السومريات لسن عورات

muf44يستعد العديد من الكتّاب”اليساريين” المتطرفين اصدار بيان قوي اللهجة او شديدها،يندد ويستنكر ويعترض ويطالب، بعد كمية الطبخات التي صدرت امس من مطبخ المنطقة الخضراء ونسي الطباخ الارعن ان يضع فيها الملح لكي “تغزر”.
وتسربت نسخة من البيان قبل اصداره الى جهات ذات صلة قربى بهؤلاء الكتّاب الذين لم يألوا جهدا في استعدادهم لتعميم فحواه من خلال الحاضرين في مقهى “ابو كاظم” الواقعة في علاوي الحلة مقابل سرة “الكيا” المندثر حاليا.
الطبخة الاولى: مابين سوزان السعد ،حفظها الله وابقاها ذخرا لهذه الامة المريضة، والسومريات بون شاسع يمتد من هضبة التبت الى ناحية السيبة التابعة لقضاء الفاو المجيد.
هذا البون ايها السيدات والسادة عبارة عن خلطة عجيبة من طبخات يقال عنها انها تشبه لون الخزي وطعم العار رغم انهما ،الخزي والعار،غير موجودين الا في اذهان اصحاب المؤامرة فقد طرحت، المذكورة اعلاه، امس معادلة جديدة تنافس فيها اينشتاين: حجاب+قشمرة اطفال=صوت انتخابي، غصبا عليكم.وفوكها تصيح بيهم :اشبيكم ولكم ماتحبون الزهرة.. ماغزرت بيكم البطانيات الحمر.
الطبخة الثانية: تأكد بما لايقبل الشك ان حي الكرادة وحده يضم الان اكثر من 50 حزبا،كلها تعيش على الله والاسلام.
الطبخة الثالثة من تاليف جدات احد البصريين: عدد من الاحباب والمعارف دز عليهم واحد وكلهم اكو تعيين عالامن القومي ،راحو وياه للكراده دخلهم على حزب تابع لجماعة قال عنهم القائد العام انهم من جماعة الخميني.
وقابلهم واحد كلهم احنه حزبنه تابع لمجاهدين الاهوار في حرب ايران سنه 1980
وعدنه خط جهادي بسوريا والنه اربع وزارات بالانتخابات الجاية ،وباجهم لونه احمر واكبر صماخ بوزاره بالدوله ميحجون وياهم.
بعدين كلهم: المواليده 84 فما دون نحسبله راتب ونعينه بس بشروط اذا نعطي امر يكتل اي شخصيه ينفذ بدون مناقشه
او اذا اجا امر يروح لسوريا يروح.
طرطرة…ياطرطرة..ياطرطرة.
الطبخة الرابعة: هذه فعلا طبخة ماصخة وبدون ملح وحتى بدون طعم ولا رائحة وتشبه مكرم القارئين وغيرهم (….).
أعلن وزير النقل هادي العامري، امس ، “عن فتح تحقيقين في العراق ولبنان بشان الطائرة اللبنانية وتورط نجله في أرجاعها إلى بيروت، وأكد أن كابتن الطائرة منع نجله من الصعود إلى متن الطائرة، فيما تعهد بتسليم نجله للقضاء في حال اثبت التحقيق تقصيره ومسؤوليته عن الحادثة”.
نتحدى السيد العامري رعاه الله وابقاه سندا لمنظمة بدر، ان يرى احد المسافرين منذ طيران الاخوين رايت ولحد كتابة هذه السطور وجه كابتن الطائرة حين صعوده او نزوله من الطائرة.
ياسامعين الصوت ،اكو بعد اكثر من هذا الهذيان؟.
الطبخة الخامسة:هذه الطبخة فلتت من اسوار بغداد وعبرت”قجق” الى بلاد الكفار،وقبل ان نأتي على ذكرها لابد من القول ان الكثير من الكتّاب الرجال يشحذون اقلامهم في المناسبات المحلية والعالمية، وهاهو يوم المرأة العالمي مرّ في نهاية الاسبوع الماضي فشمّر بعضهم عن ساعديه ليكتب عن حقوق المرأة ومظلوميتها واضطهادها ويبكي الما لأنحدار وضعها الاجتماعي الى هذا الدرك المظلم، وما ان ينتهي اليوم حتى يأتيها في الظهيرة ويصرخ في وجهها “شنو طابخة اليوم؟”.
اتحدى اي رجل يغسل صحون البيت في هذا اليوم على الاقل،او يأخذ اولاده الى حديقة عامة او يخصصه للجلوس مع زوجته فاردا وجهه عن ابتسامة صادقة.
بطران ..مو؟؟.
المهم ايها السادة ،على عنادكم صدر العدد الاول من كراسة “سومريات” وباشراف جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية الثقافية وفيه اقلام “الحلوات” اللواتي اثبتن انهن كاتبات بارعات يعلقها الرجل الشريف وساما على صدره.
في هذا الكراس كتابات شابة جدا تحس وانت تقرأها ان هؤلاء النسوة قد شتمن بصوت عال كل من يقول ان المرأة عورة بل العورة في الرجل الذي لايعرف من دنياه سوى الاكل بشراهة وتطويل اللحية واختيار مسبحة (99 حبة) وباينباق غربي وشحاطة من محلات “تو دولار شوب”.
الحديث مفصلا عن هذه الكراسة يأتي لاحقا.
الطبخة السادسة:ماقاله عزت الشابندر(نائب مستقل) اكثر من تافه بعكس ماقال عن تقاعد النواب وكبار مسؤولي الدولة فقد: عدّ التقاعد امرا تافها لايستحق التظاهر فيما دعا الى التظاهر ضد تدهور الوضع الامني وتردي الخدمات وسرقة المال العام . وقال في تغريدة له على صفحته الشخصية على الفيسبوك ان “التفجيرات تعمّ بغداد العاصمة والقتلة يعبثون بأمن البلاد وأرواح الأبرياء اين وانّى يشاؤون إذن من هم الذين نعتقل يوميا ؟ ولماذا كل هذه الحواجز ؟ إذن اين هم [القادة الميامين] المكلفون بحفظ الأمن ولماذا لا يتظاهرون(يجب ان يقول يتظاهر) الناس ضدهم كما يتظاهرون ضد امرٍ تافه كتقاعد النواب”.
احلى نكتة في هذا اليوم.
الطبخة السابعة: لطّام جديد ظهر من القفص الذهبي ديروا بالكم.
أكد رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي، حاجة العراق الى مشاريع كبيرة جدا في البنى التحتية وقطاع السكن وبمساعدة شركات عالمية كبرى لمواجهة النقص الكبير في هذه المشاريع.
وقال الاعرجي، ان “العراق يحتاج لهذه المشاريع وتلك الحاجة جاءت من الاهمال الكبير في السابق وصعوبة تنفيذ المشاريع في الفترة الراهنة وبالتالي تحول العراق الى بلد يحتاج نهضة ستراتيجية في هذه المشاريع لمواكبة حاجة المواطنين فيه”.
خوش حجي…
اترك لكم التعليق ولله الامر فيما يقولون.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | 1 Comment

الأم هي أثمن شيء في المنزل

أمي هي سبب بقائي حيا, وهي سبب سعادتي, وهي في البيت الأم والأب والخالة والجدة, فجدتي لأمي ماتت ونحن أطفال, وجدتي enfantmother2لأبي ماتت وعمري22 عاما, وأبي مات وعمري15 عاما, لذلك أمي هي كل شيء بالنسبة لنا جميعا كأفراد عائلة, وهي الخالة, لأن أمي ليس لها أخوات فهي الوحيدة لأمها وأبيها, وهي العم أيضا, فعندما مات عمي الوحيد,قلت لها مازحا:الآن أصبحت عما لي,ولو ماتت أمي وعاش أبي لضعنا في هذه الحياة, والحمد لله أن الذي أمات أبي وليس أمي, الأم لا يمكن تعويضها , فهي ليست سلعة تباع وتشترى,فلا أحد يستطيع أن يعوض حنان الأم ولا أحد من الممكن أن يأت لنا بأم بديلة وكما قال المثل الأردني العامي(ما أحن من الولّاده غير عرصه وقواده) , ولكن الأب من الممكن أن يعوض بقطعة حلوى أو بمبلغ بسيط في البنك , ولكن الأم لا يمكن أن تعوضها كل مصاري الدنيا , ولكن بحنان الأم من الممكن أن نعوض أي حنان ينقصنا كبشر, فأمي عوضتني عن الأب وعن الجد والجده والخالة والعم , ولو ماتت أمي لتزوج أبي وأهملنا جميعا ولجاءت لنا زوجة أب تحتل مكانة أمي , ومن الممكن أن تستولي على مقتنيات أمي الثمينة مثل الخزانة والمنشفة والمنديل والوسادة والغطاء, فأنا شخصيا أقدس كل مقتنيات أمي التي من الممكن أن تعتبروها أنتم مقتنيات بسيطة ولكن في الواقع ثمينة جدا ولا أحد يعرف ثمنها, حتى(المطوى) الذي تطوي عليه الأغطية مثل(الحرامات واللحفة) هذه مقتنيات أثمن من ثمينة لأن فيها رائحة أمي العطرة, وحتى جهاز فحص السكر أقدسه وأقدس الإبر(السرنجات) التي تتعاط بهن مادة الأنسولين لتخفيف السكر في الدم, وربما إذا ما افترضنا أن أمي هي التي ماتت وتزوج أبي ربما تأتينا زوجة أب وتطردنا من البيت, كما حدث ذلك مع الكثير الكثير من الناس .

أمي عاشت طوال حياتها وهي تعمل على توسعة البيت لنا لكي يضمنا أكثر من أي وقتٍ مضى, وحين مات أبي كان عمرها أقل من 30 ثلاثين عاما, وكانت جميلة , حاول بعض الناس أن يخطفها منا ولكنها رفضت وبقيت قاعدة علينا كما تقعد الدجاجة على بيضها, عملت في وظيفة حكومية بوزارة التربية والتعليم في الوقت الذي كان فيه العمل للمرأة عيب, وتعرضت أثناء العمل إلى الكثير من الإهانات ولكنها صبرت كثيرا وتجاوزت كل المحن والاختبارات وتنازلت عن كبريائها من أجلنا نحن, كل هذا من أجل أن نعيش بكرامة وأن لا نحتاج إلى أحد, وما زالت إلى اليوم تنفق على منزلي,وترعى أولادي, وأولادي بالنسبة لها غالين عليها جدا وكأنها هي التي أنجبتهم, لا يمكن أن نجد أحدا يشبه الأم في التصرفات,ولكن كما قلت لكم من الممكن تعويض الأب.

أمي التي لم تتركنِ لحظة واحدة منذ يوم ولادتي حتى اليوم,ما زالت تتعامل معي وكأنني ما زلت طفلا صغيرا, حاولت طوال السنين التي مرت أن أقنعها بأنني لم اعد طفلا بل رجلا قادرا على تحمل المسئولية, ولكن أمي تترأف لحالي وتشفق لحالي في كل مرة أحاول فيها أن أقول لها بأنني رجلٌ, كان ذلك أول مرة سنة 1987م يوم تركت مقاعد الدراسة وخرجت من المدرسة الإعدادية من الصف التاسع متوجها للالتحاق بمواقع العمال والشغيلة لكي أكسب النقود وأنفق على البيت بدلا منها, أول مرة حصلت فيها على 35 قرشا وهن ثمنا لعشر ساعات من العمل تخلله حمل الطوب والاسمنت والرمال على كتفي,وحين عدت إلى البيت بهذا المبلغ ضحكت أمي وقالت: بعدك طفل صغير يا ولدي,ماذا أفعل بال35 قرشا؟هل تريد بهذا المبلغ أن تنفق على البيت؟, فوقفت أمامها بكل رجولة وقلت:نعم أستطيع, فضحكت والدموع تملئ عينيها وقالت: ال35 قرشا لا يكفن لتنظيفك من رمال الورشة التي عملت فيها, ال35 قرشا لا يكفن ثمنا لحذائك الذي تمزق وأنت تصعد الدرج وتنزل, ال35 قرشا لا يكفن لشراء وجبة عشاء لك وليس لكل أهل الدار, عندها شعرت باليأس من كلام أمي وانثنيت على جنبي وضربت كوعا على جنبي اليمين وأخذت نفسا عميقا وقلت: لا عليك ذات يوم سأصبح رجلا قادرا على تحمل المسئولية.

وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى الدكانة المجاورة لمنزلنا واشتريت شفرة حلاقة,وعدتُ فيها إلى البيت ووضعت لأول مرة في حياتي الصابون الخاص بالحلاقة على وجهي, وبدأت أحلق شعر وجهي رغم أن وجهي لم يكن قد نبت فيه الشعر بعد, وذلك حتى أقنعها بأنني أصبحت رجلا مثل كل الرجال والشعر يملئ لي وجهي, فجاءت أمي وشاهدتني وضربت على وجهها وقالت:شو بتساوي يا نُص نصيص؟ فقلت: أحلق وجهي مثل كل الرجال, فقالت: وهل أصبحت رجلا؟إنت بعدك بتبكي على الخبزه إذا ما لقيتهاش,ولك هي كاينه الزلم باللحى والشوارب؟؟؟ وبعدك يا نص نصيص ما بلغتش من العمر 16 سنة, فقلت لها: بل أنا رجل, أنا رجل, قلتها بكل عصبية, وغدا ستفهمين كيف سأصبح رجلا هكذا مثل كل الرجال, كانت أمي وما زالت إلى اليوم تعتقد بأنني لم ابلغ سن الرجولة فأنا بنظرها ما زلت طفلا.
وبعد سنة واحدة لاحظتُ أن صوتي بدء يغلظ وصار فعلا خشنا, ففرحت جدا وقلت لنفسي: طلع على أرجلي شعر وعلى وجهي وصار صوتي مثل صوت الرجال, وقالت أمي مثل الرجال ولم تقل بأنني أصبحت رجلا,كان جسمي في طفولتي هزيلا جدا وكانت جدتي تشفق عليّ جدا جدا وكانت أمي مثلها وكن يصفنني دوما بكلمة(نص إنصيص),لم استطع أن أكافئ أمي طوال حياتي أو تعويضها عن سهر الليالي وتعويضها على ما فات من عمرها وهي ترعانا أنا وأخواتي الأربع وأخي الوحيد, ترى بماذا يمكن لنا أن نكافئ الأم؟ هل تخصيص يوم واحد لها في السنة قادرٌ على تعويضها؟ هل لو أشعلنا لها أصابعنا العشر شمعا من الممكن أن نعوضها؟ إننا في كل الحالات لا نستطيع تعويض الأم مطلقا, أبدا, ولكن هكذا نحن لا نملك شيئا نقوله للأم إلا الكلمات, وبعد كل هذه الإجراءات نفتح على المحطات الفضائية العربية لنجد رجلا يقول عن نفسه أنه من كبار العلماء ليقول لنا: المرأة ناقصة عقل ودين, ونستمع من مكبرات الصوت للشيوخ من المساجد وهم يقولون: لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة,وأمي عاشت طوال حياتها لتثبت عكس كل هذه الخزعبلات.

Posted in فكر حر | Leave a comment

هل يصبح العراق واحة تعايش بين العرب والأكراد والسنة والشيعة والكلدان و.. بعد الأنتخابات ؟

هل يصبح العراق واحة تعايش بين العرب والأكراد والسنة والشيعة والكلدان و.. بعد الأنتخابات ؟ft16
بقلم : د. حبيب تومي ـ اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
مصادفة ان يكون مائة عام قد مضى على رسم حدود وخرائط المنطقة وقيام كيانات سياسية على انقاض الأمبراطورية العثمانية حيث كانت بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914 بمثابة المسمار الأخير في نعش الأمبراطورية العثمانية ، فهذه الأمبراطورية المترامية الأطراف كانت تضم الكثير من المجموعات الدينية والأثنية والعرقية : الفرس والعرب والقوقاز والبلقان والكلدان والأكراد والأرمن .. وبعد انهيارها خيّم التداعي والأنقسام في الأرض والهوية والجذور العرقية والثقافية .. وجزء من ذلك المخاض كان ولادة الدولة العراقية الحديثة في سنة 1921 والتي تكونت من ثلاث ولايات : بغداد والموصل والبصرة ، وكانت هذه الولايات سابقاً تابعة بشكل مستقل للباب العالي في استنبول ، فكان تأسيس دولة العراق منذ بدايته مبنياً على منظومة من التناقضات ، لكن إرادة الكبار شاءت ان تكون بتلك الصورة فكانت كما ارادوا .
في كتاب ” فيصل الأول.. أفضل زعيم في تاريخ العراق الحديث ” من تأليف على العلاوي قدمه امير طاهري في جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 26 ـ 02 ـ 2014 ، ورد فيه ان البريطانيين ارادوا في البداية إقامة دولتين في العراق واحدة في الشمال يحكمها (زيد ) وأخرى في الجنوب يحكمها (عبدالله ) وهما من ابناء حسين بن علي الهاشمي، شريف مكة.
بعد ذلك كان الراي بتحويل العراق الى جمهورية لكن إصرار ونستون تشرشل وزير المستعمرات على بقاء العراق دولة ملكية كان الأرجح ، وبعد ذلك وقع الأختيار على الملك فيصل ليصار تسويقه ملكاً للعراق ، ولا يتسع المجال في الإسهاب بهذا الشأن .والغاية هنا ايراد ما قاله فيصل الأول في بداية التأسيس ، وسوف نقتبس من كتاب على علاوي يقول :
((( مرة كتب الملك فيصل قائلا «رحل الأتراك وأصبحنا الآن مثل الأيتام، فليس لدينا حكومة أو جيش أو نظام تعليمي. وعلاوة على ذلك، لا يتفهم السواد الأعظم من شعبنا مسألة حب الوطن أو الحرية أو معنى الاستقلال». ويضيف :
كتب الملك فيصل ليقول إن العراق «تفتقد للأمور الأساسية للوحدة الاجتماعية المتماسكة، وتحديدا وجود الشعب المتحد من خلال السمات العرقية المشتركة ومجموعة المعتقدات والديانة». ويختم قوله :
وكتب أيضا «يتمثل اعتقادي في عدم وجود شعب عراقي. لا يوجد سوى جماعات كثيرة متنوعة ليس لديها عاطفة وطنية. ولدى تلك الجماعات شعور قوي وأحاسيس بالخرافات والعادات الدينية المغلوطة. ولا توجد أسس وقواسم مشتركة فيما بينها))) .
ويرى علاوي سخافة هذه الرؤية ، ولكن اثبتت الوقائع التاريخية ان رأي الملك فيصل اتسم بالواقعية لما كان عليه المجتمع العراقي وقتذاك والى اليوم .
المتابع للوقائع في العراق بعد الحرب العالمية الأولى وتكوين الدولة العراقية الى 2003 من حكم العراق ، سيصادف حكم ثلاثة ملوك وخمسة رؤساء جمهورية ، لكن يمكن تقسيم هذه المدة الى مرحلتين : ملكية وجمهوية ، في المرحلة الملكية كان الملك فيصل الأول ابرز ملوكها ، خطا خطوات مهمة لتفعيل مكونات المجتمع العراقي في العملية السياسية ، رغم خلفيته السنية ، ، فأدخل اتباع الديانات الأخرى غير المسلمة في التركيبة الحكومية من يهود وكلدان وسريان وسعى الى مزيد من الحقوق للاكراد والشيعة وعموماً حاول بالأتفاق مع الأنكليز تثبيت اقدام دولة برلمانية عراقية ، شبيهة بالملكية البرلمانية البريطانية وعلى نمط الحكم في الهند والتي ما زالت تمثل تجربة فذة في الحكم الديمقراطي في العالم الثالث .
في العصر الجمهوري والذي بدأ بسقوط الملكية في تموز 1958 كان بمثابة انتهاء الأستقرار والهدوء وبداية عصر الأنقلابات وانتشار مظاهر العنف ، في البداية كان هنالك تأييد شعبي جارف لمولد الجمهورية ، لكن بعد تبخر السكرة واستقرار الفكرة تبين ان النظام الجمهوري عمل على تكريس الحكم الدكتاتوري متسربلاً بشعارات ثورية قومية ، ولم نجني من ذلك سوى الحروب الداخلية والخارجية .
بعد نيسان 2003
بسقوط النظام عام 2003 استبشرنا خيراً من ان العراق سيتحول الى اليابان في مجال الصناعة والتكنولوجيا، والى سويسرا في الحكم الديمقراطي وسيكون واحة خضراء تنتعش في ظلالها كل المكونات على قدم المساواة . لكن ظهر ان مفعول خطاب الملك فيصل الأول بقي سارياً لحد الساعة ، والعراق لم ينفك من عقدة هيمنة احد الطراف على مقاليد الأمور وعقدة تسيده وسيطرته على الآخرين . فخيم ظلام الفوضى وهيمنت روح الأنتقام من رجال الماضي ، فتبلورت مظاهر العداء بين السنة والشيعة ، وتمخضت عن عمليات القتل المفتوحة عبر شتى صنوف الأنفجارات والقتل في المناطق المزدحمة بالسنة وبعد ذلك المناطق المزدحمة بالشيعة ، وفي حالات اخرى قيام المتطرفين من السنة والشيعة بالأنتقام من اصحاب الأديان الأخرى غير المسلمة لحملها على الهجرة ، وهكذا اصبح العراق مرشحاً لكي يصبح فارغاً من المسيحيين والمندائيين والأيزيدية في في المستقبل المنظور .
ثمة حالات فريدة في العراق ، وربما في ما يعرف بالوطن العربي برمته . لقد كان هنالك مشاعر قومية عربية حماسية وكان هذا الاندفاع القومي يعطي نوع من الشرعية بالتفوق على الآخرين غير العرب ، بل ابعد من ذلك يذهبون الى نكران وجود غير العرب ، فلا مكان لغير العرب في ما يطلق عليه بالوطن العربي ونجم عن هذا التصور غياب المشاعر القومية بالروح الأنسانية التعايشية مع القوميات الأخرى غدت محملة بالأفكار الفاشية الأقصائية بحق الآخرين ، ونتج عن ذلك الويلات الكثيرة التي نجمت عن الصراع العربي الكوردي ثم كان في وقع الظلم في العهد السابق على الشيعة ، واليوم انعكست الآية ليشمل الظلم السنة .
بعد سقوط النظام في 2003 وتثبيت مفهوم العراق الأتحادي في الدستور والأعتراف بأقليم كوردستان ، اقليماً يحمل الكثير من الأستقلالية في ظل الدولة العراقية ، إلا ان تفاصيل كثيرة بقيت معلقة بين بغداد وأربيل لتظل حجر عثرة في طريق المسيرة السياسية العراقية .
ومن الأسباب التي جعلت العراق يراوح مكانه ، هو العملية السياسية الفاشلة المبنية على اساس طائفي ، ومهما حاولنا تجميل الصراع المحتدم حالياً ، إن كان بين الأقليم والعراق الأتحادي او بين السلطة النفيذية الممثلة بالحكومة والسلطة التشريعية الممثلة بالبرلمان ، وكذلك الصراع الدائر في بعض المحافظات وفي مقدمتها محافظة الأنبار ، كل هذه الصرعات التي نعطيها مختلف الأسماء السياسية والحزبية والكتلية والشخصية ، فهي في نهاية المطاف صراعات طائفية ، إن كان لها جذور قومية كما هي بين العرب والأكراد ، او كان لها جذور مذهبية كما هي بين السنة والشيعة .
المواطن العراقي الذي نقول عنه انه ، مفتح باللبن ، للاشارة الى نباهته ، فقد تبين ان اختياره لدروتين انتخابيتين قد اخطأ في الأختيار والتقدير ، واليوم المواطن العراقي مقبل على خوض نفس التجربة الأنتخابية . فهل سوف يقع بنفس المطب ، ام انه سيحسن الأختيار …؟
العالم اليوم قرية صغيرة والأستفادة من تجارب الآخرين ليس عيباً ، فالعرب يأخذون كل شئ من الغرب من ابرة الخياطة الى الدبابة والطيارة ، وهم لا يفكرون بالمخترعات ، فلهم قول مأثور يؤمنون يقول :
لا تفكر فلها مدبر ، فلماذأ يستنكفون من الأستفادة من ديمقراطية الغرب ؟
ثمة دول قطعت اشواطاً مهمة في مضمار التقدم الحضاري ، ولم يكن لها الثروات والقدرات المادية والثروات الطبيعية التي تملكها الدول العربية ، والعراق بشكل خاص ، وقد يكون من المفيد التطرق الى تجربة سويسرا حيث اتسم مجتمعها بالتعدد والتنوع اللغوي والأثني ، ولكن الفرق بينها وبين العراق انها عرفت اصول الحكم في الدول التعددية وذلك بدخولها في صيغة اتحادية ناجحة ، فتعاملت مع مكوناتها بالعدل والأنصاف ، بدل اسلوب النزاعات والصراعات والغالب والمغلوب ، وإن كان العراق فيه اقليم واحد فإن سويسرا تتكون من 26 اقليماً ( كاتونات) ، وتتكلم اربع لغات وهي الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانيش ، وتعاملت سويسرا مع هذه المكونات بالعدل والإنصاف رغم ان المتكلمين بالألمانية يشكلون اكثر نصف عدد السكان ، ولكن شعوب هذه الدولة تعتز بهويتها الوطنية المشتركة بالدرجة الأولى .
لقد فشل العراق في التعامل العادل مع المكونات ، فهيمنت الفكرة الأستبدادية المركزية للدولة ، واستخدمت الجانب الأمني لفرض (هيبة) الدولة واعتبر منح اي حقوق للادارة الذاتية في الأقليم او المحافظات وكأنه يعني الأنتقاص من سيادة الدولة العراقية .
الواقع العراقي اليوم يمر بأزمة سياسية ، وتسود شوارع كثير من مدنه عمليات إرهابية ، وأخرى طائفية ، إن كان ضد السنة او الشيعة ، وعلاقات متوترة مع اقليم كوردستان ، وثمة عمليات كر وفر عسكرية مع المجموعات الإرهابية في الأنبار وبعض المدن الأخرى ، ناهيك عن حالة الأقليات الدينية كالمسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين واالمندائيين والإزيدية ، ولا نستطيع هنا التحدث عن الحقوق القومية والسياسية ، فالعراق ليس سويسرا ، حيث المواطن له حقوقه ، بينما في العراق من يتظاهر ويناضل ويرفع صوته ويحمل السلاح له حقوق ، اما في غير ذلك فليس حقوق ولا هم يحزنون .
فالشعب الكلداني من المكونات العراقية الأصيلة ، لكن هُضمت حقوقه في العراق الأتحادي وأقليم كوردستان على السواء ، لأنه لا يرفع صوته ، لقد كانت له حقوق كاملة في العهد الملكي الذي تميز بالتعامل العادل مع كل المكونات ، لكن بعد 2003 مسحت ورقة الشعب الكلداني ، وقد برر السيد بريمر الحاكم الأمركي ذلك ، بأن الكلدان ليسوا فعالين بما فيه الكفاية لذلك ينبغي نفيهم خارج العملية السياسية ولم يعد له ( الشعب الكلداني ) اي ذكر في المحافل السياسية والقومية بل اصبح من الممنوعات ترديد اسم الشعب الكلداني والقومية الكلدانية واللغة الكلدانيــــــــــــــــة ، فكان عزلهم عن الدور السياسي الوطني الذي لعبوه في تاريخ العراق القديم والحديث ، ونحن نتطلع الى الأنتخابات القادمة لعل الشعب الكلداني ينجح في ايصال ممثليته الحقيقيين الذي يفتخرون باسمه الكلداني وبتاريخه ، كما نتأمل في الأنتخابات القادمة ان توضع اسس جديدة لخدمة العراق وللهوية العراقية التي تشمل جميع المكونات العراقية وفي المقدمة الشعب الكلداني الأصيل .
د. حبيب تومي / اوسلو في 10 / 03 / 2014

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

كيت بلانشيت و سيمون فيليب .. والبدايات المضللة !!

“جلادريل” في سلسلة “سيد الخواتم” من عام “2001” إلي عام “2003” ،،catblanchettt

أو “كاثرين إليز بلانشيت” ، أو “كيت بلانشيت” ، ممثلة أسترالية ولدت في الرابع عشر من مايو للعام “1969” بمدينة “ملبورن” ، وبطلة باقة من أشهر الأفلام ، “إليزابيث” و “بابل” و “إنديانا جونز” و “مملكة الجمجمة الكريستالية” و “حالة بنجامين بوتون الغريبة” ، ذهبت إليها مؤخراً جائزة الأوسكار كأحسن ممثلة عن دورها في فيلم “ياسمين أزرق” ..

وسام آخر ، وليس الأخير بالتأكيد ، يضاف إلي العديد من الأوسمة التي أحرزتها “كيت” فيما مضي ، مثل ، نجمة على ممر الشهرة في هوليوود وجائزة “نقابة ممثلي الشاشة” وجائزة “جولدن جلوب” وجائزة “بافاتا” ، بالإضافة إلي حصولها علي جائزة الأوسكار كأحسن ممثلة ثانوية عن تجسيدها لدور سميتها “كاثرين هيبورن” في فيلم “الطيار” للمخرج “مارتن سكورسيزي” ، فخالص التهنئة وكل المجد ..

أحد أسبابي لاتهام هذه النجمة باستحقاقها لكل هذه الأوسمة الثرية ، بالإضافة إلي حضورها المستبد طبعاً ، وملامحها الأليفة ، هو أنها لم تخجل في حديث لها عن مسيرتها أن تعترف بتواضع الأنقياء أن أول خطواتها للصعود إلي النجمة التي تسكنها الآن بدأت من “مصر” التي جاءت إليها كسائحة معدمة تسكن غرفة في فندق متواضع من فنادق وسط “القاهرة” ، بعد عدة أشهر من الصعلكة !!

وأضافت :

” تعرفت على شاب أسكتلندي في الغرفة المجاورة لي ، يعمل في تزوير النقود وجوازات السفر، وعرض عليَّ العمل ككومبارس في فيلم سينمائي عن الملاكمة اسمه “كابوريا” ، مقابل خمس جنيهات ووجبة ، كان العمل مرهقاً للغاية ، وكنت أجلس مع المجاميع على الأرض لمدة تزيد على ست ساعات لتجهيز مشهد واحد ، وسط حالة من الزحام والضجيج والأتربة ، لكنني كنت سعيدة بأكل الفلافل ” !! ..

لم يحدث أن أبدي المحاور دهشته من هكذا تصريح لا يضيف لها شيئاً كان بمقدورها كتمانه ، كما لم يسألها السؤال التقليدي السخيف : أين ترعرعت مولاتي؟ ، ولا هي قالت : نشأت وترعرعت في سراية دادي الباشا ، وعيلة محافظة وذلك الكلام المحفوظ ، كتصريحات أغلب نجماتنا القادمات إلي الفن إما من باب رقص البطن في الموالد الشعبية ، أو ، فتاة ليل ، أو ، أداة من أدوات “أبونا الذي في المباحث” ..

أشياء صغيرة ولكنها تلمس في الذاكرة فروقاً جوهرية تصلح معياراً للمسافة بين حضارة متقدمة وحضارة لا تزال في طور البدائية الأولي ..

كم للحياة من تصرفات غير متوقعة !!

النجمة العالمية “كيت بلانشيت” تقف تحت الأضواء لأول مرة في فيلم “كابوريا” بطولة الفنان الراحل “أحمد زكي” وإخراج “خيري بشارة” ، وترقص مع فتيات المجاميع خلف “أحمد زكي” وهو يغني “أز أز كابوريا” !!

تأمل “كيت بلانشيت” كيف صارت ، وكيف صار أبطال “كابوريا” الجوهريين وأبشر مثلي بالدهشة !!

ذهب “أحمد زكي” إلي الخندق الآخر قبل أن يتناثر غباره مثلها علي كل القارات ، وكرست “رغدة” ، الشاعرة للأسف ، كل حياتها لحراسة كرسيِّ “بشار الأسد” ، و “صدام حسين” من قبله ، وذابت “سحر رامي” في تجاعيد الغياب وآثرت أن تكون فقط زوجة للأستاذ “حسين الإمام” ، أحد أهم مقدمي برامج “المقالب” في مصر الآن ، فقط !!

مع ذلك لا يصلحُ أيٌّ من هؤلاء للمقارنة بـ “كيت بلانشيت” لدي من يريد أن يكتب عن البدايات المضللة ، لأن بدايات كل هؤلاء كانت أيضاً متواضعة ..

لابد إذاً أن نفتش الذاكرة عن فنان لم تحطم بدايته تابوهاً فقط ، بل كادت أن تكون نهاية مطاف وبداية انطلاقة !!

فنان لم يصعد السلم خطوة فخطوة ليطال نجمة يأوي إليها ، إنما هبطت عليه مباشرة نجمة كبيرة لتسكنه ، ثم .. لا شئ بعد ذلك سوي الذكريات التي برائحة الياسمين الأزرق !!

إنها “سيمون” طبعاً ، ثم بعد ذلك الفراغ ؟!

كان ظهورها في النصف الثاني من عقد ثمانينات القرن العشرين حدثاً أعطي “مصر” وعداً بنجمة ولدت لتسكن سماءً حقيقية ، وولدت أيضاً كـ “داليدا” في حيِّ “شبرا” ، وحملت اسماً حديث الرنين وغير مطروق كاسمها ..

كان ظهورها حدثاً وقع علي إثره كلُّ المراهقين في تلك الفترة أسري الجنون !!

اسأل أي مراهق من مراهقي تلك الأيام الخوالي عن “سيمون” ، سوف يخبرك بالتأكيد أنها البنت التي سرقت من “ليلي علوي” مساحة هائلة من أحلام يقظته ، وأنها البنت التي لها في ذاكرته ركنٌ سُكَّريٌّ لا ينهار ، يخصها وحدها ، وحدها بالتأكيد الزائد عن الحد ..

لقد دخلت القلوب بحرية ، بلا تذكرة دخول ، كغيمة عطر خفيف تساقطت في بحيرة من مياه قديمة ومستهلكة دخلت القلوب ..

كل شئ يمت إليها ، كل شئ ، مهد لها الممرات نحو قلوب الآخرين بسهولة ، حاجباها المميزان ، وطفولة وجهها الذي يختصر كل ملامح نساء دول البحر الأبيض المتوسط في امرأة واحدة ، وأظنها بالفعل تحتفظ في عروقها ببعض دماء الإغريق الذين استوطنوا “صعيد مصر” أثناء حكم البطالمة ثم ذابوا في نسيج السكان الأصليين ، جنباً إلي جنب مع بعض الدماء القبطية ،،

ولعل حنين هذه الدماء الإغريقية إلي عناصرها الأولي هو السبب الذي لا تعرفه هي نفسها ، والذي دفعها للمشاركة في مهرجان الصداقة المصرية اليونانية بأغنية باللغة اليونانية في أول خطواتها في عالم الفن ، من يدري ، ربما ..

لذلك ، كانت دماء المراهقين تصرخ في العروق لمجرد ظهورها ، وتصدر قلوبهم حفيفاً تكريماً لعروس الأحلام المجسدة فيها ، وكانوا يتفقدون بلهفة كل ما ينتمي إليها ، بل كانوا يغارون عليها كما يغار الرجل علي نساء عائلته !!

أتذكر بوضوح أكثر مما ينبغي خبراً نشر في إحدي الصحف الصفراء عن “سيمون” تسبب للكثيرين في قسط باهظ من الألم ، ليس خبر موت أبيها بالطبع ، وإنما خبر عن ” مادونا مصر ” ، وهو أحد ألقابها ، زعم كاتبه أنها ، تشبهاً بـ “مادونا الأمريكية ” تعتزم نزع كلَّ ملابسها علي المسرح ثم تواصل الغناء عارية تماماً ..

المراهقات أيضاً لم يسلمن من تأثيرها الأخاذ ، وأصبحت خيارهنَّ الأول للأزياء وأشياء “الحواجب” ، ورددن بحفاوة “خاف مني” و “ما تقولش لحد” ..

لقد علمونا أن وجود الشاعر “أبو الطيب المتنبي” أخمل ذكر “500” شاعر مجيد وضعهم الحظ العاثر في عصره ، وهذه رواية صحيحة ، فمن ذا الذي يقول شعراً في وجود شاعر كـ “المتنبي” وتلتقط اسمه الذاكرة بسهولة !!

كذلك كانت “فاتن حمامة” ، ليس من السهل أن تقف إلي جوارها كلُّ امرأة في حيز واحد وتمتصها العيون بسهولة ، غير أن “سيمون” استطاعت أن تفعلها في الفيلم الذي جمعهما معاً “يوم مر ويوم حلو” !!

ومن الغريب أن هذا الفيلم أيضاً من إخراج “خيري بشارة” ، مخرج أول ظهور للنجمة “كيت بلانشيت” !!

وهذه ليست شهادتي وإنما شهادة “فاتن حمامة” نفسها ، بالإضافة إلي أنها أيضاً توقعت لها مستقبلاً بطعم النجوم ، وكانت هذه إحدي نبوءات الفنانة العبقرية المطبوعة “سعاد حسني” أيضاً !!

ولعل أحداً لم ينس حتي الآن مشهدي ما قبل نهاية “يوم مر ويوم حلو” ، وهي مع “محمد منير” في الغرفة ، ثم وهي تشعل النار في نفسها عقب اكتشاف أختها العلاقة المريبة بينها وبين زوجها !!

لم يصلنا من “سيمون” الكثير ، ولكن الكثير من القليل الذي وصلنا منها كان ذهباً ، مع الأخذ في الاعتبار بعض أخطاء البدايات ، فهي تكاد لا تعرف سوي الإجادة فالإجادة فالإجادة فالتكرار ..

من يستطيع أن ينسي أغنية “تاكسي” أو أغنية “ماشية في حالي” ؟

أو ينسي دورها في فيلم ” آيس كريم في جليم ” مع “عمرو دياب” ، أو دورها في فيلم “الهجامة” مع “ليلي علوي” ؟

أو أدوارها في مسلسلات أحدثت الكثير من الصخب مثل ، “حلم الجنوبي” ، “زيزينيا” ، “فارس بلا جواد” ، “أبو العلا البشري” ؟

لكن أثرها في المسرح كان أكثر أعمالها استحقاقاً لفخرها علي الإطلاق ، كما كان شاهد نضجها في “كارمن” و “لعبة الست” و “سكة السلامة” !!

بداية غنية ومرشحة لنهاية شديدة البياض ، فما الذي حدث ؟ ، ولماذا انطفأت هذه النجمة مبكراً ولم يبق منها وهي علي قيد الحياة ، ومحتفظة بكامل لياقتها ، حتي إشعار آخر ، سوي نقاط مضيئة تصدر من جنبات الماضي وظلال الذاكرة فقط ؟!

يجيبنا علي هذا السؤال الأديب النمساوي “ستيفان زفايج” ، يقول :

” ليس لدى التاريخ وقتٌ ليكون عادلاً ، إنه يحصي فقط ، ببرودة المؤرخين ، النجاحات وحدها ، ولا يعترف إلا بالمنتصرين ويضع الخاسرين في الظل ، لا يرى حرجاً في أن يواري الجنود المجهولين في قبر النسيان ، من دون شاهد يمتدح تضحياتهم ” ..

هل كانت “سيمون” خطأ نفسها وارتكاب ذاتها ؟

لا شك أنها ضالعة علي نحو ما في المؤامرة علي ما أوتيت من موهبة ،

لكن هناك بالتأكيد عوامل أخري ، لعل أهمها أن المبدع لكي يبرز إبداعه لابد له من خلفية تشجعه علي الإبداع ، وهذه الخلفية في “مصر” لا وجود لها !!

لذلك ، لا يمكن أن يحصل علي الضوء أو يستمر فيه سوي الباحثين عن الضوء بأنفسهم داخل إطار لعبة الضوء ووفق قواعدها المتعارف عليها لدرجة أنها أصبحت عرفاً دارجاً ، وكلنا يعرف تفاصيل قواعد تلك اللعبة ..

وسوي الذين يجيدون الرقص الرخيص بحكم شهرته في إرضاء قلب “أبونا الذي في المباحث” و “أبونا الذي في المخابرات” ..

وهذان الجهتان هما أكبر منتج للسينما والتليفزيون والمسرح وحتي الثقافة في مصر منذ عقود طويلة !!

لكي تتأكد من هذا ، كل ما عليك أن تحصي أفلام ما بعد ثورة “يناير” ، وسوف تكتشف علي الفور أن كل الأفلام التي لمست ثورة “يناير” صنعت عن عمد لتنتمي إلي فن المناسبات الذي لا يترك أثراً !!

وسوف تكتشف أن بعض المتحمسين ظنوا خطأ أن القادم سوف يجب ما قبله وصنعوا فيلماً كـ “الفاجومي” وأحرزوا الخيبة والخسارة !!

سوف تكتشف أيضاً ، وهذا هو الأهم ، أن فيلم “المصلحة” ، وهو أحد أهم أفلام ما بعد الثورة كتب خصيصاً لتجميل وجه الداخلية في الأذهان ، وارهاص مبكر يمهد القلوب للحرب التي تدور الآن رحاها في سيناء !!

“سيمون” فنانة متزنة في زمن أصبح فيه معظم الفنانين في مصر أقلية لا تتمتع باحترام كبير من جراء موقفهم المضاد للثورة ووقوفهم في خندق عدوِّ الشعب الذي منحهم عن طيب خاطر لقب “الفنان” من الفراغ !!

ويا ليتهم اكتفوا بالوقوف في خندق الحاكم فقط ، بل رأينا بعض المنجِّدين بدرجة (فنانين) ، وبعض العاهرات بدرجة (فنانات) يهاجمون متظاهري التحرير ويرجمونهم بأحط التهم ويحرضون علي حرقهم !!

لقد أسقطت اختبارات الثورة كل الأقنعة وما زالت ، حتي بعض الفنانين القلائل الذين ربحوا بانضمامهم إلي صفوف الثوار شلالاً من الضوء ما كانوا ليحصلوا عليه أبداً بالعمل لسنوات طويلة كـ “فنانين” فقط ، انضموا الآن إلي صفوف المتلونين !!

مع ذلك ، واظبت “سيمون” ، وهي من خندق “ميدان التحرير” ، علي حراسة اتزانها حتي الآن علي الأقل ، بالرغم من أنها لم تتربح كالآخرين ، ضوءاً علي الأقل ، من التجارة بالنزول إلي الميدان ، بالعكس ، فما من شك في أنها عازفة بقرار داخلي عن الظهور وهو الآن بالذات هين ، بل أصبح بمقدور كل شئ قرأ ثلاثة أعداد متعاقبة من مجلة “الكواكب” أن يفوز بنصيب من الضوء الرخيص بدرجة “محلل سياسي” ..

“سيمون” أيضاً سيدة عمق لكنها ليست سيدة أفق ، وهذا تعقيب ضروري علي تفاقم الإحساس المرهف داخلها وتفاقم الإحساس بالذات داخلها في الوقت نفسه ، وهو مزيج من الأحساسيس يندر أن يجتمع في عمق واحد ، ولكنه ،علي هذا ، مزيج شهير بين المبدعين عامة !!

من المؤسف أن هذا المزيج ينجم عنه غالباً طبعٌ يظنه الآخرون ضعفاً في الشخصية أو رومانسية مسرفة ..

وهكذا سيدة لا يمكن أن تستمر حتي النهاية دون محور تدور حوله ، بمعني آخر ، محور يديرها هي نفسها ، لأنها ببساطة فاشلة في إدارة موهبتها وتسويقها ، وأكاد أجزم أن العظيمة “فيروز” ما كانت لتصل إلينا العظيمة “فيروز” التي نعرفها الآن لولا أن الطبيعة التي منحتها ذهب الحنجرة ، منحتها أيضاً وجود حارس لهذا الذهب الذي انصهر ايقاعات خالدة ، أقصد “عاصي الرحباني” ، فشكراً للطبيعة !!

أيضاً ، هكذا سيدة لابد أن تصاب بفوبيا التقدم في العمر واختبارات التجاعيد إلي حد تحصي معه كل يوم يمر من عمرها عاماً يسطو علي الكثير من فتنتها ومن رصيدها في قلوب عاشقيها ، دون أن يدور ببالها أن اليوم الذي مر من عمرها مر أيضاً من أعمار عاشقيها ونال منهم ما نال منها !!

وهي في هذا تتماهي مع نجمتين من أجمل نجمات الفن المصري علي الإطلاق ، وهما “سعاد حسني” و “هند رستم” ، “سعاد حسني” علي وجه الخصوص ، ربما لأنها ولدت هي الأخري نجمة مباشرة !!

ولا يخفي علي أحد من المهتمين أن هاتين النجمتين لم تربيا كالأخريات من العمل بالفن ثروة ، كما آثرت كلتاهما الغياب والعزلة تحت ضغط الإحساس بانحسار الشباب عنهما ، حتي عندما أقنع البعض “سعاد حسني” بضرورة العودة إلي جمهورها في فيلم “الراعي والنساء” ، حدث أن حسم ارتباكها أمام الكاميرا الكثير من لياقتها التمثيلية ،،

كما لا يخفي علي أحد أن أكبر لطمة وجهت إلي “سعاد حسني” هي موت الشاعر “صلاح جاهين” ، ذلك أنها كانت تري فيه ، لسبب ما ، المحور الذي تدور حوله ، ولها حول تلك العلاقة النادرة أقوال مشهورة ، ويروي بعض من لمسوها عن قرب في آخر أيامها أنها كانت في قرارة نفسها ترثي كل يوم نفسها ببعض من أشعار “جاهين” ، وهي كلمات تلخص كل ما أردت أن أقول :

آدي اللي كان / وآدي القدر / وآدي المصير / نودع الماضي بحلمه الكبير / إيه العمل في الوقت ده يا صديقي ؟

“هند رستم” أيضاً ، لعب المخرج “سيف الدين شوكت” دوراً مفصلياً في صنع أسطورتها الجهمة ، لكنها ، برغم بدايتها التي تتشابه إلي حد كبير مع بداية “كيت بلانشيت” ، فقد بدأت ككومبارس أيضاً في فيلم “غزل البنات” ، تردد مع فتيات المجاميع خلف الفنانة “ليلى مراد” أغنية “اتمخطري واتمايلي يا خيل” ، برغم بدايتها المتواضعة اختارت الانسحاب إلي ركنها المنعزل لإحساسها المرضيِّ بانحسار جمالها !!

وهذا الإحساس مرضي كما قلت سابقاً ، وغير مبرر ، وهو ناجم قبل كل شئ عن هواجس مضللة ،،

أتذكر أنني ، عندما رأيت في برنامج للفنان “سمير صبري” لأول مرة الفنانة “لبني عبد العزيز” في هذا الطور من حياتها ، بعد مساحة شاسعة من الغياب ، أصبت فعلاً بصدمة ميسرة ، لكن ذلك لم يشوه بأي شكل صورة الفنانة الشابة “لبني عبد العزيز” المحفورة في ذاكرتي ، إنما شوه صورتي أنا ، فقد اكتشفت أنني لم أعد ذلك الطفل الذي يخجل من كل الغرباء الذين يزورون بيتنا من أقربائي ، وربما تطور الأمر إلي البكاء خجلاً عندما يحاول أحدهم تشجيعي علي مصافحته ، هذا كل شئ !!

في النهاية ..

هذه دعوة مفتوحة لـ “سيمون” ، بالنيابة عن كل مراهقي منتصف الثمانينيات وبداية التسعينيات ، الذين أصبح الآن معظمهم آباءً وأمهات لمراهقين ، لاستئناف أسطورتها ، ليس من أجلها هي إنما من أجل كل قلب لها فيه غابة من الذكريات التي بلون الياسمين الأزرق ، هناك عند كل شئ ، ورائحة الصبا الأخاذة ..

مع الأخذ في الاعتبار قبل كل شئ أن هذه المساحة الشاسعة من الغياب لا يمكن أن يملأ فراغاتها سوي عمل كبير للسينما أو التليفزيون أو المسرح ، ليس الغناء خارج إطار الدراما علي كل حال ، فقد خرج من عباءتها جيل من الفنانات سيدات آفاق ، يجدن فن التسويق لما يقدمن بشتي صوره ، ويقبلن عن طيب خاطر كل ما تمليه عليهن قواعد اللعبة ..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

مريم العدرا اختو للمسيح

على باب سوبرماركت عويكة في شارع الاميركان باللادقية ، و بعد انتهاء احد المليونيات ” العفوية ” في اول ايام الثورة ، birthJesusوقف شب مراهق راجع من المسيرة و حامل بإيدو يافطة خشبية لصورة بانورامية فيها الامام علي من جهة و صورة السيدة العذراء من جهة تانية..
لفتلي نظري هالمشهد المقزّز، و اقريت الرسالة اللي عم يحاول النظام من بداية الثورة توصيلها للعالم بشكل عام ، و للمسلمين السنّة بشكل خاص..
تحالف ما يسمى بالأقليات في وجه ما يصفونه بالأكثرية ..
اقتربت على هالولد و سألتو ببلاهة بشّارية:
– دخلك هالسيدة اللي بالصورة مع الامام علي و اللي حاملها مين بتكون؟؟
نظر فيني نظرة استغراب من جهلي ، انربط لسانو لثواني لحتى يصحى من صدمة سؤال هالأحمق اللي ما بيعرف مين بالصورة ، هز راسو بطريقة هندية اربع خمس مرات قبل ما يتلفّظ بالجواب ، رمقني بنظرة استحقار اثناء خروج الرد من لسانو ، و نطق اخيراً بلهجة قروية :

-لعمى ما أجهلك.. هيدي مريم العدرا اختو للمسيح..

طيّب معلم شكراً عالتوضيح، و أعذر جهلي و ندمان ما بقا عيدا..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

لا كرامة لمن لا سفيه له

د. مصطفى يوسف اللداويaustroir2

moustafa.leddawi@gmail.com

أثبتت الوقائع والأيام، وما وقع فيها من أحداثٍ جسام، وفتنٍ سودٍ كقطع الليل المظلم، زلزلت الأرض، وأضرمت النار في البلاد، وشتت الشعب، ومزقت المجتمعات، وقضت على كل روحٍ للتعايش كانت قائمة أو ممكنة بين الناس، وهي أحداثٌ أليمةٌ وموجعةٌ، وفي أكثرها محزنة، عمت الوطن العربي كله، ولم تستثنِ بلداً، ولم تترك دولة، إلا وقلبت أحوالهم، وغيرت شؤونهم، وسممت حياتهم، وضيقت عيشهم، وجعلتهم فرقاً وأحزاباً، وجماعاتٍ وتنظيمات، وثواراً وفلولاً.

أحداثٌ مريرة جعلت الحليم حيراناً، أشابت الصغير وأفنت الكبير، وأخرجت العاقل عن طوره، والحكيم عن عقله، وقلبت الموازين، وغيرت المعايير، ووضعت مقاييس جديدة، لا علاقة لها بالعقل، ولا صلة لها بالمنطق، ولا قيمة عندها للحق والعدل، وقواعد الإنصاف والحكمة، بل تتناقض مع معاني السلام، وجوامع الخير، وكليات المحبة والتآخي والمودة والتسامح والعيش المشترك.

أثبتت الأحداث أن الجعجعة هي سيدة المقام، وأن الكلام أشد من الحسام، وأن البعبعة سلاح الأهوج، وأن الكذب وسيلة الفاسد، وأن التدجيل سبيل المبطلين، وأن من ملك الأبواق يفوز، ومن اشترى الضمائر يكسب، ومن استأجر صناع الكلام يتقدم، ويصبح صاحب حجة ومالك موقف، يملأ الفضاء ضجيجاً، والكون صراخاً، بقعقعةٍ لا يسمع الناس سواها، ولا يصغون لغيرها، رغم أنهم يعلمون أن المتحدث وسيده طبلٌ، لهم صوت، ولكن داخلهم أجوف، فلا عقل ولا ضمير.

في ظل هذه الخطوب الأليمة، غاب الصدق، وغار العدل، وفقدت المصداقية، وعلا صوت الدهماء، وأحضر السفهاء، وأُقصيَ العقلاء، وأبعد الحكماء، ولم يبق مكانٌ للطيبين البسطاء، ولا للمخلصين الأمناء، ولا للصادقين الأصلاء، عندما تسيد المبطلون، وتحكم المتنفذون، فاستدعوا الجوقات، ونادوا النائحات، وشدوا الأوتار، وحموا دفة الطبول، ثم أمسكوا بمكبرات الصوت، وأصبحوا ضيوف الندوات، وأرباب الجلسات، معلقين ومستشارين، ومقدمين ومحاورين، يتشدقون بالكذب، ويزينون الكلام بالافتراء، يؤيدون من شاؤوا، ويصبون جام غضبهم على من عادوا، وغيرهم من الخصوم والأنداد، يصفونهم بما يشاؤون، وكيف يريدون، يلصقون بهم التهم، ويلحقون بهم ما يشين، ويحملونهم ما لم يقولوا، ويحاسبونهم على ما لم يرتكبوا.

في حمأة الأحداث التي لم تهدأ، وفي ظل الظروف التي تعقدت، ارتفع سعر المتحدثين، وراج سوق باعة الكلام، وتميز المتشدقون، وسما نجم من ملك صوتاً عالياً، وقدرة على التعبير مميزة، ممن يعجب الناس قولهم، ويشهد الله على ما في قلبه من الزيف والفساد، ومن الكذب والضلال، وهو ألذ الخصام.

إنهم أناسٌ جدفوا مع التيار، وسبحوا حيث يريد الأشرار، وغيروا مواقفهم وفق الحال، وبدلوا كلامهم ليناسب الظرف، ويخدم أرباب المال، وأصحاب الجاه، وقادة العسكر، وضباط الأمن، وغيرهم ممن كان لهم شأن وضاع، ولكنهم يحلمون باستعادة ما فقدوا، وتعويض ما خسروا، وانتهاز الفرصة ليستدركوا بعضاً مما فاتهم، خاصة أن عندهم من الإمكانيات ما يغري، ومن القدرات ما يشتري، فبحثوا عن أصحاب الضمائر الميتة، والقلوب المتحجرة، والنفوس المريضة، ممن يملكون ألسنةً حداداً ذات شفرات، وأقلاماً مبريةً تكتب بكل الألوان، تتقلب حسب السوق، وتمشي مع من يدفع أكثر، ولا يهمها الجهة التي تلزم، أو السيد الذي يتعهد، أو الشخص المشمول بالرعاية، والمستفيد من الحملة.

لا يهم هؤلاء أن تتناقض مواقفهم، أو تتبدل كلماتهم، أو أن تتغير مواقعهم، فأن يكونوا مع ثم ضد أو العكس، فلا بأس عندهم، ولا يوجد ما يعيبهم، إذ هم ليسوا أكثر من آلة، تعمل وتشتغل ما كان فيها وقوداً، وتتعطل وتقف ما فرغ وقودها وانتهى، ووقودهم المال، وقطرانهم هدايا من السيارات ومختلف الأجهزة الإليكترونية والمجوهرات، وزيتهم يتأثر ارتفاعاً وانخفاضاً بتغير أرصدتهم، وارتفاع حصصهم، وأرقام حساباتهم التي يعرفها المشغلون، ويسأل عنها المحتاجون، ويحفظها المتعهدون.

أما التسعيرة فهي بورصة، تكون أحياناً عادية عندما يتداول أسهمها المستفيدون داخل البلد الواحد، ولكن قيمة أسهمهم ترتفع وتزداد، عندما يدخل البورصة مضاربون دوليون، يملكون قدراتٍ أكثر، ويطمحون في إحداث تغييراتٍ أخرى، ويتطلعون لأن يكون لهم دور وفعل في المراحل القادمة.

إنهم دجالون وكذابون ومنافقون، يفترون ويتهمون ويشوهون، ويختلقون القصص، ويفبركون الحكايات، ويتهمون الأحياء والأموات، ويفترضون الوقائع والأحداث، ويرسمون السيناريوهات، ويوزعون الأدوار، ويضعون التصورات، التي تخالف الواقع، وتتنافى مع الحقيقة، ثم يدينون الخصوم، ويعقدون لهم المحاكم، ويصدرون في حقهم الأحكام التي يرون، قبل أن ينظر القضاء في قضاياهم، أو يقبل الإتهامات الموجهة إليهم، ثم يطالبون الأمة أن تلتزم بحكمهم، وأن تقبل بتفسيرهم، وأن تردد خلفهم كالجوقة، ذات الإتهامات وكأنها حقائق، ولا يهمهم إن كانت هذه الإتهامات تضر شعباً، وتلحق الأذى بمصالح قطاعٍ كبيرٍ من الأمة.

وفي المقابل يعجز أصحاب الحق عن بيان حقهم، وتوضيح موقفهم، ورد التهمة عن أنفسهم، فهم لا يحسنون استخدام ذات الأدوات، وتلويث أنفسهم بنفس الطريقة، ولا يقبلون أن يكذبوا ويفتروا، وأن يزوروا ويدعوا، وأن يشوهوا ويظلموا، ولا أن يستعينوا بالخصوم، ولا أن يتعاونوا مع عصاباتٍ متخصصة، ومجموعاتٍ مدربة، فأخلاقهم لا تسمح، ودينهم لا يجيز، وقيم أمتهم لا تقبل، فضلاً عن أن هذه المعركة في الإتجاه الخاطئ، ومع غير العدو المفترض.

فهل يخطئ أصحاب الحقوق إذا سكتوا على الظلم، وتجرعوا الإهانة، وصبروا على أذى أهلهم وأبناء شعبهم، وتحملوا الإساءات، وصبروا على الإفتراءات، ولم يردوا عليهم بالمثل، حرصاً على وحدة الأمة، وسلامة صفها، وخوفاً من الاختلاف والانقسام، وارتفاع الأصوات المتطرفة، وظهور الدعوات المتشددة، أم لا بد لهم من سفيهٍ يأخذ بحقهم، ويرفع صوته في وجههم، ويعاملهم بنفس أدواتهم، فيرد الصاع بمثله، إذ لا يرد الرطل إلا الرطلين، ولا يفل الحديد إلا حديدٌ مثله، ولا يفحم السفيه إلا سفيهٌ يبزه.

https://www.facebook.com/moustafa.elleddawi

بيروت في 10/3/2014.

Posted in فكر حر | Leave a comment

اللبنانية الوقحة..!!

JackieChamoun

بطلة اولومبية لبنانية في التزلج

فعلا إنها وقاحة وبجاحة وسابقة لم تحدث من قبل..!!
كيف تتجرأ شركة طيران لبنانية على ترك ابن وزير النقل العراقي في ارض المطار لمجرد انه تأخر ربع ساعة عن موعد إقلاع الطائرة؟؟
كان على الشركة اللبنانية أن تدرك إنها جرحت كبرياء العراق بأكمله وطعنته في الصميم بجريمتها هذه..
وأنا أدعو الأستاذ الفاضل عدي صدام حسين.. آسف.. اقصد الأستاذ الفاضل مهدي هادي العامري إلى تقديم شكوى ضد الشركة اللبنانية الغبية التي لا تفهم بالأصول ولا تحترم تأخر العراقيين عن مواعيدهم لربع ساعة فقط..
ربما لا يدرك اللبنانيون إن نجل وزير الاقتصاد والتموين العراقي سيصدر أمراً بمقاطعة التبولة إذا لم تعجبه مع البيرة أو الويسكي؟؟
وربما سيقوم نجل وزير السفر والسياحة بمنع العراقيين من زيارة مدينة الروشة وصخرتها الشهيرة، كي يضرب الاقتصاد اللبناني “دفرة” عراقية قاتلة؟
واجزم إن نجل وزير التصنيع العسكري العراقي سيهدد لبنان بالويل والثبور وعظام الأمور إذا لم يفز مرشح عراقي ببرنامج “ذا فويس”.
وقد يتطور الأمر إلى أن يقوم نجل وزير المعادن والنفط بتقديم وثائق دامغة وغير مزورة تؤكد وبالأدلة والبراهين إن البنزين في محطات التعبئة في لبنان مغشوش ويتسبب بتدمير وتعطيل محركات سيارات اللبنانيين.
ومن المنطقي جدا أن يقوم نجل وزير الثقافة والإعلام بتعميم تعليمات مشددة لكافة الفضائيات العراقية بمنع أغاني فيروز وماجدة الرومي ووديع الصافي وبقية الفنانين اللبنانيين وستصاب هيفاء وهبي بالكآبة ونانسي ستصبح منسية و أليسا راح “تنلاص” عليها..!!
أما نجل وزير الإرشاد الزراعي العراقي فانه سيهدد اللبنانيين بما اهو اشد وأشقى، وسيثبت إن أشجار الأرز أصلها عراقي، وهي مجرد نوع من أنواع النخيل العراقي، وسيطالب بحذف رسم شجرة الأرز من علم لبنان واستبدالها بنخلة عراقية أصيلة..
أما كريمة وزارة النسوة العراقيات ستقاطع جميع الفضائيات اللبنانية، وستخصص صفحتها الرائعة بموقعها الشخصي على فيسبوك لشن حملة ضد الفتيات اللبنانيات المائعات التافهات الفارغات النحيفات والسمينات.
كان على شركة الطيران اللبنانية أن تفهم إن أية وزارة عراقية هي ملك للعائلة الصغيرة والعشيرة الكبيرة، ثم للعراق العظيم، وان إهانة ابن الوزير هي إهانة ما بعدها إهانة، وعليها أن تعتذر علنا وتكفر عن ذنبها وذلك بالسماح لجميع العراقيين بالسفر على متن طائراتها مجانا لمدة 20 سنة قادمة، وإلاّ.. سنسافر للدول عبر “البايسكلات” على عنادها..!!
ـ ملاحظة: تعمّدتُ بذكر أسماء لوزارات غير موجودة حاليا، ليس لأنني أخاف من أبناء وزرائنا الغيارى، بل لأنني أخشى أن يتم تعريض هيبة العراق للخدش.. لا أكثر..!

مواضيع ذات صلة: جلسة تصوير عارية للنجمة الاولميبة اللبنانية جاكي شمعون

Posted in فكر حر | 1 Comment

العرب يعشقون العبودية: الاحتفال بعيد ميلاد الملك بالبرلمان الاردني

jugneckالبرلمان هو معبد الديمقراطية حوله اعضاء البرلمان الاردني الى معبد للعبودية والعار

Jordanian MPs Celebrate King’s Birthday in Parliament

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

تمر ولبن ، جوز وجبن

من يحب التمر واللبن ، من يحب الجوز والجبنfoodiet

حزورة فزورة

عادات وتقاليد وأصول غذائية.

المطبخ التركي هو مطبخ بخاري منذ الأزل جذورهم من حيث أتوا .

اما المطبخ العثماني هو مطبخ خليط من الصين (( النودل )) والذي اصبح اسباكيتي .

والمطبخ الحار الصيني والهندي وحلويات الشام وطبيخ العراق وبلاد الشام والعرب ، وحتى الأسماء تتشابه .

والرجوع لكتاب الطبيخ لابن سيار الوراق في القرن الرابع الهجري في حاضرة الخلافة العباسية من (( ١٣٢ )) بابا فيه كل صنوف الأكل والحلويات .

الطعام جزءا أساسيا من الحضارة الراقية ، فالحضارات الراقية لديها ملابس ومباني مدنية وأطعمة وبعدها تأتي العلوم والفنون والآداب أولا (( م3 )) ملبس ومسكن ومأكل ، تشبع البطون وتبدع العقول .

( ملحق من الإنترنت)

المائدة في العصر العباسي
٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠بقلم…محمود سعيد

طبيخ وكتاب طبخ ومطبوخات عند ابن سيار الوراق
نكهات مستخرجة من كتب الطب وألفاظ الطهاة

الجاجيك: نذهب في طفولتنا، أيام العيد، لنأكل القص الشاورما، مرتين في السنة فقط. عند الأرمني شاهين جاجيكيان، في مطعمه الصغير، الملاصق لسينما الحمراء في الموصل، ولا أعتقد أن من يأكل من تلك الشاورما ينسي طعمها. فبعد أن يضعها شاهين في الصحن، ينقعها بماء فلفل أخضر، فيه بهارات متميزة، قليلة الحرارة، ثم يأتي بكاسة صغيرة، فيها لبن وخيار وثوم وكرافس، لذيذة جداً، سألناه عن اسمها، قال جاجيك. ولما كان اسمه جاجيكيان، فقد أثار (ولابدّ) تساؤلاً عن الربط بينه وبين الجاجيك، كان يوضح دائماً: أحد أجدادي قبل مئات السنين اخترع الأكلة، ولذا فنحن نجيدها، وأسميناها جاجيك.
مضي نحو نصف قرن علي آخر كاسة جاجيك أكلتها في المطعم الصغير، وأنا مقتنع تمام الاقتناع أن الاسم ارمني، يعود إلي عائلة صاحب الشاورما اللذيذة، لا بل أروي لمن يسامرني إن كان هناك جاجيك قصة الاسم حتي وقع بيدي، قبل أشهر، كتاب الطبيخ لابن سيار البغدادي، ففوجئت أن العراقيين كانوا يعدون الجاجيك منذ أكثر من ألف ومئتي سنة، ويسمونه جاجق، كانوا يتأنون، ويتفنون في إعداده، لأنهم يعيشون في عصر مستقر، هادئ، يخلو من المليشيات، ولعنات الله، والهرولة والركض وراء الدولار، فجاجيكهم، أطيب طعماً ونكهة ورائحة من جاجيكنا، لأنهم يصنعونه علي مهل، ويضيفون إليه ما لم نضف. وكان أول شروطهم له أن يكون الإناء مطيّباً، أي ذي رائحة زكية، وهذا ما لا نفعله اليوم، وكانوا يضعون فيه كل شيء نضعه الآن، إلا أنهم يزيدون عليه بصلا، ونعنعاً، وطرخوناً، وسذاباً، وقثاءً، وأصول الخس المقشر، والحرسف، واللوز الرخص “الأخضر”. وبعض هذه المواد الغذائية أشياء لا نعرفها في عصر السرعة، لأنها غريبة علي مسامعنا، ونظرنا.
إن كثرة هذه المواد وتجمعها في طبق واحد لابد أن تعطي مذاقاً متميزاً، ولابد أن تعدّ وجبة غذائية كاملة، طبيعية، لا للتمزز، كما اعتدنا (نحن العراقيين) علي تناولها مع (المشروبات الكحولية).
كتاب عشر السنين
يرِد الجاجق الذي انتحله صناعة واسماً لعائلته، شاهين، صاحب المطعم الطيب الذي ضحك علي عقولنا ونحن أطفال، مع مئات الوجبات الأخري في كتاب الطبيخ لابن سيار الوراق. المكتوب قبل أكثر من ألف سنة، ومن يتصفح شيئاً من التراث العربي العراقي في العهد العباسي، يري العشرات، ولا أبالغ أنها كانت مئات، لكنها اختفت، كما اختفي غيرها، فحقد الغزاة علي هذا الشعب، بدأ من فجر الحضارة، واستمر إلي حد الآن. وربما كان دجلة الأسعد حضاً منا، لأنه ضم في جوانحه عشرات ملايين الكتب.
متاعب أجدادنا في الطبخ
حقق كتاب الطبيخ عالمان فلنديان، وثالث عربي اختار الجنسية الفلندية: توفي أحدهم (يوسي آرو) وبقي إثنان: (كاي أورنبري، وسحبان مروه) وحسبما جاء في المقدمة أنهم أمضوا نحو عقد من الزمان يحققون فيه، علي فترات غير مستمرة، وأنهم لأمانتهم العلمية، أبقوا الألفاظ العامية كما هي. مع مقابلتها بالفصحي الآن. ومن يقرأ الكتاب يذهل لكثرة الأخطاء، مما يجعله يقرر حالاً أنه نسخة كتبت في عصور متأخرة عن الكتاب الأصلي، إذ أن القرن التاسع الميلادي، وهو الوقت الافتراضي لتأليف الكتاب، كان عصر ازدهار لغوي، وفصاحة متميزة.
ترجمت السيدة نوال نصر الله الكتاب إلي اللغة الإنكليزية، بطبعة جميلة مصورة، وكانت هي السبب في حصولي علي نسخة مهداة من السيد كاي أورنبري، وهذا يدفعني إلي الإشادة بجهود وكرم وطيبة الجميع.
حفّزني هذا الكتاب علي مقارنة ما كان أهلنا يعدّونه من أطايب الطعام في ذلك العصر، مع ما كانت تعده الشعوب الأخري آنذاك، ففي الوقت الذي يصف كتاب ابن الوراق آلاف الطبخات المعقدة، اللذيذة منها سبعة أنواع من الخبز، لم يكن يعرف العالم كله سوي نوع واحد من الخبز، حتي المدن غير العربية القريبة من بغداد كأصبهان، لم تكن تتوافر موائدها إلا علي بصل وثوم وباذنجان، وقثاء وزعرور من دون طبخ، أو معالجة مع خبز (عادي)، وذلك كما ورد في المقامة البغدادية وهي تصف رحلة بغدادي إلي أصفهان، (عاصمة فارس في القرن الرابع الهجري) إذ يقارن الكتاب بين ما هو موجود في العاصمتين. فلا يمكن لأي كان أن يماري أن تنوع المائدة دليل علي رقي ذوق وموارد وحياة وحضارة الشعوب
ما يلاحظه المرء من قراءة أي كتاب طبخ آنذاك، تلك العلاقة بين الطبخ والطب، في منطقتنا المتحضرة الهلال الخصيب، (وباقي الدول العربية) لقد حرص أجدادنا علي تناول، وطبخ ما يصفه الأطباء، لا بل أنهم اعتبروا الطبخ مهنة راقية شريفة، لأن الأطباء كانوا يمارسونها، وأن أهم الطبخات صدرت عن أطباء معترف لهم بطول الباع. فهم عندما يوصون بطبخة معينة، يشيرون إلي فوائدها، وتأثيرها علي من يتناولها، وكيف تزيل بعض الأمراض، وكيف تداوي بعض الآلام. وهذا ما دفع مثقفاً بريطانياً معاصراً، د. ديفيد وينز، (بروفسيور في جامعة أوكسفورد. بريطانيا) إلي إعداد 40 طبخة عربية عراقية عباسية، كما وردت في أحد كتب الطبخ الذي ألفه الشاعر المرموق (كشاجم)، وصورها ونشرها في كتاب. ومن يتتبع يقرأ عن عشرات كتب الطبخ العربية العراقية العباسية، منها كتاب مشهور جداً هو (مناهج الدكان فيما يستعمله الإنسان، من منافع الأغذية ودفع مضارها، للطبيب البغدادي المشهور ابن جزلة، المتوفي سنة 493 هجرية).
الطب والطبخ
ومن يقرأ أيضاً كتاب ابن سيار الوراق هذا: الطبيخ وإصلاح الأغذية المأكولات، وطيب الأطعمة المصنوعات، مما استخرج من كتب الطب وألفاظ الطهاة، وأهل اللب. يجد إلي جانب وصف الطبخة فوائدها الصحية، وتأثيرها الطيب علي البدن، وماذا تجنب من آلام. إن هذه النظرة العلمية المزاوجة بين إعداد الطعام والوصايا الطبية لا توجد الآن في أرقي دول العالم، وأعني بها دول العالم الأول (أوربا والولايات المتحدة)، فمن يعش في هذه الدول، لا يعرف ماذا يجرّ عليه تناول الهمبركر، والهوت دوك، والبيتزا، والستيك الخ من أمراض، وما تسببه من مضاعفات في جسمه، وشراينه، وقلبه، فقد رأيت في مدينة أمريكية واحدة (شيكاغو) في خلال أسبوع لي فيها، من البدينيين والبدينيات، والشرهين والشرهات، والسمينين والسمينات مئة ضعف ما رأيت طيلة 60 سنة من عمري في البلدان العربية (المتخلفة).
ما ضرّ الأجهزة الطبية، والأطباء، والهيئات الطبية وكل من يسعي لخير المواطن في أمريكا وأوربا أن يبين أخطار هذه المأكولات المدمرة لصحة المواطن. ففي هذه الدول يموت من أمراض القلب التي تسببها الأكلات غير الصحية مئة ضعف ما يموت من حوادث الطرق، والحرائق، وجرائم الاغتصاب، والسرقة، وحتي ضحايا الإرهاب (الإسلامي، والعربي بما فيه القاعدة ووو).
وبعد معركة مريرة مع المشرعين في الولايات المتحدة، المشرعين الذين ينظرون بعين واحدة، ويسمعون بنصف أذن، ويزنون الأمور بميزان صدئ، بعد معركة طويلة معهم وافق المسؤولون علي وضع نسبة للكسترول علي الأطعمة التي تباع في الأسواق، وهذه خطوة جيدة وإن لا تصل إلي المطلوب، لكنها خطوة في طريق طويل لم تصل إليه ثلاث دول أوربية زرتها قبل سنة: هولندا، ألمانيا، السويد.
النظافة
من يقرأ هذا الكتاب يدرك، ويستنتج، ويثبت أننا كنا قبل أكثر من ألف عام، أكثر وأفضل وأشد شعوب العالم نظافة، واعتناء بالغذاء، وبتنظيف الأسنان، وبإزالة الروائح من الفم، وبتطهير الجسد، الخ.
قرأت قصة ألمانية تدور حوادثها في نهاية القرن الثامن عشر، أن الشخصية الرئيسة فيها عندما كان طفلاً، لم يكن عندهم سوي إناء واحد يتبرزون فيه ليلاً (لشدة البرد) ويطبخون فيه نهاراً.
وإن كان الأوربيون لا يعرفون أسس النظافة الأساس في القرن الثامن عشر الميلادي، فكتابنا يبين معاناة الناس في تنظيف ما يعود إلي الطبخ والمطبخ، وبخاصة قدور الطبخ قبل أكثر من ألف سنة.
لا يجد المرء الآن، رجلاً أو امرأة أي صعوبة في تنظيف أواني الطعام: قدور، صحون، ملاعق الخ. يتوافر في محل للتسوق، كبيراً أم صغيراً مواد تنظيف، سوائل، مرشات تزيل الزيت والرائحة والطعم، قدور لا يلصق بها الزيت ومخلفات اللحوم والخضر والبقول.
أما القدور والأواني آنذاك فكانت مصنوعة من المعادن و الفخار أو الخشب والأولي يجب أن تنظف حالاً بعد الاستعمال لأنها تصدأ، والصدأ مضر، أما الفخار والخشب فهما مادتان مساميتان تدخل الزيوت فيهما، ويحتاج تنظيفها إلي جهد مضاعف عشرات المرات لكي تزال الرائحة والدسم منها. لنسأل أنفسنا كيف نزيل الدهون من صحن خشبي إن لم يكن لدينا سائل تنظيف، وإن لم يكن لدينا إسالة ماء معاصرة، أي حنفية، نفتحها فيتدفق ماء نظيف، معقم. كيف كان أجدادنا ينظفون قدورهم؟ آنياتهم؟
لابد من الذهاب إلي النهر. أو إلي ساقية تمر غير بعيد، وقد كان المنصور عبقرياً إلي درجة لا توصف، فقد طلب من المعماريين المخططين لبغداد حفر قنوات دائرية تأخذ ا لمياه من دجلة وتنتهي بها، كي يستطيع الناس كلهم أخذ الماء منها، وقضاء حاجيات التنظيف فيها بسهولة، وقبل أن يهدي الطابور الخامس بغداد إلي المغول وصف أحد الجغرافيين، واقع بغداد بأنها: يحيطها خمسون قناة.
أفضل صفحة غراء تبين نظافة شعبنا في العراق آنذاك وصية الكاتب في تنظيف القدور أن: تغسل القدور، ثم تطين، ثم تغسل من الطين الأول، ثم تطين ثانية، وتترك في الطين ليلة كاملة، ثم تغسل مرة أخري، ثم يأمر بشمها، فإن كان فيها رائحة (دهن. زيت) غسلت مرة أخري بالكرفس، فإن وجد فيها رائحة فعليه إعادة غسلها مرة أخري. ويبدو أن وظيفة الطباخ لدي الخلفاء والوزراء والأغنياء وذوي الشأن لا يتوافر عليها أي كان، فمن الشروط المهمة: كيفية إزالة الرائحة من القدور، وهي مهمة سهلة الآن، فعندنا في الوقت الحاضر كما تقدم آلات غسل تلقائي، وعشرات مواد كيمياوية، وتنظيفية تزيل الرائحة والطعم خلال ثوانٍ، أما آنذاك فلا سبيل غير العادات المتوارثة التي نقرأ عنها في عشرات كتب التراث، وما استقر عليه طلب الأطباء من توصيات، وأهمها هي أن يمسك الطباخ بحصاة نظيفة، ويشمها، ثم ينظف القدر، ويشمه، فإن رأي اختلافاً في الشم، عاود الغسل، حتي يري الرائحة نفسها في الحصاة والقدر.
الماضي والحالي
في العراق حيث كتب كتابنا هذا مازلنا إلي حد الآن نعدّ الكثير من طبخات ما ذكره ابن الوراق، فمازال خبز التنور نفسه، ولعل خبز الرقاق الذي ورد ذكره في تراث ما قبل الإسلام، مازال يعدّ، وكذلك السنبوسة، والجاجق، والكشك، والباذنجان المحشي، واللوبيا المسلوقة، والكيبايات، من كرشة المعدة محشوة بالرز والقيمة المبهّرة، والهريسة، وبضعة أنواع من الثريد، والسماقية الموصلية، والمخلمة، والقلية الموصلية التي مازالت تعدّ إلي حدّ الآن، من ثلاثة مواد رئيسة هي اللحمة (الهبرة) والليا، والبصل مع البهارات، وقلية الباذنجان، التي تتم الآن مع الطماطة، والشوي في التنور، والزلابية، والكليجية، والقطايف. الخ.
إن الكتابة عن الطبخ العباسي العربي الذي كان سائداً في المنطقة العربية من بغداد حتي الأندلس يأخذ من الكاتب إن أراد أن يبرز بأمانة رقي حضارة الأجداد مجلدات، أما اهتمام الناس في تنظيف الأسنان، بما يعادل الآن المعاجين المنوعة، فلا أظنه موجود قط عند أي أمة أخري حينئذ، وما هذا الكتاب وغيره سوي نقطة ضوء في نهار كان مشرقا قبل أكثر من سبعة قرون ونصف

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

سنقاتل أى دولة ستقف ضد نشر الإسلام على أراضيها

hapytafgirIslamic supremacist Sheik Ahmad Abu Quddum from Jordanian Tahrir party honestly admits that the goal of Islam is to establish a worldwide Muslim only state – Caliphate which will be brought into being by unleashing a global war on non Muslims – Jihad. All the minorities will be either eliminated or savagely suppressed ,Israel will be annihilated.
من هل المال وحمل جمال ذوله يردون يؤسسون دول وتحكم المجتمعات يا أمتا ضحكة عليها كل الامم

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment