حكومة وأسئلة إلى “حزب الله”

 النهار اللبنانيةzyad3

في إطار المناورات، تخلّى “حزب الله” أخيراً عن موقفه المتمسك بحكومة تقوم وفق صيغة 9 – 9 – 6 التي اعتبرها الامين العام للحزب في أكثر من مناسبة حداً أدنى لا يمكن التراجع عنه، وأنه “فرصة” لا تعوّض للاستقلاليين عليهم أن يستغلوها ويقبلوا بها قبل فوات الاوان. وقد لاقى النائب وليد جنبلاط موقف “حزب الله” بداية برفضه قيام أي حكومة لا يقبل بها الحزب، ثم بتوليه تسويق صيغة 9 – 9 – 6. واليوم عاد “حزب الله” الى صيغة كان يعتبرها غير مقبولة، وهي 8 – 8 – 8، وكما هو معلوم حمل ممثلا الثنائي الشيعي المقترح الجديد مشفوعاً بعدد من التفاصيل التي ليس هنا مجال البحث فيها، ولا سيما في ما يتعلق بتسمية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزيراً من الحصة الشيعية.
وكما أسلفنا، ليس هنا مجال البحث في تفاصيل رقمية، ولا في مناورات تتعلق بتوزيع الحقائب. بمعنى آخر، ليس وقت وضع العربة قبل الأحصنة، فلعبة الأرقام التي أغرق “حزب الله” البلاد فيها لا تعنينا في الوقت الحاضر، بل يعنينا أن يجيب الحزب عن أسئلة واضحة يتحدد في ضوئها موقف الاستقلاليين:
1 – هل “حزب الله” مستعد لاعلان انسحابه رسمياً من سوريا، ومباشرة عملية الانسحاب تزامناً مع إعلان الحكومة؟
2 – هل “حزب الله” مستعد لقبول بيان وزاري لا يتضمن نصه الإشارة الى ثلاثية “الجيش الشعب والمقاومة”؟
3 – هل هو مستعد للقبول بحكومة من دون “ثلث معطّل” ولا ما يسمى “وزيراً ملكاً”؟
4 – هل هو مستعد للقبول بمداورة كاملة في الحقائب الوزارية بما فيها وزارات الطاقة والاتصالات والخارجية، مع التسليم بحصرية اختيار رئيس الجمهورية لوزيري الدفاع والداخلية؟
5 – هل “حزب الله” مستعد لتقديم “تعهّد” يعرّف باعتباره تنظيماً أمنياً – عسكرياً، كيف يقوم بوقف الاغتيالات والاعتداءات الامنية ضد الفريق الآخر؟
6 – هل هو مستعد للعودة بعد تشكيل الحكومة وفق هذه المعايير الى طاولة الحوار الوطني للبحث في مصير سلاحه بتقديم ورقته النهائية في ما يخص “الاستراتيجية الدفاعية” لتجري مناقشتها ضمن سقوف زمنية؟
7 – هل هو مستعد لإعادة الاعتراف الكامل بـ”إعلان بعبدا” الذي يفتح الباب أمام تحييد لبنان عن أزمات المنطقة والمحاور؟
هذه جملة أسئلة نعتقد انها أساس كل بحث يسبق الحديث عن أرقام وحقائق وزارية. أما إغراق البلاد في لعبة أرقام فلا يفيدها.
حتى الآن نعتقد ان “حزب الله” لا يمكن أن يجيب بالايجاب عن الأسئلة الواردة أعلاه، ولذلك كان اقتراح تشكيل حكومة حيادية أي “لا نحن ولا هم”. أخيراً، وفيما نحن نشرف على أول مرحلة من المحاكمات للمتهمين باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، نعتبر أن ربط الحكومة بتسليم المتهمين من “حزب الله” ليس بالبند المهم الآن. المحاكمات العلنية هي الأهم في نظرنا.

About علي حماده

كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني النهار اللبنانية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.