الخطوة الأولى لخروج ألاحتلال.. اخرجوه من قلوبكم!)

– يسقط الوطن –

مشكلة العراق المستعرقين (بالعراقى اللفوة), و من سوء طالعه و حظه التاريخى كان بلاد الخزريين, و الفرس جيران له طول الوقت و هذه (لزكة) لصقة أم النسر, لصقة غير صحية.

النهريين و الخيرين, الماء و الزاد, الحضارة و المنارة, الأرض الطيبة التى يكتنز بها أرض العراق كل الخيرات .. لهذا منذ حضارة النمرود العظيمة جاءت أقوام من كل صوب و صوب و تم تدميره .. إنه المجد و الحسد و الغيرة. المستعرقين لا يحبون الأرض الطيبة لأنهم لا يملكونها و هى دوماً ترفضهم و سوف تطردهم.

يهتفون يسقط الوطن و الموت للوطن و أذكركم بالمثل (تموت الحرة و لا تأكل بثديها) و هكذا الرجل العراقى ابن الرافدين مهما اختنق و العبرة فى قلبه لا يهتف يسقط الوطن و السبب: لا يسب الإنسان أبيه و أمه إلا إذا كان ((نَغَل)) أو سفاح و هكذا المواطن إذا كان ابن الأرض لا يسب أمه و أبيه وكنايتهم الوطن.

البلد أبتلى بالزوار اللذين لا يخرجون و يسكنون على أرضه و يلعنون خيره, ملتصقون لا يغادرون فأوطانهم بخيلة عليهم و تحمل حضارة العار. قد تكونوا ولدتم فى أرضنا و شربتم مائنا و لكن مائنا لم يبلل قلوبكم و لهذا السر أنتم عطاشى .. النهر الخالد لا يرويكم لأنكم غرباء لا تحبون أرضنا, ارحلوا الى دياركم و العنوا أوطانكم فأنتم غير مرحبا بكم .. عاش الوطن .. عاش الوطن .. عاش العراق …

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

ماهر شرف الدين: عن كلسات أسعد أبو خليل وحكاية السي آي إي

ماهر شرف الدين – كلنا شركاء

يوم نشر عهد الهندي وثيقةً عن الدكتور أسعد أبو خليل تفيد بأن هذا الأخير عمل موظف استقبال لدى وكالة “سي. آي. إي” في ثمانينيات القرن الفائت، أرسل إليه أسعد أبو خليل تهديداً على الخاص يقول فيه: “محاميي يقول إن معك ساعة فقط لحذف المنشور”. لكن الهندي بدل أن يخاف من التهديد قام بنشر وثيقة ثانية تصبّ في الاتجاه ذاته ألا وهو أن الدكتور أسعد أبو خليل عمل فعلاً كموظف استقبال لدى وكالة الاستخبارات.

وبالأمس نتفاجأ بأن أسعد أبو خليل نشر على صفحته رداً يقول فيه إنه لا يملك أجرة محامٍ (وهذا اعتراف صريح بأنه كان يكذب في رسالته التهديدية إلى الهندي)، لذلك هو يرجو من الميسورين التبرُّع له ليقوم بتوكيل محامٍ! ثمّ نشر بيانات حسابه من أجل تلقّي التبرّعات!

ولو أن أسعد أبو خليل اكتفى بذلك لكان في وسع المرء ابتلاع الكذبة، بل إنه راح يستدرّ عطف الناس بشكل لا يصدَّق حيث قال بأن كلساته وملابسه الداخلية كان يأخذها من أخيه الراحل!! وإن آخر مرّة ابتاع فيها الملابس كانت قبل 4 سنوات!! (للاحتياط احتفظتُ بصورة عن المنشور لئلا يقوم أبو خليل بحذفه أو التعديل عليه).

وكي يُبرِّر للقراء شياكته التي يظهر بها على الفضائيات قال الآتي: “ملابسي الـ بولو التي ترونها على الشاشة هي هدايا من أخي الراحل ماهر”!!

بالطبع المشكلة في كلام أسعد أبو خليل تكمن تحديداً في أنه منذ سنوات يُعرّف عن نفسه بأنه يعمل أستاذاً في جامعة كولومبيا بكاليفورنيا… لذا من غير المعقول أن شخصاً يعمل أستاذاً في جامعة أميركية (وكل من يقيم في أميركا يعرف ذلك حيث أن أساتذة الجامعات يتقاضون رواتبَ مرتفعةً جداً) أن يحتاج إلى أن يشحذ جواربه وثيابه الداخلية من أقاربه!!

فإذاً، على الدكتور أسعد أبو خليل أن يختار بين أمرين اثنين: إما أنه لا يعمل أستاذاً في الجامعة بل يعمل في مهنة أخرى لا توفر له ما يسدّ رمق العيش لذلك هو يحتاج أن يتحسّن عليه الأقارب بالجوارب والثياب الداخلية، وإما أنه يعمل أستاذاً في الجامعة وبالتالي لا يحتاج من أحد أن يتحسَّن عليه بالجوارب والثياب الداخلية.

أما أن تكون أستاذاً في جامعة أميركية وتنتظر من الأقارب أن يمنّوا عليك بزوج جرابات وطقم ثياب داخلية… فهذه كذبة غير معقولة يا دكتور أسعد! وببساطة واختصار، عليك أن تختار بين كذبتين: أو أنك كذبتَ علينا حين قلت طوال السنوات الفائتة بأنك تعمل أستاذاً في الجامعة، أو أنك كذبت علينا حين قلت بأنك تكتسي وتلبس من تبرّعات أخيك. لأن الجمع بين الكذبتين مستحيل.

***

من النقاط الطريفة الأخرى التي وردت في ردّ الدكتور أسعد أبو خليل قوله: “لم أتلقَّ في حياتي دولاراً على أي كلمة سياسيّة كتبتها إلا من جريدة الأخبار”!!

وحقيقةً كان يمكن لجملة كهذه أن تمرّ بلا تعليق لو أن غير أسعد أبو خليل كتبها، لأن الدكتور أسعد هو أكثر من زايدَ على الكتّاب والصحافيين في مسألة “البترودولار”، وتكاد لا تخلو مقالة له من قدح وذمّ بحقّ كاتب من كتّاب “الحياة” أو “الشرق الأوسط” أو “المستقبل” باعتبارها صحفَ “بترودولار”.

وأنا طبعاً أوافقه على هذا التوصيف، ولكن أسأله: ومن أين تمويل جريدة “الأخبار” يا تُرى؟ أليس تمويلها إيرانياً؟ ألا تفوح من أوراقها رائحة النفط الإيراني؟ فما الفرق إذاً بين جريدة تفوح منها رائحة نفط خليجي وجريدة تفوح منها رائحة نفط إيراني؟ هل نحتاج إلى أنف عطّار للتفريق بين الرائحتين؟!

***

نقطة ثالثة طريفة أيضاً وردت في ردّ الدكتور أسعد أبو خليل، حيث يقول بأنه حين قبلَ دعوة أمير قطر لزيارته “اتصلتُ بمقرّ الجزيرة وقلت لهم بالحرف: لو حاول أميركم أن يمنحني ساعة نفيسة أو مظروفاً من المال، سأرميه بوجهه”.

والسؤال البديهي هنا: إذا كنتَ تتمتّع بكل هذه المبدئية يا دكتور أسعد فلماذا تقبل الدعوة أصلاً؟! فبدل أن تهاتف موظفي “الجزيرة” وتهدّدهم برمي المال في وجه أميرهم… ارفضْ الدعوة من أصلها ولا تقابل الأمير، لأن المبدئية لا يمكن تقسيمها وتجزئتها بهذه الطريقة البائسة!

بالمناسبة، هل يمكن أن تخبرنا ما اسم الفندق الذي نزلت فيه بقطر ومن دفع تكاليف إقامتك في هذا الفندق؟ ومن دفع لك ثمن تذاكر الطائرة حين كنت تسافر إلى قطر؟

لا أريد بهذا الكلام أن أُحرجك أكثر، بل فقط أريد أن أقول لك بأن المبدئية ليست خزانة ملابس لتختار منها ما يناسبك وترمي ما لا يناسبك.

***

النقطة الطريفة الرابعة – وما أكثر الطرائف في ردّ الدكتور أسعد أبو خليل – هي قوله كدليل على أنه لم يتعامل مع الاستخبارات الأميركية: “أنا عشتُ هنا مدة 30 سنة متواصلة، أتحدّى أن يجد أحدكم كلمة ثناء لي بحق الحكومة الأميركية”!!

والحقيقة أنني أستغرب أن يصدر مثل هذا الكلام عن شخص بحنكة وذكاء الدكتور أسعد، إلا إذا كان فعلاً يعتقد بأن قرَّاءه هم عبارة عن مجموعة من الناس عديمي الذكاء!

تصوّروا مثلاً أن يحاول رجلٌ أن يثبت لزوجته بأنه لا يخونها مع امرأة أخرى بدليل أنه لم ينشر قصيدة غزلية يذكر فيها الاسم الثلاثي لتلك العشيقة السرّية!!

هذا استهبال للقراء يا دكتور أسعد!

ثم من العجيب أنك خلطت المسألة بهذه الطريقة، فالوثيقة التي نشرها عهد الهندي أقصى ما يمكن أن تقوله بأنك عملت “موظف استقبال” لدى وكالة الاستخبارات وليس “عميل استخبارات”. فلماذا إذاً تردّ عليه وكأنك متهم بالعمل كـ”عميل استخبارات” وليس كـ”موظف استقبال”؟ لماذا تُضيّع وتخلط المسألة بهذا الشكل؟ هل تعتقد مثلاً أن تكبير التهمة سيتكفَّل بتضييع أصل الحكاية؟!

بعيداً عن الصراخ وحكاية كلسات الاسترحام، ننتظر منك رداً مقنعاً على ما طرحه عهد الهندي، رداً بالوثائق والمعلومات… وإلا فسننتظر منك مقالاً وافياً تقارن لنا فيه بين مزايا العمل في كلّ من وكالة الاستخبارات الأميركية و… وكالة “الأخبار” الإيرانية.

Posted in فكر حر | Leave a comment

المثقف والسلطة

مرة اخرى يثار موضوع علاقة المثقف بالسلطة، وهذه المرة جاء من قبل كاتبة قديرة هي الدكتورة شيرين أبو النجا، ناقدة وروائية مصرية تعمل أستاذة للأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، ولها مساهمات بارزة في مجال النقد والكتابة النسوية، كما أن آراءها الخاصة كثيرا ما تثير الجدل في المحافل الثقافية.
تقول” ان المثقف ينتج المعرفة وليس قيادة الجماهير”.
ليس المطلوب من المثقف ان يقود الجماهير فذلك من شان السياسي ولكن السؤال الملح هو هل يستطيع ان ينتج المعرفة في ظل هذا التخبط السياسي،لابد له إذن ان يعرف طريقة نشر الوعي والمعرفة بين الجماهير بطريقة تبعده عن طريق السياسي وهذا يقع في خانة المستحيلات اذ لايمكن للمثقف ان ينشط بعيدا عن احتياجات الناس المعرفية وإلا اصبح كاتبا متقوقعا لاجدوى مما يكتب.
قد يكون صحيحا ان الكاتب او المثقف يجب ان يكون بعيدا عن الأيدلوجية مهما كانت صالحة وسليمة ولكنه بالمقابل يجب ان يعرف نبض الناس وكيف يفكرون وماهي الطريقة الأسلم لجذب اهتمامهم الى القضايا التي تهمهم.
هل يمكن ذلك دون أن يتحزب المثقف لجهة حزبية ما؟ نعم يمكن ذلك،فهو يستطيع ان يكشف العيوب دون ان يورط نفسه في الانضمام الى حزب معين،وهناك عشرات الكتاب في العالم كتبوا ومازالوا عن مشاكل مجتمعاتهم بآراء شخصية بعيدة عن التحزب.
هذا الرايء قد يغضب البعض ويتساءلون كيف يمكن للمثقف او الكاتب ان يشحذ أدواته المعرفية لتكون فعالة دون سند قوي من فكر معين؟.
الجواب سيكون بسيطا فهو حين يكتب بسند سياسي او حزبي فانه سيظل أسير هذا الإسناد ويفقد اهم ما عنده وهو الإبداع.
تقول الدكتورة شيرين:
– الوضع شديد التعقيد، سواء فيما يتعلق بعلاقة المثقف بذاته (الشك، التردد، الغضب، الانعزال الفكري)، أو علاقته بجماعةً الًمثقفين الواسعة (الاتهام، الشجب، الرفض، الانقسام، التعاطف)، أو علاقته بالسلطة (الانسحاب، الهجوم، التقوقع، المقاومة، المعارضة، المساندة، التواطؤ). يبدو الأمر منطقيا أن تكون العلاقات متشابكة، ومتضمنة تواصلا وانقطاعا بهذا القدر. فاللحظة المعرفية والسياسية التي يمر بها العالم بأكمله، والانقلابات المهولة في مجال التكنولوجيا والمعلومات، بالإضافة إلى التطور الذي يحصل الآن فقد تغير خطاب «الاحتكار» أو الاضطهاد”.
يبدو ان الكثيرين يتفقون مع ما تقوله دكتورة شيرين،ولكنهم وانا واحد منهم يعرفون ان الادوات المعرفية تغيرت بفعل ثورة المعلومات وعلى المثقفين ان يغيروا انفسهم ولا يظلوا”سلفيين”.
ويبدو ان الدكتورة شيرين تتراجع بخفة وتؤيد ذلك حين تقول:
“دور المثقف هو إنتاج المعرفة فقط. هذا هو المعيار الذي ينبغي الأخذ به عند التقييم. بمراجعة تقارير المعرفة التي تصدر عن الأمم المتحدة بالتعاون مع مؤسسة آل مكتوم، ندرك أن العالم العربي بشكل عام متراجع في إنتاج المعرفة، وهذا هو ما يجب أن نوليه أهمية. على المثقف أن يذكر نفسه دائما بأن مهمته ليست الوصاية الأبوية (من دون وعي كأن يعيد إنتاج فكرة الأب – الرئيس) بوصفه مالكا للحقيقة، وليس مفروضا أن يقود الجماهير، بل أن يكون منها. فكلما كانت فكرته مرتبطة بالحركة الجماهيرية وتطلعاتها، كانت الفكرة عملية وقابلة للتحقق رغم كل القيود التي كانت تفرضها السلطة، وقادرة على خلخلة الخطاب السائد وإرباك مفرداته أملا في إنتاج لغة جديدة”.
اذن علينا انتاج لغة جديدة بعيدا عن الاحزاب اليسارية والمينية والوسطية فانك ذلك من شان السياسيين.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

المسيحيون المشرقيون : ضحايا التدخلات الخارجية

ثابت السالم: البوصلة شرق المتوسطiraq

لم يكد السيد المسيح يغيب عن هذه الأرض، حتى أصبحت سوريا المعقل الأساسي للمسيحية حركة وعقيدة. وكان هروب القديس بولس الرسول إلى ولاية حوران وتلقيه الفلسفة المسيحية في أديرة بصرى ومن ثم انتقاله إلى أنحاء الامبراطورية الرومانية للتبشير بها البرهان الأول على أن هذه العقيدة تمكنت من وضع الإطار النظري لها خلال فترة قياسية.

وانتشرت هذه العقيدة حتى شملت جميع السكان من أقصى البلاد إلى أقصاها وشمل ذلك القبائل العربية الكبرى والحواضر جميعاً. تبنت العقيدة الجديدة التي وصلت إلى حدود الهند وأفغانستان شرقاً وجورجيا وأرمينيا شمالاً، القبائل العربية الكبرى ومنها تغلب وبكر وكلب وضجعم وقضاعة وتنوخ وغسان وسليح والمناذرة وسواها…

ومع هذا الانتشار السريع والواسع برزت الخلافات العقائدية بين فلاسفة المسيحية حول طبيعة المسيح وأي الطبيعتين فيه تسبق الأخرى: الإلهية أم البشرية… وبالتالي حدث الاصطفاف بين المؤمنين حول آبائهم المختلفين. ولم تنجح المجامع التي حاولت الوصول إلى تعريف لطبيعة المسيح إلى نتيجة على مدى قرن كامل. ورغم محاولات الوصول إلى حل وسط باعتبار المسيح يتمتع بطبيعتين إلهية وبشرية متساويتين في الجوهر لم ينجح الأمر في وضع حدٍ لهذه الخلافات التي تحولت إلى نزاعات بين رؤساء الكنيسة في ما بينهم.

واستغلت الامبراطوريتان الفارسية والبيزنطية هذه الخلافات بحيث أصبح الخلاف سياسياً يحمل طابعاً عقائدياً وتمثل في حروب المناذرة (النسطوريين) وأبناء عمومتهم الغساسنة (المونوفيزيون) فيما بينهم. بقيت الصراعات العقائدية السياسية تعصف بسوريا في وقت ازداد فيه العمق الإيماني بحيث طبعت العقيدة سلوك السكان وازداد نشاط الرهبان في الأرياف إلى حد بعيد.

أصبحت خريطة الإيمان المسيحي واضحة المعالم منذ انعقاد مجمع خلقيدونيا في منتصف القرن الخامس وحتى دخول الإسلام إلى دمشق عام 634. المنطقة الشرقية أي العراق وحتى البحرين ومكة كانت عقيدة نسطوريوس هي السائدة (الطبيعة البشرية) في حين بقيت سوريا الغربية وحتى الحجاز تتمسك بالعقيدة المونوفيزيقية باستثناء الحواضر التي اتبعت عقيدة الطبيعتين بسبب الوجود الرسمي لمعتقد الامبراطورية.

إلا أن المفارقة هي أن الغساسنة الذين كانوا على صلة مع أبناء عمومتهم في الحجاز واليمن أصبحوا الحلفاء السياسيين لأعدائهم الذين سهلوا فتح دمشق لخالد بن الوليد وانتزاعها من يد البيزنطيين مما يثبت أن الرابطة القومية تغلبت على أي اعتبار آخر في هذا الصراع.

هذه المقدمة السريعة ضرورية لإلقاء الضوء على واقع المسيحيين منذ الفتح العربي وحتى اليوم نظراً إلى ما يردده البعض من أن السبب الأساس في هجرة المسيحيين المشارقة بدأت مع الفتح العربي لبلاد الشام.

منذ فتح دمشق لم تثبت الوثائق وجود أيه خلافات أو افتئات من جانب المسلمين على مسيحيي سوريا وبالعكس. قد لا يكون من المعروف أن المسيحيين لم يعتبروا المسلمين حملة لدين جديد بل إنهم اعتبروهم إحدى الطوائف المسيحية التي كانت منتشرة في مكة قبل بدء الرسول محمد بن عبد الله دعوته. بل إن الاتصال بين مؤمني مكة ومنظري النساطرة في سوريا (الراهب بحيرا) كان قائما ومستمرا. والكثيرون من المسيحيين يؤمنون بأن الإسلام ليس سوى فرقة مسيحية كانت قائمة منذ بدء الانشقاقات الفلسفية بين آباء الكنيسة أي منذ القرن الثاني وحتى السابع. بل أن معاوية وقادة الفتح العربي كانوا يؤدون صلاتهم في الجهة الغربية من كاتدرائية يوحنا المعمدان الكبرى في دمشق في حين يؤدي المسيحيون صلواتهم في الجزء الشرقي وذلك حتى ولاية الوليد بن عبد الملك.

ويوضح ذلك أيضاً اشتراك الغساسنة بقيادة جبلة بن الأيهم مع العرب في معركة اليرموك ودخول جيشهم مع الجيش العربي دمشق فضلاً عن كيفية فتح القدس والعهدة العمرية.

ولن ننسى هنا أن بناء الدولة الأموية هيكلاً وسلطة بل وأسطولاً قام على جهود مسيحيي سوريا ومعارفهم وخبراتهم التي وضعوها في تصرف الخلفاء الأمويين. ولا بد من الإشارة إيضاً إلى أن عدد المؤمنين من المسلمين عند وصولهم سوريا لم يكن يتجاوز ما نسبته خمسة بالمائة من عدد مجموع السكان والذين قد يكون عدد منهم يشارك المسلمين معتقدهم لجهة طبيعة المسيح وكانت تقاليد بعضهم قبل دخول الإسلام تشترك مع تقاليد أهل مكة. “فكلمة الله” هي التي استخدمها الغساسنة وكانت صلواتهم تشتمل على الركوع والسجود والأصوام وحجاب النساء… كذلك قصة ابراهيم وهاجر والحجر الأسود في الكعبة [1]. بل أن الغساسنة احتفظوا بتعدد الزوجات وكثير من التراث اليهودي الذي أعتقد أنه رافقهم منذ مجيئهم من اليمن حيث تثبت آخر البحوث العلمية أن تواجدهم كان في اليمن وليس في فلسطين (سلسلة كتب الدكتور فاضل الربيعي).

لا بد من الإشارة إلى أن جميع مدن سوريا كالقدس وبصرى ودمشق وحلب باستثناء أنطاكية سقطت في ايدي العرب المسلمين برفقة جيوش حلفائهم المسيحيين سلماً. لذا نقول أن البيئة العقائدية والقومية لسوريا لم تكن معادية لما حمله المسلمون من عقيدة وشعارات بل يمكن القول إن ظروف البلاد جعلت الترحيب صفة غلبت صفة العداوة عند دخولهم إليها.

يلخص ذلك ما قاله الأمير يزيد بن معاوية في مقر بطريركية المونوفيزيين في دمشق “ما أنتم إلا منا وأصحابنا، وماذا يربطكم باليونانيين؟”.

كذلك استمر معاوية ويزيد بالسماح في بناء الكنائس في مصر وسوريا بل وإعادة بناء الكنائس التي دمرتها الزلازل (كنيسة الرها).

بداية التغيير:

استمرت علاقة الكنائس السورية بالخلافة علاقة ممتازة حتى نهاية القرن السابع مع الخليفة عبد الملك بن مروان الذي قرب الكثيرين من رجال الكنيسة إليه ولا سيما أصحاب معتقد الطبيعة الواحدة وكان للبطريرك أثاناسيوس اليعقوبي حظوة كبيرة عند الخليفة مروان نظراً لسعة علمه واطلاعه وزمالته للعبقري يعقوب الرهاوي بحيث أعفى الإكليروس من الضرائب مما أثار حفيظة العرب المسلمين فحاول شراء كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق ثم تراجع عن طلبه بعد رفض المسيحيين للطلب[2].

ولعله من أجل هذا الطلب عينه بدأت علاقة الخليفة الوليد من عبد الملك (705 – 715) تسوء مع المسيحيين. فقام بتحويل الكنيسة إلى الجامع الأموي المعروف في يومنا هذا. وكان من الطبيعي أن تتدهور العلاقات بين الخليفة والمسيحيين ولأول مرة فحاول اجتذاب قبيلة تغلب إلى الإسلام عنوة وقتل زعيمها الشيخ جميل ونقل حسابات الدولة من اليونانية إلى العربية وألغى اليونانية كلغة رسمية للدولة وساءت علاقته مع بيزنطة وهاجم ممتاكاتها إلا أنه هزم في محاولته حصار القسطنطينية. وبقيت علاقة الوليد جيدة مع أتباع الكنيسة السورية المونوفيزية غير أن فشله في الحصار أدى إلى انقلابه على الكنيسة والمسيحيين عموماً واضطهادهم.

واستمر الخليفة سليمان في ذلك وشدد كثيراً على رعايا الخلافة المسيحيين ولا سيما في موضوع الضرائب. وانسحب الأمر على الخليفة عمر بن عبد العزيز فحدث الكثير من القتل بل الاضطهاد رغم أن علاقة الخليفة عمر بقيت جيدة مع بعض رجال الكنيسة ومنهم بطريرك أرمينيا.

ومن الملاحظ أن العلاقات بين الخلفاء آنفي الذكر ومن تلاهم كيزيد الثاني مع المسيحيين العرب كانت تسوء كلما ساءت العلاقة مع بيزنظة حتى وصل الحد بعمر كما يقول البعض أن يجبر المسيحيين على اعتناق الإسلام أو الهجرة.

تحسن الأمر مع هشام (724 – 743) خليفة يزيد الثاني بالنسبة للمسيحيين ,نتيجة الزواج المختلط ,ولا سيما مع الكنيسة البيزنطية, ثم عادت فتوترت مع الوليد الثاني (743 – 744) ومن ثم ازدهرت مع مروان بن الحكم آخر الخلفاء الأمويين.

إذن لا بد من الملاحظة هنا أن سوء العلاقة بين بعض الخلفاء الأمويين والمسيحيين السوريين كان نتيجة لسوء العلاقات بين الدولة العربية والخارج ولا سيما بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس أتباع معتقد بيزنطة بنما كانت العلاقة مع الكنيسة السورية (العربية) أفضل حالاً بكثير (أمر الوليد الثاني بقطع لسان المتروبوليت ثيوفانس الأرثوذكسي في دمشق لأنه تحدث بالسوء عن الكنيسة العربية ونفاه إلى اليمن).

لم يختلف الوضع كثيراً مع الخلفاء العباسيين عنه مع آخر الخلفاء الأمويين فقد اختلطت الديانة بالسياسة وأصبح مسيحيو الكنائس الغربية أعداء شبه دائمين للخلفاء العرب وقد حدثت أعمال تهجير وهي الأولى على مسيحيي سوريا بحيث اضطروا إلى مغادرتها والاستقرار في المناطق الخاضعة لبيزنطة أو الجزر المتوسطية على مدى الحكم العباسي ولا سيما الخليفة المتوكل.

لكن الحال لم تكن كذلك مع أتباع الكنيسة الشرقية المونوفيزية. والطريف في الأمر أن أعداء الإسلام من المسيحيين لجهة المعتقد كانوا هم حلفاء العرب، فالإسلام, الذي يشبه في معتقده تعاليم الكنيسة النسطورية عدوة الكنيسة السورية اعتمد على أتباع الأخيرة في العلوم والترجمة والطب وسواها في بغداد أيضاً. وهذا يعني أن الرابطة القومية طغت على الرابط الديني بحيث كان العنف ضد أتباع الكنيسة البيزنطية يزداد دوماً مع سوء العلاقات السياسية وهي ما كانت عليه الحال عند دخول المسلمين بلاد الشام فكانت جيوش الغساسنة المونوفيزيت حليفتهم ضد البيزنطيين.

الأعاجم والدويلات والموقف من المسيحيين:

المرحلة الأولى: مع بدء دخول الأعاجم إلى بغداد وتدهور قوة الدولة العباسية وفتح أبوابها للقوميات القادمة من وراء المناطق العربية، ازدادت مظاهر الاضطهاد للمسيحيين عموماً. فقد تمكنت هذه العناصر القادمة من فارس وكردستان وتركمانستان من التغلغل في جسد الدولة. وكان من الطبيعي أن يقوم هؤلاء الوافدون بالإيغال في معاداتهم للمسيحيين العرب في العراق وسوريا كي يعوضوا عن كونهم لا ينتمون إلى العنصر العربي بتبني عدو لهم يمنحهم شرعية ما في نظر الحكام والمواطنين .

ومنذ قرابة العام 970 وحتى دخول الصليبيين شهدت سوريا ظهور الإمارات والإقطاعات التي لا يحكمها العرب وكان طبيعياً أن يزداد اضطهادهم للمسيحيين بسبب صراعهم العنيف والدائم مع بيزنطة. كذلك كانت سوريا في الجنوب خالية من أيه سلطة مركزية تجاورها الدولة الفاطمية في مصر ودويلة القرامطة في الخليج والاقطاعيون الأعاجم والتجمعات البدوية تعيث فساداً في الوسط. ويستثنى جبل لبنان من هذا الوضع بسبب تمركز الموارنه فيه وإنشاء رقعتهم الخاصة بهم منذ انتصارهم على الخليفة عبد الملك بن مروان في موقعة عنجر.

في هذه الآونة استطاع البيزنطيون استعادة السيطرة على حلب وسوريا الشمالية والمنطقة الساحلية واستمر الأمر إلى أكثر من مائة عام استعاد فيها مسيحيو الكنيسة البيزنطية (كنيسة الطبيعتين) وجودهم هناك وانتعشت أمورهم وظروفهم وعادت أنطاكية إلى لعب دورها القديم. لكن في الوقت ذاته عانت الكنيسة الشرقية المونوفيزية الأمرين بسبب التهديد المستمر لها من قبل القادمين الجدد من الأعاجم من شرق الجزيرة السورية معقلها ووجود بيزنظة في جوارها الغربي.

وفي حقيقة الأمر شهدت هذه الفترة انقسامات طالت المسلمين أنفسهم فظهرت الطوائف المختلفة التي خلطت الديانات الثلاث بالفلسفة اليونانية فظهرت معتقدات جديدة انعكست على المجتمع في سوريا بشكل حاد فأصبح هذا المجتمع ضعيفاً ومهلهلاً وأصبح فريسة سهلة للسقوط في أيدي القوى الأخرى القادمة من الخارج مهما كان حجمها ضئيلاً.

المرحلة الثانية: نعني بها ملء الفراغ في سوريا من قبل الغزاة القادمين من الشرق من جهة والغزاة القادمين من الغرب من جهة أخرى وهم الصليبيون.

قامت الدويلات الصغيرة (القلاع) في سوريا بحيث أصبحت كل مدينة أو قلعة يملكها أعجمي وانسحب ذلك على دمشق وحلب وحماة والموصل وسواها حتى أنطاكية ذاتها. وقد أصاب البلاء سكان سوريا بدياناتهم المختلفة بحيث لا يمكن تصور وصفها كوحدة جغرافية – سياسية. ومن الجهة المقابلة احتل الصليبيون شمال سوريا (ماردين) والساحل السوري والقدس وفتحت سوريا الداخل أمام حكم آل الزنكي الذين خلفهم الأيوبيون بعد سيطرتهم على مصر. وأصاب مسيحيي سوريا ما أصابهم على يد الفريقين فقد ترافق دخول الصليبيين محاولات فرض معتقد روما وطقوسها على المسيحيين السوريين الشرقيين (اليعاقبة) والغربيين (الأرثوذكس). ويضاف إلى هذا التشرذم البعد القومي ولغة المواطنين وحدثت صراعات بين المتحدثين بالسريانية واليونانية واللاتينية كمظاهر للانشقاقات الفلسفية. وتعرض المسيحيون في الداخل إلى الاضطهاد على أيدي المماليك القادمين من مصر وحكم دمشق ثلاثمائة مملوك خلال مائتي عام.

استمرت هذه الحال حتى خروج الصليبيين في نهاية القرن الرابع عشر وقد وتحولت مدينة أنطاكيا (مدينة الله العظمى) تحولت إلى قرية مدمرة خالية من الحياة على يد المماليك الذين خرج الصليبيون في نهاية عهودهم. ولم يقصر تيمورلنك الذي غزا سورية في الإيغال بتدمير البلاد والعباد فكانت سوريا رقعة جغرافية أقرب إلى الموات وأشد ما ميز المسيحيين فيها انقاساماتهم وخلافاتهم العقائدية التي لا تنتهي.

المرحلة الثالثة: احتلت سوريا عام 1516 من قبل العثمانيين. استغل العثمانيون أهمية القسطنطينية (اسطنبول) كزعيمة للكنائس الأرثوذكسية بعد فقدان انطاكية لأهميتها وانتقال المقر البطريركي الأرثوذكسي إلى دمشق أيما استغلال. وكانت العلاقة بينهم وبين الزعماء الدينيين المسيحيين مصدراً للربح وجباية الأموال من المواطنين ورجال الدين والكنائس على السواء. والعنصر الذي زاد في هذا الاستغلال هو الخلافات الفقهية والشخصية بين رجال الدين. فكان انتخاب البطريرك أو المطران يستلزم دفع مالٍ إلى الوالي ووقعت البطريركيات تحت الدين كما صودر الكثير من أملاك الكنائس وتحول بعضها إلى محلات تجارية لسد الديون.

أدت علاقة الكنيسة باسطنبول وخضوعها إلى إدارة السلاطين وبدء ظهور البروتستانتية في القرن السابع عشر إلى تحول المسيحيين وأساقفتهم إلى روما فأعلنت الشراكة معها (1724) تحت اسم طائفة الروم الملكيين الكاثوليك وأعاد الباب العالي إحياء وتشكيل طائفة الروم الأرثوذكس القديمة استمراراً للكنيسة السابقة خشية خسارة النفوذ وحدثت انقسامات جديدة في سوريا بحيث ضعف المسيحيون مرة أخرى وازدادت طوائفهم ولا سيما وأن كنيسة القسطنطينية كانت تعين بطاركة يونان وقبارصة لبطريركية انطاكيا العربية لم تكن مصالح رعاياهم هي مصالحهم .

هجرة المسيحيين في العصر الحديث:

تتصف الهجرة بين المسيحيين بصفتين الأولى هجرة داخلية أي داخل أراضي سوريا نفسها باعتبار لبنان والأردن كانا جزءاً منها، وأخرى خارجية تمثلت بالانتقال إلى بلاد أخرى خارج حدود الإقليم. أشرنا في ما سبق الى الهجرة التي أسميتها الهجرة الأولى حينما غادر سوريون وطنهم إلى قبرص والجزر اليونانية بسبب بعض مظاهر الاضطهاد إبان الحكم العربي.

الهجرة الداخلية نهاية القرن الثامن عشر: انتقل المسيحيون السوريون من موطن إلى موطن داخل البلاد لسببين: الأول هو الكوارث الطبيعية كالزلازل والأوبئة والثاني تعلق بحروب أو ضغوط مورست عليهم أو كانوا طرفاً فيها.

كانت أبرز الهجرات الداخلية خروج الكثير من سكان جبل حوران الذي كان مسيحياً صرفاً في بلداته وقراه إلى لبنان والأردن ووادي النصارى. كان جبل حوران خزاناً بشرياً للمسيحيين على اعتبار أنه كان بعيداً عن قلب الصراعات في الداخل السوري وكان وعر المسالك فحافظ سكانه على العيش فيه وكما لو أنه شبه محمية. وقد جرت في نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر (لم يحقق تاريخها بالضبط) معركة بين حملة وهابية جاءت من الجنوب, حالفها البدو من سكان جبل حوران, وبين السكان إلى الشرق من مدينة بصرى انكسر فيها السكان المسيحيون مما اضطرهم إلى نزوح جماعي باتجاه قرى سهل حوران الرومانية التي كانت خالية من السكان تماماً[3]. اتجه البعض الآخر إلى منطقة وادي النصارى كما أشرت فاستوطنوا مناطق مرمريتا وصافيتا وجوار قلعة الحصن ومنهم من ذهب إلى حماة ومدينة حلب. وغادر آخرون باتجاه منطقة البقاع اللبنانية واستوطنوا في الفرزل وزحلة وحاصبيا والكورة في الشمال ومناطق جزين في الجنوب. أما الذين اتجهوا إلى الجنوب فاستقروا في مناطق الحصن وإربد والسلط والزرقا وسواها في الأردن. وما زالت بعض العائلات تحتفظ بروابط عائلية في ما بينها. وكانت علائلات أخرى قد استقرت قبل ذلك في سرعين وسواها في البقاع الأوسط والشمالي بسبب حروبهم مع البدو في منطقة اللجاة الصخرية في سهل حوران ومنهم آل المعلوف.

المظهر الثاني لهذه الهجرة الداخلية هي استقرار بعض الأسر اللبنانية في سوريا الجنوبية أي دمشق وسهل حوران بسبب الأحداث الطائفية التي جرت في لبنان منتصف القرن التاسع عشر حيث استقبلهم المسيحيون في حي الميدان بدمشق وفي القرى المسيحية التي كان سكانها قد نزحوا من حوران قبل سبعة عقود. عرفت هذه الأحداث بمذابح 1860 وقد ثبت أن الذي كان وراءها هم البريطانيون والسلطنة العثمانية. وقد تكون هذه الحوادث جرت عقب خروج ابراهيم باشا من سوريا لأنه هو الذي أعاد للمسيحيين بعض الحقوق على أساس التساوي في حق المواطنة. قتل في هذه الأحداث آلاف المسيحيين في دمشق ونتج عنها هجرة موازية باتجاه لبنان والعالم الجديد.

مرة أخرى لا بد من الإشارة إلى أن المحرك الأول لمثل هذه الحوادث كان الخارج تماماً كما في سالف الأيام عندما كانت تنعكس الصراعات بين الدول على المسيحيين في سوريا.

بالعودة إلى بداية القرن التاسع عشر نذكر أن حوران شهدت نتيجة تشتت سكان الجبل في قرى السهل حركة تغيير في المعتقد طالت الكثير من الأسر فتحولت إلى المتعقد الإسلامي ومنها عائلات المقداد وسويدان والعودات والسمارة والعامري والعشرات غيرها. وقد يكون أحد الأسباب في ذلك هو الضغوط التي مورست على المسيحيين لتغيير معتقدهم أثناء التطويع للدخول في خدمة الجيش الإنكشاري العثماني .. وما زالت هذه العائلات تحمل السمات نفسها في طقسها الاجتماعي التي تعبر عنها العادات والتقاليد في الأفراح والأتراح والتي يعكسها الشعر والقصائد المغناة فضلاً عن المفردات المستخدمة في الحياة اليومية بشتى صورها وأشكالها.

الهجرة الخارجية أبان النهضة العربية مع نهاية القرن التاسع عشر وحتى 1960 :

شهدت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حركات نهضوية تمركزت في سوريا (لبنان وسوريا الحاليتان) تدعو إلى التخلص من الاحتلال العثماني وعاصرت بداية التحديث في الامبراطورية العثمانية التي كما بدا كانت في طريقها إلى الزوال. وشارك المسيحيون السوريون اخوانهم المسلمين وكانوا في الصف الأول في الدعوة إلى الحرية والاستقلال. وشهدت هذه الفترة هدوءاً ملحوظاً على صعيد العلاقات بين الطوائف السورية.

وإذا عدنا إلى أسباب الهجرة إلى العالم الجديد التي بدأت مع القرن التاسع عشر نجد أن الدافع لها كان اقتصادياً في المقام الأول والهرب من مخاطر الحرب الأولى التي عبئ المواطنون فيها كمحاربين. وهذا البعد لم ينسحب في حقيقة الأمر على المسيحيين فقط, بل شمل السوريين بجميع طوائفهم من مسيحيين ومسلمين.

واستمرت هذه الهجرة الاقتصادية بهدف تحسين الأحوال واكتساب العلم حتى نهاية الخمسينيات من القرن العشرين. فقد كان المسيحيون السوريون يتميزون عن غيرهم من مواطنيهم بأنهم انصرفوا في أعمالهم إلى المهن المرتبطة بالسوية العلمية في المدن, أما في الريف فقد كانت الزراعة والعمارة والحرير مهنا أساساً لهم. وقد تلقت القطاعات التي كان المسيحيون هم الغالبية فيها إلى ضربات موجعة ساهمت في هجرتهم. أما هذه القطاعات فكانت المصارف والتجارة الخارجية والتعليم والثقافة والصياغة فضلاً عن بعض الإقطاعات الزراعية في منطقة الجزيرة السورية والساحل. أدت هذه الضربات مع تغير القوانين في عهد الوحدة إلى مغادرة الكثير من العاملين فيها البلاد إلى لبنان والخارج. أما سنوات القحط التي شهدتها سوريا في الخمسينيات فقد أثرت على زيادة هجرة الفلاحين من المسيحيين إلى لبنان والأمريكيتين أيضاً.

فترة 1960 وحتى الآن:

لم تكن الأسباب التي دعت السوريين إلى الهجرة مختلفة بين المسيحيين وغيرهم من إخوانهم باستثناء تأميم المدارس المسيحية في عام 1968 التي خلفت نوعاً من الريبة حول الاتجاه الذي اتخذته الحكومة آنذاك وهل كانت هذه الخطوة موجهة ضد المسيحيين أم ضد التعليم الخاص بشكل عام، رغم أنها ساهمت بشكل أو بآخر إلى ترك المسيحيين البلاد بحثاً عن مستويات علمية أعلى لأولادهم. استمرت الأسباب هي عينها أي أن العامل الاقتصادي كان في طليعتها حتى منتصف الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي.

وتقول إحصاءات مجلس الكنائس العالمي الحالية أن نسبة العوامل وراء الهجرة هي كالتالي:

44% اقتصادية

30% بداعي إنشاء أسر مختلطة والزواج من أجنبيات

15% بدافع التحصيل العلمي

10% بداعي الخوف من التطرف وأسباب أخرى

وفي اعتقادي أن نسبة الخوف من التطرف قد ارتفعت خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة بسبب ظهور الحركات الدينية المتطرفة التي تعلن صراحة عن عدائها للمسيحية بما في ذلك الكنائس العربية المشرقية.

صاحب نمو هذه الحركات والتي مولتها دول عديدة ظهور وانتشار محطات تلفزيونية مختلفة عززت من مشاعر الخوف هذه من جهة وخلق جو اجتماعي ديني ضاغط من جهة ثانية.

وكان أخطر المظاهر لنمو هذه الحركات أعمال العنف التي وقعت في مصر ثم ما نتج عن حرب العراق وتهجير المسيحيين منها وهو ما كان ليخطر على بال أحد من المسيحيين السوريين ولا سيما وأن أدبيات الحكومة في العراق كانت توحي كما لو أن العراق أصبح بلداً شبه علماني.

كانت نسبة عدد السكان المسيحيين في سوريا إلى عدد السكان المسلمين حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي بحدود 25% من السكان في حين تبلغ الآن حوالي 13 – 15% .

لا شك أن هذا الواقع الجديد يثير تساؤلات عميقة ومقلقة عند المسيحيين حول مستقبلهم في أوطانهم بحيث أصبح الشعور بالمواطنة أكثر اهتزازاً في ظل الدراسات والمعلومات التي تقول أن المسيحية في هذه المنطقة إلى زوال وأن إزالتها هي واحدة من أهداف الدولة العبرية وهو ما ينعكس في إفراغ الأراضي المقدسة الممنهج من المسيحيين على يد الإسرائيليين.

ومن المفيد أن نشير في هذا الصدد إلى الدور المقصر وغير الفعال لرجال الدين المسيحي ومؤسساتهم الذين ساعدوا في إنماء هذا الشعور من جهة، وفي إبقاء ممارستهم للحياة المسيحية مقتصرة على المظاهر الاحتفالية وعدم تصديهم للمحاولات الهادفة إلى إفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين بشكل ملموس ومؤثر.

واقتصرت محاولات إجراء حوارات فعالة بين المسيحيين والمسلمين في المنطقة على مناسبات بروتوكولية لم تنعكس فعلاً على المجتمع السوري بشطريه المسلم والمسيحي.

لكن من الواضح أن الفاتيكان تنبه في السنوات العشر الأخيرة إلى خطة الإفراغ هذه وبدأ اهتمامه المباشر يتوضح من خلال الحث على الإيمان بالتعددية والإصرار على وجوب بقاء المسيحيين في أوطانهم. وجاء هذا في عدد من الوثائق البابوية وفي زيادة الدراسات الموزعة على المسيحيين التي تؤكد على التشابه الكبير وكل ما هو مشترك بين المسيحيين وإخوتهم المسلمين. ولوحظ على مدى السنوات العشر الأخيرة أن الكتب التي تبحث في أصول الأديان وتعاليمها المشتركة تجد إقبالاً ملحوظاً في الوقت نفسه الذي تشهد فيه إقبالاً على الكتب الدينية الإسلامية.

وفي الخلاصة تبقى حماية المجتمعات بثقافاتها المختلفة رهناً بظهور تيارات حقيقية تبرز المشترك بين الديانتين المسيحية والإسلامية وتحد من غلواء النظريات المتطرفة التي سوف لن تؤدي إلا إلى إفقار الحياة الثقافية في المشرق بحيث يصبح منطقة أحادية الفلسفة غير قابلة للنماء مما سوف ينعكس بالضرورة سلباً على مناحي الحياة والحد من تطورها وازدهارها، وإذا كانت هناك أطراف داخلية عربية تسعى لإفراغ المنطقة من مسيحييها، فهي حكماً تنفذ هذا الدور خدمة لجهات خارجية, إسرائيل تحديدا, تسعى إلى إبقائنا تحت سيطرة شروط التخلف والتجزئة وهذا هو حالنا على مدى قرون طويلة.

[1] تاريخ كنيسة أنطاكية: خريسيموس ذوبولوس، تعريب الأسقف سنفانس حداد صفحة 526

[2] افتيموس الاسكندري (حوليات) ص 276

[3] كان من نتيجة المعركة خطف فتاتين إلى نجد عاد أحد أولادهما إلى خبب في حوران يسأل عن أخواله من عائلة الحاتم بعد أربعين عاماً.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

DNA 08/01/2014 داعش” ولو طارت”…

في هذه الحلقة يتناول نديم موضوع تحليل محور الممانعة للأحداث الأمنية في المنطقة

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

القاء القبض على عناصر من داعش ووسوم بشار الاسد على جسدها ؟!

يوما بعد يوم تتوضح الصورة أكثر و أكثر فمن كان يتاجر بالدين و يدعي انه يقيم دولة إسلامية ظهرت حقيقته مع تحرير daiishالمعتقلين في سجونه و ظهر جليا واضحا أنه كان يؤسس لدولة مخابراتية  لا تمت للإسلام بصلة,  نشطاء واعلاميين وعناصر تابعة للجيش الحر خرجوا من معتقلات داعش و خرجت معهم الروايات المرعبة عن اساليب التعذيب الممارسة بحقه,  والتي لا تختلف عن اساليب نظام الأسد الفاشية , فالأن و بعد إلقاء القبض على عناصر تابعة لداعش تحمل هويات أمنية منتمية لمخابرات الاسد فلم يعد هناك مجالا للشك أنهما لم يعودا وجهان لعملة واحدة فقط, بل هما العملة الفاسدة نفسها , حقائق ” داعش “تتكشف مع روايات المعتقلين المحررين من سجونها سيكون موضوع نقاشنا اليوم في هنا سوريا
اعداد : همام البني مصطفى الجوري, وتقديم واعداد : رولا حيدر

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الاتجاه المعاكس: أليس حزب الله مسؤولا عن خراب لبنان بسبب تورطه في سوريا؟

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

رمز الثورة السورية وأيقونة الحرية الشهيدة الحية د. مي شدياق

الأوطان لا نبخل عليها بقدم وساق والجنون في سبيل الحرية، خير ألف مرّة من العبودية  ……..    الربّ يحميكي..
mayShediaq

……………………………………………..

مفكر حر: هي مستعدة لأن تموت من اجل حرية الانسان وكرامته, وليس من اجل الحوريات والغلمان, وسلاحها الوحيد هو القلم الذي هو أمضى من متفجراتهم وإرهابهم وولي فقيههم.

Posted in فكر حر | 2 Comments

طلب قاسم سليماني من المالكي للهجوم على ليبرتي تحت غطاء «داعش»

وصل اعداد ملحوظة من ضباط فيلق القدس الارهابي الى مطار بغداد الدولي خلال الأيام الأخيرة وانهم مزودون بصواريخ حرارية. وطلب قاسم سليماني قائد فيلق القدس الارهابي من المالكي ان تقوم القوات العراقية بما فيها فرقة القذرة وعصائب الحق وسوات حيث نفذوا الهجوم على اشرف في الأول من ايلول/ سبتمبر الماضي بالهجوم على ليبرتي وبعض احياء ذات الاغلبية السنية في بغداد وقتل سكانهما وذلك بارتداء أزياء عناصر «داعش» المموهة مستغلين الوضع الراهن في العراق.
ان هذا السناريو يهدف الى تضليل الامريكان تحت عنوان «داعش» أي الدولة الاسلامية في العراق والشام الصنعية على يد النظام الايراني والمالكي بحيث يتمكن المالكي ان يسقط المسؤولية عن الحكومة العراقية والقائها على عاتق مليشيات عراقية متمردة كما فعل في مجزرة اشرف في الاول من ايلول/ سبتمبر الماضي.
ان المقاومة الايرانية تذكر بالمسؤولية المؤكدة التي يتحملها كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة في توفير الحماية لسكان ليبرتي في هذه الظروف الخطيرة جدا خاصة انه وبعد الاعدامات الجماعية في اشرف في الاول من ايلول/سبتمبر الماضي وبعد القصف الصاروخي المكثف على ليبرتي في 26 كانون الاول/ ديسمبر الماضي، لم توافق الحكومة العراقية بعد على توفير أي من المستلزمات الامنية الدنيا لحماية سكان ليبرتي فيما هي تدعي بانه لا دخل لها فيهما.
ان المستلزمات الأمنية الملحة في ليبرتي والتي تم طرحها مع الأمم المتحده والمسؤولين الامريكيين والحكومة العراقية مئات المرات منذ سنة واحدة هي: اعادة 17500 من الكتل الكونكريتية والملاجئ الاسمنتية بابعاد 2 في 2 متر الى ليبرتي باعداد كافية ونقل السترات الواقية والخوذات لحماية السكان والاجهزة الطبية من اشرف الى ليبرتي وبناء سقوف ثانوية للكرفانات والسماح للبناء في ليبرتي وتوسيع مساحته بهدف تخفيف نسبة الخسائر البشرية وكذلك استقرار فريق المراقبين للأمم المتحدة داخل ليبرتي على مدار الساعة برفقة قوة من قوات الأمم المتحدة ذات قبعات الزرق.
وتطالب المقاومة الايرانية وبهدف انقاذ حياة اللاجئين العزل في ليبرتي، بالاهتمام والتدخل العاجل للرئيس الامريكي ووزيري الخارجية والدفاع الامريكيين والامين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للامم المتحدة والمفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة والممثلة العليا للاتحاد الاوربي في الشؤون الخارجية والامنية.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس
7 كانون الثاني/ يناير 2014

نسخة منه الى:
فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
معالي جون كيري وزير الخارجية الامريكي
معالى تشاك هيغل وزير الدفاع الامريكي
معالي وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون العراق
سعادة السفير برت مك كرك نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي في شؤون العراق
سعادة روبرت بيكروفت السفير الامريكي في العراق
سعادة جين بساكي الناطقة باسم الخارجية الامريكية
سعادة جوناتان وينر المستشار الاقدم للخارجية الامريكية لاعادة توطين مجاهدي خلق
سيادة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة
سعادة جيفري فلتمان نائب الأمين العام الأُمم المتّحدةِ للشؤون السياسية
معالي أنطونيو غوتيرز المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة
المعالي نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة
معالي كاثرين اشتون الممثلة العليا للاتحاد الاوربي في الشؤون الخارجية والامنية

Posted in فكر حر | Leave a comment

” فرخ حية ”

( الصِل فرخ الأفعى)

فى هضبة شرقية كل تاريخها غيومها سوداء بدون مطر, فقط تمنع سطوع الشمس على أراضيها و شعوبها .. يحكمها بهلوانات يوماً بدلة عسكرية أو بدلة مدنية و يوماً بجبة عفنة و لحية غير مسرحة و أوجه لا يخرج منها النور مثل غيومها السوداء …

و اخيرا و حسب الأسطورة و المنجمين اللذين دوماً يلقنونهم ما يجب أن يقولوا و هذا ما يحدث فى بداية كل سنة يطلع أو تطلع علينا منجما أو منجمة و لو حلوه و لكن تقرأ تقريراً جاهزاً من خادم الجن و يصدقها البسطاء …

اليوم و حسب المنجمين حكمت أفعى تلك الهضبة الملعونة بلعنة إله الوجه الجميل أفروديت إله الحب و الجمال و شبعاد إله الجمال السومرى لعنتها هى الأخرى فبقيت مقيتة و سميت قرن (الأفعى و الصل و البهلول)

وقفت الأفعى و الأفعية فوق سفح الهضبة تنظر لجيرانها فى تلك اللحظة كان أحد الأطفال يصطاد بمصيدته و أطلق الحصوة فلم تصب الطير البرىء و إنما فقعت عين الأفعى و سقطت لفترة من الزمن و عندما قامت قالت الثأر و سوف أقطع النسل و الحرث و الماء عند هؤلاء و لمدة من الزمن بدأت الأفعى إرسال صّلها و أصلالها الواحد بعد الآخر و يرجعوا مدميين و لكن هى أفعى (تلد كل يوم صلاً).

و هكذا وصلت الأصلال لكل الجيران و لسعت كل السكان, و عندها قام السكان و أصحاب الأرض عليها و لكنها أفعى بسبعة رؤوس و لقد قطع لها خمسة لحد اليوم … و اليوم أرسلت الصل الأخير و لكن بلباس آدمى قريب لأهل الأرض و أدخلت ألأفعى السكان بصراع خبيث بينهما و للأفعى دين اسمه فحيح و صلها له, دين أسمه ( فاحيش) و أستمر اقتتال الإخوة و تكره الأفعى سكان الأرض القدماء و كانوا هدفها الأول.

و لاحظ الدب الأبيض و نجار القبور هذه المعركة و أصبحوا طرفاً بها لأن أعداء الأفعى هم نفس الأعداء و أرسلوا لها كل أنواع الفئران لكى تلتهمهم لكى تستمر فى فحيحها.

أثناء هذه المعركة لم تلاحظ الأفعى بأن سهماً أصابها و لدغ حاوية السم التى فى قلبها و نزف السم الى أرجائها و هى لم تشعر به.

اليوم فقط عندما نَظَرَت الى الساقية لكى تشرب الماء رأت وجهها قد تغير و أصبحت صفراء, ففزعت و علمت بأن نهايتها اقتربت .. و لهذا أرسلت كل أصلالها باتجاه المنكوبين لكى تقضى عليهم وجلست على قمة الهضبة و هبت عاصفة هوجاء ترابية و بعد نهاية العاصفة وجدت أن كل ما أرسلته قد عاد اليها بدون روح و فهمت الرسالة .. أن النهاية قد اقتربت .. ما العمل؟

فطلبت من الدب الأبيض و صانع التوابيت و العون و لم يأتى. و لكن هدهد سليمان عاد لتلك الهضبة و نظر لتلك الحية التى كانت أفعى و قد هرمت و أسقط لها الرسالة ,أن الدب الأبيض و صانع التوابيت لم يعود من مناصريك, فلقد قدمت لهم الخدمة بلا مقابل و بكل غباء فما عليك إلا الانتظار و اكتمال الاصفرار حتى تشربين كل السم فقطار الموت بالانتظار …

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment