لماذا أرادوا للثورة السورية أن تدخل عامها الرابع؟

assachivments

استغرقت الثورة التونسية ثمانية وعشرين يوماً فقط. أما المصرية فدامت لثمانية عشر يوماً بالتمام والكمال. صحيح أن الثورة أخذت بعض الوقت في اليمن، لكنها انتهت من حيث الفعل الثوري خلال فترة وجيزة. وحتى في ليبيا التي أخذت شكل الصراع السوري المسلح، انتهت الثورة خلال ثمانية أشهر على الأرض من خلال تدخل دولي. لا شك أن الأوضاع بعد الثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا تعسرت في بعض الأحيان، وتفاقمت أحياناً أخرى، لكنها على الأقل انتهت بخسائر مادية وبشرية محددة تبدو مجرد ‘لعب عيال’ بالمقارنة مع ما يحصل في سوريا من أهوال ودمار طال البلاد كلها، وبدأ يطال البلدان المجاورة، وحتى أنه راح يهز المنطقة العربية برمتها جيوسياسياً واقتصادياً. باختصار، لم يكن هناك مصلحة للكثير من القوى استمرار الثورات على الأرض في تونس ومصر واليمن وليبيا. لاحظوا أيضاً كيف وضعوا حداً للأزمة الأوكرانية خلال أسابيع قليلة، فتنحى الرئيس يانكوفيتش منعاً لمزيد من التفاقم. وهنا نتساءل: لماذا سمح العالم لبقية الثورات أن تنتهي بسرعة، بينما ترك الثورة السورية تتفاقم لتصبح وبالاً على السوريين والمنطقة عموماً؟ لا نعتقد أن الأمر مجرد تقاعس، أو إهمال، أو عدم مبالاة.
هناك الكثير من المؤشرات والدلائل على أن ترك الثورة السورية تتفاعل، وتأتي على الأخضر واليابس داخلياً، وتهز المنطقة برمتها خارجياً ليس أمراً عرضياً، بل يبدو مدروساً ومتعمداً. فلو كان هناك نية دولية حقيقية لانتهى الوضع قبل أن يدخل عامه الأول، لكنهم تركوه يدخل الآن عامه الرابع. لاحظوا مثلاً أن أمريكا ترفض تسليح قوى المعارضة بسلاح مضاد للطيران، لا بل تمنع البلدان الأخرى من تقديم ذلك السلاح للجيش السوري الحر منذ زمن. فلو توفر ذلك السلاح على الأقل لتوازن الصراع على الأرض بين النظام والمعارضة، وبالتالي دفع الجانبين إلى مفاوضات حقيقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سوريا. لكن الواضح أن هناك خطة لإطالة أمد الصراع من خلال تزويد النظام بأعتى أنواع السلاح الروسي والإيراني، وتزويد قوى المعارضة بسلاح يسمح باستمرار القتال فقط، لكنه لا يسمح بحسم الأمور على الأرض، ولا حتى بتحجيم قوة النظام. وهذا لوحده دليل كاف على أن المطلوب في سوريا استمرار الاستنزاف والدمار. لقد غدا واضحاً أن الجيش الحر يدخل منطقة ما، فيحاصره جيش النظام، وتجري المعارك، فتتدمر المنطقة، ويهاجر سكانها، فينتقل الجيش الحر إلى منطقة أخرى، وهلم جرّا. إنه مسلسل تدميري مفضوح يمارسه النظام وقوى المعارضة بنية التدمير المقصود والمبرمج والممنهج.
هل كان للكثير من القوى أن تسمح بإغراق سوريا بمختلف الجماعات المقاتلة القادمة من الخارج وتحويلها إلى أفغانستان أخرى، لو أن العالم كان يريد فعلاً حل القضية السورية؟ بالطبع لا. لقد فاقم دخول جماعات مختلفة إلى سوريا الوضع، وفتحه على احتمالات خطيرة للغاية، خاصة بعد دخول القوى الشيعية كحزب الله وغيره إلى ساحات القتال. هنا بدا وكأنه حرب مذهبية مدروسة. لاحظوا أن القتال يجري الآن بين قوى شيعية وسنية بشكل مفضوح. وهناك من يرى بأن الحرب المذهبية الحقيقية في المنطقة انطلاقاً من سوريا مازالت في بداياتها، وأن القادم أعظم.
لقد انتهى مؤتمر جنيف دون أي ضغط دولي لإحراز أي تقدم. والأنكى من ذلك أن العالم منح الرئيس السوري بعد فشل المؤتمر ضوءاً أخضر لخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح أوحد، مما يعني ضمناً إطلاق رصاصة الرحمة على مؤتمر جنيف الذي كان ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية تنتقل بسوريا إلى عهد جديد. أين العهد الجديد بعد أن يفوز بشار الأسد بولاية رئاسية جديدة لسبعة أعوام؟ لاحظوا الآن كيف يتم التحضير لحملة الأسد الانتخابية وسط صمت ومباركة دولية لا تخطئها عين، وكأنها مكافأة دولية للدور الذي يلعبه النظام في خلخلة المنطقة وإعادة تركيبها. لقد تنحى الرئيس الأوكراني بعد مقتل مائة شخص وبضعة أسابيع فقط من المظاهرات، بينما يسمح العالم للرئيس السوري بالترشح والفوز في الانتخابات بعد نزوح ثمانية ملايين سوري داخلياً، وتهجير ستة ملايين خارجياً، وتدمير ثلاثة أرباع البلد، ومقتل مئات الألوف. لا يمكن أن يكون هناك هدف من وراء التعامي عن انتخاب بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة سوى استمرار مسلسل التخريب داخل سوريا لتدمير ما لم يُدمر بعد، وإنهاك المنطقة خدمة لمشاريع دولية كبرى. ويرى بعض الساخرين أن الأسد لن يكون فقط رئيساً جديداً لسوريا، بل قائداً مُتوجاً لمشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي.
ولو عدنا إلى تصريحات بشار الأسد نفسه بعد ستة أشهر على اندلاع الثورة في لقاء مع صحيفة ‘التايمز′ البريطانية لوجدنا أن ما هدد به الأسد من فوضى وقتها يتحقق الآن على أرض الواقع بحذافيره، وكأنه كان يخطط مع قوى كثيرة لإيصال سوريا والمنطقة كلها إلى هذه النقطة الحرجة والخطرة جداً. قال الأسد وقتها: ‘إن سوريا تقع على فالق زلزالي خطير، وإذا تحرك هذا الفالق، ستخرب المنطقة بأكملها’. لقد كان الرئيس السوري في ذلك التصريح يهدد بتنفيذ مشروع ‘الفوضى الهلاكة’ نيابة عن صاحبه الأمريكي. ويبدو أنه أوفى بوعده تماماً. لاحظوا الآن أن الوضع السوري بدأ يشكل خطراً وجودياً على باقي دول المنطقة، فعدد اللاجئين السوريين في لبنان أصبح أكثر من مليون ونصف، وبات يهدد تركيبة لبنان الديمغرافية. وكذلك في الأردن، ومصر، وتركيا. ناهيك عن أن وضع العراق يزداد سوءاً بالتناغم مع الوضع السوري. وهذا بحد ذاته تهديد مرعب للمنطقة. أضف إلى ذلك أن بعض دول المنطقة بدأت تهتز على وقع الزلزال السوري، وخاصة تركيا. ولا ننسى كيف بدأ الوضع السوري يستنزف خزائن بعض الدول العربية المنخرطة في الصراع.
ألا يرى ضباع العالم هذا الوضع الخطير داخل سوريا وعلى حدودها في الدول المجاورة؟ أم إنها الفوضى الخلاقة التي أرادوها لرسم شرق أوسط جديد، وها هو النظام السوري ينفذها على أكمل وجه؟ يبدو أن هذا هو المطلوب من إطالة عمر الأزمة السورية، فهم يستغلونها، ليس فقط لاصطياد العصفور السوري، بل لضرب عدة عصافير عربية وإقليمية بحجر واحد.
من مهازل هذا الزمان أن النظام السوري هو أكثر من هاجم مشروع ‘الفوضى الخلاقة’ الذي أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، وهو الذي يقوده الآن بإخلاص منقطع النظير. وسلم لي على ‘الممانعة والمقاومة’.

‘ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com
نقلا عن القدس العربي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

شؤون الإتلاف المؤسفة

ميشيل كيلو: المدنwisamsara

ليس اللواء سليم ادريس ضابطا محترفا . إنه مدرس في كلية عسكرية نال رتبة عميد بسبب تقادم الخدمة، وليس لانه قائد ميداني او ضابط عمليات او رجل خاص الحروب وعركته معاركها . ولم تكن فترة قيادة اللواء ادريس للاركان موفقة ، بل كانت حقبة اضطراب تقارب الفوضى في عمل الجيش الحر، الذي لم يعرف في ظل اللواء ادريس أي تنسيق شامل وأية خطط استباقية، ولم يشهد اي جهد جدي لتغيير بنية تنظيماته ووحداته المشتتة ، بسبب فشل اللواء في تأسيس هيئة اركان وعزوفه عن العمل مع الكفاءات العسكرية المتميزة ، التي انشقت عن النظام ، ولم يتم الإفادة من قدراتها وخبراتها بعد انشقاقها ، بل جرى تهميشها وتجاهلها، بينما اخذ رئيس الاركان بسياسات اقرب إلى الزبنية ، فقرب هذا وابعد ذاك اعتمادا على معايير غير مهنية ، وقفز دوما عن ضرورة تشكيل جيش وطني لطالما وعد بتأسيسه … الخ .

لا يريد هذا النص الدفاع عن اللواء سليم ادريس او الدعوة إلى ابقائه في منصبه . مع ذلك ، اعتقد أن الطريقة التي اقيل بها كانت خاطئة ، وأن نتائجها كانت سلبية إلى درجة كارثية ، بالنظر الى أنها احدثت انقساما في الجسم العسكري اضيف إلى الانقسام القائم في الجسم السياسي : وهو عميق ويحتاج إلى معالجة واعية وجذرية تضع حدا نهائيا له ، وهو امر لم يحدث بدوره ، بل حدث عكسه ، عندما اتخذت الهيئة السياسية في الائتلاف قرارا يعني تطبيقه حل المجلس الوطني من طرف واحد ، هو في الواقع قرار غير شرعي صدر عن هيئة سياسية انعدم وجودها منذ اجتماع الهيئة العامة قبل نيف وشهرين، الذي اعاد انتخاب السيد احمد الجربا لرئاسة الائتلاف ، دون ان يجدد للهيئة السياسية او ينتخب بديلا عنها ، كما كان مقررا . ومع انني كنت اول من طالب بحل المجلس الوطني بعد تشكيل الائتلاف ، كي لا يكون هناك ازدواجية في التمثيل والمعارضة ، فإن قرار الهيئة السياسية لم يكن فقط غير شرعي ، بل اتسم كذلك بالتعسف والارتجال كقرار إقالة اللواء ادريس ، ولم يأخذ بعين الاعتبار حقيقة فائقة الخطورة كان يجب أن يعيها قادة الائتلاف ويتخذوا خطوتهم في ضوئها ، هي أن العالم – والعرب في مقدمه – يجد نفسه اليوم امام ضرورة بلورة ادوات ووسائل جديدة يواجه من خلالها الروس والنظام السوري ، بعد أن بين تطابق موقفيهما في جنيف أن روسيا لا تريد حلا سياسيا للمعضلة السورية ، وتتنكر بصراحة ووقاحة لتوقيعها على وثيقة جنيف واحد ، ولموافقتها على قرار مجلس الامن 2118، الذي اعتمد بإجماع اعضائه ، واعتبرته الشرعية الدولية اساسا لاي حل سياسي ينهي المأساة السورية .

تحدى الموقف الروسي بقية العالم، الذي يجد نفسه امام خيار من اثنين : الاستسلام لروسيا والاسد، او اعادة النظر في الوسائل التي استخدمها لبلوغ حل متوافق عليه، وتطوير وسائل إضافية او بديلة ستلعب وحدة موقف واطراف وارادة المعارضة السورية دورا حاسما في تقرير فعاليتها وقدرتها على إحداث التأثير المطلوب على الروس والنظام الاسدي ، لذلك كان من المنتظر أن يبادر الائتلاف إلى تسوية خلافاته الداخلية بروح التفاهم والتوافق، وان يبدأ حوارا مفتوحا مع الكتلة الضخمة من اعضائه التي غادرته قبيل جنيف مباشرة، وجعل غيابها ، إلى جانب بنية الوفد الائتلافية شبه الصرف،و غياب مندوبين عن الجيش الحر ، وممثلين عن التنسيقيات الفاعلة في الداخل، وعن الإغاثيين والشخصيات والرموز الوطنية والثقافية، فضلا عن رجال الاعمال ورجال الدين ، تمثيله للمعارضة السورية محدودا وناقصا .

كان من المنتظر والضروري العمل لاستعادة من غادروا الائتلاف، ولبلوغ حل توافقي مع المجلس الوطني يضبط العلاقة معه ويحدد مجالات عمله، بل ويطرح مسألة وجوده – اعتقد ان معظم اعضائه ما كانوا سيتمسكون بوجوده – ويحدد موقفا واضحا من رئيسه ، الذي اتخذ قرار الانسحاب من الائتلاف بعد دقائق من سحب بان كي مون دعوته لمشاركة طهران في جنيف، ثم نال تقريع حزبه بسبب خطوته ” غير الموفقة ” حيال المشاركة في المفاوضات مع النظام . وكان من المنتظر ايضا خوض حوار واسع مع اطراف مختلفة من الساحة السياسية المعارضة ، لترميم وضع الائتلاف واضفاء طابع وطني شامل عليه . لكن حدث عكس ما كان منتظرا ومطلوبا ، فتمت إقالة ادريس ، التي احدثت انقساما جديا في الساحة العسكرية ضرره اكبر بكثير من الضرر الذي كان سيترتب على بقائه في منصبه ، واتخذ قرار الهيئة السياسية ، الذي لم يكن له اي مسوغ سياسي ، أقله لانه صدر عن جهة منعدمة الوجود وبالتالي غير شرعية ، فترتب عليه ايضا ضرر اكبر بكثير من الضرر الذي ترتب على قرار رئيسه التعسفي وغير المبرر . كان من الضروري مسح الساحة العسكرية قبل اية خطوة ، لمعرفة طبيعة ردود الافعال التي يمكن ان تنجم عن اية خطوة تتخذ فيها، وتحديد طبيعتها وما اذا كانت سلبية يفوق ضررها في خطورته ضرر بقاء اللواء ادريس في منصبه لبعض الوقت ، ريثما يتم التواصل مع الجيش الحر والتوصل مع اطرافه المختلفة ومراكزه القيادية إلى توافقات وحلول ضرورية لتسمية هيئة اركان جديدة على ان تنتخب رئيسا لها ، وتتولى بناء جيش مهني وطني ، ويسوى الإشكال الذي تسبب به تصرف “غير موفق “- حسب وصف موقف الاستاذ جورج صبرا في بيان اصدرته اللجنة المركزية لحزبه – قام به نيابة عن المجلس الوطني ، وكان يمكن ان يحل بالتفاهم مع الكتلة الاكبر من اعضائه ، الذين عارضوا قرار رئيسه، واحرجتهم الازدواجية التي يمثلها وجوده .

كان يجب أن نلاقي التطور الدولي والعربي المرتقب ، الذي بدأت ملامحه ترتسم امام ناظرينا ، وان نعد انفسنا لملاقاته عبر اوضاع ذاتية تبعث الثقة لديه في قدرتنا على استباق قراراته وجعلها لصالحنا ، بتدابير نتخذها بينها اولا : استعادة الذين انسحبوا من الائتلاف انطلاقا من توافقات جديدة تلغي ما في عمله من عيوب لازمت تأسيسه ، اهمها ضعف بناه وممارساته الديمقراطية ، وغلبة الزبنية والمزاجية على علاقاته الداخلية، وتحول دون تكرار الازمات التي تعرض لها بصورة متكررة . وبينها ثانيا : استكمال وحدتنا الوطنية الناقصة ، التي اثارت نقد وتحفظات اصدقائنا واعدائنا في جنيف، كما في الداخل السوري ، وكان من الضروري تركيز جهودنا على التخلص منها بدل اتخاذ خطوات تنقل الانقسام من الساحة السياسية الى الساحة العسكرية أيضا ، وتثير ردود افعال داخلية وخارجية شديدة الإضرار بقضيتنا ، في لحظة مفصلية وخطيرة من صراعنا مع النظام، كان خليقا بنا استغلالها لاقناع العالم بأن اداءنا في جنيف يمثل بداية انعطاف حقيقي في نهجنا الوطني وعلاقاتنا الداخلية ، ففوتنا على انفسنا هذه الفرصة الذهبية وارتكبنا غلطة فادحة ، بل استراتيجية، تؤكد أننا لم ندرك طبيعة السانحة التي يعطينا إياها موقف روسي وسوري موحد يرفض تطبيق وثيقة جنيف وتاليا الحل السياسي ، وتصرفنا وكأننا لم نفهم دورنا فيها ، وتركنا حسابات صغيرة تتحكم بقراراتنا ، وتبنينا سلوكا تكتيكيا خاطئا يثبت عدم اهليتنا لادارة بلادنا بعد سقوط النظام ، على عكس ما بدا لوهلة في جنيف !.

لا بد من وقفة جدية امام ما حدث ، تصحح الاخطاء قبل ان تتفاقم وتبتلع كل ما هو ايجابي في عملنا ، وقبل ان يفضي صمتنا الى تكرار ما حدث في تاريخنا الحديث ، عندما تحولت اخطاء تم السكوت عنها الى كوارث ندفع اليوم ثمنها من حياتنا !

أخيرا ، هل يجوز باي معيار ان يكون العالم مستعدا لتطوير مواقفه حيالنا ، فيجدنا منقسمين سياسيا وعسكريا كما لم نكن من قبل ، ويصطدم بحقيقة ان وضعنا الذاتي لا يعطينا القدرة على الإفادة مما سيقرره ، هذا إذا لم تحبطه طرقنا في معالجة مشكلاتنا وخلاقاتنا ، وتمنعه من تغيير مواقفه !.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

DNA 14/03/2014 بشار..والرئيس الممانع

HALSHRESPOND

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

بعد باسل الأسد (الشهيد) هادي ابن حسن نصرالله ايضاً قتل في ملهى ليلي

nasrollah_

أنور مالك يفضح عبر وثائق للمخابرات السورية حقيقة مقتل هادي نجل حسن نصرالله بملهى ليلي وتحويله لشهيد سقط في معركة مع الجيش الصهيوني.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

عمي يابياع الفساد كلي الصخر بيش

المؤمن مبتلى ومحافظات العراق مبتلاة ايضا.
ليس هناك من فرق جوهري في نوع البلوى بين محافظة واخرى فهي،أي المحافظات، بحكم القانون وشرعية بعض رجال الدين الاشاوس مبتلاة بنفس القيمة والكمية، الا ان ذي قار ابتليت امس ببلوى جديدة،عدا بلوة امطار ميسان، بعد ان كشف عضو مجلس المحافظة هاشم الموسوي عن صفقة فساد متعلقة بمشروع تأهيل محطة المجاري الثالثة واستيراد مضخات تركية المنشأة بدلا من الالمانية مخالفة بذلك شروط العقد واللجنة التي شكلت لتقصي الحقائق محددة في عملها بسبب الضغوط التي تفرض عليها.
سبحان الله،نفس المشهد المسرحي لنفس كاتب المسرحية الذي يستعمل”الكاربون” في دبلجة مايكتب:
فساد في وزارات الدولة..فساد في شروط العقد..فساد في صفقات الاسلحة..فساد في السونار الحكيم..فساد في المؤسسات الامنية.
كل هذا الفساد ولم يظهر احد على شاشات الفضائية ليقول ان فلانا ابن فلان المسؤول الكبير القي القبض عليه بتهمة الفساد وسنأتيكم بصورته واعترافه بالتفاصيل بعد الفاصل.
الكل تشعل شمعة الفساد والكل تشكّل لجان تحقيق(ربما الفساد من اعضاء لجنة التحقيق).
ماعلينا..
اقرأوا ماقاله الموسوي لوكالة/ المصدر نيوز/ ان” ملف تاهيل مجاري واستيراد مضخات تركية بدلا الالمانية التي تم الاتفاق عليها في العقد اغلق وتم سحب العمل من الشركة المنفذة دون محاسبتها وفق الضوابط والشروط التي نص عليها العقد والمشروع بدء في تاريخ السادس والعشرين من نيسان 2011 وكان من المفترض ان ينجز ويتم تسليمه في السادسة والعشرين من تشرين الثاني 2011 ولكن لغاية السادس من نيسان 2012 لم يتم الانجاز وقد تم سحب العمل من الشركة دون محاسبتها.
خويه الموسوي بسيطة وما ينراد روحه للقاضي..الجماعة اللي وقعوا العقد واخلوا في بنوده هم المعرضيين للمحاسبة ..مو؟؟.
لكن هل انت كدها وكدود؟. مانعتقد فكاتم الصوت ينتظرك بعد العشاء مباشرة و…يرحمك الله.
صخرة عبعوب في بغداد وبلعناها..هالمرة الفساد هو سبب الفيضانات التي تعرضت اليها المحافظة مؤخرا بسبب الامطار.
ليش ياموسوي تخلي ملح على الجرح وتقول ان ” الفيضانات التي تعرضت لها المحافظة في الاشهر الماضية كانت بسبب فساد هذا المشروع وتوقف المحطة الخامسة عن العمل والاعمال التي تدار في مجلس المحافظة غير مقبولة وغير مقنعة اطلاقا.
وينك خويه عبعوب ترى جاي يشتغلون من وراك،الحك خويه الحك،ارسل الصخرة على وجه السرعة قبل الفساد مايسد المجاري.
يالله نظل على هذه الاسطوانة الى ان يفعل الله امرا كان مفعولا.
هم ماعلينا..
فاصل اعرج:دخيلكم شباب ليش ناسين رئيس جمهوريتنا مام جلال.. ترى طالت الغيبة علينا والدكتور نجم الدين كريم الطبيب المخول بالتصريح عن صحته اكد قبل ساعات “ان صحة الرئيس طالباني جيدة جدا وفي تحسن مستمر. وانه كان مع الرئيس مام جلال في المانيا يومي الـ 7 – 8 من الشهر الجاري، مبينا ان صحته في تحسن مستمر”.
عيني دكتور كريم،الله يحفظك لاهلك ولعشيرتك، اذا كانت صحته جيدة جدا ليش باقي هناك؟.
ولكم صايرة دايرة ،دولة بلا رئيس منذ اكثر من سنة.
بويه نريد رئيسنا مام جلال حتى لو صرف دولارات نصف الخزينة على علاج رجله.
فاصل زبالة اضافي:يعيش تمثال الرصافي هذه الايام احلى لحظات العمر بعدما شوهد وهو يمد يديه باتجاه دجلة ويصيح به” على عنادك دجلة زبالتي انظف من زبالتك …شوف مو بس انت “مزبل” .. لكن مع الاسف انت زبالتك مواد صناعية ولاتبرر لي ان الأحزاب السياسية المتنفّذة نجحت في بسط سيطرتها عليك ولا تكول: “اعتبرت الكثير من الأحياء في مناطق الكرادة، والجادرية، والمناطق الراقية، في بغداد، مناطق مغلقة، بعدما غزاها حديثو النعمة الذين امتلكوا الأموال من الصفقات، والمسؤولون في الاحزاب والكتل السياسية، ما اضطرّ الكثير من الاهالي الى بيع املاكهم، مضطرين”.

فاصل عركة :عمار الحكيم شمّر عن ساعديه ودخل معركة كسر العظم حين صرّح: نتمنى ان لا يجرب صبرنا اي طرف لاننا سنفاجئ من يتجرأ على عبور الخطوط الحمراء وكرامتنا فوق كل شيء ولا قيمة لاي شئ دون الكرامة ولن نسمح لكائن من كان ان يلمس كرامة وسمعة اي شخصية من شخصياتنا السياسية والمعنوية وتحت اي ظرف او ذريعة.
اشارة واضحة الى المالكي الذي لايعرف الان وين ينطي وجهه.
فاصل عوازه :احلى واجمل دبوس غرزه احد معلقي الفيسبوك بالقول :ربع تكلفة تنظيم مؤتمر الارهاب العالمي كافية لتنفيذ مشروع تحلية المياه “المج” في البصرة.
الى صديقي الذي عتب على غياب فاصل الامس،اليوم فواصل بالجملة .وبالسوري يكولون تكرم عينك.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

هل يحاول المالكي تسويق الإرهابي بشار؟

داود البصريbashar_al_assad_1784685

ليس هنالك أكثر من الخيبة الثقيلة التي وقع في أسرها من حضر مؤتمر حزب الدعوة حول الإرهاب في بغداد يوم 12/مارس/2014!!، وهو مؤتمر بائس بدلالاته و مرجعيته! ومع ذلك يأتي علينا يوم أغبر يطل فيه أحد قيادات ذلك الإرهاب الميدانية ليلقي على رؤوس الحاضرين محاضرات حول الإرهاب و السلم و الأمن؟ رغم أن دماء الضحايا لم تجف بعد، و إن الارهاب قد دمر العاصمة التي يحكمها مطوقا بحماية الآلاف من الإرهابيين أصلا؟

إن حديث المالكي كان شبيها بحديث إبليس في الفضيلة و العفاف!! و لا أقول مثلا آخر خادش للحياء؟ فعلا إن لم تستح فأفعل ما شئت! وقد طبق السيد نوري أفندي هذه المقولة قولا و فعلا و ممارسة، لقد كان حديثه و خطبته الطائفية البتراء أشبه بالنكتة المعجونة بالمأساة، فهو مثلا وصف سنة العراق بالإخوة السنة!! ممارسا التصنيف الطائفي البغيض بأبشع صفاته و مسمياته وحافرا للخنادق بين أبناء الشعب الواحد، مكرسا منهجا طائفيا بغيضا و سلوكا عدوانيا ينبغي أن يزول نهائيا من العراق إذا أردنا لهذا البلد أن يعيش و يتطور؟ ولكن في ظل أحاديث النفاق حول الإخوة السنة و الإخوة الشيعة و الإخوة الأكراد.. وغيرهم من الإخوة و الأشقاء، فلن تقوم للبلد قائم

!!، لقد أعلنها المالكي قبل حكاية ( ما ننطيها ) وصرح بأن هويته الأولى ( شيعية ) و ليست عراقية أو عربية!! وتلك لعمري مصيبة كبرى كان ينبغي محاسبته عليها! و اليوم فإن شيعة العراق نفسهم الذي يدعي تمثيلهم هم في حالة نقمة عليه و بغض شديدين، فمقتدى الصدر وصف المالكي بالمستبد و الدكتاتور و الظالم و أنصاره شرعوا بحرق مقرات حزب الدعوة التافه من خلال تظاهراتهم الكبرى في مدن العراق الجنوبية، و جماعة المجلس الأعلى ( عمار الحكيم ) يعملون جهدهم للإطاحة بالمالكي و قضم الكعكة بدلا منه و قيادة الطائفة سلطويا و معاركهم في البصرة مع الدعوة هي إستكمال لمعارك المجلس مع الدعوة أيام التواجد في إيران عام 1981، وقتذاك دعمت إيران الخميني المرحوم باقر الحكيم ضد الدعوة التي جردها من معسكراتها و قوتها فأنتقل الحزب للشام ليعمل تحت رعاية وإشراف المخابرات السورية لتفجير الأوضاع في لبنان و الكويت تحديدا، واليوم لايؤيد الرفيق المناضل علي خامنئي سحب التأييد الإيراني للدعوة لكونه يمتلك السلطة اليوم وهو الجهة و الطرف القادر أكثر على خدمة المصالح الإيرانية في العراق والمنطقة على إعتبار أن المجلس الأعلى هو أصلا ورقة إيرانية محروقة وتابعة أصلا لمجلس الوزراء الإيراني رغم فك الإرتباط الشكلي و لكن الحقائق معروفة للجمي

!!، من المؤسف إن حضور مؤتمر بغداد للإرهاب وهو مؤتمر فاشل أصلا قد عقد تحت رعاية قاسم سليماني وهم يعلمون بذلك!!؟ فيا للمهزلة، و لعل الطلب الأمريكي للمالكي بضرورة سحب العناصر الإرهابية العراقية التي تقاتل في الشام ضد حرية الشعب السوري كان إيماءة واضحة عن الدور العراقي في الإرهاب الإقليم!، وقد جاء المالكي ليدشن فضيحته بدعوة العالم لفك الحصار عن النظام الإرهابي السوري بدعوى الخوف من إنتشار الإرهاب الدولي!! و كأن النظام السوري حمل وديع يمشي جنب الحيط و لا يؤذي ذبابة و لم يمارس الإرهاب أو يوفر ملاذا للإرهابيين؟

إنها قمة المهزلة حينما يدافع رئيس مؤتمر رافض للإرهاب كما قال وينبري للدفاع عن أكبر نظام إرهابي في العالم وهو النظام السوري بملفات جرائمه الثقيلة؟ أي عار و شنار لذلك المؤتمر الهزيل و لقادته الأشاوس؟ أليس من الأجدى و الأنفع و الأصوب أن يسحب المالكي مجرميه من أرض الشام أولا ليقدم بادرة حسن نية للعالم!!

أليس حريا بالمالكي أن يكف لسانه عن إتهام دول الجوار الخليجية بدعم الإرهاب مثل السعودية ودولة قطر قبل أن يحاول كذبا ورياء قيادة الحملة الدولية ضد الإرهاب؟ مؤتمر فاشل و سقيم وقرارات مثيرة للسخرية و محاولات لتبييض صفحة عناصر حكومية عراقية.

لقد كان خطاب المالكي كعادته الدائمة خطابا خشبيا متوترا بائسا عامرا بالأكاذيب و معبرا عن روح إرهابية سقيمة و متناقضا مع نفسه بشكل بشع… إنه المؤتمر المهزلة في الزمن المهزلة بقيادة القيادات المهزلة.

dawoodalbasri@hotmail.com

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

قمار وأسرار

وتحطيم الأسرcarrieghorse

ليس هنالك قوة في العالم بعد المخدرات تهلك العقل البشري مثل القمار .

ثلاثة ابالسة في سكن واحد (( القمار ، المخدرات ، السلاح )) هي شفاطة المال ، القيم على هذا البيت من خلال جمعه المال بهذه الطرق (( السهلة الصعبة )) وبكل دهاء اصبحوا الوعاء الجامع للمال ، ومنه استطاعوا حكم العالم من خلال البيوتات المالية المعروفة .

الغريب كيف استطاعوا بهذا الدهاء من صناعة المال الغير مشروع ، وكيف سمحت لهم القوانين والأنظمة والدول المتحضرة وأجهزة الأمن التي تتابع بكل دقة المسلمين في كل مكان واسمهم اليوم الإرهابيون .

ولماذا يغضون النظر عن تلك المؤسسات ، ومن يجني الأرباح .

ان من يجني الأرباح هو من يصنع القوانين في هذا العالم المتحضر .؟.

ملاحظات عن المقامرين …

عاداتهم وتقاليدهم ، والجانب الخفي منهم .

_ العصبية .

_ الضغط النفسي .

_ التشاحن مع العائلة .

_ السرقة .

_ الرشوة .

_ الحلم بالمال .

_ الغدر .

_ فراغ العقل .

_ الحسد .

_ الهروب من الحياة .

_ وأخيرا بعضهم يكون اما الانتحار الفعلي او الاجتماعي ، فهل القمار حلال أم حرام .

>

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

حصل في كل بيت سوري

الحديث اليوم عن موضوع حصل في كل بيت سوري بدون استثناء، و الكل رح يشعر انو هوّة اللي كتب هالبوست بإيدو لما يمثّل damsyriaمن تجربة مريرة عاشها الجميع..

اخر النزاعات العسكرية اللي دخل فيها الجيش السوري بالاصالة و على أرضو كانت حرب تشرين سنة ٧٣ ، و انتهت بقرار دولي لفصل القوات بعد تقديم حافظ الاسد أوراق الاعتماد لإسرائيل، و ما ضل لحافظ الاسد اي حجة لتحسين الوضع الداخلي البلد، بس هالشي بالتأكيد ما عملو..
دخلت سوريا من بعدها حتى تاريخ اليوم بحالة اللا حرب و اللا سلم ، و داق السوريين فيها ابشع صنوف الذل و الاهانة بانتظار المعركة الوهمية الكبرى اللي لا اجت و لا رح تجي..

اللي رح تقروه صار بكل بيت سوري، و اللي رح تسمعوه صار بأواخر القرن العشرين اي في زمن الصمود و التصدي، زمن المقاومة و الممانعة ، اي بنفس القرن اللي وصل فيه الانسان على القمر ، و بنفس القرن اللي دخل الانترنت بيت كل مواطن غير سوري..
الفقر و قلة المواد في بلد الخير سوريا، حوّل البيت السوري الى مجموعة من المصانع و المعامل، و صار المواطن السوري عامل غصباً عنّو بسبب الحاجة و انعدام المواد ، و لكن كيف؟؟

ما باتذكّر الا الوالد جايب صناديق البندورة الحمرا من سوق الهال، و قايم بتسخير كل عمال البيت بتقطيع و تقشير البندورة منشان تنطبخ و توضع بالصواني تحت الشمس لاستخراج رب البندورة..
و كذلك الحال بالنسبة الى الفليفلة الخضرا، نص حدّة و نص حلوة لطبخها و نشرها و استخراج دبس الفليفلة و الانتقال بعدين لمرحلة التعبئة بالقطارميز المخزنة في السقيفة..
و ما رح أنسى صناديق المشمش من اجل صنع المربّى، و لا ممكن ما اتذكّر ستّي ام هشام و والدتي و هنن عم يفرطوا الحصرم ليعصروه و يستخرجوا منّو حمض و تخزينو مونة للشتاء لانو الليمون كان ينزرع فقط لغايات التصدير..
عداك عن ورشات فرط البازلاء، و تقطيف الملوخية ، و كسر الجوز ، و تنشيف اللوز، و تحميص و طحن البن الأخضر اللي اكل من ايدين والدتي شقف..
و لا رح اتناسى فوط الأطفال المصنوعة بالبيت من خام ابيض، و لا الفوط النسائية المصنوعة يدوياً من شقف المخدّات..
و ما بتذكّر حالي الا واقف عالدور اول كل شهر حامل بطاقة الإعاشة للحصول على كيلويين سكر ابيض، و متلهون رز قصير، و نص كيلو شاي فرط نضل ساعتين بالبيت بتنضيفوا من الأعواد الزايدة..
و كيف بدي أنسى مهمة اخي كل كم يوم و هوّة آخد السطل الفاضي و رايح لعند البقّال يشتري تلاتة كيلو لبن منشان أمّي تصفّيه و تعملو لبنة ، و كيف نقعد ساعات و نحنا نساعد امّي على ارض المطبخ و هيّة عم تخلط القريشة و اتدعبلها لتنشرها تحت الشمس لحتى تنشف و اتصير شنكليش..
و ياما و ياما راجع من مدرستي و شامم ريحة الشوكولا عم تنطبخ بالبيت منشان تتنشّف و تنلف و تتقدّم ضيافة لما يجينا زوّار..
و مين بينسى ورشات تنقيط ماء الزهر، و قعدات تقطير ماء الورد، و السفر ساعتين كل شهر بالسيارة الى حدود طرابلس لشراء السمنة و زيت المازولا و شوية محارم كلينكس..
و لا ترمي الصابونة الخالصة يا ابني ، امزجها بالصابونة الجديدة و استعملها..
لا تكب يا ابني علبة النيدو بالزبالة ، بغسلها و بعبّي فيها مونة..
لا تاكول موزة من اللي جايبها ابوك اليوم من طرابلس قدّام الأولاد بالحارة ، شو بدهون يحكوا علينا الجيران..

كل هذا حدث في القرن العشرين، في زمن تحول التلفون الى موبايل، و التلكس الى فاكس، و أنتين التلفزيون الى ديش..
اللي قريتوه صار بزمني، و زمنكون، و زمن اللي خلّفني وخلّفكون..لا هوّة حديث صار بزمن السفر برلك، و لا اللي سمعتوه صار بعصر التتر..

هيدي سوريا الاسد..
سوريا العامل..
سوريا المعمول به..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

فيلم رديء.. ولا فخر!

عندما انظر الى ما تفعله التنظيمات الإسلامية، وتحديدا في سوريا والعراق، أظن لوهلة أني اشاهد فيلما سينمائيا تاريخيا.horiat
داعش والنصرة.. كلا منهما يحمل أعلاما عليها عبارات التوحيد والشهادة والله ومحمد. يرفعون كلاشينكوفات يلوحون بها وكأنها سيوف. لم تبق سوى بعض الأحصنة ليكتمل المشهد!
ثم يعلو الصراخ، الله أكبر، الله اكبر، الله أكبر، ولا تعرف على ماذا يكبرون، سوى انهم رأوا ذلك في فيلم ديني. ولا تعرف ضد من يكبروا، وكأنهم يقاتلون ابا لهب خارجا من قبره.
ثم تتعمق أكثر فاكثر في خيالات الماضي وأنت تقرأ الرسائل التي يكتبها زعيم هذا الفريق او ذاك. أولا، يصف نفسه بأمير المؤمنين. ثانيا، يستخدم مفردات عتيقة قديمة مقتبسة من كتب تاريخ نصفها غير صحيح.
البغدادي يكتب وكأنه أمير مؤمنين الى عظيم الفرس او الروم او الإنجليز او الأمريكان.
الجولاني مثله، يكتب وكأنه أمير مؤمنين آخر معترف به من السماء والأرض.
وحتى يكتمل المشهد، فقد يكتبان رسائلهما على رقاع من الجلد البالي، ملفوفة بقطع قماش مزركشة!
أتخيلهما أيضا يلبسان من الثياب ما تخيله مخرجو الأفلام. عباءة، وعمامة، وربما ريشة فوقها.
مثل هذه الشخصيات الدينية، العبثية، تقاتل اليوم حتى ذباب وجهها باسم الإسلام. هم جهاديون، ولا أعرف ضد من.
فلم أسمع ان واحدا منهم اطلق رصاصة، أو سهما، أو رمحا ربما، على جندي اسرائيلي. لم أسمع ان واحدا منهم طالب بتحرير المقدس، أو سعى إليه. لم اسمع ان واحدا منهم، نذر نفسه لنشر الإسلام بالحسنى، او حتى بالقوة.
إذا.. هم يجاهدون من، ويقاتلون من؟
هم لا يقاتلون الشيعة (اللذين رأيتهم اكثر من حارب اسرائيل)، وهم لا يقاتلون اسرائيل، ولا أعداء الله والدين. هم يقاتلون لأي سبب سوى حب القتل لا أكثر.
البغدادي متطرف متخلف. ومثله الجولاني. ومثلهما الف قائد عصبة آخر.
من أنتج كل هؤلاء؟
نحن وحدنا الملامون. فقد تركنا لعقول مغلقة أن تسطر لنا حياتنا منذ لحظة ولادتنا. لا يحق لنا ان نتجاوزها. والطريق الى الله موصول بها.
نحن وحدنا الملامون، لأننا تربينا ان الله جلاد، وأن كلمة واحدة خاطئة قد تلقي بنا الى اعمق جوف في جهنم.
نحن وحدنا الملامون، لأننا تربينا على الطاعة المطلقة لولي الأمر ولو كان مخطئا، والطاعة المطلقة لرجل الدين و لو كان مغلقا متعصبا حاقدا على كل دين ومذهب.
نحن من صنعنا الجولاني. ومن صنع البغدادي. ومن صنع بن لادن، ومن سيأتي من بعدهم.

nakshabandiy@yahoo.com

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

لا حاجة بنا لـ«الإنكليز»

أكتب هذه الكلمات بتردد حقيقي وشديد، لأنها مفزعة. ولأننا جميعا نعرفها لكننا نفضل ألا نتعرف إليها. ولأنها حقائق، لكن لا botafliqaتقال، ومن الصعب قبولها. لعلك أفقت مثلي على أن «الإنكليز» اخترعوا سياسة «فرّق.. تسد»، وقسموا بيننا، وهدموا روح الوحدة بيننا. ترى أين كان «الإنكليز» في الأندلس؟ وأين هم في ليبيا الآن، وفي العراق، وفي سوريا، وفي لبنان، وفي مصر؟ كم معارضة في سوريا؟ وكم ثورة؟ أمس أرسل وليد جنبلاط على «تويتر» جملة واحدة: «أين أصبحت (14 آذار) بعد تسع سنوات؟». أرجو أن الزعيم الاشتراكي لا يطرح السؤال علينا، لأنه كان يخطر لنا أن نطرحه عليه.

كانت معركة رئاسة الجمهورية عبر تاريخها، تفرّق بين الموارنة المفرقين أصلا، والآن تفرّق بين جميع القوى. والمعارضة السورية لم يعد أحد يعرف عدد أجنحتها ولا مَن ذهب منها، ولا مَن بقي، ولا مَن عاد. وفي ليبيا عادوا إلى استخدام تعابير من نوع إقليم برقة. وهي بلد شاسع، وحده إدريس السنوسي في الفقر والقحط، ويتنازعون الآن نفطه وثرواته، بحيث زادت السرقات في عامين عما نهبه القذافيون في 40 عاما، ودائما تحت شعار الثورة، مع تغيير التواريخ. وكان صاحب «الفاتح» قد غيّر أيضا أسماء الشهور حين سمع أن هذا ما فعلته الثورة الفرنسية. وكان ذلك سطحيا كما في كل سطوحه المبدِّدة للوقت وبناء الأوطان.

المعيب في هذه السموم أنها تظهر في أسوأ الأوقات. وتبدو الجماعات في أدق مراحل المصير غارقة في الصغائر، ممرّغة في وُحول المصالح، لا يردها أي رادع أو حياء. كل جماعة تحمل رايتها وترفع علم مصلحتها. تشبه الفوضى في ليبيا، فوضى الكونغو. أوائل الحرب، نهب اللبنانيون مخازن المرفأ التي كانت يومها نفط لبنان. والتقسيم لم يعد مضمرا في الأنفس، بل كرّسه صاحب «دولة القانون» في العراق، بموجب مرسوم، بينما هو يستعد لولاية أخرى يحمل فيها المزيد من القانون والسعادة للعراق، الذي تحول بين يديه إلى هول لا يطاق ولا يحتمل، وفساد بلا حدود.

إلى متى يريد الرئيس العربي أن يمدد لنفسه؟ كانت الناس تملأ قاعة الجمعية العمومية لكي تصغي إلى خطاب وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. والبعض كان يؤخذ بمظهره ووسامته وشعره الغيفاري. كان مليئا حيوية وثقافة وإرادة وسرعة خاطر. لكن ذلك كان قبل 40 عاما، والرجل اليوم لا يقوى على الظهور أمام الشعب الذي هو مدين له بالكثير.

لكن لماذا الولاية الرابعة في مثل هذه الحال؟ يخوض بوتفليقة المعركة وهو في الثامنة والسبعين، وكذلك يخوضها الجنرال ميشال عون في لبنان في العمر نفسه. ويملك الاثنان شعورا يتملك جميع الرؤساء العرب، وهو أن ما من أحد آخر يستحق هذه الأمانة الكبرى. لعل في ذلك انتقاصا من طاقات شعوبهم.
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment