هبط في الديانة المسيحية من السماء إلى الأرض حين هبطت المحبة في قلبه بينما كافة المِللْ والنِحلْ الأخرى في الديانة المسيحية ترى أن آدم نزل من السماء إلى الأرض بسبب الخطيئة,وهنا مفارقة يجب أن ننتبه لها جميعا,وكلما فقد الإنسان محبته للرب كلما ازدادت في داخله الكراهية وملأ الحزن والهم قلبه,وكلما زادت محبة الإنسان لخالقه كلما تراجعت دائرة الحزن في قلبه وقلّت مساحتها,واللذة التي يشعر فيها المسلم في الجنة عبارة عن لذة مؤقتة ذلك أن كل اللذات على تعدد أنواعها عبارة عن شعور مؤقت بينما المحبة الصادقة تدوم أكثر وأكثر.. وأكثر من أي وقتٍ مضى, واللذة تنحصر في قلب وذوق وأنف مستنشقها بينما المحبة تنعكس من قلب صانعها إلى قلوب كل الناس, وهنا جنة المسلمين عبارة عن تلذذ بسيط بينما جنة المسيحيين نعيم دائم,هذه على الأقل النتيجة التي يخلص إليها أي دارس للدين المسيحي والإسلامي.

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=111609

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293273

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=179967

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=122566

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment