أوباما: روسيا وإيران وحزب الله يخسرون في سوريا

(دي برس)obama
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن روسيا وإيران وحزب الله يخسرون في الحرب السورية. وفي إشارة إلى عدم رغبة واشنطن في التورط عسكرياً في الصراع السوري، وأضاف أوباما، في مقابلة مع مجموعة “بلومبرغ”: “أيدنا المساعدات العسكرية لمعارضة معتدلة في سوريا لكن في حقيقة الأمر إذا كنت تبحث عن تغيير الوقائع العسكرية على الأرض، فإنّ طبيعة المشاركة من جانب القوات العسكرية الأميركية يجب أن تكون مهمة لدرجة ستفرض طرح عدد من الأسئلة بشأن (مبررات) سلطتنا الدولية لفعل ذلك”.

وتابع قائلاً: “سنستمر بالقيام بكل شيء للتوصل إلى حل سياسي، للضغط على الروس والإيرانيين، مبيّنين لهم أنه ليس في مصلحتهم المشاركة في حرب دائمة”.. وأردف: “أنا دائماً أستمتع بمرارة بعبارة أنّ إيران بطريقة أو بأخرى انتصرت في سوريا. هذا يستنزفهم لأنه عليهم إرسال مليارات الدولارات. وكيلهم الرئيسي، حزب الله، الذي كان لديه موقع قوي ومريح في لبنان، يجد نفسه اليوم مهاجماً من قبل المتطرفين السنّة، وهذا ليس جيداً لإيران. هم يخسرون بقدر أي شخص آخر. والروس يجدون صديقهم الوحيد في المنطقة وسط الأنقاض وفاقداً للشرعية”.

وزير خارجية تونس: لا نفكر في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا
سوريا “تخلصت” من ثلث أسلحتها الكيماوية
لاجئون سوريون بالأردن: دفعنا مبالغ خيالية
لن نقبل بإشراف دولي.. شعبان‬: الانتخابات الرئاسية في سوريا‬ بموعدها وسيفتح الباب للمعارضة

وكانت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” قد نقلت عن السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد تحميله خلال محاضرة في جامعة أميركية، السلطات السورية مسؤولية فشل مفاوضات “جنيف2”..

وقال فورد إن “الدور الذي قامت به المعارضة كان بائساً أيضاً، حيث أنها لم تستطع إبعاد نفسها عن عناصر “القاعدة”. هناك أشخاص في المعارضة سيئون جداً. كلما استطاعت المعارضة التوحد كلما تضعضعت قاعدة الدعم لـلأسد أسرع”.

واعتبر فورد أنه يجب إشراك المجموعات المسلحة، وحتى (الجهادية) مثل “الجبهة الإسلامية”، في المفاوضات. وأشار إلى أنه يجب أيضاً ضم المجموعات التي تقاتل إلى جانب النظام، مثل الجيش السوري وحزب الله والحرس الثوري الإيراني. كما اعتبر أن الدولة السورية “تنهار رويداً رويداً”، موضحاً أن السلطة لا تملك القوة البشرية من أجل استرداد دير الزور والرقة أو المناطق التي يسيطر الأكراد عليها، كما أنه لا يمكن للمعارضة المسلحة السيطرة على كل البلد.

على صعيد آخر، ذي صلة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد اجتماع مع الأخضر الإبراهيمي في جنيف، أن “المسألة الرئيسية في الوقت الحالي هي دفع طرفي الأزمة في سوريا إلى مواصلة الحوار”. وشدد لافروف، الذي التقى أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على ضرورة الإسراع في مواصلة المحادثات بين طرفي الصراع في سوريا، مشيراً إلى أهمية جهود الإبراهيمي في هذه المحادثات التي تهدف إلى التوصل إلى حل وسطي وتسوية سلمية للأزمة السورية.

المصدر: أوباما: روسيا وإيران وحزب الله يخسرون في سوريا | الأخبار الدولية | سياسة | دي برس

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

عكاشة والاربعين زاني وبينهم بعض اشراف النجف

لأني احترم اعمال كاتب السيناريو المصري اسامة انور عكاشة،ولأنه قدم اعمالا حازت على احترام الكثيرين في زمن تغلبت فيه المسلسلات المكسيكية والتركية التي لايهما سوى المشاهد الذي يريد ان يمارس العهر في ذهنه(وانتم تعرفون الباقي).
اقول ان هذا الكاتب حاز على تقدير مشاهديه من كل حدب وصوب رغم ان هياكل الماموث في جامعة الازهر افتوا بتكفيره واصدار خطاب بحرمة زوجته عليه(أي باعتبار ان زوجته طالق منه).
خوش لعبة للجماعة،كفّروا فرج فودة لأنه كاتب نبيل ومحايد فيما يكتب بعد ان فضح تماثيل الخلفاء المسلمين منذ الف سنة ونيف.
اسامة مثله مثل المجانين في العالم العربي العاقل..هذا العالم الذي لاينظر الا فيما بين فخذيه وينادي بتأييد القانون الجعفري للسيد الشمري حفظه الله وابقاه الذي يجيز الزواج من بنت الابتدائية.
لايهم انتشار الفساد كما لايهم انتشار الدعارة،مادام القانون يجيز مفاخذة طفلة ماتزال تريد الحليب من صدر امها.
نحن لانلوم عرب الجاهلية حين اتوا الى الرسول ذات يوم وطلبوا منه ان يحل الزنا لأنهم يعيشون على ما تكسبه نسائهم فذلك زمن مضى ولكن البعض يريد ارجاعه ويلوي الشرع الاسلامي تبعا لذلك.
انهم يسمون مايسعون اليه “سنة الرسول” ولاحياد عنها ابدا ففيها القدوة الحسنة ولكنهم لم يقرأوا التاريخ جيدا،واليهم بعضه كما يقول اسامة ابن عكاشة:
1-حمامة أم ابي سفيان هي زوجة حرب ابن امية بن عبد شمس وهي كذلك جدة معاوية،كانت بغيا صاحبة راية في الجاهلية.
2- الزرقاء بنت وهب،وهي من البغايا وذوات الاعلام في ايام الجاهلية وتلقب بالزرقاء لشدة سوادهاالمائل للزرقة وكانت اقل البغايا اجرا.
3- آمنة بنت علقمة بنت صفوان ام مروان بن الحكم جدة عبد الملك بن مروان،كانت تمارس البغاء سرا مع ابي سفيان بن الحارث بن كلدة،وهذا مروان هو الذي اتوا به الى الرسول بعد ولادته فقال”ابعدوه عني هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون”. ويصبح بعد ذلك اميرا للمؤمنين.
4- النابغة سلمى بنت حرملة التي اشتهرت بالبغاء العلني وهي أم عمرو بن العاص بن وائل كانت أمة لعبد الله بن جدعان فاعتقها فوقع عليها في يوم واحد ابو لهب بن عبد المطلب وأمية بن خلف وهشام بن المغيرة المخزومي وابو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمي،فولدت عمرو فادعاه كلهم ولكنها الحقته بالعاص بن وائل لأنه كان ينفق عليها كثيرا.
5- سمية بنت المعطل النوبية، وكانت أمة للحارث بن كلدة وكانت من البغايا ذوات الاعلام وتنسب اولادها ومنهم زياد مرة لزوجها عبيد ابن ابي سرح الثقفي فيقال زياد بن عبيد ومرة يقال زياد ابن سمية ومرة زياد ابن ابيه حتى تدخل معاوية بان احضر شهودا على ان ابو سفيان قد واقع سمية وهي تحت عبيد ابن ابي سرح وبعد ولادة زياد لم يستلحقه معاوية حبا وكرامة لأنه كان عامل سيدنا علي على فارس والاهواز واراد استمالته.
هناك الكثيرات ممن يعج بهم التاريخ الاسلامي ومن بينهن:مرجانة بنت نوف ،أمة عبد الرحمن بن حسان بن ثابت.قطام بنت شحنة التيمية وكانت اشهر بغي في الكوفة. نضلة بنت اسماء الكلبية زوجة ربيعة بن عبد شمس وأم عتبة وشيبة اللذين قتلا في معركة بدر. هند بنت عتبة وهي زوجة ابي سفيان وابنها معاوية. ميسون بنت بجدل الكلبية وهي أم يزيد بن معاوية.آمنة بنت علقمة بن صفوان وهي أم مروان بن الحكم.
هل تريدون المزيد؟.
كل ماورد قابل للنقاش، والامر لايخلو من جهد المتابعة عسى ان نعثر على رقعة من تاريخنا غير مزورة بالدعارة.
فاصل ليس له علاقة ولكنه منقول من مراقب ثقة: قبل شهرين رفع الغطاء عن اكبر قضية فساد في مديرية طابو النجف والمتمثله بتزوير اكثر من 8000- قطعة أرض سكنيه وتجاريه والمتورطين فيها كبار السياسيين في النجف ,وبعد ان تولى 6 قضاة التحقيق فيها تم اصدار الحكم بعد التوكل على الله بنقل 4 من القضاة الى مناطق متفرقة من العراق وغلق ملف القضيه وتوصية الاثنين الاخرين من القضاة بالتستر على الملف من باب (أن الله يحب الساترين )والا سيكون مصيرهم مشابه للاربعة المنقولين.
اروح فدوى لهذا القضاء العادل واحيي من كل قلبي نزاهة السياسيين ورقابة المرجعيات الدينية في النجف “الاشرف”.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

قانون الجعفري ينال من حقوق المرأة ويفتح الأبواب لصراع طائفي

رغم النضال الطويل نسبياً , للمرأة العراقية لاسترجاع حقوقها , لكنها لا تزال تواجه الكثير من المحاولات التي تبغي تهميشها jafarilawوإعادتها إلى عهد الجواري والعبودية ,عهد الفرقة بين الناس على أساس الجنس , عهد إخضاعها للرجل قسراً, واعتبارها مجرد شيء لا يحق لها أن تختار لنفسها ما تريد , بل هم من يختاروا لها القالب الذي يناسبهم ويناسب الحياة التي تضمن لهيمنتهم البقاء , هذا ما أراده قانون الجعفري المقيت الذي جاء في نصوصه بوجوب تزويج القاصرات اللواتي لا زلن لا يفقهنّ من أمور الزواج شيء , معتبرين بقانونهم هذا سن البلوغ هو التاسعة للإناث ,والخامسة عشر للذكور! يبيحون تعدد الزوجات المقيت , وسجن المرأة بلا ذنب ومنعها من الخروج خارج البيت إلا بإذن زوجها مهما كانت الأسباب وأن كانت تمس حياتها , فحياتها مرهونة بزوجها فقط , يريدون تأديب النساء وسجنهنّ وتزويجهنّ وهنّ قاصرات خوفاً منهنّ لا عليهنّ , والسؤال هنا لِمَ القاصرات بالذات ؟ وهل أن أعداد النساء البالغات قليل ولن يكتفوا بهنّ ؟ أم أنها رغبة ليكون لكل رجل أربعة زوجات ولا يهم أن كنّ أطفالاً ؟؟ أم أنها عملية وأد للفتيات الصغيرات ليدخلوها بيت الزوجية ومن ثم تمنع منعاً باتاً من الخروج منه إلا بأذن من سجّانها ؟

القانون بلا شك متعسف بحق المرأة في الحياة التي تضمن لها كرامتها كإنسان مساوياً للرجل دون نقصان ,وهو إهانة صريحة وواضحة لها ,جاء هذا القانون لإخضاع المرأة وإعادتها للعصور المظلمة , فبدلاً من إجبار الأهالي على تعليمها والاهتمام بتطويرها وعملها لتستقل اقتصادياً وليكون استقلالها سنداً لها فيما لو أراد الزوج تطليقها ورميها إلى الشارع , وليكون لها الحق في تطليق نفسها وقت ما شعرت بالنفور من زوجها ,أو كونها لا ترتضي لإكمال حياتها معه , فبدلاً من هذا أقاموا عليها سجناً , دون ذنبٌ اقترفته , بمنعها من الخروج مهما كانت الأسباب إلا بأذن من زوجها , وهذا يُعتبر من أقل حقوق الإنسان لإنسانيته .
لم نكن نرتضي بقاانون الاحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 59 المعدل والذي أعطاها الحق بالمطالبة بالتفريق رغم فجوات هذا القانون من ناحية طلب التفريق وما يترتب عليه من محاكم وأجور محاماة وهي معدمة مادياً كونها قبعت في البيت لخدمة الزوج وأبناؤها , والأدهى من هذا ان اقتنعت المحكمة بتطليقها أو ترفض فيكون شأنها , فلم نكن نرتضي بهذه الحقوق القليلة حيث جاءنا الجعفري بقانون أمر من سابقه لينهي كل حق لها حتى وأن كان صغيراً.
الكثير من المواد التي جاءت في هذا القانون هي محاولات لقتل المرأة عمداً , هذا باستثناء الأخطاء التي وقع فيها :
فالمادة الثانية من قانون 1959 ( لا يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في الدستور) والمادة الرابعة عشر نصت على أن العراقيين متساوين أمام القانون دون تمييز لأي سبب سواء كان التمييز على أساس الجنس أو المذهب أو القومية أو الدين والخ……من الأسباب .
لكن ما نص عليه هذا القانون هو خروقات وتفريق لا علاقة لها بهذه المادة, وسيفتح قانون الجعفري باباً لرجم المرأة ومنعها من ممارسة حياتها كإنسان ومن ثم يأتي دور قطع الأيادي بعد أن عملوا بقطع الأعناق تحت راية الله اكبر

والغريب في هذا القانون بأنه يطالب بسريانه على جميع العراقيين بغض النظر عن مذاهبهم وانتماءاتهم , كما وأنه سيفتح باباً لطرح مشاريع عديدة لقوانين المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والخ …..من تلك المذاهب ، وبعدها تشكيل محاكم جعفرية ومحاكم لكل مذهب , وهكذا يتم العدل من وزير العدل بتعدد القوانين والمحاكم ورجوعنا الى ما قبل عام 59 بدلا من أجراء تعديلات تطور الحياة على مدى ال 54 سنة الماضية

أهداف هذا القانون واضحة للعيان ,والتسرع في تقديم مسودته لمجلس الوزراء خطة محكمة لقمع العراقيين وخصوصاً المرأة وحصرها وإجبارها بالقانون على الخضوع لهم وليجعلوا من قانونهم فاصلاً بينها وبين الحياة , والتعليم سيكون لها مطلب بعيد المنال , ولتبقى بين جدرانهم ومن ثم تكون مجرد خادمة بلا تفاعل ولا نفع منها بل لتخريب بقية الأجيال لما للمرأة من أثر فاعل في تربية أبنائها , وليتخلصوا بذلك من نصف المجتمع
عليه يجب المطالبة بإلغائه وعدم الإقرار به وبسن قانون موحد يشمل جميع الطوائف بلا تمييز ولا فوراق على أساس طائفي , ويضمن حقوق الإنسان العراقي على حد سواء , وبخاصة حقوق المراة ,لا أن يستعبدوها لينالوا منها أكثر .

فؤادة العراقية (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

كرسي الحلاق

كرسي الحلاق
(( لو دامت لغيرك لما وصلت لك ))

لها معنى ثاني ، كرسي الحلاق يعني ان تجلس ويحلقلك ، ويجلس غيرك ويحلقلوا .

وهكذا هو كرسي الحكم ، الكرسي يحلق للجالس ، والحلاق يحلق للجالس ، وهكذا كلما يسخن الكرسي يسخن الحلاق ويأتي آخر يجلس ويحلق له شعره وشخصيته .

فلهذا يا جمهور لا تنظروا للكرسي كأنه كنز مستقبلي والالعن قد تخرج من الكرسي مثل المثل الذي يقول (( خرج من المولد بلا حمص )) يعني يصفق بيده وعندما كان يجلس كان يصفق له .

( كنت أسقى وأغنى فصرت ساقي واغني )) …

اليوم دهران ، يوما لك ، و يوماعليك فان كان لك لا تفرح ، وإذا كان عليك لا تحزن ، ونصيحتي لا تجلس فتستطيع شراء عمرك وحياتك وخصوصا كرسي ماركة الثقب الأسود .

هل عرفتم لماذا سمي الحلاق الثرثار .؟.

هيثم هاشم: 

ادعوكم لمشاهدة الفيلم الهزلي القصير (دقيقتان)  “الثقب الأسود “؟

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

أوكرانيا مدخل لصراع جديد بين الشرق والغرب

أوكرانيا مدخل لصراع جديد بين الشرق والغربobamaputin

الاتحاد الأوروبي وأمريكا في مواجهة مشروع الكرملين لـ “اتحاد أوراسي”

عمر نجيب

إلى أين يسير الصراع على النفوذ الدائر على الأرض الأوكرانية بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي من جهة أخرى؟. سؤال كثر طرحه مع بداية الشهر الثالث من سنة 2014 خاصة بعد تدخل القوات الروسية في منطقة القرم وتحركها نحو المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا حيث أغلبية من السكان الروس الذين عارضوا التحولات السياسية التي طرأت على قمة هرم السلطة في كييف بعد أن نجح أنصار التوجه بالبلاد نحو الغرب في إسقاط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لبقاء الروابط التاريخية مع موسكو.

المحللون إنقسموا بشأن التطورات المستقبلية للصراع، البعض ذهب إلى حد دق طبول حرب عالمية ثالثة، فيما تحدث آخرون عن إشتداد الحرب الباردة بين الشرق والغرب وتوسع نطاقها إلى مناطق أخرى من العالم، فئة ثالثة قدرت أن الأزمة ستعرف تهدئة تدريجية، وأن موسكو ستنجح أما في استعادة جزء من نفوذها في أوكرانيا الجمهورية السابقة ضمن الإتحاد السوفيتي، وأما سيتم تقسيم البلاد لينضم غربها إلى الاتحاد الأوروبي بينما يعود الجزء الشرقي إلى الوطن الأم روسيا.

وكانت وكالة “إيتار تاس” الروسية للأنباء قد نقلت نهاية شهر فبراير 2014 عن جهاز حرس الحدود الروسي إن حوالي 675 ألف أوكراني فروا إلى روسيا في الشهرين الماضيين، متحدثة عن بوادر “كارثة إنسانية”. ونسبت إلى الجهاز تحذيره من أن “استمرار الفوضى في أوكرانيا” سيؤدي إلى “تدفق مئات الآلاف من اللاجئين على المناطق الحدودية الروسية”.

سقوط القرم

يوم الأحد 2 مارس 2014 صرح مسئول بالإدارة الأمريكية، إن القوات الروسية أكملت سيطرتها على شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا، وأضاف المسئول أن واشنطن تقدر عدد الجنود وعناصر البحرية الروسية المتواجدين على أرض الإقليم بنحو ستة آلاف شخص. في نفس الوقت تقريبا أشار بيان صادر عن مكتب المستشارة الألمانية أن الرئيس الروسي فلاديمير، بوتين قبل تأسيس لجنة لتقصي الحقائق والبدء بحوار سياسي. وفي اتصال هاتفي مع المستشارة أنجيلا ميركل، دافع بوتين عن تدخل بلاده في أوكرانيا ووصفه بالمناسب، مبررا إياه بسبب ما سماه عنف المتشددين القوميين في أوكرانيا.

البيان الألماني أعتبر في الغرب مؤشرا على أن واشنطن التي هددت موسكو بعقوبات وإنتقام تتراجع وتحاول الوصول إلى حل وسط تحفظ به جزء من مكتسباتها في المنطقة التي كانت ضمن إطار نفوذ الكرملين.

المشكلة التي تواجه إدارة الرئيس أوباما أنه بعد النصر الأولي الذي جسده لها إسقاط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وتولي أنصار الغرب السلطة في كييف، أخذ الرئيس الروسي فلادمير بوتين زمام المبادرة.

فقدت أوكرانيا السيطرة على إقليم القرم بعد انتشار قوات روسية وانضمام جل القوات العسكرية الأوكرانية في المنطقة إلى الحكومة المحلية التي تخطط للانفصال والتي دعت إلى استفتاء شعبي على ذلك نهاية شهر مارس.

سلطات كييف فقدت كذلك أسطولها حيث أعلن قائد سلاح البحرية الأوكرانية الاميرال دنيس بيريزوفسكي الأحد ولاءه للسلطات الموالية للروس في شبه جزيرة القرم، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة أركان الأسطول الروسي في سيباستوبول، وهو ما دفع السلطات في كييف إلى تعيين بديل له واتهامه بالخيانة العظمى.

وكان الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف قد عين الاميرال بيريزوفسكي يوم الجمعة على رأس سلاح البحرية الأوكرانية.

وفور إعلانه الولاء لجمهورية القرم أعلن رئيس مجلس وزراء الجمهورية القرم تعيينه قائداً للقوات البحرية لجمهورية القرم.

موازاة مع خروج القرم عن سيطرة كييف أفادت تقارير عن دخول قوات روسية أخرى مناطق في شرق أوكرانيا حيث القسم الكبير من السكان من الناطقين بالروسية مثلما هو الحال في شبه جزيرة القرم. وفي الأيام الماضية، رفعت أعلام روسية فوق عدد من المقار والمنشآت في مدن بشرق أوكرانيا مثل خاركيف ودونيتسك وأوديسا، بينما تظاهر الأحد بموسكو آلاف الروس دعما لموقف الرئيس فلاديمير بوتين من أزمة أوكرانيا.

وفي هذه الأثناء، أعلن رئيس برلمان جمهورية القرم المتمتعة بحكم شبه ذاتي فلاديمير قسطنطينوف أن أغلب سكان الإقليم الناطقين بالروسية سيصوتون لصالح تشكيل دولة مستقلة وبالتالي الانفصال عن أوكرانيا في الاستفتاء حول وضع الإقليم والمقرر تنظيمه يوم 30 مارس الحالي.

العجز عن المواجهة العسكرية

بعد تهديدات بالمواجهة واستدعاء قوات الاحتياط والاستنجاد بحلف شمال الاطلسي لمواجهة موسكو، قال وزير الدفاع في الحكومة الأوكرانية المؤقتة إيور تنيا لأعضاء البرلمان إن بلاده لا تمتلك القدرة العسكرية لمواجهة الجيش الروسي، داعيا إلى إيجاد حل دبلوماسي للأزمة بين البلدين، في الوقت الذي بدأت فيه وحدات عسكرية أوكرانية بالانتشار في أرجاء من البلاد لمنع مزيد إنضمام مزيد من الأقاليم من التحول للإنضمام إلى روسيا.

وفي موسكو، قالت الحكومة الروسية إن رئيس الوزراء، ديميتري ميدفيديف، أجرى اتصالا هاتفيا مع أرسيني ياتسينيوك الذي يتولى رئاسة الحكومة الأوكرانية، عبر فيه عن “حرص الجانب الروسي على الاحتفاظ بالعلاقات الثابتة والودية مع أوكرانيا” ولكنه شدد على أن موسكو “تؤكد حقها في حماية المصالح المشروعة للمواطنين الروس المدنيين والعسكريين الموجودين في جمهورية القرم الذاتية الحكم”.

ولفت رئيس الوزراء الروسي إلى أن القوات المسلحة الروسية “يحق لها أن تعمل عند الضرورة في إطار التفويض الذي منحه مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي للرئيس فلاديمير بوتين” كما هدد “الموظفين الرسميين الأوكرانيين” بتحميلهم المسؤولية في حال “اتخاذهم قرارات منافية للقانون حول استعمال القوة ضد المواطنين الروس”.

دبلوماسيا وقبل إعلان ألمانيا عن إتفاقها مع الكرملين، حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا من أنها تواجه عقوبات اقتصادية وسياسية تؤدي إلى عزلها إذا واصلت توغلها العسكري في شبه جزيرة القرم.

وذكر كيري إن روسيا قد تفقد عضويتها في مجموعة الثماني إذا واصلت تدخلها العسكري في القرم والذي وصفه بأنه “عمل من أعمال العدوان”.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما بحث مساء الأحد مع عدد من قادة الدول الحليفة مسألة التدخل الروسي في أوكرانيا. وكان أوباما قد حذر يوم السبت نظيره الروسي بوتين خلال اتصال هاتفي دام اكثر من 90 دقيقة استخدم خلالها أوبام كل ما في جعبته من وسائل ضغط وترغيب، من أن موسكو قد تتعرض لعزلة، ورد الأخير بأن لموسكو الحق في حماية مصالحها بالقرم وشرق أوكرانيا.

وفي واشنطن ذكر أن أوباما أكد لبوتين أن الولايات المتحدة “تعترف بالروابط التاريخية والثقافية المتينة التي تجمع” بين موسكو وكييف، و”ضرورة حماية حقوق الناطقين بالروسية والأقليات” في أوكرانيا.

بدوره لوح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قبل زيارته لكييف لتقديم الدعم للسلطات الانتقالية، بأن روسيا قد تخسر عضويتها في مجموعة الدول الثماني. وحذر كيري بوتين من أنه قد “يجد نفسه وقد جمدت أرصدة الشركات الروسية، وقد تنسحب الشركات الأميركية، وقد يتعرض الروبل لمزيد من الانخفاض”. وأضاف إن “الثمن سيكون غاليا… روسيا معزولة. وهذا ليس موقف قوة”.

بيد أن المحادثة الهاتفية بين وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل ونظيره الروسي سيرغي شويغو، يوم 1 مارس، كانت «أكثر جدية وعملية”، كما لاحظ مراقبون بالنظر إلى رفض الوزيرين الإفصاح عن مضمون النقاش.

وبينما دعا حزب سفوبودا الأوكراني القومي ومجموعة “برافي سكتور” اليمينية المتطرفة اللذان شكلا رأس حربة الحركة الانقلابية في أوكرانيا، إلى “تعبئة عامة”، فإن حلفاءهم من يمين الوسط توصلوا إلى استنتاج بأن الغرب لا يستطيع كبح التحرك الروسي، وبدأوا باتخاذ خطوات أكثر واقعية للتفاهم مع موسكو، رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة، زعيمة حزب “باتكيفشينا” “الوطن”، يوليا تيموشينكو، الشخصية الأقوى في السلطات الجديدة في كييف، تتوجه إلى موسكو، لبحث تسوية الوضع.

وسخر رئيس لجنة مجلس الدوما الروسية للشؤون الدولية، أليكسي بوشكوف، من الاقتراح الأمريكي إرسال مراقبين دوليين إلى القرم. وقال في تغريدة إن نتائج إرسال البعثة “ستخيب آمال” الولايات المتحدة، لأن المراقبين “سيرون دعما قويا لموقف روسيا”.

ويؤكد مراقبون أن موسكو لا تأبه كثيرا للتهديدات الأمريكية والغربية بـ”عزلها” دوليا حيث أن لفظ دولي يعني هنا الغرب فقط، ويحتاج الأمريكيون والأوروبيون لروسيا، في الملف النووي الإيراني، إذ يمكن للروس قلب المعادلة فيه بتجميد عضويتها في فريق 5 + 1، والشروع بتفكيك كامل للحصار عن طهران من خلال تعاون اقتصادي ودفاعي ثنائي، مع العلم أن هناك مستشارين في الكرملين يشككون استمرار خلافات إيران مع الغرب ويقدرون أنه عندما ينتهي الخلاف على تقاسم مناطق النفوذ في منطقة الخليج العربي ستصبح طهران جزء من التحالف الغربي، ولهذا فهم ينصحون بتركيز إهتمام موسكو على الدول العربية.

وبخصوص الملف السوري، تجاهل بيان للخارجية الروسية، يوم السبت 1 مارس، الحديث التقليدي عن الحل السياسي في سوريا إلى دعم كامل “لنضال سوريا في مواجهة الإرهاب”. ويشار، هنا، إلى أن الغرب يحاول الاعتماد على الروس، أيضا، في استيعاب السياسات الحربية لكوريا الشمالية، بالإضافة إلى الملفات الخاصة بالطاقة والتجارة الدولية وخطط مجموعة دول البريكس للقفز على الدولار الأمريكي كعملة للتبادلات الدولية.

زيادة على ذلك فإن موسكو حققت مكاسب في الشرق الأوسط بالتقارب مع مصر ودول عربية أخرى ملت ما تعتبره نفاقا أمريكيا تجاه قضايا أساسية لها.

إستعادة حق

كثيرون في الغرب لا ينظرون إلى تدخل موسكو في القرم كغزو بل بمثابة استعادة حق، ففي منطقة تنقلت فيها الحدود مع الاضطرابات السياسية والعسكرية لعقود، تغيرت القيادات عدة مرات، ففي حقبة الاتحاد السوفيتي كانت جزاء من الجمهورية الروسية، وفي خطوة مفاجئة، وغير مفهومة تماما، منح الرئيس السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف، القرم لأوكرانيا عام 1954، وقتها لم يكن لإعادة ترسيم الحدود مغزى كما هو الحال الآن، فالقرم كانت في ذلك الحين ضمن أراضي جمهوريات الاتحاد السوفيتي الإشتراكي.

والقرم كانت مسرحا لأكبر الأحداث التاريخية، ففي عام 1945 تمت واحدة من أهم اجتماعات التحالف هنا، عندما انضم فرانكلين روزفلت وونستون تشرشل للقاء جوزيف ستالين بمؤتمر يالتا في منتجع بالبحر الأسود، حيث جرى التخطيط للمرحلة الأخيرة من الحرب وبدء رسم خريطة أوروبا ما بعد الحرب.

كما أن شبه الجزيرة كان مسرحا للحرب القرمية في القرن الـ19 ضد الامبراطورية العثمانية، عندما تقاتلت القوى العظمى فيما بينها للسيطرة على العالم القديم والبحر الأسود الاستراتيجي.

وللقرم روابط قوية تاريخية وسياسية وجغرافية مع روسيا، والأهم من ذلك كله، قيمتها الاستراتيجية العالية، مدينة “سيفاستوبول” المتاخمة للقرن الجنوبي لشبه الجزيرة، تعتبر تاريخيا ميناء عسكريا رئيسي لروسيا، واليوم هي مقر أسطول البحر الأسود الروسي.

أوباما أمام اختبار صعب

في واشنطن يقول منتقدون لسياسة البيت الأبيض ومنهم المحافظون الجدد أن الرئيس الامريكي يواجه اختبارا صعبا ليثبت ما اذا كانت واشنطن تتمتع بالنفوذ أو الارادة لاجبار موسكو على التراجع، وما إذا كانت قادرة على عكس إنحسار نفوذها عالميا.

وقد كتب المحللان مات سبيتالنيك ووران ستروبل: يجد أوباما الذي تفادى التورط في أزمات عالمية قدر المستطاع وركز على الشئون الداخلية نفسه الآن وسط أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة.

وعلى مدى شهور كان المسؤولون الامريكيون يقولون انهم لا يريدون أن تتحول الازمة السياسية في أوكرانيا الى صراع علني بين واشنطن وموسكو. لكن بعد أسبوع من عزل الرئيس المدعوم من روسيا سارع مساعدو أوباما للشؤون الخارجية إلى صياغة رد على التحركات التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفوض البرلمان الروسي بوتين بغزو أوكرانيا التي يعتبرها جزءا من مجال نفوذ روسيا وسيطرت قواته على شبه جزيرة القرم.

بوتين تجاهل تهديد أوباما بأنه “سيكون هناك ثمن” لاستخدام القوة في أوكرانيا. ويبدو ان الزعيم الروسي الذي كان أوباما يأمل يوما أن يصبح شريكا يصر الان على أن يكون عدوا.

لقد خلص بوتين فيما يبدو الى ان استعداد أوباما لخوض صراع بشأن أوكرانيا التي لا يعرف الكثير من الامريكيين سوى القليل عنها لا يضاهي استعداد روسيا لتأكيد سيطرتها على جمهورية سوفيتية سابقة تربطها بها علاقات تاريخية وثيقة ومصالح اقتصادية.

وقال جون مكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الجمهوري وهم دائم الانتقاد للسياسة الخارجية التي ينتهجها أوباما على الرغم من أن الرئيس لا يريد أن ينظر لهذا الامر على أنه سيناريو للحرب الباردة فان بوتين يراه كذلك.

وأضاف لقد أغراه ظهور الولايات المتحدة بمظهر الضعف على الساحة الدولية.

ويبدو أن ادارة أوباما ليست أمامها سوى بضعة خيارات جاهزة للرد.

ويؤكد مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن على الرغم من أن واشنطن وحلفاءها الاوروبيين استبعدوا استخدام القوة العسكرية فان بوسعهم ممارسة الضغط على موسكو من خلال اظهار أن لديها الكثير لتخسره اذا استمرت على النهج الحالي.

وتثير الأزمة المتصاعدة تساؤلات حول ما اذا كان البيت الابيض أدرك خطورة الازمة الاوكرانية وأولاها الاهتمام اللازم بالسرعة الكافية.

ويشير مسؤولون أمريكيون ومصادر أخرى إلى ان وزارة الخارجية خاصة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الاوروبية فيكتوريا نولاند دقت ناقوس الخطر منذ شهور بشأن موقف روسيا الاكثر “عدوانية” تجاه الجمهوريات السوفيتية السابقة خاصة أوكرانيا.

وتسارعت وتيرة تدخل واشنطن بعد قمة أوروبية في نوفمبر 2013 تراجعت خلالها أوكرانيا وأرمينيا تحت ضغط روسي شديد عن توقيع اتفاقيات مع الاتحاد الاوروبي.

وقال ديمون ويلسون نائب الرئيس التنفيذي للمجلس الاطلسي ومقره واشنطن والمستشار السابق للرئيس جورج بوش الابن للشؤون الاوروبية حينئذ شهدنا تدخل الامريكيين.

وأضاف أن نولاند صنعت السياسة الامريكية من القليل فعلا في ذلك الحين.

وقال مايكل مكفول الذي ترك منصب سفير الولايات المتحدة في موسكو منذ أيام ان الازمة الاوكرانية كانت تحت بصرنا على أعلى المستويات منذ بداية الخريف الماضي وانه هو شخصيا لعب دور الجسر بين البيت الابيض ووزارة الخارجية.

وذكر السفير السابق المقرب لاوباما بالهاتف لرويترز من المهم أن نفهم حدود ما نستطيع وما لا نستطيع القيام به لكن القول بأننا لم نعر الامر اهتماما غير صحيح.

وأشاد ويلسون بتحذيرات أوباما الاكثر حدة لروسيا. وقال انه سيكون على الولايات المتحدة الان أن تقرر حجم الضرر الذي لحق بالعلاقات الاوسع مع روسيا والمتوترة بالفعل بسبب الخلافات بشأن الحرب الاهلية في سوريا. ومضى يقول ان السؤل هو في أي مرحلة ستزداد حدة هذا الخلاف الى حد أن يؤثر على القضايا الاخرى.

وقال جيمس كولينز سفير الولايات المتحدة في موسكو من عام 1997 الى عام 2001 انه بالمقارنة مع اخر أزمة كبيرة مرت بها روسيا وهي حربها مع جورجيا عام 2008 يمكن أن تكون هذه اكثر حدة على صعيد إفساد علاقات روسيا مع الاوروبيين والولايات المتحدة.

لكن أوباما الذي ظهر امام الكاميرات في البيت الابيض بعد مؤشرات على زيادة النشاط العسكري الروسي في القرم كان غامضا في تهديده فيما يتعلق بالعواقب.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الامريكية ان من بين الخيارات التي تجري دراستها عدم المشاركة في قمة مجموعة الثماني التي تعقد في سوتشي في يونيو ورفض المبادرات الروسية من اجل علاقات تجارية أعمق.

وبعد المكالمة الهاتفية بين بوتين وأوباما حذر البيت الابيض في بيان من أن روسيا تجازف بمزيد من العزلة السياسية والاقتصادية.

ويقول مكفول انه اذا كان من السابق لأوانه التفكير في عقوبات اقتصادية فانه سيكون هناك وقت ومجال لاتخاذ إجراءات عقابية ضد روسيا إذا واصلت ما يجري على الأرض في القرم.

ومازالت واشنطن في الوقت الحالي تتحدث إلى موسكو على أعلى مستوى.

وحين سئل مسئول أمريكي عما إذا كانت بعض الوحدات العسكرية الأمريكية في حالة تأهب بسبب الاضطرابات في القرم قال انه لا يوجد تغيير في موقف الجيش الأمريكي وان الولايات المتحدة تركز على الخيارات الدبلوماسية.

وقال مسؤول كبير في الادارة الأمريكية ان فريق أوباما للأمن القومي اجتمع لبحث الخيارات السياسية.

مساعدات لأوكرانيا

وإلى جانب القوات أوضح بوتين أنه مستعد لضخ الأموال في أوكرانيا لجذبها الى فلك روسيا.

ويدرس الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي تقديم دعم مالي لحكومة أوكرانيا الجديدة مع وعود بمساعدات أكبر من صندوق النقد الدولي اذا أجرت كييف تعديلات اقتصادية بعد الانتخابات المقررة في مايو.

وتشعر واشنطن بالقلق بشأن ما اذا كان التمويل سيصل بالسرعة الكافية لدعم اقتصاد أوكرانيا المتداعي. وتتزايد الضغوط في الكونغرس الامريكي لتسريع وتيرة المساعدات الامريكية.

ويجد أوباما نفسه بلا سفير في موسكو في وقت مفصلي خطير، وإن كانت الادارة الامريكية تتجه لتدارك هذا الموقف.

وأشار مسؤولون الى انه رغم أن رحيل مكفول كان مقررا منذ شهور فان مستشارة أوباما للامن القومي سوزان رايس ووزارة الخارجية لم يوافقا الا مؤخرا على مرشح ليخلفه وهو مؤشر على أنه ربما يتم الاعلان قريبا عن السفير الجديد.

وسرت تكهنات في واشنطن بأن من بين الاسماء المطروحة ثلاثة سفراء سابقين لدى أوكرانيا هم جون تيفت وستيفن بيفر وكارلوس.

حيرة الغرب

هناك حيرة في الغرب بشأن سياسة روسيا التي تصور البعض أنها تخلت عن دورها كقوة عظمى، كتب ليون آرون، وهو باحث مقيم ومدير الدراسات الروسية في معهد امريكان انتربرايز.

“علينا أن نفهم كيف يفكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وما هي استراتيجيته. بوتين، يتبع مبدأ نابليون بونابارت القائم على “أولا أدخل في المعركة، ومن ثم قرر ما عليك فعله”.

استراتيجية بوتين ترتكز بالأصل على عدة جوانب، منها السياسة الخارجية، والتي تتكون من ثلاثة مبادئ ضرورية، وهي أن روسيا قوة نووية عظيمة في العالم إلى جانب أنها مركز القوة بعد العهد السوفيتي، وهذه الأمور تتفق عليها كل الأنظمة التي حكمت البلاد، والاختلاف يتمحور فقط حول طريقة تعامل هذه الأنظمة مع هذه المبادئ وطريقة تطبيقها.

الطريقة التي أثرت فيها الأحداث على روسيا بوتين، كانت بتوجيهها ضربة قوية إن لم تكن ضربة قاضية إلى مبدئين من المبادئ الثلاثة، وهما مبدأ روسيا “القوة العظمى،” باعتبار أن الغرب قد فاز في أوكرانيا بعد إزالة الحليف، فيكتور يانكوفيتش عن السلطة، بالإضافة إلى ضرب مبدأ هيمنة روسيا في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.

بالنسبة لموسكو، لابد من تخفيف حدة هذا الأثر، قبل أن تصبح تأثيراته غير قابلة للتغيير بعد إعادة رسم خارطة يوروآسيا بشكل نهائي، وعليه فإن زعزعة استقرار أوكرانيا واحتوائها في سبيل ابعادها عن الحلف الأوروبي تعتبر أهم هدف حالي للسياسة الخارجية والداخلية بروسيا. بالعودة إلى مبدأ نابليون، فإن ما يقوم به بوتين في أوكرانيا هو زيادة الضغط على أوكرانيا لمعرفة ماذا يمكن فعله وماذا لا يمكن فعله، مع وقفات قصيرة للنظر إلى ردة فعل الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية.

يعلم بوتين كما تعلم الولايات المتحدة الأمريكية بأن واشنطن لن تنخرط في معركة حول أوكرانيا، ومع إقصاء الخيار العسكري عن الطاولة فإن للولايات المتحدة وسائل وإجراءات دبلوماسية واقتصادية أخرى بمتناول يدها.

الخطوات التالية للغرب لا يصعب التنبؤ بها، حيث أن المكالمات الهاتفية بين بوتين والولايات المتحدة الأمريكية سيتم استبدالها ببيانات صادرة عن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي، والتي تحذر روسيا من “عواقب” احتلال أوكرانيا، وأن هذه البيانات ستؤكد على أن روسيا ستقوم بعزل نفسها عن العالم، اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.

كابوس الأمريكيين والأوروبيين

كتب محلل عربي أن الصدام بين روسيا والولايات المتحدة وغرب أوروبا في أوكرانيا، يخفي في طياته صراعا أكبر:

إن صمد فلاديمير بوتين سياسيا في الشرق الأوسط ثم عزز مكانة روسيا اقتصاديا من خلال “اتحاد أوراسي” شبيه بـ”الاتحاد الأوروبي”، فذاك كابوس الأمريكيين والأوروبيين.

تدرك أوروبا وأمريكا جيداً أن ما يسمى بالثورات “السلمية” لن تحقق مرادهما هذه المرة، وأنه لا يمكن استعادة التجربة البرتقالية بنجاح الآن، فهما مفلستان، والأهم أن الوقت يدهمهما. لماذا؟ لأن فصل الربيع بات على الأبواب، وهو هذا العام ربيع روسي يتسبب بحساسية مزعجة للقارتين المريضتين اقتصاديا.

الحساسية الروسية الموجعة تلك سببها اقتراب موعد إطلاق أحد أكبر مشاريع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإقليمية. مشروع يقوم على إنشاء “اتحاد أوراسي” موسع على غرار “الاتحاد الأوروبي”، من المفترض أن يضم الى جانب روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا كلاً من أرمينيا وقيرغيزستان و… أوكرانيا. مشروع ضخم اتفق على توقيع أولى معاهدات توسعه خلال ربيع هذا العام أي في الأسابيع والأشهر المقبلة على أن يطلق رسمياً في اليوم الأول من عام 2015.

فكرة جمع الدول الأوروبية والآسيوية التي كان يجمعها الاتحاد السوفياتي سابقا في اتحاد جديد يضمن اتفاقيات اقتصادية وسياسية وأمنية مشتركة وتبادل مصالح وتطوير قطاعات، هي من أبرز طموحات الرئيس بوتين منذ توليه السلطة، والتي لاقت ترحيبا من معظم الدول المعنية. وقد شهد الاتحاد ولادة نواته الأولى بين روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا عام 2010، ما لبث أن تطور عام 2012 الى منطقة اقتصادية موحدة بين تلك الدول.

المشروع الأوراسي المرتقب بقيادة روسية هو، بالطبع، أحد أكبر كوابيس “الاتحاد الأوروبي” الذي يخشى ظهور جسم قوي قادر يحل محله أوروبياً ودوليا. هذا المشروع هو أيضا بالنسبة إلى الولايات المتحدة تهديد لمصالحها واستعادة لكابوسها الأحمر الأكبر أي التجربة السوفياتية. هكذا، في غمرة فشلهم الاقتصادي وتراجعهم السياسي، وجد الأوروبيون والأمريكيون أنفسهم عاجزين عن إيقاف تقدم مشروع أوراسي متين اقتصاديا، ومتفوق في الطاقة والأمن والثقافة، فلجأوا الى ما أتقنوه دائما، أي خلق الفوضى وتنفيذ الانقلابات. وبما أن أوكرانيا هي إحدى أبرز الدول التي يخشى من انضمامها الى “الاتحاد الأوراسي” الجديد، وهي الكيان المؤلف من أعراق وإثنيات عديدة وتشوبه انقسامات سياسية، وهي الساحة التاريخية لتوقيع التسويات بين الغرب وروسيا، كان الانقلاب الأوكراني الأخير الذي تبناه علناً كل من “الاتحاد الأوروبي” وواشنطن. لذلك كان “الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي” المطلب الأساسي وراء تحركات كييف هذه المرة، ألصق به لاحقا، ولــ”ضرورات ثورية”، مطلب “الديموقراطية والتخلص من الحكم الديكتاتوري ومن الهيمنة الروسية”.

الحملات الغربية

تفصيل توقيع معاهدة توسيع “الاتحاد الأوراسي” غاب عن معظم التحليلات السياسية الأمريكية والفرنسية والبريطانية، لتركز الحملات الإعلامية على “الثورة الواعدة” وعلى “قمع الشرطة الأوكرانية للمتظاهرين” وعلى “فساد الرئيس الأوكراني الديكتاتوري” وعلى “تبعية النظام الأوكراني لروسيا”… مرة جديدة، اختصر الغرب كل أوكرانيا بكييف، وحوالى 45 مليون أوكراني بالمتظاهرين في ساحة مايدن. لم يحذر أحد من داعمي “الثورة” الأوكرانية من أن المعارضة لا تملك أي مشروع سياسي بديل ولا تقدم أي خطة واضحة لقيادة البلاد في المستقبل.

وعندما قررت روسيا “الدفاع عن المواطنين من الروس ومن الناطقين بالروسية في شبه جزيرة القرم” وعن “مصالحها” هناك، كما أعلن مسؤولوها، انتقلت الحملات السياسية والإعلامية الغربية الى العزف على وتر “الحرب الأهلية” والتهويل بـ”التقسيم” وبـ”خرق بوتين للقوانين الدولية” و”اعتدائه على سيادة أوكرانيا”. مقالات قليلة أشارت الى وجود عدد كبير من المواطنين الأوكرانيين ممن يؤيدون العلاقات المميزة مع روسيا وممن لا يرون أن الحكومة الحالية تمثلهم، وصولاً الى ترحيب البعض بالتدخل الروسي العسكري في البلاد. أما عدسات بعض الكاميرات القليلة فلم تتمكن من تجاهل لافتات علقت بين مدينتي سيمفيروبول وسيباستوبول، تقول “حيث نوجد تكون روسيا” و”روسيا هي مقبرة الأفكار السيئة. لا يمكنك أن تنتصر عليها”.

الاستقطاب العرقي والإثني

تتداخل سياسة الاستقطاب العرقي والإثني مع الانتماء الديني أيضا، ففي حين أن أغلبية الأوكرانيين يتبعون للكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أوكرانيا “الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية”، يرتبط نصف هؤلاء الأرثوذكس بالبطريرك كيريل “بطريرك موسكو وسائر روسيا”. ومن الملاحظ أن القوميين المتطرفين وأنصار المعارضة في الغالب تتبع بطريرك كييف، فيما أتباع حزب الأقاليم يتبعون عموما موسكو كمركز روحي. وهنا تعود الصورة اليوغوسلافية إلى الذاكرة من جديد.

ويتعقد المشهد أكثر عند الحديث عن الأقليات الأوكرانية. فهناك الكاثوليك الذين يعتبرون تاريخيا وكلاء لبولندا إضافة إلى اليهود. ووفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست” والوكالة اليهودية، اتخذ يهود أوكرانيا قرار المشاركة في الاحتجاجات إلى جانب القوميين.

وهناك أيضا المسلمون، وغالبيتهم من التتار الموجودين في شبه جزيرة القرم. وهؤلاء، وإن كانوا تاريخيا قد وقفوا إلى جانب العثمانيين ضد روسيا، إلا أن موقفهم الحالي، بالعموم، إلى جانب الحكومة الأوكرانية السابقة. وربما كان هذا الموقف عائدا إلى محاولة التتار الحفاظ على بعض الحقوق فيما لو انفصل القرم، وخاصة أنهم يشكلون فقط نحو 12 بالمئة من عدد سكان شبه الجزيرة.

أما في اللغة، فإنه يصعب الإحصاء الدقيق للناطقين باللغة الروسية، نظرا إلى قربها مع اللغة الأوكرانية. ويحكى أنه في بعض الأجزاء من أوكرانيا، من الصعب جدا تحديد ما إذا كان السكان هناك يتحدثون لهجة من اللغة الأوكرانية أو الروسية، ما يجعل الخطوط الفاصلة بين الهوية واللغة الأوكرانية والروسية غير واضحة المعالم، ومثار التباس كبير.

ولا ينحصر الالتباس وعدم الوضوح هذا على اللغة فحسب، بل يتعداه إلى العرقية، حيث يصعب التمييز بين من هو أوكراني عرقيا ومن هو روسي. ويتعقد المشهد العرقي أكثر عندما نعلم أن هناك أقلية من العرقية الروسية تتحدث الأوكرانية لغةً أولى، فيما هناك من هم من عرقية أوكرانية يتحدثون الروسية لغةً أولى.

لقد روجت المعارضة الأوكرانية عن عمد، وبخلفيات قومية، أنهم ينتمون إلى الاتحاد الأوروبي حيث التفوق الثقافي، بينما صوروا الثقافة السلاف شرقية على أنها ثقافة دونية. بعض هذه المعارضة وصلت إلى حد التمجيد بأدولف هتلر والرايخ الثالث لغزوه الاتحاد السوفياتي. الدعم الغربي للمعارضة الأوكرانية، وإن كان يبدو، بحسب الظاهر، هو لجلب أوكرانيا إلى فلكها، إلا أنه يهدف في نهاية المطاف إلى تخريب الاتحاد الروسي ومشروع التكامل الأوراسي. وهنا تظهر الأبعاد الجيو استراتيجية للصراع على أوكرانيا، فالطريق إلى موسكو يمر عبر كييف. والحملة الغربية على أوكرانيا هي في الواقع حملة جيو استراتيجية ضد روسيا.

omar_najib2003@yahoo.fr

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الخراب الأكبر للحرب

كان ميخائيل نعيمة أبرز أدباء المهجر وأعضاء «الرابطة القلمية» بعد جبران خليل جبران. عاش أكثر من 90 عاما، ودرس syrmeserفتيا في فلسطين وأوكرانيا وأميركا التي تنقّل فيها بحثا عن الرزق. وفي الحرب العالمية الأولى تم تجنيده في الجيش ونقل إلى فرنسا عسكريا بسيطا، هو الحالم بأن يصبح ذات يوم أحد أدباء العالم.

دوَّن نعيمة هذه المراحل في مذكَّرات من ثلاثة أجزاء سمّاها «سبعون»، هي بين أجمل ما كتب. أو بالأحرى كانت الأقرب إلى الواقع والواقعية في حياة أدبية غلب عليها التأمل والتفكّر والزهد والحنين إلى حياة القرية في سفح جبل صنين وصخور بلدته بسكنتا.

عاش أعزب في منزل عائلة شقيقه. وكرَّس معظم مداخيله لتوسيع الكوخ الذي ولد فيه وتهذيب الأرض التي هدَّت قوى والده الفلاح، الذي أمضى العمر يزرع القمح بين صخرة وأخرى، ويحصده من بين حجر وآخر. وتحول ذلك الكوخ المعروف «بالشخروب» إلى مزار للأدباء والمعجبين الذين كانوا يأتون من أنحاء العالم العربي للسلام عليه.

في شبابي لم أحب نعيمة. كنت أراه صخري الأسلوب، بعكس سلاسة جبران. وكنت أراه عتيقا، رافضا لأي تأثير حداثي. وربما أفادني ذلك، إذ قرأته بعدما ازددت نضوجا. وعندما أعود إليه الآن لا أعود إلى كل ما كتب. أتحاشى تلك التأملات التي كتبها لعصر لم يعد حيا، وينطبق ذلك على الكثير من مؤلفات جبران أيضا.

لكن هناك الكثير من الأعمال الكلاسيكية المتجدِّدة دوما في آثار ثلاثة من أدباء المهجر على الأقل، وهم جبران ونعيمة وشعر إيليا أبي ماضي، العذب والغنائي الإيقاع.

عدت إلى نعيمة لما كتب عن الحروب يوم جُنّد رغم أنفه، ونحن نعيش في مناخ حرب سوريا، أينما كنّا. يقول: «لو أن فظاعة الحرب توقفت عند تشويه الأجساد وإزهاق الأرواح وتخريب العامر من الأرض وتهديم الآهل من المدن والقرى، لكانت بعض الفظاعة وبعض البشاعة، ولكنها تشوِّه الروح في الجسد قبل أن تشوه الجسد. وتُزهق الحق في الروح قبل أن تُزهق الروح. وتُخرب العامر من العقول قبل أن تُخرب العامر من الأرض. وتهدم الضمائر الآهلة بالفضيلة قبل أن تهدم المدن والقرى الآهلة بالسكان. إنها الكره الصاخب وقد أنزل المحبة الصامتة عن عرشها فلبس تاجها وحمل صولجانها».

منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب في سوريا، كان هذا ما أخافه. لقد علمتنا تجربة الحرب في لبنان أن الحجارة يعاد تعميرها بأفضل من قبل. النفوس التي تخرب يصعب أن تُبنى من جديد.

المصدر: الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

حسابات بوتين الكارثية في أوكرانيا

يقال إن نابليون بونابرت حذر خلال معركة معركة أوسترليتز عام 1805 (في 2 ديسمبر/ كانون الأول 1805 بين قوات putinobamaتحالف النمسا وروسيا وبين فرنسا والتي انتصرت فيها فرنسا) قائلاً: «عندما يقوم العدو بتحرك زائف فيجب أن ننتبه حتى لا نزعجه»، وأحياناً يفسر القول بمعنى «لا تزعج عدوك أبداً عندما يرتكب خطأ». وبغض النظر عن الصيغة الدقيقة فإن التحذير هو نقطة بداية مفيدة للتفكير حول الوضع في أوكرانيا. ارتكب الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين خطأ بغزوه لشبه جزيرة القرم وتصعيد أزمة لروسيا ظلت تختمر على مدى عدة أشهر. لعله كان سيكون من المفيد إن استطاع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يثنيه عن هذا الخطأ. لكن يبدو أن خطوة بوتين بالنسبة لشبه جزيرة القرم نابعة من سوء تقدير أعمق لانعكاس العملية التي أدت إلى تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991. وكلما خاضت روسيا أكثر في هذه الاستراتيجية الانتقامية تفاقمت مشاكلها.

كان حنين الزعيم الروسي إلى الماضي واضحاً في دورة سوتشي للألعاب الأولمبية. وكما كتب ديفيد ريمنيك الأسبوع الماضي في «نيويوركر»، فإن بوتين يعتبر سقوط الاتحاد السوفياتي «خطأً مأساوياً» ومثلت دورة سوتشي احتفاء لرؤيته بعودة روسيا القوية. أدى ذلك الأسلوب ببوتين إلى ما وصفه وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الأحد بـ «العمل العدواني الصارخ» و«انتهاك الالتزامات الدوليةْ. ودعا كيري الرئيس الروسي إلى «التراجع عن الغزو». كان بوتين سيوفر على نفسه حزناً كبيراً لو اتبع نصيحة كيري، ولكن يبدو أن ذلك لم يكن محتملاً. وقد يؤدي خطأه في سيفاستوبول إلى أخطاء أخرى في غيرها من المناطق، على الرغم من اننا نأمل أن يتجنب بوتين التصرفات الطائشة. ولكن كلما سعى بوتين إلى تأكيد قوة روسيا أكد في الواقع ضعفها.

ربما كان من المحتم نظراً لِمَس واشنطن السياسي الأحادي، فإن الموضوع الكبير في عطلة نهاية الأسبوع لم يكن هجوم بوتين على شبه جزيرة القرم، بل هو ما إذا كان الرئيس أوباما قد شجعه على ذلك عن طريقة عدم كفاية استعراض عضلاته. هناك الكثير من الانتقادات الصائبة لسياسة أوباما الخارجية لا سيما في سوريا، ولكن الفكرة هي أن هجوم بوتين يرجع بصورة ما إلى خطأ الولايات المتحدة.

ظلت الولايات المتحدة لمدة شهرين تحث الاتحاد الأوروبي لأخذ الأزمة الأوكرانية على محمل الجد. وقيل لي إن تقارير الولايات المتحدة أظهرت أن بوتين ضاق ذرعاً برئيس أوكرانيا الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش وأراده أن يقمع المحتجين أكثر في ميدان كييف. وأصبح نفور بوتين من يانوكوفيتش واضحاً منذ هروبه من العاصمة قبل أسبوع. لكن أكثر ما أساء بوتين فهمه هو أن مركز الجاذبية للاتحاد السوفياتي السابق تحول غرباً. فالجمهوريات التابعة سابقاً للاتحاد السوفياتي مثل بولندا وجمهورية التشيك هي الآن من الدول المزدهرة في الاتحاد الأوروبي. والأمم التي كانت تكون ما كان يوماً يوغسلافيا، تجاوزت تفككها الدامي وخرج معظمها كديمقراطيات قوية. وكان يفترض أن تنضم أوكرانيا للركب المتجه للاتحاد الأوروبي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن فيكتور يانوكوفيتش علق فجأة مباحثاته التجارية مع الاتحاد الأوروبي وقبل رشوة قدرها 15 مليار دولار أميركي من بوتين للبقاء في معسكر روسيا. وبدا خضوع يانوكوفيتش لموسكو في وجه عشرات الآلاف من الأوكرانيين الشجعان الذين تحدوا البرد ووحشية الشرطة وخرجوا للاحتجاج مثل محاولة لعكس التاريخ.

إن الفرصة أمام بوتين هي بالضبط تقريباً عكس رؤيته الرجعية لإحياء الماضي، والسبيل الوحيد أمام روسيا ذاتها للخروج من مأزقها الديموغرافي والسياسي هو بالاتجاه غرباً نحو أوروبا. وأخذ النظام الروسي يصبح عاماً بعد عام نظاماً من الاستبداد الشرقي المتسم بالفساد، مع اتجاه موسكو لتكون أقرب من آلماتا في كازاخستان منها من برلين. والبديل أمام أوكرانيا هو سحب روسيا معها غرباً.

شرح زبيغنيو بريجينسكي، وهو مستشار سابق للأمن القومي الأميركي، في كتاب عام 2008 «إن اتجهت أوكرانيا غرباً تجاه أوروبا أولاً وتجاه الناتو في آخر المطاف، فإن احتمال اتجاه روسيا نحو أوروبا يصبح أكبر»، وسيقول الروس في نهاية الأمر «سيكون مستقبلنا أكثر أماناً وسيكون تحكمنا في مناطق الشرق الأقصى أكثر ضماناً… إن كان هناك نوع من المجتمع الأطلسي الممتد من لشبونة إلى فلادوفوستوك».

قد ترتكب روسيا بوتين المزيد من الأخطاء؛ فقد نرى سلسلة متتالية من الغلطات التي تزج بالقوات الروسية أعمق في أوكرانيا وتهيئ المسرح للحرب الأهلية. هذا هو نوع الحسابات الخاطئة التي تؤدي إلى عواقب كارثية، وسيكون أوباما عاقلاً بسعيه لردع العدوان الروسي من دون تحديد كيف سيكون سلم تصعيد الولايات المتحدة بوضوح شديد. لكن على الأميركيين والأوربيين أن يتفقوا على أن هذه قصة عن انتهاك بوتين للنظام الدولي. سأكون سعيداً إن استطعنا اعتراض أخطاء روسيا، لكن حتى الآن يصر بوتين على فعل ماهو خطأ.

* خدمة «واشنطن بوست»

المصدر: الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

هل السيسي عبدالناصر ام بينوشيه؟

كثر الحديث في الاونة الاخيرة تكهناً حول كيف سيحكم الجنرال “سيسي” مصر؟sisiiids

فمنهم من يقول بانه سيختار النموذج الناصري! حيث بدأ الشعب  يؤلهه كما فعل سابقاً لعبدالناصر!؟ والذين يدعمون هذا التكهن يستندون على زيارته لديكتاتور موسكو بوتين؟ وهذا النموذج اثبت فشله في روسيا واوروبا الشرقية وقبلها في مصر وسوريا, فلا ندري لماذا يجرب الناس المجرب والذي تم لفظه ومات فشلاً !؟

ومنهم من يتوقع بأن يأخذ بتجربة بينوشيه الناجحة في تشيلي؟ او التجربة الاقتصادية التركية الناجحة؟

 بالرغم من اننا اثبتنا في أكثر من مقالة بأن السيسي لن يأخذ بأي من التجارب الناجحة السابقة, وانه سيكون استبدادياً وفاسداً  بشكل  أسوء من  سلفه الديكتاتور حسني مبارك, وسيكون اقتصادياً أسوء من سلفه الاخونجي الفاشي “محمد مرسي” ولكن سنحاول في هذه المقالة دراسة التجربتين الناجحتين لكل من تركيا وتشيلي لنقارنها مع  ما يفعله الجنرال السيسي لنرى فيما إذا كان لديه النية باتباع أي من التجارب الناجحة؟

في البداية نحن نشفق على الشعب المصري المؤمن الطيب والذي يحلم بمجئ “نبي” لديه قدرات إلهية خارقة لكي ينقذهم من فقرهم وبؤسهم, ومن شدة طيبته يتخيل واهماً بأن السيسي هو ذلك ” النبي” وبدأ يؤلهه ويعبده, مع ان السيسي يذلهم ويهينهم  ويعاملهم بإستعلاء وكأنه فعلاً نبي مرسل, ويهددهم بالبوليس (باستخدام القوة) إذا خرجوا عن طاعته وتظاهروا ضده, ويقول لهم” انتو تعرفوا ايه يعني البوليس ينزل الشارع؟ ده خطير جداً جداً”!؟

لو اي مسؤول ببلد متحضر هدد الشعب بهذه الطريقة المهينة لسقط من منصبه مباشرة, ولكن الشعب المصري الطيب حمال الاسية ولكن الى حين, ريثما يصحى الشعب المصري من حلمه واوهامه ويكتشف بأن زمن الانبياء قد ولى من غير رجعة.

ما هي التجربة التشيلية ومثيلتها التركية:

هي باختصار تطبيق قوانين اقتصاد السوق الحر التنافسي, التي تدرس بكل الجامعات الراقية في العالم, وتشجيع الاستثمار والتنافس وبالتالي خلق الفرص وتوظيف الناس ورفع مستوى دخل الفرد, ولكي نصدق بأنه فعلاً يريد السير في هذا الطريق فيجب عليه ان يقوم بالخطوات التالية:

أولا استصدار القوانين الاقتصاد للسوق التنافسي الحر.

ثانياً: خصخصة المؤسسات الاقتصادية الاحتكارية العسكرية والحكومية وتحويلها من الاقتصاد الاحتكاري الفاشل الذي يرهق كاهل الشعب المصري الى الاقتصاد التنافسي الحر الذي يسير بمصر الى الازدهار والرفاهية

ثالثاً: استصدار قوانين القضاء العادل المستقل, وترسيخ الحرية والديمقراطية التي تجلب الاستقرار لمصر وترفع من وثوقية المستثمرين بالقوانين المصرية من اجل تشجيعهم على استثمار اموالهم بالمشاريع الاقتصادية المصرية.

ولكن للأسف, الى الآن لم يقم السيسي بأي خطوة من الخطوات السابقة او يتجه باتجاهها, ولكن على العكس نرى ان كل الخطوات التي قام بها الى الآن تصب بعكس اتجاه التجربتين الناجحتين لتشيلي وتركيا, ونذكر منها:

أولاً: الانقلاب على حكومة الاخوان عندما حاولت تخليص العسكر من بعض احتكاراتهم في قناة السويس.

ثانياً: سلق طبخة “الدستور المصري” والمهين لمصر والذي به تقنين لديكتاتورية السيسي والعسكر واستمرار احتكارهم لاقتصاد مصر.

ثالثا: زيادة الرواتب بقرار سياسي وليس عن طريق آلية السوق التنافسي, وبعدها تمثيلية استقالة رئيس الحكومة  واستبداله بدمية اخرى من نفس النوع التي يحركها السيسي بسبابته, ففي التجارب الاقتصادية الناجحة لا يمكن ان تزيد الرواتب بقرار سياسي من اجل تمرير اجندات سياسية معينة, ولو كان هذا يصح لاصدرت كل الدول مثل هذه القرارات واغدقت على شعوبها الرواتب السخية لكي يعيشوا من دون ان ينتجوا!؟, ولكن في الدول الناجحة, السوق هو الذي يقرر الراتب عن طريق “قانون: العرض والطلب” وهو القانون الذهبي للسوق الحر التنافسي.

لقد حاول زعماء مصر السابقون, مثل السادات ومبارك, بايهام العالم بأنهم يصلحون الاقتصاد المصري, مثل سياسة “الانفتاح” بعهد السادات, ولكن من دون المساس بهيكل الدولة الريعية والاقتصاد الموجه الذي تركه عبدالناصر والذي فيه تحتكر الدولة والعسكر والمقربين واصحاب الذوات للاقتصاد، مما ادى الى ظهور محتكرين من «القطط السمان» , كما يحب الشعب المصري ان يسميهم, والذين يتمتعون بالرخاء وحدهم بعيداً من الغالبية الفقيرة.

أما حسني مبارك فقد كان حاوياً أكثر, حيث اوهم الناس بأنه يطبق نظرية «اقتصاد الانسياب من أعلى إلى أسفل»

Trickle Down Economy

وهي نظرية اقتصادية معروفة لتشجيع الاستثمار, وقد تبناها بقوة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان الذي كان يشجع على خفض الضرائب على الأغنياء، وإعطاء حوافز لرجال الأعمال من آجل ان يزيدوا من حجم استثماراتهم ومشاريعهم بالسوق, وبهذه الطريقة تزداد فرص العمل وبهذه الطريقة تعم الفائدة على جميع الناس وهذا هو المقصود بالانسياب من اعلى الى اسفل.

 ولكن اخفى حسني مبارك عن شعبه بان هذه النظرية يمكن تطبيقها فقط عندما يكون الاقتصاد التنافسي الحر, وحيث تكون قوانين  البلد الاقتصادية تدعم السوق الحر, اما في الاقتصاد الاحتكاري كما في مصر فلا يوجد تنافس, فيأخذ المحتكر الدعم المالي من قوت الشعب ويكدسه بحسابه البنكي في الخارج فتخسر مصر مرتين: الاولى بسرقة مال الشعب المصري, والثانية بتهريب هذا المال للخارج وعدم تدويره في الاقتصاد المصري, مما أدى في النهاية الى فشل التنمية في مصر وازدياد حالة الناس سوءاً.

 من الواضح أن نظام السيسي الان يتجنب الخوص بأهم مشكلة في مصر وهي الاقتصاد، ويفضل الهاء الشعب بمناقشة اي  قضيه غيرها، مثل الخوض في نظرية المؤامرات الكونية على مصر (كما يفعل المجرم بشار الاسد)، او الخروج بخزعبلات  “سيسية” (من السيسي)  لاختراع جهاز ثوري لمعالجة امراض الأيدز والكبد الوبائي, كل هذا من اجل الهاء الشعب وتخديره “وتنويمه على نظرية تأليه البطل الخارق “سيسي..

من هنا نرى بان ليس لدي السيسي اي نية للنهوض بمصر فهو باحسن الاحوال سيكون

اكثر استبدادية من سلفه حسني مبارك

 اسوء اقتصاديا من  سلفه مرسي

وسيكون دمويا من طراز بشار الاسد وصدام حسين ومعمر القذافي فهذه سمة تميز كل الطغاة العرب

هذه الحقيقة التي يجب على الشعب المصري ان يواجهها لكي يصحى فزمن النبوات قد ولى من غير رجعة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

Maslow s هرم ماسلو للاحتياجات الانسانية مجلة الباحثة

beuty

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, يوتيوب | Leave a comment

DNA 03/03/2014 الهجوم على رئيس الجمهورية

nasnatasha

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment