-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامببقلم طلال عبدالله الخوري
- #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامربقلم زياد الصوفي
- ** هَل سيفعلها الرئيس #ترامب … ويحرر #العراق من قبضة #نظام_الملالي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامب
أحدث التعليقات
- bouchaib on شاهد كيف رقصت رئيسة كرواتيا مع منتخب بلادها بعد اخراجهم فريق المجرم بوتين
- Saleh on شاهد كيف يحاول اغتصابها و هي تصرخ: ما عندكش اخت
- س . السندي on #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامر
- س . السندي on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
الترهيب الديني للأطفال عدوان مُمارس على طفولتهم
حمودة إسماعيلي : الحوار المتمدن
إن تهديد الأطفال بالعقاب الإلهي، بأن الله سيحرقهم في الحجيم أو عذاب القبر أو سينزل عليهم اللعنات إذا قاموا بتصرفات معينة، يعتبر عداوانا ممارسها على طفولتهم، وطريقة مزرية لتربيتهم طالما أنها تعتمد على ملئ عقول الأطفال ـ القابلة لتصديق أي شيء ـ بالسيناريوهات المخيفة عن الوجود والحياة، تعيق نموهم العقلي والنفسي. زيادة عن تخويفهم من تربص الشياطين أو الجن والعفاريت بهم، كهلاوس تطاردهم حتى عندما يكبرون، تشكل صعوبات أمام تحليل منطقي لواقعهم وتحمّل مسؤوليات تصرفاتهم.
تقول هيباتيا (الفيلسوفة الاسكندرانية): الخرافات يجب النظر إليها كخرافات، الأساطير كأساطير، والمعجزات كأوهام شاعريّة، تعليم الخرافات على أساس أنّها حقائق هو أسوء شيء. عقل الطفل يقبل ويؤمن بها، ومن خلال ألمٍ عظيمٍ فقط وربما مأساة يستطيع الطفل بعد سنين أن يتخلص منها.
لا تجبروا اولادكم على عاداتكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم .. كما يقول الإمام علي ابن أبي طالب.
تقول الإخصائية النفسية جيل ميلتون (وهي تُعنى بمعالجة من عانوا نتيجة التخويف الديني والتربية المتشددة بالطفولة) : “عندما أعود لطفولتي، أتذكر أنها كانت محكومة بالخوف، الخوف من استهجان الآخرين وبالوقت نفسه الخوف من العذاب الأبدي. فبالنسبة للطفل، تُعتبر صور العذاب والنار والعقاب، مشاهد حقيقية وليست فقط مجرد تشبيه خيالي”. وتضيف أن : “تربية الطفل بعيدا عن التفكير الحر وممارسة النقد واتخاد القرارات، يظل بالنسبة لي شكل من أشكال العدوان الممارس على عقلية الطفل ونفسيته”.
وحينما سألها ريشارد دوكنز (أثناء حواره معها بأحد برامجه الوثائقية) : “ماذا قالوا لك عن الجحيم (يقصد بطفولتها) ؟ أعني ما الذي يحدث فيها ؟”.
أجابت : “إنه من الغريب أنه بعد مرور كل هذا الوقت (بعض خصلات شعرها تخللها البياض نتيجة السن) لازِالتُ أتأثر عندما تطرح علي مثل هذا السؤال. الجحيم طبعاً مكان مرعب، هناك النبذ التام من الله، إنها محاكمة كاملة ونار حقيقية، عقاب حقيقي وعذاب حقيقي، يستمر للأبد ولا مجال للفرار من ذلك”.
وحتى بداخل الحقل الديني، فقد كشف مرة يوسف القرضاوي عن انزعاجه من مثل هذه الأمور (بأحد برامجه التي تبثها قناة إخبارية)، وذلك عندما اشتكى له أحدهم من أن ابنته (وهي شابة وليست طفلة) تعرضت لأزمات نفسية حادة نتيجة مشاهدتها لشريط عن عذاب القبر، وقد عبّر ساعتها (بانفعال) على أنها مجرد أوهام : “إيش أفاعي وإيش ثعبان وأيُّ سُخفٍ هذا !”. لكنه بالمقابل نجد مرضى ساديين يستمتعون بانتاج مواد تدمر عقل الإنسان البالغ رُعباً (فما بالك بطفل). الناس تستكشف أعماق البحار و سراديب الأهرامات لتقديم إيضاحات عن العالم، والبعض يغطس بحُفر أرضية مُشوّهة ويُبلِغُك بأنها ستصبح إما فيلات أو زنزانات تعذيب أبدية، لكن ألم يصل إلى مسامع هؤلاء الحمقى أنه ليست كل الجثث تُدفن، فهناك التي تُحرق، وهناك التي تختفي دون أثر (مثل غرقى البحار وضحايا الكوارث). فكيف نفسر هذا الأمر ؟ أم أن الأشباح ستطاردهم بحثا عنهم لإجل إعادتهم للإقامة الجبرية ؟! . عالم لا زالت تسكنه الشياطين ! .
لسنا ضد انتاج خطابات وشرائط مرضى الدين العصابيين، لكن يجب النظر إليها كقصص دراكولا أو قصص فُلّة والأقزام أو الشبح كاسبر (رغم أنها لا ترقى لمستواها)، وليس الأخد بحرفيتها وواقعيتها كحقيقة !! .
يقول أوشو (فيلسوف ومتصوف هندي) : “الخوف جعل ملايين الناس ينحتون الحجارة على شكل آلهة ويعبدونها. لا حبا بها، بل خوفا منها. لقد صنعوا آلهتهم بأيديهم وخافوا مما يصنعون، وهكذا صار الخوف مقرونا بالله، بينما الله الحقيقي مقرون بالمحبة والتسامح. ما لهؤلاء الناس يزرعون الخوف في أنفسهم ؟ إنه الغباء القاتل. لماذا يبحثون عن الله في الحجارة والخوف ؟ لماذا لا يبحثون عنه في المعابد والكنائس والجوامع ؟
لا تذهب إلى حيث يقودك الخوف، بل إلى حيث يقودك الحب، إلى حيث تجد الغبطة والنعمة. إياك والخوف، إنهم يريدونك أن تخاف. هذا هو إلههم، إله الخوف والرعب، حتى جنتهم أقرب إلى جحيمهم. لماذا ؟ بسبب الخوف المزروع في نفوسهم”.
يجب النظر للترهيب الديني للأطفال كعدوان مُمارس على طفولتهم، واعتباره من أسوأ أساليب السيطرة عليهم، ومنهج تربوي فاشل وسادي.
استهداف آخر لحزب الله وسط أزمة سياسية عميقة
لطالما شكل حزب الله معضلة للداخل اللبناني، من خلال تحالفاته ومواقفه السياسية. وبدأ منذ اندلاع الحرب السورية يشكل أيضا معضلة خارجية، بعد إقراره بمشاركة عناصره في القتال إلى جانب الجيش السوري ضد قوات المعارضة. كل ذلك ساهم في تصاعد الجدل حول حزب الله في لبنان.
Posted in ربيع سوريا, يوتيوب
Leave a comment
قوة «النصرة» و«داعش» الحقيقية
عصام خوري :جريدة الجمهورية
تُرجّح تقارير مختلفة، أنّ تنظيمي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»(داعش) و«جبهة النصرة» هما أقوى التنظيمات المقاتلة للمعارضة إنضباطاً وقوة تنفيذية على الأرض، ولكن عندما نتمعّن بأعدادهم، نُصاب بالذهول، إذ أنّ عدد مقاتلي تنظيم «داعش» يُقدّر بنحو 11 ألف مقاتل، في حين أنّ عدد مقاتلي «النصرة» لا يتجاوز 5 آلاف.
تنظيمان لا يتجاوز عدد عناصرهما 16 ألف مقاتل، وهذا الرقم ليس متمركزاً في رقعة جغرافية واحدة، بل هو موزّع على كل أرجاء المناطق السورية، ما يعني إمكان إضعافه في بقعة معينة، اذا قرر النظام السوري ذلك، سيما وأنّه يمتلك من الترسانة العسكرية ما يخوّله إصابة عناصرهما من مسافات بعيدة.
فضلاً عن أنّ عدد مقاتلي النظام اليوم يتجاوز 200 ألف مقاتل بعد الإنشقاقات والفرار لعدد من المقاتلين، ويضاف إلى مقاتلي النظام عدد كبير من عناصر “حزب الله” وقسم كبير من المقاتلين العراقيين، حيث يُرجح عددهم بما يُقارب عدد التنظيمين الجهاديين التكفيريين “النصرة وداعش”.
من هنا ندرك أنّ قوة النظام العسكرية اليوم، قادرة على سحق هذين التنظيمين، الّا أنّها لم تفعل ذلك، وأكبر تأكيد على هذا الأمر كان خلال مجازر ريف اللاذقية، التي تزعّم الهجوم فيها تنظيم “داعش” بمشاركة كتائب أخرى تابعة للجيش الحرّ، ولكن النظام إستطاع كبح الهجوم وانسحب من هذه المعارك لتصبح المعركة واضحة بين النظام و”القاعدة”، وكانت النتيجة كثافة نيرانية كبيرة من النظام، أجبرت التنظيمين على التراجع وخسارة عدد كبير من مقاتليهما.
فكما يبدو، أنّ اللاذقية خط أحمر وفق رؤية “النظام”، بينما مدن أخرى هي مدن مباحة، فمثلاً في مدينة حلب يلاحظ المراقبون أنّ حواجز”داعش” معروفة ومستقرة منذ فترة طويلة، لكنّ النظام لا يقصفها أو حتى يشتبك معها، في حين يوجه كثافته النارية نحو الحواجز التابعة للجيش الحرّ مثل “لواء التوحيد”.
وبالتالي إنّ هذه السياسة العسكرية للنظام لا نستطيع تبريرها إلّا بكونها سياسة ماكرة، هدفها إشعار المجتمعات التي خرجت عن سيطرتها أنّها مجتمعات فاشلة، والبديل عن النظام فيها ليس الفوضى وحسب، بل التطرف أيضاً.
فلسفة النزاع
ظهور جسم سياسي معارض معترف به دولياً مثل الإئتلاف كان أمراً تقنياً، وكاد يسبب في زوال النظام سياسياً، إلّا أنّ قوة النظام الحقيقية لم تكن ببراعة دبلوماسييه، بل كانت برفض التنظيمات الراديكالية الجهادية التي سيطرت على قسم كبير من الأرض لمشروع الإئتلاف، فهذه التنظيمات ليست مؤمنة بمعايير الديمقراطية التي نادى بها الثوار بداية الحراك المتمثلة بشعاري “الحرية والعدالة”.
وكانت مهمة النظام السابقة “خلال عامين ونصف العام” أن يحاول تفشيل الإئتلاف، وقبله المجلس الوطني سياسياً، عن طريق تدمير ما يمكن من الجيش الحرّ، ودفع بعض مقاتليه للإنضمام إلى الكتائب المتطرفة القادرة على دفع رواتب للمقاتلين، كي تبرز تلك الأخيرة كقوة ضاربة في المعارضة المسلحة. من هنا يتوضح أمام المجتمع الدولي أنّ الإئتلاف جسم سياسي منفصل عن الواقع الميداني، هذا الواقع الذي يرفض الإئتلاف، وينادي بالدولة الإسلامية الشرعية.
لقد سيطر الجهاديون على مساحة جغرافية كبيرة، وباتوا يغيّرون أسماء المحافظات، فمثلاً محافظة الرقة بات إسمها محافظة “البركة”، وكما كان للنظام السوري سجون في الرقة، بات لتنظيم “داعش” سجون في البركة، وكما كان النظام يعتقل تعسفياً ويعذّب بدموية بحجة الدفاع عن العروبة ووهن نفسية الأمة العربية، كذلك تفعل “داعش” بحجة الدفاع عن كلام مفسّري القرآن والسنّة النبوية وفق مدرستهم الجهادية.
نعم النظام الذي احتل الكثير من الكنائس، جاعلاً إياها مقرات عسكرية يقصف منها مقرات الجيش الحرّ، ككنيسة القديسة “أنّا” في قرية اليعقوبية، و”كنيسة مار يوحنا المعمدان” في قرية جديدة، هو مشابه لتنظيم “داعش” الذي استولى على كنيسة البشارة، محولاً إياها إلى مقرّ أمني خاص به.
كل من النظام وتنظيم “داعش” دفعا المجتمع المدني السوري للتطرف، وهذا التطرف ليس إلّا سياسة موجهة من قبل إيران والسعودية، هاتان الدولتان الدينيتان اللتان تنظران للدول الفقيرة كسوريا كمزرعة، بالإمكان تصفية النزاعات فيها. بينما ينعم الخليج “العربي أو الفارسي” بالكثير من الأمان.
قوة “داعش” والنظام هي وَهم يتعزز بوجود الداعمين ويرحل مع رحيل المموّلين. من هنا كان واجباً على “جنيف2 ” أن يقنع الأطراف الممولة باستراتيجية تحفظ ماء وجههم، وتُخلّص الشعب السوري من كابوس التطرف المؤسس من النظام، والمجسّد جديداً عبر “القاعدة”.
إيران والسعودية
فقد أثبتت التجربة المصرية بعد ثورتها الثانية، أنّ المجتمع الدولي لا يرغب في دول دينية في المنطقة، وهذا أمر تتخوف منه إيران تحديداً، لأنّه قد يقلّص مستقبلاً من صلاحيات نظامها الملالي. فإيران لم تحارب “القاعدة” على حدودها الأفغانية، لا بل استقبلت عدداً من قادتها على أرضها لفترة، أمثال أولاد أسامة بن لادن. كما كان تنامي “القاعدة” في العراق سبباً لتكتل الشيعة وراء الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران، واليوم أيضا يأتي تنامي”القاعدة” في سوريا سبباً إضافياً لتكتل الشيعة في المنطقة مع نظام الأسد.
بينما السعودية الداعمة للإسلاميين الجهاديين تدعمهم وفق أجندة تبعد الإخوان عن السلطة السياسية في دول الربيع العربي، فالسعودية ترغب أن تكون الدولة الإسلامية السنّية الوحيدة في المنطقة، وهي تخاف من الفلسفات الدينية القوية التي تحيّد الفلسفة الوهابية، وتجعلها رقم 2 في العالم الإسلامي.
«الجبهة الإسلامية»
من هنا نفهم أنّ مبادرة الأميركيين في محاولة كسب ود تنظيم “الجبهة الاسلامية”، والذي يمثّل اليوم الجناح الإسلامي السوري الأقوى في سوريا، كونّه يضم تنظيمات “كلواء الحق وجيش الإسلام ولواء التوحيد وأحرار الشام…” والتي تعهدت في بيانها التأسيسي بناء مشروع دولة إسلامية سورية، وليس دولة خلافة كما يسعى لها تنظيما القاعدة الفاعلان في الأرض السورية، كما تعهد بحفظ أمان الأقليات الدينية والإثنية في العمل والحياة على الأرض السورية. هي مبادرة مد اليد الأميركية للنظام السعودي، المنزعج من التقارب الدولي مع إيران بعد التوقيع على الملف النووي.
والجدير بالذكر، أنّ تنظيم “الجبهة الاسلامية” اليوم، يقارب في عدده المئة ألف مقاتل، مما جعله تنظيماً قادراً على إقصاء هيئة الأركان السورية التي يقودها سليم إدريس، المصنف من قبل الجهاديين الإسلاميين كعميل للأميركيين والغرب.
هذا التنظيم الجديد كما يبدو، يمسك العصا من المنتصف، فهو لا يعادي “القاعدة” جهاراً، لابل يحاول التمييز بين الجولاني والبغدادي، كون الأول أقلّ تطرفاً، وهو حتى اليوم يعلن جهاراً أنّه لن يتفاوض مع السفير الأميركي روبرت فورد، ويطالب أن يكون بيان جنيف2 النهائي متضمناً رحيل الأسد عن السلطة.
طبعاً هذه الجبهة اشتبكت في الفترة الأخيرة مع داعش في أكثر من واقعه، وهي التي استطاعت إعطاء لواء التوحيد القوة الكبيرة كي يمنع زحف داعش على حلب وريفها، مما أعطى نوعاً من التوازن العسكري بين التنظيمات الإسلامية المقاتلة. وهذا الأمر بحقيقته العامة يريح الأميركيين والغرب، لكنّه في حاجة أكثر إلى نوع من الترتيب السياسي والعسكري، وربما يكون هذا الأمر تحت الطاولة أو عبر وسطاء.
فتخوفات الغرب والروسيين كبيرة من الواقع السوري، وإذا تنامى نفوذ الجهاديين بشكل أكبر، ربما قد نرى الطائرات من دون طيار التي تضرب معاقل القاعدة في اليمن هي أيضا فوق السماء السورية، وهي مؤكّداً ستكون أكثر رحمة من طائرات النظام التي ترمي عشوائياً براميلها على الأحياء المدنية ضمن سياسة ممنهجة، هدفها العقاب الجماعي لأي بيئة حاضنة تقول لا لبشار الأسد.
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا
Leave a comment
حزب الله والمصائب الثلاث
لم يمر خطاب حسن نصر الله في لبنان بلا ردود غاضبة، فمسؤول قوى الأمن الداخلي السابق اللواء أشرف ريفي رفض في تغريدة له على «تويتر» خطاب زعيم حزب الله الأخير، «لغة القرون الوسطى من تهديد وتكفير وتخوين». عادة، هذه لغة حسن نصر الله التي كان ينطق بها ويقيس بها حجم قوة حزبه في الأعوام الماضية، لكنها لم تعد مناسبة للوقت الحاضر، لأن وزن الحزب يتناقص.
المصائب لا تأتي فرادى، فقد ابتلي حزب الله بثلاث منها دفعة واحدة، ستؤثر عليه، ليس فقط في الساحتين السياسيتين العربية واللبنانية، بل وحتى داخل المجتمع الشيعي اللبناني. مصيبته الأولى استنزافه بشكل ضخم في سوريا، والثانية ظهور جماعات متطرفة تقارعه على أرضه، فجماعة أحمد الأسير أصبحت مشكلة له ترفض أن تختفي. والثالثة هي الأخطر، أنه أول من سيدفع ثمن المصالحة الأميركية الإيرانية، ضمن اتفاق نهائي يوقع لاحقا. ولهذا كان محقا أحمد الحريري، أمين عام تيار «المستقبل»، عندما نصح نصر الله بأن يتواضع، لأن الأيام المقبلة ستكون أصعب ما مر عليه. فحزبه ينزف دما في سوريا لم ينزف قدره منذ تأسيسه قبل ثلاثة عقود، وأكثر مما فقده في مواجهاته مع إسرائيل الماضية، وخسائره لا تزال مستمرة.
وعلى الجبهة الداخلية بلغ التطرف بين السنّة الشماليين مبلغه، وصاروا ينظرون إلى حزب الله نموذجا يريدون تقليده، يريدون تشكيل جماعات مسلحة تملك سلطة السلاح على الأرض. وهذا تطور ليس في صالح حزب الله، ولا حتى في صالح تيار «المستقبل» والسنّة عموما، إنما هي نتيجة طبيعية لتحول حزب الله إلى ميلشيا محلية تفرض وجودها على الغير بالقوة. الشيخ أحمد الأسير، مثيل نصر الله لدى متطرفي السنّة، كان شخصا مجهولا واليوم أصبح رمزا للكثيرين منهم المستعدين لارتكاب أعمال انتحارية في أي اتجاه.
الرزية الثالثة قد تكون قاصمة. لن يوقع اتفاق أميركي إيراني إلا وتفكيك حزب الله كتنظيم عسكري قوي سيكون على رأس بنوده. فالولايات المتحدة لن تمضي في اتفاق أمني عسكري وسياسي مع إيران دون موافقة إسرائيل، رغم الخلاف والتبرم الذي يبديه رئيس وزراء إسرائيل. فالاتفاق في أصله، هدفه نزع التهديد الإيراني النووي، وهو تهديد يخص وجود الدولة اليهودية، ولا يمكن أن يتوصل المتفاوضون إلى اتفاق على الضمانات من دون أرضاء الإسرائيليين. ومن المؤكد أنهم سيطالبون برأس حزب الله. فالحزب تاريخيا ولد ضمن الصراع الإيراني الأميركي في بداية الثمانينات، وتقوم القيادة في طهران بتمويله بالكامل ضمن مشروعها العسكري في المنطقة. وما دامت إيران تريد إنهاء حالة العداء مع الولايات المتحدة فلن يسعها الإبقاء على جماعتها المسلحة، وحزب الله تحديدا على رأسها. ويضاف إليه أن انهيار نظام الأسد سيجعل الحزب محاصرا بعد أن كانت سوريا الحامي والوادي له.
وبين إنهاك حزب الله في سوريا، ومزاحمة المتطرفين السنّة له، والتضحية الإيرانية به في المفاوضات النووية، من الحكمة على السيد نصر الله أن يتواضع حقا، وينزل من الشجرة التي علق نفسه فوقها. مصلحته، اليوم وغدا، أن يدفع باتجاه لبنان يتسع للجميع مدنيا، وسلميا، لا تملى فيه القرارات بسلطة السلاح، ولا تهدد القوى السياسية المنافسة بخطب ترهيبية تكفيرية من الأقبية.
alrashed@asharqalawsat.com
منقول عن الشرق الاوسط
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا
Leave a comment
مرحلة ما بعد النظام!
مع بداية الثورة الشعبية السلمية في منتصف مارس (آذار) من عام 2011، دخلت سوريا مرحلة ما بعد النظام، التي كانت قد شرعت تتخلق مع فشله في تقديم أي شيء يتفق ووعوده التي كان قد قطعها خلال قرابة نصف قرن للشعب، وعجزه عن تقديم وعود جديدة قادرة على تخدير السوريين وتضليلهم، وإقناع قطاعات مؤثرة منهم باستمرار دعمها له.
يعيش شعب سوريا منذ نيف وثلاثة وثلاثين شهرا فيما أسميه «مرحلة ما بعد النظام»، التي تتجلى بوضوح في عصيان وطني ومجتمعي شامل ينخرط القسم الأكبر من المواطنات والمواطنين فيه، ويأخذ أشكالا متنوعة من المقاومة السلمية والمسلحة، ويتجسد في الأرقام التي تنشرها منظمات دولية متخصصة، تتحدث عن قرابة 15 مليون إنسان انتزعوا من بيوتهم وبيئاتهم التقليدية، ألقي بعضهم في المهاجر، وظل بعضهم الآخر داخل البلاد، لكنه تشرد خارج أماكن عيشه وعمله، في حين يقارب عدد من قتلوا، أو جرحوا، أو اعتقلوا، أو لوحقوا، أو أخفوا قسرا، أو أعطبوا جسديا وروحيا نحو مليوني إنسان، بينما فر عشرات آلاف الضباط وصف الضباط والجنود من جيش النظام، وتركت الكتلة الأكبر من البعثيين حزبه، وانشقت عنه كتلة كبيرة من الشيوخ والعلماء، ومن كبار رجال سلطته العليا كرئيس وزرائه ونوابه ووزرائه، فضلا عن آلاف المعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعة، وملايين العمال والفلاحين وصغار الكسبة.
يقول النظام إنه يحارب الأصولية؛ فهل ضباطه الذين كانوا يرددون ثلاث مرات يوميا خلال عشرات السنين شعارات تمجد الأسد وتتعهد بمنحه ولاءهم الأبدي أصوليون؟ وهل رئيس وزرائه وكثير من وزرائه ونوابه وكبار قادة حزبه أصوليون؟ وهل كل هذا الشعب الذي تعرض للقصف والقتل والتشريد أصولي؟ إذا كان كل هؤلاء أصوليين حقا، لماذا يتمسك الأسد بالسلطة ويحكم ضد إرادة شعبه؟ ألا يكون رحيله دون إبطاء الحل الوحيد للمعضلة السورية، بما أن بقاءه في الحكم يتعارض ورغبة مواطنيه والمصالح العليا لدولة ومجتمع سوريا؟
ومن علامات دخول سوريا في مرحلة ما بعد الأسد عجز نظامه عن كسر شوكة الشعب، وبلوغ قطاعات واسعة من جيشه مرحلة اليأس من انتصار لطالما وعدها بتحقيقه، وضحى بالآلاف منها كي يحرزه، إلا أنه غرق مع كل هجوم شنه في الرمال المتحركة لمقاومة وطنية عامة تغطي البلاد من أقصاها إلى أدناها، ينخرط فيها الشعب بشيبه وشبانه حتى لم يبق سوري واحد غير معني بها أو متأثر بنتائجها. يقينا، إن واقع سوريا يؤكد كم خرج الشعب من عالم النظام، وكم قاتله طلبا لمرحلة تليه تكون مفعمة بالحرية ومتعينة بها، يجسدها منذ بداية الثورة إصراره على التخلص من وضع سلطوي كائنا ما كان الثمن، ومهما غلت التضحيات، فالسوري قد يقول لك اليوم إنه تعب، لكنه لن يلبث أن يؤكد إصراره على مواصلة النضال مهما طال زمنه، يدفعه إلى ذلك اقتناع راسخ بأن للحرية ثمنا مرتفعا، وأنه سيدفعه، لأن من يطالب بالحرية كنظام مجتمع ودولة لأول مرة في تاريخه لا يحق له أن يضن عليها بشيء، ما دام تحقيقها يتطلب تضحيات غالية تقدم لمرة واحدة، يقع بعدها الانتقال إلى عالم إنساني كريم وعادل، لا سيطرة فيه للإذلال والمهانة والإفقار والإفساد والعنف.
أخيرا، من علامات دخول سوريا مرحلة ما بعد النظام تلك المواهب التي تفجرت بعد الثورة، وجعلت مواطنا شبه أمي أمضى جل حياته في قرية نائية مخترعا يجيد صنع وسائل قتالية متطورة كالصواريخ والمدافع ووسائل الاتصال والحشوات المتطورة، وسائق سيارة مغمورا يبتكر آلات تعمل بالماء تنتج الطاقة وتساعد الشعب على تخطي مشكلة انقطاعها الدائم وتنقي المياه الملوثة، لو باع براءة اختراعها في دولة متقدمة لصار من أصحاب المليارات، وطالبا ثانويا يبتكر أجهزة ذات تقنية شديدة التطور من مواد رخيصة يمكن إيجادها في أي سوق. هذا التفجر الإبداعي يرجع إلى انعتاق الشعب من نير الأسر الروحي والفكري الذي أخضعه النظام له طيلة نصف قرن، لولا تخطيه بدلالة المرحلة التالية للنظام القائم لما تمكن أحد من النزول إلى الشارع أو مواجهة آلة القتل المستوردة بآلة مقاومة محلية الصنع غالبا، صمدت أمامها وكسرتها مرات كثيرة بفضل استخدامها من أجل نيل حرية لم يعد السوريون يتصورون أن باستطاعتهم العيش من دونها.
ألا يعي أهل الحكم أن ثورة سوريا أدخلتها إلى مرحلة ما بعد نظامهم، وأنهم يخوضون معركة خاسرة، لم ولن يربحوها مهما كان الدعم الذي يتلقونه من إيران وروسيا وحزب الله؟! أعتقد أنهم لا يعون ذلك، وأن هذا من علامات دخول سوريا في الحقبة التالية لهم، أقله لأن أي سلطة تعجز عن فهم الواقع في بلادها تحكم على نفسها بالزوال!
منقول عن الشرق الاوسط
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا
Leave a comment
بول شاوول يرّد على زياد الرحباني
عندما قرأت الحوار الذي أجري مع زياد الرحباني في موقع “العهد”، أَسِفت كثيراً. وتساءلت: كيف يكون فنان لامع على هذه الحال من الشقاء الفكري والسياسي. بل كيف يتجرد فنان من كل رحمة، أو عاطفة أو حتى شفقة؟ كيف يصير مثل هذا الفنان شخصاً بلا قلب، وبلا ضمير وبلا منطق وبلا توازن، يلقي الكلام جزافاً بلا مسؤولية ولا مراجعة؟ بل والأخطر كيف يتحول زياد مجرد ببغاء بذاكرة معلبة، مجرد ببغاء لإعلام “حزب الله” والنظام السوري وإيران؟ ذلك لأنني رحت أبحث عن فكرة جديدة نطق بها أو رأي خاص به.. لا شيء.
تقيأ زياد بهمة عالية كل الكليشيات التي يطلقها الحزب ومرتزقته والنظام وأبواقه. زياد الرحباني بات مجرد بوق إعلامي. فما أشقاك يا زياد. كل ما قاله عن سمير جعجع والشهيد وسام الحسن والرئيس الشهيد رفيق الحريري والسعودية وإيران والتكفيريين والسلفيين سبق أن سمعته مراراً ومراراً من أفواه بعض الصحافيين من 8 آذار وقرأته في صفحاتهم. لا شيئ. لم يكن هناك شخص اسمه زياد الرحباني. ولم يكن هناك فنان اسمه زياد الرحباني: تبخّر! لا شيء. صدى متلاشٍ. أفكار مستعارة. كلمات ممجوجة حتى قلت أيهما كان زياداً: المحاور، أم زياد، فالأسئلة أجوبة والأجوبة جاهزة بلا عناء. لا مخيلة. لا لمعة. لا لحظة استدراك بل تناقض . تشابك . تضارب. قرأت ظلاً لظل وشبحاً آتياً من شبح. وصوتاً يشبه الأصوات المتراكمة على تلفزيونات 8 آذار. لن أتوقف عند كل ما “تقيأه” ولو عرفنا منه انه ينتظر زيارة موعودة للسيد حسن نصرالله وأنه يخوض مشروع إنشاء اذاعة…
أترى الزيارة والمشروع الإذاعي متصلين؟ لكنه وعلى الرغم من هذه الببغائية والحماقة المتذاكية والرعونة الغامرة شعرت بخوف من هذا “الولد” الذي لم يعرف لا كيف يكبر ولا كيف ينضج ولا كيف يتخلص من كونه “غنوج الماما” و”غنوج البابا” من أيام “نزل السرور”.
نعم شعرت بخوف من وحشية هذا الولد. من بربريته. من احتفاله بدماء الشعوب والناس والأفراد، سواء في ما “يسميه” بلده لبنان أو سوريا..! وحش يتكلم . متواطئ مع القتل يتكلم. نابش قبور يتكلم. مسخ يبتسم امام مجازر الطغاة بكل تشف. مسخ يبرئ القتلة ويتهم الضحية.
عندما سئل هذا الولد الشقي الذي بتُ أخافه والتبسه حتى مع الجلادين فكأنه ابن جلاد أو ابن طاغية، عندما سُئل عن دور الشهيد وسام الحسن في اغتيال الحريري اجاب وبثقة “وسام الحسن بيعمل ربا!” ويضيف ان هذا الأمر قابل للتصديق فعلاً! لا مفاضلة بين الحسن و”حزب الله” … فأنا اشك بديهياً بالأول.
بديهياً؟ ثم لا أشك (يعني منطقياً) وقابل للتصديق وفعلاً! ثم وضع الحسن في مرتبة دنيا من “حزب الله” “لا مفاضلة” هذا ما سمعناه في وسائل اعلام الحزب و8 آذار. ردده زياد بلا مشقة. ولا تفكير. لكن بترجرج ذهني ولا توازن حتى إنساني.
وتذكر بغبغان 8 آذار بأن حزب الفضيلة والأخلاق ومنصات المرتزقة (هل صرت مرتزقاً يا زياد؟ اذاً طَالب بتلفزيون لا بإذاعة! فميشال ليس أفضل منك) سبق أن اشاع بلبلة بعيد اغتيال الحريري. فجاء بأبو العدس هل تذكره يا زياد؟ واتهموه بتفجير ألف كيلو (ألف كيلو لاغتيال شخص ايها المجرم؟ وانت تتفاكه وتتفاقه وتتذاكى في الموضوع). ثم اتهموا الحجاج الاستراليين.. ثم استقَر القرار على اتهام اسرائيل… واليوم الجوقة ذاتها (وانت طبّالها) تتهم وسام الحسن… كل ذلك لتضليل التحقيق.. واشاعة مناخ من ضرب صدقية المحكمة، والشهود والأدلة.
رائع! في الماضي سمعت انك اتهمت اسرائيل! رائع! وربما (تشفيت وانتشيت باتهام ابو عدس. لكن هنا اذكرك ايضاً يا صاحب “الجاز الشرقي” (لم ليس الجاز العربي الافريقي) بأن احد المسؤولين في جريدة “تشرين” السورية اتهم سعد الحريري بقتل والده ليرثه. واحيلك على الجنرال عون الذي صرح اثناء وجوده في باريس و”مين غير السوريين قتلوا الحريري” ثم وبعد عوده المظفر المقاوم والممانع الى لبنان صرح “يمكن هيدي مواضيع بين الحريري وبين اطراف!” ومعزوفة اتهام 14 آذار باغتيال رموز 14 آذار سمعناها وقرأناها. مثلاً يا خواجة زياد صرح بعض 8 آذار ان الذي قتل سمير قصير هو وليد جنبلاط. ثم اتهم الرئيس امين الجميل باغتيال ابنه بيار ليرثه اما جورج حاوي فقد صرح جنرال المقاومة عون (نابليون الممانعة: العوذ بالله) ان اغتياله نتيجة خلاف مع بعض الأطراف والتنظيمات. وبعد محاولة اغتيال بطرس حرب وسمير جعجع (هل كنت تتمنى ان تتشفى بدمهما ايها الرفيق الحنون يا صاحب “العود الرنان” الذي صار عوداً طناناً!) واكتشفوا المجرم هربوه الى كانتون الضاحية ليحميه الحزب الحنون، العذب، الرقراق كالزيت والزيتون. والمجرم منتم الى حزب الله!
لكن السؤال من قتل وسام الحسن؟ هل ترى بمنطقك المريض وهو منطق القتلة والمجرمين المتسلسلين، ان 14 آذار هي التي قتلته لانه اغتال الحريري! رائع! قلت يا ولدي ان الحسن له دور في اغتيال الحريري، لكن من له دور في اغتيال الحسن: نذكرك بان فرع المعلومات ايام الشهيد الحسن (رغماً عن انفك) اكتشف نحو 26 خلية اسرائيلية وبعضها داخل البيئة الحاضنة للحزب، وداخل الحزب من دون ان ننسى اكتشافه العميل الاسرائيلي العوني الممانع فايز كرم. ونذكرك بان وسام الحسن هو الذي اكتشف يا زياد مؤامرة المتفجرات التي ارسلها نظام البراميل والمتفجرات والكيماوي بتخطيط علي المملوك وتنفيذ ميشال سماحة! واتهام الكيان السوري (لم يعد هناك نظام في سوريا يا زياد باي باي) بهذه العملية التي كان من اهدافها احداث فتنة سنية شيعية. عندها بالذات شنت حملات شعواء وارسلت تهديدات الى وسام الحسن، كيف يكتشف جريمة في حجم هذه الجريمة وينكشف النظام اللابعثي! ومن منا لم يكن خائفاً على وسام الحسن من انتقام الحزب ونظام الأسد منه. وكان عليك ان تكحل عينيك، وتُشنف أذنيك المُرهفتين (كيف تعزف على البيانو بهاتين الاذنين اللتين أصمّهما موت الضمير والاحساس). وكثيرون حذروا الحسن، وطالبوه بالحذر. لكن محترفي القتل طاولوه وقتلوه!
فمن قتل وسام الحسن؟ ربما بعد ايام، وعلى “لِسنَك” سيقال ان اشرف ريفي اغتاله، أو 14 آذار.. أو ابو عدس جديد.. أو حاج من الحجاج.. أو قريب أو قريبة له.. لنستعيد بذلك سيناريوات قتل الحريري و14 آذار.. وتضليل التحقيق! وأنت، كمتواطئ (وكل متواطئ مع جريمة مجرم كامل الأوصاف)، تشارك بحماقة قل نظيرها، بهذا التضليل. ولهذا أنا شخصيا (أطالب باستدعائك للتحقيق كشاهد، لتفسر ما هي المعطيات والأدلة التي جعلتك تتهم الحسن باغتيال الحريري. بديهياً! قلت! العوذ بالله، الآن يا خواجة زياد، صاحب “المشروع الاذاعي” المنتظر وصاحب “الدعوة الموعودة” المباركة لزيارة السيد حسن نصر الله، بتنا نسمع النغمة ذاتها التي سبقت اغتيال الحريري ووسام الحسن، لتركز على اشرف ريفي.. فان قلت “الله يحمي حسن نصر الله” (ونحن معك) فنقول الله يحمي ريفي من شر النظام السوري والحزب الايراني في لبنان.
اما النقطة الثانية التي تكشف ما آل اليه زياد من تماه بالقتلة والطغاة، فعندما رد بكبرياء وشفافية وامل عن سؤال: “البعض ينتقدك لتأييدك النظام السوري”، نطق بالدرر “لو كنت مكانه (اي النظام) لفعلت الأمر نفسه”. أف إلى هذا الحد وصل جنونك الاجرامي يا زياد. في الماضي قلت ان ستالين قتل 3 ملايين روسي، وايدته. لمعلوماتك يا زياد ولإهاجة حبورك بالقتل: ستالين قتل 20 مليوناً، وماوتسي تونغ (زميله وابنه) 22 مليوناً! هذه المعلومة نقدمها هدية مجانية لك لتحتفل بها! عال! تحب ستالين لانه طاغية. برافو. ومن باب المنطق والانسجام ان تحب القذافي وصدام حسين ومبارك وبن علي وعلي صالح والجنرال بينوشيه وبول بوت: هؤلاء هم سُلالتك الحقيقية غير البيولوجية: قتلة شعوبهم! ولكن اليوم عبّرت عن تمنٍ مديد لو كنت انت تقوم بهذه المهمة. أي تتمنى ان تكون طاغية لتمارس ما يفعله الطغاة. الهذه الدرجة تعطشك الى الدم لتمارس ما يفعله الطغاة. وسأعطيك معلومات – هدية مجانية حول جرائم النظام السوري، لتلتبس بها، وتختلط وتتمرغ بدماء الأطفال والشيوخ والنساء: النظام السوري يا زياد قتل وكان مسؤولا عن قتل نحو 200 الف سوري ولبناني وفلسطيني وعراقي منذ 1973، ولم يجرح أي جندي اسرائيلي لا في جولان ولا في أي مكان آخر. لمعلوماتك الأخرى: حزب الله قتل من الشيعة واللبنانيين اكثر مما قتل من الاسرائيليين افرح وأروِ غليلك! كأنني هنا ارى فيك مصاص دماء أطفال ونساء ورجال. رائع يا زياد. وأذكرك انه سقط لحزب الله حتى الان في سوريا دفاعا عن “مقام السيدة زينب” وعن دور ايران في سوريا، مئات القتلى من خيرة الشبان اللبنانيين.
وهنا بالذات سأسألك يا زياد، واذا كنت “شجاعاً” و”بطلاً” (وأنت تلعب دور البطل الخارق بحماية 40 الف صاروخ : مَنْ قتل هؤلاء: مهدي عامل ود. حسين مروة، وسهيل طويله (رفاقك في الحزب الشيوعي)، ومن قتل رينيه معوض، والعلامة الكبير الشيخ صبحي الصالح، والمفتي حسن خالد وقبلهم كمال جنبلاط وبعدهم رموز 14 آذار؟ أخبرنا! ما دمت تشبّح علينا:
من صفّى المقاومة الوطنية؟ من أسقط تل الزعتر؛ من أدار حرب المخيمات.. من ضرب المقاومة الفلسطينية؟ اسرائيل وحدها، أم بالتضامن والتآخي مع نظام البعث. أخبرنا يا زياد: لماذا استبدلت المقاومة الوطنية العلمانية (الحزب القومي، الشيوعي، منظمة العمل الشيوعي) بمقاومة مذهبية (هل يُسمح لك ان تنضم الى المقاومة فعلياً!) اكثر: ما دمت متماهياً الى حدود الحلولية والصوفية بحزب الله، فمن اسس هذا الحزب واين؟ ومن صنع المقاومة المذهبية؟ ولماذا مقاومة تقتصر على طائفة معينة!
أتراه نقصاً عاطفياً يصيبك عندما تتمنى ان تكون انت ملقي البراميل المتفجرة على الاحياء؛ اترى خلخلة في حواسك الطبيعية، عندما تتمنى ان تكون انت من يقتل 1500 اعزل، يا كيماوي! هل كنت انتشيت حتى الثمالة لو فعلت ذلك، اكنت تتمنى ان تسجن بيدك 150 الف معتقل في السجون السورية اليوم..
أكانت اصابتك: “قشعريرة” المتعة وانت تسحب زلاعيم المغني القاشوش بدلا من شبيحة النظام.
أكنت تتمنى انت ان تكون قائد فرقة من الشبيحة تستبيح المنازل، وتمارس التعذيب، وتنهب المنازل، وتعتدي على النساء! أهذا ما افهمه من كلامك “لو كنت مكان النظام لفعلت الأمر نفسه”!
هو فعل ذلك، ولم يحتجْ اليك. فاسرائيل معه، والغرب معه، وروسيا معه، وايران.. يحتاج فقط هذا النظام ومعه الحزب الالهي الى طبالين ومتواطئين مع جرائمهم، ليبيضوا باقلامهم السوداء وأفواههم التي تشبه المقابر.. صفحة الاجرام..
وأخيراً متى سيُخلع عليك احد القمصان السود لتكتمل امنياتك الفنية والتاريخية والوطنية والانسانية!
وأخيراً اشتممت من حوارك انتهازية فوجئت بها، بل اكثر: اشتممت تسولاً كنت اظنك اكبر منه!
وللحديث صلة اذا اقتضت الضرورة!
منقول عن المستقبل
Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا
Leave a comment
لحظه القاء القبض على المجرم الذي قتل الاعلاميه نورس النعيمي
Posted in ربيع سوريا, يوتيوب
Leave a comment
منعطفات خطيرة في تاريخ الشعب العراقي
عرض عادل حبه
صدر مؤخراً في مدينة سانت بطرسبورغ، العاصمة الشمالية لروسيا الاتحادية، كتاب باللغة العربية بقلم الفقيد رشيد رشدي بعنوان “منعطفات خطيرة في تاريخ الشعب العراقي – اطلالة تاريخية”. وتصدرت الكتاب مقدمة بقلم الدكتور نمير العاني. إن هذا المؤلف ما هو إلاّ إطلالة للكاتب الفقيد عبّاس علي هبّالة ( رشيد رشدي) على أحداث عاشها أثناء انخراطه في النشاط السياسي في العراق وفي صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي وحتى رحيله في روسيا عام 2011. ويُلقي الكاتب في هذا المؤلف أضواءاً على محطات تاريخية مهمة من تاريخ العراق، ويعرض وجهات نظره حول العديد من الأحداث البارزة في العراق والأحداث العالمية التي لها صلة بحاضر العراق ومستقبله. كما يركز الكاتب في مؤلفه على أحداث خطيرة عايشها في العراق، ومن أبرزها محاولة الانقلاب التي أقدم عليها عبد الوهاب الشواف في آذار عام 1959 في مدينة الموصل للإطاحة بحكومة عبد الكريم قاسم.
الفقيد عبّاس علي هبّالة ( رشيد رشدي)
1932 – 2011
يورد الدكتور نمير العاني في المقدمة المنشورة في صدر الكتاب نبذة من حياة الكاتب وسيرته السياسية و “تجواله” في سجون ومنافي العهد الملكي وما بعدها، وكان آخرها في سجن عبد الوهاب الشواف في الموصل اثناء العصيان في آذار عام 1959 ، حيث اطلق سراحه مع مجموعة من المعتقلين في الثكنة الحجرية في الموصل، ونجوا من موت محقق على يد الانقلابيين بمبادرة مجموعة من الجنود موالية للجمهورية حيث ” دخل المهاجمون من جنود وضباط صف كتيبة الهندسة الى الثكنة الحجرية من جهة النهر بقيادة رئيس العرفاء الشجاع حرز شموط واربكوا محمود عزيز وزمرته وكانوا يهتفون عاش الأحرار ..عاش الأحرار”. وأضطر الفقيد بعدها إلى الهرب خارج العراق بسبب شروع سلطة عبد الكريم قاسم بملاحقته وللكثير ممن شاركوا في التصدي لمؤامرة الشواف بعد الانعطافة في سياسة عبد الكريم قاسم في صيف عام 1959. وحط المقام بالفقيد في الاتحاد السوفييتي، وبقي في روسيا الاتحادية حتى وافاه الأجل في العاصمة موسكو في عام 2011. ويشير الدكتور نمير العاني في تقديمه للكتاب إلى انطباعاته عن شخصية الكاتب ويقول:” لقد عاش الرفيق عباس علي هبّالة حياة عفيفة زاهدة، إلاّ أنها كانت في الوقت نفسه مفعمة بحب الوطن والايمان بمبادئ الحزب وانتصار الاشتراكية”. ويبدي الدكتور نمير العاني انطباعاته عن الكتاب ويقول:”…إنه أقرب إلى سرد بعض وقائع هذا التاريخ، مقرونة بانطباعات الكاتب عما عايشه، منها مع محاولات محدودة هنا وهناك لتحليل جزء من هذه الوقائع بغية الوقوف عند أسبابها وما أدت إليه من نتائج..”.
ويشارك الفنان عبدالله حبه أنطباعات الدكتور نمير العاني عند الحديث عن شخصية الفقيد عباس علي هبالة. ففي الرثاء الذي نشره عبدالله حبه اثر وفاة هذا المناضل في عام 2011، اشار إلى : “ان من أكبر خصال عباس هبّاله هو الوفاء والاخلاص والصدق مع الآخرين، وقد تجلى ذلك في تعلقه حتى الوفاة بقضية حزبه. وكان يؤمن بان الخيار الاشتراكي هو الصحيح بالنسبة الى وطنه، وبأن سياسة الحزب يجب ان تتواصل وان مستقبل العراق يرتبط بنشاط الحزب الشيوعي دون غيره من القوى السياسية في البلاد. ان تمسك عباس بحزبه حتى النفس الاخير ظاهرة فريدة في زماننا حيث انتقل بعض الرموز المعروفة فور انتكاسة الحركة الشيوعية العالمية إلى التشنيع بهذا الحزب وقياداته والتركيز على اخطاء الماضي وهي كثيرة. وقد أصيب عباس بالاحباط لدى سقوط المعسكر الاشتراكي وزوال الاتحاد السوفيتي وكان يردد ان الاشتراكية ستعود لأن المشكلة الرئيسية في المجتمع الانساني اي ازالة الفقر واحلال العدالة الاجتماعية لن تحل في ظروف الرأسمالية ابدا. والاشتراكية الحقيقية وحدها قادرة على حلها”.
يقع الكتاب في 328 صفحة، ويتضمن أضافة إلى المقدمة 39 فصلاً. وغطّى الكتاب منعطفات تاريخية في تاريخ وادي الرافدين ليلقي الكاتب الضوء على انتقال العراق من هيمنة الاستبداد الشرقي في ظل السيطرة العثمانية إلى هيمنة الاستعمار الغربي بعد احتلال بريطانيا للعراق، وما أعقبه من ثورة الشعب في العشرين من القرن الماضي التي انتهت باستيراد ملك للعراق. كما يعرج الكاتب على أحداث كبرى كثورة 14 تموز عام 1958 وانتكاستها، ويختتم الكتاب بمعاناة العراقيين بعد اسقاط النظام على يد القوات الأمريكية الغازية في عام 2003. وتحتل مدينة أم الربيعين – الموصل الحدباء مكانة خاصة لدى “فتى سوق الشعارين” في كتابه، باعتبارها مسقط رأسه والحاضرة العراقية التي ترعرع فيها ونهل من ثقافتها وعاداتها وأبداعات مثقفيها وفنانيها ورموز التنوير فيها، والبيئة التي بلورت شخصيته وخياراته، والتي عمل فيها مع والده وأخوانه الكسبة في دكاكين القصابين .
وعند الحديث عن أم الربيعين يشير الكاتب إلى ما يلي :”وقد صوّر كثير من الكتاب والمؤرخين سكان مدينة الموصل فأضفوا عليهم طابع العصبية والانغلاق القومي والتقوقع في الطابع الاقليمي والانعزالية والافراط في التدين وصولاً إلى البخل!… غير أن سكان الموصل، مثل غيرهم من سكان الحواضر العراقية يمتازون بقدر كبير من التسامح وطيبة المعشر والوطنية الجياشة. علماً أن التاريخ قد خص كل مدينة عراقية بصفات وتقاليد اجتماعية معينة لا تخرج بمجموعها عن الطابع العراقي الأصيل الذي يميز سكان العراق ككل، بالكرم وحسن الضيافة ومساعدة الضعيف ومفردات المروءة والشرف والكرامة والتسامح الديني والطائفي والأثني. يعيش في الموصل منذ غابر الزمن العرب والكرد ومسلمون ومسيحيون وكلدوآشوريون وتركمان وسنة وشيعة….”. ويضيف قائلاً”..إن تاريخ الموصل زاخر بالعطاء الفكري والتنويري والنضال من أجل التحرر والانعتاق في زمن السيطرة العثمانية… ويعيش فيها منذ غابر الزمان العرب والكرد ومسلمون ومسيحيون وكلدوآشوريون وتركمان وستة وشيعة..”.
ويستذكر المؤلف، بالاستناد الى مؤلفات مؤرخين، شخصيات اجتماعية واقتصادية وثقافية وصحفية وعلمية وفنية ذات اتجاهات فكرية وسياسية متباينة. ويشير إلى رواد حركة التنوير والديمقراطية في الموصل من أمثال الروائي ذنون أيوب ويوسف الحاج ألياس وجرجيس فتح الله وعبد الفتاح ابراهيم وحسن زكريا وداود الصائغ والفنان يحيى ق العبدالله وسليم الفخري وآخرون، إلى جانب شخصيات تنتمي إلى تيارات أخرى من أمثال عبد الجبار الجومرد وصديق شنشل ويوسف الحاج ألياس وعبد الرحمن الجليلي وسليمان فيضي وصديق الدملوجي وآخرون.
كما يشير المؤلف إلى تجربته مع التيار القومي في مدينته الموصل في يوم 14 تموز عام 1958 ويقول:”وفي عصر ذلك اليوم جرت لقاءات بين ممثلي جبهة الاتحاد الوطني في الموصل بمبادرة من منظمتنا. وكان موقفنا مواصلة عمل الجبهة في ظروف جديدة لصيانة الجمهورية وتحقيق لأهدافها ومدّها بالدعم السياسي وبكل السبل وشل أيادي من يتطاول عليها والحذر كل الحذر من التدخل الأجنبي والوقوف سداً منيعاً بوجه المؤامرات ووأدها والإجهاز عليها. لكن ممثل حزب البعث اعتبر الثورة عربية وحدوية اسلامية وان جبهة الاتحاد الوطني نفذت دورها وانتهت!!.”. ولكي يفرض هذا التيار أجندته، فإنه لم يلجأ إلى مناقشة برنامج الطرف المقابل ومجادلته بشكل حضاري، بل راح يطرح شعارات غير عملية واتهامات مفبركة كالمطالبة بالوحدة الفورية الاندماجية مع العربية المتحدة أو الاتهامات بحرق القرآن و “الشعوبية” و “أعداء الوحدة” و “أخوان اليهود” و “عملاء موسكو وأذنابها” كما يشير الكاتب.
و يشير الكاتب إلى أنه قد انضمت إلى هذه الموجة ورفعت شعاراتها شخصيات لا علاقة لها بالقومية ولا بشعار الوحدة ولا بالدين. فلم يقم عبد الوهاب الشواف بمد الجسور مع التيار القومي والاسلامي في الموصل لقناعته بنهج هذا التيار، كما يشير الكاتب قائلاً :”لم يكن الشواف بعثياً ولم يكن بسليقته وحدوياً، ولو أسند له أحد المناصب المهمة يرضي طموحه لوقف ضد الوحدة الفورية وضد عبد السلام عارف والبعث ولأصبح قاسمياً متطرفاً”. فهذا التحرك للشواف جاء لعامل ذاتي نتيجة لعدم قناعته بمنصبه على رأس حامية الموصل بعيد ثورة تموز بعد أن رفض عبد السلام عارف مقترح عبد الكريم قاسم بتعيين الشواف حاكماً عسكرياً للبلاد. فالخلاف كان بين الشواف وعبد السلام عارف وليس بين الشواف وعبد الكريم قاسم. وكما يشير الكاتب :” الكل يعرف أن عبد الكريم قاسم عيّن الشواف بمنصب الحاكم العسكري العام إلا أن عبد السلام عارف شطب أسمه. ومن هنا لا يحق للشواف أن يحقد على قاسم بل كان عليه أن يعالج الوضع السائد آنئذ بالحكمة”.
كما يتناول الكاتب التحولات التي طرأت على بعض أطراف التيار القومي العربي بعد ثورة 14 تموز 1958 ويشير إلى مآل حزب البعث قائلاً:”أما حزب البعث فقد طرأت عليه في ذلك الوقت تغييرات جذرية، ومن أبرزها أنه فقد صفته كحزب سياسي وتحوّل إلى عصابات للقتل والاغتيال والاستفزاز وأصبح من أدوات التآمر على الجمهورية العراقية الوليدة. وقطع علاقاته مع أحزاب جبهة الاتحاد الوطني وبالذات مع الشيوعيين والديمقراطيين وحتى مع بعض قادة حزب الاستقلال. ويستند الكاتب إلى حديث للمرحوم عامر عبدالله مع فؤاد الركابي في عام 1965 قائلاً:” التقيت بفؤاد الركابي الذي أكد في معرض استذكاره لهذه الواقعة بأنه كان وآخرين من قيادة حزبه قد توصلوا إلى أن أفضل ما كان يمكن فعله بعد انتصار ثورة تموز 1958 هو اقامة رابطة اتحادية مع الجمهورية العربية المتحدة باعتبارها الرابطة الوحيدة والمناسبة، وانهم عرضوا الفكرة على ميشيل عفلق لدى زيارته للعراق بعد ثورة تموز 1958 فرفضها بشدة وعنف ودعا من التقى بهم الى العمل من أجل وحدة اندماجية فورية حتى ولو اقتضى الأمر ربع قرن من الكفاح ضد الشيوعيين”. ويستطرد الكاتب:” وارتكب حزب البعث سلسلة من المغامرات منها: دعم عبد السلام عارف قبل وأثناء وبعد اقصائه من مناصبه واعتقاله، ودعم تحركات رشيد عالي الكيلاني بعد عودته من القاهرة، ثم انغمر في مؤامرة الشواف حتى النخاع، ونفذ مؤامرة اغتيال عبد الكريم قاسم…. تحت شعار الانتقام وتصفية الدخلاء والشعوبيين وعملاء موسكو وأعداء الله!!!”.
هذا المنحى المتطرف والاستناد إلى قوى خارجية وإلى قوى رجعية في الداخل، لابد وأن تجد لها ردود فعل عند أطراف أخرى لتقع هي الأخرى فريسة لهذا التطرف. ويورد الكاتب بهذا الصدد قائلاً:” وكان لتلك النشاطات ردود فعل من المقابل وربما لا تخلو من تشنجات هي الأخرى. وعاشت المدينة حالة من انعدام الاستقرار وانقسم الشعب وانقسمت البيوتات وحتى العوائل، هذا مع البعث وذاك مع الشيوعيين، هذا مع الوحدة الفورية وذاك مع الاتحاد الفدرالي. وغابت الحكمة وحلت محلها التشنجات والعداء بين أبناء المدينة الواحدة وحتى بين الأقارب. وضاعت الوحدة وضاع الاتحاد الفدرالي وتم تأجيلهما إلى نصف قرن وربما أكثر…. ولكن رائحة الدم كانت تفوح وعناقيد الغضب تنضج ومرتسمات الاصطدام تلوح في سماء الموصل الجميلة العريقة والوادعة، وكان نهر دجلة يقول كلكم أولادي وتشربون مائي، ماذا حل بكم؟. ولكن أولاده صموا آذانهم ولم يسمعوا دجلة وحكمته. واستغل بعض رجال الدين في الهجوم على الشيوعية والشيوعيين في جامع الياور مثلاً وفي القطعات المسلحة وغيرها”.
وتبعاً لذلك فهذا الخزين التنويري الذي يشير إليه الكاتب لم يكتب له الاستمرار وتراجع، وغلبت عليه قوى الردة والتخلف، كما هو الحال في كل أرجاء العراق. فلم نعد نسمع من أم الربيعين ذلك التراث الرائع من الثقافة والطرب الموصلي العريق لأحفاد اسحق الموصلي بسبب طغيان التطرف وموجة المحرمات والفتاوي الرجعية وانعدام التسامح والحوار وطغيان العنف على المدينة، خاصة منذ أن حشرت المدينة وأهاليها في هذه الأجواء بعد العصيان الذي أعلنه الشواف في 8 آذار عام 1959، والذي أدى إلى عرقلة مسيرة التنوير والتقدم ليس في مدينة الحدباء وحدها، بل في عموم العراق. وهذا ما أدى تدريجياً إلى تعرّض المدينة إلى موجة ظلامية حتى سقوط النظام السابق وما بعده مما أدى إلى خراب مادي وضحايا هائلة في الأرواح وشل كل أنشطة الابداع الإنساني والامعان في التغيير الديموغرافي الخطير. وتحولت المدينة في الآونة الأخيرة إلى مصدر وحاضنة لأبشع أنواع التطرف الديني في تاريخ البلاد. وكما يشير مسؤول محلي في محافظة نينوى قبل أيام إن”: تنظيم دولة العراق الاسلامية في العراق وبلاد الشام يجبي شهرياً تسعة ملايين دولار من الأتاوات وعمليات الابتزاز والنهب من أهالي المدينة وذلك لتمويل العمليات التي تقوم بها في العراق وسوريا”.
إن هذه التطورات السلبية التي يشير إليها الكاتب ما هي إلاّ استمرار لسلوك التيار القومي والاسلامي المتطرف بعد ثورة تموز طريق فرض أجنداته وخياراته بالقوة وأقصاء كل من يخالفه في الرأي، وتدبير الانقلابات العسكرية والمؤامرات المدعومة من الخارج لفرض ديكتاتوريته. ورفض هذا التيار لغة الحوار الديمقراطي والنقاش المثمر بين أبناء البلد لبنائه والرجوع إلى رأي الشعب وإرساء أسس الديمقراطية في المجتمع العراقي. لقد انحدر الشواف إلى هذا المنعطف الخطير دون أن يدرك عواقب هذا الانحدار، شأنه في ذلك شأن العديد من التيارات السياسية، ليقع في الفخ ويتحول إلى أداة تنفذ أجندات خارجية كوكالة المخابرات المركزية والبريطانية ودول محافظة في المنطقة ومخابرات عبد الناصر وأطراف خارجية وجهات مشبوهة كما أكدتها وثائق رسمية نشرت أخيراً لتدفع بالبلاد أكثر فأكثر إلى جادة العنف والفوضى بدلاً من جادة التسامح والتعايش والتنمية والسلم الاجتماعي، وتمهد للكارثة الوطنية في 8 شباط عام 1963 التي لم تحقق حتى أبسط رغبات وآمال التيار القومي، وعادت بالخراب على البلاد والقتل الجماعي للتيارات الديمقراطية والعنف الذي طال جميع التيارات السياسية.
إن عصيان الشواف في آذار عام 1959 لم يكن بسبب مهرجان أنصار السلام في المدينة ولا بسبب الخلاف على الوحدة أو الاتحاد الفدرالي ولا بسبب معزوفة “الحاد” الشيوعيين، بل هو بالأساس حول المسار اللاحق للعراق بين تيارين رجعي متخلف مدعوم من أوساط محافظة في الداخل و أوساط تعارض أي تطور وتنمية في البلاد في الخارج، وبين تيار يسعى الى التنمية والحداثة والتنوير. لقد جرى التحضير للعصيان وللمؤامرات ضد الحكم الجديد منذ اليوم الأول لانتصار 14 تموز المجيد. وكان ضحية هذه المؤامرات بالدرجة الأساسية قوى التقدم والتنوير والحداثة في المجتمع، التي قدمت تضحيات جمّة
الشهيد كامل قزانجي
في الموصل . ففي اليوم الأول من العصيان جرى اغتيال الشخصية الديمقراطية والمسالمة وأحد اقطاب حركة السلم العراقية الشهيد كامل قزانجي. وتبع ذلك عمليةات قتل جماعي للشيوعيين والديمقراطيين. ويُشار في الكتاب إلى أن :”ارقام الضحايا التي قدمها الشيوعيون واصدقائهم دفاعاً عن الديمقراطية 320 قتيلاً في التاسع والعاشر من آذار 1959و 139 محكوماً نفذ فيهم حكم الاعدام و 900 شهيداً قتلوا اغتيالاً بين 1960 – 1963″. ومن اللافت إن هذا الهجوم المتكرر في العراق على الشيوعيين والديمقراطيين سواء بذرائع دينية أو قومية وباتهامات مفبركة كان طوال تاريخ العراق الحديث بوادر على حدوث ردة وكارثة وطنية ومأساة وخراب وقتل يحرق الأخضر واليابس في العراق.
ولم يتعرض للقتل والانتهاك من أنصار العصيان ومن دبروا وشاركوا فيه سوى بضع عشرات، ويدين الكاتب هذه الممارسات العنفية الشاذة قائلاً:”وأسارع القول إن قتل 17 شخصاً من السناجرة وآل السنجري والكشاملة (آل كشمولة) وغيرهم في الدملماجة يوم 14 آذار لم يكن مبرراً وكان أكبر خطأ ارتكبته المقاومة الشعبية وقادتها، وهو عمل مدان ومرفوض”.
وهكذا لم تجن مدينة الحدباء من هذا التطرف والعنف لا تحقيق أحلام الوحدة ولا “انقاذ” الدين كما يدّعي البعض، بل فرض عليها منذ ذلك التاريخ وحتى أيامنا هذه سيطرة غلاة العنف والتطرف وأمراء القتل وأتباع “داعش” لينشروا شرورهم على كل أبناء المدينة وبمن فيهم أولئك الذين وقفوا إلى جانب عصيان عام 1959. ومن المؤسف أن يكرر بعض السياسيين نهج التعويل على العامل الخارجي لتنفيذ طموحاتهم، وهو استمرار لنهج ضار بالوطن وبالحفاظ على النسيج العراقي مارسه التيار القومي والديني المتطرف بعيد انتصار ثورة 14 تموز 1958.
إن الكتاب هو تدوين لأحداث ومنعطفات كثيرة عراقية وعربية ودولية عاشها وشهدها الكاتب، وأبدى رأيه فيها في منعطفات خطيرة من تاريخ العراق. وهو مؤلف يستحق القراءة والاطلاع عليه بغض النظر عن الاتفاق أو التباين مع وجهات نظره.
22/12/2013
من يعطي هو الرابح دوما لا من يأخذ
قصة جميلة من الأدب التركي
سئل أحد الحكماء يوما : ماهو الفرق بين من يتلفظ بالحب ومن يعيشه ؟ قال الحكيم سوف ترون الان
ودعاهم إلى وليمة، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم ، وجلس إلى المائدة، وهم جلسوا بعده… ، ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر ! واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة ! حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا ، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض !! وقاموا جائعين في ذلك اليوم ، قال الحكيم والآن انظروا ! ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة ، وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة ! فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ، وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله .. وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب : من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الاثنان معا
Posted in الأدب والفن
Leave a comment