اسرائيل وتنبؤات الفلكيين العرب

Egyptian Astrologer Warns: In 2014, Saturn Enters Sagittarius, Making Jews Stronger

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

عن «اختبار صيدنايا» وتداعياته على الثورة وسوريا: تنظيم الإسلاميين وبروڤة أولى لصراع أهلي

فراس سعد: الجمهوريةsjnsidnaya

ببرودة أعصاب ولامبالاة غير مسبوقة في التاريخ، قامت أجهزة الأمن الأسدية ابتداء من سنة 2005 بتنفيذ برنامج تدريبي عملي لإعداد إسلاميين جهاديين كجزء من اختبار أكبر لصراع أهلي محتمل، مكان الاختبار هو معتقل صيدنايا العسكري شمال غرب دمشق.

تمّ تسليم السجن للمعتقلين الإسلاميين بالتدريج ابتداء من الاستعصاء الأول (27 آذار 2008)، ثم لاحقاً وعملياً بعد الاستعصاء الثاني (5 تموز 2008) تمت العودة إلى الفصل، لكن الإسلاميين كانوا ينتقلون من طابق إلى آخر بواسطة التسلق على الحبال داخل مجاري التهوية.

تجربة صيدنايا توفّر مادة بحثية ضخمة لعلماء الاجتماع وعلماء النفس والسلوك وللاختصاصيين في الحركات الإسلامية، كونها مختبراً حياً لأعضاء هذه الحركات ولمدنيين يجري تأهيلهم ليصبحوا جزءاً من هذه الحركات.

البرنامج قام على حشد مئات المعتقلين الإسلاميين، ومعتقلين أبرياء تمّ زجّهم في السجن بغاية أسلمتهم بعد ضغط نفسي وجسدي استمرّ سنوات.

ولم يكن معتقل صيدنايا فقط مكاناً لهذا البرنامج التدريبي، الذي ربما كان تحت إشراف يتجاوز إشراف الأمن السوري، فلقد كان أيضاً مكاناً لتنظيم الحركات الإسلامية العنيفة التي ظهرت خلال الثورة والحرب السورية الأخيرة، أهمها بقيادة زهران علوش قائد جيش الإسلام، وحسان عبود (أبو عبد الحموي) قائد حركة أحرار الشام، وأحمد عيسى الشيخ (أبو عيسى) قائد صقور الشام1، وأخطرهم نديم بالوش الذي ظهر دوره في شمال اللاذقية في خطف ضابط من الجيش الحر من تركيا وقتله، وفي قتل أبو بصير اللاذقاني، وفي موضوع اللعبة باتهام المعارضة بقصف الكيماوي (حيث حاول النظام بالتعاون مع المخابرات الروسية الترويج لمعلومات خطيرة بأن الذين استخدموا الغاز الكيماوي في الهجوم على الغوطة هم من كتيبة الريح الصرصر بقائدها نديم البالوش، ويعرض فيديوهات ملفقة على اليوتيوب محاولاً إثبات ذلك). وكان سجن صيدنايا مكاناً لاختبار صراع أهلي مصغّر يرافق ويسبق إعلان دولة إسلامية داخل السجن هي الأولى من نوعها في تاريخ سورية الحديث.

بعد مقتل وفيق الحريري في ذلك العام، 2005، كان على النظام السوري المتهم بجريمة القتل أن يقوم بعملية تلاؤم لينجو من العقاب، فأعاد إثر ذلك إعادة تموضعه تجاه قضيتين أساسيتين في المنطقة: الحرب على الإرهاب، ولبنان. قام بالانسحاب من لبنان بسرعة بعد أمر أميركي واضح وحاسم لبشار الأسد. أما بالنسبة للحرب على الإرهاب، فقد تعهّد أحد أهم ضباط الأسد للأميركان بالقبض على عناصر القاعدة السوريين وغير السوريين، العائدين إلى سورية أو الذاهبين عن طريق حدودها إلى العراق. لقد كان النظام الأسدي موفقاً في مسألتين تبدوان متناقضتين، ولكنهما في الحقيقة متكاملتان: تصنيع الإرهابيين من جهة، وملاحقتهم والقبض عليهم من جهة ثانية، وذلك بحسب المتطلبات الإقليمية والدولية ما بعد الحرب الباردة.

هكذا زجّت أجهزة الأمن بمئات الشبان والأطفال الأبرياء في الفروع الأمنية بدون اتهامات أو باتهامات سخيفة، وأوحت لهم وللمجتمع الذي ألقي فيه القبض عليهم أنهم إرهابيون وإسلاميون خطيرون. وتعطي عمليات القبض الصاخب هذه إيحاء للأميركان أن النظام الاسدي ملتزم بتعهّده بمحاربة الإرهاب. وهي إن كانت تقدّم فروض طاعتها للأميركان في عملية مكافحة الإرهاب، فقد كانت في نفس الوقت –بمعرفتهم أو بجهلهم– تقوم بتهيئة أفواج جديدة من الإرهابيين ليتم استخدامهم لاحقاً في أماكن أو أوقات يحددها النظام، وهو ما بدا مناسباً مع بداية الثورة السورية حيث تمّ إطلاق سراح ما يقرب من ألف إسلامي من صيدنايا والفروع الأمنية داخل سورية، وبعضهم لم يكمل مدة حكمه بعد.

«برنامج صيدنايا» أو «اختبار صيدنايا» إذا جاز التعبير يشمل في جزء أساسي منه اختباراً لصراع أهلي بين التنظيمات الإسلامية نفسها، صراع فكري وسياسي وعملي، وصراع مفاوضات، وكان من ضمن ذلك عملية انتخابات حقيقية وديمقراطية ربما تجري لأول مرة في تاريخ سورية الحديث خارج سلطة النظام، وكذلك صراع تفاوضي وسياسي مع النظام، أو أجهزة الأمن بالأصح (هذا ما ظهر في المفاوضات التي جرت تمهيداً للخروج من صيدنايا بين لجنة من تسعة قياديين إسلاميين وبين لجنة من النظام، دامت يومين وانتهت بإعلان الخروج من صيدنايا).

الصراع الأهلي داخل سجن صيدنايا جرى بين كل العناصر الإسلامية المتعددة الآراء والتوجهات والمسالك، ابتداءً من السلفيين بأنواعهم الثلاثة (الدعوي، الجهادي، التكفيري)، وانتهاءً بحزب التحرير الإسلامي والأكراد وقليل من بقايا الإخوان المسلمين، إضافة لاشتماله بشكل أساسي على عناصر القاعدة (حوالي 300 عنصر) وفلسطينيين إسلاميين وتنظيمات إسلامية عنفية صغيرة (جند الشام، فتح الإسلام).

في البداية استطاعت هذه المجموعات والتنظيمات التعايش بتجاور بسلام، رغم أن مختلف أنواع المقاطعة العملية والصراع الفكري قائم بينها سراً. تطور الموقف بعد الاستعصاء الثاني الشهير(5 تموز 2008) وقبيل الاستعصاء الثالث (6 كانون أول 2008) حتى ظهرت أنواع الصراع الفكري والمقاطعة العلنية وصولاً إلى التكفير والتكفير المتبادل.

الجزء الثاني من برنامج صيدنايا كان لاختبار إعلان دولة إسلامية وتأسيس حكومة إسلامية فيها ما يشبه ضباطاً مسؤولين عن الدفاع والأمن ووزارء للصحة والإعاشة والتموين، ومحكمة شرعية داخل السجن، وهو ما جرى في الاستعصاء الثالث تحت اسم «دولة صيدنايا الإسلامية» التي أعلنتها القيادات المتشددة في صيدنايا، وكانت بنظر معظم هؤلاء المنطلق لإعلان الدولة الإسلامية في سورية وبلاد الشام، كما أظهرت ذلك الشعارات التي كُتبت على جدران المعتقل الكبير، وتحول السجن إلى ما يشبه أرض معركة محفورة الخنادق، وسدّت المنافذ بأكياس الرمل خوفاً من قناصات النظام (التي قتلت في اليوم الأول من الاستعصاء الثالث 4 أو 5 معتقلين)، وكانت بعض الأجنحة قد تحولت بعد الاستعصاء الثاني إلى أمكنة للتدريب الرياضي والعسكري، وظهرت البدلات العسكرية المرقطة واللباس الإسلامي والسيوف والخناجر وجلسات العلم والدروس وحلقات ضوابط التكفير.

تنفيذ البرنامج

اتبعت أجهزة النظام إجراءً تضمن فيه تحويل مدنيين أبرياء إلى إسلاميين متشددين، وفي حالات عديدة يحملون فكراً تكفيرياً، وبالتالي يتحولون إلى إرهابيين؛ كل ذلك جرى ببطء خلال سنتين أو ثلاث سنوات، لكن بفاعلية.

بدأ البرنامج بالقبض على أطفال وشبان صغار بحجج متفاوتة في سخافتها، مثل شريط لشيخ إسلامي أو كتاب أحاديث نبوية، وهي أشياء متوفرة في كل مكان من أسواق دمشق الرئيسية، ولا سيما في شارع الحلبوني وشارع البحصة وسط العاصمة وفي معظم المكتبات في دمشق وبمعرفة النظام (سئل أحد الضباط عن السبب وقال إنها كانت فخاً للشباب). البعض من هؤلاء الشبان قبض عليه في أماكن السهر والرقص، واتهم لاحقاً بأنه سلفي أو جهادي، علماً أن معظم هذا القسم لا يصلي. أحد الشبان من هذا القسم لم يمسك القرآن يوماً، ولم يعرف القراءة، لكنه أصبح في السجن أميراً إسلامياً، (قيل إنه قتل في الاستعصاء الثالث داخل السجن). في العموم تمت تصفية بعض الأشخاص الذين استخدمهم النظام في أشياء خطيرة ومحددة، مثلما قتل شخصاً أو اثنين استُدعيا من سجن صيدنايا للقاء لجنة التحقيق الدولية بقضية اغتيال الحريري، وجرى اللقاء في أحد الفنادق في دمشق.

وضعت إدارة السجن أطفالاً من عربين وجوبر لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة مع عتاة الإسلاميين، أمثال حيدر الزمّار مساعد بن لادن في الشيشان وأبو حذيفة الأردني المحكوم بالإعدام في الأردن لأعمال إرهابية وإبراهيم الظاهر أمير الأنبار في تنظيم القاعدة في العراق وإبراهيم الشعفاطي منسق تنظيم القاعدة في العراق. وجرى خلط مدنيين مع عناصر القاعدة، القادمين من معارك في العراق للعلاج في سورية أو في استراحة بين جولتي قتال أو عائدين إلى منازلهم وذويهم، إضافة لأقلية من بقايا الإخوان المسلمين ولعدد من السلفيين الجهاديين وعناصر جند الشام وفتح الإسلام وكامل أعضاء حزب التحرير الإسلامي.

البدء في عملية التهيئة

1) تبدأ التهيئة منذ الفروع الأمنية بالضغط النفسي والجسدي، حيث يتعمّد السجّان شتم الأعراض وإهانة الكرامة وشتم الله والإسلام والرسول، إضافة للجوع والعطش والمنع من الحركة أو رفع الصوت أو تبادل الأحاديث في مجموعة لا تزيد عن اثنين، والنوم «تسييف» (أي بمحاذاة بعض بسبب ضيق المساحة عن جميع أجساد النائمين)، إضافة للإهانة بشكل مستمر وللتعذيب أثناء التحقيق، وبالطبع يمنع أي اتصال بالعالم الخارجي ويجري تصعيد الشعور الطائفي، فالسجّان يجب أن يكون علوياً أو درزياً غالباً، بحيث تدلّ عليه لهجته القروية التي يتعمّد إظهارها، كما درج بقية السجانين على تقليد هذه اللهجة (العلوية) كي يوحوا للسجناء أنهم علويون، وبالتالي يحدث التأثير المطلوب (الشعور بالتمييز والاضطهاد الطائفي).

2) يُنقل هؤلاء المعتقلون المتهمون بتهم إسلامية إلى معتقل صيدنايا، ويتم جمعهم لاحقاً مع إسلاميين عاديين أو مقاتلين قادمين من العراق، وهنا تبدأ عملية تفاعل بحيث يتم التشارك بالشعور بالظلم ويتم التوسّع وتعميق وشرح الشعور بالاضطهاد الطائفي، من «النظام العلوي» بدلالة السجّانين العلويين، ودلالة التهم الإسلامية للمعتقلين، ومن ثم تلقائياً بعد أن تسود وحدة الحال بين الجانبين يتم التزام الوافدين الجدد بالصلاة والصيام بفعل الشعور بتفوق الإسلاميين عليهم، فهم معتقلون سابقون أو مقاتلون في العراق وأفغانستان، أو تتم دعوتهم للصلاة والالتزام ببقية الشعائر الدينية من صيام الاثنين والخميس وآداب الإسلام العامة في الطعام والجلوس وسنن الصلاة وحفظ القرآن…

3) ردود الفعل عند هؤلاء المعتقلين الأبرياء تتفاوت بين ردّين أو موقفين:

الأول: الابتعاد عن الإسلاميين مع الالتزام بالصلاة الفردية دون الصلاة الجماعية، التي كانت ممنوعة في صيدنايا في زمن علي خير بك، ومع قراءة القرآن لأنه لا يوجد كتب أخرى سواه، فبعد الاستعصاء الثاني منع الإسلاميون الكتب غير الدينية عن أجنحتهم فلم تعد تجد سوى القرآن وكتب الحديث (في فترة ما قبل الاستعصاءات كان هناك كتب قليلة، منعها الإسلاميون بعد الاستعصاء الثاني، وفي الاستعصاء الثالث أحرقوا المكتبة الضخمة في السجن حيث استخدمت الكتب في عملية التدفئة والطبخ). يحافظ المعتقلون الجدد على مسافة بينهم وبين الإسلاميين طوال عام أو عامين أو أكثر، إلى أن يحين موعد الحكم حيث تزول تلك المسافة بالنسبة لمن يُتهمون ويُحكمون بتهم إسلامية، أما من يُبرّأ من هذه التهم فيبتعد أكثر عن الإسلاميين.

الثاني: ينجذب بعض المعتقلين الجدد إلى الإسلاميين، أغلب هؤلاء من الأطفال والشبان أو السذّج أو الذين لا خبرة لهم في الحياة أو بسبب عدم توقعهم لمخاطر هذا الانجذاب. فباعتقادي أن كل من ينجذب إلى الإسلاميين كان يتم اتهامه لاحقاً بتهم إسلامية، لأن المخابرات تتأكد من ميوله الإسلامية بحيث يمكن تدجينه في إحدى هذه التيارات، لقد تمّ «ضبط» العديد من هؤلاء في دروس دينية عبر تقارير «عواينية» من السجن الغاية منها مضاعفة أحكامهم أو لوضعهم أمام الأمر الواقع وتشجيعهم على هذا الطريق الذي يرغبون به سراً ولا يتجرؤون على إعلانه، فيضطر هؤلاء لإعلانه بعد أن تدري به المخابرات، ويصدر الحكم بالثمن الذي يجب أن يدفعوه مقابل خيارهم، فلا يبقى لديهم ما يخسرونه! بعض هؤلاء الأطفال الساذجين، وبعد أن تتم عملية غسل لعقولهم البسيطة من قبل أمراء أو مقاتلين في القاعدة، كانوا يرتدون أحزمة ناسفة في بعض الأجنحة الإسلامية في السجن على مرأى ومسمع الجميع، ولا سيما بعد الاستعصاء الثاني حيث كان كل شيء مباحاً وعلنياً تقريباً.

4) التهيئة في معتقل صيدنايا: استمرت هذه الأمور بالتزامن مع استمرار الضغط النفسي والمعاشي. فالطعام سيء رغم كونه أفضل منه في الفروع الأمنية، وتم منع «الندوات» وتأجيل المحاكمات وقطع الكهرباء والماء وقمع رفع الصوت والضغط عبر المخبرين ورؤساء المهاجع الذين أعلن عنهم صراحة مدير السجن علي خير بك. فقد كان الأخير، كسلفه مدير السجن السابق لؤي يوسف، يتبع سياسة الفتنة بين المعتقلين، فيصف المدنيين غير الإسلاميين بأنهم زنادقة وفاسدون، ويقول للمدنيين إن الإسلاميين سوف يقتلونكم لأنكم بنظرهم كفار.

5) جرى الاستعصاء الأول في صيدنايا بضغط واضح من مدير صيدنايا علي خير بك، حيث قطع الماء والكهرباء عن أحد الأجنحة لعدة أيام، وحين حاول السجناء سرقة الكهرباء دخل نائب مدير السجن (أديب) وشتم أعراض المقيمين في ذاك الجناح الإسلامي وشتم الله، مما جعل السجناء الإسلاميين يدقون الأبواب، وانتهت المشكلة، لكن مدير السجن علي خير بك في اليوم التالي بدأ بمعاقبة هذا الجناح وشتمهم، الأمر الذي أدى إلى الانتفاضة الأولى في صيدنايا.

6) عند الحكم على هؤلاء المعتقلين المدنيين الأبرياء بأحكام وتهم إسلامية، تصل بين سلفي دعوي، سلفي جهادي، سلفي تكفيري، قاعدة، إخوان مسلمين…، يتغيّر سلوك هؤلاء وتزول آخر حاجز بينهم وبين قدامى الإسلاميين والأمراء والمقاتلين. فالأمل الذي كان لديهم بالبراءة والخروج من المعتقل يتبخّر، ويقول الواحد منهم لنفسه: «طالما النظام يريدنا أن نكون سلفيين فسوف نصبح سلفيين، ليس لدينا ما نخسره بعد الآن»، كل واحد يقول لنفسه هذا القول بحسب التهمة التي يُتهم بها. فيبدأ الإسلاميون المحترفون بلعب دورهم المنتظر الذي لم يتمكنوا منه قبل الحكم على هؤلاء الأبرياء، فيبدؤوا بدروس الدين بشكل علني أو شبه علني، وتبدأ دروس «ضوابط التكفير».

7) يمكن أن نفترض نظرية في النهاية هي باختصار كالتالي: من المحتمل أن يكون الضغط وتفجير الاستعصاءات سببه الانتهاء من التهيئة العقائدية الإسلامية لأعداد ودفعات من المعتقلين، أو عكسها؛ أي عدم تحقق الاستجابة المطلوبة من الدفعات المقرّر تحويلها إلى اعتناق الفكر الإسلامي المتشدّد، حيث يلجأ النظام عندها إلى تفجير الاستعصاء فيعرّض هذه الدفعات لمزيد من الضغط تدفعهم تحت الرصاص والموت والاشتباكات مع الشرطة وقوات الأمن إلى تبني النهج الإسلامي العنفي، وبالنسبة لمن انتهت تهيئته الفكرية والعقائدية كانت الاستعصاءات تدريبات بالذخيرة الحية على الجهاد والقتال بأدوات بدائية ضد النظام، استعداداً للخروج من السجن والانتقال إلى الجهاد الفعلي. نشير هنا إلى أن عدداً من أمراء وقيادات إسلامية مهمة تمّ سحبها من سجن صيدنايا من قبل المخابرات العسكرية، ولم يُعرف مصيرها حتى هذه الساعة، وهم الأردنيان إبراهيم الظاهر (أمير الأنبار في تنظيم القاعدة العراق) وسامي عبد الدايم (المتهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة)، والفلسطيني إبراهيم الشعفاطي (من تنظيم القاعدة في العراق)، والسوريون الثلاثة فؤاد النعال (قاعدة) ومحمد كيلاني (سلفي) وحسن صوفان (سلفي).

خاتمة الثورة، هل هي من جنس خاتمة صيدنايا؟

الاعمال بالخواتيم: كنا في صيدنايا نعتقد لشهور أن النظام سيسقط ابتداءً من المعتقل، وأذكر أن أحلام يقظة، عدا عن أحاديث يومية محورها الخروج من السجن واقتحام المراكز الهامة للنظام في العاصمة، كانت تسيطر على كثيرين في المعتقل!

في المقابل، كانت خاتمة تجربة صيدنايا من أسوأ الخواتم الممكنة، فبعد الحرمان والجوع والبرد والمرض وإهانة الكرامات والتعذيب في المنفردات، وبعد الفوضى والاقتتال داخل السجن بين الأجنحة المتشددة والأقل تشدداً، التي كانت ترفض الخروج من السجن وترفض السماح لأحد بالخروج منه باعتبار الخروج هزيمة لها وانتصاراً للنظام، أو خوفاً من الإعدام بعد تورطها بقتل عناصر من النظام أو من المعتقلين المتهمين بالتعامل مع المخابرات، وبعد مقتل ما لا يقل عن 170 شخصاً بين معتقل وشرطي وضابط وعنصر مكافحة شغب، وبعد دولة صيدنايا الإسلامية والحكومة الإسلامية بعَسَسها وأمنها ورقابتها على السجناء غير الإسلاميين خصوصاً، وبعد الانتخابات داخل السجن والمفاوضات بين اللجنة والنظام، بعد كل ذلك كانت النتيجة الخروج من المعتقل، وهو كان مطلب 90% من المعتقلين، مجردين من كل شيء باستثناء لباسنا الذي نرتديه، والانتقال إلى سجن عدرا، ومقتل من تبقى من المعتقلين الإسلاميين بعد معركة كرتونية بالبواري والخناجر مقابل رشاشات النظام وألغامه ودباباته، مع خروج عدد مهم بصفقه مع المخابرات، أشهرهم نديم بالوش (وهو الشخص الذي كان يكفّر كل سجين يريد الخروج من صيدنايا!) والذي خرج بالاتفاق مع آصف شوكت كما قيل استعداداً لطلبهم عند الحاجة، وهو ما حدث لاحقاً.

وبعد ستة أشهر عدنا إلى صيدنايا لنفترش الأرض كما الصيصان في مهاجع صُفّحت بالحديد، ومُنعنا لمدة شهر من كل شيء كعقوبة لنا وخوفاً من إعادة تجربة التمرّدات الثلاثة، حيث تمّ ثقب جدران معظم المهاجع في الاستعصاء الثاني.

كان تمرّد صيدنايا لصالح النظام بالكامل آخر الأمر، فقد عاد المعتقلون من عدرا ليبدؤوا مشوار الاعتقال في المعتقل من الصفر، كأنهم يدخلون المعتقل لأول مرة، وهم بذلك يحتاجون لسنوات عديدة ليحصّلوا مكتسبات كانت بديهية قبل الاستعصاء الثاني، ولقد كانت النتيجة من ناحية المعتقلين الخسارة الكاملة لجزء من حرياتهم ولكامل مكتسباتهم التي دفع ثمنها أفواج من المعتقلين السياسيين والإسلاميين والجنائيين هناك، وخسر الكثيرون حياتهم، ولو أن قيادات الإسلاميين اقتنعت بفكرتنا التي طرحناها (حول الإضراب السلمي والإضراب عن الطعام وسائر أنواع المقاومة السلمية) لربما كانت النتائج أفضل.

كل ما نأمله ألاَ تكون نتائج الثورة السورية والحرب الأهلية والحرب الداخلية للثورة على شاكلة نتائج «اختبار صيدنايا»، ولاشك أن النظام يطبّق ما كسبه من خبرات في تجربة صيدنايا في حربه الدائرة اليوم مع الإسلاميين الذين أطلقهم ليأكلوا الثورة أولاً، ومن ثم ليتفرّغ هو لأكلهم لاحقاً فيقضي بالقضاء عليهم على الثورة، وهو تكتيك كنت أسميته (في مقال سنة 2001) بتكتيك «خنزير الذرة»، وهو الأسلوب الذي استخدمته الولايات المتحدة في أفغانستان، بدفع الإسلاميين للقتال ضد السوفييت وإقامتهم دولة إسلامية، ومن ثم بدأت أميركا بالحرب ضدهم بعد أن عاثوا في أفغانستان وأعادوها إلى العصر الحجري، فجاءت أميركا مع حلفاءها لتحرير أفغانستان من هؤلاء أو للحدّ من تواجدهم ولتظهر الولايات المتحدة بمظهر المنقذ لأفغانستان.

على أن النظام الاسدي اليوم، بكل أركانه وأجهزته الأمنية والسياسية والإعلامية، يظهر في موقع المعتقل من قبل أجندات دولية تُخضعه لاختبار صيدنايا، فيتحول بذلك إلى فأر تجارب في مختبر أكبر يجري فيه اختبار أعقد وأضخم وأخطر مما حدث في معتقل صيدنايا، يمكن أن نسمّيه للأسف «الاختبار السوري».

نرجو ألا ينتهي هذا الاختبار بإعادة احتلال النظام لسورية بموافقة عربية ودولية، وإعادتها إلى العصور الوسطى واستعباد شعبها من جديد فيما يشبه حالة الرقيق في ذلك العصر الأسود.

* فراس سعد كاتب سوري ومعتقل سابق في صيدنايا
1.الثلاثة قادة أكبر ثلاثة تشكيلات عسكرية معارضة على امتداد سوريا، إذ أعلن عن تشكّل «صقور الشام» في 25 تشرين الثاني من عام 2011، وتشكّل «لواء الإسلام» في شهر آذار من عام 2012، وبدأ تشكيل «لواء أحرار سوريا» في 25 تمّوز من عام 2012، هذا بينما عاد صديقهم الرابع، الجولاني، من في إلى العراق في ذات الفترة ليؤسّس «جبهة النصرة».

Posted in فكر حر | Leave a comment

وغداً أمرُ!!

وغداً أمرُ!!

حزمة من الساعات العصبية ويفلت العام “2013” البالونات كما في الوداع ، ولا شكّ أنه أكثر الأعوام الأخيرة استحقاقاً لوداع غير لائق ، ولسوف تسقط البالونات السود بعد حزمة من الساعات العصبية في صخورالعام “2014” لا منجم العام “2014” كما يعتقد البالون وأصحاب الحد الأدني !!

أدرك أن هذا الكلام ليس كافياً حتي لو عزف في أعماقنا ايقاعاً يكرهه الكثيرون ، لذلك سأحرك الخوف عن عمد ٍ قليلاً ..

عما قليل سوف يسقط “2013” في فجوة الماضي التي لابدَّ له منها ، هذا صحيح ، ولكن صحيح أيضاً أنه الماضي الذي ينتمي إلينا وننتمي إليه ، وهو ماض مزدحم بالثغرات التي سوف يكون مطلوباً من “2014” سدَّها أو بعضها علي الأقل ، صحيح أيضاً أن الأضرار الناجمة عنه سوف تستغرق أعواماً لإصلاحها ، هذا إذا حالف الحظ الذين يتدرعون بحصانة اللحظة ، وإلا ، فالرياح القادمة سوف تنبح بأسماء الموتي منذ زمن طويل ، وأن دماً سوف يسيل بالقدر الذي يكفي ليلهم الصالحين ارتكاب نظرية مدبرة ، وكأنها حدثت سهواً !!

لابد أنَّ في جيب من جيوب ذاكرة كل إنسان في العالم ، ذلك الطريق الذي يتخثر في النهاية إلي لا شئ ، أو الطريق الذي يقود إلي طريق مسدود يقتضي الرجعة ، أو إلي ذاك الطريق المنفتح علي عدة مفترقات طرق ، كذلك مصر صارت الآن ، وأكثر من أيِّ وقت مضي ، منفتحة علي كل هذه الطرق التي في الذاكرة ، ربما لأن وتيرة التخبط ، وتلف الأعصاب ، وغياب التواصل بين الظاهر والباطن في أوساط الذين يديرون مصر ، قد ارتفعت مؤخراً بتصرفات مرتفعة ، حتي وصلت إلي اعتبار النظام جماعة الإخوان جماعة إرهابية ، دون أن يتفقد ما لدي هذا القرار من أثر علي مصداقيته ، وهو قرار كالعشب الضار الذي سوف ينمو بصوت مسموع علي أسيجة الآخرين ، وسوف تثور له سواحل بعيدة ، ولسوف يتماهي بالتأكيد الزائد عن الحد في الأيام القادمة مع صخب الأمواج العالية !!

أن تري وجه القادم عارياً ، دون أفكار مسبقة ، وبلا اضطراب انفعالي ، فتلك هي الكهانة ، ولحسن الحظ ، هذه التهمة مدفوعة بما لدي من أفكار مسبقة ، ويدوسها الجميع ، وبما لديَّ من الاضطراب الانفعالي الذي أصبح الآن في مصر تقليداً شائعاً ، مع ذلك أقول ، بإمكانه أن ينتهك الغيب بكل تجلياته وأسراره وفيوضه ، كلُّ ذي عقل يحسن الرؤية دون أن تشوش المشهد داخله ، رغباته وأطماعه ومخاوفه ، ومخاوفه علي وجه الخصوص ، فإن من يتكهن وهو خائف ، سيجد نفسه في النهاية تكهن بخوف الآخرين لا خوفه هو ، لكن ، من الجيد ، أن وقاحة اللحظة تحرض ليس فقط علي الانزلاق في الصعوبات دون مراقبة العواقب ، وإنما ملاحقة المصاعب نفسها ،،

فأن تسكن الآن زاوية ، والآن تحديداً ، فذلك مبرر للإذعان للموت في ظلال الحياة المركبة بالنسبة لساكن الزاوية تحديداً ، ومبرر لرجمك بتعاليم الخصيان ، مع ذلك ، حتي عندما تتحد كل الأدوات الخارجية اللازمة لرؤية صحيحة ، يظل صحيحاً أنه لابد أن ننظر إلي الأمور من الداخل حيث يسكن كلُّ شئ إطاره الطبيعيَّ تماماً ، ويطمئن المشهد فيه كما هو ،،

من المتفق عليه أن لا شئ يجعل العالم غابة من العوالم السلبية كالنوم بفضل الأحلام ، كما لا شئ كالقراءة يستطيع أن يجعل العالم غابة من العوالم الإيجابية ، لذلك ، يستطيع مدمنو القراءة وحدهم عند تأمل مشهد ما ، استدعاء عدة عوالم من عصور مختلفة ، كما يستطيعون بالقياس وشبهة النظائر أن يروا بأول آرائهم ما ستئول إليه أواخر الأمور ، لكن ، يحق لنا أن نتسائل ، كأنَّ الأمر يعنينا ، ماذا قرأ محللو البلاط ، وما هي مراجعهم ، ليأتوا بكل هذه الثقة في المستقبل ، وبالمستندات ؟!!

أري أنَّ من الصحِّيِّ أن نضحك أحياناً لإرباك مثقفي النظام المزورين ، مع ذلك ، لا يجب أن يمنعنا الغرور من أن نعترف بأنهم يستطيعون بسهولة ، وبمثقال من الشعوذة الفكرية ، أن يتدبروا أمر العقول البسيطة والأرواح الهشة ، وهذا هو مكمن الخطر ،،

مع الأخذ في الاعتبار أن أيّ قاتل محترف يستطيع أن يشكل من جريمة ٍ بشعة ، لوحة تروق لأعين مرهفي الأحاسيس ، كأن يختار ليلة شديدة القمر ، ويقتل ضحيته في صحراء موحشة ، ثم يضع ارتجالاً ، لتكتمل اللوحة ، بعض أوراق الشجر الجافة علي حواف ضحيته !!

لاشك أن في الحناجر التي تتسلق المشهد الآن قدراً من صفاقة النظرة إلي القطيع كأطفال لا تستطيع أن تتدبر أمورها وصل إلي حد جعل حتي الكثير من البسطاء الذين لا يهتمون بالواقعية ، وليس لهم أطماع أو رغبات ، يرتابون في كون المعركة من الأساس معركة عادلة ، أو أنهم طرف فيها ، وجعلهم يدركون أو كادوا ، أنهم مجرد ملح مهمل لمعركة بين أطراف لا ينتبهون من الأساس لوجودهم إلا متي احتاجوا لملح ٍ للمعركة ، حين لا يكترث في الحقيقة لأوجاعهم المزمنة أحد ..

كأنهم يريدونها مجدداً غابة ، وليس هناك غابة ورعة ، ولكن هناك غابة تخبئ شوكها في وعود بورود مؤجلة ، ودائماً مؤجلة ، ومؤجلة دائماً ، وإذا أردت أن أقول كل الحقيقة عليَّ أن أقول : أنَّ أمامنا غابات كثيرة تفصلنا عن الحرية ، وحتي نقطع هذه المسافات فنحن نعيش في منفي متحرك لا وطن !!

ولحسن الحظ ، لم يشعر المصري بأنه ليس وحيداً كما هو اليوم ..

في النهاية ,,

أعتقد أن الكتابة في ليلة عيد الميلاد من قبيل الحَوَل ِ في الأولويات ، بوصفها الليلة الوحيدة التي تمنحنا ذريعة نهاية العام الشهيرة لمعاقرة الخمر دون أن يستنكر الآخرون ما ينال الخمر منا ، فالأولي بنا أن نستفيد من هذه الخرافة كما استفاد منها قبلنا ، البابا ” ليو العاشر” ، الابن البار لأسرة “آل ميديتشي” التي شعارها حتي الآن هو شعار المرابين حول العالم ، والتي أدارت شئون كل أوروبا لقرون عديدة ، حيث يقول عنه مؤلف كتاب ” موكب البابوات ” أنه قال لأخيه يوماً :

” العالم يعلم كم استفدنا من هذه الخرافة ” !!

والأولي بنا أيضاً أن نقفز خارج نفوسنا قليلاً ، وأن نتحلي بشجاعة الشاعر ” امرئ القيس ” ، حين أبلغه الرسول بمقتل أبيه ووصيته ، إذا صدقنا الرواية ، بأن يقتص له الشاعر من قاتليه دون إخوته ، حيث قال للنذير الذي كان يقف فوقه وغيمة من البوم علي وجهه ، في لحظة سكينة ، لعلها كانت آخر لحظات السكينة فوق سطوح خسائره :

” اليوم خمر ، وغداً أمر ” ..

محمد رفعت الدومي

Posted in فكر حر | Leave a comment

من المسؤول عن تفشي الإرهاب بالعراق منذ سنوات؟

تساءلت الحلقة عن الجدوى من حملة رئيس الوزراء نوري المالكي لمكافحة الإرهاب، وسياسة التهميش والإقصاء التي يمارسه بحق أطياف واسعة من الشعب العراقي؟

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

قال العَلّى .أنا لا انسى العراق فلقد صنعته من عجينة الكبرياء‎

” من الجميل الى الأجمل “
ثلاثة دموع تسبح فى حدقات عينى و لا تسقط .. كلما حاولت إخراجها تعود.

قال لى الهدهد أبيك يرسل لك رسالة: (لا تحزنوا فإنى سعيد فلقد رجعت الى ربى فى يوما سعيد و منذ ذلك اليوم أنا فى حالة عيد).

عندما انتهى الهدهد من الكلام المباح سقطت ثلاثة دموع فرحات؛ دمعة أبى و دمعة البصرة و دمعة العراق العظيم …

عراق الكبرياء, فكلمة شموخ هى إطار لوحة العراق و كلمة كبرياء هى عنواناً فوق خارطة العراق و كلمة سيف و فروسية هى ألوان لوحة العراق ..

و كلمة يا الله هى صوت رنين يخرج فى نهاية المساء من صورة العراق.

و أرسلت رسالة الى أبى و البصرة و العراق و قلت له: إذا كنت سعيداً فنحن كلنا تعساء .. ما هو الحل؟ ملاقاة ربى أو نحمل السيف و الكبرياء؟

و عاد الهدهد الجميل الأزرق يقول: قال ابيك انه سعيد فلازال العراق اسمه الكبرياء فصلوا و صلوا و صلوا, فاليوم ربكم سوف يسمع النداء فلقد التقى محمداً و المسيح برب ألسماء قال العَلّى: (أنا لا انسى العراق فلقد صنعته من عجينة الكبرياء .. إنما ما يحدث هى مشيئة السماء .. افرحوا يا ابنائى الأتقياء ففى الجنة يوجد بيتاً اسمه العراق)!

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

Best of DNA 2013 – Part 1 الافضل من نديم قطيش

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

أستغفر الله

يقول الدكتور كمال الجنزوري في مذكراته إنه حين اشتدت الأزمة في مصر، قال لنائب الرئيس المشير عبد الحليم أبو غزالة: لماذا لا تطيح بالرئيس مبارك وينتهي الأمر؟ وكان رد المشير: «إذا فعلت، سوف أفتح باباّ لا يغلق». وكان الرئيس اللبناني اللواء فؤاد شهاب أقوى رئيس في تاريخ لبنان، فلما انتهت ولايته فكر في التجديد، خلافا للدستور، لكنه عاد فتراجع. ولما قيل له لماذا لا تقدم، قال: أخشى أن أفتح الباب أمام كل طامح غير مستحق، في أن يقلدني.
أزاح الرئيس مبارك المشير أبو غزالة من كافة مناصبه ولم يعين نائبا للرئيس إلا في الأيام الأخيرة من ولايته الأخيرة. مأساة الرجل العاقل ضعفه أمام نفسه. يصل إلى السلطة بشرا عاديا، وإذ تكثر من حوله المدائح، يصدق حقا أن لا بديل له ولطاقاته الشخصية. من أجل ذلك، لجأت الدول إلى تحديد الولاية وحصر التجديد بلا أي استثناء، فيدرك الرئيس في دول القانون، منذ اللحظة الأولى، أن في القصر الرئاسي بابين، واحد للدخول وواحد للخروج.
المؤسف أن الذي بدأ نهج الرئيس الأبدي في العالم العربي كان رجلا في كفاءة وخلق الحبيب بورقيبة. وهو لم ينتظر البطانة توقعه في هوس الأوحدية، بل كان ظنه في نفسه قديما.. وعندما كان في السجن الفرنسي عام 1952 بعث برسالة يقول فيها: «إذا ما انتهت حياتي فإن الشعب سوف يمنى بخسارة لا تعوض».
في أول قمة حضرها الرئيس السوري بشار الأسد وهو بعد في الرابعة والثلاثين، ألقى في الحكام العرب الذين من جيل والده، محاضرة في المفهوم القومي. أراد أن يثبت أنه رغم صغر سنه فهو يستحق الكرسي الذي أورث إليه. لا نعرف ماذا كان حصل لو أطاح المشير أبو غزالة الرئيس مبارك، لكننا نعرف أنه رغم رفض فؤاد شهاب للتجديد، لم يمنع ذلك من التجديد لإميل لحود، ودخول لبنان من بعدها في متاهة سياسية مستمرة إلى اليوم.
سقط النظام الرئاسي العربي لحظة قرر الإدامة والتوريث. صار همه محصورا فيهما وليس في خدمة البلد والناس. إذا كان المناضل أو مجاهد الاستقلال بورقيبة يعتقد أن غيابه خسارة لا تعوض، فبأي كفاءات خارقة قرر بن علي أن ما من تونسي آخر يستحق خلافته؟ فلنتأمل حولنا: كل الكوارث القائمة سببها واحد: الرجل الواحد الذي لا يعوض. أستغفر الله.
منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

رئيس المخابرات الأمريكي: الزعماء العرب أكثر ما يخشون شعوبهم

كلام علمي منطقي ويدرس بكل الجامعات ولم يات باي شئ من عنده هذا سيتحقق لان هذا هو مسار التاريخ وليس لانه هو خطط له

مواضيع ذات صلة:  ماذا يريد الزعماء العرب من اميركا؟

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

ادانات دولية للهجوم الصاروخي الرابع على مخيم ليبرتي

الاتحاد الاوربي يدين الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتيeur

ادان الاتحاد الاوربي الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي.
وآعلن الناطق باسم كاترين اشتون رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الاوربي في بيان أن «كاترين اشتون تندد بقوة الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي. وعزت اشتون عوائل الضحايا من صميم القلب وتمنت بالشفاء العاجل للجرحى». وقالت كاترين اشتون : يجب الكشف عن ملابسات الحادث ويجب محاسبة المقصرين في هذا الهجوم محاسبة شديدة.
وطالبت الممثلة العليا للاتحاد الاوربي بالتدابير الأمنية لتوفير الحماية لليبرتي واعتقال ومعاقبة منفذي هذا الهجوم.
وكالة الصحافة الفرنسية هي الأخرى ذكرت أن كاترين اشتون رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الاوربي قالت في بيان أنها «تدين بأقوى العبارات الهجوم على مخيم ليبرتي حيث يؤوي المعارضين للنظام الايراني». ويضيف البيان: يجب الكشف عن تفاصيل هذا الحادث القاسي ويجب تقديم المسؤولين عنه للمحاسبة الشديدة.
ودعت كاترين اشتون الى تشديد الأمن حول مخيم ليبرتي لحماية السكان وطلبت الكشف عن المسببين وتحميلهم المسؤولية عن الهجوم.
وقالل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان ثلاثة أشخاص قتلوا وعشرات الآخرين جرحوا خلال الهجوم.

———————–

الحكومة الألمانية الاتحادية تدين الهجوم على مخيم ليبرتي في العراق
وزارة الخارجية الألمانية اذ تدين الهجوم الصاروخي الذي أسفر عن مقتل وجرح المجاهدين المقيمين في ليبرتي وتؤكد انها تدعو الحكومة العراقية الى الالتزام بمسؤولياتها تجاه حماية سكان مخيم ليبرتي.
وجاء في موقف وزارة الخارجية الألمانية أيضا: اننا ندعو الحكومة العراقية الى المساعدة لكشف كامل عن ملابسات هذا الحادث وأن تتعاون مع يونامي بشكل وطيد.
———————————-
البيان المشتر ك لوزير الخارجية ووزير الهجرة الكندي
كندا تدين الهجوم على مخيم ليبرتي

وزير الخارجية الكندي جان بيرد ووزير المواطنة والهجرة الكندي كريس الكساندر أعلنا في بيان مشترك صدر يوم 27 كانون الأول/ديسمبر: كندا تدين الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي الذي أسفر عن مقتل وجرح عدد من السكان. ان أفكارنا في تضامن مع عائلات وأصدقاء اولئك الذين فقدوا أرواحهم في هذا العنف المقيت. اننا نتمنى الشفاء الكامل للجرحى. هذا الهجوم الذي يستهدف استمرارا لسلسلة هجمات سابقة مخيم الايرانيين المنفيين في العراق أمر مرفوض على الاطلاق. اننا ندعو الحكومة العراقية الى تقديم المسؤولين عن هذا الهجوم للعدالة. كندا ستطرح قلقها مباشرة مع المسؤولين في الحكومة العراقية وتطالب بالحاح الأمن للسكان.
بيان السناتور الأمريكي روبرت ميننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس بشأن الهجوم على مخيم ليبرتي

الجمعة، 27 ديسمبر/كانون الأول 2013

نيوآرك- نيوجرسي – أصدر السناتور الأمريكي روبرت ميننديز الديمقراطي من نيوجرسي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي هذا البيان بعد الهجوم على مخيم ليبرتي.
‘آخر هجوم على مخيم ليبرتي يثير الاشمئزاز ويجب ادانته بسرعة ويتطلّب اليقظة المستمرة من حكومة العراق لإيقاف الهجمات ضدّ أعضاء مجاهدي خلق طالما يتواجدون في العراق. الحكومة العراقية هي المسؤولة عن حماية سكان مخيم ليبرتي ويجب أن توفر تدابير أمنية اضافية لحماية سكان المخيم بضمن ذلك نصب الكتل الكونكريتية. هناك حاجة مستعجلة لاسراع المساعي لاعادة توطين مجاهدي خلق خارج العراق بالتنسيق مع يونامي. وقدمت دول مثل ألبانيا وألمانيا دورا حيويا في هذا الجهد وأنا أدعو ادارة اوباما أن تضاعف جهودها في الاسراع لعملية اعادة التوطين بالتنسيق مع الأمم المتحدة والعراق. ان هذه الهجمات تتصاعد بشكل خطير ويجب وضع حد لها على الاطلاق.

Posted in فكر حر | Leave a comment

موقف مطلوب !

يتردى الوضع السوري بسرعة، لأسباب بينها دخول قوى أجنبية إلى ساحة الصراع الدائر فيها من غير البوابة التي اختارها شعبها لبلوغ مطلبه الرئيس، حريته، التي يريد استعادتها بعد 50 عاما من استبداد البعث الأسدي. والمفارقة أن تردي الوضع لا يعود إلى نقص في عدد أو قوة من يقاتلون النظام، بل إلى غرباء وأجانب دخلوا بلادنا ليحدثوا تبدلا جذريا في الثورة وهويتها، تدفعهم إلى ذلك عقيدة متشددة وقسوة مفرطة أخذت تقنع قطاعات متزايدة من المواطنين المطالبين بالحرية أن نظام بشار الأسد أفضل من الثورة، إن كانت ستؤدي إلى حكم تتولاه جهات تدعي أنها إسلامية، بيد أنها لا تعد الشعب بغير الإبادة والتنكيل، إذا رفض حكمها ولم يعتبره «خلافة إسلامية» رشيدة، مع أن من سيدير أمورها هم قادة هؤلاء الغرباء عن شعب سوريا، الذين ينكرون حقوق الناس، مثلما أنكرتها فترات الانحطاط التي مر بها العرب والمسلمون.
كي لا يدور حديثي عن مجهول، أسارع إلى تسمية الجهة التي أعنيها، إنها منظمة أصولية تسمي نفسها «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، تواضع السوريون على إطلاق لقب «داعش» عليها، بعد أن أعلن قائدها العراقي – من بغداد – إلغاء دولتنا الوطنية السورية واستبدال كيان لا هوية له بها، لا يعدو أن يكون مجرد رهان أصولي غامض يحيل إلى مبهم يحمل اسم دولة، مع أنه ليس كذلك بأي مقياس، وليس إسلاميا بأي معيار، وليس قائما بعد سواء في العراق أو في بلاد الشام، تجلت أولى بركاته في فرض 70 جلدة على كل من لا يذكره بالاسم، أو يسميه «داعش»!
هذا الكيان مكلف بالقضاء على الثورة ماديا، من خلال قتل المقاتلين من أجل الحرية والكرامة، ومعنويا عبر تشويه روح ونص الإسلام والقيام بأفعال تتعارض جذريا مع تسامحه وقبوله بالآخر وانحيازه إلى المؤمنين واعتداله ووسطيته ورسالته العمرانية – الحضارية. وللعلم، فإن قادة «داعش» تلقوا «علومهم» أو تربيتهم الآيديولوجية في واحدة من أكثر مناطق العالم الإسلامي تخلفا على الصعيدين الروحي والديني، تنكرت طيلة العصر الحديث لوسطية الإسلام وتبنت منظورات ترفض الاعتراف بأن المجتمعات الإسلامية الحالية مسلمة، والإقرار بصحة إسلام رافضي نظرياتها في الحكم، وتركز على جاهلية مجتمعاتنا وحتمية أسلمة المسلمين، فهي تنتمي إلى تيار ينقل تناقض العالم الإسلامي مع خارجه إلى إطاره الداخلي، واضعة المسلمين أمام حتمية حرب أهلية تؤجج نيرانها بينهم، بعد تحويل كتلتهم الكبرى إلى أهل جاهلية يصح قتلهم.
وبالفعل، لم يترك أتباع هذا التيار عملا يسيء إلى الإسلام ويبيض صفحة النظام الأسدي إلا وقاموا به، وسيبين القادم من الأيام أنهم قتلوا عددا من المسلمين والمؤمنين السوريين والسوريات يعادل أو يفوق العدد الذي قتله النظام في مناطق سيطرتهم، التي حررها الجيش الحر وينتزعونها منه كي يقيموا فيها نظاما أشد استبدادية ووحشية من نظام الأسد.
هذا الوضع لا يهدد سوريا وثورتها فحسب، بل يهدد أيضا الإسلام كدين ودنيا، ويهدد المسلمين أفرادا وأمة، وما منّ الله به علينا من وحدة بين المؤمنين، ويهدد أخيرا بإعادتنا إلى زمن وثني حافل بالشقاق وغارق في دم الأبرياء، الذين حرم الله قتلهم إلا بالحق، وتقتلهم «داعش» اليوم فرادى وجماعات، بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، كهذه التي أصدرها أحد «علمائها»، عندما سئل عن حكم قاتل البريء، فأجاب: أجره عند الله، لأنه قتل ضحيته وهو يراه مذنبا، لكن الله أثابه لعلمه أنه بريء، وهكذا يكون للمجاهد الذي قتله أجره، لأنه ساعده على نيل الإنصاف الإلهي. هذا «الاجتهاد» ليس غير دعوة مفتوحة إلى قتل الناس من دون تمييز، باسم دين حرم قتل النفس وأعلى مكانة الإنسان، وجعله خليفة الله في الأرض.
لم يعد السكوت عن اجتهادات وممارسات «داعش» ممكنا. ولا بد من موقف يتخذه علماؤنا ورجال ديننا الأجلاء يفضح عدوان هؤلاء على دين الحق الذي أعزنا الله به كعرب ومسلمين، وإلا وقعنا ضحية غفلتنا وندمنا بعد فوات الأوان، وخرجنا من ظلم الأسدية إلى ظلام وظلم عملائها، الذين يقاتلون الجيش الحر ويقتلون خيرة أبنائه ويبطشون بمن نظموا الثورة وأداموها، ويتوهمون أن بوسعهم تغطية جرائمهم برداء دين لطالما أدان وجرم أمثالهم. لا بد أن يقول المدافعون عن وسطيته واحترامه للإنسان ولكرامته كلمتهم بصوت مجلجل في ما يلحقه من تشويه مشين على يد قتلة «داعش»، الذين يسفكون دماء المسلمين وسواهم من المؤمنين باسم دين أنزله الله للحفاظ عليها!
منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment