نسختك من الخيّام

لن أكشف اسمك، أو حتى جنسك. أنت امرأة أو رجل، لن يعرفوا شيئاً. سيعرفون فقط أنك لم تعد تحيا بيننا، وأن الموت غيّبك قبل أن أعى بوجودك.

لو أن أحدهم أخبرنى أنك ستختفى.

لو أن مرسالاً يأتى من عالم الغيب لا ليخبرنا بأن الموت قريب، بل لينبّهنا بأن نتعنى بالمغدور.

لو أنك حىٌّ كنت سمعت بالعواصف التى زمجرت الدنيا بعد خروجك من الإطار، إطار الأكسجين الملوث. هذا الفرق بيننا وبينك: أنك لا تتنفس الأكسجين، أن رئتيك لم تعودا صالحتين لاستيعاب الهواء المكفهر الذى يغلف الأرض، لم تعودا تنكمشان وتنتفخان على وقع القتل والتفجير.

لا أعرف إن كانت مشاعرك أزهقت مع روحك، ومات الألم بداخلك، فلم يعد بكاء طفل يعذبك، ولم تعد صرخات الجياع تسد قابليتك عن الطعام، أو تنهدات الحرمان تغضبك وتستنزف أعصابك.

أنت باختصار ميت. مجرد شبح.

الفرق الآخر أنك لن تقرأ بعد اليوم. ربما لديك صحف من نوع آخر تُوزَّع فى عالمك الجديد القابع بالضفة الأخرى من الكون، لكنى لن أتخيلك تتصفح كتبنا وأشعارنا ومجلاتنا وصحفنا، أو ترتاد معارض كتبنا، أو تقرأ بيانات ويافطات توجَّه للحاكم قبل توجهها للمهملات.

ما نوع الكتب التى تقرؤها؟

ماذا يقرؤون فى العالم الآخر؟

عرفنا أنباء عن رفاهية مطلقة وعن عذاب مطلق، لكنى أتساءل أحياناً: هل يقرؤون؟ وماذا سيختار أبناء كل كتلة؟

لو عرف الإنسان بأمر موته، هل تكون القراءة ضمن نهايات تفكيره فى الاستمتاع قدر الإمكان من الحياة، أم تكون الأولوية للاستمتاع برؤية الأرض قبل فراقها. من يفكر بتثقيف نفسه استعداداً للموت؟

«أملك أن أهديك ألحاناً شعرية من إبداع الانقلابى اللاأبالى الذى أيقظ العالم (الخيام) الشرقى الذى لم يكن الشرق ليخلد قيمته لولا ترجمة الشاعر الإنجليزى إدوارد فيتزجيرالد لرباعياته».

لو سُمح لك باصطحاب كتاب، فأى عنوان سيلتقى بذاكرتك؟

وعلى النقيض، لو اشترطت الحياة دخول عامها الجديد بكتاب أو كتابين، فماذا تختارون؟

عن نفسى سأختار نسخة قديمة أملكها من رباعيات الخيام، لا أنام قبل قراءة شىء منها، وأختار سورتى الكهف ويوسف.

رجل أو امرأة. أتيت على خاطرى أمس. لا أعرف إن كنت قد اهتممت بك كما يجب.

كلما تذكرتك قلت: لم يخبرنى أحد أنك ستنتقل فجأة. عمرك ليس كهلاً. وشهيتك للحياة فى أوجها، فكيف تم الانسحاب؟

أملك أن أهديك ألحاناً شعرية من إبداع الانقلابى اللاأبالى الذى أيقظ العالم (الخيام) الشرقى الذى لم يكن الشرق ليخلد قيمته لولا ترجمة الشاعر الإنجليزى إدوارد فيتزجيرالد لرباعياته. والأبيات التالية من ترجمة الخالد أحمد الصافى النجفى:

إن كنت تفقه يا هذا الفقيه.. فلم تلحو فلاسفة دانو بأفكار

هم يبحثون عن البارى وصنعته.. وأنت تبحث عن حيض وأقذار

كن حماراً فى معشر جهلاء.. أيقنوا أنهم أولو العرفان

فهم يحسبون للجهل من ليس.. حماراً خلواً من الإيمان

لا توحش النفس بخوف الظنون.. واغنم من الحاضر أمن اليقين

فقد تساوى فى الثرى راحل.. غداً وماض من ألوف السنين

رحم الله الخيام. ورحمك يا صديقى. وأطال فى أعمارنا وأعمار من نحب وأسعدنا من الداخل.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

كيف أصبحت الأنثى امرأة؟

تقول الرائعة(سيمون دي بوفوار):المرأة لا تولد امرأة ولكنها تصبح امرأة .
وذلك مع مرور الزمن حين يريدها الزوج والأب والأخ والعم والخال أن تكون ضعيفة مهانة عند ذلك تصبح المرأة امرأة بحكم الضرورة والإقناع المباشر وغير المباشر , وعملية تحدي المرأة للقوانين التي يضعها الرجل تجعل تلك التحديات من المرأة مخلوقاً عجيباً يقف بإصرار وشموخ وتحدي لكي تواجه جبروت الرجل عند ذلك تصبح هذه المواصفات مواصفات الشخصية الناجحة فاتلشخصية الناجحة تتحدى الصياد لكي لا تبقى طريدة بعض المخلوقات خلق ليكون مفترساً وبعض المخلوقات خلقت لتكون طريدة وبعض المخلوقات خلقت لكي تقلب دوران الكرة الأرضية والساعة والشمس وبعض المخلوقات خلقت ساكنة هادئة وتلك الساكنة والهادئة لا يمكن أن تكون ناجحة 100%.

إن ظروف نشأة النساء جعلتهن في صدارة المقاومين للصياد لكي لا تبقى المرأة امرأة فكما قلنا المرأة لا تولد امرأة ولكنها تصبح امرأة بفعل التربية والنشأة والتدريب على الرضوخ لمجتمع الرجال .
وإن تاريخ الإنسان الطبيعي يظهر فروقاً بين الجنسين الذكري والأنثوي، وفي كثيرٍ من الأحيان يحدد نوع الجنس في بقايا الهياكل العظيمة من خلال :

-(الحوض) حيث أن حوض المرأة أوسع مع العلم أن حوض الرجل (أثقل) .

-زاوية فتحة الورك عند المرأة أوسع من الرجل وتقدر بـ(60ْ) درجه .

وعند الذكور تصل إلى نصف هذا الرقم بعد سن البلوغ بزاوية قدرها (30ْ) درجه .

– الرجل يأكل ويشرب أكثر من المرأة ولكنها المرأة (أشره) وأنهم منه في الطعام, وذلك يظهر أثناء الحمل لأن المرأة تأكل عن أثنين وليس عن واحد , ولكن قديماً كان الرجل يعمل والمرأة تجلس في البيت لتعمل أعمالاً ثقيلة , ومن قال أنها أعمال خفيفة؟ وعمل الرجل العضلي يتطلب حرق سعرات حرارية أكثر من الأنثى العاملة في البيت والرجل يتناول من الأكسجين المطهر للدم أكثر من المرأة ولكنها تتنفس أكثر من الرجل بزيادة نفس واحد في الدقيقة وهذا يبدأ من سن (15 إلى 50) سنة،.

-حرارة الذكر مقارنة بحرارة الأنثى تشبه إلى حدٍ قريب حرارة الديك للدجاجة.

-قوة ضغط الدم عند الرجل أقوى من الأنثى ونبضه أبطئ من نبضها بـ(10 إلى 15) نبضة في كل دقيقة بين الرجل والمرأة وهنالك فارق أيضاً بين الأسد واللبؤة (18) نبضة بين الأسد واللبؤة , والفروقات كلها لصالح اللبؤة وهنالك زيادة (10) نبضات بين الثور والبقرة , والفروقات أيضاً لصالح البقرة,و(13) نبضة بين الشاة والكبش, والفروقات الزائدة لصالح كفة البقرة.

ولكن يقال علمياً أن التبسط في القدمين موجود في الإناث أكثر منه في الذكور فبين كل 100إنسان منبسط القدمين نجد 5 رجال و 95 امرأة ويقول علماء النشوء والارتقاء أن أقدام الإناث أكثر انبساطاً وتحدباُ من أقدام الرجال، وهذا يدل على (الانحطاط) الخَلقي في سلم النشوء الطبيعي للإنسان العاقل، وإن ذوات الغنج والدلال،يلبسن أحذية ذات كعبٍ عالٍ لإخفاء هذا التحدب, ومعظم النساء اللواتي يشكين من تحدب في أعلى العمود الفقري يلبسن كعب عالي لإخفاء التحدب .

وإن قوة المرأة بالنسبة إلى قوة الرجل مقاسة بالدينامو متر، من سن(25-30) هي ثلثا قوة الرجل في هذا السن, وهذا يعني أن المرأة تولد ك (جندر-إنسان) تولد بدون فوارق بينها وبين الرجل وعلى العكس تولد أقوى من الرجل ولكن ظروف نشأتها تجعل منها في كل سنة تكبر فيها قابلية للتراجع وجمجمة الرجل بعد سن البلوغ تصبح أكبر من جمجمة المرأة وسعتها في الرجل الأبيض (1446سم3)وجمجمة امرأة الرجل الأبيض حجمها(1226سم3) و معدل وزن دماغ الرجل إجمالاً هو (1323) غراماً والمرأة 1210غرامات.

والفرق (113) غرام لصالح الرجل وعضلات وجه المرأة أقوى من عضلات وجه الذكر الرجل, لذلك دائماً وجوه النساء أقوى ومن أراد التجربة فليضع إصبعه في فم طفلة صغيرة لقياس قوة ضغط عضتها مقارنة مع طفل آخر بنفس السن والوزن والحجم ومقدمة دماغ الرجل الذي تقع فيه مراكز القوى العاقلة هو أكبر من مقدمة رأس المرأة بـ(54سم3) راجحة من جانب الرجل،وهذا يعود لأسباب منها أن الرجل اصطفى نفسه على مبدأ الاصطفاء والانتخاب الطبيعي لإدارة شؤون الحياة والمجتمع والسياسة وعزل الأنثى وجعل منها امرأة لذلك تطورت مراكز القوى العقلية عند الرجل وتراجعت عند المرأة والدليل على ما أقول هو (صلعة) الرجل حيث تبدو جبهة الرجل الأمامية فوق العينين والحاجبين أوسع وأكبر وأعرض من (صلعة) المرأة فوق العينين والحاجبين حتى أننا ما زلنا إلى اليوم نتشائم من منظر المرأة التي تكون صلعتها عريضة , فدائماً رؤوس النساء من الأمام ضعيفة وصغيرة وإذا خرجت للشارع فانظروا في رؤوس كافة النساء ستجودن أن رأس المرأة من الجهة الأمامية أصغر من الرجل .

والرجل لم يكن يعلم أن له علاقة بإنجاب المرأة لذلك لم يكن يعرفُ أيضاً أنه أب فلم يربي الأطفال وإنما النساء هن من ربى وما زال يربي الأطفال , والتربية لا تحتاج إلى قسوة وإنما إلى حنان وعاطفة ومشاعر نبيلة وهذه الصفات توفرت مع النساء مع مرور آلاف السنين وأصبحت فيهن عبارة عن جين وراثي فمؤخرة دماغ المرأة والذي تقع فيه مراكز القوى العاطفية والحب والحنان هي أكبر من مؤخرة جمجمة الرجل,ولاحظوا معي أن رؤوس جميع النساء من الخلف أكبر وأعرض من رؤوسنا نحن الرجال وهذا يفسر سبب تطور السلالات العاطفية في النساء أكثر من الرجال وأما تفسير عاطفة الرجل فليس لها إلا سبب واحد وهو الجنس والرغبة في الحصول عليه بمقابل إدعاء الحب والعاطفة للمرأة ولكن المرأة لديها عاطفة أكبر وأعظم من عاطفة الرجل بسبب اعتيادها على منح الأطفال الحب والحنان والرعاية الشخصية

لذلك كان صحيحاً ما يقال عن المرأة (أنها تحيا بعواطفها والرجل يحيا بعقله) , ولكن نتائج الدراسات الأدبية تشير إلى نتائج عكسية بحيث أن غالبية أشعار الحب وقصص الغرام المأساوية كل أبطالها من الرجال, والذين فقدوا عقولهم من العشق أغلبهم من الرجال , ولكن أو ربما أن العيب وثقافة الخجل والدفاع عن الشرف وقضايا الشرف المؤلمة كانت وما زالت تمنعُ ظهور قصص غرام أبطالها من النساء , وإذا كانت في الأدب قصة غرامية لامرأة جميلة فإن الأدب يتعمد إظهار المرأة بصورة الجميلة الفاتنة المحبة للفتن والمشاكل والحقد , أما إذا كانت المرأة كبيرة في السن فإن صورتها غالباً ما تكون ساحرة مشعوذة شريرة تضحك بصوت عالي وتحب القتل , حتى أن الأدب الشعبي دائماً ما يذكرُ الأطفال بصورة المرأة الغولة الشريرة التي تختطف الأطفال وتأكلهم , وهذه صورة سيئة في مجمل الآداب العالمية الفلكلورية عن المرأة .
لذلك فعلاً المرأة مخلوق يصبح امرأة بالتقادم حين تضطهد بمنعها من الحب والرومانسية(الرومنسية) فيحتل الرجل مكانها ويظهر تشنجاته العاطفية مع كل النساء فيستطيع الرجل أن يعشق 1000امرأة وحين يعشق آخر امرأة تنسى الناس والنساء عشقه القديم أما عشق المرأة فهو جريمة وأسبقيات سلوكية لا يصفح عنها مجتمع الرجال وحركة المرأة يسارية تباعدية , بسبب اتساع فتحة أرجل المرأة ,وهي دليل على الانحطاط، لأنها تشاهد في فروع البشر السفلى كالقرود، وإن المرأة تنحط عن الرجل كلما كان الإنسان أعرق في الحضارة والتقدم والمدنية.
-المرأة تتساوى وتتعادل مع الرجل كلما تراجع التاريخ إلى الخلف وكلما تباعد التاريخ أكثر إلى مستوى ما قبل العصور الحجرية فإنها تتقدم هي ويتراجع الرجل فكلما تقدم التاريخ كلما تقدم معه الرجل وتراجعت الأنثى لتصبح امرأة ، وهذا ما يلاحظ عند كافة شعوب الأرض الآسيوية والقوقازية، ويلاحظ في المجتمعات الإفريقية أن الأنثى أقوى من الذكر في المجتمعات التي ندعي عليها أنها متخلفة , وكلما تقدم التاريخ كلما تراجعت المرأة.

وحكى العالم (فولي) أن المرأة تضرب الرجل إذا أخطأ الرجل في المجتمعات المتخلفة في تاريخها الطبيعي مثل (التبت) وجزيرة (كمشكتا) وجزيرة (جافا) .

-اختلاف الصورة بين الرجل والمرأة يكون أقل كلما كان الشعب أدنى في الحضارة, ففي الشعوب التي نقول عنها أنها متخلفة نلاحظ فيها أن صورة المرأة لا تختلفُ عن صورة الرجل ولاحظ العالم (بوشت) أن صورة المرأة في السودان لاتختلف عن صورة الرجل أي أن المرأة هناك تشبه الرجل في الشكل والقامة، وما يكون في القبائل المتخلفة اليوم يكون في القبائل الغابرة، أي أنه كلما كان الشعب أرفع كلما كانت فيه المرأة أقل، حيث أنه بقي على الطبيعيين من علماء الأجناس أن يقولوا: أن تغلب الرجل على المرأة هو من ضروريات الارتقاء والتقدم وقد لاحظ العالم (بروكا) أن حجم جمجمة المرأة التي عاشت قبل التاريخ هي أكبر وأوسع من حجمها اليوم وهذا يرى ويشاهد في العصور الغابرة ولا يلاحظ في العصور المتقدمة أي أنه موجود عند الشعوب السفلى ومفقود عند الشعوب العليا.

و في المخلوقات كالحشرات والنحل والزنابير والعناكب دائماً ما يلاحظ أن الإناث أقوى من الذكور , ما عدى الإنسان ,لأنه بفعل الثقافة عبر السنين عمل على إضعاف الأنثى حتى أصبحت امرأة, فالذكر أقوى من الأنثى في مجتمعات الإنسان فقط لاغير وفي سلم الحيوانات اللبونة تكون الأنثى أقوى من الذكر ففي زمرة الملوك الأسدية اللبؤة هي التي تصطاد وقد لاحظ ذلك بعض علماء الاجتماع والخبراء فأسسوا أندية تعرف باسم(الليونز_ الأسود)بحيث تصطاد فيه النساء للذكور الصفقات التجارية والأدبية والإعلامية والذكور يأتيهم كل شيء على الجاهز من مجتمع النساء وتستخدم النساء في ذلك جمالهن والغاية تبرر الوسيلة بعكس اللبؤة التي تستخدم مخالبها للإجهاز على الضحية لذلك قال أحد مؤيدي أندية الليونز :أن للمرأة مخالب مخفية بالطلاء بعكس اللبؤة التي تظهر مخالبها علناً.
وصفات الإنسان الناجح لا تتعلق بالشجاعة والتهور والقسوة بل بالجهد والمثابرة والحرص على تحقيق الذات وتغيير واقعه ,وهذه الصفات ليست ذكورية بل أنثوية ,فالأنثى هي ألأكثر مقاومة للتغير ورغبتها في التغير وقلب النظم تفوق مصلحة الذكور لذلك فكل النساء مثابرات وعنيدات ولا يستسلمن بسهولة, فحتى تكون إنسانا ناجحاً يجب أن تكون مواصفاتك 90% منها نسوية وليست رجولية , وهنالك من يقول وراء كل رجل عظيم امرأة تقف خلفه وهذا الكلام ليس صحيحاً وحسب وإنما ملحوظاً ولقد قرأتُ ذات يوم عن هيلاري كلنتون وبيل كلنتون هذا المشهد حين يقف بل كلينتون سيارته في إحدىمحطات التزود في الوقود فتنزل هيلاري كلنتون من السيارة وتتجه إلى رجل يقف بجانب مضخة البنزين وتتحدث معه , وكلينتون ينظر لحديثها مع الرجل وهو مستغربٌ جداً حيث تبين له من خلال وقفتها وضحكاتها أنها تعرف الرجل منذ زمن بعيد ومعرفتها ليست طبيعية بل تكادُ أن تكون قوية وليست عادية وحين تعود للسيارة للجلوس بجانب كلينتون يقول لها :
-شو مين هذا الشخص؟
-هذا الرجل كان زميلي وأنا في الجامعه وهو ا لآن صاحب محطة الوقود هذه.
-آه.أمممممم, وما زلت تتذكريه؟
-كنا بنحب بعض ونحن صبيان في السنوات الأولى من الدراسه الجامعيه.

– تزوجتوا؟
– لا لا بس كنا بنحب بعض.
– -كنتوا بتحبوا بعض؟
– -آه.
– طيب ليه ما تزوجتيه؟
– حصلت بعض المشاكل والتدخلات من أهلي وأهله فقررنا الانفصال من البدايه قبل أن نتزوج .
فقال لها كلنتون بسخرية وهو يضحك:
-يعني لو تزوجتيه كان الآن إنت زوجة صاحب محطة وقود , هيك رايحين الناس يحكوا عنك .
فردت عليه وهي تضحك بسخرية أكثر :
-بالعكس يا زوجي العزيز صدقني لو تزوجته كان الآن الناس بحكوا عنه : هذا كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية, وكان الآن هو من يقود السياره وكان الآن هو جالس مكانك وأنت تعمل عامل محطة وقود.
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هيلاري كلنتون هي(اللبؤة) التي أوصلت كلنتون لكرسي الرئاسة ولطائرة الرئيس الأمريكي ليحمل من عليها حقيبة الإطلاق النووي.
صفات النجاح لا تتواجد في الذكور بل هي في الإناث والمرأة الناجحة في بيتها تنجح في أي مكان وينجح معها الزوج والأولاد والمرأة غير الناجحة على الأغلب يكون البيت غير ناجح والرجل ضائع , والرجال بمواصفاتهم العادية والعظمى لا يحققون النجاح فشروط النجاح وصفاته لا تتواجد إلا في النساء ولنلاحظ هذه الملاحظات:
المرأه قوية في الجسم والبنية أكثر من الرجل وتقاوم آلام المفاصل أكثر من الرجال ويقال أن صدر المرأة مقاوم لأضرار التدخين أكثر من صدر الرجل .
والمرأة مثابرة وقوية ولديها استعداد لتضحية بشبابها كله في سبيل الحفاظ على بيتها , فغالبية النساء يصبرن على مسا وىء الرجال وذلك يظهر حين يتزوج الرجل على زوجته نجد أن الزوجة تصبر على ذلك بسبب حبها وانتمائها لبيتها وأولادها حتى وهو يخونها سراً وعلناً بينما الرجل غير صبور ولا يستحق احترم أبناءه حين توت الأم فيتزوج على الفور بينما الأم تصبر على وضعها حتى وإن مات زوجها وهي في مقتبل الشباب

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

الأخ الأكبر , يولد من جديد !

مفكر15 (2)

جنرالات كوريا الشماليه … تعليق الأوسمه حتى على البنطلونات

كان (تشانغ سونغ ثيك) زوج عمّة زعيم كوريا الشمالية يتمتع بنفوذ كبير في البلاد .لكن فجأةً حدثَ شيء فظيع ( ألجمَ الألسن وأجحظَ كلّ العيون ) عندما سيق قريب الرئيس الى المشنقة دون مقدمّات تُذكر !
***
مقدمة : محو التأريخ !
طالما سمعنا وشهدنا عبر الزمن البعيد والقريب , عمليّات محو التأريخ وإعادة كتابته على رأيّ وذوق ومُشتهى الحاكم بأمرهِ .صديّم طبعاً أحد هؤلاء المزوّرين للتأريخ .
وإنضمام الرئيس الكوري الشمالي المارشال الحفيد (كيم جونغ أون ) الى هذه القصّة ليس غريباً .
الغريبة الوحيدة في هذه الحالة هي إستمرار تلك العملية الى يومنا , رغم توّفر وتقدّم وسائل النشر والإتصال والتواصل , بحيث يمكن لثمة معلومة مهمة أن يتّم تداولها بضعة ملايين من المرّات خلال دقائق معدودة .
فماذا سينفع الحاكم المعني محو تلك المعلومة من وسائل النشر في بلدهِ ؟
أغلب الظّن عندي أنّ ذلك الحاكم يعتبر شعبه مجرّد قطيع من الخراف , لن يجرؤ فرداً منهم بسؤالهِ عن سبب فعلتهِ .
أو على الأقل هو يعرف من تجارب سابقة مدى الخوف الذي إستقّر في نفوس الشعب الى درجة بضغطة زرّ من القائد يقوم الشعب كلّه بالبكاء على والده ( الحاكم المتوّفي) .
***
نصّ الخبر من التايمز اللندنية :
قالت صحيفة التايمز أن بيونغ يانغ (عاصمة كوريا الشمالية ) قد شرعت في محو معظم محتويات الأرشيف الوطني في محاولة لتغيير التأريخ وإعادة كتابته في أعقاب إعدام ( تشانغ سونغ- ثيك ) زوج عمة زعيم كوريا الشمالية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تمّ بالفعل محو 100 ألف مقال على الإنترنت بلغة البلاد وأخرى مترجمة لخمس لغات من أرشيف وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية .
كما تمّ محو 20 ألف تقرير من أرشيف حزب العمال الكوري (رودنغ سينمن) كان يدور معظمها حول زوج العمة الذي تمّ إعدامه مؤخراً .
ورجحت الصحيفة أن ذلك جاء فيما يبدو لإزالة أي اثر لسوتغ-ثيك الذي أعدم عقب مزاعم بتدبيره إنقلاباً في كوريا الشمالية وكان يتمتع بنفوذ كبير في البلاد.
وأشارت التايمز إلى أن تلك الخطوة تذكر برواية جورج اورويل الشهيرة 1984 التي تدور حول الأخ الاكبر (الذي لم يشاهدهُ أحد , لكنّهُ يراقب الجميع ) !
وسعى فيها الحزب الحاكم إلى محو الماضي إيمانا بأن من يمحو الماضي يملك المستقبل.
***
الخلاصة :
أنا دائم القول : بأنّهُ لا يوجد أسوء من الحكام الطغاة العرب في الوجود حالياً , إلاّ عائلة حاكمة واحدة هي عائلة ( كيم إيل سونغ ) في كوريا الشمالية .
وإذا كان جورج أورويل قد قصد ( جوزيف ستالين ) بدور الأخ الأكبر في روايته الشهيرة 1984 , فإنّ الأخ الأكبر الجديد هو حتماً (كيم جونغ اون) بلا منازع / فلنرَ ماذا سينتفع من محوهِ للتأريخ القريب في بلدهِ ؟
إذا كانت كلّ إتصالات رؤساء العالم وقادتهِ تمّر على المخابرات الأمريكية حسب ما سرّبه ( إدوارد جوزيف سنودن ) من تفاصيل برنامج التجسّس لوكالة الأمن القومي الأمريكي .
فهل سيصعب على الأمريكان الوصول الى تفاصيل ما حدثَ في بيونغ يانغ ؟
على كلٍ , فإنّ ( كيم كيونج هوي 67 عام ) وهي زوجة المعدوم المغدور
وعمّة الرئيس الحفيد ( كيم جونغ اون ) , بقيت على حالها ولم يمسسها سوء من إبن أخيها وزبانيتهِ ( ربّما لم تكن تعلم بطموح زوجها )
بل تمّ إختيارها ضمن أعضاء اللجنة المكلفّة بالإشراف على الجنازات في الحزب الحاكم . وهو منصب مرموق عندهم كما يقولون .
( أعتقد صار مهماً يوم وفاة والد الرئيس الحالي / كيم جونغ إيل , وإجبار الشعب كافة على البكاء , والتمرغل العلني ) .
أو ربّما ( وهذا هو رأئيي في القضيّة ) تمّ تعيينها بهذا المنصب بالذّات , للبرهنة على أنّها مازالت على ولائها لأخيها المتوفي وإبنهِ السمين !
أخيراً / أيكون هذا الحادث بداية إفول نجم هذهِ العائلة الدموية بإمتياز ؟
أتمنّى ذلك من أجل الشعب الكوري الشمالي , وجيرانهِ والعالم أجمع !

***
الرابط الأول / إعدام زوج عمّة الرئيس الكوري الشمالي
http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2013/12/131216_tuesday_p.shtml?print=1

الرابط الثاني / عمّة الرئيس الكوري
http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAE9BE00Y20131215

تحياتي لكم وكلّ عام والجميع بخير بمناسبة أعياد الميلاد المجيد

رعد الحافظ
23 ديسمبر 2013

رعد الحافظ(مفكر حر)؟

Posted in فكر حر | Leave a comment

نصر الله المسيحيون جاء بهم البيزنطيون الى الشرق !!‬

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

الترهيب الديني للأطفال عدوان مُمارس على طفولتهم

حمودة إسماعيلي : الحوار المتمدن

إن تهديد الأطفال بالعقاب الإلهي، بأن الله سيحرقهم في الحجيم أو عذاب القبر أو سينزل عليهم اللعنات إذا قاموا بتصرفات معينة، يعتبر عداوانا ممارسها على طفولتهم، وطريقة مزرية لتربيتهم طالما أنها تعتمد على ملئ عقول الأطفال ـ القابلة لتصديق أي شيء ـ بالسيناريوهات المخيفة عن الوجود والحياة، تعيق نموهم العقلي والنفسي. زيادة عن تخويفهم من تربص الشياطين أو الجن والعفاريت بهم، كهلاوس تطاردهم حتى عندما يكبرون، تشكل صعوبات أمام تحليل منطقي لواقعهم وتحمّل مسؤوليات تصرفاتهم.

تقول هيباتيا (الفيلسوفة الاسكندرانية): الخرافات يجب النظر إليها كخرافات، الأساطير كأساطير، والمعجزات كأوهام شاعريّة، تعليم الخرافات على أساس أنّها حقائق هو أسوء شيء. عقل الطفل يقبل ويؤمن بها، ومن خلال ألمٍ عظيمٍ فقط وربما مأساة يستطيع الطفل بعد سنين أن يتخلص منها.

لا تجبروا اولادكم على عاداتكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم .. كما يقول الإمام علي ابن أبي طالب.

تقول الإخصائية النفسية جيل ميلتون (وهي تُعنى بمعالجة من عانوا نتيجة التخويف الديني والتربية المتشددة بالطفولة) : “عندما أعود لطفولتي، أتذكر أنها كانت محكومة بالخوف، الخوف من استهجان الآخرين وبالوقت نفسه الخوف من العذاب الأبدي. فبالنسبة للطفل، تُعتبر صور العذاب والنار والعقاب، مشاهد حقيقية وليست فقط مجرد تشبيه خيالي”. وتضيف أن : “تربية الطفل بعيدا عن التفكير الحر وممارسة النقد واتخاد القرارات، يظل بالنسبة لي شكل من أشكال العدوان الممارس على عقلية الطفل ونفسيته”.
وحينما سألها ريشارد دوكنز (أثناء حواره معها بأحد برامجه الوثائقية) : “ماذا قالوا لك عن الجحيم (يقصد بطفولتها) ؟ أعني ما الذي يحدث فيها ؟”.
أجابت : “إنه من الغريب أنه بعد مرور كل هذا الوقت (بعض خصلات شعرها تخللها البياض نتيجة السن) لازِالتُ أتأثر عندما تطرح علي مثل هذا السؤال. الجحيم طبعاً مكان مرعب، هناك النبذ التام من الله، إنها محاكمة كاملة ونار حقيقية، عقاب حقيقي وعذاب حقيقي، يستمر للأبد ولا مجال للفرار من ذلك”.

وحتى بداخل الحقل الديني، فقد كشف مرة يوسف القرضاوي عن انزعاجه من مثل هذه الأمور (بأحد برامجه التي تبثها قناة إخبارية)، وذلك عندما اشتكى له أحدهم من أن ابنته (وهي شابة وليست طفلة) تعرضت لأزمات نفسية حادة نتيجة مشاهدتها لشريط عن عذاب القبر، وقد عبّر ساعتها (بانفعال) على أنها مجرد أوهام : “إيش أفاعي وإيش ثعبان وأيُّ سُخفٍ هذا !”. لكنه بالمقابل نجد مرضى ساديين يستمتعون بانتاج مواد تدمر عقل الإنسان البالغ رُعباً (فما بالك بطفل). الناس تستكشف أعماق البحار و سراديب الأهرامات لتقديم إيضاحات عن العالم، والبعض يغطس بحُفر أرضية مُشوّهة ويُبلِغُك بأنها ستصبح إما فيلات أو زنزانات تعذيب أبدية، لكن ألم يصل إلى مسامع هؤلاء الحمقى أنه ليست كل الجثث تُدفن، فهناك التي تُحرق، وهناك التي تختفي دون أثر (مثل غرقى البحار وضحايا الكوارث). فكيف نفسر هذا الأمر ؟ أم أن الأشباح ستطاردهم بحثا عنهم لإجل إعادتهم للإقامة الجبرية ؟! . عالم لا زالت تسكنه الشياطين ! .

لسنا ضد انتاج خطابات وشرائط مرضى الدين العصابيين، لكن يجب النظر إليها كقصص دراكولا أو قصص فُلّة والأقزام أو الشبح كاسبر (رغم أنها لا ترقى لمستواها)، وليس الأخد بحرفيتها وواقعيتها كحقيقة !! .

يقول أوشو (فيلسوف ومتصوف هندي) : “الخوف جعل ملايين الناس ينحتون الحجارة على شكل آلهة ويعبدونها. لا حبا بها، بل خوفا منها. لقد صنعوا آلهتهم بأيديهم وخافوا مما يصنعون، وهكذا صار الخوف مقرونا بالله، بينما الله الحقيقي مقرون بالمحبة والتسامح. ما لهؤلاء الناس يزرعون الخوف في أنفسهم ؟ إنه الغباء القاتل. لماذا يبحثون عن الله في الحجارة والخوف ؟ لماذا لا يبحثون عنه في المعابد والكنائس والجوامع ؟
لا تذهب إلى حيث يقودك الخوف، بل إلى حيث يقودك الحب، إلى حيث تجد الغبطة والنعمة. إياك والخوف، إنهم يريدونك أن تخاف. هذا هو إلههم، إله الخوف والرعب، حتى جنتهم أقرب إلى جحيمهم. لماذا ؟ بسبب الخوف المزروع في نفوسهم”.

يجب النظر للترهيب الديني للأطفال كعدوان مُمارس على طفولتهم، واعتباره من أسوأ أساليب السيطرة عليهم، ومنهج تربوي فاشل وسادي.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

استهداف آخر لحزب الله وسط أزمة سياسية عميقة

لطالما شكل حزب الله معضلة للداخل اللبناني، من خلال تحالفاته ومواقفه السياسية. وبدأ منذ اندلاع الحرب السورية يشكل أيضا معضلة خارجية، بعد إقراره بمشاركة عناصره في القتال إلى جانب الجيش السوري ضد قوات المعارضة. كل ذلك ساهم في تصاعد الجدل حول حزب الله في لبنان.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

قوة «النصرة» و«داعش» الحقيقية

عصام خوري :جريدة الجمهورية

تُرجّح تقارير مختلفة، أنّ تنظيمي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»(داعش) و«جبهة النصرة» هما أقوى التنظيمات المقاتلة للمعارضة إنضباطاً وقوة تنفيذية على الأرض، ولكن عندما نتمعّن بأعدادهم، نُصاب بالذهول، إذ أنّ عدد مقاتلي تنظيم «داعش» يُقدّر بنحو 11 ألف مقاتل، في حين أنّ عدد مقاتلي «النصرة» لا يتجاوز 5 آلاف.

تنظيمان لا يتجاوز عدد عناصرهما 16 ألف مقاتل، وهذا الرقم ليس متمركزاً في رقعة جغرافية واحدة، بل هو موزّع على كل أرجاء المناطق السورية، ما يعني إمكان إضعافه في بقعة معينة، اذا قرر النظام السوري ذلك، سيما وأنّه يمتلك من الترسانة العسكرية ما يخوّله إصابة عناصرهما من مسافات بعيدة.

فضلاً عن أنّ عدد مقاتلي النظام اليوم يتجاوز 200 ألف مقاتل بعد الإنشقاقات والفرار لعدد من المقاتلين، ويضاف إلى مقاتلي النظام عدد كبير من عناصر “حزب الله” وقسم كبير من المقاتلين العراقيين، حيث يُرجح عددهم بما يُقارب عدد التنظيمين الجهاديين التكفيريين “النصرة وداعش”.

من هنا ندرك أنّ قوة النظام العسكرية اليوم، قادرة على سحق هذين التنظيمين، الّا أنّها لم تفعل ذلك، وأكبر تأكيد على هذا الأمر كان خلال مجازر ريف اللاذقية، التي تزعّم الهجوم فيها تنظيم “داعش” بمشاركة كتائب أخرى تابعة للجيش الحرّ، ولكن النظام إستطاع كبح الهجوم وانسحب من هذه المعارك لتصبح المعركة واضحة بين النظام و”القاعدة”، وكانت النتيجة كثافة نيرانية كبيرة من النظام، أجبرت التنظيمين على التراجع وخسارة عدد كبير من مقاتليهما.

فكما يبدو، أنّ اللاذقية خط أحمر وفق رؤية “النظام”، بينما مدن أخرى هي مدن مباحة، فمثلاً في مدينة حلب يلاحظ المراقبون أنّ حواجز”داعش” معروفة ومستقرة منذ فترة طويلة، لكنّ النظام لا يقصفها أو حتى يشتبك معها، في حين يوجه كثافته النارية نحو الحواجز التابعة للجيش الحرّ مثل “لواء التوحيد”.

وبالتالي إنّ هذه السياسة العسكرية للنظام لا نستطيع تبريرها إلّا بكونها سياسة ماكرة، هدفها إشعار المجتمعات التي خرجت عن سيطرتها أنّها مجتمعات فاشلة، والبديل عن النظام فيها ليس الفوضى وحسب، بل التطرف أيضاً.

فلسفة النزاع

ظهور جسم سياسي معارض معترف به دولياً مثل الإئتلاف كان أمراً تقنياً، وكاد يسبب في زوال النظام سياسياً، إلّا أنّ قوة النظام الحقيقية لم تكن ببراعة دبلوماسييه، بل كانت برفض التنظيمات الراديكالية الجهادية التي سيطرت على قسم كبير من الأرض لمشروع الإئتلاف، فهذه التنظيمات ليست مؤمنة بمعايير الديمقراطية التي نادى بها الثوار بداية الحراك المتمثلة بشعاري “الحرية والعدالة”.

وكانت مهمة النظام السابقة “خلال عامين ونصف العام” أن يحاول تفشيل الإئتلاف، وقبله المجلس الوطني سياسياً، عن طريق تدمير ما يمكن من الجيش الحرّ، ودفع بعض مقاتليه للإنضمام إلى الكتائب المتطرفة القادرة على دفع رواتب للمقاتلين، كي تبرز تلك الأخيرة كقوة ضاربة في المعارضة المسلحة. من هنا يتوضح أمام المجتمع الدولي أنّ الإئتلاف جسم سياسي منفصل عن الواقع الميداني، هذا الواقع الذي يرفض الإئتلاف، وينادي بالدولة الإسلامية الشرعية.

لقد سيطر الجهاديون على مساحة جغرافية كبيرة، وباتوا يغيّرون أسماء المحافظات، فمثلاً محافظة الرقة بات إسمها محافظة “البركة”، وكما كان للنظام السوري سجون في الرقة، بات لتنظيم “داعش” سجون في البركة، وكما كان النظام يعتقل تعسفياً ويعذّب بدموية بحجة الدفاع عن العروبة ووهن نفسية الأمة العربية، كذلك تفعل “داعش” بحجة الدفاع عن كلام مفسّري القرآن والسنّة النبوية وفق مدرستهم الجهادية.

نعم النظام الذي احتل الكثير من الكنائس، جاعلاً إياها مقرات عسكرية يقصف منها مقرات الجيش الحرّ، ككنيسة القديسة “أنّا” في قرية اليعقوبية، و”كنيسة مار يوحنا المعمدان” في قرية جديدة، هو مشابه لتنظيم “داعش” الذي استولى على كنيسة البشارة، محولاً إياها إلى مقرّ أمني خاص به.

كل من النظام وتنظيم “داعش” دفعا المجتمع المدني السوري للتطرف، وهذا التطرف ليس إلّا سياسة موجهة من قبل إيران والسعودية، هاتان الدولتان الدينيتان اللتان تنظران للدول الفقيرة كسوريا كمزرعة، بالإمكان تصفية النزاعات فيها. بينما ينعم الخليج “العربي أو الفارسي” بالكثير من الأمان.

قوة “داعش” والنظام هي وَهم يتعزز بوجود الداعمين ويرحل مع رحيل المموّلين. من هنا كان واجباً على “جنيف2 ” أن يقنع الأطراف الممولة باستراتيجية تحفظ ماء وجههم، وتُخلّص الشعب السوري من كابوس التطرف المؤسس من النظام، والمجسّد جديداً عبر “القاعدة”.

إيران والسعودية

فقد أثبتت التجربة المصرية بعد ثورتها الثانية، أنّ المجتمع الدولي لا يرغب في دول دينية في المنطقة، وهذا أمر تتخوف منه إيران تحديداً، لأنّه قد يقلّص مستقبلاً من صلاحيات نظامها الملالي. فإيران لم تحارب “القاعدة” على حدودها الأفغانية، لا بل استقبلت عدداً من قادتها على أرضها لفترة، أمثال أولاد أسامة بن لادن. كما كان تنامي “القاعدة” في العراق سبباً لتكتل الشيعة وراء الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران، واليوم أيضا يأتي تنامي”القاعدة” في سوريا سبباً إضافياً لتكتل الشيعة في المنطقة مع نظام الأسد.

بينما السعودية الداعمة للإسلاميين الجهاديين تدعمهم وفق أجندة تبعد الإخوان عن السلطة السياسية في دول الربيع العربي، فالسعودية ترغب أن تكون الدولة الإسلامية السنّية الوحيدة في المنطقة، وهي تخاف من الفلسفات الدينية القوية التي تحيّد الفلسفة الوهابية، وتجعلها رقم 2 في العالم الإسلامي.

«الجبهة الإسلامية»

من هنا نفهم أنّ مبادرة الأميركيين في محاولة كسب ود تنظيم “الجبهة الاسلامية”، والذي يمثّل اليوم الجناح الإسلامي السوري الأقوى في سوريا، كونّه يضم تنظيمات “كلواء الحق وجيش الإسلام ولواء التوحيد وأحرار الشام…” والتي تعهدت في بيانها التأسيسي بناء مشروع دولة إسلامية سورية، وليس دولة خلافة كما يسعى لها تنظيما القاعدة الفاعلان في الأرض السورية، كما تعهد بحفظ أمان الأقليات الدينية والإثنية في العمل والحياة على الأرض السورية. هي مبادرة مد اليد الأميركية للنظام السعودي، المنزعج من التقارب الدولي مع إيران بعد التوقيع على الملف النووي.

والجدير بالذكر، أنّ تنظيم “الجبهة الاسلامية” اليوم، يقارب في عدده المئة ألف مقاتل، مما جعله تنظيماً قادراً على إقصاء هيئة الأركان السورية التي يقودها سليم إدريس، المصنف من قبل الجهاديين الإسلاميين كعميل للأميركيين والغرب.

هذا التنظيم الجديد كما يبدو، يمسك العصا من المنتصف، فهو لا يعادي “القاعدة” جهاراً، لابل يحاول التمييز بين الجولاني والبغدادي، كون الأول أقلّ تطرفاً، وهو حتى اليوم يعلن جهاراً أنّه لن يتفاوض مع السفير الأميركي روبرت فورد، ويطالب أن يكون بيان جنيف2 النهائي متضمناً رحيل الأسد عن السلطة.

طبعاً هذه الجبهة اشتبكت في الفترة الأخيرة مع داعش في أكثر من واقعه، وهي التي استطاعت إعطاء لواء التوحيد القوة الكبيرة كي يمنع زحف داعش على حلب وريفها، مما أعطى نوعاً من التوازن العسكري بين التنظيمات الإسلامية المقاتلة. وهذا الأمر بحقيقته العامة يريح الأميركيين والغرب، لكنّه في حاجة أكثر إلى نوع من الترتيب السياسي والعسكري، وربما يكون هذا الأمر تحت الطاولة أو عبر وسطاء.

فتخوفات الغرب والروسيين كبيرة من الواقع السوري، وإذا تنامى نفوذ الجهاديين بشكل أكبر، ربما قد نرى الطائرات من دون طيار التي تضرب معاقل القاعدة في اليمن هي أيضا فوق السماء السورية، وهي مؤكّداً ستكون أكثر رحمة من طائرات النظام التي ترمي عشوائياً براميلها على الأحياء المدنية ضمن سياسة ممنهجة، هدفها العقاب الجماعي لأي بيئة حاضنة تقول لا لبشار الأسد.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

حزب الله والمصائب الثلاث

لم يمر خطاب حسن نصر الله في لبنان بلا ردود غاضبة، فمسؤول قوى الأمن الداخلي السابق اللواء أشرف ريفي رفض في تغريدة له على «تويتر» خطاب زعيم حزب الله الأخير، «لغة القرون الوسطى من تهديد وتكفير وتخوين». عادة، هذه لغة حسن نصر الله التي كان ينطق بها ويقيس بها حجم قوة حزبه في الأعوام الماضية، لكنها لم تعد مناسبة للوقت الحاضر، لأن وزن الحزب يتناقص.

المصائب لا تأتي فرادى، فقد ابتلي حزب الله بثلاث منها دفعة واحدة، ستؤثر عليه، ليس فقط في الساحتين السياسيتين العربية واللبنانية، بل وحتى داخل المجتمع الشيعي اللبناني. مصيبته الأولى استنزافه بشكل ضخم في سوريا، والثانية ظهور جماعات متطرفة تقارعه على أرضه، فجماعة أحمد الأسير أصبحت مشكلة له ترفض أن تختفي. والثالثة هي الأخطر، أنه أول من سيدفع ثمن المصالحة الأميركية الإيرانية، ضمن اتفاق نهائي يوقع لاحقا. ولهذا كان محقا أحمد الحريري، أمين عام تيار «المستقبل»، عندما نصح نصر الله بأن يتواضع، لأن الأيام المقبلة ستكون أصعب ما مر عليه. فحزبه ينزف دما في سوريا لم ينزف قدره منذ تأسيسه قبل ثلاثة عقود، وأكثر مما فقده في مواجهاته مع إسرائيل الماضية، وخسائره لا تزال مستمرة.

وعلى الجبهة الداخلية بلغ التطرف بين السنّة الشماليين مبلغه، وصاروا ينظرون إلى حزب الله نموذجا يريدون تقليده، يريدون تشكيل جماعات مسلحة تملك سلطة السلاح على الأرض. وهذا تطور ليس في صالح حزب الله، ولا حتى في صالح تيار «المستقبل» والسنّة عموما، إنما هي نتيجة طبيعية لتحول حزب الله إلى ميلشيا محلية تفرض وجودها على الغير بالقوة. الشيخ أحمد الأسير، مثيل نصر الله لدى متطرفي السنّة، كان شخصا مجهولا واليوم أصبح رمزا للكثيرين منهم المستعدين لارتكاب أعمال انتحارية في أي اتجاه.

الرزية الثالثة قد تكون قاصمة. لن يوقع اتفاق أميركي إيراني إلا وتفكيك حزب الله كتنظيم عسكري قوي سيكون على رأس بنوده. فالولايات المتحدة لن تمضي في اتفاق أمني عسكري وسياسي مع إيران دون موافقة إسرائيل، رغم الخلاف والتبرم الذي يبديه رئيس وزراء إسرائيل. فالاتفاق في أصله، هدفه نزع التهديد الإيراني النووي، وهو تهديد يخص وجود الدولة اليهودية، ولا يمكن أن يتوصل المتفاوضون إلى اتفاق على الضمانات من دون أرضاء الإسرائيليين. ومن المؤكد أنهم سيطالبون برأس حزب الله. فالحزب تاريخيا ولد ضمن الصراع الإيراني الأميركي في بداية الثمانينات، وتقوم القيادة في طهران بتمويله بالكامل ضمن مشروعها العسكري في المنطقة. وما دامت إيران تريد إنهاء حالة العداء مع الولايات المتحدة فلن يسعها الإبقاء على جماعتها المسلحة، وحزب الله تحديدا على رأسها. ويضاف إليه أن انهيار نظام الأسد سيجعل الحزب محاصرا بعد أن كانت سوريا الحامي والوادي له.

وبين إنهاك حزب الله في سوريا، ومزاحمة المتطرفين السنّة له، والتضحية الإيرانية به في المفاوضات النووية، من الحكمة على السيد نصر الله أن يتواضع حقا، وينزل من الشجرة التي علق نفسه فوقها. مصلحته، اليوم وغدا، أن يدفع باتجاه لبنان يتسع للجميع مدنيا، وسلميا، لا تملى فيه القرارات بسلطة السلاح، ولا تهدد القوى السياسية المنافسة بخطب ترهيبية تكفيرية من الأقبية.

alrashed@asharqalawsat.com
منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

مرحلة ما بعد النظام!

مع بداية الثورة الشعبية السلمية في منتصف مارس (آذار) من عام 2011، دخلت سوريا مرحلة ما بعد النظام، التي كانت قد شرعت تتخلق مع فشله في تقديم أي شيء يتفق ووعوده التي كان قد قطعها خلال قرابة نصف قرن للشعب، وعجزه عن تقديم وعود جديدة قادرة على تخدير السوريين وتضليلهم، وإقناع قطاعات مؤثرة منهم باستمرار دعمها له.

يعيش شعب سوريا منذ نيف وثلاثة وثلاثين شهرا فيما أسميه «مرحلة ما بعد النظام»، التي تتجلى بوضوح في عصيان وطني ومجتمعي شامل ينخرط القسم الأكبر من المواطنات والمواطنين فيه، ويأخذ أشكالا متنوعة من المقاومة السلمية والمسلحة، ويتجسد في الأرقام التي تنشرها منظمات دولية متخصصة، تتحدث عن قرابة 15 مليون إنسان انتزعوا من بيوتهم وبيئاتهم التقليدية، ألقي بعضهم في المهاجر، وظل بعضهم الآخر داخل البلاد، لكنه تشرد خارج أماكن عيشه وعمله، في حين يقارب عدد من قتلوا، أو جرحوا، أو اعتقلوا، أو لوحقوا، أو أخفوا قسرا، أو أعطبوا جسديا وروحيا نحو مليوني إنسان، بينما فر عشرات آلاف الضباط وصف الضباط والجنود من جيش النظام، وتركت الكتلة الأكبر من البعثيين حزبه، وانشقت عنه كتلة كبيرة من الشيوخ والعلماء، ومن كبار رجال سلطته العليا كرئيس وزرائه ونوابه ووزرائه، فضلا عن آلاف المعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعة، وملايين العمال والفلاحين وصغار الكسبة.

يقول النظام إنه يحارب الأصولية؛ فهل ضباطه الذين كانوا يرددون ثلاث مرات يوميا خلال عشرات السنين شعارات تمجد الأسد وتتعهد بمنحه ولاءهم الأبدي أصوليون؟ وهل رئيس وزرائه وكثير من وزرائه ونوابه وكبار قادة حزبه أصوليون؟ وهل كل هذا الشعب الذي تعرض للقصف والقتل والتشريد أصولي؟ إذا كان كل هؤلاء أصوليين حقا، لماذا يتمسك الأسد بالسلطة ويحكم ضد إرادة شعبه؟ ألا يكون رحيله دون إبطاء الحل الوحيد للمعضلة السورية، بما أن بقاءه في الحكم يتعارض ورغبة مواطنيه والمصالح العليا لدولة ومجتمع سوريا؟

ومن علامات دخول سوريا في مرحلة ما بعد الأسد عجز نظامه عن كسر شوكة الشعب، وبلوغ قطاعات واسعة من جيشه مرحلة اليأس من انتصار لطالما وعدها بتحقيقه، وضحى بالآلاف منها كي يحرزه، إلا أنه غرق مع كل هجوم شنه في الرمال المتحركة لمقاومة وطنية عامة تغطي البلاد من أقصاها إلى أدناها، ينخرط فيها الشعب بشيبه وشبانه حتى لم يبق سوري واحد غير معني بها أو متأثر بنتائجها. يقينا، إن واقع سوريا يؤكد كم خرج الشعب من عالم النظام، وكم قاتله طلبا لمرحلة تليه تكون مفعمة بالحرية ومتعينة بها، يجسدها منذ بداية الثورة إصراره على التخلص من وضع سلطوي كائنا ما كان الثمن، ومهما غلت التضحيات، فالسوري قد يقول لك اليوم إنه تعب، لكنه لن يلبث أن يؤكد إصراره على مواصلة النضال مهما طال زمنه، يدفعه إلى ذلك اقتناع راسخ بأن للحرية ثمنا مرتفعا، وأنه سيدفعه، لأن من يطالب بالحرية كنظام مجتمع ودولة لأول مرة في تاريخه لا يحق له أن يضن عليها بشيء، ما دام تحقيقها يتطلب تضحيات غالية تقدم لمرة واحدة، يقع بعدها الانتقال إلى عالم إنساني كريم وعادل، لا سيطرة فيه للإذلال والمهانة والإفقار والإفساد والعنف.

أخيرا، من علامات دخول سوريا مرحلة ما بعد النظام تلك المواهب التي تفجرت بعد الثورة، وجعلت مواطنا شبه أمي أمضى جل حياته في قرية نائية مخترعا يجيد صنع وسائل قتالية متطورة كالصواريخ والمدافع ووسائل الاتصال والحشوات المتطورة، وسائق سيارة مغمورا يبتكر آلات تعمل بالماء تنتج الطاقة وتساعد الشعب على تخطي مشكلة انقطاعها الدائم وتنقي المياه الملوثة، لو باع براءة اختراعها في دولة متقدمة لصار من أصحاب المليارات، وطالبا ثانويا يبتكر أجهزة ذات تقنية شديدة التطور من مواد رخيصة يمكن إيجادها في أي سوق. هذا التفجر الإبداعي يرجع إلى انعتاق الشعب من نير الأسر الروحي والفكري الذي أخضعه النظام له طيلة نصف قرن، لولا تخطيه بدلالة المرحلة التالية للنظام القائم لما تمكن أحد من النزول إلى الشارع أو مواجهة آلة القتل المستوردة بآلة مقاومة محلية الصنع غالبا، صمدت أمامها وكسرتها مرات كثيرة بفضل استخدامها من أجل نيل حرية لم يعد السوريون يتصورون أن باستطاعتهم العيش من دونها.

ألا يعي أهل الحكم أن ثورة سوريا أدخلتها إلى مرحلة ما بعد نظامهم، وأنهم يخوضون معركة خاسرة، لم ولن يربحوها مهما كان الدعم الذي يتلقونه من إيران وروسيا وحزب الله؟! أعتقد أنهم لا يعون ذلك، وأن هذا من علامات دخول سوريا في الحقبة التالية لهم، أقله لأن أي سلطة تعجز عن فهم الواقع في بلادها تحكم على نفسها بالزوال!
منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بول شاوول يرّد على زياد الرحباني

عندما قرأت الحوار الذي أجري مع زياد الرحباني في موقع “العهد”، أَسِفت كثيراً. وتساءلت: كيف يكون فنان لامع على هذه 5142673346_1b731bef35_zالحال من الشقاء الفكري والسياسي. بل كيف يتجرد فنان من كل رحمة، أو عاطفة أو حتى شفقة؟ كيف يصير مثل هذا الفنان شخصاً بلا قلب، وبلا ضمير وبلا منطق وبلا توازن، يلقي الكلام جزافاً بلا مسؤولية ولا مراجعة؟ بل والأخطر كيف يتحول زياد مجرد ببغاء بذاكرة معلبة، مجرد ببغاء لإعلام “حزب الله” والنظام السوري وإيران؟ ذلك لأنني رحت أبحث عن فكرة جديدة نطق بها أو رأي خاص به.. لا شيء.
تقيأ زياد بهمة عالية كل الكليشيات التي يطلقها الحزب ومرتزقته والنظام وأبواقه. زياد الرحباني بات مجرد بوق إعلامي. فما أشقاك يا زياد. كل ما قاله عن سمير جعجع والشهيد وسام الحسن والرئيس الشهيد رفيق الحريري والسعودية وإيران والتكفيريين والسلفيين سبق أن سمعته مراراً ومراراً من أفواه بعض الصحافيين من 8 آذار وقرأته في صفحاتهم. لا شيئ. لم يكن هناك شخص اسمه زياد الرحباني. ولم يكن هناك فنان اسمه زياد الرحباني: تبخّر! لا شيء. صدى متلاشٍ. أفكار مستعارة. كلمات ممجوجة حتى قلت أيهما كان زياداً: المحاور، أم زياد، فالأسئلة أجوبة والأجوبة جاهزة بلا عناء. لا مخيلة. لا لمعة. لا لحظة استدراك بل تناقض . تشابك . تضارب. قرأت ظلاً لظل وشبحاً آتياً من شبح. وصوتاً يشبه الأصوات المتراكمة على تلفزيونات 8 آذار. لن أتوقف عند كل ما “تقيأه” ولو عرفنا منه انه ينتظر زيارة موعودة للسيد حسن نصرالله وأنه يخوض مشروع إنشاء اذاعة…
أترى الزيارة والمشروع الإذاعي متصلين؟ لكنه وعلى الرغم من هذه الببغائية والحماقة المتذاكية والرعونة الغامرة شعرت بخوف من هذا “الولد” الذي لم يعرف لا كيف يكبر ولا كيف ينضج ولا كيف يتخلص من كونه “غنوج الماما” و”غنوج البابا” من أيام “نزل السرور”.
نعم شعرت بخوف من وحشية هذا الولد. من بربريته. من احتفاله بدماء الشعوب والناس والأفراد، سواء في ما “يسميه” بلده لبنان أو سوريا..! وحش يتكلم . متواطئ مع القتل يتكلم. نابش قبور يتكلم. مسخ يبتسم امام مجازر الطغاة بكل تشف. مسخ يبرئ القتلة ويتهم الضحية.
عندما سئل هذا الولد الشقي الذي بتُ أخافه والتبسه حتى مع الجلادين فكأنه ابن جلاد أو ابن طاغية، عندما سُئل عن دور الشهيد وسام الحسن في اغتيال الحريري اجاب وبثقة “وسام الحسن بيعمل ربا!” ويضيف ان هذا الأمر قابل للتصديق فعلاً! لا مفاضلة بين الحسن و”حزب الله” … فأنا اشك بديهياً بالأول.
بديهياً؟ ثم لا أشك (يعني منطقياً) وقابل للتصديق وفعلاً! ثم وضع الحسن في مرتبة دنيا من “حزب الله” “لا مفاضلة” هذا ما سمعناه في وسائل اعلام الحزب و8 آذار. ردده زياد بلا مشقة. ولا تفكير. لكن بترجرج ذهني ولا توازن حتى إنساني.
وتذكر بغبغان 8 آذار بأن حزب الفضيلة والأخلاق ومنصات المرتزقة (هل صرت مرتزقاً يا زياد؟ اذاً طَالب بتلفزيون لا بإذاعة! فميشال ليس أفضل منك) سبق أن اشاع بلبلة بعيد اغتيال الحريري. فجاء بأبو العدس هل تذكره يا زياد؟ واتهموه بتفجير ألف كيلو (ألف كيلو لاغتيال شخص ايها المجرم؟ وانت تتفاكه وتتفاقه وتتذاكى في الموضوع). ثم اتهموا الحجاج الاستراليين.. ثم استقَر القرار على اتهام اسرائيل… واليوم الجوقة ذاتها (وانت طبّالها) تتهم وسام الحسن… كل ذلك لتضليل التحقيق.. واشاعة مناخ من ضرب صدقية المحكمة، والشهود والأدلة.
رائع! في الماضي سمعت انك اتهمت اسرائيل! رائع! وربما (تشفيت وانتشيت باتهام ابو عدس. لكن هنا اذكرك ايضاً يا صاحب “الجاز الشرقي” (لم ليس الجاز العربي الافريقي) بأن احد المسؤولين في جريدة “تشرين” السورية اتهم سعد الحريري بقتل والده ليرثه. واحيلك على الجنرال عون الذي صرح اثناء وجوده في باريس و”مين غير السوريين قتلوا الحريري” ثم وبعد عوده المظفر المقاوم والممانع الى لبنان صرح “يمكن هيدي مواضيع بين الحريري وبين اطراف!” ومعزوفة اتهام 14 آذار باغتيال رموز 14 آذار سمعناها وقرأناها. مثلاً يا خواجة زياد صرح بعض 8 آذار ان الذي قتل سمير قصير هو وليد جنبلاط. ثم اتهم الرئيس امين الجميل باغتيال ابنه بيار ليرثه اما جورج حاوي فقد صرح جنرال المقاومة عون (نابليون الممانعة: العوذ بالله) ان اغتياله نتيجة خلاف مع بعض الأطراف والتنظيمات. وبعد محاولة اغتيال بطرس حرب وسمير جعجع (هل كنت تتمنى ان تتشفى بدمهما ايها الرفيق الحنون يا صاحب “العود الرنان” الذي صار عوداً طناناً!) واكتشفوا المجرم هربوه الى كانتون الضاحية ليحميه الحزب الحنون، العذب، الرقراق كالزيت والزيتون. والمجرم منتم الى حزب الله!
لكن السؤال من قتل وسام الحسن؟ هل ترى بمنطقك المريض وهو منطق القتلة والمجرمين المتسلسلين، ان 14 آذار هي التي قتلته لانه اغتال الحريري! رائع! قلت يا ولدي ان الحسن له دور في اغتيال الحريري، لكن من له دور في اغتيال الحسن: نذكرك بان فرع المعلومات ايام الشهيد الحسن (رغماً عن انفك) اكتشف نحو 26 خلية اسرائيلية وبعضها داخل البيئة الحاضنة للحزب، وداخل الحزب من دون ان ننسى اكتشافه العميل الاسرائيلي العوني الممانع فايز كرم. ونذكرك بان وسام الحسن هو الذي اكتشف يا زياد مؤامرة المتفجرات التي ارسلها نظام البراميل والمتفجرات والكيماوي بتخطيط علي المملوك وتنفيذ ميشال سماحة! واتهام الكيان السوري (لم يعد هناك نظام في سوريا يا زياد باي باي) بهذه العملية التي كان من اهدافها احداث فتنة سنية شيعية. عندها بالذات شنت حملات شعواء وارسلت تهديدات الى وسام الحسن، كيف يكتشف جريمة في حجم هذه الجريمة وينكشف النظام اللابعثي! ومن منا لم يكن خائفاً على وسام الحسن من انتقام الحزب ونظام الأسد منه. وكان عليك ان تكحل عينيك، وتُشنف أذنيك المُرهفتين (كيف تعزف على البيانو بهاتين الاذنين اللتين أصمّهما موت الضمير والاحساس). وكثيرون حذروا الحسن، وطالبوه بالحذر. لكن محترفي القتل طاولوه وقتلوه!
فمن قتل وسام الحسن؟ ربما بعد ايام، وعلى “لِسنَك” سيقال ان اشرف ريفي اغتاله، أو 14 آذار.. أو ابو عدس جديد.. أو حاج من الحجاج.. أو قريب أو قريبة له.. لنستعيد بذلك سيناريوات قتل الحريري و14 آذار.. وتضليل التحقيق! وأنت، كمتواطئ (وكل متواطئ مع جريمة مجرم كامل الأوصاف)، تشارك بحماقة قل نظيرها، بهذا التضليل. ولهذا أنا شخصيا (أطالب باستدعائك للتحقيق كشاهد، لتفسر ما هي المعطيات والأدلة التي جعلتك تتهم الحسن باغتيال الحريري. بديهياً! قلت! العوذ بالله، الآن يا خواجة زياد، صاحب “المشروع الاذاعي” المنتظر وصاحب “الدعوة الموعودة” المباركة لزيارة السيد حسن نصر الله، بتنا نسمع النغمة ذاتها التي سبقت اغتيال الحريري ووسام الحسن، لتركز على اشرف ريفي.. فان قلت “الله يحمي حسن نصر الله” (ونحن معك) فنقول الله يحمي ريفي من شر النظام السوري والحزب الايراني في لبنان.
اما النقطة الثانية التي تكشف ما آل اليه زياد من تماه بالقتلة والطغاة، فعندما رد بكبرياء وشفافية وامل عن سؤال: “البعض ينتقدك لتأييدك النظام السوري”، نطق بالدرر “لو كنت مكانه (اي النظام) لفعلت الأمر نفسه”. أف إلى هذا الحد وصل جنونك الاجرامي يا زياد. في الماضي قلت ان ستالين قتل 3 ملايين روسي، وايدته. لمعلوماتك يا زياد ولإهاجة حبورك بالقتل: ستالين قتل 20 مليوناً، وماوتسي تونغ (زميله وابنه) 22 مليوناً! هذه المعلومة نقدمها هدية مجانية لك لتحتفل بها! عال! تحب ستالين لانه طاغية. برافو. ومن باب المنطق والانسجام ان تحب القذافي وصدام حسين ومبارك وبن علي وعلي صالح والجنرال بينوشيه وبول بوت: هؤلاء هم سُلالتك الحقيقية غير البيولوجية: قتلة شعوبهم! ولكن اليوم عبّرت عن تمنٍ مديد لو كنت انت تقوم بهذه المهمة. أي تتمنى ان تكون طاغية لتمارس ما يفعله الطغاة. الهذه الدرجة تعطشك الى الدم لتمارس ما يفعله الطغاة. وسأعطيك معلومات – هدية مجانية حول جرائم النظام السوري، لتلتبس بها، وتختلط وتتمرغ بدماء الأطفال والشيوخ والنساء: النظام السوري يا زياد قتل وكان مسؤولا عن قتل نحو 200 الف سوري ولبناني وفلسطيني وعراقي منذ 1973، ولم يجرح أي جندي اسرائيلي لا في جولان ولا في أي مكان آخر. لمعلوماتك الأخرى: حزب الله قتل من الشيعة واللبنانيين اكثر مما قتل من الاسرائيليين افرح وأروِ غليلك! كأنني هنا ارى فيك مصاص دماء أطفال ونساء ورجال. رائع يا زياد. وأذكرك انه سقط لحزب الله حتى الان في سوريا دفاعا عن “مقام السيدة زينب” وعن دور ايران في سوريا، مئات القتلى من خيرة الشبان اللبنانيين.
وهنا بالذات سأسألك يا زياد، واذا كنت “شجاعاً” و”بطلاً” (وأنت تلعب دور البطل الخارق بحماية 40 الف صاروخ : مَنْ قتل هؤلاء: مهدي عامل ود. حسين مروة، وسهيل طويله (رفاقك في الحزب الشيوعي)، ومن قتل رينيه معوض، والعلامة الكبير الشيخ صبحي الصالح، والمفتي حسن خالد وقبلهم كمال جنبلاط وبعدهم رموز 14 آذار؟ أخبرنا! ما دمت تشبّح علينا:
من صفّى المقاومة الوطنية؟ من أسقط تل الزعتر؛ من أدار حرب المخيمات.. من ضرب المقاومة الفلسطينية؟ اسرائيل وحدها، أم بالتضامن والتآخي مع نظام البعث. أخبرنا يا زياد: لماذا استبدلت المقاومة الوطنية العلمانية (الحزب القومي، الشيوعي، منظمة العمل الشيوعي) بمقاومة مذهبية (هل يُسمح لك ان تنضم الى المقاومة فعلياً!) اكثر: ما دمت متماهياً الى حدود الحلولية والصوفية بحزب الله، فمن اسس هذا الحزب واين؟ ومن صنع المقاومة المذهبية؟ ولماذا مقاومة تقتصر على طائفة معينة!
أتراه نقصاً عاطفياً يصيبك عندما تتمنى ان تكون انت ملقي البراميل المتفجرة على الاحياء؛ اترى خلخلة في حواسك الطبيعية، عندما تتمنى ان تكون انت من يقتل 1500 اعزل، يا كيماوي! هل كنت انتشيت حتى الثمالة لو فعلت ذلك، اكنت تتمنى ان تسجن بيدك 150 الف معتقل في السجون السورية اليوم..
أكانت اصابتك: “قشعريرة” المتعة وانت تسحب زلاعيم المغني القاشوش بدلا من شبيحة النظام.
أكنت تتمنى انت ان تكون قائد فرقة من الشبيحة تستبيح المنازل، وتمارس التعذيب، وتنهب المنازل، وتعتدي على النساء! أهذا ما افهمه من كلامك “لو كنت مكان النظام لفعلت الأمر نفسه”!
هو فعل ذلك، ولم يحتجْ اليك. فاسرائيل معه، والغرب معه، وروسيا معه، وايران.. يحتاج فقط هذا النظام ومعه الحزب الالهي الى طبالين ومتواطئين مع جرائمهم، ليبيضوا باقلامهم السوداء وأفواههم التي تشبه المقابر.. صفحة الاجرام..
وأخيراً متى سيُخلع عليك احد القمصان السود لتكتمل امنياتك الفنية والتاريخية والوطنية والانسانية!
وأخيراً اشتممت من حوارك انتهازية فوجئت بها، بل اكثر: اشتممت تسولاً كنت اظنك اكبر منه!
وللحديث صلة اذا اقتضت الضرورة!

منقول عن المستقبل

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment