بربر وبرابرة وعرب

يتضايق «الأمازيغ» في بلاد المغرب العربي وبعض مصر من تسميتهم البربر. هكذا كان يسميهم الفرنسيون، الذين أطلقوا jugneckعليهم أيضا اسم «القبائل»، والأرجح أن الاسم أطلق عليهم المرة الأولى مع الفتوحات العربية. من أين جاء العرب بالاسم؟ أيضا لا شيء ثابتا حول أصل الكلمة. مؤرخون يقولون إن الرومان أطلقوها على كل من هو خارج الإمبراطورية، خصوصا إبان الهجوم الألماني.

ومؤرخون يقولون إن أصل الكلمة يوناني، وهي بلا جذر، بل تعني الذين يتلعثمون أو شيئا من هذا القبيل. أما كلمة «مازيغ» وجمعها «أمازيغ» فيونانية الأصل، وقبلها كان اليونانيون يسمون أهل الجماعة برمتهم «الليبيين». لماذا «ليبيون»؟ لأن اليوناني عندما يتطلع عبر البحر، أول ما يرى من المغرب العربي هو ليبيا التي تئن اليوم من البرابرة الجدد القادمين من كل الأمكنة، مع أنها كانت طوال زمن أحد مراكز التجمع الحضاري في التاريخ.

قبل نحو عقدين سألت الزميلة جيزيل خوري الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في «حوار العمر»، عن مطالب الأمازيغ وخصوصيتهم الثقافية، فكان قاطعا: الجزائر لن تتحدث سوى لغة القرآن. الرد جميل لكنه ليس جوابا على السؤال. الجماعة يطلبون حقا التحدث بلغتهم وليس الخروج من الإسلام أو أداء الصلاة بغير لغة التنزيل. ولا هم يطلبون الخروج من الوحدة الوطنية التي قدموا لها آلاف الضحايا وكانوا في طليعة المناضلين.

الأمازيغ سكان «أصليون» في بلاد المغرب يطلبون ما يطلبه السكان «الأصليون» في أستراليا: أن يحافظوا على ما ولدوا فيه. وما ولدوا فيه ليس بربريا ولا همجيا. وهم لم يأتوا من الخارج كما جاء الألمان المهاجمون، بل هم أهل أرض ورباط. ما يطلبونه هو حقوق أي مواطن، لا يهدد وحدة ولا دولة. دعونا نتحاشَ مسألة كردية أخرى، لأنه لا ضرورة لها. فلنتبع الحل الكندي أو الإسباني مع أهل كتالونيا. يريدون لغتهم، فليكن. تشابه الإسبانية والكتالونية يبدو مضحكا، ومع ذلك يصرون على اسم واحد بلفظين متقاربين. فليكن.

كل ذلك أفضل ألف مرة من إضمار الحقد أو من الوصول إلى الانفجار أو الانفصال أو الحلول «الهمجية». فلنعرب أولا لغة العرب. البلغاء مثل الرئيس بوتفيلقة نادرون

نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

المبارزة .. مبادرة للخروج من الأزمة !!

pushkinspo_jeilc3lf

رسلان ولودميلا من شعر بوشكين

أكره الغربان ، لكن الكاتب لابد ألا يكون دبلوماسياً ، فإذا كانت إحدي مهام الدبلوماسية هي أن تضفي علي الواقعية مهما كانت بشاعتها ظلال الأخلاقية ، فإن جوهر مهمة الكاتب بالأساس هي أن يضئ الواقع كما هو من جميع جوانبه دون اللجوء إلي سجع الكهان أوالبديع أوالمجاز ،،

هذا الموقف الرخيص عندما لا تري العيون أو تحتشد الآذان حتي عند سماع خبر موت طفل بالرصاص الحيِّ وهو يدافع عن حريته موقف لا يليق بمصر ، لكنه يليق جداً بالمصريين ..

مصر أم الدنيا ، حقيقة لا تقبل القسمة علي اثنين ، وهتبقي أدّ “العباسية” ، حقيقة معلقة وقابلة للتفتيت إلي شكوك في الوقت نفسه !!

فما عاد أحد في مصر الآن يتحسس ولو بضآلة ما يحدث من علامات سيولة في ذاكرة المصريين الكلية تعكس في الذاكرة علي الفور تفاقم أعداد الذين يفكرون في الطرقات بصوت مرتفع في السنوات الأخيرة من حكم طهماز الزمان وكل زمان “مبارك” ، علي الرغم من أن التفكير بصوت مرتفع في الطرقات أول نذر الجنون ،،

المصريون جماهير بعرض التاريخ وعلي طول الاستكانة المَرَضيِّة ، حقيقة يلمسها منذ السطور الأولي كل من قرأ تاريخهم ،،

والمصريون أيضاً شعب ساخرٌ بطبعه ، أوتار مشدودة علي الدوام استعداداً للتضحية حتي باللياقة في سبيل الضحك ، وحتي بالحقيقة في سبيل الثرثرة ،،

وبما أن أيسر الطرق لملء المسافة بين عقل وفكرة هي مخاطبة المستهدفين بما يحبون ، سأحكي “نكتة” :

مواطن مصري سكِّير ، اعتاد العودة إلي منزله وهو يترنح سكراً عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، واعتاد في الطريق إلي منزله أن يترك قدميه تسبحان في بحر الرصيف من ضفة إلي الضفة الأخري بحرية ، لا يتوقف أو يستدير حتي يرتطم بحائط الرصيف ، تأخر ذات يوم حتي الساعة الرابعة صباحاً ، وسألته زوجته الثائرة في غضب :

– بترجع كل ليلة الساعة اتنين بعد نص الليل ، اتأخرت ساعتين ليه ؟

فأجابها بلهحة السكاري ، وبكل بساطة :

– أصل البلدية وسَّعت الرصيف !!

وهكذا الحال في مصر الآن ، فالنظام يدفع الفجوة إلي الاتساع عن عمد ، وبعصبية ، وهذا سوف يقتضي بالضرورة الوصول المتأخر، الوصول المتأخر إلي ماذا ؟ ، إلي نسخة أخري من “مبارك” بالتأكيد الزائد عن الحد ، متي يحدث هذا ؟ ، سوف يحدث هذا بعد أن تتمرغ في الوحل مفردة “ثورة” في ذاكرة الغالبية العظمي من المصريين ..

وإذا كنت تظن أن النظام يكترث لاتساع هذه الفجوة ، أو تظن أن النظام يريد فعلاً التخلص من الإخوان المسلمين ، فأنت ، أعزك الله ، حمار !!

فإذا حدث هذا ، ما هي إذاً ، يا أعزك الله ، ذريعته لاستمرار قانون سئ السمعة وضروري لكل ديكتاتور في الوقت نفسه كقانون الطوارئ ، علي الأقل في هذه المرحلة المهمة لتكريس مفهوم الثورة كمفهوم سئ السمعة ؟!

الأفق السياسيُّ مسدود ، وهذا واضح أكثر مما ينبغي ، ولابد أن يتكاتف كل المصريين الشرفاء لإحداث “خرم” في هذا الأفق السياسي ، وكي لا يقول قائلٌ : أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ، سأبدأ بنفسي ، وأعلن مبادرتي للحل !!

لقد فكرت أولاً في “لحس البشعة” كوسيلة للخروج من الأزمة ، ثم تراجعت ، لا لشئ سوي أن هذه الطريقة تنطوي علي بعد غير أخلاقي لا يتماشي مع أمة ذات حضارة عريقة كأمتنا !!

ثم استقر عقلي أخيراً علي “المبارزة” كوسيلة للخروج من الأزمة الراهنة ..

صحيح أنه أسلوب قديم لحل مشكلة بين طرفين ، لكن ، صحيح أيضاً أنه أسلوب اعتمده الإنسان فيما سبق لحسم الكثير من النزاعات الشائكة ، الأوربيون علي وجه الخصوص في العصور الوسطي وحتي وقت غير بعيد ، بدايات القرن الماضي تحديداً ، جين كان المصريون يقولون : من حال المبتدا ، وبديع جداً ، ومركون زي ازازة الخل ، وكان “سعد زغلول” يذهب إلي مكتب المحاماة الخاص به علي ظهر حصان ،،

وأشهر مبارزات أوروبا حدثت في القرن ال “16” ، وكانت بين اللورد “جرناك” واللورد “شاسا دينوريه” ، وكان الأخير مبارزاً مشهوراً وصديقاً مفضلاً لدى الملك ، واستطاع “جرناك” أثناء المبارزة أن يجرح خصمه “شاسا دينوريه” الذي نزف حتى مات ، فحزن الملك كثيراً على فقدانه ومنع جميع المبارزات التي كانت تقام لإظهار الحق ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت “المبارزات” تقام بطريقة سرية ،،

العرب أيضاً عرفوا المبارزة كأسلوب لحسم النزاعات ، والأمثلة كثيرة ، لعل أشهرها وأكثرها طرافة هو ما حدث في موقعة “صفين” بين “الإمام علي” و “معاوية بن أبي سفيان” ، تأمل “الإمام علي” و “معاوية بن أبي سفيان” ، وأقسم بالعطر أن مسار القلم من تلقائه هو الذي حدد قيمة الرجلين عندي ..

لقد طلب “علي بن أبي طالب” من “معاوية” أن يبرز له ، فهما جوهر المعركة ، فلماذا يتقاتل الناس من أجلهما ويقتلون ، ولماذا لا يحسمون النزاع بإقصاء أحدهما للآخر قتلاً ، وهي مبارزة نتيجتها كانت معروفة ، فلم يحدث أبداً وحتي نهايته غير اللائقة أن خسر “عليٌّ” مبارزة ، لذلك ، سكت “معاوية” ولم يرد ، فقال له “عمرو بن العاص” ، ربما ليتخلص منه ويرث الأمر من بعده :

– لقد أنصفك الرجل ، اخرج اليه !!

فأجابه معاوية بلهجة من أدرك ما وراء الكواليس :

– طمعتَ فيها بعدي !!

لكن المبارزة مصرية الجذور ، وفي وقت مبكر كنت أسخر من الذين يردون كل شئ إلي جذور فرعونية ، لكنها الحقيقة ، ولمصريتها صدي تركه الفراعنة علي جدران معبد بمدينة “حور” قرب الأقصر ، وهو من عصر الملك “رعمسيس الثالث” ، يظهر فيها المبارزان ممسكين بأسلحة مغطاة عند طرفها ، يرتديان أقنعة لحماية الوجه تشبه إلى حد كبير الأقنعة الحديثة ، كما ظهر بالنقوش المشاهدون والحكام الذين أمكن التعرف عليهم عن طريق ملابسهم وعصا طويلة في نهايتها ريشة الطاووس تعرف بالعصا ذات الريشة لا يمسكها إلا القضاة والحكام ..

كما أن لعبة التحطيب الحية حتي الآن ، بل الرائجة ، ما هي إلا ذكري لهذه المرحلة ،،

ومن الجدير بالذكر أن اسم هذه اللعبة في الصعيد “سوَّا” ، وحتي وقت قريب كان هذا الاسم بالنسبة لي لغزاً غامضاً ، فهي كلمة لا تقبل التماهي مع أي مفردة في اللهجة الجنوبية سوي كلمة “سوَّة” وهي “الخاصرة” في لهجتنا ، وهذا بالطبع لا ينبه نظرية ، فما علاقة الخاصرة بالتحطيب ، ثم عثرت مؤخراً علي جذور هذه المفردة ، إنها بالفعل مفردة هيروغليفية قاومت الذوبان عبر العصور ، تعني ” نبات الحلفا البرِّي” ، هذا أيضاً لا ينبه نظرية ما لم نعرف أن “نبات الحلفا البرِّي” كان شعار الجنوب في حربه الظافرة علي شمال مصر الذي كان شعاره “النحلة” ، وأرجو ألا يدفع أحداً كون “مصطفي بكري” من الجنوب للتشكيك في هذه الحقيقة المؤكدة ، مع ذلك ، مخطئ من ينتظر شيئاً يخص الثورة يأتي من الصعيد ، فلقد نجحوا بأساليب رخيصة أن يفتتوه قبوراً طارئة !!

ومما يلفت الانتباه أن تكون “النحلة” شعار الشمال ، كأن أهل الشمال “نايتي” وأصحاب مناحل ومهن سهلة منذ عصور سحيقة ..

وكما أن السرطان هو المرض الخبيث بالنسبة للإنسان ، و”الشبشب” هو المرض الخبيث بالنسبة للصراصير ، فالمبارزة هي المرض الخبيث بالنسبة لشعراء روسيا !!

“ألكسندر بوشكين” ، أمير شعراء روسيا ، بالإضافة إلي أنه كاتب روائي و مسرحي مطبوع ، قتل في عمر مبكر من جرَّاء مبارزة مع أحد أصدقاء زوجته “ناتاليا جونشاروفا” ، وهو البارون “داتين” ، أحد اشراف الفرنسيين ، بدافع الغيرة علي الشرف طبعاً ، والشك في سلوك زوجته ، وهذا الشك ترهل في روحه بعد أن اقترن البارون بأخت “ناتاليا” ليسهل عليه الاتصال بها ، وانتهى الامر بأن طلب “بوشكين” المبارزة ، وفي الساعة التي اتفقا فيها على المبارزة أطلق النار عليه مرتين فأصيب بإصابات خطيرة لقي علي إثرها مصرعه ،،

ورثاه الشاعر “لرمنتوف” بقصيدة أدمت قلب روسيا كلها ، قال فيها :

مَاتَ الشَّاعر / سَقَطَ شهيداً / أسيراً للشرفِ / الرصاصُ في صدرِه يَصرُخُ للانتقام / والرأسُ الشامِخُ انحنى في النهاية / مَات / فَاضَت رُوحُه بالألَمِ من الافتِراءات الحًقيرة / حَتَّى الانفِجَار / وَقَفَ وحيداً في المواجهة وها قد قُتل / قُتِل / فَكُلُّ نُوَاحٍ الآن عَقيم /وَفَارِغةٌ تَراتِيلُ الإطرَاء / وَهَمهَمَات الأسَى الكَسِيح / ونحنُ نُحملقُ في إرادةِ الموت ..

قد يظن البعض أن السبب في إقدام “بوشكين” علي ارتكاب مثل هذه الحماقة يعود إلي جذوره الأثيوبية ، فوالدته “ناديشد أوسيبافنا” كانت حفيدة “إبراهيم هانيبال” ، وهو أثيوبيٌّ ، وأحد الضباط المقربين لدى القيصر بطرس الأول ، وهنا تحديداً مصدر إلهام “بوشكين” في ديوانه الشهير “زنجيُّ بطرس الأكبر” ، لكن هذا الظن غير صحيح ، فالغرور الزائد عن الحد ، ذلك الغرور الذي يدفع الإنسان إلي عدم مراقبة العواقب قبل الإقدام علي أي أمر ، عرف دارج في طباع الروس ، وهو غرور غير مبرر علي كل حال ،،

فالروس ليسوا المقاتلين الشجعان بطبعهم ، ولكن اتساع مساحة بلادهم وصعوبة السيطرة علي هذه المساحة الهائلة أضفي علي سكانها نوعاً من المنعة ، وألهب انطباعات الآخرين باتهامهم بالشجاعة ، “ونستون تشرشل” اتهم “نابليون” كما اتهم “هتلر” بالجنون لمجرد التفكير في غزو روسيا ، الكاتب الأمريكي “آرثر ميلر” ، وزوج “مارلين مونرو” أيضاً قال مثل هذا عند زيارته الأولي لروسيا ، وهذا حقيقي ، فبالرغم من أن “نابليون” توغل في روسيا حتي استطاع أن يربط خيوله في “الكرملين” إلا أنه خسر في النهاية المعركة وفقد ثلثي جيشه جراء تفشي الطاعون ، وهذا كان أيضاً مصير “هتلر” ..

هذا الغرور تلمسه بكل بساطة في أدبهم ، قال ديستويفسكي يوماً :

“الروس ، أولئك الذين سيكون علي يديهم خلاص العالم” !!

ولعله لم يتفقد ذاكرته جيداً قبل أن يقول هذا الكلام ، أو لعله تناسي أن هؤلاء الذين سيكون علي يديهم خلاص العالم كانوا يظنون حين قرروا الحرب علي اليابان أنهم ذاهبون في نزهة ، وكان الجنديُّ في الجيش الروسيِّ يودع أهله قائلاً :

– لست ذاهباً للقتال ، إنما للنزهة ، سألقن الأقزام السود درساً ثم أعود محملاً بحكايات المدفأة عن هذه النزهة ، حتماً سأعود !!

وكان الجنود يغنون علي طول الطريق ويرقصون ويتزلجون علي الجليد كأنهم بالفعل في نزهة ، وأخيراً بدأ القتال ، وبعد ساعات قليلة من بداية المعركة ، أصبح ثلث الذين سيكون علي يديهم خلاص العالم في عداد القتلي أو الأسري أو المفقودين !!

“ليرمنتوف” أيضاً ، شاعر روسيا الكبير الذي رثي “بوشكين” ، شبهوه يوماً بالشاعر الإنجليزي “بيرون” فقال :

“لا ، أنا لستُ بيرون ، أنا مختار آخر مغمور ، مثله ، غريب يلاحقه العالم ، و لكن يكفيني أن لي قلباً روسياً “

من المؤسف أن بعض الحاقدين علي هذا الشاعر الذي يحمل بين جوانحه قلباً روسياً قد استطاعوا أن يدفعوه إلى المشاركة في مبارزة مع ابن السفير الفرنسي “بارانت” ، أبدي خلالها شجاعة نادرة ، لكن القيصر “نيقولاي الأول” رفض تكريمه على الرغم من الشجاعة الفائقة التي أبداها في ساحة القتال ، ليس هذا فقط بل نفاه ، وبعد عودته من الإجازة توقف “ليرمنتوف” في “بياتيجورسك” للعلاج ، وفي هذه المنطقة تشاجر الشاعر مع زميله في الدراسة “مارتينوف” وقتل في مبارزة معه !!

يبدو أننا ابتعدنا عن المبادرة مسافة تقطعها الطائرة في ساعات كثيرة ، مع هذا ، فهذا الارتفاع ضروري لنري المشهد من أعلي ، فلنعد ،،

لا شك أن المعركة في مصر بالأساس هي معركة بين طرفين لا ثالث لهما ، “د.مرسي” والجنرال” السيسي” ، فلماذا يتقاتل المصريون من أجلهما وهما جوهر النزاع ، ولماذا لا نترك الرجلين يحسمان المعركة بإقصاء أحدهما للآخر قتلاً ؟

كل ما نحتاجه لحسم المعركة لصالح أحدهما هو حلبة للمبارزة ، وقضاة أجانب ، وجماهير ، وسيفان ، فاستخدام المسدس كأداة للمبارزة غير منصف بالنسبة للدكتور”مرسي” تماماً كاستخدام “الفلزات” كأداة للمبارزة بالنسبة لـ “عزيز مصر” بلهجة هذا الزمان ، وكما قال “أبو تمام” :

السيفُ أصدقُ إنباءً منَ الكُتُب ِ / في حدِّه الحدُّ بين الجدِّ واللَعِب ِ !!

ولعل الحظ يحالفنا ، ولعلهما ، كما كانوا يقولون قديماً ، يختلفان في ضربة ٍ يلقي علي إثرها كلاهما مصرعه ، وتكتشف الحرية مصر مجدداً ،،

وأنهي كلامي هذا ، أو مبادرتي هذه ، بالرجاء من أجل التفهم السليم من الجميع ، وأخذها بعين الاعتبار ..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

حكايات عمو مشتاق:الحلقه السابعه -الوفا

amomoshtaq

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment

صحوة منافق

المنافق لا يصحو ، وإنما هو مثل الحرباء يتلون نعم يتلون (( المنافقين إخوان الشياطين )) وهم في الدرك الأسفل من النار ، salafiهذا وصف ديني لتلك الفئة الضالة التي ترقص في كل عرس وتغني في كاباريه وتبكي في كل مأتم .

احذروهم فهم حية رقطاء عندما تنتهي ذخيرتهم ويتكشف أمرهم ينزعون جلدهم ويلبسون اخر .

واليوم الكتاب الذين يرتزقون من القلم ، وخصوصا البعض الذين يعتقد بانه كاتب وشاعرا .!. كذلك ياللهول .؟.

عندما تبور تجارتهم يقلبون صفحة جديدة في حياتهم ، بالضبط مثل المسرح الفرنسي السابق يحمل الممثل معه عدت وجوه ، وبغيرها حسب الدور ، مريض نفسيا .

وفي النهاية أقول لا يصح إلا الصحيح ، فنحن في زمن بداية نورا جديدا ، فالترحل كل خفافيش الظلام .

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

الثورتان السورية والأوكرانية: عناق وفراق

طلال عبدالله الخوري  23\2\2014 : مفكر حرsyrukr

مما لا شك فيه بأن الأحداث التي تجري في اوكرانيا الأن, وعناق الثورتين السورية والاوكرانية ضد الاستبداد, ووقوف ديكتاتور روسيا بوتين الطامح في توسيع نفوذه على حساب حرية وكرامة الشعوب, الذي يعادي هاتين الثورتين, له تأثير إيجابي على تقدم الثورة السورية وانتصارها الحتمي.
وبتحليلي الشخصي فأن احد اسباب (واضع خطين تحت احد) عدم استعجال الغرب بوضع حل للمأساة السورية هو وضع مصيدة لبوتين, لأنهم كانوا يعرفون بأن احداث اوكرانيا آتية لا محالة, بينما كان يسعى بوتين في الجهة المقابلة بتسريع انهاء الوضع السوري لصالح حليفه بشار الأسد والقضاء على الثورة السورية لكي يتفرغ للقضية الاوكرانية, وهذا سبب سخاء بوتين اللامحدود بدعم نظام عائلة الأسد الاجرامية.

ما هي مشكلة بوتين مع حرية الشعوب؟

مما لا شك به بأن بوتين انسان مريض نفسياً, يظن نفسه بأنه عظيم وأنه ند لأميركا والغرب, ويريد ان يثبت ذلك بكل ما لديه من قوة!؟ ولكن نحن نتسآل ما هي الوسائل التي يملكها؟

أميركا لم تقل قط لأحد بأنها دولة عظمى, ولكن اميركا بواسطة اجواء الحرية وحقوق الانسان التي تتبعها, أصبحت اقوى اقتصاد بالعالم, واكبر دولة منتجة بالعالم, و لديها افضل الصناعات بالعالم, ولديها افضل الجامعات بالعالم, وتنتج كل الاختراعات العلمية في العالم تقريباً, لهذا تسعى كل دول العالم لكي تحذو حذوها وللتحالف معها, والتعاون معها لكي تستفيد هذه الدول من التعاون مع الدولة العظمى في العالم والمتطورة بكل المجالات!؟

وعلى النقيض ليس لدى بوتين اي شئ يجعله عظيماُ, فاقتصاد روسيا اقل من اضعف دولة اوروبية؟ والصناعات الروسية متخلفة جداُ, والجامعات الروسية ضعيفة جداً, وهو يقود بلاده بواسطة الاستبداد والقمع والحديد والنار, لذلك هو يبحث عن كل الانظمة الاستبدادية في العالم من امثال نظام عائلة الاسد الاجرامية في سوريا, او نظام الولي الفقيه الثيوقراطي في ايران, لكي يتحالف معهم, ولكي يشكلوا جبهة ضد مبادئ الغرب في الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان, ومع ذلك هو يصيح في كل مكان مثل المريض النفسي “انا عظيم وقائد عظيم”, وهو يظن بأن استضافة الالعاب الاولومبية تجعله عظيماُ؟ مع انها كلفت كاهل شعبه المليارات من الدولارات التي كان يمكن ان يستخدمها في تحسين معيشة مواطنيه المزرية, ونحن ليس لدينا ادنى شك بأن الشعب الروسي سينتفض عاجلاُ ام آجلاً ويسقط هذا الطاغية “بوتين” ومعه نظامه.

نعم لا احد ينكر التاريخ المشترك لكل من الشعب الروسي والاوكراني, وانهما ينتميان عرقياً للشعوب السلافية, ولكن هذا لا يعن بان على الشعب الاوكراني ان يعيش بمقاييس الاستبداد التي يفرضها الطاغية بوتين على الشعب الروسي!؟ فقد ذاق الشعب الاوكراني مر الاستبداد خلال الحقبة السوفيتية, وهو يرفض العودة للحظيرة البوتينية, وهو ينظر الى نظام الحياة الاوروبية, وهو اختار الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان على نمط ابناء قارته الاوروبية, فالشعب الاوكراني ليس اقل من بقية الشعوب الاروبية بشئ للوصول للعيش بكرامة, ولكي يسير بوطنه نحو التحضر والازدهار.

من هنا نرى بان الثورتين السورية والاوكرانية تلتقيان وتتعانقان بسعيهما الى التحرر من الاستبداد والعيش بكرامة, وان روسيا متمثلة بالمستبد” بوتين” في كلتا الحلتين هي التي تضع العقبات في وجهيهما مستخدمة كل ثرواتها الضخمة التي تجمعها من بيع المواد الاولية كالنفط والغاز والذهب من مناجم سيبيريا.

الان: اين تفترقان الثورتان السورية والاوكرانية:

سبب كتابتي لهذا المقال هو لكي ابين الاختلاف بين الوضع السوري والاوكراني بطريقة موضوعية, لكي اسد الباب على انصاف المثقفين من المعارضة السورية اللذين بدأوا يندبون ويلومون الغرب بانه يهتم بأوكرانيا اكثر من سوريا لقربهم لهم جغرافيا وعرقيا ودينيا, ولكن الموضوع اعمق من ذلك كما سأوضح ببقية المقالة:

اولا: المعارضة الاوكرانية تتبنى مبادئ: الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان المطابقة للثقافة الغربية, وتريد ان تنضم اوكرانيا للأسرة الاوروبية, بينما المعارضة السورية الى الأن, وبعد اربع سنوات على بدء الثورة, لا احد في الخارج او في الداخل يعرف ما هي هويتها, عدا عن كلمات ومبادئ فضفاضة تخرج من هنا او من هناك, ولقد كتبنا عدة مقالات ندعو بها المعارضة السورية بتحديد هويتها لكي تطمأن الداخل والخارج, ولكن للأسف لم تستطع فعل ذلك لانها مشتتة بين الاسلاميين واليساريين واجندات الدول التي ترعاها.

ثانياً: الجيش الاوكراني له شخصيته المستقلة وعقيدته الوطنية بعدم التدخل في النزاعات السياسية الداخلية وحصر مهمته بالدفاع عن الوطن ضد الاعتداء الخارجي, ينما الجيش السوري هو جيش فاسد من العبيد الذين يخضعون وينفذون اوامر الطاغية بشار الاسد, لذلك يستطيع الطاعية  ان يستخدم كل الجيش السوري واسلحته في مصلحة نظامه بينما لا يستطيعوا ذلك في اوكرانيا.

ثالثاً: في اوكرانيا مجلس شعب منتخب بشفافية من قبل الشعب وهو يمثل الشعب تمثيل حقيقي بمختلف توجهاته ومشاربه, بينما مجلس الشعب السوري عبارة عن موظفين عبيد تم توظيفهم عند الطاغية بشار الاسد وهو يحركهم باصبعه.

رابعاً: الحكومة الاوكرانية تمثل كل الاطياف الحزبية باوكرانيا, بينما الحكومة السورية هم موظفين عبيد يختارهم الطاغية بشار الاسد لكي يخدموه وينفذوا اوامره.

خامساُ: في اوكرانيا يوجد حياة سياسية واحزاب حرة, بينما في سوريا لا توجد حياة سياسة منذ أربعين عاما على حكم عائلة الاسد وجميع المعارضين اما تم قتلهم او سجنهم او اجبروا على الهرب للعيش في قهر المنفى.

كل الاسباب السابقة جعلت مهمة فكتور يانكوفيج رئيس وزراء اوكرانيا في فرض طريقة الحياة الاستبدادية على النمط البوتيني في روسيا صعبا للغاية, بينما في المقابل جعل من مهمة الثورة الاوكرانية اسهل بكثير من الثورة السورية.

وفي الختام نحن ليس لدينا اي شك بان الثورة السورية ستنتصر كما الثورة الاوكرانية فلا احد يستطيع قهر الشعوب عندما تنشد الحرية والكرامة.

مواضع ذات صلة: 

مشكلة الهوية للثورات العربية 

مخاوف الاقليات ومعالجتها!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

“النهار” تتبعت جولة أنجلينا جولي على مخيمات زحلة… واليكم كواليس الزيارة!

joliazahlaزحلة – “النهار: دانييل خياط

اذا كانت مرافقة سفيرة النيات الحسنة للمفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة الممثلة انجلينا جولي ممنوعة، فلنتتبع اثرها، هو اصرار الصحافي الممنوع من تغطية قصة. وهنا وجب الاعتذار اولا لسوء تقدير وقعت فيه بين محاولة خطف صورة وضغط الاوامر الامنية بالابتعاد ومنع التصوير. فالمخيم الذي زارته جولي صباحا لم يكن ذاك الذي زاره منسق الشؤون الانسانية وانشطة الامم المتحدة في لبنان روس ماونتن مطلع الشهر الجاري، والذي ادخلت عليه بالفعل تحسينات، بل مخيم آخر قبله على الخط نفسه من ضفة نهر البردوني في منطقة الفيضة بسهل زحلة، وهو يعرف بمخيم الدباغة كونه قائماً على ارض كانت تقوم فوقها دباغات.
في ذاك المخيم، وعلى ما افاد شاغلوه، زارت انجلينا جولي خيمة تقطنها عائلة من مراهقين واطفال ولا بالغين فيها، وتابعت قصتهم مع فريق تصوير من سيدتين اجنبيتين ومترجمة. هم 7 اشقاء وشقيقات، والدهم مفقود، على ما قالوا، والدتهم قتلت خلال القصف على مسقط رأسهم سراقب التي غادروها ليقيموا في المخيم قبل سنة. الاخت الكبرى تزوجت، الاخ الثاني يعاني من اعاقة، والثالث نمر مراهق، ابن 16-17 سنة، تزوج بعد لجوئهم بالمراهقة فاطمة ابنة الـ 16 سنة، لتعينه على الاعتناء بشقيقيه وشقيقتيه الاصغر منه، بعد ان بات هو المسؤول عن العائلة ومعيلها. والدة فاطمة زوجة نمر، وبعد التحاقها بعائلتها في المخيم، باتت تعتني بعائلة ابنتها، وتأتيتهم بطبخة.
لم يبد ان افراد العائلة الطفولية مدركين لا موقع ولا شهرة الشخصية العالمية التي زارتهم في خيمتهم. وهم سألونا عن سبب قدومنا نحن الى خيمتهم، خجلنا من ان نقول لهم ان تتبعنا لنجمة عالمية، اتت من خلف البحار، ما قادنا اليهم، فيما هم يعيشون قاطع النهر من المدينة التي نسكنها. فدارينا احراجنا بسؤالهم ماذا تحتاجون؟ فكانت اجابتهم اكثر احراجا لنا: “طعام، شوية رز، خبز وهكذا..”. واضافوا “فرش اذا امكن”.
اين ذهبت بعدها انجلينا جولي لا علم لنا، اضعنا اثرها في مخيمات اللاجئين السوريين المليئة بالمآسي، وتلك هي الصور الحقيقية خلف زيارة جولي، ابعد واعمق من صورتها مع اللاجئين السورين التي سعينا وتسعى خلفها وسائل اعلام ووكالات.

وكانت جولي باتت ليلتها في فندق “كريستال- قادري الكبير” على “ضفة البردوني” داخل المدينة، وسط تدابير امنية في محيط الفندق وقطع للطريق المؤدية اليه. لتغادر، السابعة والنصف من صباح اليوم الفندق في جولة على مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع، استهلتها بزيارة لمخيم في الفيضة بسهل زحلة.

وجرت زيارة جولي للمخيمات، بعيدا من عدسات باقي وسائل الاعلام، باستثناء كاميرا ترافقها، التي ابعدت من المكان وامرها رجال الامن اللبنانيون بالمغادرة بطلب من مرافقي جولي التي اخفت وجهها بوشاح صوفي غطت به رأسها بينما كانت تتحدث لطفلة صغيرة، قبل ان تخلعه، ونتمكن من سرقة صورة لها عن بعد، خلال توجهها الى داخل المخيم عبر جسر حديدي.

وكان لافتا اعتماد موكب جولي الطريق الاطول والاكثر وعورة بحفره في السهل، حتى يبدو لمن يجهل المنطقة بانه يعبر في رحلة شاقة للوصول الى مخيم اللاجئين السوريين، بينما كان يمكن الوصول اليه باقل وقت واكثر سهولة وراحة عبر جسر الفيضة فالطريق المعبدة والاقل حفرا. وتفيد المعلومات بان اقامة جولي في زحلة ومتابعة جولاتها بقاعا مستمران حتى الاثنين المقبل.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

علويون يقاتلون تحت راية الأسد… ويشتمونه في جنازاتهم

سمر مهنا:  اللاذقية ـ ‘القدس العربي’ ‘raprisoners

هل كان سيرسل أولاده ليموتون’، هذا ما قالته أم حسين من قرية في جبلة خلال عزاء ولدها الذي توفي في منطقة دير بعلبا بحمص، فابنها الذي أتم لتوه العشرين كان كغيره من شباب الطائفة الذين تطوعوا في الجيش قبل الثورة لأنه لم يكمل دراسته.
أم حسين، عندما نطقت هذه الجملة، كانت غافلة عن صورة بشار الأسد الموجودة إلى جانب صورة ولدها البكر المعلقة على الحائط وهو يحمل سلاحه باسما في إحدى المناطق التي دخلها النظام في تلكلخ.
لكنها كانت في الكامل وعيها عندما أنهت مشادة كلامية بين ابنتها التي بدأت بشتم ‘الرئيس′ وهي تبكي، وبين إحدى القريبات التي كانت ترد عليها بأنه ‘سيادة الرئيس ونضعه فوق رؤوسنا’، فأم حسين ربما كانت خائفة من الغرباء أو بسبب الخطوط الحمراء التي كبرت عليها والتي تفرضها قدسية ‘تضحيته من أجل طائفته’ كما ترى.
هذا المشهد بات يتكرر كثيرا هنا في قرى الساحل العلوية والتي تقاتل بمجملها ضمن ميليشيات ما يصطلح على تسميتها رسميا ‘جيش الدفاع الوطني’ الموالية للأسد، تستقبل هذه القرى يوميا العديد من مواكب العزاء التي يقيمها الجيش تكريما ‘لشهداء الوطن’.
ففي قرية أم حسين الصغيرة وحدها وصل منذ بداية الثورة حتى الآن أكثر من 50 ضريحا لأشخاص كانوا يقاتلون بمناطق لم يروها قبل ذلك في سوريا.
ليست هذه الحالة الوحيدة التي يطلق فيها أهالي قرى الساحل العنان لأنفسهم للتعبير عن غضبهم لوفاة أقربائهم، فسحر التي توفي زوج شقيقتها في بلدة عقربا عندما دخلها النظام، تقول ‘يرسلهم للموت’، في إشارة إلى الأسد و’يعلم أن هذه الحرب لن تنتهي’ وتتابع القول متنهدة ‘حرم إبنة أختي من أبيها، وهو لم يخسر أي أحد من عائلته’.
أما أحمد وهو دكتور أسنان في دمشق، سافر منذ 5 أشهر تقريبا إلى قريته في طرطوس عندما علم بنبأ وفاة أخيه الضابط في دير الزور، و’لم يستطع إحتمال كلام أحد رجال القرية في مديح الأسد خلال الجنازة’ على حد قوله عندما انتفض في وجهه وجعله يصمت، طالبا منه أن ‘يحترم وفاة أخيه’.
تروي أم رامي وهي من قرية في جبلة أن شابا تم اعتقاله وإرساله إلى سجن عدرا، وهو من الطائفة العلوية، لأنه ‘قام بشتم الرئيس وألقى عليه اللوم باستشهاد العديد من شباب الطائفة’، وتقول بصوت منخفض ‘على الشخص أن ينتبه عن ماذا يتكلم’.
لكن رائد وهو شاب في عمر العشرين لم يكترث لهذا الأمر عندما تحدث عن أعمال أحد أفراد العائلة وهو هلال الأسد في الساحل من قتل وتشبيح قائلا ‘الله يلعن أبو هالعيلة’.
لا يخفي أقرباء مقاتلي النظام خلال جلسات العزاء مخاوفهم من الإرهابيين بذقونهم الطويلة والجهاديين الذين يريدون إبادتهم كما يرون، فمن القصص التي روتها امرأة خلال إحدى الجلسات أن صديق قريبها وهو جندي كان يقاتل في حمص، قتل نفسه عندما رأى ‘الإرهابيين’ قادمين باتجاهه وهو جريح لا يستطيع الفرار، لأنه ‘كان يعلم أنهم سيقومون بتقطيعه بالسكين’.
كما تروي فرح أن ‘خطيبها الشهيد، كان يخبرها دائما قصصا عن الإرهابيين والأعمال الإجرامية التي كانوا يقومون بها من ذبح وتقطيع بهدف القتل فقط وباسم الدين’، فهؤلاء من وجهة نظرها وحوش ليس لهم أهل أو أولاد وهدفهم الوحيد هو القتل.
بدورها، تقول ناشطة من الساحل، فضلت عدم الكشف عن اسمها، إن مايحدث الآن في القرى العلوية على مبدأ ‘أنا وأخي على إبن عمي.. وأنا وإبن عمي عالغريب’، حيث تبين أنه من الطبيعي أن يتم شتم بشار الأسد خلال مجالس عزاء الجنود فكل أبناء الطائفة ذاقوا ويلات هذه العائلة مؤخرا.
وأشارت إلى أن العديد منهم على وعي أنه تم استخدامهم كوقود لحماية هذه العائلة وآخرين مصرون على دفاعهم عن الوطن ولو كان الثمن غاليا، لكن جميعهم يقولون إنهم في حرب للدفاع عن وجودهم كطائفة.
وتوضح الناشطة، أن هلال الأسد في الساحل يقوم بقتل العلويين بالاضافة إلى السنة، مشيرة إلى جملة قالتها جدتها عند مرورهم بجانب إحدى ‘الفلل’ لأحد المسؤولين والتي يتم بناؤها حديثا في قريتها، ‘هم يمتلؤون وأبناؤنا يموتون’.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

اوكرانيا .. مأساة شعب او شعبين !

لوحة سريالية : الناس مثل اعواد الثقاب

لوحة سريالية : الناس مثل اعواد الثقاب

  عبدالله حبه – موسكو
كتب الراهب نيستر اقدم مؤرخ روسي في اسفاره ” كييف أم المدن الروسية “. وتوجد هذه العبارة اليوم محفورة على لوح من المرمر عند مدخل دير” بيتشورسكايا لافرا” احد اقدم الاديرة في كييف ذي الكهوف العجيبة تحت الارض. كما يعتبر هذا الدير من اكثر الاماكن قدسية في الكنيسة الارثوذكسية الروسية. وقد شيد المدينة الروس القدامى في القرن السادس او السابع، واحتلها خاقانات دولة الخزر اليهودية ( قامت على سواحل بحر قزوين الحالي) وكانت تدفع لهم الجزية . لكن الامير اوليج حاكم نوفغورود، وهو من اسرة روريك التي يقال ان اصولها ترجع الى الفايكنغ في اسكندنافيا، دعا روريك لتولي منصب حاكم نوفغورود بعد ان دبت الخلافات بين امرائها حول من يتولى السلطة ، لكونه شخصية حيادية غريبة يمكن الاحتكامة اليه. وزحف روريك بجيشه على المدينة وحررها من سيطرة دولة الخزر التي اصابها الضعف والتفكك انذاك بسبب الخلافات الداخلية. واسس الامير اوليج دولة ” كييفسكايا روس ” التي قويت وتوسعت، وهاجم اوليج القسطنطينية واحتلها ووضع درعه عند بوابتها الرئيسية. ودانت له جميع مناطق جنوب اوكرانيا وروسيا. وفي عام 988، اعلن احد احفاده وهو الامير فلاديمير اعتناق المسيحية الارثوذكسية وغدت الدين الرسمي للدولة. وبقيت كييف خلال فترة طويلة عاصمة لأمراء روسيا القدامى ودولتهم القوية حتى وفاة الامير ياروسلاف الحكيم الذي اوصى قبل وفاته بان تقسم الدولة بين اولاده الخمسة. وحدث بعد ذلك ان دبت الخلافات بين الابناء وضعفت الدولة واستغلت الأمر قبائل السهوب ( بولوفتسي) الذين واصلوا الهجمات على المدن الروسية وسقطت كييف ودمرت واحرقت وزالت دولة”كييفسكايا روس ” من الوجود في عام 1134 . واضطرت القبائل الروسية بعد تفكك دولتهم الى الهجرة الى شمال روسيا الحالية، ونشأت وتقوت المدن الروسية هناك ومنها نوفغورود وغاليتش وفلاديمير وموسكو. وبدأت الامارات الروسية التي تشكلت هناك بمسيرة التوحد في دولة موحدة مجددا، واستعيدت كييف مرة اخرى من سيطرة قبائل السهوب. لكن باطي حفيد جنكيز خان، هاجم في عام 1237 الاراضي الروسية من الشرق ودمر مدنها ومنها كييف في عام 1299 وفرض الجزية على اهاليها. واستمرت سيطرة المغول – التتار على روسيا طوال قرنين من الزمان.
وخلال هذه الفترة انقسمت القبائل السلافية القاطنة في اراضي روسيا القديمة الى مالايا روس ( روسيا الصغرى) وبيلوروس ( روسيا البيضاء) وفيليكايا روس ( روسيا الكبرى) طبقا للهجات القبائل السلافية القاطنة هناك. علما ان تسمية “مالايا روس” بقيت قيد الاستخدام في الاسفار التاريخية حتى القرن التاسع عشر حين ظهرت تسمية اوكرانيا. ان التسمية الصحيحة لها هي “اوكرايينا” ومعناها بالروسية “الاطراف” لانها تقع في اطراف الدولة الروسية، كما وجدت اطراف اخرى بهذا الاسم في الاورال وشمال روسيا. وقد انعزلت مناطق اوكرانيا الحالية عن بقية مناطق روسيا خلال فترة طويلة منذ الاحتلال المغولي و”الفترة المظلمة” حين استمرت الفتن والحروب الاهلية في روسيا. وادى هذا الانعزال الى حدوث تغيرات في العادات واللهجات وحتى المعتقدات الدينية بين الشرق والغرب، بالاخص بعد ان تعرضت اراضي غرب اوكرانيا وبيلوروسيا الى الاحتلال الليتواني في فترة 1316 – 1341 ومن ثم البولندي في فترة 1344 – 1345 . وادت قسوة النظام الاقطاعي البولندي الى قيام الفلاحين الاوكرانيين بثورات منها ثورة بقيادة الزعيم القوزاقي بوغدان خميلنيتسكي الذي حظي بدعم الامير اسلام الثالث غيري التتاري في القرم. وافلح خميلنيتسكي في احتلال كييف في عام 1648 وعقد اتفاقية صلح مع الملك البولندي يان الثاني كازيمير. لكن ملك بولندا خرق الاتفاقية في عام 1651 فاحتل كييف مجددا وضمها الى مملكته. وطلب الاوكرانيون مساعدة الامراء الروس ونشبت الحرب البولندية – الروسية التي دامت اكثر من عشر سنوات وانتهت بصلح اندرواس في عام 1667 الذي نص على ضم الاراضي الاوكرانية شرق نهر الدنبير الى روسيا وضم الاراضي غرب الدنيبر الى بولندا. وثبت الاتفاق مجددا في عام 1686 في عهد القيصر الكسي ميخايلوفيتش والد بطر س الاكبر.
وهنا بدأت محنة الشعب الاوكراني المقسم بين سلطة روسيا الارثوذوكسية وبولندا الكاثوليكية. فقد امر القيصر الروسي باتلاف جميع الكتب الكنسية باللغة البولندية في شرق اوكرانيا واستبدالها بكتب بطريركية موسكو . وفي فترة السيطرة البولندية فرضت اللغة البولندية وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية على الاوكرانيين. وبمرور الاعوام، اصبح اهالي اوكرانيا غرب الدنيبر يتحدثون بلغة نصفها من التعابير البولندية. وكذا كان الحال في شرق الدنيبر حيث اندمج الاوكرانيون بالروس وانتشرت الزيجات المختلطة بينهم وتمسكوا بالارثوذكسية. لكن بولندا فقدت جنوب اوكرانيا وكييف في الحرب البولندية- العثمانية في 1672 – 1676 حين سيطر الاتراك على جنوب اوكرانيا ، وتدخلت روسيا وعقدت معاهدة مع السلطان العثماني في “بقجة سراي” تم بموجبها وضع القرم وزاروبوجيه تحت السيطرة العثمانية، بينما اصبحت كييف تحت سيطرة السلطة القيصرية الروسية.
وخلال هذه الفترة تنامت النزعة القومية لدى الاوكرانيين الذين استغلوا نشوب الحرب الروسية – السويدية 1700 – 1721، وقاموا بقيادة مازيبا بالانضمام الى الجيش السويدي . لكن السويديين هزموا في معركة بولتافا بقيادة بطرس الاكبر فهرب مازيبا الى اسطنبول مع رهط من جماعته. وهكذا فشلت محاولة تأسيس دولة اوكرانية، وبقيت مناطق شر ق وجنوب اوكرانيا تحت السيطرة القيصرية حتى نشوب الحرب العالمية الاولى اي من 1674 – 1917. علما ان القرم ضُمت الى روسيا في عام 1774 . وخلال هذه الفترة عمدت السلطة القيصرية الى “ترويس” هذه المناطق وشيدت مدن اوديسا وخيرسون ونقولايف وسيفاستوبول وماريوبل . واصبحت هذه المدن ذات طابع روسي تام. اما المناطق الغربية ولا سيما غاليسيا ولفوف فقد اصبحت تحت سيطرة النمسا وبروسيا. وقد شجعت السلطات النمساوية على نمو الحركة القومية الاوكرانية لمواجهة تنامي الحركة السلافية التي بدأت هناك على اساس وحدة الشعوب السلافية (الاوكراني و البيلاروسي والروسي) . وقمعت السلطات النمساوية الحركة السلافية بقسوة وادخلت 20 ألف اوكراني في السجون، واغلقت المنظمات والجمعيات التابعة للحركة السلافية. وشارك في القمع القوميون الاوكرانيون الذين انضموا الى اجهزة الامن والجيش كما حاربوا الجيش الروسي في الحرب العالمية الاولى.
واتيحت الفرصة لاوكرانيا لتحقيق الاستقلال فقط بعد قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية في عام 1917، والتي اعلنت حق تقرير المصير للشعوب. وتشكلت جمهورية شعبية انضمت الى الاتحاد السوفيتي بعد تشكيله واصبح لها مقعد في هيئة الامم المتحدة على غرار بيلاروسيا. ولكن اوكرانيا الغربية بقيت ضمن بولندا التي احتلها الالمان عقب انهيار الامبراطورية النمساورية – المجرية في عام 1918. وقد رحب القوميون الاوكرانيون بالقوات الالمانية انذاك واسسوا دولة ” اوكرانسكا ديرجافا” تحت سيطرة الالمان مع شئ من الحكم الذاتي. واعقب ذلك قيام الثورة الاشتراكية في المانيا واندلاع ثورة في غرب اوكرانيا بقيادة بتلورا. لكن في عام 1919 قامت بولندا بعد استعادة استقلالها بضم اراضي اوكرانيا الغر بية اليها بدعم من رومانيا وتشيكوسلوفاكيا، كما هاجمت الجيش الاحمر في اوكرانيا الشرقية . وفي عام 1921 ضمت اوكرانيا الغربية الى بولندا بموجب معاهدة ريجا في عام 1920.
لقد عمدت السلطة السوفيتية في البداية الى حماية الثقافة القومية للآوكرانيين، وسمحت بافتتاح المدارس لهم حيث الدراسة باللغة الاوكرانية. لكن في فترة القمع الستاليني بدأت من جديد حملة ” روسنة ” شرق اوكرانيا وحاربت النزعة القومية بتهمة ” الشوفينية”. ورد القوميون الاوكرانيون على ذلك بحملة ارهابية واسعة من اغتيالات وتفجيرات. وحدث الشئ ذاته في القسم الغربي حيث حظرت السلطات البولندية تعليم اللغة الاوكرانية في المدارس وقام الاوكرانيون بحملة ارهابية ضد البولنديين . وقد ادانت عصبة الامم آنذاك افعال الحكومة البولندية حيال الاوكرانيين وطالبت بمنح الاوكرانيين حقوقهم القومية. ولكن بلا فائدة.
في فترة الحرب العالمية الثانية استولت القوات الالمانية على جميع اوكرانيا وانضم القوميون في القسم الغربي الى القوات الالمانية في محاربة الجيش الاحمر وقمع الاهالي الموالين للسلطة السوفيتية. لكن السلطت الهتلرية رفضت طلب الاوكرانيين بتأسيس دولة خاصة لهم وزجدت بزعيمهم ستيبان باندير في السجن. اما الاوكرانيون في شرق وجنوب اوكرانيا فقد انضموا الى حركة المقاومة ضد الجيش الالماني النازي. وبعد هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية اصبحت اوكرانيا كلها بعد تحريرها في عام 1944 ضمن الاتحاد السوفيتي . وقد اصاب جمهورية اوكرانيا الاشتراكية السوفيتية الخراب في الحرب وفقدت 5 ملايين شخص من ابنائها. ومارست خلال الفترة حتى سقوط الاتحاد السوفيتي تأثيرا كبيرا في سياسة الدولة السوفيتية، وكان الكثير من قادتها مثل خروشوف وبودغورني وبريجنيف على رأس الدولة السوفيتية خلال فترة طويلة، وعلماء كبار مثل سرغيه موروليوف عالم الفضاء السوفييتي.
والآن بعد ان اصبحت اوكرانيا دولة مستقلة تماما في عام 1991 واجهت منذ اعلان الاستقلال المشاكل الداخلية بنتيجة تصادم اتجاهات اهالي الاقاليم الشرقية والغربية. فالاوكرانيون في الغرب يميلون الى الاتحاد الاوروبي ويريدون الانضمام اليه والى حلف الناتو بأسرع وقت . انهم لقوا ويلقون التشجيع القوي من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي . وتدفقت من هناك مليارات الدولارات لدعم “الثورة البرتقالية” على الرئيس كوتشما ثاني الرؤساء الاوكرانيين الذي حاول الموازنة بين التيارين الشرقي والغربي، وتم اقصاؤه بطريقة غير ديمقراطية وسط تهليل الغرب. واليوم تم اقصاء الرئيس الرابع فكتور يانوكوفيتش بصورة غير ديمقراطية بالاستيلاء على مؤسسات الدولة وثكنات الحيش بالقوة وحتى باستخدام السلاح في ساحة ” ميدان” في وسط العاصمة كييف مع سقوط مئات الضحايا ، في ظل ترحيب الدول الغربية بما يحدث والتي نسيت شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وهلمجرا. وجرى كل شئ بحضور وزراء خارجية بولندا والمانيا وفرنسا في كييف. علما ان الرئيس الثالث فكتور يوشينكو لقي في حينه المشاكل من جانب الاوكرانيين في الشرق والغرب على حد سواء لكونه لم ياخذ بنظر الاعتبار مصالح اصحاب المصانع الضخمة ورجال الاعمال في دونيتسك وزابوروجيه وخاركوف. بينما وجد السكان الروس في جنوب وشرق اوكرانيا وعددهم يتجاوز 10 ملايين شخص انفسهم مظلومين حيث لم تمنح اللغة الروسية وضع لغة رسمية وتم اغلاق المدارس الروسية والجمعيات الثقافية والاجتماعية الروسية . زد على ذلك ان الكنيسة الاوكرانية في الغرب اعلنت انفصالها عن بطريركية موسكو واصبحت تحت رعاية بابا روما رئيس الكنسية الكاثوليكية. وشن القوميون الهجمات على الكنائس التابعة الى بطريركية موسكو بهدف السيطرة عليها واتدوا على القسس والرهبان وطردوهم من المعابد والاديرة.
ان الرئيس المخلوع يانوكوفيتش حاول الموازنة بين الشرق والغرب ايضا واراد القيام باصلاحات اقتصادية، لكنه لم يكن ذلك الرجل الحازم الذي يمضي الى تحقيق اهدافه بلا هوادة . ولم يلق بالا الى تفشي الفساد والرشوة وتدهور الوضع المعيشي للسكان . علما ان مثل هذه الامور السلبية غالبا ما تكون العامل الحاسم في سقوط الانظمة في كافة البلدان. وعندما حاول الرئيس اجراء الاصلاحات الاقتصادية وجد امامه خزانة فارغة. فطلب المساعدة المالية من الغرب، ووعد بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي وتشكيل سوق حرة معه بتوقيع اتفاقية الانتساب الى الاتحاد . لكن الغرب فرض عليه شروطا كثيرة منها اطلاق سراح رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي حكم عليها بالسجن بتهمة الفساد، وتعديل القوانين التي تمنع الدعاية للشذوذ الجنسي وفتح الاسواق الاوكرانية امام السلع الغربية، والاهم من كل هذا وذاك الابتعاد عن روسيا. لكن اصحاب المصانع في اوكرانيا واكثرها في جنوب وشرق البلاد، وهم من اعضاء حزب الرئيس ” حزب الاقاليم” عارضوا ذلك بشدة، لأن معنى ذلك اغلاق مصانعهم وتفشي البطالة وما ينجم عن ذلك من مشاكل اجتماعية. كما طلب الرئيس الاوكراني قروضا من صندوق الدولي الذي فرض عليه شروطا اخرى. وعندئذ توجه الى روسيا التي وافقت على منحه قرضا بمبلغ 14 مليار دولار وعلى تخفيض ثمن الغاز المصدر الى اوكرانيا . ويؤكد الجانب الروسي ان الهدف من المعونة مساعدة الشعب الاوكراني الشقيق في تجاوز الازمة الاقتصادية الخانقة. وأكد بوتين ان التعامل مع اوكرانيا سيتم على أساس براجماتي بما يضمن مصلحة الطرفين.
ولكن لا يخفى على احد ان وراء ذلك تكمن عوامل جيوسياسية . فالغرب يريد ابعاد اوكرانيا عن روسيا نهائيا، كما حاول ذلك من قبل مع بيلاروسيا لكنه فشل . لاسيما وان اوكرانيا دولة كبيرة المساحة وعدد سكانها حوالي 45 مليون نسمة و ان حوالي 10 مليون نسمة هم من الروس . ويشكل الروس 97% من سكان القرم و93% من سكان مقاطعة دونيتسك و85 % من سكان اوديسا وهلمجرا. وقد هددت ادارة جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي بالانفصال عن اوكرانيا باعتبارها منطقة روسية اهداها خروشوف الاوكراني الى جمهوريته في عام 1954. واذا ما انضمت اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي فستكون جمهورية القرم الخاسرة قبل غيرها. علما بانه يرابط هناك حتى الآن اسطول البحر الاسود الروسي الذي يستأجر القاعدة البحرية السوفيتية السابقة في سيفاستوبول . ولا يمكن لروسيا أن تتجاهل اقامة قواعد حربية امريكية بالقرب منها في رومانيا وبولندا وبلغاريا، فمثل هذه القواعد لا تقام لغرض التسلية. ولهذا فانها تتخذ موقف الحذر وتعمل على تقوية قدراتها العسكرية من جانب، والحيلولة دون اقتراب حلف الناتو من حدودها عن طريق اوكرانيا في هذه المرة.
ان الدول الغربية تحاول اقصاء روسيا عن سواحل البحر الاسود، بحيث لن يتبقى لها في حالة ضم اوكرانيا الى نفوذ الغرب سوء شريط صغير لا يتجاوز عدة كيلومترات عند ميناء نوفوروسييسك الروسي حيث تشيد حاليا القاعدة البحرية الجديدة للاسطول بعد نقله من القرم. وبهذا يصبح البحر الاسود بحيرة تابعة لحلف الناتو حيث يوجد من الجنوب تركيا ومن الغرب رومانيا وبلغاريا، وتأتي الى موانئها السفن الحربية لحلف الناتو باستمرار.
إنه من الصعب التكهن بما ستكون عليه الاحداث القادمة. فالصراع الحالي في اوكرانيا، مهما كان المنتصر، لن يقود الى حل القضية الاوكرانية المتشابكة جدا. فقد ينتصر اليوم هذا الطرف (غرب اوكرانيا) وبعد عدة اعوام سينتفض الطرف الآخر(شرق اوكرانيا) مطالبا بحقوقه. ويمكن القول ان اوكرانيا التي تواجه اليوم خطر الانقسام، فهي تتألف من شعبين لهما خلفية تأريخية واساليب تفكير وثقافة متباينة. وربما ان الحل الوحيد ان يعترف كل طرف بحقوق الآخر وكذلك بحقوق الروس من مواطني البلاد، وان توقف الدول الاخرى تدخلها في الشأن الاوكراني ولاسيما بولندا الحالمة في بسط نفوذها هناك مجددا وكذلك جمهوريات البلطيق والمانيا ودول الناتو عموما. لكن هذا يتطلب طبعا توفر سلطة قوية في البلاد.
لقد وقفت اوكرانيا قبل ايام على حافة الحرب الاهلية. ووجد الرئيس الضعيف الارادة نفسه بلا دعم فترك الساحة من اجل ان يقوم القوميون بانقلابهم ضد سلطته بشكل غير دستوري واضطر لمغادرة القصر الجمهوري الى مدينته خاركوف حيث يوجد انصاره . وقرر البرلمان تعيين رئيس آخر مؤقتا ينتمي الى المعارضة مكانه والاعلان عن اجراء الانتخابات الرئاسية في أيار القادم . والطريف ان العشرات من النواب اعضاء حزب الاقاليم قرروا الانضمام الى المعارضة مما سهل على المعارضة الراديكالية تمرير جميع القوانين التي تريدها، ومنها اقصاء الرئيس عن منصبه والافراج عن المليونيرة يوليا تيوشينكو من السجن ( والتي يلقبها الناس في شوارع كييف باللصة رقم 1، والتي اعلنت فورا انها سترشح نفسها للرئاسة القادمة. اما الاتحاد الاوروبي فقد اعلن انه يعد العدة لضم اوكرانيا الى اتفاقية الانتساب اليه.
أما الجيش الاوكراني الضعيف جدا، فقد اعلن انه لا يتدخل في الصراع السياسي الداخلي وحتى سمح للمتطرفين بالاستيلاء على سلاحه ، وكذلك فعلت اجهزة الامن. اما الاغلبية الصامتة في المجتمع فهي تنتظر – كما فعل بعض النواب –اعلان من ينتصر لكي تنضم اليه. انها لاتهتم بمن سيأتي الى السلطة لانها تعرف مقدما ان الاوضاع المعيشية لن تتحسن، ويكفي ان تصون حياتها من القتل وبيوتها من الدمار اذا لم تنشب الحرب الاهلية. انها مثل الاغلبية الصامتة في جميع البلدان. لكنها طبعا تدفع في كافة الاحوال ثمن سكوتها. ان الازمة الاوكرانية هي مأساة شعبين في الواقع ولو انهما يسميان الشعب الاوكراني.
23/2/2014

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | 1 Comment

بدنا نشيلو لبشار بهمتنا القوية.. سوريّة بدها حريّة

قضيت مبارح يوم كامل عم امشي في واشنطن و اتفرّج على معالمها الفخمة.. على باب البيت الأبيض ناس متجمعة من كل nasnatashaمشارب الارض و من جميع الأشكال و الألوان لياخدوا الصور التذكارية لمصنع القرار في العالم..
سور بسيط من الحديد المشغول بعناية كان بيفصلنا عن أبواب البيت اللي كنّا نشوفوا فقط بأفلام هوليوود..
اتطلّعت على حيطان البيت ما شفت صورة للرائد الركن المظلي برايان اوباما..
نظرت على الحديقة الأمامية ، ما شفت تمثال للقائد الخالد بطل التشرينين ابو باراك اوباما..
جموع كبيرة من الاميركان كانوا واقفين صوبي بس استغربت انهون ما رافعين صور الرئيس الشاب باراك ، و لا قريت كلمة منحبك على جبينهون ، و لا شفت هالشرطي اليتيم اللي واقف بيناتنا مبسوط ببوطو العسكري ..
دوّرت على مخبر حامل جريدة و لابس طقم سفاري بين الناس ما شفت..
نسمة هوا باردة لفحت رقبتي بهاللحظة و أعادتني الى حي المالكي في دمشق و شفت قصر بشار الاسد..
تذكّرت بياع الصبارة المخبر اللي واقف عند ساحة الروضة اربع و عشرين ساعة عم يسجّل اللي رايح و اللي جاية..
شفت مئات الخنازير من الحرس الجمهوري و بالأطقم السوداء المخيفة و المدججين بالأسلحة و المنتشرين ورا كل شجرة من هالحي الدمشقي..
شفت الحاجز اللي بيفصل الناس عن قائد الناس و اللي ما بيقدر حدا حتى يتطلّع على الكتيبة المنتشرة عليه..
تذكّرت احساس القلق و الخوف بكل مرّة امشي فيه بهالشارع و عيون كلاب الحرس عم تشيلني من فوقي لتحتي بنظرة شك قاتلة و مرعبة..
شعّلت سيكارة و قعدت على رصيف البيت الأبيض و سمعت صوت ابراهيم قاشوش بإدني عم يغنّي :
بدنا نشيلو لبشار بهمتنا القوية.. سوريّة بدها حريّة…

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

قصة من زمن الرجولة

في الأربعينيات من القرن الماضي ، عندما احتلت فلسطين ، أعلنت الشعوب الحداد في المضايف على الأقل .nusasig

وقام كبير المضيف الشيخ (( بدفر )) دفع بالقدم دلال القهوة وسكبها ، وعدم تناول القهوة حتى أخذ الثأر من الغازي المغتصب لأرض القدس الشريفة ، وهذه عادة عشائرية وإعلان عن حالة الغضب والجهاد ، وهكذا هي الحال .

في تلك الأجواء أطلق اسم جهاد على الشاب إبراهيم ، واصبح اسمه جهاد ، وهومن عشيرة عربية معروفة ، فالعشائر تعتز بالشرف والاسم ، وهذا اليوم فقط فهمت معناه ومغزاه ، والذي لا يحافظ على شرف عائلته واسمها وأرثها الأخلاقي يكون مكانه خارج محيط الشرف العشائري ..
.

العشيرة هي تجمع سكاني اجتماعي قانونه عرفي ، كما هي بريطانيا لحد اليوم قانونها عرفي يرجح الأعراف السائدة .

اليوم وفي بداية الجمهوريات في العصر الحديث اصبح مفهوم العرف العشائري تخلف ، ولم يفهمون بان قانون (( الأب )) ، هو قانون البيت العشائري ، قانون قاسي ورحيم لكي لا يحدث خلل في القيم الأخلاقية للمجتمع .

وعندما يحصل صدام بين عشيرتين فهو ليس خصام على الماء والكلا ، كما أصبحت التسمية السياسية اليوم .

هو صراع على الانف ، والأنف هي كرامة محيط ومضارب العشيرة ، فالعشيرة هي أسرة كبيرة ولا يوجد مجتمع يحافظ على قيمه بدون وجود أسرة ، فالحياة الوحدوية (( individual )) .

وهي أساس خراب المجتمع المدني الأوربي وانتشار المخدرات .

جهاد سرق عنزة من العشيرة القريبة ، انتقاما من رفض إحدى الشابات إقامة علاقة معه ، وحاول الهروب ، فاتبعه الشباب ودخل (( دخيل )) على عشيرة ثانية ، وعادة العرب حماية الدخيل لمدة ثلاثة أيام ، وبعدها عليه سرد قصته ، وتم ذلك وطلبوا منه إعادة العنزة وطلب السماح والاعتذار ، وتمت المصالحة .

علم كبير عشيرته بهذا العار الذي تسبب به جهاد ، فقام بزيارة تلك العشيرة وجلب معه بعض (( الحلال )) ، وطلب الصفح عنه على أن يعاقبه بقانون العشيرة .

ويسمى شيخ العشيرة ( بعقيد ) عميد العشيرة ، وهو كبيرهم ، وتمت الجلسة في المساء واعترف جهاد بجرمه واعلن شيخهم بان جهاد اصبح عارا عليهم ، وعليه الابتعاد عنهم لمدة سنة والعودة بعد ذلك وله المغفرة .

اما جهاد سارق العنزة سار للمدينة وهنالك لضيق الحال لم يجد إلا أن يلتجأ لسفارة غربية أجنبية .!.

وعندما عرف القنصل عنه قصته قبله على الفور .

ومضت الأيام واصبح اسما لامعا في الإعلام كونه اصبح معارضا لوطنه ومع مرور الزمن عاد إلى بلده معززا ببسطال الأجنبي.

واستلم السلطة وبسط نفوذه ، وبعد هنيئة من الزمن تذكر مضارب قبيلته وهو إنسان اصبح حاقد وفاقد للغيرة …

فأول ما قام به اتهم عشيرته بانهم يدعمون ويتسترون على بعض الجهاديين واسماهم (( تلاعش )) ، وارسل لهم آلة الموت التي حرقت الأخضر واليابس وهجرت عشيرته ، ولكن النشامة ، علموا عنه وعن فعلته …

فتابعوه حتى ألقوا ألقبض عليه وتمكن من الفرار بأرشاء أحدهم وهرب لدولة مجاورة .

ولكن أبناء العشائر لهم أبناء عمومة في القطر الآخر ( وطش ) انتشر الخر ، سارق العنزة مطلوب ، فهم الشباب ولقطوه وأقاموا القصاص عليه .

وهكذا تم القصاص من أبو العنزة الذي اصبح قصة تروى مثل قصة أبي رغال …. وسلامتكم .

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment