لحظه القاء القبض على المجرم الذي قتل الاعلاميه نورس النعيمي

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

منعطفات خطيرة في تاريخ الشعب العراقي

قراءة في كتابccc

 عرض عادل حبه
صدر مؤخراً في مدينة سانت بطرسبورغ، العاصمة الشمالية لروسيا الاتحادية، كتاب باللغة العربية بقلم الفقيد رشيد رشدي بعنوان “منعطفات خطيرة في تاريخ الشعب العراقي – اطلالة تاريخية”. وتصدرت الكتاب مقدمة بقلم الدكتور نمير العاني. إن هذا المؤلف ما هو إلاّ إطلالة للكاتب الفقيد عبّاس علي هبّالة ( رشيد رشدي) على أحداث عاشها أثناء انخراطه في النشاط السياسي في العراق وفي صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي وحتى رحيله في روسيا عام 2011. ويُلقي الكاتب في هذا المؤلف أضواءاً على محطات تاريخية مهمة من تاريخ العراق، ويعرض وجهات نظره حول العديد من الأحداث البارزة في العراق والأحداث العالمية التي لها صلة بحاضر العراق ومستقبله. كما يركز الكاتب في مؤلفه على أحداث خطيرة عايشها في العراق، ومن أبرزها محاولة الانقلاب التي أقدم عليها عبد الوهاب الشواف في آذار عام 1959 في مدينة الموصل للإطاحة بحكومة عبد الكريم قاسم.

الفقيد عبّاس علي هبّالة ( رشيد رشدي)
1932 – 2011
يورد الدكتور نمير العاني في المقدمة المنشورة في صدر الكتاب نبذة من حياة الكاتب وسيرته السياسية و “تجواله” في سجون ومنافي العهد الملكي وما بعدها، وكان آخرها في سجن عبد الوهاب الشواف في الموصل اثناء العصيان في آذار عام 1959 ، حيث اطلق سراحه مع مجموعة من المعتقلين في الثكنة الحجرية في الموصل، ونجوا من موت محقق على يد الانقلابيين بمبادرة مجموعة من الجنود موالية للجمهورية حيث ” دخل المهاجمون من جنود وضباط صف كتيبة الهندسة الى الثكنة الحجرية من جهة النهر بقيادة رئيس العرفاء الشجاع حرز شموط واربكوا محمود عزيز وزمرته وكانوا يهتفون عاش الأحرار ..عاش الأحرار”. وأضطر الفقيد بعدها إلى الهرب خارج العراق بسبب شروع سلطة عبد الكريم قاسم بملاحقته وللكثير ممن شاركوا في التصدي لمؤامرة الشواف بعد الانعطافة في سياسة عبد الكريم قاسم في صيف عام 1959. وحط المقام بالفقيد في الاتحاد السوفييتي، وبقي في روسيا الاتحادية حتى وافاه الأجل في العاصمة موسكو في عام 2011. ويشير الدكتور نمير العاني في تقديمه للكتاب إلى انطباعاته عن شخصية الكاتب ويقول:” لقد عاش الرفيق عباس علي هبّالة حياة عفيفة زاهدة، إلاّ أنها كانت في الوقت نفسه مفعمة بحب الوطن والايمان بمبادئ الحزب وانتصار الاشتراكية”. ويبدي الدكتور نمير العاني انطباعاته عن الكتاب ويقول:”…إنه أقرب إلى سرد بعض وقائع هذا التاريخ، مقرونة بانطباعات الكاتب عما عايشه، منها مع محاولات محدودة هنا وهناك لتحليل جزء من هذه الوقائع بغية الوقوف عند أسبابها وما أدت إليه من نتائج..”.
ويشارك الفنان عبدالله حبه أنطباعات الدكتور نمير العاني عند الحديث عن شخصية الفقيد عباس علي هبالة. ففي الرثاء الذي نشره عبدالله حبه اثر وفاة هذا المناضل في عام 2011، اشار إلى : “ان من أكبر خصال عباس هبّاله هو الوفاء والاخلاص والصدق مع الآخرين، وقد تجلى ذلك في تعلقه حتى الوفاة بقضية حزبه. وكان يؤمن بان الخيار الاشتراكي هو الصحيح بالنسبة الى وطنه، وبأن سياسة الحزب يجب ان تتواصل وان مستقبل العراق يرتبط بنشاط الحزب الشيوعي دون غيره من القوى السياسية في البلاد. ان تمسك عباس بحزبه حتى النفس الاخير ظاهرة فريدة في زماننا حيث انتقل بعض الرموز المعروفة فور انتكاسة الحركة الشيوعية العالمية إلى التشنيع بهذا الحزب وقياداته والتركيز على اخطاء الماضي وهي كثيرة. وقد أصيب عباس بالاحباط لدى سقوط المعسكر الاشتراكي وزوال الاتحاد السوفيتي وكان يردد ان الاشتراكية ستعود لأن المشكلة الرئيسية في المجتمع الانساني اي ازالة الفقر واحلال العدالة الاجتماعية لن تحل في ظروف الرأسمالية ابدا. والاشتراكية الحقيقية وحدها قادرة على حلها”.
يقع الكتاب في 328 صفحة، ويتضمن أضافة إلى المقدمة 39 فصلاً. وغطّى الكتاب منعطفات تاريخية في تاريخ وادي الرافدين ليلقي الكاتب الضوء على انتقال العراق من هيمنة الاستبداد الشرقي في ظل السيطرة العثمانية إلى هيمنة الاستعمار الغربي بعد احتلال بريطانيا للعراق، وما أعقبه من ثورة الشعب في العشرين من القرن الماضي التي انتهت باستيراد ملك للعراق. كما يعرج الكاتب على أحداث كبرى كثورة 14 تموز عام 1958 وانتكاستها، ويختتم الكتاب بمعاناة العراقيين بعد اسقاط النظام على يد القوات الأمريكية الغازية في عام 2003. وتحتل مدينة أم الربيعين – الموصل الحدباء مكانة خاصة لدى “فتى سوق الشعارين” في كتابه، باعتبارها مسقط رأسه والحاضرة العراقية التي ترعرع فيها ونهل من ثقافتها وعاداتها وأبداعات مثقفيها وفنانيها ورموز التنوير فيها، والبيئة التي بلورت شخصيته وخياراته، والتي عمل فيها مع والده وأخوانه الكسبة في دكاكين القصابين .
وعند الحديث عن أم الربيعين يشير الكاتب إلى ما يلي :”وقد صوّر كثير من الكتاب والمؤرخين سكان مدينة الموصل فأضفوا عليهم طابع العصبية والانغلاق القومي والتقوقع في الطابع الاقليمي والانعزالية والافراط في التدين وصولاً إلى البخل!… غير أن سكان الموصل، مثل غيرهم من سكان الحواضر العراقية يمتازون بقدر كبير من التسامح وطيبة المعشر والوطنية الجياشة. علماً أن التاريخ قد خص كل مدينة عراقية بصفات وتقاليد اجتماعية معينة لا تخرج بمجموعها عن الطابع العراقي الأصيل الذي يميز سكان العراق ككل، بالكرم وحسن الضيافة ومساعدة الضعيف ومفردات المروءة والشرف والكرامة والتسامح الديني والطائفي والأثني. يعيش في الموصل منذ غابر الزمن العرب والكرد ومسلمون ومسيحيون وكلدوآشوريون وتركمان وسنة وشيعة….”. ويضيف قائلاً”..إن تاريخ الموصل زاخر بالعطاء الفكري والتنويري والنضال من أجل التحرر والانعتاق في زمن السيطرة العثمانية… ويعيش فيها منذ غابر الزمان العرب والكرد ومسلمون ومسيحيون وكلدوآشوريون وتركمان وستة وشيعة..”.
ويستذكر المؤلف، بالاستناد الى مؤلفات مؤرخين، شخصيات اجتماعية واقتصادية وثقافية وصحفية وعلمية وفنية ذات اتجاهات فكرية وسياسية متباينة. ويشير إلى رواد حركة التنوير والديمقراطية في الموصل من أمثال الروائي ذنون أيوب ويوسف الحاج ألياس وجرجيس فتح الله وعبد الفتاح ابراهيم وحسن زكريا وداود الصائغ والفنان يحيى ق العبدالله وسليم الفخري وآخرون، إلى جانب شخصيات تنتمي إلى تيارات أخرى من أمثال عبد الجبار الجومرد وصديق شنشل ويوسف الحاج ألياس وعبد الرحمن الجليلي وسليمان فيضي وصديق الدملوجي وآخرون.
كما يشير المؤلف إلى تجربته مع التيار القومي في مدينته الموصل في يوم 14 تموز عام 1958 ويقول:”وفي عصر ذلك اليوم جرت لقاءات بين ممثلي جبهة الاتحاد الوطني في الموصل بمبادرة من منظمتنا. وكان موقفنا مواصلة عمل الجبهة في ظروف جديدة لصيانة الجمهورية وتحقيق لأهدافها ومدّها بالدعم السياسي وبكل السبل وشل أيادي من يتطاول عليها والحذر كل الحذر من التدخل الأجنبي والوقوف سداً منيعاً بوجه المؤامرات ووأدها والإجهاز عليها. لكن ممثل حزب البعث اعتبر الثورة عربية وحدوية اسلامية وان جبهة الاتحاد الوطني نفذت دورها وانتهت!!.”. ولكي يفرض هذا التيار أجندته، فإنه لم يلجأ إلى مناقشة برنامج الطرف المقابل ومجادلته بشكل حضاري، بل راح يطرح شعارات غير عملية واتهامات مفبركة كالمطالبة بالوحدة الفورية الاندماجية مع العربية المتحدة أو الاتهامات بحرق القرآن و “الشعوبية” و “أعداء الوحدة” و “أخوان اليهود” و “عملاء موسكو وأذنابها” كما يشير الكاتب.
و يشير الكاتب إلى أنه قد انضمت إلى هذه الموجة ورفعت شعاراتها شخصيات لا علاقة لها بالقومية ولا بشعار الوحدة ولا بالدين. فلم يقم عبد الوهاب الشواف بمد الجسور مع التيار القومي والاسلامي في الموصل لقناعته بنهج هذا التيار، كما يشير الكاتب قائلاً :”لم يكن الشواف بعثياً ولم يكن بسليقته وحدوياً، ولو أسند له أحد المناصب المهمة يرضي طموحه لوقف ضد الوحدة الفورية وضد عبد السلام عارف والبعث ولأصبح قاسمياً متطرفاً”. فهذا التحرك للشواف جاء لعامل ذاتي نتيجة لعدم قناعته بمنصبه على رأس حامية الموصل بعيد ثورة تموز بعد أن رفض عبد السلام عارف مقترح عبد الكريم قاسم بتعيين الشواف حاكماً عسكرياً للبلاد. فالخلاف كان بين الشواف وعبد السلام عارف وليس بين الشواف وعبد الكريم قاسم. وكما يشير الكاتب :” الكل يعرف أن عبد الكريم قاسم عيّن الشواف بمنصب الحاكم العسكري العام إلا أن عبد السلام عارف شطب أسمه. ومن هنا لا يحق للشواف أن يحقد على قاسم بل كان عليه أن يعالج الوضع السائد آنئذ بالحكمة”.
كما يتناول الكاتب التحولات التي طرأت على بعض أطراف التيار القومي العربي بعد ثورة 14 تموز 1958 ويشير إلى مآل حزب البعث قائلاً:”أما حزب البعث فقد طرأت عليه في ذلك الوقت تغييرات جذرية، ومن أبرزها أنه فقد صفته كحزب سياسي وتحوّل إلى عصابات للقتل والاغتيال والاستفزاز وأصبح من أدوات التآمر على الجمهورية العراقية الوليدة. وقطع علاقاته مع أحزاب جبهة الاتحاد الوطني وبالذات مع الشيوعيين والديمقراطيين وحتى مع بعض قادة حزب الاستقلال. ويستند الكاتب إلى حديث للمرحوم عامر عبدالله مع فؤاد الركابي في عام 1965 قائلاً:” التقيت بفؤاد الركابي الذي أكد في معرض استذكاره لهذه الواقعة بأنه كان وآخرين من قيادة حزبه قد توصلوا إلى أن أفضل ما كان يمكن فعله بعد انتصار ثورة تموز 1958 هو اقامة رابطة اتحادية مع الجمهورية العربية المتحدة باعتبارها الرابطة الوحيدة والمناسبة، وانهم عرضوا الفكرة على ميشيل عفلق لدى زيارته للعراق بعد ثورة تموز 1958 فرفضها بشدة وعنف ودعا من التقى بهم الى العمل من أجل وحدة اندماجية فورية حتى ولو اقتضى الأمر ربع قرن من الكفاح ضد الشيوعيين”. ويستطرد الكاتب:” وارتكب حزب البعث سلسلة من المغامرات منها: دعم عبد السلام عارف قبل وأثناء وبعد اقصائه من مناصبه واعتقاله، ودعم تحركات رشيد عالي الكيلاني بعد عودته من القاهرة، ثم انغمر في مؤامرة الشواف حتى النخاع، ونفذ مؤامرة اغتيال عبد الكريم قاسم…. تحت شعار الانتقام وتصفية الدخلاء والشعوبيين وعملاء موسكو وأعداء الله!!!”.
هذا المنحى المتطرف والاستناد إلى قوى خارجية وإلى قوى رجعية في الداخل، لابد وأن تجد لها ردود فعل عند أطراف أخرى لتقع هي الأخرى فريسة لهذا التطرف. ويورد الكاتب بهذا الصدد قائلاً:” وكان لتلك النشاطات ردود فعل من المقابل وربما لا تخلو من تشنجات هي الأخرى. وعاشت المدينة حالة من انعدام الاستقرار وانقسم الشعب وانقسمت البيوتات وحتى العوائل، هذا مع البعث وذاك مع الشيوعيين، هذا مع الوحدة الفورية وذاك مع الاتحاد الفدرالي. وغابت الحكمة وحلت محلها التشنجات والعداء بين أبناء المدينة الواحدة وحتى بين الأقارب. وضاعت الوحدة وضاع الاتحاد الفدرالي وتم تأجيلهما إلى نصف قرن وربما أكثر…. ولكن رائحة الدم كانت تفوح وعناقيد الغضب تنضج ومرتسمات الاصطدام تلوح في سماء الموصل الجميلة العريقة والوادعة، وكان نهر دجلة يقول كلكم أولادي وتشربون مائي، ماذا حل بكم؟. ولكن أولاده صموا آذانهم ولم يسمعوا دجلة وحكمته. واستغل بعض رجال الدين في الهجوم على الشيوعية والشيوعيين في جامع الياور مثلاً وفي القطعات المسلحة وغيرها”.
وتبعاً لذلك فهذا الخزين التنويري الذي يشير إليه الكاتب لم يكتب له الاستمرار وتراجع، وغلبت عليه قوى الردة والتخلف، كما هو الحال في كل أرجاء العراق. فلم نعد نسمع من أم الربيعين ذلك التراث الرائع من الثقافة والطرب الموصلي العريق لأحفاد اسحق الموصلي بسبب طغيان التطرف وموجة المحرمات والفتاوي الرجعية وانعدام التسامح والحوار وطغيان العنف على المدينة، خاصة منذ أن حشرت المدينة وأهاليها في هذه الأجواء بعد العصيان الذي أعلنه الشواف في 8 آذار عام 1959، والذي أدى إلى عرقلة مسيرة التنوير والتقدم ليس في مدينة الحدباء وحدها، بل في عموم العراق. وهذا ما أدى تدريجياً إلى تعرّض المدينة إلى موجة ظلامية حتى سقوط النظام السابق وما بعده مما أدى إلى خراب مادي وضحايا هائلة في الأرواح وشل كل أنشطة الابداع الإنساني والامعان في التغيير الديموغرافي الخطير. وتحولت المدينة في الآونة الأخيرة إلى مصدر وحاضنة لأبشع أنواع التطرف الديني في تاريخ البلاد. وكما يشير مسؤول محلي في محافظة نينوى قبل أيام إن”: تنظيم دولة العراق الاسلامية في العراق وبلاد الشام يجبي شهرياً تسعة ملايين دولار من الأتاوات وعمليات الابتزاز والنهب من أهالي المدينة وذلك لتمويل العمليات التي تقوم بها في العراق وسوريا”.
إن هذه التطورات السلبية التي يشير إليها الكاتب ما هي إلاّ استمرار لسلوك التيار القومي والاسلامي المتطرف بعد ثورة تموز طريق فرض أجنداته وخياراته بالقوة وأقصاء كل من يخالفه في الرأي، وتدبير الانقلابات العسكرية والمؤامرات المدعومة من الخارج لفرض ديكتاتوريته. ورفض هذا التيار لغة الحوار الديمقراطي والنقاش المثمر بين أبناء البلد لبنائه والرجوع إلى رأي الشعب وإرساء أسس الديمقراطية في المجتمع العراقي. لقد انحدر الشواف إلى هذا المنعطف الخطير دون أن يدرك عواقب هذا الانحدار، شأنه في ذلك شأن العديد من التيارات السياسية، ليقع في الفخ ويتحول إلى أداة تنفذ أجندات خارجية كوكالة المخابرات المركزية والبريطانية ودول محافظة في المنطقة ومخابرات عبد الناصر وأطراف خارجية وجهات مشبوهة كما أكدتها وثائق رسمية نشرت أخيراً لتدفع بالبلاد أكثر فأكثر إلى جادة العنف والفوضى بدلاً من جادة التسامح والتعايش والتنمية والسلم الاجتماعي، وتمهد للكارثة الوطنية في 8 شباط عام 1963 التي لم تحقق حتى أبسط رغبات وآمال التيار القومي، وعادت بالخراب على البلاد والقتل الجماعي للتيارات الديمقراطية والعنف الذي طال جميع التيارات السياسية.
إن عصيان الشواف في آذار عام 1959 لم يكن بسبب مهرجان أنصار السلام في المدينة ولا بسبب الخلاف على الوحدة أو الاتحاد الفدرالي ولا بسبب معزوفة “الحاد” الشيوعيين، بل هو بالأساس حول المسار اللاحق للعراق بين تيارين رجعي متخلف مدعوم من أوساط محافظة في الداخل و أوساط تعارض أي تطور وتنمية في البلاد في الخارج، وبين تيار يسعى الى التنمية والحداثة والتنوير. لقد جرى التحضير للعصيان وللمؤامرات ضد الحكم الجديد منذ اليوم الأول لانتصار 14 تموز المجيد. وكان ضحية هذه المؤامرات بالدرجة الأساسية قوى التقدم والتنوير والحداثة في المجتمع، التي قدمت تضحيات جمّة

الشهيد كامل قزانجي
في الموصل . ففي اليوم الأول من العصيان جرى اغتيال الشخصية الديمقراطية والمسالمة وأحد اقطاب حركة السلم العراقية الشهيد كامل قزانجي. وتبع ذلك عمليةات قتل جماعي للشيوعيين والديمقراطيين. ويُشار في الكتاب إلى أن :”ارقام الضحايا التي قدمها الشيوعيون واصدقائهم دفاعاً عن الديمقراطية 320 قتيلاً في التاسع والعاشر من آذار 1959و 139 محكوماً نفذ فيهم حكم الاعدام و 900 شهيداً قتلوا اغتيالاً بين 1960 – 1963″. ومن اللافت إن هذا الهجوم المتكرر في العراق على الشيوعيين والديمقراطيين سواء بذرائع دينية أو قومية وباتهامات مفبركة كان طوال تاريخ العراق الحديث بوادر على حدوث ردة وكارثة وطنية ومأساة وخراب وقتل يحرق الأخضر واليابس في العراق.
ولم يتعرض للقتل والانتهاك من أنصار العصيان ومن دبروا وشاركوا فيه سوى بضع عشرات، ويدين الكاتب هذه الممارسات العنفية الشاذة قائلاً:”وأسارع القول إن قتل 17 شخصاً من السناجرة وآل السنجري والكشاملة (آل كشمولة) وغيرهم في الدملماجة يوم 14 آذار لم يكن مبرراً وكان أكبر خطأ ارتكبته المقاومة الشعبية وقادتها، وهو عمل مدان ومرفوض”.
وهكذا لم تجن مدينة الحدباء من هذا التطرف والعنف لا تحقيق أحلام الوحدة ولا “انقاذ” الدين كما يدّعي البعض، بل فرض عليها منذ ذلك التاريخ وحتى أيامنا هذه سيطرة غلاة العنف والتطرف وأمراء القتل وأتباع “داعش” لينشروا شرورهم على كل أبناء المدينة وبمن فيهم أولئك الذين وقفوا إلى جانب عصيان عام 1959. ومن المؤسف أن يكرر بعض السياسيين نهج التعويل على العامل الخارجي لتنفيذ طموحاتهم، وهو استمرار لنهج ضار بالوطن وبالحفاظ على النسيج العراقي مارسه التيار القومي والديني المتطرف بعيد انتصار ثورة 14 تموز 1958.
إن الكتاب هو تدوين لأحداث ومنعطفات كثيرة عراقية وعربية ودولية عاشها وشهدها الكاتب، وأبدى رأيه فيها في منعطفات خطيرة من تاريخ العراق. وهو مؤلف يستحق القراءة والاطلاع عليه بغض النظر عن الاتفاق أو التباين مع وجهات نظره.
22/12/2013

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

من يعطي هو الرابح دوما لا من يأخذ

قصة جميلة من الأدب التركي

سئل أحد الحكماء يوما : ماهو الفرق بين من يتلفظ بالحب ومن يعيشه ؟ قال الحكيم سوف ترون الان

ودعاهم إلى وليمة، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم ، وجلس إلى المائدة، وهم جلسوا بعده… ، ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر ! واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة ! حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا ، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض !! وقاموا جائعين في ذلك اليوم ، قال الحكيم والآن انظروا ! ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة ، وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة ! فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ، وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله .. وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب : من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الاثنان معا

عدنان آدم – مفكر حر

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

باسم الشرع والقانون شاع الفساد وصار مشروعاً علنياً

تفوح رائحة القهر والعفونة من حولنا كل يوم , ويسود اضطهاد السلطة للرجل واضطهاد الرجل للمرأة بحكمه الذي صار سارياً عليها قبل حكم القانون الذي جعل من طاعة المرأة له قبل طاعة القانون , فصارت عبودية المرأة وقمعها مضاعفا عن ما هو عليه للرجل , وكلما زاد قمعها واضطهادها , كلما زاد حصارها وزادت مخاوفها وخفت صوتها إلا فيما ندر , فتدور الدائرة بنا بفراغها اللامتناهي لتشكّل بنا دوامة وحلقة لا فكاك منها , فتتعدد أشكال الاضطهاد وتتنوع في عالمنا العربي الذي أصبح اللامعقول فيه مألوفاً دون التفكير والشك فيه .
منذ خمسة عشر قرنا ونحن نرضخ لنفس المفاهيم والتعاليم التي تضمّنت بضع كلمات يريدون لها الإعادة والتكرار , دون أية إضافة عليها ولا نقصان فيها , فلا يزال الإنسان العربي يسمع أينما كان, سواء في المدرسة أو في الشارع أو الجامع, كلمات ومواعظ منها, واهجروهنّ , واضربوهنّ , وعظوهنّ , فتدخل هذه المفردات في عقله الباطن وتستقر في ثنايا تفكيره ومن ثم تكوّن له طريقه , وعلى أساسه يتم التعامل مع أخته أو زوجته, وحتى في أحياناً كثيرة مع والدته , فتكونت على أساس تلك الكلمات نظرة الإنسان العربي للمرأة على إنها كائن ضعيف لا يساويه في أية حال من الأحوال وإن علا شأنها وإن تفوقت عليه , وكذلك نظرة الكثير من النساء لأنفسهنّ , وحق الرجل صار مشروعاُ وفق مفاهيم اعتبروها مطلقة, وإن لا يُسأل الرجل حتى فيما ضرب امرأته , متناسين عن قناعة بأن قانون الحياة الثابت هو التغيير وفق متطلبات الزمن وعلى أساس التجديد والتطور نحو الأحسن , لكنهم اعتقدوا بالثبات المطلق , وبات لا يأخذ بعين الاعتبار بأن الحياة قد تغيرت , ووضع المرأة قد تغيّر بعد ان تبوأت ميادين عديدة ووصلت إلى أن تكون رائدة للفضاء وللعديد من الوظائف والدرجات المهمة التي استوجبت علينا أن نُغير معها تلك المفاهيم التي جاءت بزمانها ومكانها المختلفين عن زماننا ومكاننا اليوم .

شوهت هذه المجتمعات الحقوق الإنسانية, وفرّقت الإنسان عن أخيه الإنسان ,وعلى أساس الجنس والطائفة والطبقة والديانة كان التفريق قائماً , ولا يزال , وصار لنا العدل مطلباً بعيد المنال , فمن خلال استعراضنا للعصور القديمة التي كان للمرأة فيها مشاركات عديدة مع أخيها الرجل , نتلمّس منها حقيقة المرأة التي أرادوا لها التشويه , بعد ان سُلبت حقوقها وإنسانيتها , فآل وضعها إلى الانحطاط وهيمنة الرجل عليها من خلال تلك الحلول العكسية التي صارت وباءً علينا وصرنا نحل مشاكلنا بمشاكل اكبر منها .
فلو استعرضنا تاريخ هذه الشعوب سنجد اختلافات كثيرة من ناحية طبيعة الحياة من مأكل وملبس وطريقة العيش في جميع مرافئها , بعد ان تأثرت بقانون الحياة المتغير دوماً ,والمتطور بالقيم الاجتماعية , والاقتصادية , والثقافية , والسياسية , ولكل بلد وظرفه ومؤثراته .
ولكن بعد ان تطورت مجتمعاتنا وبعد الزيادة السكانية والتضخم الطبيعي احتاجت هذه المجتمعات , مُجبرة ,على خروج المرأة ومسايرة التطور, وبعد ان أنهكها السير على ساقٍ واحدة , مما أضطرها إلى أن تتعكز على المرأة , وبدأت تتضاءل المفاهيم التي استندت على الشريعة تدريجيا , بالإضافة إلى نضال المرأة ومطالبتها بالمساواة بعد التغيير الذي طرأ على عقليتها والانفتاح الذي لمسته المجتمعات بحكم تطور الحياة بالفترة الأخيرة , فأسفرت وخرجت للعمل وأصبحت بأحسن حال من السابق , ولكن سرعان ما انتبهت لها القوى الظلامية التي تتضارب مصالحها مع تطور هذه المجتمعات لأنها ستنعكس سلباً على تلك المصالح , فبدئوا بقتل عقول النساء أولا ومن ثم إزهاق أرواحهنّ باسم الشرف والفضيلة , والمشرع اتخذوه حجة ووسيلة للهيمنة على عقول النساء والرجال معاً .
لهذا السبب نجد تبرير البعض مُضطراً لذلك التبرير , بقوله بأن النصوص القرآنية قابلة لعدة تفسيرات وتأويلات , متجاوزين الآية القائلة بأن القرآن كتاب مبين , ولكن كيف العمل ومسايرة تلك العقول ؟ فمن غير المعقول أن يستمر العمل بتلك النصوص التي كان الإنسان حينذاك يحارب بالسيف والخيل ويعيش ألخيام, واليوم انتشرت التكنولوجيا الحديثة وصناعة الأقمار والخ ….. من تطور , فبالرغم من ما توصل له العالم من اختراعات , توصلنا نحن إلى اختراع تعدد التفسيرات, فالبعض يقول بأن نصوص القرآن أحيانا تكون غامضة وأخرى تكون صريحة , وبعض الآيات تنتفي بانتفاء حاجتها !!, وعلى الفقيه ان يستوعب غموضها وغاية المقاصد منها , رغم ان القرآن لسان عربي مبين كما جاء في أحدى نصوصه , ومن ثم لا يعلم تأويله إلا الله !! فكيف يكون مبين ومن ثم لا يعلم تأويله إلا الله ؟ وما الفائدة من تلك التناقضات والحيرة التي لم تعطي الحلول لجميع الأمكنة والأزمنة وجعلت من شعوبها تراوح في مكانها وتكون كما هي حالها اليوم ؟
كيف لهذه الحجج أن تنطلي على العقول, ولأفكار أو خطابات مطلقة بصحتها تكون قابلة لعدة تفسيرات, ولكل حسب اجتهاده وفهمه ؟
وكيف استطاع الرجل ان يلعب دورا بارزا في تغيير تلك النصوص وتفسيرها حسب أهوائه الذكرية ووفق الزمان والمكان , لتكون وليدة للعادات والتقاليد فقط , ولأنهن سيتأثرون حتماً ببيئتهم وتربيتهم وما تلقوه في محيطهم .
وبالرغم من هذا فإن بعض العقول سكنت على أفكار لا يجرؤ صاحبها على الطعن بها , ففقد حواسه وقدرته على التغيير والإبداع , وأصبح عبداً للقديم بعد أن قُمعت حرية التفكير لديه ليتوقف بسبب أيمانه على ثوابت ما تعلمه فقط ,حيث كلما ازداد أيمانه كلما ازدادت مخاوفه .
هذا القديم الذي علينا اقتلاعه بعد أن تبلدت بالخوف أحاسيسنا , فخسرنا قدراتنا الموروثة والكامنة في نفوسنا , بعد ان تشبثنا بالموروث الخاطئ , فلهذا نحن شعوب نتاج هذا التراث والمحيط , نحن نتاج لما نتج عنه هذا الواقع الذي صار الإنسان فيه يتوجه لأخيه الإنسان ويصب عليه غضبه , فتزداد أوهامه وتزداد بها مصائبه .

إبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا .. به نهزم التخلف وننصر الإنسانية

فؤادة العراقية (مفكر حر)؟

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

ملابس النساء في الصيف والشتاء

هل تعلم عزيزي القارىء أن تمثال الحرية هو تمثال امرأة وليس رجلاً , وأن المنحوتات المعبرة عن الحرية هي التي تحمل صوراً للنساء ؟

إن تعري المرأة وكشف مفاتنها لا يعتبر عورة ولا إهانة وإنما الإهانة حين يعتبر فقهاء الصحراء البدويين أن جسم المرأة كله عورة, فالإهانة تحدث هنا وليس هناك.
ليس للملابس علاقة بالأخلاق العامة ولا هي تحديداً لمستويات الأخلاق العامة لقد بدأ الإنسان يرتدي الملابس من أجل حمايته إما من البرد الشديد وإما من أشعة الشمس , يعني أن الملابس ليست بسبب تغطية عورة الرجل أو المرأة وليست للزينة وليست قانوناً منزلاً من الله فالانسان البدائي لم يكن يعرف شيئاً اسمه العورة لأن العورة من مخلفات الإنسان الحديث واختلفت بعد ذلك مظاهر الإحساس بالعيب من أمةٍ إلى أمةٍ ومن شعيبٍ إلى شعبٍ آخر وتراوحت نسب الاختلاف بين الشعوب على تحديد مظاهر العيب والخجل كما سنرى الآن.

وكلما إزدادة المرأة إختفاء في الملابس كلما زاد إقبالها على مظاهر التجميل , ولنلاحظ ذلك في المرأة المُنقبة حيث تعمل على زيادة نسبة الكحل في العينين تعويضاً عن الأجزاء المختفية من حول العينين ومعظم المُنقبات تكون عيونهن شيئاً يخطفُ الأبصار , وكذلك للنساء اللواتي يلبسن الحجاب , فلابسات الحجاب يظهر جمالهن من خلال التفنن في لبس الحجاب من أجل لفت أنظار الرجال إليهن وهذا يعني أن مظاهر التخفي في الألبسة ما هي إلا نفاق اجتماعي كاذب تحاول المرأة تعويضه إما بزيادة الكحل في العينين وإما بتضييق العباءة التي تلبسها لتكون مغرية بنظر الرجل , وهنا نحن أمامَ ظاهرةٍ علمية وهي : أن كلا الجنسين الذكر والأنثى يحاول لفت أنظار الآخرين إليهم , فالأنثى تحاول لفت أنظار الذكر إليها وكذلك الذكر وهذا لا يوجد في مجتمعات الإنسان فحسب بل أيضاً في مجتمعات الحيوان فالأنثى تقترب من الذكر وتستعرض أمامه رائحتها أو شكلها أو تعابير وجهها من أجل أن يتودد إليها الذكر وكذلك الذكر يقترب من الأنثى من أجل لفت أنظار الأنثى إليه إما من خلال ملابسه ومظهره وإما من خلال منصبه أو من خلال ثقافته إلى آخره من شتى أنواع الاغراءات الداخلية والخارجية.

والمسلمون لم تكن لديهم قوانين عامة شاملة أي أن الدين الإسلامي حاول أن يكون ديناً شاملاً ولكنه في هذه الناحية تراجع للوراء وكشف عن حقيقة اجتماعية علمية مفادها أن الإسلام حاول ونجح في ذلك حيث استمتع بالشعوب الغلوبة جنسياً واقتصادياً لدرجة أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان يمنع الأجنبيات من لبس الحجاب وكان يضربهن في الأسواق على رؤوسهن ويجبرهن على التبرج وهو يقول (لما تتشبه الأمة بالحرة؟).
وبعد ذلك دخل المسلمون في جدالٍ حول الإستماع والنظر إلى المرأة الجارية غير الحرة وكان السؤال على هذا النحو:

– هل صوت المرأة الجارية (القين) ووجهها عورات؟
وأجاب أبو بكر بن عربي قائلاً:

” إن القين إذا كانت ملكاً للرجل فله ملء الحق في جسدها وصوتها، وإن لم تكن ملكاً له فله الحق أيضاً في الإستماع إلى غنائها لأن وجه الأمة وصوتها ليسا بعورة”.وهذا يعني اليوم أن كل الروسيات والأذريبيجانيات والشيشانيات والفلبينيات في الخليج العربي محللات إلى الشيوخ وأبناء الشيوخ ولا يعتبر في ذلك مظهراً من مظاهر الزنا.

ويلاحظ أن الرجال والنساء يلبسون الدشاديش والجلابيب في المواقع الحارة وهذا ليس في الخليج العربي لوحده , ولم يكن لبس الجلباب فرضاً على المرأة المسلمة لأنه كان هو اللباس الوحيد لها وللرجل ولا يعتبرون في تلك المواقع أن ذلك تشبها بالنساء ولا يعتبر عيبا أخلاقيا وذلك يعود إلى أسباب موضوعية من أهمها أن الجلباب والدشداش يعمل ميكانيكيا على تهوية الساقين أثناء الحر, لذلك شاع في المناطق الحارة لبس الجلابيب للنساء والرجال ومع تقدم الحياة العملية ظل الارستقراطيون والنبلاء مستمرون في لبس الجلابيب والدشاديش وهذا يعود إلى ابتعادهم عن ساحة الإنتاج المهني, لقد بقي الجلباب هو اللباس المُحبب لجميع سكان الأرض وخصوصاً في المواقع الحارة في فصل الصيف , ولكن كان في الجلباب ميزة سيئة وهي أنه يعيق عن العمل فهو لا يشجع على العمل لصعوبة التحرك به , ولم يكن ليحقق قفزات أو مدات للأرجل ولم يكن يسمح بحرية الحركة , وبما أن العمل كان عيباً أخلاقياً فلم يكن الأرستقراطيون يأبهون بخلعه إطلاقا , وأجبروا العبيد والأسرى على لف قطعة قماش بين أرجلهم بدل الجلباب وذلك من أجل توفير الحركة اللازمة للعمل في المهن المنتشرة اليدوية وفي الأراضي الزراعية , ولم يكن العبيد لوحدهم من بدأ بلف قطعة القماش بين الساقين بل أيضاً رافق ذلك سكان المواقع الباردة جداً , فقد عمد هؤلاء السكان على لف جلود الحيوانات بين سيقانهم من أجل حمايتهم من البرد الشديد هم ونساؤهم وعن مثل تلك العادات نشأ ما يعرف باسم (البنطلون- البنطال).

أما فيما يتعلق بالعبيد فان الموضوع مختلف تماما وذلك يعود إلى أسباب منطقية وعقلانية ونظرا لابتعاد النبلاء عن ساحة العمل والإنتاج فقد اتخذوا لبس الدشاديش والجلابيب رمزا ارستقراطيا لتكبرهم عن الأعمال اليدوية لذلك كان يعتبر العمل من اختصاص العبيد والأقنان ولتوفير سهولة الحركة فقد التزم العبيد بلبس البناطيل وذلك حتى يتمكنوا من العمل والالتفاف بسرعة والدوران وكان قبل ذلك يعتبر البنطال في المواقع الباردة من ضرورات حماية الإنسان من البرد القارص في المواقع الباردة.

وهنا علينا أن نلاحظ ونستنتج أن ارتداء الملابس لم يكن في بداية الأمر يتعلق بالتمييز الطبقي أو المذهبي وإنما كان بسبب عوامل الحر والبرد في المواقع الباردة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وفي المناطق القريبة من خط الاستواء.

ونلاحظ أن هذه العادات ما زالت سارية المفعول في الخليج العربي وصعيد مصر وهما من المواقع الشديدة الحرارة فأهل الصعيد وأهل الخليج العربي جميعهم ما زالوا يلبسون الجلابيب من أجل التهوية وإدخال الهواء بكميات كبيرة ومكثفة بين الساقين.

أما فيما يتعلق باليونان فقد أصبح الأمر مع تقدم المهن يحمل طابعا أخلاقيا وذلك يعود إلى تكبر وترفع النبلاء عن الأعمال المهنية ولرضوخ العبيد للعمل ألقسري لذلك أصبح للبنطال والجلباب مزايا طبقية .

وبما أن النساء محرومات من العمل ومحتجبات عن الحياة العامة فإنهن أيضا التزمن بلبس الجلابيب في المواقع التي ظهر فيها نوع من الاحترام للعمل دون تقديم احترام للمرأة ومساواتها مع الرجل في مجال العمل وبهذا تحول الرجال إلى ارتداء البناطيل قبل النساء في المواقع الحارة وليست الباردة وذلك لضرورة العمل ولتوفير حرية الحركة في العمل وقد بدأت هذه الظاهرة بالانتشار مع بدء فتح وبناء المصانع العملاقة وظلت هذه العادات سارية المفعول حتى اعتبرت مع التقدم التاريخي ضرورة أخلاقية وكان يعتبر أهل اليونان قبل بناء المصانع أن لبس البنطال من الأزياء الخاصة بالعبيد والمتخلفين اجتماعيا ومن الملاحظ أن الصور المنحوتة والقديمة في عهد الرومان واليونان يظهر بها الأسياد وهم يلتفون بعبآت وجلابيب ومن تلك الصور صور الفلاسفة والشعراء وعلماء الكلام ولا يظهر البنطال إلى في المنحوتات والرسومات الخاصة بالعبيد ولكن لسوء حظ الباحثين لا تتوفر منحوتات للعبيد إلا النادر منها ندرة الزئبق الأحمر رغم أن العبيد هم الفنانون الذين كانوا ينحتون التماثيل ويرسمون الصور.

وظل لبس البنطال والجلباب يحمل هذه المعتقدات حتى بداية عصر النهضة خارج الفاتيكان وبالمناسبة كان البابا ( كليمان الخامس ) قد اصدر قرارا في عهده سمح به دخول البنطال إلى مدينة الفاتيكان وقد كان قبله محرما تحريما قطعيا .

وقد استمر الصراع حول لبس البنطال للمرأة من حيث شرعيته فمع تقدم العلم وبناء المصانع لبس الرجال البنطال وذلك لكي يتمكنوا من توفير حرية الحركة والسير وبما أن المرأة كانت محرومة من العمل فقد ظلت ملتزمة بلبس الجلابيب ومع تقدم وسائل الإنتاج نزلت المرأة إلى العمل ولكن بدون ارتداء البنطال , مما كان يسبب لها إعاقات حركية أثناء العمل وإحراجات حين تكون واقفة في مكان مرتفع والرجال من تحتها يعملون , وأنا كاتب هذه السطور ما زلتُ أشاهدُ مثل تلك الاحراجات للمهندسات اللواتي عملت وما زلتُ أعمل معهن في مجال البناء والتعمير بحيث لا تستطيع المرأة المهندسة دخول الموقع لاستلام الأعمال وللإشراف عليها حسب المخططات وهي تلبس لباساً فضفاضاً يشبه الجلباب لذلك تلبس المهندسة في مواقع العمل البنطال أو تقوم بارتداء بنطال تحت التنورة أو الفستان الذي تلبسه عند دخولها لمواقع العمل والانشاءات.

ولم يكن لباس المرأة متعلقا بالحياء والأخلاق فالأخلاق العامة تختلف من شعب إلى آخر وقد كان كشف صدر المرأة مباح في عموم أرجاء أوروبا وكان من الملاحظ جدا أن المرأة هنالك يحمرُّ وجهها خجلا إذا ظهر كاحلها أو إذا كشفت عن ساقييها .

وظلت هذه العادات سارية المفعول تقريبا حتى ظهرت صناعة الدراجات في أوروبا وعندها ظهرت مشكلة كبيرة في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية كانت هذه المشكلة قد أدت ليس إلى تغيير شخص واحد أو امرأة واحدة وإنما أدت إلى تغيير شكل النساء في العالم كله .
لقد كانت المدام( فيوليت ) عضوا في الاتحاد النسائي الرياضي وقد تطوعت لنقل الجرحى وكانت تركب سيارة إسعاف وأحيانا تقود دراجة وهي تلبس البنطال مثلها مثل كل العمال الشغيلة لتتمكن من سهولة الحركة على الدراجة ولم يكن احد يعترض عليها وحين وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها تقدم الاتحاد النسائي بطلب إلى المدام (فيوليت) بضرورة خلع البنطال وقد رفضت تلك المدام خلع البنطال ولذلك فصلت من الاتحاد النسائي لمخالفتها الأخلاق العامة , ورفعت المدام فيوليت قضية على الاتحاد النسائي أمام محكمة ( السين ) وكسب محاموا ا الدفاع القضية لصالحها للأسباب الموضوعية والتي تتعلق تاريخيا ب :
– نزول المرأة للعمل
– ظهور الدراجة وحق المرأة بقيادتها

– المناطق الحارة وتهوية الساقين

– تقدم الحياة الفكرية وتحليل الموضوع تحليلا علميا.

ونحن مازلنا على الصعيد الشرقي نناقش الموضوع نقاشا عقيما وما زالت اغلب العائلات الشرقية تحرم على بناتها لبس البطال وتعتبره عيبا كما كان اليونانيون يعتبرنه لباساً للمتأخري .مثل العبيد والأقنان

أما بالنسبة للحجاب الأجتماعي والجسدي فلكل ذلك ظروف اقتصادية ومناخية حتى أن اللثام ضرورة من ضرورات الحفاظ على الصحة في الصحراء فلم تكن النساء لوحدهن من يلبس الحجاب بل كان الرجل وما زال يلبس الحجاب على رأسه ويغطي باللثام وجهه لحمايته من أشعة الشمس الحارقة , ولم يكن هذا ديناً بل الفقهاء جعلوه ديناً ومذهباً فقهياً إن الحجاب كان وما زال لبسه يستندُ في كل عصرٍ الى اسبابٍ موضوعية خارجة عن إرادة الأخلأق العامة وكذلك في كل جماعة (اثنية) تتعلق بظروف العمل وتقسيماته بين الرجل والمرأة.

ففي المجتمعات القديمة التي كانت تعتمد على الصيد والقنص كان الذكور يخرجون للصيد ويتغيبون عن خيامهم عدة ايام وتبقى الإناث في خيامهن يتربصن عودة الرجال من اعمال الصيد لهذه الأسباب الموضوعية كانت النساء تحتجب عن اعين الغرباء بسبب عوامل السبي والحروب والاستعباد والقرصنة البدوية الصحراوية , لقد كان العرب ينتهزون فرصة غياب رجال القبائل الأخرى عن بيوتهم حين يخرجون للصيد فكانوا يستغلون تلك العادة بالهجوم المسلح على القبيلة وسبي نسائهم أو اغتصاب الجميلات منهن وهن في خيامهن ثم يتركونهن نهباً للريح والشفقة وكانت هنالك معوقات تمنع المرأة من النزول إلى الصيد ومصارعة الحيوانات المفترسة وهي:

– اتساع زاوية حوض المرأة جعلها تخطو خطوات تباعدية مما يقلل من سرعتها ورشاقتها اثناء عملية الصيد حيث يتطلب الصيد مهارات فردية مثل القفز والهرولة وبسبب اتساع زاويه الحوض عند المرأة تكون خطواتها تباعدية بشكل زاوية منفرجة , لذلك يذهب جهدها أثناء الركض هباءً.

-اما الذكر فان ضيق الحوض لديه يقدر ب ْ30 درجة اي بقدر نصف زاوية حوض المرأة المقدر ب 60ْ درجة وهذا زاد من اهمية دور الرجل في عمليات الصيد والقنص حيث يذهب الرجل بخطواته الى الأمام وبذالك فهو اسرع من المرأة في الركض والهرولة, ولهذه الأسباب إشتدت عضلات الرجل وأصبحت أقوى من عضلات المرأة في اليدين والساقين وهذا ما يفسر لنا سبب طراوة أجسام النساء وصلابة أجسام الرجال في الفخذين واليدين.

وهناك سبب آخر للمرأة متعلق اصلا بالحمل وبالولادة فقد كانت فترة الحمل والولادة تستمر لعام كامل لذلك كانت المرأة تجلس في البيت محتجبةً عن أعين الناس ليس بسبب العيب أو مظاهر الأخلاق العامة ولكن لانشغالها في الأمور المنزلية غير أن الفقهاء هم من جعل جلوس المرأة في البيت ديناً وعقيدة .
وبسبب آلم الدورة الشهرية وتكرار الحمل والولادة يجعل المرأة تقعد في المنزل طيلة ايام السنة محتجبة عن اعين اللصوص والصعاليك ريثما يعود الرجال من اعمال القنص وهذا سبب للمرأة حالة من الجهل في الحياة العامة لأنها بقيت محتجبة عن الانخراط في الحياة العامة.

-والأمر مختلف جدا عند مجتمعات الفلاحة والزراعة حيث يبدو للمرأة دور هام في عمليات القطف والإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي وهذا ما جعل أخلاق الفلاحين مختلفة عن أخلاق البدو الرعاة الأجلاف ولم يكن رجال القبيلة الفلاحين يتغيبون عن نسائهم لذلك لم يهتموا بلبس الحجاب أو بحجب المرأة عن أعين الناس وكانت أعمال الزراعة لا تتطلبُ دوراً في الركض والهرولة أثناء عمليات الانتاج لذلك فالمرأة عامل مهم من عوامل الانتاج الزراعي عند مجتمع الفلاحين لذالك يقل استعمال الحجاب الجسدي والاجتماعي للمرأة بسبب انخراطها مع الرجال في اعمال الفلاحة والزراعة وما زلنا الى اليوم نشهد مثل هذه العادات الأخلاقية عند غالبية الفلاحين في الوطن العربي .

وحين انتقلت أساليب الإنتاج إلى الصناعة فمع هذه الظاهرة تغيرت العادات والتقاليد وتبدلت طرائق الحياة العامة فبفضل الآلات ارتاح الإنسان من الأعمال الشاقة وأصبح بمقدور العمال أن يعملوا دون الإحساس بالتعب والإرهاق وهنا عملت الآلة على المساواة بين الرجل والمرأة بفضل إزالة العوامل والمعوقات البيولوجية من قائمة معوقات المرأة لذلك تكتسب المرأة من سوق العمل ما يكتسبه الرجال من حيث الخبرات والمهارات الفنية وتقل عوامل التجزئة بين المرأة والحياة العامة ويقل استخدام الحجاب الاجتماعي والجسدي والنتيجة أن هذه العادات أصبحت أخلاقا عامة بين كل المجتمعات مع الحفاظ التم على اثنية كل عادة من العادات وبذلك يكون لكل عصر تقاليد وحين يصبح الوطن العربي منتجا وصناعيا سوف نجد في مستقبله نفس عادات المجتمعات الصناعية التي بدأت بواكرها بالانتشار

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

احصاء لعدد الجهات الخارجية المجرمة التي تقاتل في صفوف كتائب الاسد الإجرامية

من صفحة ميلاد حلب:cari1

هذا برسم من وقف ضد التدخل الخارجي .

احصاء لعدد الجهات الخارجية المجرمة التي تقاتل في صفوف كتائب الاسد الإجرامية :
1- الحرس الثوري الإيراني
٢ – حزب اللات
3- الحرس القومي العربي
4- الحزب القومي السوري الاجتماعي
5- حزب البعث (عاصم قانصوه)
6- لواء أبو الفضل العباس العراقي
7- ولواء ذو الفقار العراقي
8- جيش الإمام المهدي العراقي
9- ولواء عمار بن ياسر العراقي
10- لواء الحمد العراقي
11- مرتزقة من روسيا واوكرانيا
12- مرتزقة من الحوثيين في اليمن
13- ميليشيات أحمد جبريل الفلسطينية
14- الجبهه الشعبية لتحرير لواء اسكندرون (علي كيالي)
15- سرايا الدفاع التابعة لمصطفى حمدان
16- الحزب العربي التابع لشاكر برجاوي
17- الجبهة الأوروبية للتضامن مع سوريا
18- عصائب أهل الحق في العراق (محمد طبطبائي)
19- الشركة الامنية الروسية الخاصة (الفيالق السلافية)
20- حركة أمل
21- ميليشات شيعية أفغانية.
22- الحزب العربي الديمقراطي التابع لرفعت عيد
23- لواء اسد الله الغالب – قوات عراقية
24- حزب التوحيد العربي (وئام وهاب)
25- رابط الشغلية التابعة لزاهر الخطيب
26- طيارون : روسيا ، كوريالشمالية ، الجزائر ومصر

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

السلوك الكبير والسلوك الصغير

لا أحب قراءة التاريخ لكن لا مفر. لا أحبه لأنه يذكرك بالحاضر وليس العكس. وعندما تقرأ كم تكرر العنف والرعب والظلم تشعر بأن العالم كله من حولك مسرح للعذاب. مسرح يتكرر بنفس الوحوش والجرائم والجناة. المجرم ينجو والضحايا تقع. تنقبض لأن لا شيء يتغير في هذا العالم: النعاج تبحث دائما عن زعيم يأخذها إلى المرج.

يقول النمساوي ستيفان زفايغ: «ليس لدى التاريخ وقت ليكون عادلا. إنه يحصي فقط، ببرودة المؤرخين، النجاحات وحدها، ولا يعترف إلا بالمنتصرين ويضع الخاسرين في الظل. لا يرى حرجا في أن يواري الجنود المجهولين في قبر النسيان، من دون شاهد يمتدح تضحياتهم».

في «عنف الديكتاتورية» (ترجمة فارس يواكيم، دار الفرات) يقول زفايغ إن الظلم البشري يحول معاني الكلمات، ولا يعود النصر يعني ما يفترض أن يعنيه ولا الهزيمة تعني ما تعيشه. ويصف الديكتاتور بأن له «وجها مثل جبل من الكلس، مثل أرض صخرية جرداء مهجورة موحشة، تبدو وكأن لا بشر تسكنها. وجه بيضاوي قاس ودميم وفظ وغير متجانس».

«لقد أبعد هذا المتعصب الأعمى حياته أبعد ما يكون عن روح المصالحة. إنه لا يعرف التسوية. لا يعرف إلا طريقا واحدا هو طريقه. الكل أو لا شيء. السلطة الكاملة أو لا شيء. لا يقبل حلا وسطا. لا يقدر أن يتفهم أو يتخيل وجود شخص آخر بوسعه أن يكون في مستواه، وأن يمتلك الحق ذاته. إنه وحده الذي يعلم، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه. كان هذا المهووس بذاته يحنق ويرغي ويزبد إذا تجاسر أحدهم على إبداء رأي مضاد لرأيه».

هذه الشخصية ليست موجودة قط في السلطة وفي السياسة. إنها ظواهر مرضية موجودة في كل الحقول. في التجارة وفي الصحافة وحتى في الجمعيات الخيرية. ما أن يصل مريض السلطة إلى مركز أعلى حتى يضربه مرض التأله ويسكنه شيطان المطلقية. يصاب بمرض الإغلاق فيغلق كل باب من حوله. وإذ يصبح وحيدا لا يدرك أنه يخاطب – وتخاطبه – نفس مهووسة بتصورات أحادية، لا حقيقة لها إلا عنده.

ينصرف الديكتاتور إلى صناعة واحدة هي نفسه، ويضع على الجدار أمامه مرآة لا تتسع إلا لرؤية وجهه. وعندما يغادر أخيرا يكون قد ألحق من الضرر والإساءة والخراب ما ألحق، ومسكين الرجل الذي يأتي بعده كم ستكون مهمته شاقة: إعادة المنطق والتعقل والعدل إلى المؤسسة. وإعادة العمل بقواعد البشر من تواضع وتفهم وتقبل لأفكار الغير. ولا تكون الأضرار مادية فقط لأن الخراب النفسي أكثر عمقا. والأذى المادي ينسى بعد حين. ما لا ينسى أبدا هو اعتداء الديكتاتور على الكرامات البشرية وازدراء الكبار بسلوك الصغار.
نقلاً عن “الشرق الأوسط” الدولية

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

في سوريا الاسد 2

في سوريا الاسد (٢٤)..brmil
اذا بدّك تتجوّز بيلزمك موافقة أمنية من تلات فروع عالاقل..

في سوريا الاسد (٢٥)..
صور حافظ الاسد و ابناؤو بالمساجد و الكنائس ..

في سوريا الاسد (٢٦)..
فاتورة الهاتف الأرضي تعادل نص راتب موظف درجة أولى ..

في سوريا الاسد (٢٧)..
القمح بيتخزّن بالصوامع خمس سنين كمخزون احتياطي، و الشعب بيوقف ساعة على طابور الفرن ليحصل عالرغيف..

في سوريا الاسد (٢٨)..
اكتر من ستين بالميّة من الاقتصاد السوري بيد رامي مخلوف..

في سوريا الاسد (٢٩)..
أكتر من اربعين بالميّة من السكان تحت خط الفقر..

في سوريا الاسد (٣٠)..
اكتر من ٢٠٠ مليار دولار حجم استثمار المستثمرين السوريين خارج سوريا و الممنوعين من العمل و الاستثمار في سوريا..

في سوريا الاسد (٣١)..
اكتر من ٣٠٠ موقع أثري، و مع ذلك سوريا مانها موجودة بالخريطة السياحية..

في سوريا الاسد (٣٢)..
بيخلق الولد طليعي، بيترعرع شبيبي، بيكبر عضو عامل، و بيموت ما بحياتو حضران اجتماع لحزب البعث..

في سوريا الاسد (٣٣)..
البلد في المرتبة ١٤٣ على لائحة الدول الأكثر فساداً بالعالم..

في سوريا الاسد (٣٤)..
كل مواطن مدان حتى يثبت العكس..

في سوريا الاسد (٣٥)..
سوريا و جزر القمر و السودان و الصومال و لبنان، الدول الوحيدة العربية اللي ما تأهلت على كاس العالم بالفوتبول، مع العلم انو شافو في الرياضة حياة..

في سوريا الاسد (٣٦)..
عنصر أمن مخصص لكل تلات مواطنين ..

في سوريا الاسد (٣٧)..
امتلاك سيارة عبارة عن حلم، و شراء بيت بيكلفك غربة عشرين سنة..

في سوريا الاسد (٣٨)..
طلعة غدا على مطعم مع العيلة بيلزملها تحضير تلات شهور..

في سوريا الاسد (٣٩)..
متوسط دخل الموظف ستين دولار بالشهر، بالوقت اللي ثروة بشار لحالو اكتر من تلاتين مليار دولار.

في سوريا الاسد (٤٠)..
الشباب اللي بدهون ينتسبوا للجان مكافحة الفساد، بيدفعوا رشاوي ليكونوا جزء منها.

في سوريا الاسد (٤١)..
دخلت السجن بدعوى رشوة ضابط بالجيش، و خرجت منّو برشوة للقاضي..

يتبع..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

ضحك وجنس وسياسة

أعظم من قدم الكوميديا في طول التاريخ وعرضه، هو أريستفانيس، الكاتب المسرحي الإغريقي (القرن الخامس قبل الميلاد)، Lysistrataهو أول من قدم ثنائية الجنس والسياسة في عمل فني جعل منه قاعدة لإطلاق صواريخه الفكاهية، وأيضا كأساس متين لفكرته الأساسية، وهي رفض الحرب وتحريض الناس على المضي صوب السلام. الحرب الدائرة بين إسبرطة وأثينا لأكثر من أربعين عاما، ألهمته فكرة مسرحيته «ليزيستراتا» وهو اسم المسرحية واسم بطلتها.

تحت ضغط الحرب التي يبدو أن لا نهاية لها، قررت هذه السيدة عمل تنظيم سياسي نسائي يتخذ من الجنس، بمعنى أدق عدم ممارسته، وسيلة للضغط على المتحاربين من الفريقين لكي يتوقفوا عن القتال. لن تنام سيدة في الفراش مع زوجها إلا بعد الوصول إلى السلام. شرحت الفكرة لكل زميلاتها من الزوجات في أثينا فاقتنعن بها وانضممن إليها، واعتصمن في معبد الآلهة أثينا واتخذن قرارا بالامتناع عن معاشرة أزواجهن بعد عودتهم من ساحة القتال، مهما كانت الإغراءات أو الضغوطات أو التوسلات أو التهديدات، إلا بعد الوصول إلى السلام. هذه هي الفكرة الأساسية (الثيمة) للمسرحية. من يريد أفكارا، سيجد أمامه وليمة من الأفكار يتناول منها ما يريد، أما المتفرجون الذين جاءوا طلبا للضحك والاستمتاع بالفرجة، فيا له من منجم للفكاهة! يا له من مهرجان للضحك الإنساني الجميل!

وضوح الفكرة وصلابتها، أشبه بالقاعدة الخرسانية، كل مشهد وكل موقف وكل جملة حوار تقيمها عليها، لا بد أن تفجر ضحكا صافيا يخلو من أي افتعال، وذلك عندما يجد المتفرج نفسه وجها لوجه أمام الضعف الإنساني بكل ما يحدثه من تداعيات مضحكة. وبعد الكثير من المحاولات اليائسة الفاشلة من الأزواج لإثنائهن عن عزمهن، يكتشفون أن الحكاية جد لا هزل فيه؛ الطريق إلى الفراش لا بد أن يمر بالسلام. وتبدأ جلسات التفاوض، وتنفجر الخلافات الحادة بينهم، وتتناثر العبارات الخشنة، ولكنك لا تعرف بالضبط هل هم يتكلمون عن أجزاء من الأرض المتنازع عليها، أم على أجزاء من الجسم الأنثوي، وكل قضية تبدو جادة ظاهريا، سيرى المتفرج أن الهدف من ورائها، هو الرغبة في الذهاب سريعا إلى الفراش.

وهناك في معسكر السيدات للسلام، سيتفجر الضحك أيضا من الضعف الإنساني، فهناك مثلا الزوجة التي تضعف، وتبيع القضية، وتحاول التسلل تحت جنح الظلام لتقابل زوجها، فينكشف أمرها ويقبض عليها، وتتهم بالخيانة. لك أن تتصور الشابة المسكينة، وقد أحاط بها عدد من السيدات الشرسات، وهي تصيح: ما حصلش والله… أنا كنت خارجة أشتري حاجة وراجعة تاني….

– اخرسي يا مجرمة… ليكي عين تتكلمي… إحنا عارفينك ومراقبينك… وشفناكي وانت لازقة فيه تحت تمثال الإله باخوس… دا احنا لو كنا سبناكي خمس دقايق، كان حصل اللي حصل، وضيعتي لنا حركة السلام.

– أبدا والله… أنا كنت باسلم عليه، وبأقول له حاجة… أصله كان طلب مني أبعت السيف بتاعه عند السنان… كنت عاوزه أديله الوصل بتاعه عشان يروح يستلمه.

– أني سيف فيهم يا خاينة يا مجرمة؟ أمال كان بيحارب بإيه، بالاستبن؟ مش عارفة تصمدي شوية عشان السلام… وحياة أبويا، السلام خسارة فيكي وفي أهلك…

منقول عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

جميع المسيحيين الذين اختطفوا في اللاذقية اختطفهم … هلال الأسد

نزار نيوف

تأكدت اليوم، من مصدر رسمي “شبيح” أن المسيحيين الذين اختطفوا في محافظة اللاذقية، وبلا أي استثناء، وقف وراء اختطافهم هلال الأسد وضباط من المخابرات العسكرية، ولم يكن لأي جماعة مسلحة أي علاقة باختطافهم.

هلال الأسد وثلاثة من ضباط الأمن العسكري، واثنان من فرع أمن الدولة، و واحد على الأقل من الأمن السياسي، شكلوا مجلس iraqإدارة لعصابة خاصة (غير عصابة”الهاغاناه” الصهيونية التي تسمى “جيش الدفاع الوطني”) مهمتها اختطاف الأثرياء المسيحيين والإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية.

مجموع ما حصلته العصابة من وراء هؤلاء حتى الآن 185 مليون ليرة. وأحد المخطوفين ، وهو تاجر، دفع أهله 50 مليون لإطلاق سراحه. علما بأن المكتب الخاص لبشار الأسد على علم بهذه العمليات، ويوفر التغطية الأمنية لها. ( جميع المخطوفين جرى إبلاغهم عند إطلاق سراحهم: أي حرف يخرج من أفواهكم بعد الإفراج عنكم، سيكلفكم هذه المرة طلقة في الحلق وخبر صحفي يؤكد أنكم انتحرتم بسبب مشاكل نفسية ناجمة عن الإفلاس المالي!).

ملاحظة : الإعلان الذي نشره موقع”الحقيقة” مطلع الشهر الجاري، والذي يتعهد بدفع مئة ألف دولار لمن يقتل هلال الأسد، أو عمار الأسد، أو أي مافيوزي من هذه العائلة، هو لأحد هؤلاء التجار المختطفين سابقا، فاقتضى التوضيح بهذه المناسبة.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment