إحراق مكتبة السائح في طرابلس.. تدمير للمعرفة

كانت الأنباء الواردة بشأن إحراق مكتبة السائح الكائنة في مدينة طرابلس اللبنانية من الأمور الصادمة والمثيرة للاشمئزاز. وفي الواقع، إن تلك المكتبة كانت مكتبة لقراءة الكتب وبيعها ومركزا ثقافيا أيضا، مما جعلني أتساءل بشأن كيفية وجوب تحليل هذه الجريمة الثقافية؟ ومن هو المدبر لهذا الحادث؟ وما المبرر لذلك؟ وفي الحقيقة، تعد المكتبات بمثابة بطاقات الهوية للمدن الموجودة في بلادنا. وفي الوقت الراهن، هناك القليل من النقاط الجديرة بالتأمل.
أولا، ليس خافيا بالنسبة لنا كمسلمين ومسيحيين وهندوس والطوائف الأخرى في منطقة الشرق، وعلى وجه الخصوص منطقة الشرق الأوسط، أن هناك عدم اكتراث من جانبنا وغياب الاهتمام الكافي بتراثنا الثقافي.
ثانيا، فمثلما هي الحال في رسم الكاريكاتير الساخر، الذي يظهر صورة لأي شخص ذي رأس يشبه حبة البازلاء وبطن منفوخ مثل كرة كبيرة، باتت السياسة تشغل كل شيء في مجتمعاتنا. والأدهى من ذلك، أنه عقب إضرام النيران في مكتبة السائح وتدميرها، ظهرت الكثير من التصريحات السياسية من قبل جميع الأطراف والحكومات ورجال الدين والسياسيين، وهلم جرا.
والجدير بالذكر، أن الأب إبراهيم سروج، مالك مكتبة السائح، أكد بشكل صريح وواضح – في إحدى المقابلات التي أجريت مع قناة «إم تي في» (MTV) في شهر أكتوبر (تشرين الأول) لعام 2012 – قلقه الشديد قائلا إن مكتبة السائح على وشك الاندثار. وكان عنوان تقرير «إم تي في» هو: «مكتبة السائح الأثرية في طرابلس إلى زوال».
ولم يول أي شخص اهتماما بخصوص هذا التقرير والوضع الخطير الذي تواجهه مكتبة السائح. ووفقا لما يظهر بجلاء، فعندما يعلو صوت الرصاص، يصبح نور الثقافة خافتا وضعيفا للغاية.
وفي المقابل، نجد في مدينة أكسفورد بالمملكة المتحدة مكتبة تاريخية لاستعارة الكتب وبيعها تسمى مكتبة «بلاكويل». وقد تأسست هذه المكتبة، الواقعة في شارع برود، في عام 1869. وتعتبر هذه المكتبة شاملة وضخمة للغاية، حيث يكون الإخفاق في الحصول على كتاب بالنسبة لأي باحث أو طالب أمرا مستحيلا! وتعد هذه المكتبة من إحدى الأماكن التي تميز أكسفورد كمدينة ساحرة ورائعة! وفي مدينة أكسفورد يمكن أن يجد الشخص كنيسة وكلية وحانة جرى تشييدها جميعا منذ أربعة أو خمسة قرون. وتشكل هذه الأماكن جميعا هوية أكسفورد. وعلى الرغم من تاريخنا الذي يمتد لآلاف السنوات من الثقافة والحضارة والتمدن، فإننا مع ذلك ندمر هويتنا ونتجاهل تراثنا. وفي هذا السياق، عندما دمرت منارة أحد المساجد في حلب في إحدى العمليات العسكرية، كتبت هنا في جريدة «الشرق الأوسط»، إن هذه المنارة التي لا تقدر بثمن كانت قيمة أكثر من نظام الأسد.
ثالثا، تتمتع مدينة طرابلس اللبنانية بهوية مسيحية – مسلمة. وأطلق سكان مدينة طرابلس، الذين لديهم روح دعابة قوية، لقب «المسلم – الكاثوليكي» على الأب إبراهيم سروج! وعندما تتحدث مع الأب سروج، يراودك إحساس يجعلك تنسى أنك مسلم وأنه مسيحي، بسبب تجاوز حدود التعريف القياسي للأديان والسمو إلى ما هو أبعد من ذلك. وفي الواقع، أننا نعتقد أن جوهر جميع الأديان واحد. والجدير بالذكر، أن مكتبة السائح، الواقعة في شارع محمود مغربي بمدينة طرابلس، كانت تشتمل على الكتب الإسلامية والمسيحية، والتي جرى وضعها بجوار بعضها البعض.
رابعا، أعتقد أننا بحاجة إلى تأسيس بعض المنظمات غير الحكومية في مدننا لتنظيم بعض الحملات الرامية إلى حماية تراثنا الثقافي. ومن حسن الحظ أننا رأينا الشباب الرائع بمدينة طرابلس وهم يتجمعون في مكتبة السائح في محاولة لحماية الكتب المتبقية. وبعد رؤية هؤلاء الشباب، قال الأب سروج إننا سنعيد بناء تلك المكتبة لتعود أفضل من ذي قبل، حيث ظهر الأمل في كلماته وعينيه.
خامسا، هناك مثل سائر ومشهير غالبا ما أسمعه من أصدقائي اللبنانيين وهو «رب ضارة نافعة!».
وفي حال وضع هذا الحادث المرير في الاعتبار، يمكن ابتكار برنامج لحماية جميع أماكن التراث الثقافي اللبناني. وأعتقد أن هذا التراث الثقافي يؤول وينتمي إلى الدولة والشعب معا، بينما تلعب الحكومات دور الضيف. إن الحكومة ليست هي المالكة للبلاد، ومن ثم فإنها تفضل التضحية بكل شيء بهدف الاحتفاظ بالسلطة والبقاء في مناصبها غير المستقرة. ومع ذلك، فللأسف أن الحكومات لا تنظر غالبا إلى آفاق أبعد، بل تظل حبيسة اللحظة الراهنة. تعتبر فترة الحياة السياسية وجيزة، بيد أن الثقافة هي جوهر الوجود، ولذلك فإنها تظل موجودة لفترة أطول. ويعتبر ذلك الأمر درسا رائعا نتعلمه من التاريخ.
سادسا، يقال إن هناك مبررين وراء إضرام النيران في مكتبة السائح وتدميرها. ويتمثل السبب الأول في ادعاء جماعة غير معروفة بأن الأب سروج، كانت له علاقة بإصدار أحد البيانات المسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم. ومن الواضح بجلاء أن هذا الادعاء خاطئ، لأن الجميع يعرف أن سروج يتفهم أن الأب هو القلب المليء بالحب للأنبياء والرسل كافة. ويمكنني القول إن الأب سروج يعرف ويدرك القيم الروحانية والجمالية للقرآن الكريم أكثر من بعض رجال الدين المسلمين! وبما أن لغته الأم هي اللغة العربية، فإن سروج يدرك مدى روعة وحسن ترتيب الآيات القرآنية. ويقال أيضا إن السبب وراء حادث مكتبة السائح قد يكون تجاريا، حيث أراد مالك المبنى أن يبيعه لتحقيق الربح، ولذا كان من الضروري التخلص من المكتبة! وبناء على ذلك، دبر المنفذون هذا الحادث السيئ بهدف تنفيذ رغباتهم والوصول إلى هذا الوضع الجديد. ويعتبر ذلك الأمر من القواعد القذرة في العالم التجاري.
ليس لدي أدنى فكرة إذا ما كانت تلك الشائعات حقيقة أم لا، ولكن ما أعرفه جيدا هو إمكانية قيام بلدية وعمدة طرابلس، بلعب دور رئيس لتسجيل وحماية جميع المباني الثقافية والتاريخية. وعلاوة على ذلك، يقع على عاتق بلدية وعمدة طرابلس مسؤولية حماية هذه المباني وبقاؤها نابضة بالحياة والحيوية والتأكد من عدم تحويلها إلى مقابر! يجب إعادة بناء وعمل الديكورات للمبنى العثماني الذي تقع فيه مكتبة السائح. أثناء وجودي في بيروت، زرت بعض المباني الثقافية الجميلة والرائعة التي أعاد تزيينها الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الراحل. تعد طرابلس هي ثاني أهم المدن في لبنان، وكانت مكتبة السائح هي العين الذي يمكنك من خلالها رؤية هذه المدينة. وتحتاج هذه العين الجميلة إلى من يهتم بها ويرعاها وليس من يتخلص منها!

منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

سر مفاوضات فلسطين.. حقاً مثير!

دعوا عنكم الاشتراطات واللاءات، فالمتن أهم من العناوين. لأشهر خبأ المتفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون سرا عظيما في البئر، وفي اليومين الماضيين ظهرت ملامح مشروع حل سياسي بإقامة دولتين بعد أن كنا نظن أن الحلول دفنت إلى الأبد. حل الدولة الفلسطينية الذي يتأبطه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ويدور به في العواصم المعنية، الأرجح أنه سيفشل، ومع هذا أعتقد أنه سيرسم الحل النهائي ربما بعد عشر سنين أو أكثر، إن جاءت اللحظة التاريخية لذلك، للمنطقة وللجانبين.
الفكرة تقوم على تبادل الأراضي والسكان معا. ماذا لو تخلص الفلسطينيون من المستوطنات والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة، وتخلص الإسرائيليون من مدن وقرى بغالبيتها من أراضي فلسطينيي 48، وقامت دولتان مستقلتان بحدود جديدة، بعد تبادل المدن والقرى ذات الكثافة من الجانبين؟
الفكرة مختلفة، ولو رسمت ونفذت بشكل عادل ستكون أفضل من مشروع أوسلو المقبور، إنما في التفاصيل تختبئ الشياطين، مثلا معظم «فلسطينيي إسرائيل» لا يعيش معظمهم في مناطق مجاورة لحدود الضفة أو غزة، وبالتالي تنفيذ التبادل السكاني سيعني اقتلاع أكثر من مليون إنسان من بيوتهم ومن على أراضيهم.
من حيث الفكرة، أي لمّ معظم الفلسطينيين في دولتهم، فإنها ليست سيئة لأنها ستعظم حجم الدولة الفلسطينية، وستعزز قدراتها، على اعتبار أن فلسطينيي الداخل، أي إسرائيل، أفضل تعليما وتأهيلا، وسيمكّن ضمهم من قيام دولة فلسطينية حديثة قوية.
مع هذا أستبعد نجاح مشروع كيري لأسباب كثيرة، أبرزها أن الجانب الإسرائيلي سيفرض شروطه لكونه الفريق الأقوى، والجانب الفلسطيني، حتى لو اعتقد أنه حصل أخيرا على الدولة التي يريدها بالحد الأدنى من الشروط والحقوق، فهو ليس في وضع سياسي قوي يجعله يحصل على تأييد فلسطيني كبير. التشرذم الفلسطيني اليوم في أسوأ أزمانه، وبسبب ذلك لن يوجد هناك ما يكفي من الأصوات لتبنيه عندما يحين موعد الاستفتاء عليه. مع هذا نتوقع أن تبقى الفكرة تراوح مكانها لسنوات حتى تدق الساعة بأن الوقت حان للسلام، وبعد أن تكون معظم الرؤوس الصلدة قد لانت.
إسرائيل إلى فترة قريبة كانت تعد فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة مجرد ملهاة تضيّع بها وقت الأطراف الدولية، ولا تنوي أبدا القبول بها. الحل المثالي لإسرائيل الذي قبلت به حكم فلسطيني بلدي محلي محاصر تحت سلطة إسرائيلية عليا، كما هو الحال عليه الآن. وهي تظن أن الوقت سيأتي في يوم ما، في أزمة ما، تدفع بملايين الفلسطينيين إلى خارج الضفة الغربية، أي إلى الأردن، الذي كانت تجاهر بتوصيفه بالوطن البديل. لكن مع الوقت، خمسون سنة على مثل هذا الطرح الإسرائيلي الفاشل، يبدو أن هناك تبدلا في التفكير، حتى عند غلاة يهود إسرائيل، بأن التخلص من ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة وغزة لا يكفي، لأنه سيتركهم يعيشون مع نحو مليوني فلسطيني، وبالتالي سيبقى فلسطينيون على أرضهم ولن تكون إسرائيل خالصة لليهود. هذه الأمنية تبخرت، كل فلسطين بلا فلسطينيين للإسرائيليين اليهود خرافة يستحيل تحقيقها. ويبدو أن هذا ما دفعهم للتفكير نحو خيارات أخرى، إعادة تقسيم فلسطين القديمة، لا الاعتراف بالضفة وغزة فقط.
نحن لا نعرف بعد التفاصيل، إنما نعرف أننا أمام تبدل تاريخي في التفكير والتوجهات، لكن عليكم ألا تأملوا الكثير، فالقضية معقدة ونزاعها سيستمر.
alrashed@asharqalawsat.com

منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تحويل قداس الميلاد الى مهرجان لتقديس الطاغية

عندما كنا نذهب في عيد الميلاد الى الكنيسة لكي نستمع الى عظة البطرك عن ميلاد يسوع طفل المغارة ورسالته في المحبة iraqوالسلام, كنا نقع في خيبة, لانه عوضا عن ذلك كنا نستمع الى مهرجان خطابي عن عظمة الطاغية حافظ الاسد, يحثنا به البطرك على السير خلف حكمته وبطولته وقيادته الفريدة والتي لا يتمتع بها احد غيره في العالم, اي ان البطرك كان يكذب وهو على الهيكل.

في هذا الفيديو تشاهدون بابا الاقباط كيف حول عظة عيد الميلاد الى حملة انتخابية لزعيم الاتقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي؟ والمرء يستطيع ان يتسأل اذا كان هذا بمصر والتي فيها حرية نسبية اعلى من سوريا, فكيف يكون الحال بسوريا؟؟

 Coptic Christmas Mass Turns into a Public Show of Support for Egypt’s Defense Minister Al-Sisi

 

مواضيع ذات صلة:

قس وعلماني (معضلة الكنائس العربية)؟

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

السقوط الأخلاقي لإعلام الاسد

18274220122674

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

البطل شارون \ الخائن حافظ الأسد

تناقلت وسائل الاعلام وفاة ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل الاسبق, بعد غيبوبة لمدة ثمان سنوات, وقد تناولت الكثير من assadsharonالمقالات هذا الحدث من جهات وزوايا مختلفة, ولكن سأتناول في هذه المقالة معركتين مصيرتين جرتا خلال حرب تشرين\ اكتوبر عام 1973, واللتان قررتا نتيجة هذه الحرب من الجبهة السورية ومن الجبهة المصرية, والتي لم يتطرق لها احد من قبل من الزاوية التي سنطرحها بهذه المقالة.

الخائن حافظ الاسد وإبادة فرقة الدبابات في الجيش العربي السوري

خلال معركة الدبابات التي جرت خلال حرب تشرين, كان مدى الدبابات الاسرائيلية الاميركية الصنع ضعف مدى الدبابات السورية والتي هي روسية الصنع, هذا يعني كبديهة عسكرية بأن كل رتل من الدبابات السورية عندما تصل الى مدى الدبابة الاسرائيلية ستقوم بقصفها وتدميرها كاملة, اي انه بواسطة دبابة اسرائيلية واحدة تستطيع ان تدمر فرقة دبابات سورية ببساطة, فكلما ظهرت دبابة سورية في مدى الاسرائيلية سيتم تدميرها, بينما الدبابة السورية لا تستطيع ان تفعل شيئا بالمقابل لأن مداها لا يصل الى الدبابة الاسرائيلية وهي غير موجودة بعد على رادارها.

كيف يجب ان يتصرف قائد الجيش السوري في هذه الحالة؟

اذا فتحنا اي كتاب حول التكتيك العسكري, سنجد بأن هناك حلان بديهيان لهذه الحالة يستطيع ان يتنبأ بها حتى الانسان الذي لم يدرس العلوم العسكرية قط, وهي:

أولا: ان تستخدم طرقا عسكرية تكتيكية معروفة, مثل حمل الدبابات خلال الليل الى منطقة تبعد عن الدبابات الاسرائيلية بمسافة مساوية لمدى الدبابات السورية, لكي تستطيع مواجهة نظيرتها الاسرائيلية, أو أن تقوم بتغطية نارية كثيفة (من المدفعية ,والطائرات وصواريخ ارض ارض) تؤمن وصول الدبابات السورية الى مدى تستطيع من خلاله اصابة الدبابات الاسرائيلية وبذلك تصبح المعركة بين الدبابات السورية والإسرائيلية اكثر تكافؤاً؟ أي الحل ببساطة يجب وضع الدبابات السورية على مدى مجدي من الدبابات الاسرائيلية.

ثانياً: ذا لم تكن قادراً على الخطوة الاولى فيجب عليك ان لا تهاجم دبابات العدو وتظهر دباباتك له لكي يقتنصها ويبيد طاقمها من جنود وضباط , وان تمركز دباباتك وتموهها لكي لا ترى من قبل دبابات العدو وتنتظر لان تصل دبابات العدو الى مدى تستطيع من خلاله مواجهتها, وهذا اضعف الايمان.

ولكن من المؤكد بأن الخائن حافظ الأسد كان لديه النية بان يبيد فرقة الدبابات السورية مع جميع ضباطها, فأرسل أرتال الدبابات السورية على مدى ثلاثة ايام, الرتل بعد الاخر وهو يعلم بأنها ستباد من غير ان تطلق طلقة واحدة, فلو انه ارسل الدبابات في اليوم الاول ورأي بعينيه النتيجة لو فرضنا جدلاً انه لم يدرسها بالاكاديمية العسكرية, واوقفها في اليوم الثاني! او لو اوقفها في اليوم الثالث؟ لكنا قبلنا منه هذا الخطأ العسكري على مضض, ولكنه لم يفعل وظل مستمرا بارسال الدبابات وطاقمها من الجنود والضباط حتى تمت ابادتها جميعا ببساطة, وبواسطة دبابة اسرائيلية واحدة, لأن خائن سوريا يعرف بأن جميع الانقلابات التي جرت بسوريا ومن ضمنها انقلابه الاخير الذي اوصله الى الحكم تمت بواسطة فرقة الدبابات وضباطها الذين يقومون بالدور الرئيسي في اي انقلاب, وهو احاطة البرلمان والقصر الجمهوري بالدبابات, وبدون ضباط فرقة الدبابات لن ينجح اي انقلاب ضد حكمه, وبهذه الطريقة ضمن استقرار حكم سوريا لنفسه, واورثه لابنه الخائن مثله المجرم بشار حافظ الاسد الذي يقوم بحرب ابادة الآن ضد الشعب السوري بمساعدة جيش الولي الفقيه الايراني وحزب الله.

البطل شارون

طبعا شارن بطل من وجهة نظر شعبه, مثلما حافظ الاسد هو خائن من وجهة نظر شعبه, فبعد ان دمر شارون قائد فرقة الدبابات الاسرائيلية فرقة الدبابات السورية من دون اي عناء بسبب خيانة حافظ الاسد, قام بتركيز جهوده على الجبهة المصرية وقاد عملية استطلاع, وجد من خلالها فتحة الدفرسوار التي التف من خلالها على الجيش المصري ووضعه بين فكي كماشة تحت طائلة الابادة الكاملة او الاستسلام؟ ومع ان بديهيات التكتيك العسكري, تقضي بان يتم سحب الجيش المصري الذي عبر القناة لكي يتم توجيهه لتغطية الثغرة, وهذا كان رأي قائد العمليات الفريق سعد الدين الشاذلي, ولكن مع خيانة انور السادات الذي اصر على ان يبقى الجيش المصري ثابتا بدون حركة لايام حتى اكمل الجيش الاسرائيلي كماشته على رقبة الجيش المصري, وتم استسلام الجيش المصري وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد, فشعر الفريق الشاذلي البطل بالخيانة التي جرت من قبل السادات فانشق عن الجيش وهرب الى المنفى, وهذا مصير اي وطني عربي في بلاد المستبدين والطغاة العرب.

من المضحك المبكي بان حافظ الاسد استغل هذه الحرب الخيانية اعلاميا وسخرها لتثبيت حكمه في سوريا “كإله” وكقائد بطل لم ينجب مثله بكل التاريخ السوري, واصبحت سورية, نتيجة لهذه الحرب, مزرعة يمتلكها, ويستعبد شعبها ويورثها الى ذريته من ابناءه واحفاده.

بينما شارون البطل الحقيقي والذي بفضله بنت اسرائيل انتصاراتها وامجادها (من وجهة نظر اسرائيلية طبعاً) فأصبح بعد ذلك مواطنا اسرائيليا عاديا, ولم يقل احد عنه بانه” اله”, ولم يقل له احد:” بالروح بالدم نفديك يا شارون” كما يفعل الطغاة العرب, وتابع خدمته لبلده وذلك بان ترشح للإنتخابات بطريقة دمقراطية, وكان ينجح بالانتخابات احياناً, ويفشل احياناُ اخرى, مثله مثل اي مواطن اسرائيلي اخر.

من هنا نرى بأن الحاكم العربي عندما يحارب, فهو لا يحارب من اجل تحرير الاراضي المحتلة وانما يستخدم الحرب كذريعة لتثبيت حكمه الاستبدادي مدى الحياة, ويستخدمه كحجة لكي يصبح ” مؤلها” لا يستطيع احد المساس به او نقده, وهذا ما فعله كل من الخائن حافظ الاسد والخائن انور السادات وبعدهم الخائن حسن نصرالله رئيس ما يسمى بحزب الله والذي سيطر على لبنان من جراء افتعال حروب عبثية مع اسرائيل.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

قوة الموت … قصة دستوفسكي

في عام 1845 نشر الكاتب الروسي فيودور دوستيفسكي أولى رواياته “المسكين”، وبمجرد نشر الرواية أصبح الشاب ذو dostoyevskyالأعوام الأربعة والعشرين حديث المجتمع الروسي بأكمله، وفرض إسمه على ساحة الأدب، وتبوأ مكانًاً بارزاً في صدارة المشهد الثقافي في موسكو.

لكن الشاب لم يكن بعدُ قد ملأ خزان وعيه بالنضج الكافي كي يستثمر هذا النجاح بالشكل الأمثل، وإن هي إلاّ فترة قصيرة ألا وانجرف إلى محيط السياسة، وصار حاضراً بقوة في المشهد الإشتراكي، وكان مِن أشد المؤيّدين لتحرير الفلاحين المملوكين إقطاعياً، ويشجّع على قيام ثورات للفلاحين.

وفي إبريل 1849 تم القبض على دوستيفسكي ومعه 23 عضواً من زملائه في التنظيم، وإقتيدوا إلى السجن للمحاكمة.

مكث الأديب الشاب في السجن ثمانية أشهر قبل أن يوقظوه ذات صباح كي يسمع ومَن معه الأحكام الصادرة ضدهم، ولأن الأحكام في مِثل هذه القضايا لا تتجاوز الأشهر فقد بدا لهم إنَّ المحنة ستنجلي قريباً.

حملوهم في سيارة إلى إحدى ساحات موسكو، ووجدوا في منتصف الساحة منصّة إعدام مغطاة بقماش أسود، وحولها الآلاف جاءوا ليروا تنفيذ الحكم!!!

لم يُصدِّق دوستيفسكي عينيه، هل مِن المعقول أن يتم تنفيذ حُكم الإعدام فيه وفي مَن معه؟ إنه أمر لم يخطر أبداً على ذهن أكثرهم تشاؤماً!!!

وبعد لحظات مِن الإنتظار الثقيل، جاء الضابط ليتلو الحكم عليهم: “كل المتهمين مدانون بالسعي للإطاحة بالنظام القومي، وقد حُكِم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص”.

خيّم الصمت على دوستيفسكي وزملائه، اللـّهم إلا صوت نحيب بعضهم، وهم غير مصدّقين أن نهايتهم قد دنت بهذه السرعة الجنونية.

أُعطي السجناء أقنعة، وتقدَّم أحد الكهنة كي يقرأ عليهم الشعائر الأخيرة، ووقف الرجال بعدما أسدلت الأغطية على وجوههم، ورفع الجنود بنادقهم وصوّبوها نحوهم، وقبل أن يُعطى الأمر بتنفيذ الحكم، وصلت عربة مسرعة إلى الساحة، وترجل منها رجل يحمل مغلفاً، والذي حوى حكماً نهائياً بتخفيف العقوبة، بقضاء أربع سنوات مِن الأشغال الشاقة في سجون سيبريا، يتبعها فترة خدمة في الجيش.

وكانت هذه اللحظة هي البداية الحقيقية لأسطورة دوستيفسكي الأديب الذي صنع تاريخاً أدبياً مبهراً، ويسجّل هذه اللحظات في الرسالة التي بعثها إلى أخيه يقول فيها: “حين أنظر إلى الماضي، إلى السنوات التي أضعتها عبثاً وخطأ، ينزف قلبي ألماً، الحياة هبة… كل دقيقة فيها يمكن أن تكون حياة أبدية مِن السعادة!!! فقط لو يعرف الأحياء هذا، الآن ستتغيّر حياتي، الآن سأبدأ من جديد”.

قضى الرجل فترة العقوبة… ولأنه لم يكن مسموحاً له بالكتابة في السجن فقد كان يحتفظ في ذهنه بأحداث رواياته، صار دافعه للعمل والإنتاج كبيراً، وبعد خروجه رأى العالم إبداعات دوستيفسكي، حتى إنَّ أصدقاءه كانوا يرونه وهو يمشي في الشارع متمتماً بحوارات أبطاله، غارقًاَ كلية في حبكات قصصه.

كان يغضب ممن يتحدّث بشفقة أو تعاطف عن أيام سجنه، بل كان يشعر بإمتنان عظيم لتلك التجربة، فلولا ذلك اليوم من شهر ديسمبر 1849 لضاعت حياته، وإلى أن مات الرجل في 1881 تابع كتاباته في سرعة جنونية، مؤلفاً أعظم الرويات لا في تاريخ الأدب الروسي فحسب، بل وتاريخ الأدب عامة، ولعل مَن قرأ رواياته “الجريمة والعقاب”، “الإخوة كرامازوف”، “الأبله” سيدرك ذلك.

أتوقّف هنا عند كلمة دوستيفسكي التي قالها عندما سُئل عن شعاره في الحياة فقال: “حاول أن تنجز أقصى ما يمكنك إنجازه في أقصر وقت ممكن”.

إنه الموت بحضوره الطاغي المخيف هو الذي صاغ معالم العبقرية لدى هذا الرجل!!!

كان كلما أحسّ بالسكينة والهدوء والراحة ذَكّر نفسه بهذا اليوم العصيب؛ فينتفض ليكتب ويكتب، حتى إنه كان يذهب ليقامر بماله كله إذا ما شعر بأنه مرتاح وراضٍ عن نفسه أكثر من اللازم؛ فالفقر والديون كانت تمثّل له نوعاً من الموت الرمزي، فكان يكتب حينها وكأن كتاباته هي التي ستعيده إلى الحياة مرة أخرى.

هذه كانت طريقة دوستيفسكي للحياة، أن يأخذ رشفة مِن فنجان الموت الذي كان قريباً مِن تجرّعه كاملاً.

ولم يكن الرجل أوّل مَن لمس تلك القوة السحرية لذكر الموت، فلقد روي عن أحد سلفنا الصالح أنه كان ينام في حفرة صنعها في ساحة منزله ويُطفئ مصباحه، ويستشعر أنه قد ألقي به في القبر، ويصرخ مستنجداً: “رب إرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت”، بعدها يقوم الرجل وفي قلبه حُب للحياة والعمل والإنتاج وهو يُردّد: “ها قد عُدت فأرنا حقيقة دعواك”.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

اقبض من دبش

اقبض من دبش

اقبض من دبش

عدنان آدم – مفكر حر

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

معتقلات عائلة الأسد الإجرامية: للكبار

 تداول ناشطون سوريون صورا قاسية على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك, في “صفحة “تحرير سوري”  قيل إنها wahshiتعود إلى جثث معتقلين سابقين بفرع الأمن العسكري “215” السيئ الصيت، وقد تمت كتابة ارقامهم على أجساد الضحايا.

وأضافت  صفحة “تحرير سوري” التي نشرت الصور أن مكان وتاريخ الصورة مجهولان، كاشفة أن من قام بتصوير جثث الضحايا هو عنصر منشق عن مخابرات النظام السوري, وتبدو في الصور  مظاهر الهزال الواضح على أجسادهم، ما يؤكد أنهم تعرضوا إلى تجويع قاس زيادة على التعذيب الوحشي .

Posted in فكر حر | Leave a comment

متفرقات فكرحر 2

فقيه مصرفي!fkrhur4
تخصّص رسمي جديد في عالم الدجل والنصب ونهب أموال الناس بالباطل!

*الصورة من جريدة الجزيرة قبل أيّام

……………………………………………………..

في الإنستقرام شباب اقارب مُبتعثين يُصوّرون مع زميلات وصديقات لهم أجنبيّات في احتفالات رأس السنة ثم الكريسماس يصوّر بجانب شجرة الميلاد.وتجده بنفس الوقت يُحارب العلمانيين والليبراليين والتغريب ويُقدّس العريفي ويعتبره من رموز الإسلام، مع انهم يعيشون التغريب أكثر منّا هذا على افتراض انّ العلمانيين تغريبيين ودعاة غزو فكري لصالح الغرب ضد الإسلام وحُكمة!

…………………………………………………………..fkrhur5

فتحت الكيت كات ووجدت علامة الصليب مطبوعة
يبدو ان ثمّة مؤامرة صليبية نصرانية صهيونية لفتنة المسلمين عن دينهم
فهذا الكيتكات يحتوي على مواد تنصيرية ، عندما يأكلها المسلمين يتنصّر

حسبي الله ونعم الوكيل

اللهم عليك بالنصارى ومن ناصرهم والخرابيط ومن خربطهم

……………………………………………………

أتصح المسلمين ان يقرأوا كتبهم وسيرة نبيّهم.. وان لا يكون إيمانهم أعمى ، وعلى ما وجدنا عليه اباءنا عابدين، فأنا أحترم ن يؤمن بالدّين عن دراسة وفحص

واحترم من يرهق عقله بقراءة سيرة نبيّة والدّين عموماً..أما من يُجادل ويناقش وهو لم يمسك كتاب واحد ولم يقرأ سوى قصار السور او يختم القرآن مرة واحدة في رمضان لغرض كسب الأجر وليس التأمل ..فهو يسيء لنفسه وصورته..

اقرأوا القرآن بتمعّن مرفق بدفتر صغير لتسجيل ملاحظاتك
اقرأوا السنة
اقرأوا اسباب النزول
اقرأوا سيرة الغزوات

اقرأوا ما ذكرنا كما لو كنتم تقرأونها لأوّل مرّة
اعتبروا انفسكم غير مسلمين وتريدون معرفة الإسلام من خلال مصادرة
ثم ناقشوا وافحصوا واحكموا عقولكم وانسانيّتكم قبل ذلك..وأثق أن النتيجة ستكون إيجابيّة

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

ابن الثورة المسيحي فارس الحلو، يرفض العمل مع ابن النظام السنّي مصطفى الخاني

أياد شربجي فيسبوك

في هذا الزمان الذي عزّت فيه المواقف والرجال، لا بد من ذكر أصحاب المواقف.fareshlo
الفنان الإنسان فارس الحلو، ورغم ضيق الحال الذي يعيشه وعائلته في المنفى فقد رفض وبدون تردد بطولة عمل فني سوري سيصوّر خارج البلاد وبأجر كان سيعينه لسنوات قادمة، وكان جوابه المباشر عندما عرف أن الناموسة مصطفى الخاني سيشاركه البطولة:
“ما بطلع بكادر واحد مع السفلة”
ابن الثورة المسيحي فارس الحلو، يرفض العمل مع ابن النظام السنّي مصطفى الخاني.
بأمثال فارس ما زال في ثورتنا خير كثير، وما زالت الثورة لكل أبنائها الشرفاء كائناً ما كانت ديانتهم وأفكارهم.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment