خيري أبو همام ، صار قبراً مؤجلاً يا (ماسر) !!

خيري أبو همام ، صار قبراً مؤجلاً يا (ماسر) !!dhayehh

كنت بصدد الكتابة عن “حنفي شيخ الصيادين” ، و “حنفي شيخ الصيادين” هو أشهر شخصية في “ماسر” الآن وأمس وعبر تاريخها الحافل بالعديد والعديد من “حنفي شيخ الصيادين” ، كما أن صفقة نورماندي تو ، تو ، تو ، هي عادة الذين يجيدون الصيد في الماء العكرعلي الدوام ، لكن الجديد هذه المرة أن الجنرال “هويلر” الذي سينتشل نورماندي تو ، تو ، تو لـ “القصري” ليبيعها للمغفلين ، بعقال ودشداشة ، وبالرغم أن مصريين كثيرين الآن “بيعرفوا سويسي” ، مع ذلك ، فهي عادةً صفقة رابحة !!

كنت بصدد الكتابة عن “حنفي شيخ الصيادين” حتي أخبرني صديق من أصدقاء طفولتي عبر الهاتف أن “خيري أبو همام” أصبح مرشحاً من بين المرشحين ليغطي التراب آثار تجوالهم في الهامش قريباً ، وقريباً جداً سوف يشمله الصقيع ويختفي كأنه حدث سهواً !!

بكل بساطة ، لقد انضم العم “خيري أبو همام” مؤخراً إلي طوابير مرضي السرطان الطويل كآلآمنا ، وأصبح بالتأكيد الزائد عن الحد قبراً مؤجلاً يلتقط أنفاسه كحجارة وتنبعث من جسده رائحة جثة مؤجلة !!

كان هذا الخبر صادماً لي بشكل خاص ومؤلماً ، فها هو جزء من ذكريات الطفولة يوشك علي الانهيار أو انهار فعلاً ، “خيري أبو همَّام” ، أو خيري أبْهمام” كما تعودنا أن ننطقها ، انهار أو يكاد ، وأمام قسوة هذا الألم لم يمنعني الحياء كما منع الحياء قبلي الشاعر” جرير” أن يعوده علي زوجته الميتة استعبار ، من أن أترك عينيَّ علي سجيتهما ، بل ، بخيالي ، زرت قبره ، والحبيبُ يُزارُ ..

وعلي جميع المبتدئين في الحزن أن يقرأوا حكاية العم ” خيري أبو همام” ..

“خيري أبهمام” ، هكذا كان الجميع ينادونه دائماً دون لقب يمتدح وجوده حين كانوا ينادون الأصغر منه سناً بـ “يا عم” أو “يا خال” ، أنا أيضاً ، لا أتذكر أني ناديته بـ “ياعم خيري” قبل أن أصل إلي المرحلة الجامعية !!

“خيري أبهمام” ، هكذا كنا نناديه حتي قبل أن يكون له ابنٌ يحمل اسم “همام” تزييناً لذكري “همام” الجد ، فـ “همام” المقصود هو أبوه لا ابنه ، وهذه إحدي عادات الجنوب التي من الصعب أن نجد لها تأويلاً ، وهي إحدي عادات البدو أيضاً ..

ولا شك أن لمعني الاسم في الأذهان نصيبٌ من أفكارنا عن حامله ، أنا شخصياً لا أحب اسم “إلهام” بالرغم من أنه يحظي بإعجاب الكثيرن غيري ، لا لشئ سوي أن هذا الاسم يعكس علي الفور في ذاكرتي وجه طفلة تحمل نفس الاسم تسببت لي دون سبب ، بحزمة من أكاذيب مضللة وتسريبات ، في “علقة” أسرية أمطرت في أوجاع طفولتي ..

واسم “خيري” ، ربما لأن “خيري أبو همام” كان أول وعاء لهذا الاسم عرفته ، يعكس في ذاكرتي علي الفور صورة لطفل يلهو في الظلام بجانب مياه رمادية ، جين يلهو الأطفال الآخرون حول جذوع الأشجار ليمسكوا بالفراشات نهاراً..

والمرحوم “خيري أبو همام ” ، أو المرحوم المؤجل “خيري أبو همام” ، والفارق بين اللقبين مجرد شهور قليلة ، وُلِدَ لأسرة ليس لديها أي شئ لتحرسه من زخرف هذه الدنيا سوي السعي وراء خبزها اليوميِّ بمجهودها الخاص ،،

أبٌ يؤجِّر ساعديه في حقول الآخرين مقابل قروش قليلة ، وأمٌّ تؤجر ساعديها أيضاً للقلائل من نساء أثرياء القرية اللاتي يحتجن المساعدة في القيام بشئون بيوتهن ..

يعودان إلي بيتهما ، أو كوخهما ، بمعني أكثر دقة ، في ترتيب لا يختل ، الجدة “تفيدة” أولا ثم الجد “همام” ، قبل أن يتم الليل زحفه علي سماء البلدة بقليل ، و بعد تناول ما يقيم الأود من كسرات خبز وإضافات رخيصة ، وبعد أن يسرق الجد “همام” أحياناً ساعة أو ساعتين من الليل في سهرات الساهرين في البلدة ، يذهبان للبحث وراء التعب عن غصن نومهما أو يمارسان المتعة المجانية الوحيدة بالنسبة لمن يشبهونهم في العجز والأحزان المشتركة، وتلك الجذور البعيدة المنسية ، أقصد الجنس الحلال ..

إذا اختل هذا النظام يوماً أو يومين يصبح الحصول علي الخبز ترفاً ، فالأسرة ، بالرغم من كل شئ ، عزوفة النفس عن أشياء الآخرين ، ولا تقبل الإحسان من أحد أياً كان خارج أسوار العائلة التي تنتمي إليها ، حتي اللجوء إلي هؤلاء لا يحدث إلا إذا اقتضته الضرورة فقط ،،

ولقد ورث عنهما هذا الكنز الذي لا يعرفه بعض الغارقين في الأضواء والثروة ، ابنهما الوحيد “خيري” ، تماماً كما ورث عنهما أمراضهما وشحوبهما !!

لكن ، من يهتم بقراءة سيرة شخص في قامة المرحوم “خيري” ، ولد وعاش وسوف يموت علي الهامش ، ولا يشعر بوجوده أحد ، حتي جيرانه ، فلا هو “جنرال” ، ولا هو “محلل سياسي” ، ولا هو “سما المصري” ، ولا هو يملك تسريبات حتي كـ “عبد الرحيم علي” أحد مؤسسي مصر الحديثة ؟

أنا من جانبي لن أسمح بحدوث هذا ، فهو عندي أهم وأكثر استحقاقاً للاحترام من كل هؤلاء ، وكل هؤلاء وأمثال هؤلاء ضالعون في مأساته ، لذلك ، سأكتب عنه و (ملعون أبو أي كلب فيكي يا “ماسر”) ، بل سوف أستعير لسان الشاعر الجلل “مظفر النواب” وأردد خلفه :

يا أولاد القحبة ، لن أستثني منكم أحداً ..

وسوف أردد خلفه أيضاً :

أقسمتُ بتاريخ الجوع ويوم السُغبة / لن يبقى عربيٌّ واحدْ / إن بقيت حالتنا هذي الحالة / بين حكومات الكَسَبَة !!

وأكثر من هذا سوف أسخر من مأساة العم “خيري” أيضاً ، مع ذلك ، سوف ألمس سيرته لمساً ، فهي سيرة لا يتسع له مجرد مقال ، كما أن بين تجاعيد تلك السيرة ألم لا يطيقه سوي الضالعين في الحزن ..

فلماذا أخاف ، ومما أخاف ولا خير في العيش بعدهم ؟!

لقد تساقط الذين أحبهم ، وداروا ببال طفولتي ، ورماً ورماً ، ولم يتركوا لي سوي غابةٍ من الذكريات ..

ثمة سبب آخر يدفعني للكتابة عنه ، وهو أنني حين أكتب عنه فأنا أكتب عن الغالبية العظمي من المصريين الذين يبذرون أعمارهم في القاع ، صباحاتهم لا تخترع إلا العرق ، وينفقون مساءاتهم في الأحاديث المجانية عن السادة وأبناء السادة وأفراح السادة وموائد السادة ومآتم السادة الذين غرسوا في عقولهم عن عمد ، وجيلاً بعد جيل ، أنهم قاصرون لابد لهم من قائد يتوارون في ظله الكبير ، وأنهم خُلقوا فقط ليكونوا ملح السادة وليذهبوا إلي الصناديق الملوثة ليدلوا بأصواتهم لصالح السادة ، ولينجبوا عبيداً قادمين لأبناء السادة القادمين ، وهذا كل شئ ، وهم من
جانبهم ، والدين هنا مدان ، صدقوا بالفعل أن القانون الأنبل للحياة هو أن الناس درجات !!

من السئ أن الطبيعة تجاوزت البخل علي “خيري” وتجاوزت الإسراف فيه إلي اللؤم ، فلقد مات أبوه وهو لم يتخلص بعد من زغب الطفولة ، ووجد نفسه فجأة في هذا العمر المبكر يتيماً يجب عليه للحصول علي الخبز ، الخبز فقط ، أن يستأنف ساعدي أبيه في اختبارات الفأس وأشياء الزراعة ، وهذا ما قد حدث فعلاً !!

قد يكون اليتم درعاً يحمي من البلاهة ، لكنه عادة يحمي الذين لديهم ما يحرسونه ويخافون ضياعه ، لكنه لا يحمي الفارغين ، فماذا لدي هؤلاء لتنشط عقولهم من أجل الحفاظ عليه ؟!!

من الجدير بالذكر ، ومن المثير للدهشة في الوقت نفسه ، أنني فقدت قلوباً ثلاث ، ثلاثتهم توقف ضحية للسرطان ، أحدهم أبي ، وساخر قريتنا الكبير “عصام “، وها هو العم “خيري أبو همام” علي مشارف الجانب الآخر ، ليس هذا موطن الدهشة علي كل حال ، إنما لأن ثلاثتهم وحيدو آبائهم ، وثلاثتهم مات آباؤهم وهم في عمر مبكر!!

إذاً ، لقد نفض الولد “خيري” زهرة الأطفال قبل مواسم الطفولة ، ثم تسلل إلي مرحلة الشباب ، وحين بدا أنه تجاوز مأساة موت أبيه ، فجأة ماتت الجدة “تفيدة” ، أمه ، وكان موتها حدثاً لا يزال يحظي بركن في أحاديث القرية ، لا لأن موتها كان حدثاً في ذاته ، ومتي نبه موت الفقراء أحزان أحد ؟!

كان موتها حدثاً لأنها كانت صاحبة أول نعش حمله المشيعون من قريتنا إلي “الجبانة” التي يقتضي الوصول إليها السير علي الأقدام عدة كيلو مترات ،
لأول مرة في سيارة ، لتصبح بعدها وربما للأبد عادة !!

بكي الشاب “خيري” يومها بكاءاً مضاعفاً ، إذ أصبح المصاب مضاعفاً ، موت أمه وخراب بيته كما كانت تقول له النساء يومئذ بلهجة الغربان :

– يا خراب بيتك يا وليدي !!

والمصاب الأكبر هو حملها إلي مثواها الأخير في سيارة ، واحتج ، ثم انفعل وهو يبكي بعيون حقيقية إذ ظنهم بالفعل يسخرون من فقيدته :

– يعني عشان مرة غلبانة تودوها ف عربية ، طول عمري عنعزَّم ميتينكم ماشي علي رجليا يا مبخنسين ، قوموا من قدام بيتنا ومجدش ليه دعوة بالمرحومة ، أنا هنشيلها علي كتفي لحد الجبانة وحدي ، قوموا !!

ثم حدث أن تزاحم حوله بعض العقلاء وأقنعوه بأن هذا شئ عادي يحدث في بلاد أخري ، وشهد شاهد من نجع مجاور اشتهر بحرصه علي تشييع الجنائز في قريتنا وفي كل القري المجاورة رغبة منه في ثواب الآخرة ، أن هذا حدث في نجعهم منذ أيام قلائل ، وأقسم بالبخاري عدة مرات للتأكيد علي صدقه ، فرضخ أخيراً وهدأت نفسه وهو يقول للشاهد في لهجة تحذير يشوبها التوتر :

– أديك حلفت بالبخاري وإنتا وربنا هتتقابل !!

خيام مفتوحة للريح من كل جانب ، والإحساس باليتم عرف دارج يستحوذ علي القلوب وينتشر حتي في لهجة اليتيم دون قصد منه ، لذلك ، كانت الجملة المشهورة التي تتدفق من فم العم “خيري” عالية أخاذة ، كلما طرب أو استغرب أو اندهش أو غضب هي :

– يبي يبي يبي يبي !!

وهذه الجملة نداء واضح لأبيه يصدر من أعماقه كطلقات مباشرة ، هو علي كل حال أحسن حالاً من “أحمد أبو فرج الله” ، الذي ارتاح كلما اندهش أو انبهر أو فرح أو غضب إلي كلمة “أحححححححح” ، وهو أحسن حالاً ، وبكثير ، من الجد “جاد الكريم” ، جد “أحمد أبو فرج الله” ،،

وأشهر ما تركه الجد “جاد الكريم” من إرث هي تلك العادة الغريبة التي اعتادها ، إذ كان يبدأ أي حكاية من حكاياته التي لا تنتهي من النهاية ثم يبدأ ، أي يحرق الحكاية ، ويوم اشتري نصف الفدان الذي كان يستأجره من مالكه المسيحيِّ ، ظل يدور علي كل حلقات الساهرين في ليل الدومة ، وقبل أن يصل كل حلقة بعدة أمتار يقول بصوت يحرص أن يسمعه كل الجالسين :

– وكتبنا العقد !!

ثم يجلس ليبدأ الحكاية من البداية ..

لم يفطن الجد “جاد الكريم” أبداً إلي أهمية الإثارة والتشويق في نيل رضا السامعين والاستحواذ علي آذانهم ، ويبدو أن هذا طبعٌ فيه وُلِد به لا مجرد أسلوب يميزه ، فلو كان عدم الاهتمام بالإثارة والتشويق أسلوباً لتخلي عنه في موطن لا مكان للأساليب فيه ، أقصد الموت ، فلقد كان موته أيضاً خالياً من الإثارة والتشويق ، لم يمت كغيره في مقهي أو في سوق أو معركة ، ولا مات فجأة ، بل قبل أن يموت “قعد عيان 8 سنين” !!

لقد تضاعفت أعباء العم “خيري” بعد موت أمه ، إذ أصبح من بين مهامه ، بالإضافة إلي عمله في الحقول ، أن يكنس البيت كل صباح ويطعم الطيور ويعد طعامه بنفسه ويخبز خبزه ، وأقسم علي هذا ، كان يخبز الخبز بنفسه !!

وكان لدي النساء من أقاربه رغبة في مد يد المساعدة لولا أنه شاب يعيش بمفرده من السهل أن تُرجم بالتهم كل امرأة ، حتي المتقدمات في العمر ، تتردد علي بيت هذا شأنه وإن زوراً ،،

وكثيراً ما كان النساء في معاركهن الصغيرة يتقولن علي بعضهن زوراَ ، وكنا نحن الصغار أثناء هذه المعارك الكلامية التي تدور رحاها في الشوارع عادة ، نحظي بلحظات بهيجة من المتعة المجانية ، وتتملكنا الرغبة في أن يتطور الأمر من مجرد خوض في الأعراض إلي التماسك بالأيدي والأسنان !!

نصحه الكثيرون بالبحث عن زوجة تتدبر أمر بيته ، ويستطيع أن يفجر رغباته الآمنة في جسدها ، وكلف البعض امرأة بتزويجه من إحدي بنات القرية ، دارت علي كل بيوت القرية التي تعرف أنها تستر بنات مرشحات للزواج تزين سيرته ، هو وحيد مثله لن يدخل الجيش ، ولديه بيت ، وليس لديه أم ، كأن هذه ميزة ، وخابت لسبب ما كل مساعيها ،،

ثم عثر ، أثناء جلسة لبيع “بقرة” علي زوجته التي ستتدبر أمر بيته ، وتشاركه أيضاً في صنع سلالته القادمة ..

ففيما بدا أنه قد اطلع من آخرين علي رغبته في الزواج ، انتحي به جانباً “المكَّاس” في صفقة بيع البقرة ، وهو الوسيط بين البائع والمشتري ، وأسر له أن لديه بنتاً في سن الزواج لن يجد لها خيراً منه ، وهو سوف يكون في انتظاره ليراها هذا المساء إذا رغب هو في صهره ، وذهب بالفعل إلي صهره القادم في بلدته المجاورة ، وحدث !!

الحلوة ، هذا اسمها ، وهذا طبعها أيضاً ، تلك الطيبة ، لم يحدث أن سمع أحد ايقاعات صوتها الحادة أبداً ، ولا أساءت إلي أحد منذ مجيئها إلي قريتنا وحتي موتها الردئ في شرخ شبابها جراء مرض غامض !!

رأيت هذه المرأة الطيبة كثيراً ، لكن صورتها المختزنة في ذاكرتي بهتت الآن تماماً ، وملامح وجهها ذابت أو تكاد ، لولا أن وجه ابنها الأكبر “علاء” يحمل الكثير من ملامحها ، كما سطا “همام” علي كل ملامح أبيه ، وتماهت ملامح الأبوين بنسب متساوية في ملامح “حسن” و “حماد” و “صباح” !!

ماتت “الحلوة” فأعدَّ العم “خيري أبو همام” للشتاء احتفالاً صاخباً ، ورفض أن يتزوج من بعدها ، بل كان لا يسمح لأحد أياً كان بالدوران حول هذا الأمر ، وعاد سيرته الأولي لكن بأعباء أكبر هذه المرة ، كان عليه أن يتدبر كل شئون “خمسة” أطفال لم يتجاوز أكبرهم الثامنة من عمره !!

لكن الحياة كالموج تتواصل بطريقة أو بأخري ، وهي ليست قاسية إلا علي الذين لا يفهمون طباع الموج ، وحدث كثيراً أن قلب الموج قارب أحدهم ، لكن علمه في نفس الوقت أن يسير بالقارب مقلوباً حتي يصل إلي الساحل !!

تغيرت ألوان الجدران ، وفقدت النجوم الأليفة وضوحها ، وكبر الأولاد ، بل أحرز بعضهم شهادات متوسطة ، وأصبح بمقدور “صباح” أن تدير شئون البيت ، ورفض الأولاد أن يحرسوا تراث القبيلة الفاشل ، شرق وغرب تجد عن معرضٍ بدلاً ، فالدنيا ليست مصر فقط ، لذلك ، كالكثيرين ، سافر “علاء” منذ شهور قليلة سعياً وراء الرزق إلي “السعودية” ، وسافر “حسن” و “حماد” و “همام” إلي ليبيا بعده أسابيع ، بلاد الله لخلق الله !!

ظن الناس في قريتي أن “خيري أبو همام” وصل أخيراً إلي الساحل ونجا ، وهنا ، هنا تحديداً ، خرج الورم من شِقٍّ ما من شقوق الحياة ليسكن الرجل مباشرة ، وسوف يترهل داخله حتي يتلاشي ، ويذوب في مسافات السفر الواسعة ..

تراني كم من الشهور أحتاج لترميم هذا الجرح الجديد ؟!

اللعنة علي كل شئ ، اللعنة علي الحياة ..

‎محمد رفعت الدومي – مقكر حر؟‎

Posted in فكر حر | Leave a comment

الزرادشتية والمندائية في بلاد الرافدين

بقلم: عضيد جواد الخميسيsabiaa

كانت الاشكال المتنوعة للدين القومي الفارسي ،وخاصة تبجيل الاله مثرا ، ذات اهمية رئيسة في بلاد الرافدين والمناطق المجاورة لها، وكان هذا فوق كل شئ ،صحيحا فيما يتعلق بالطبقات الفرثية العليا ، وانعكست سيطرة مثرا الاستثنائية ايضا في المدى الذي انتشرت فيه عبادته فيما وراء الحدود الفارسية ، حتى اصبحت طرائق ممارسة طقوسه تعرف باسم ،، الطقوس المثراوية ،، وهذه مورست في الحقب الفرثية في كل من دورا اوريوس واوروك في جنوب بلاد بابل .
ولم تكن هذه الطقوس التي مزجت بعناصر رافدية ذات سمات فلكية ، الادلة الوحيدة على مكانة المثراوية السامية ،ثم ان تبجيل مثرا كان ملحوظا بشكل خاص في ارمينية وبلاد فارس الشمالية الغربية ، وبالفعل كانت ميديا الدنيا وميديا العظمى المراكز الاساسية لعبادته ، فهناك تركزت السلطة الدينية العليا وتمثلت بسيطرة الطائفة الزرادشتية الكهنوتية القوية التي رست في ايديها سلطة البت في المسائل الدينية ،وعمل رجال الكهنوت انفسهم في دورا بمثابة كهنة لمثرا وربطوا انفسهم ـــ كما يبدو ــ مع العبادة المثراوية في بلاد الرافدين وفي اسيا الصغرى ايضا ،واخضعوا بهذا التصرف انفسهم لتاملات النظام التوفيقي ..
نالت عبادة مثرا تقديرا اوفى في المناطق الايرانية الصرفة ،وبصورة واضحة في اقليم ميديا، فهناك نعم مثرا بمنزلة سامية في التفسير ,, الزرادشتي ,, ولاقى قبولا لدى طائفة الكهنوت الزرادشتية لميديا ، كون هذا الدين الذي كان فيه زرادشت هو الاله الاكبر ،وقد كان الهاَ للزمن والقضاء والقدر ، وممجد جدا لتدخله في مجالات الشؤون البشرية ، وكان ابنه أهورا مزدا هو الذي حارب اهرمان الذي مثل قوة الشر ، وفي ساعة الحسم وقف ,, مثرا ,, بينهما موقف الوسيط القادر بين الخير والشر ،والاعتماد بتخليص الانسان ،والتي تعد الفكرة المحورية في الديانة الزرادشتية بشخصية مثرا ،حيث كان هو دائما المخلّص ،ولذلك احرز لقب ,, بُزركَ ,, واشتملت النزعة الزرادشتية العقائدية على الهة انثى هي بمثابة رمز للام والخصب ، وكانت تسمى في بلاد فارس باسم ,, اناهيد ,, وقد حظيت بمكانة مبجلة جدا ومتميزة خلال الحقبة الفرثية ..

تعد بلاد بابل الجنوبية المنطقة التقليدية للطوائف المعمدة ، ولا يوجد اي شئ عرضي حول الحركات المعمدة التي كانت قد تأصلت هناك ، ويمكن القول ان هذه التعاليم استمرت دون انقطاع منذ العهود المبكرة للسومريون مرورا بأحلك الازمات الى يومنا هذا .. ففي عهود السومريون بدأت في مدينة ,, أريدو ,, الواقعة جنوب العراق عبادة ارتبطت مع ,, ايا ,, وهو اله سماوي كبيرـــ مع برجه السماوي وزوجته ,, دامكينا ,, وابنه ,,أسري لودو ,, ـــ وهو الذي عرف فيما بعد باسم مردوك ـــ ، وقد شغلت فيها اعمال ,, الغسل والتطهير ,, دورا هاما كوسيلة لانقاذ المرضى من سلطان الشر وشفائهم،كما كان الزيت الذي عرف باسم ,,زيت الحياة ,, ايضا عاملا هاما في مجموعة الطقوس .
في الجوانب الايجابية للنصوص الدينية المقدسة ، امل العابدون بضمان الحياة باكلهم عشب الحياة او ثمرة شجرة الحياة ، او ان يرش عليهم ماء الحياة ،او ان يشربوا هذا الماء ، وتورد النصوص كيف شرع جلجامش في البحث عن عشبة الحياة ، وكيف صعد ,, آدابا ,, الى السماء حيث قدم له الطعام مع ماء الحياة ، وكيف مُسح بالزيت وأُلبس الثياب الفخمة ، وكانت هذه الطقوس في الواقع طقوسا جرت في العادة بمناسبة تتويج احد ملوك سومر ، وواضح فيها ان الانسان العادي قد امل ان يشارك فيها في نهاية الامر . والمهم ان ملحمة جلجامش قد انتهت بتشاؤم تام ، صحيح ان البطل قد وجد عشبة الحياة ،لكنه فقدها ،واخفق بالتالي في جلبها الى رفاقه لياكلوها ،ومهما يكن الامر فاننا نعلم انه كان في بلاد الرافدين مايمكن تسميته ,, طوائف صوفية ,, لم يخب املها في ضمان بقاء ,, الحياة ,, ابداً ..
من الواضح ان طوائف التعميد في بلاد بابل الجنوبية ،كانت فروعا ناشئة عن المجموعات الصوفية الشرقية القديمة التي وضعت في صلب اعمالها التعبدية ، تعويذة اولية ضد الشر والاشرار، فغسلاً ,,وضوءاً,, مقدسا ثم صلاة جماعية ، انما اذا كانت بلاد الرافدين قد انتجت الممارسة الدينية في اطارها الطقوسي ، فان بلاد فارس هي التي اعطت معنى تامليا عميقا لهذه الطقوس بالذات ،وواضح هذا في ,, الطائفة المندائية ,, ، وهي طائفة معمدانية صغيرة مازال لها اتباعها باعداد قليلة متواجدة في العراق وايران ، والقسم الاعظم ،هاجر الى اوروبا وامريكا واستراليا، مابين الهجرة الاقتصادية ،واللجوء باسباب الاضطهاد الديني والاجتماعي ..

ان المندائيين المعاصرين هم احفاد انحدروا من الطائفة المعمدانية الرافدينية القديمة التي كانت موجودة ايام ,, ماني ,, وقد حافظوا بايمان على تراثهم وكتابات طائفتهم المقدسة وعلى معتقداتها ومظاهرها واساليب عملها الروحية ، لكن متى نشأت عقيدة هذه الطائفة ؟؟ تلك مسألة موضع خلاف ، لان ادبها لم يدون ، وقد ذهب بعضهم الى القول بأن العقيدة المندائية قد تطورت في مرحلة متأخرة من تطور المانوية ، وان نقاط التشابه بين الديانتين ماهي الا ادلة تظهر اقتباس العقيدة المندائية من المانوية .. ولا شك ان هذا الرأي قد جرت صياغته بسرعة بالغة ، ذلك ان نصوص التوسل والخشوع في الطقوس المندائية يمكن عزوها ,, على اساس عمليات تحليل الخطوط واللغة ,, الى عام اربعمائة بعد الميلاد ، فهي مكتوبة على الواح رصاصية ،وهي تحصي اسماء الملائكة الاثيرين ، ثم تقدم سلسلة لغالبية الافكار العقائدية لديهم ،خاصة تلك التي لها صلة وثيقة بالموضوع ، وتقودنا الادلة المستخرجة الى الاعتقاد بان العقيدة هذه كانت متطورة تماما في عام 350م ,, (*) انما لايزال هذا التاريخ يضعها قرنا من الزمن بعد قيام ماني وتبشيره بديانته ،لكن هذه النقطة ليست الوحيدة امامنا للتقدير ،فقد كان المندائيون قد نالوا هذه التسمية تمشيا مع كلمة التسمية الآرامية الشرقية وهي ,,مندا او مندائي ,, لكن المندائيين انفسهم اطلقوا على انفسهم اسم ,, ناصورائي ,, وهي ـــ وهذا امر غريب حقا ـــ عبارة تعني المسيحيين ايضا ،ونجد في انجيل متي 23/2 وصف يسوع على انه ,, نارُرَيوس ,, ــ وتستخدم الترجمات السريانية عبارة ناصُرّايا ـــ وقد فسرت على انه من الناصرة ،ومع ذلك فقد ادرك ان عبارة ,,ناصرائي او ناصورائي ,, ليست الصيغة الطبيعية الناشئة اشتقاقا عن ,,ناصرة ,, ولم يفقد التوليد ايا من فعاليته ، ذلك ان المندائيين لم يعبروا مطلقا غىر بتسمية المسيحيين ,, بالمسيحيين ,, ولم يسموهم قط ,, ناصورائيين ,, وهي التسمية التي اطلقوها على انفسهم وبأصرار .. فان هذا الافتراض يمكن الدفاع عنه ،ذلك ان نقش كرتير في ,, نقش رستم ,, قد عدد غير المؤمنين بالزرادشتية الذين تباهى ,, موبذ موبذان ,, في انه اضطهدهم وميز بالذكر بين المسيحيين والناصورائيين ،ويمكن تحديد تاريخ هذا النقش بسنة 275م تقريبا، وبناء عليه يمكن القول ان المسيحيين والناصورائيين قد وجدوا في ذلك التاريخ داخل حدود الامبراطورية الساسانية بمثابة اتباع طائفتين عدت الامبراطورية الفارسية كلا منهما عقيدة مختلفة عن الاخرى ،وتتوافق هذه الاوضاع مع حقائق اخرى فيما يتعلق بلفظ ناصورائي ،فقد وجد ـــ مثلا طائفة مسيحيةــــ يهودية تحت اسم نصرؤي ،ولاشك انه كان لدى المندائيين العديد من التقاليد اليهودية ،واظهروا العديد من الاثار التي توحي باصل فلسطيني ،وعلى الرغم من ذلك فان الامر لم يكن تقليدا ملتزما ،فان مخطوطات البحر الميت المكتشفة حديثا كانت مفيدة وفعالة رغما ان ما اعلن عنها الا الشئ القليل ، لذا كان للمندائيين الحق التاريخي لجميع مظاهر التسمية بناصورائي التي عنت كما يبدو شيئا يشبه الملاحظة او الاعتراف ،ومن المحتمل ان عبارة ,,ملاحظة او اعتراف ,, تشير الى مماشاة او مسايرة الحركات ذات الاستخدامات المعمدانية المميزة ..[ يتبع ]

( *) ـــــ تحتفظ متاحف لندن وباريس بعدد من هذه الالواح التي عثرت عليها الفرق الاثارية البريطانية والفرنسية ،في العقود الاولى من القرن الماضي،كما احتفظ المتحف العراقي بعدد اقل وبفترات متفاوتة،من قبل فرق مشتركة محلية واجنبية ،وقد تعرضت للسلب في 2003،ولم يعثر عليها حتى الساعة.

المصادر-;-
ايران القرن الثالث ـــ سابور وكرتير ـــسبرنغلنغ ـــشيكاغو 1953
النشرة الدورية لمعهد الدراسات الشرقية والافريقية ـــ لندن 1954
عناصر رافدية ـــ جيووايد نغرين ـــ 1961
يهود ايران وبلاد الرافدين ـــجيووايد نغرين ـــ 1957
عبادة مثرا ــــ كومونت ـــ 1923

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

العشائرية منظومة اجتماعية سياسية متكاملة

العقد الاجتماعيirqpry

روبنسن

عند بداية عصر السلالات والبشرية يتجمع البشر حول مكان للرزق وزمان جغرافي ، ورقعة جغرافية ، وزعيم ، او قائد ، او حاكم او حكيم ، وهذا هو اصل العقد الاجتماعي واصل فكرة القوم والقومية .

التي هي تعشعش في عقل كل البشرية وأسبابها رقعة العيش الزمنية والزمان الجغرافي واللغة والدين …!.
العشائرية الحكومات ترفضها لانها تقوض من سلطتها وتجزء قوتها وهيمنتها وليس لسبب اخر .

العشائرية نسيج اجتماعي متكامل يضمن الاتباع ويدافع عنهم ويدافعون عنه ، أسرة كبيرة ام اسمها العشيرة وأب هو كبيرهم .

قد يحدث ظلم … وهذه طبيعة البشرية والأخطاء وسوء الحكم والظن .

وهي منظومة أمنية بدون ميزانية ، الكل عينه مفتوحة على المصلحة المشتركة وحماية الرقعة الجغرافية ، والحلال ، والعائلة ، ويتم القصاص ممن يسيء الأدب ويتجاوز الحدود ، واحترام الكبار والضيوف ومحاسبة من تسول له نفسه للسرقة والاعتداء .

اما الثأر فهي حالة إنسانية عادية كما يحدث اليوم عندما تشرد وتغتصب أرضك وعرضك ، ماذا تفعل …؟.

الرد هو الثأر ، وما يحدث اليوم في العالم من حروب النفط ، للهيمنة والسرقة واللصوصية والاعتداء على البشر ، وتحطيم البنى التحتية ، وسرقة التراث ، ومصادرة الهوية والوطن .

ما تعتقدون سوف يحدث في المستقبل .؟. سوف تطبق قوانين حمورابي …!. (( العين بالعين ، والسن بالسن ، والباديء اظلم )) .

علاقة دبلوماسية يحرص الجميع في المنطقة الجغرافية على إقامة علاقة مصاهرة او حسن الجوار ، أنهم حراس الحدود الافتراضية …

اما الصورة الغربية ، القائمة عن العرب انهم كانوا يتقاتلون فهي فكرة سياسية وهذه حدثت في كل أرجاء المعمورة في الشرق البعيد ، وأوربا ، وأمريكا ، وهاهي جرائم احتلال الشعوب واجتثاث شعوب هل هي نزهة برية كانت أم نزهة ديمقراطية …؟.

إذا حدث خلل ما او ظلم في الأنظمة الحاكمة أكثر ظلما وخللا على الأقل ، فأبن العشيرة أبنائهم مثل علاقة الابن والأب ، فهم لايقسون عليه إلا إذا تجاوز العقد الاجتماعي وتجاوز حدود العيب والعرف العشائري ، والتسبب بالضرر ، او العمل الإجرامي ، او التعرض للأعراض ، او المال ، وهكذا الدولة ، ولكن ليس بواسطة أجهزة أمنية وشرطة وسجون واعتقال وتعذيب ، وبعضها تنتهي بالإعدام ، ففي المدينة أكثر من القرية ، وذلك يوضح الخلل الاجتماعي ومعالجته .

العامل الاجتماعي النخوة والتكافل ، النخوة سمة عشائرية رائعة اختفت في المدينة ، فيقوم الجمع الصالح بمساندة الجار ، او ابن العشيرة على عمل معين ، وحتى مساعدته في بناء بيته ، او في المزرعة ، وكذلك التكافل عند الحاجة ورد الاذى عن العائلة او العوائل او العشيرة ، فهي جينة طيبة مثل الزرع والماء والشجر .

إذا كانت القوانين العشائرية اليوم لاتناسب الدول المدنية فالمجتمعات المتحضرة مع تحفظي على هذا اللفظ تحكم في البشر من خلال البنوك وكذبة وخدعة الديمقراطية وترسل أبنائهم لحروب اللصوصية وللسيطرة والمال وتأمين الأم العزيزة الكبرى .

العشائر الخط الأول للدفاع عن الوطن فهي لحمة ومجموعة عصي مربوطة إذا تفرقت ضعف الوطن ، أنها سر بقاء اللحمة الوطنية متماسكة .

وحدة العشائر هي وحدة الوطن ، وصونا منيعا من الأغراب …!.

لايوجد نظام بوليسي في العشائر ، او أنظمة قمعية ، وطائفية ، وإرهاب ، وتحزب ، وتخريب ، ومفخخات ، ورسوم كمركية ، وضرائب أنها مضايف وضيوف وعادات وتقاليد وقواعد اجتماعية ، اما بخصوص المرأة فهذه أخلاقيتهم وتقاليدهم وقيمهم لماذا اصبح الحفاظ على شرف العائلة ، وهو متمثل في المرأة عند العرب لانها خيمة العائلة وسر بقائها ، والشرقيين كافة عيبا شرف المرأة ، وإنما اصبح التعري والدعارة تقدما وتطورا ديمقراطيا ، ماذا جنينا من النظام الديمقراطي في العالم الذي هو مزدوج في الغرب حرية ، في الشرق إرهابية ، (( في أوربا كانوا يضعون حزام العفة لم نعرف هذا في عشائرنا ، اما اليوم فالعشائر هي إحدى أشكال الحزبية في المجتمع المدني مع فارق الزمن الجغرافي .

أرقى أمة اليوم هي اليابان على الأقل هي واحدة من أرقى الامم.( الساموراي) ابن القبيلة العشائرية هو بأخلاقية الفارس يقود الشركات العملاقة أنها ثقافة شعوب الشرق والشرق حراق …

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

ورقة التوت الملعونة

حتى ابونا آدم كان يستحي ،وهو ابن الله، بدليل انه كان يغطي عورته بورقة توت والتي ذهبت مثلا للبعض ممن تسقط عن مقدماتهم ومؤخراتهم هذه الورقة ليبانوا على حقيقتهم.
مابين امس واليوم نجد الصورة التالية (ارجو الايفهم من هذه السطور انها انتقاصا للمرأة العراقية ولا مؤيدي التيار الصدري.
امس تظاهرت بعض النسوة تضامنا مع المؤيدين والمؤيدات لقانون حسن الشمري الجعفري جعل الله له مكانا آمنا في الجنة.
ومن الصورة يطرح اولاد الملحة الأسئلة التالية:
1-هل هن نسوة فعلا ومن يثبت ذلك..؟ ربما تخفى رجال الفضيلة بزيهن وخرجوا في هذه التظاهرة ليشجعوا المسكينات على التأييد الشمري.
2-بدأت الناس تعرف ان التظاهرات المؤيدة للحكومة هي “الماشية” أي لا اعتقالات ولا مطاردة ولا غاز مسيل للدموع وشباب المخابرات يشربون “جاي”في مكاتبهم ولكنهم يرمون الاستكانة بعيدا اذا سمعوا ان تظاهرة ما قد اندلعت في احدى الاماكن احتجاجا على :الفسسسساد…الاختلاسسسسس…الرششششششششششوة..انعدام الضمير الذي اصبح لامحل له من الاعرابببببببب..الآمان الذي اصبح مثل المنتظر في غيبته الطويلللللللللللللللللللللللللة..صخرة عبعوب التي لم يستطع حتى هرقل ان يزيحها من مكانههههههههههههههههههههههها وهي تتنقل في معظم المحافظات..ذي قار غركانه..البصرة غركانه..ميسان غركت امس..الحلة اويلي يابه.. ولولا اربيل على جبل لكان هي هم غركت..وحلبجة تنتظر الغرك بعد صدور الاوامر بجعلها محافظة..قضاء الفاو حظه”زين”” لأنه يم البحر.. ابو الخصيب متعلم على الصكعات قلبي..القرنة مايهمها لأن البيوت من الصفيح اللي ما “يزنجر”.
بعد شنو بقى؟.
نعود الى اخواتنا في تظاهرة الشمري الميمون، لماذا صاحن (انا شيعية وانت سنية) وهل ذلك يعني ان العوراق العظيم اصبح بلاد الطائفية بلا منازع؟.
مو احسن يانسوان تطالبون(تطالبون كلمة رجالية واصلها تطالبن) بحقوقكن وهي لاتحصى ولا تعد.
كم ارملة فيكن استشهد زوجها او ابنها او احد اقاربها؟ ولا وحدة منكن رفعت صوتها؟..
كم ارملة لاتجد قوت يومها وهي تعيش في بيت”جينكو”؟.
كم منكن يترفع الرجل ان يصافحها لأنها عورة؟.
كم منكن يفترشن الارصفة للتسول ؟.
كم .. وكم..وكم.
اتحدى من هذه المجموعة امرأة تعرف القراءة او الكتابة او انها استفادت من صفوف محو الامية.
والله خجلتونا امام الغربة.
وصدق من قال: في الهيجاء ماجربت نفسي ولكني في النائبات(الهزيمة) قليل، وطبعا الشاعر يقصد نائبات البرلمان المصابات بالخرس المزمن.
هل سألت احداكن عن تمويل حزبكن ومن اين مصدر هذه الاموال التي تغرف غرفا؟.
ماعلينا..
غدا سيتظاهر الصدريون في ذي قار ويرفعون شعار”يوم المظلوم”.
كلش تمام،ولكن السؤال العويص الذي بدون ترك ..من هو المظلوم، الشعب ام الصدريون أم جماعة المنطقة الخضراء؟.
لماذا يا أخوان تتظاهرون في المناسبات وكأن هذا الشعب لايستيقظ الا بعد ان يشتموه؟.
هل لنا ان نعرف ماذا قدّم نوابكم للذين صوتوا لكم؟ واذا وجدت هل من صاحب غيرة شجاع يقدم لنا تفاصيل هذه المنجزات؟.
اذا كانت التظاهرات هوسات وردح فالخير بما اختاره الله والضالعون في الحكم اما اذا كانت هذه التظاهرات مجدية في رأيكم فقد سبق وان قمتم بتظاهرات بعدد اصابع اليدين والرجلين وماكو قبض.
المهم تظاهرة يوم غد ستكون محمية من قبل رجال الامن رغم انها ضد رئيس الحكومة، وسيشترك فيها بعض “اللوكية” من مجلس المحافظة وخصوصا اصحاب مشروع مجاري المحطة الثالثة واقرباء حية سيد دخيل.
الله يبارك جهودكم وخلي نشوف شنو راح يصير بكره.
فاصل ضغط عالي:كنا ننتظر من طالبات الابتدائية ان يتظاهرن مو نسوان لابسات اسود باسود.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

“جمال معروف” واستراتيجة واشنطن الجديدة

جريدة الصفوةjamalmaarof

دعا ديفيد إغناتيوس المعلق في “واشنطن بوست” إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إعادة النظر في الإستراتيجية الحالية تجاه سوريا، خاصة أن أي أمل في تعاون أمريكي – روسي لحل الأزمة وإنهاء حكم الأسد قد تبدد بعد التدخل الروسي في القرم وتداعيات الأزمة الأوكرانية.

ودعا إغناتيوس الإدارة الأمريكية أيضا إلى تبني جمال معروف قائد جبهة ثوار سوريا الذي يقول إنه قادر على قتال الأسد وفي نفس الوقت قتال القاعدة والجماعات المرتبطة بها.

وتأتي دعوة إغناتيوس لتبني جمال معروف الذي يصفه بأن نموذج عن جيل من القادة في الثورة السورية بعد عزل رئيس هيئة الأركان السابق اللواء سليم إدريس والذي كان إغناتيوس من أشد المتحمسين له.

وتحدث إغناتيوس بالهاتف مع معروف وقال إنه “قيادي معتدل في الشمال” ويعمل قرب الحدود التركية مع سوريا”، وقال إن معروف قدم إستراتيجتين طويلتي الأمد وتعبران عن براغماتية “وهو ما لم أسمعه من قيادي في المعارضة في الأشهر الأخيرة”.

وتقوم استراتيجية معروف على مواجهة قوات النظام ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام في وقت واحد.

ويعلق الكاتب هنا إن هذا الكلام قد يبدو نظريا لكن معروف استطاع تحقيقه في منطقة إدلب التي يسيطر عليها، فقد أخرج المقاتلون التابعون له الجيش السوري من معرة النعمان وأجبروا مقاتلي جبهة النصرة وداعش على الخروج وذلك في آب (أغسطس) 2011.

ويضيف إن معروف استطاع طرد الجهاديين من حلب، وآخر منطقة أخرجهم منها كانت بلدة دركوش، ولو توفر له المال والسلاح لكان قادرا على نقل المواجهة لكل من دير الزور والرقة في الشرق والتي يسيطر عليهما الجهاديون.

ويقارن إغناتيوس بين معروف وعمره 39 عاما واللواء إدريس، فالأول كان يعمل في البناء ولا يحمل سوى الثانوية العامة اما إدريس فدرس في ألمانيا وعمل في الأكاديمية الحربية. وتجربة معروف العسكرية قبل الحرب لا تتعدى ما تعلمه أثناء الخدمة العسكرية الإجبارية.

ويرى إغناتيوس إن معروف قائد ميداني ناجح ومعتدل حقيقي لم يتأثر بداء الطائفية التي أصابت معظم المعارضة، ويقول معروف إن معظم جنود الجيش السوري “هم أبناء سوريا” ويدعو لمصالحة وطنية بعد انتهاء الحرب.

وعن مواقف معروف من العلوييين يقول”كل السوريين لهم حق العيش بحرية في سوريا بدون تمييز بين سني وعلوي”. ودعا معروف لمحاكمة كل مرتكبي جرائم الحرب سواء من الجيش السوري أو من المعارضة، وأشار إغناتيوس “هذه الرسالة يحتاج السوريين لسماعها”، خاصة أمراء الحرب الذين أدت ممارساتهم في “المناطق المحررة” وفسادهم لأن تكسب القاعدة مؤيدين لها.

وقال إغناتيوس إن معروف أقام نظاما في المناطق التي سيطر عليها وأنشأ المحاكم والسجون لمعاقبة المجرمين، وحاول إعادة الخدمات العامة قدر الإمكان.

ومضى إغناتيوس للقول إن جمال معروف يبدو القائد الذي يمكن للولايات المتحدة والغرب الاعتماد عليه وتزويده بالقوة النارية لحماية المدنيين وقتال المتطرفين.

ودعا في النهاية إدارة أوباما على توسيع برنامج تدريب المقاتلين غير برنامج “سي أي إيه” الذي تدرب من خلاله 250 سوريا كل شهر، معظهم يقاتل في الجنوب، وتطالب المعارضة السورية بفتح معسكر تقوم القوات الخاصة الأمريكية بتدريب المعارضة في بلد خليجي صديق. كما ودعا أوباما لتمكين المعارضة من الحصول على السلاح الثقيل. مع أن السعودية عبرت عن استعدادها لتوفير صواريخ مانباد المضادة للطائرات. وهذه الصواريخ مخزنة في الأردن وتنتظر الإذن الأمريكي لتوزيعها. ومن حق الولايات المتحدة أن تقلق من أن أسلحة كهذه قد تقع في الأيدي الخطأ.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

كيف تستطيع واشنطن التحقق من العدوان الروسي؟

روبرت منينديزukr
كان غزو روسيا واحتلالها لأجزاء من أوكرانيا هو أحدث مثال في سلسلة من الأحداث التي تعلق بها السلوك الروسي التخريبي في مختلف أنحاء العالم؛ ففي سوريا يدعم الرئيس فلاديمير بوتين الرئيس بشار الأسد، ويسهم في إطالة أمد أسوأ كارثة إنسانية. وفي إيران لم يكد الحبر الذي وقعت به خطة العمل المشترك في جنيف يجف، حتى جاءت التقارير بأن طهران وموسكو تناقشان تبادلا للنفط مقابل السلع بقيمة 1.5 مليار دولار شهريا وخططتا لبناء منشأة نووية جديدة.

وحتى في نصف الكرة الأرضية الذي نقع فيه قامت سفينة تجسس روسية بزيارة غير معلنة إلى خليج هافانا، وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خططا لتوسيع الوجود العسكري بالخارج في كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا. قلقنا اليوم على أوكرانيا وقد يكون على جورجيا مرة أخرى أو ربما مولدوفيا، أمتان تنتظران إتمام اتفاقيات ارتباطهما مع الاتحاد الأوروبي، وهي العملية التي انخرطت فيها أوكرانيا مما أثار استياء الحكومة الروسية. أخطأ بوتين في حساباته عندما بدأ لعبة الروليت الروسية مع المجتمع الدولي، لكننا نرفض أن ترمش لنا عين ولن نقبل أبدا بهذا الانتهاك للقانون الدولي.

إن وحدة الهدف في مجلس الأمن الدولي من الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع دعما لاستقلال أوكرانيا ومعارضة للاستبداد الروسي، تظهر غضب العالم وتمثل دعوة للقيام بعمل. وتحتاج سياساتنا تجاه روسيا إلى إعادة النظر بصورة عاجلة. وللكونغرس دور محدد عليه القيام به. وأقترح قانونا يشمل العناصر التالية:

* توفير ضمانات القروض لأوكرانيا بما يتلاءم ومبلغ المليار دولار الذي أعلنته إدارة الرئيس أوباما خلال الأيام الماضية، وتفعيل القانون الذي أقره الكونغرس لتوه.

* توجيه إدارة الرئيس أوباما لمساعدة الحكومة الأوكرانية لتحديد وضمان استعادة الأصول المرتبطة بأعمال الفساد المنسوبة للرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش وأفراد أسرته، أو غيره من مسؤولي الحكومة الأوكرانية الحاليين أو السابقين.

* الموافقة على مبلغ 50 مليون دولار من أجل الديمقراطية والحكم والمساعدات الاجتماعية والمدنية، ومبلغ 100 مليون دولار من أجل تعزيز التعاون الأمني لأوكرانيا وغيرها من دول وسط وشرق أوروبا.

* السماح بفرض عقوبات إضافية وتكملة الأمر الرئاسي التنفيذي ضد الأوكرانيين والروس، المسؤولين عن العنف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المحتجين على الحكومة على وجه سواء، والمسؤولين عن تقويض السلام والأمن والاستقرار والسيادة أو سلامة الأراضي الأوكرانية.

* فرض عقوبات على الروس المسؤولين عن أعمال فساد كبيرة في أوكرانيا أو المتواطئين فيها.

* يشمل الإصلاحات اللازمة لمساهمة الولايات المتحدة في صندوق النقد الدولي، مما سيسمح لواشنطن بتسهيل تقديم دعم مؤثر لأوكرانيا من صندوق النقد الدولي حاليا وعند حدوث أزمات مماثلة مستقبلا.

* يجب النظر إلى التصرفات الروسية في داخل روسيا وخارجها في سياق أوسع، أي ليس كأحداث منفردة، بل كأحداث مترابطة في نمط سلوكي مقلق لا يمكن تركه يستمر دون التحقق منه.

لا يعني اتجاه أوكرانيا غربا انتهاكا لسيادتها وتبني مثل متجذرة في الديمقراطية.

أنفقت الولايات المتحدة الملايين من الدولارات على أوكرانيا والمنطقة المحيطة بها لدعم الديمقراطية والحكم السديد. هذه هي المثل التي علينا دعمها دائما والتي لن نقبل المساومة عليها. وقبل أقل من ستة أشهر نصح بوتين في مقال الأميركيين قائلا: «علينا التوقف عن استخدام لغة القوة والعودة إلى طريق الدبلوماسية المتحضرة والتسوية السياسية». ويتوقع الشعب الأوكراني والمجتمع الدولي من بوتين العمل بنصيحته التي ينصح بها الآخرين.

* نائب ديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي

ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالولاية

* خدمة «واشنطن بوست»  نقلا عن الشرق الاوسط

 

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

مداخلة السيد فايز سارة على قناة العربية

kss

ثلاث سنوات من المعاناة من الألم بالنسبة للشعب السوري
من الحلم بنهاية نظام بين أبشع أنواع القتل والدمار والتهجير بتاريخ الإنسانية
كانت سنوات صعبة وأعتقد أن السوريين آن لهم أن يرتاحوا وآن لهذا النظام أن يرحل ويقيم السوريون نظاما جديدا يوفر العدالة والحرية لهم بعد كل هذا العذاب.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

ماضون نحو تحقيق أهداف الثورة

ahmedjarba

أحمد الجربا
بعد مضي خمسين عاما في ظل الطغيان والاستبداد وطمس كل معالم الحرية ومصادرتها، وتغييب كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية انطلقت الثورة السورية من واقع مادي وسياسي وثقافي معقد، خاصة بعد ظهور الربيع العربي، وكان متوقعا لسوريا أن تكون أولى الدول الثائرة، فإذا كانت الثورة التونسية ثورة كرامة، والثورة المصرية ثورة اقتصادية، والثورة الليبية ثورة سياسية، فإن الثورة السورية جاءت نتيجة كل تلك المشاكل مجتمعة.

منذ البداية خرج الشباب السوري مطالبا بالحرية وإسقاط النظام الاستبدادي، وكان عنوان الثورة «سوريا تريد الحرية» وخارج كل المؤطرات القومية والدينية والمذهبية صرخ السوريون تحت عنوان «واحد واحد الشعب السوري واحد»..

قابل النظام الشباب بالقمع والاعتقال وكان ينظر إلى الشباب الثائر على أنهم «دون كيشوت» الحالم الذي يحارب طواحين الهواء ناسيا أن الحالمين هم من يغيرون الواقع..

لم يستطع النظام إعادة الشباب إلى بيوتهم بالقوة، وكلما زاد إفراطا في القتل والاعتقال ازداد الشعب إصرارا على المضي في طريق الحرية.

انطلق قطار الثورة، ولم يعد لدى النظام حل إلا بإخراجه عن مساره، فحاول تكريس الطائفية باستحضاره ميليشيات حزب الله والحرس الإيراني وأبو الفضل العباس، وارتكب المجازر تلو المجازر ليكون هناك رد فعل عارم..

حاول النظام أن يقسّم الشارع السوري وعمل جاهدا على تلوين الثورة بلون غير لونها إلى جانب عسكرة مسارها، وخطط ليجبر الشباب على حمل السلاح ووضع لهم البنادق في الجوامع دون أن ينجح بذلك أيضا، فأفرط أكثر وأكثر في القتل والتعذيب وسياسة الأرض المحروقة.

وبالعودة إلى الوراء نرى أن إفراط النظام في قتله وتدميره وهمجيته هو من ولّد رد الفعل لحمل السلاح لتتعسكر الثورة بعد ستة أشهر من النضال السلمي للشعب المطالب بحريته.

بعد عسكرة الثورة وإنتاج النظام لداعش وغيرها من التنظيمات الراديكالية بقي النظام مستمرا في القتل بحجة محاربة «الإرهاب» تحت سمع وبصر العالم وارتكب أفظع المجازر ولم يترك سلاحا إلا واستخدمه، كما هجّر النظام السوريين ودمر بيوتهم وأماكن رزقهم، وعمل جاهدا منذ اليوم الأول من عمر الثورة على كسب الوقت وإطالة الأزمة حتى يمّل الناس ويتعب الثوار.

شهداء ومعتقلون يموتون جوعا بعد ممارسة النظام سياسة التجويع كل يوم وكل ساعة وكل لحظة في مناطق متفرقة.

نظام همجي لم ولن يفهم ولا يريد أن يفهم، يكرر أهازيج المقاومة وانتصاراته الكاذبة، ويكرر خطابه في محاربة «الإرهاب»، ولكنه فشل فشلا ذريعا أيضا أمام استمرار الحراك المدني والمظاهرات وأزيز رصاص الثوار الذي لطالما أرق نوم الأسد وقضّ مضجعه عبر ثلاث سنوات.

حاولنا تحقيق حلم اللاجئين والمهجرين بالعودة إلى أرض الوطن في مؤتمر «جنيف 2». وشاركت المعارضة في محاولة لإنهاء القتل والعنف، وعملت على إنجاح الحل السياسي نحو هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، إلا أن النظام أفشل «جنيف 2» بتمسكه بخطابه الممل المكرور نفسه، ولم يقدّم أي استحقاق أو التزام واستمر في اللغة الوحيدة التي يجيدها.. لغة القتل، بل بعد السلاح الكيماوي ابتدع البراميل المتفجرة بكل أحجامها لإرهاب السوريين بكل الطرق التي يجيدها.

ولأن السوريين كلهم كرامة وعنفوان، نعتمد على الشعب السوري العظيم الذي قرر تفعيل ودعم الحراك المدني واستمراره، وندعم كل خياراته في مختلف الحلول، ولن تظل الثورة تعاني بين رحى تجاذبات إقليمية ووسط مصالح دولية..

الثورة مستمرة والشعب السوري بعد أن قدم كل تلك التضحيات، وبعد ما بذله من دماء وما سطره من ملاحم بطولية لأعظم ثورة في التاريخ علّم العالم معنى التضحية في سبيل الحرية، وهو لن يتراجع عن أحلامه بالحرية والكرامة إلى أن يحقق النصر، وسيظل شعار «واحد واحد الشعب السوري واحد» الذي رفع في أول يوم من الثورة هو العنوان حتى النصر.

* رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أشكر المسلحين لعدم اشتراطهم إعدام ألف علوي مقابل الراهبات

ديمة سعد الله ونوس : المدن dimawanous

“سيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد، اليوم فقط تأكدت أننا كعلويين مجرد أرقام لا قيمة لها في دولتكم! فرحت لتحرير الراهبات من قلبي وأشكر المسلحين لعدم اشتراطهم إعدام ألف علوي مقابل الراهبات!! لم يعد لدي شك أنكم كنتم فكرتم بالأمر. أين علويو عدرا؟ أين علويات الساحل سيادتكم، هم أكثر من 176 امرأة وطفلة! أم أننا بتنا لمسؤوليكم مجرّد أرقام لا قيمة لها؟ هل نحن مملوكون لأشخاص لا نعرفهم سيادتكم؟
أخبرونا الحقيقة! هل لديكم طابو أخضر (ورقة ملكية) بنا كعلويين؟ نحن من دفع ويدفع الثمن فخامة الرئيس! اعذرني سيادة الرئيس إلا أن سياستكم باتت تشكل خطراً وجودياً حقيقياً على العلويين! نحن بشر سيادتكم! لدينا أحاسيس ونبكي أيضاً! صدقني نحن كالجميع. خلال تاريخ العلويين منذ القرت الثالث الهجري ولغاية الساعة لم يتعرض العلويون إلى هكذا إبادة وممن؟ من دولة رئيسها علوي!!”.

ذلك المقطع الذي تنتهي عباراته كلها بعلامتي التعجب أو الاستفهام، كتبه أحد الموالين لنظام الأسد على صفحة “فايسبوك” موالية أيضاً. وربما تكون ردود الأفعال حول إطلاق سراح الراهبات المختطفات، ومبادلتهن بنحو 150 معتقلة بينهن أطفال، أهم من العملية ذاتها. ردود أفعال المتفرّج والمعني، معارضاً كان أم موالياً. يبدأ ردّ الفعل منذ إطلاق الفيديو الذي يظهر عملية إخلاء سبيل الراهبات. ذلك الفيديو ليس مقطعاً من فيلم روائي. لقد حصل في يوم من الأيام، في بلد تدعى سوريا، أن يحمل أحد عناصر “جبهة النصرة” راهبة عجوزاً غير قادرة على المشي ويضعها في إحدى السيارات التي ستقلّهن إلى مكان “الصفقة”. ليس فيلماً ذاك الذي شاهدناه.

يحدث في سوريا، أن يبادل نظام الأسد الراهبات المحتجزات لدى عدوّه، بنساء معتقلات لديه. كما حدث قبل أشهر مع صفقة تبادل أسرى إيرانيين ولبنانيين. انطلاقاً من هاتين الصفقتين، يعبّر ذلك الموالي عن إحساسه بالغبن والوحدة. النظام الذي “يحمي الأقليات”، عاجز عن حماية أبناء طائفته. “صدقني نحن كالجميع”، ألا تذكّر العبارة هذه بالجملة الشهيرة التي أطلقها أحد المتظاهرين بداية الثورة: “أنا إنسان مو حيوان، وهالعالم كلها مثلي”؟

في نهاية يوم غير عادي كغيره من الأيام غير العادية، عندما يخيّم الظلام ويجلس ابن الساحل مع نفسه، قد، وربما، ومن الممكن، أن يستفزّه كلام المذيعة على القناة السورية الرسمية وهي تصف الصفقة بـ”التاريخية”! وهنا تجوز إشارة التعجّب هذه وربما تعجز الإشارة الصغيرة عن الاستفاضة بالتعجّب والدهشة والوجع. من جهة، تفقد الأرقام أهميتها، فيصبح الرقم 13 معادلاً للرقم 150، ومن جهة أخرى يستعذب نظام الأسد إهانة الكائن السوري عبر مبادلته بإيراني أو لبناني. ثم تخرج المذيعة المتأنّقة لاستقبال الراهبات على الحدود السورية- اللبنانية، لتصف الصفقة بالتاريخية، مستعذبةً هي الأخرى إهانة السوريين. وليسوا أي سوريين، بل الموالين للنظام، ممن قدّموا أبناءهم في سبيل بقاء أشخاص، وكأن وجودهم مرتبط بوجود عدد قليل من الأشخاص، يحمونهم فيحمون أنفسهم.

لو أن المذيعة كانت على دراية بما سترويه الراهبة بيلاجيا سياف، بعد وصولها مع الراهبات إلى منطقة المصنع الحدودية، لكانت ربما اكتفت بتغظية عادية للحدث “التاريخي”. وربما لو أن نظام الأسد كان على دراية بما سيلحق عملية التبادل من تصريحات، لكان تراجع عن فكرة تغطيته إعلامياً. المذيعات المحترفات في القنوات السورية الرسمية واللبنانية الموالية، قمن بواجبهن وأكثر.

حاولن قدر المستطاع تلقين الراهبة بما ينبغي عليها أن تصرّح به. إلا أن الراهبة خذلت تقاريرهن الإخبارية فشكرت في جملة واحدة “العصابات الإرهابية المسلحة” و”السيد الرئيس بشار الأسد” و”أمير قطر الشيخ تميم بن حمد”. شكرت الجميع فساوت بين جهودهم! لم تقل إنها نجت من أيدي الإرهابيين التكفيريين مغتصبي النساء. شكرت “الجماعات الإرهابية” على حسن الضيافة. ونفت اعتقاد المذيعة بأنهن خلعن الصلبان غصباً عنهن. قالت ببساطة إنهن لم يجبرن على فعل شيء وإنهن سكنّ في عمارة مجهّزة بكل المستلزمات وإن الجماعة الخاطفة عاملتهن بتهذيب ولباقة وحسب الأصول (أصول الاختطاف). لتنقسم بعدها ردود أفعال الموالين إلى طرف مغبون وطرف شبيح. طرف يهاجم النظام “حامي الأقليات” الذي لم يبادل المعتقلات لديه بمعتقلين ينتمون إلى الطائفة العلوية، أو على الأقل إلى الطائفة الموالية سياسياً. وطرف قادته الدهشة إلى تشبيح رخيص يصف الراهبات بأوصاف غير لائقة مستهجناً صراحتهن.

لم تعد تقارير الإعلام الرسمي أو العربي الموالي لنظام الأسد، قادرة على إخفاء بديهيات ما يحدث. وتصريحات وزير الإعلام السوري بأن الصفقة تمّت من دون تدخل قطري وأن العدد الحقيقي للمفرج عنهم هو 25 وليس 150، باتت ضرباً من الخيال. ثمة شريحة موالية، لا نعرف اتساعها، لم تعد تحتمل العيش في ظلّ نظام ينتمي إليها طائفياً، لكنه يبيعها سياسياً كما يبيع باقي الشعب السوري من كل الطوائف. حتى وإن كان لا يرميهم بالبراميل أو يقصفهم بالكيماوي أو يعتقلهم، إلا أنه يستخدمهم كدروع بشرية رخيصة، من دون أن يفاوض لأجلهم أو يحميهم.

“أدمن نوار بدي قول كم كلمة بصفحتكم الكريمة.. بس بتمنى ما تحذف كلامي لأن في قلبي وجعاً كبيراً. أنا من صافيتا وعلوي ويا سيدي معارض.. رح تقلي ليش معارض، رح قلك لأنو نحن دروع بشرية لعائلة واحدة… في أي قاموس بالدنيا، تموت طائفة كاملة مشان عائلة واحدة؟ رح تقلي خطفوا وقطعوا رؤوسنا، رح قلك هذه المقاطع المسرّبة عن تعذيب المعتقلين بتخلي الواحد يقوم من قبره ويصير متطرفاً. نحن أغبياء وفكرنا أنه حامينا وعم نقله منحبك! ولك عشو بدي حبك؟”.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الاخ رشيد ومسيحيو الشرق والربيع العربي

طلال عبدالله الخوري: مفكر حر  14\3\2014

كنيسة قلب يسوع الاقدس التابع لدير راهبات الكرمل في اللاذقية

كنيسة قلب يسوع الاقدس التابع لدير راهبات الكرمل في اللاذقية

قدم الأخ الفاضل رشيد رشيد البارحة في برنامجه الجماهيري “سؤال جرئ”, حلقة عن “351 – مسيحيي الشرق والربيع العربي ” استضاف بها الناشط القبطي بمجال حقوق الأقباط السيد “مجدي خليل.”.

الاخ الفاضل رشيد متدين يدعو الى رسالة المسيح في المحبة والتسامح وعندما يقدم برنامجاً في مجال اختصاصه يكون في قمة الابداع ولا يشق له غبار, ولكن عندما يتطرق الى المواضيع السياسية وتعقيداتها وحروبها القذرة, يصبح في كثير من الاحيان وللأسف فريسة سهلة الايقاع في شباك السياسيين ومخابراتهم المخادعة والتي تحترف التلون بكل الاطياف حسب الحاجة.

للاسف فقد وقع سابقا فريسة للمخابرات السورية وعملائها من المسيحيين و رجال دينهم اللذين استخدموا طيبة الاخ رشيد وحاولوا ان يلمعوا صورة المجرم “بشار الاسد ” عبر جماهيرية الاخ رشيد وبرنامجه المشهور, وقد كتبنا مقال عن هذا الموضوع بعنوان: “المخابرات السورية تنصب فخاُ للأخ رشيد“.

وقد وقع مرة اخرى فريسة لبوق النظام السوري المأجور المدعو”نبيل فياض”, والذي ايضا حاول ان يستغل برنامج الاخ رشيد لتلميع صورة ولي نعمته المجرم ” بشار الاسد”, وقد كتب هذا البوق مقالا هاجم به المسيحيين وقمنا بالرد عليه وفضحه بمقالة بعنوان” المسيحيون هم الجذور: رداً على نبيل فياض

مأخذنا على حلقته الاخيرة هو محاولة الناشط القبطي مجدي خليل ان يلمع صورة المجرم بشار الاسد على ظهور المسيحيين ويدعى بأنه يعامل المسيحيين معاملة جيدة, ويعطيهم مناصب رفيعة بالحكومةّ؟ وهذا غير صحيح على الاطلاق, وعلى ما يبدو بأن معلومات مجدي خليل عن سورية ضعيفة جدا وغير مبنية على معطيات موثقة, فلم يذكر لنا ما هي المناصب الرفيعة التي من  بها المجرم “بشار الاسد” على  المسيحيين؟ ولو فرضنا بان عائلة الاسد, ولكي تخدع الراي العام وتعطي صورة بان حكومتها من جميع الاطياف السورية, كانت تعطي بعض المناصب للمسيحيين, ولكن في الدولة الاستبدادية جميع المناصب بالنهاية هي صورية وفقط لخدمة الديكتاتو المستبد, والاكثر من هذا, كنا نتمنى كمسيحيين ان لا يستلم اي مسيحي اي منصب في الدولة, لأن المسيحي المستضعف عندما يستلم منصب يعامل المسيحيين باسوء بكثير من المسلم, وذلك لكي يبعد عن نفسه شبهة الطائفية, ويلمع صورته كخادم امين على ظهور المسيحيين.

 وما يثبت ان الناشط “خليل” غير ملم بتاريخ سوريا فهو قد قال بان “شكري القوتلي” الرئيس السوري الذي سلم سوريا لجمال عبدالناصر هو مسيحي؟ وهذا خطأ ف”القوتلي” هو مسلم سني من اقطاعيي دمشق ومن عائلة ثرية وكبيرة ذات أصل كردي.

نتمنى من الناشط خليل والاخ رشيد ان يراجعوا مقالاتنا عن وضع الاقليات في سوريا والتي اوضحناها في المقالين التاليين:

فرع الاسد للاخوان المسلمين اكثر من استغل الاقليات

مسيحيو سوريا وخرافة وضعهم المستقر

رسالتنا الى الاخوة رشيد وخليل هي كالتالي:

ليس من مصلحة المسيحيين وليس من المسيحية بشئ مدح اي ديكتاتور, لانه بالنهاية سيسقط ويجلب العار للمسيحية والاذى للمسيحيين ونحن بغنى عن هذا.

من مصلحة المسيحيين المطالبة بدولة علمانية تحترم حقوق الانسان لجميع المواطنين من دون تفرقة حسب الدين او العرق او الجنس مطابقة للمعايير الدولية وهذا من صلب المسيحية الصحيحة.

لذلك نحن ننصح الكنائس العربية ان تكون ضد الديكاتوريات الساقطة وان تنأئ بنفسها عن قذارة السياسة والسياسيين واموالهم وعطاياهم, وان يكونوا اقرب الى جانب الشعوب ودعم مظالبهم, و لا ان يستخدموا رعاياهم لتأييد طغاة ساقطين ولو اغدقوا عليهم العطايا

351 – مسيحيي الشرق والربيع العربي

المخابرات السورية تنصب فخاُ للأخ رشيد

المسيحيون هم الجذور: رداً على نبيل فياض

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 4 Comments