د. فيصل القاسم: هل «داعش» مسمار جحا جديد لاستباحة المنطقة؟

امير داعش المعين من قبل الولي الفقيه بشار الاسد

امير داعش المعين من قبل الولي الفقيه بشار الاسد

القدس العربي

كم كان وزير الدفاع الإسرائيلي الشهير موشي ديان على حق عندما قال قولته المشهورة: «العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل»! ونحن نقول كم ذاكرتنا العربية والإسلامية قصيرة كذاكرة السمكة، فسرعان ما ننسى لنقع في نفس الأشراك التي لم نكد نخرج منها بعد. لماذا نكرر ببغائياً القول الشريف: «لا يـُلدغ المؤمن من جُحر مرتين»، ثم نسمح لنفس الأفعى أن تلدغنا من نفس الجُحر مرات ومرات؟

لماذا لم يتعلم الإسلاميون من تجربتهم المريرة في أفغانستان؟ ألم تخدعهم أمريكا بالتطوع في معركتها التاريخية للقتال ضد السوفيات ليكونوا وقوداً لها، ثم راحت تجتثهم عن بكرة أبيهم بعدما انتهت مهمتهم وصلاحيتهم، وتلاحقهم في كل ربوع الدنيا، وكأنهم رجس من عمل الشيطان، فاقتلعوه؟ ألم تعدهم أمريكا بالدولة الإسلامية الفاضلة التي ظنوا أنهم يسعون إليها في أفغانستان دون أن يعلموا أنهم كانوا مجرد أدوات لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟

بالأمس القريب صفق الكثيرون لتنظيم القاعدة، واعتبروا قائده محرراً للمسلمين من ربقة الطغيان الداخلي والخارجي. وماذا كانت النتيجة؟ لقد تبين أن ذلك التنظيم وغيره، بغض النظر عن تطلعاته وأهدافه وطموحاته وشعاراته، تبين أنه كان مجرد حصان طروادة حقق الذين استغلوه الكثير من أهدافهم من خلاله. وما أن انتهى دوره حتى لاحقوه في كل بقاع الدنيا، لا بل وضعوا من ألقوا القبض عليهم من أفراد التنظيم في أبشع معسكر اعتقال في العالم ألا وهو «غوانتانامو». لماذا يكررون نفس الغلطة الآن، علماً أن الكثير من رفاقهم ما زالوا يقبعون في معتقل غوانتانامو، وينعمون بحسن ضيافة الجلادين الأمريكيين؟

ربما يقول البعض إن وضع «داعش» الآن يختلف عن وضع القاعدة أيام زمان. ولا مجال للمقارنة، فداعش سليلة تنظيم الزرقاوي الذي ترعرع فيالعراق وأذاق الأمريكيين وأعوانهم الكثير من الويلات، مما حدا بالأمريكيين إلى تصنيع ما يسمى بـ»الصحوات» لمواجهة تنظيم الزرقاوي. وهذا صحيح، لكن العبرة دائماً بالنتائج وبالمستفيد. ماذا استفادت المنطقة، وخاصة العراقمن ذلك التنظيم. هل تراجع النفوذ الأمريكي والإيراني في العراق مثلاً؟ بالطبع لا. فما زالت إيران التي يدعي التنظيم أنه يعاديها تتحكم بكل مفاصل العراقوتتمدد في سوريا ولبنان واليمن والخليج. ومازالت أمريكا تحكم قبضتها على بلاد الرافدين.

والسؤال الأهم: هل فعلاً دخل تنظيم الدولة الإسلامية إلى العراق من سوريا واحتل محافظة الموصل ومحافظات عراقية أخرى رغماً عن الأمريكيين، أم بتسهيل وغض الطرف منهم؟ ألم تكتشف الأقمار الصناعية الأمريكية بضع عربات روسية دخلت أوكرانيا بسرعة البرق؟ هل يعقل أن تلك الأقمار لم تستطع اكتشاف جحافل السيارات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وهي تدخل الموصل وبقية المناطق العراقية؟ هل يعقل أنها لا ترى جماعات الدولة وهي تتنقل داخل سوريا، وتستولي على مدن ومطارات في أرض مكشوفة؟ صحيح أن الطائرات الأمريكية قصفت بعض مناطق داعش في العراق، لكن ليس كل المناطق، بل فقط المناطق التي تجاوزت فيها داعش الخط الأحمر المرسوم لها أمريكياً، وخاصة عندما توغلت باتجاه كردستان العراق حيث المصالح الأمريكية والاسرائيلية.

هل سيسمح العالم، وخاصة الغرب بقيام دولة داعشية بين العراق وسوريا بالطريقة التي تحلم بها داعش؟ ألا يُخشى أن يكون ظهور داعش وتمددها حلقة جديدة في سلسلة المشاريع الجهنمية الغربية المرسومة لمنطقتنا؟ أليس من حق البعض أن يعتبرها مسمار جحا جديداً في المنطقة تستخدمها القوى الدولية كحجة، كما استخدم جحا مسماره الشهير، لإعادة رسم الخرائط وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ؟

أليس كل الجماعات التي يصفها العالم بـ»الإرهابية» استغلتها القوى الكبرى أفضل استغلال لتنفيذ مشاريعها في أكثر من مكان؟ فعندما أرادت أمريكا تأمين منطقة بحر قزوين الغنية بالنفط، فكان لا بد لها من احتلال أفغانستان. وماذا كانت الحجة؟ ملاحقة تنظيم القاعدة في أفغانستان. ذهبوا الى هناك منذ أكثر من عشر سنوات ومازالوا هناك. ألم تكن القاعدة هي الشماعة لاحتلال أفغانستان؟ حتى في غزو العراق استخدمت امريكا حجة وجود القاعدة هناك بالإضافة الى أسلحة الدمار الشامل. ألم تصبح الجماعات المتطرفة شماعة لكل من يريد أن ينفذ مآربه هنا وهناك؟

ألم يوظفوا تلك الحركات جيداً لتحقيق غاياتهم الاستراتيجية؟ فبحجة الجماعات الإرهابية أصبحت كل منطقتنا مستباحة أمام القاصي والداني كي ينفذ كل ما يريد بحجة مكافحة الإرهاب؟ اليوم بإمكان الأنظمة الدولية القيام بكل الجرائم و الموبقات والخطط في المنطقة بحجة محاربة داعش، وبذلك تلقى دعماً كاملاً من شعوبها خوفاً من داعش، ولن يعارض أحد، لأن كل من يعترض يشتبه بصلته بداعش وبالإرهاب. وحتى لو بقيت الدولة الإسلامية، وتمددت كما يتوعد مؤيدوها، هل سيكون ذلك مجاناً، أم على حساب جغرافية المنطقة وخريطتها؟

ما هي الصفقات الدولية والعربية والإقليمية التي تتم من وراء الستار تحت شعار مكافحة إرهاب داعش؟ ألا يخشى أنه كلما ازداد تضخيم داعش إعلامياً كانت المنطقة على موعد مع خازوق تاريخي من العيار الثقيل؟ ألم يتم من قبل تضخيم خطر القاعدة، ثم انتهى قائدها مرمياً في البحر للأسماك؟ أليس من حق الكثيرين أن يخشوا الآن من تكرار السيناريو المعهود في سوريا ودول أخرى مجاورة تحت حجة مكافحة الإرهاب الداعشي؟ ألم يؤد ظهور داعش وأخواتها في عموم المنطقة إلى وأد الثورات العربية وأحلام الشعوب بالتحرر من الطغاة وكفلائهم في الخارج؟ ألا يؤدي إلى إنهاك المنطقة وشعوبها واستنزافها؟ هل تعلم تلك الجماعات أنها مجرد مسمار؟ هل التاريخ يعيد نفسه بطريقة فاقعة، ونحن نصفق كالبلهاء؟
٭ كاتب واعلامي سوري

falkasim@gmail.com

Posted in فكر حر | Leave a comment

هيك حكى المجتمع الدولي مبارح باجتماع الناتو

قوات الناتو

قوات الناتو

لسان حال المجتمع الدولي..
اذا ضربنا داعش و تركنا الاسد ، سيسيطر الاسد على شمال سوريا، الشيء اللي ما منريدو..
اذا ضربنا الاسد و تركنا داعش ، سيسطر داعش على مناطق نفوذ الاسد ، و هاد خط احمر..
اذا ضربنا داعش و الاسد سوا، فلا يوجد قوّة حقيقية على الارض لإملاء فراغ داعش و الاسد، فوجود نظام إرهابي متحكّم افضل من وقوع الفراغ و بالتالي الفوضى..
لذلك وصلو اخيراً لما كان ثوار سوريا عم يطالبوا فيه من تلات سنين و الكل كان داير راسو..
فرض حظر جوي على شمال و جنوب سوريا بالتوازي مع ضربات جوية موجعة لداعش ، مع تسليح نوعي لمعارضة معتدلة للسيطرة على شمال سوريا، و اعادة الصراع المسلح بين الثوار و جيش الاسد الى المربع الاول من الثورة، حيث لا يوجد الا جيش حر و جيش أسدي..
هيك حكى المجتمع الدولي مبارح باجتماع الناتو، بس بالانكليزي ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

نحنُ أعداء أنفسنا بلا منُازع !

مقدمة :womenprison

السرّ الأوّل حسب ظنّي في الغباء االسياسي العربي المُتجذّر يكمن هاهنا :
Anti- American jingoism
معناها العداء أوالعُنجهية ضدّ أمريكا !
هذا عداء بدأ ينتشر في بلادنا البائسة مع بدء الحرب الباردة أعقاب الحرب العالمية الثانية .حتى تحوّل الى مرض مستعصٍ تقريباً عن العلاج .
هذا المرض العُضال الذي ورثهُ ثمّةَ (شيوعيين عرب) من سيّدهم المُتبخّر (الإتحاد السوفيتي) وأورثوه لباقي مجتمعاتهم البائسة .وبالطبع تبّناه الإسلامويين والقومجيين وأدعياء الوطنية الأنذال وأغلب العامة المُعمّاة .
هو أحد أسرارّ فشلنا وتخلّفنا عن الركب الحضاري العالمي !
لماذا على العراقيين مثلاً أن يُعادوا أمريكا وقد حرّرتهم من أحقر وأشهر طاغية عرفته البشرية ؟
ألم تخسر 4500 قتيل من شبابها , مع أضعاف هذا العدد من الجرحى والمُعوّقين ,مع تريليون دولار وآلاف القطع والمكائن ,ثمّ خرجت بخُفّي حنين من العراق ؟
وحتى المعاهدة سوفا

SOFA

وقعّها ساسة العراق بالحدّ الأدنى بحيث لا تنفع أبداً . ثمّ رقصوا وطبّلوا وأعلنوها عطلة رسمية يوم خروج آخر جندي أمريكي !
وسأتجاوز الآن (الى مناسبة قادمة),الحديث عن السرّ الثاني حسب ظنّي لهذا الغباء السياسي العربي الذي يكمن فيما سُميّ بالموقف من (القضيّة الفلسطينية) !
***
مقال الدكتور عبد الخالق حسين !
كوني مهما أجهدتُ نفسي بالموضوع لن آتي بأفضل ممّا قرأتُ اليوم .
فالآن سأنقل لكم مُلخص مختصر لمقالة د. عبد الخالق حسين الأخيرة الموسومة ( مناقشة حول العلاقة مع أمريكا ) بتأريخ 6 /9/2014
ورابطها في نهاية المقال !
في مقدمته يتحدث الدكتور عبد الخالق حسين عن محاولاته القديمة في علاج هذا الموضوع المهم (أي العلاقة مع الدولةِ العُظمى) حتى قبل تأريخ تحرير العراق من صدّام وحزبهِ الفاشي عام 2003
ويقول نصّاً ما يلي :
[ لا شكّ أنّ العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية موضوع شائك ومُعقد ومثير للجدل. لذلك فكل مَنْ يجازف بالدعوة لعلاقة ودّية مع الدولة العظمى لن يسلم من الاتهامات الجاهزة بالخيانة للوطن والعمالة لأمريكا وحتى لإسرائيل.هذا المرض السياسي العضال هو من مخلفات الحرب الباردة التي إنتهت بانهيار المعسكر الشيوعي لصالح المعسكر الغربي الديمقراطي وفق مبدأ البقاء للأصلح. ورغم العداء المستفحل بين التيارات السياسية العراقية والعربية المؤدلجة بالأيديولوجيات الشمولية (الشيوعي والإسلامي والقومي العروبي)، إلا إن هذه التيارات متفقة في عدائها المعلن ضد الغرب وبالأخص لأمريكا. ونتيجة لهذا الموقف التدميري إنتهى العراق (وكذلك سوريا وليبيا) الى الخراب الشامل !
مقارنة بالدول الخليجية التي لحّد قبل 50 عاماً كانت عبارة عن صحارى قاحلة وقرى ساحلية فقيرة لصيد الأسماك والمحار .ثمّ تحولت إلى مدن عامرة وغابات من ناطحات السحاب تنافس في ضخامتها وجمالها وعمرانها أعظم عواصم الدول الغربية المتقدمة .كما وأنشأت أكبر مزارع للنخيل والأعناب في العالم. حدث كل هذا التطور والعمران خلال فترة قصيرة وبفضل العلاقات الوثيقة بين هذه الدول الخليجية والغرب] .
ثمّ يختار د. عبد الخالق أربعاً من الردود والحوارات التي وردت على مقاله السابق ,الذي كان بشكل رسالة (نصيحة) الى د. حيدر العبادي / رئيس الوزراء العراقي المُكلّف حديثاً بشكيل الحكومة .
وبدون ذكر الأسماء (حيث ستجدونهم في رابط المقال) , سأورد جميع الأفكار الواردة بشكل نقاط سريعة (أو أسئلة وأجوبة) ,يمكن الإستعانة بها في أيّ حوار قادم عن الموضوع !
1/ إذا كنّا (كعراقيين) نريد إقامة علاقة وثيقة مع الدولة العظمى أمريكا
فهل أمريكا نفسها ,ترغب بذلك ؟
والجواب : بالتاكيد هي ترغب بتلك العلاقة نظراً لمصالحها الإقتصادية والتي هي سرّ تقدمّها في هذا العالم !
والدليل أنّ عدم موافقة العراق على إبقاء (عدد محدود) من القوات الأمريكية ,هو السبب الرئيس للموقف الأمريكي السلبي من حكومة المالكي وهذه (الأزمة الداعشيّة) هي النتيجة المنظورة !
2 / لماذا ستثق أمريكا بالنظام السياسي (الديني) في العراق ,وهي التي لا تثق بمثل تلك الأنظمة اصلاً ؟
الجواب :
النظام العراقي ليس ديني صرف ,إنّما هو خليط من كلّ شيء !
ثمّ أنّ أمريكا ليست ضدّ الأنظمة الإسلامية ,كما رأينا ذلك في تصرفها مع الإخوان المسلمين في مصر ودفاعها عنهم !
أمريكا لا يهمّها شكل نظام الحُكم / علماني إسلامي , سُنّي شيعي … الخ
كلّ مايهمها مصالحها .
لكن نحنُ أيضاً لنا مصالحنا ,فلماذا لانسعى خلف مصالح شعبنا عندما تلتقي مع مصالح أمريكا ؟
3 / ماذا عن علاقة العراق بإيران ,وكراهية أمريكا لتلك العلاقة ؟
الجواب :
في الآونة الأخيرة شاهدنا أمريكا نفسها تسعى للتقارب مع إيران .
وبالتأكيد لا مانع لديها في أن تكون للعراق علاقة سليمة مع إيران .
كلّ ما تريده أمريكا هو أن تسمح الحكومة العراقية بوجود قوات محدودة في العراق ليس غير,وكان علينا قبول هذا الطلب لأنه في صالح شعبنا !
4 / ماهو السرّ وراء الدعم والدفاع الأمريكي عن إقليم كردستان ؟
الجواب :
لأن رئاسة الإقليم لعبت ورقتها مع أمريكا بأسلوب علمي صحيح يخدم مصلحة الشعب الكردستاني ومصلحة أمريكا في ذات الوقت .
فالكرد لم يكونوا ناكرين للجميل الأمريكي في تحريرهم من أسوأ نظام همجي عرفه التاريخ !
بل قابلوا الأمريكان بالورود ولم يحتفلوا يوم رحيل آخر جندي من العراق نهاية عام 2011 ولم يعلنوا ذلك اليوم عطلة وطنية يعلنون فيها الأفراح . ولم يحرموا الشركات الأمريكية من عقد الصفقات النفطية وغيرها من المشاريع العمرانية والاقتصادية كما عملت الحكومة العراقية التي منحت العقود إلى شركات الدول التي وقفت مع صدام حسين ,مثل روسيا وفرنسا والصين وحتى تركيا .
5 / يدعو السيّد عبد الخالق حسين ,الى منح أمريكا قواعد عسكرية للتخلّص من مشاكل داعش والتقسيم والفشل .. الخ
فهل تعوز أمريكا قواعد جديدة في الشرق الأوسط ؟
الجواب :
نعم ..أمريكا لا تحتاج قواعد جديدة في الشرق الأوسط !
لكن مادامت ترغب بهذه القواعد في العراق .
وهذه الرغبة هي في صالح العراق لتدريب جيشه والمشاركة في حمايته من الإرهابيين الدواعش وغيرهم ,فلماذا نرفض ؟ ما الضير في ذلك ؟
ماذا يضر العراق لو سمحت حكومته بكيلومتر مربع من صحرائه الواسعة لأمريكا لبناء قاعدة فيها ؟
هل علينا تصديق أكاذيب وهراء (الشرف الوطني المثلوم) الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع ؟
6 / ألم تؤّمن أمريكا مصالحها البترولية في العراق لعقود قادمة ؟
الجواب :
كلا ,لم تؤّمن أمريكا مصالحها.فمنذُ ثورة 14 تموز 1958 وعلاقات العراق مع الغرب وخصوصاً أمريكا بين مدّ وجزر .
وبسبب هذا التأرجح في المواقف ومشاكل الحرب الباردة وإنحياز العراق إلى روسيا السوفيتة ,خسرنا ثورة 14 تموز وقيادتها الوطنية المخلصة .
لذلك أقول : كفى عناداً ومكابرة ,وكفى دماراً !
7 / ألا تمتلك أمريكا سفارة في قلب بغداد تقترب من حجم قاعدة ,ماذا تريد أكثر من ذلك ؟
الجواب :
وجود سفارة كبيرة في بغداد لا يضمن المصالح .
فمعظم العقود النفطية ذهبت إلى الشركات غير الأمريكية .وحكومتنا كانت وما زالت تتباهى بذلك وهي التي خسرت في النهاية ,ونحنُ معها !
8 / هل تريد أمريكا ,إعلان بغداد إعترافها بإسرائيل ؟
الجواب :

أبداً ! فأمريكا لم تفرض على أحد الاعتراف بإسرائيل .
السعودية وغيرها من الدول الخليجية لها علاقات ودّية حميمة مع أمريكا ولم تعترف بإسرائيل لحّد الآن,على الأقل في العلن !
9 / السيد عبد الخالق يعرف أن داعش صناعة أمريكية .
فهل نجحت قبلها القاعدة لفرض الهيمنة الأمريكية؟
وفي أيّ مجال عادى عراق ما بعد الغزو الأمريكي الولايات المتحدة؟
هل جيّش الجيوش ضد مصالحها وحليفتها إسرائيل؟
ليقل لنا السيد عبد الخالق ما هو المطلوب بالضبط؟
تقسيم العراق ؟ مسحهِ من الخارطة ؟
ندعوه لتنويرنا فقد كثرت النصائح للدكتور العبادي هذه الأيام !
الجواب :
ذكرتُ في عدة مقالات أن (داعش) مثل أمّها (القاعدة) ..صناعة أمريكية وبأموال سعودية وبأيديولوجية وهابية تكفيرية وضباط بعثيين.
تستخدمه أمريكا لضرب كل حكومة تقف ضد مصالحها في المنطقة .
أو على الأقل لن تتدخل لمساعدة تلك الحكومة في حالة تعرضها لعدوان داعشي كما حصل مع حكومة المالكي.
لذلك فالمطلوب منّا أن نكون أذكى من السعودية والبعثيين ونكسب أمريكا إلى جانب شعبنا.
أما هتافات وشعارات مقتدى الصدر (كلا .. كلا .. أمريكا) !
فلن تجلب لهذا الشعب المُبتلى غير المزيد من الدمار وسفك دماء الأبرياء والقتل المجاني.
المطلوب بالضبط من الحكومة العراقية هوإعادة كتابة الاتفاقية الإستراتيجية العراقية الأمريكية (SOFA) ,بحيث تسمح بوجود قوات أمريكية محدودة في العراق ,كما هو الحال في الكويت وغيرها من الدول الخليجية !
10 / ( هذا تعليق هجومي بلا مُبرّر يسأل عن تخويل الشعب بالكلام بإسمهم ,ويتهم د.عبد الخالق تقريباً بالعمالة لأمريكا وما شابه )
وكان جواب د. عبد الخالق حسين (أكثر من مؤدّب), فكتب ما يلي :
أخي ,أنا مُثلك واحد من الشعب العراقي الذين سمح لهم دستور عام 2005 بحرية التفكير وبالتعبير عن آرائهم .فلماذا تريد مصادرة حقّي ؟
أمّا موضوع التخويل / فهل تقصد مثلاً ضرورة عمل إستفتاء قبل كلّ مقال أنشره ؟ أليس هذا طلباً مستحيلاً وتعجيزياً ؟
ثمّ ألا ينطبق هذا عليكَ أيضاً ؟ حسناً .. فلنترك حُكم ذلك للقراء !
***
إنتهت الأسئلة والأجوبة ,والآن أنقل لكم إستنتاجات د. عبد الخاق حسين عن الموضوع برمتهِ , حيث يقول :
[أقول لأولئك الذين مازالوا يرون أنّ الوطنية مرادفة لمُعاداة الغربِ وأمريكا ويرددون هتافات بائسة مثل (كلا كلا أمريكا) و(الموت لأمريكا) و (الرأسمالية المتوحشة)…الخ .. أنكم تقودون شعوبكم نحو الهاوية !
ونتيجة لهذه العقلية التدميرية أنتجتم صدام حسين وجلبتم الدمار الشامل لشعبكم .وكفى ضحكاً على الذقون، إذ كما قالت الكاتبة السعودية الشجاعة وجيهة الحويدر: (إستغفلونا ونحن صغاراً) فلم نعد نصدقكم بعد !
يجب أن يعرف هؤلاء أننا نعيش في عصر العولمة، وصار كوكبنا عبارة عن قرية كونية، والمشكلة الوطنية أو المحلية هي مشكلة دولية، فالإرهاب في أي مكان هو إرهاب يهدد كل مكان.
فداعش ليست مشكلة عراقية أو سورية فحسب، بل مشكلة دولية.
وأنا إذ أكتب هذا المقال، وعلى بعد بضعة مئات من الأميال مني يعقد في مقاطعة ويلز البريطانية، مؤتمر قمة حلف الناتو الذي حضرته 28 دولة من بينها أمريكا و بريطانيا، إضافة إلى ملك الأردن ورئيس أوكرانيا (يعني 30 دولة)، لمواجهة مشكلتين أساسيتين تهدّدان السلام العالمي. المشكلة الأوكرانية، ومشكلة داعش في العراق وسوريا.
لذلك، سواءً كان داعش والقاعدة صناعة أمريكية أم لا، فقد إنقلب السحر على الساحر، وبدأ داعش يقطع رقاب الصحفيين الغربيين بمنتهى الوحشية والهمجية.
ومن مصلحتنا توظيف هذا الاندفاع الدولي ضد داعش لفائدتنا !
ترى السعودية وغيرها من الدول الخليجية ليس من مصلحتها أن ينافسها العراق لتكون له علاقة إستراتيجية حميمة مع الدولة العظمى.
لذلك نجد وسائل إعلام هذه الدول تحرض الشعب العراقي ضد أية علاقة مع أمريكا وتعتبر وجود عدة آلاف من القوات الأمريكية في العراق إساءة للسيادة الوطنية العراقية.
فاستجاب لهم أعوانهم من أمثال أتباع مقتدى الصدر وفق مبدأ :
“شيِّم البدوي وخذ عباته”!
في الوقت الذي نرى هذه الدول تتسابق فيما بينها لكسب ودّ أمريكا التي قواعدها العسكرية تملأ أراضيها.
وعمليّاً ..أية سيادة بقيت للعراق وثلثهِ مُحتل من قبل شذاذ الأفاق من مجرمي داعش، وما تعرضت له الأقليات الدينية من مجازر يندى لها جبين الإنسانية ؟
في الحقيقة إن حاجتنا لأمريكا اكثر من حاجتها إلينا ,لاجدالَ في ذلك !!!
فأيّهما أفضل للعراق وأقل إساءةً للسيادة الوطنية أو(قميص عثمان): إحتلال داعش لثلث مساحة العراق وإرتكاب المجازر الوحشية ضد شعبه
أو منح كيلومتر مربع واحد يسمح لأمريكا إقامة قاعدة عسكرية فيها، تقوم بتدريب الجيش العراقي وتساعده في محاربة الإرهاب؟
أيهما أفضل ؟ أفتونا يرحمكم الله !
يجب أن يفهم هؤلاء أن عصر الضحك على الذقون قد ولى وإلى الأبد، وأن كل ما أنتجته الحضارة من علوم وآداب وفنون وأيديولوجيات يجب وبالضرورة أن تكون في خدمة الإنسان وليس العكس.
ولذلك فالأيديولوجيات الشمولية قد انتهت في مزبلة التاريخ ] !
***
خلاصة كاتب السطور :
(الجاهل عدو نفسه أوّلاً والآخرين لاحقاً)
لو كنّا نقرأ ونحلّل التأريخ بطريقة علمية صحيحة لما آل بنا الأمر الى هذا الهوان .حيث الذبح والقتل على الشاشات ونحنُ نتفرج بلا مشاعر تقريباً .
وحتى الجهد الدولي المُزمع لمحاربة داعش تضع إيران شروطاً للدخول فيه .والعرب والمسلمين عموماً لايعترفون بأنّ هذا الخراء ..خرائهم !
وسؤالي في هذه اللحظة هو :
هل لدى أحدكم أدنى شكّ بأنّ إمارة الغاز (قطر) ومعها أموال البترودولار الخليجي ,تقف وراء كلّ حركات الإسلام السنّي من حماس والإخوان و بوكو حرام …وصولاً الى داعش ؟
(ربّما دامس قريباً لو إستبدلنا العراق والشام ,ب مصر والسودان)
وهل لدى أحدكم أدنى شكّ بإنّ إيران ,تقف وراء كلّ حركات الإسلام الشيعي ,من حزب الشيطان والحوثيين ..وصولاً الى عصائب الحقّ ؟
في الواقع هم أنفسهم (قطر وإيران) لا ينفون ذلك ,بل يتفاخرون به سرّاً وعلناً .
حسناً السؤال المنطقي إذن :لماذا علاقة البلدين ممتازة على الدوام ؟
سأرضى بكلّ الأجوبة والإقتراحات ,ماعدا القديم منها ,كتبعيّتهم معاً لسيّدتهم أمريكا .
نريد أجوبة علمية منطقية معقولة .
إنظروا للعالم من حولكم وستفهمون القصة ,قصة المعيشة والإقتصاد !
مصالح الدول عموماً , ومنها الدولة العظمى في العالم (أمريكا) تعتمد على الإقتصاد أولاً ,هذا ليس سرّاً .
حتى الحروب غالباً تكون دوافعها إقتصادية ,هل نحتاج جهد لإثبات ذلك ؟
من جهة ثانية :
هناك مثل إنكليزي معناه : إذا لم تستطع التغلب عليهم إنضّم إليهم !
If you can not beat them join them
أرجوكم لا تقولوا لي أنّ هذا يعني برغماتية شديدة علنية ,أو المبدأ الميكافللي (الغاية تُبرّر الوسيلة ) ,أو المبدأ الإسلامي (الضرورات تبيح المحظورات) !
لأنّنا جميعاً نعلم علم اليقين ,أنّ اُمّة العربان مرتبطة حدّ النخاع بتلك الأفكار .
سمّوها فنّ المُمكن في السياسة .. وريّحوا ضمائركم القلقة على الدوام !
***
رابط مقال د. عبد الخالق حسين / مناقشة حول العلاقة مع أمريكا !
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=681

تحياتي لكم

رعد الحافظ
6 سبتمبر 2014

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أمام قبر المناضل أبو العز الحريري

princediffأحلامك كانت خضراء كحقول وطنك , ولأجل شعبك

ويح من عفروا نعشك . بأقوال من بلاد القفر , والجدب !

ما كان يليق بمقامك النضالي الا :
أشعار بابلو نيرودا..
وآيات بينات , من مصاحف أبي العلاء
وبعضا من أناشيد الحياة لأبي القاسم الشابي
وسماع تسبيحة ” جيفارا ” بصوت الشيخ امام عيسي .
يرثيك باكيا ” مات المناضل المثال . يا ماية خسارة ع الرجال “

علي أجنحة اعصار الشعب .. خرج فتية بصدور عارية ..
وبصقوا علي ثدي عقيدة الجرو الصحراوي
.. ..
ورفاقك .. أبوا أن يُفطموا ..
عن ثدي شريعة ” طبيب البول البعيري “..
!!
ففي جنازتك حملت لافتاتهم أقوالاً ..
من سفر جربوع الفلا ..

قل يا أيتها النفس النضالية ..
ارجعي الي أمك الطبيعة
ورفرفي علي وجه النيل ..
وابكي قليلا عند هرم سقارة – لما نابه – .
وسلمي علي هرم خوفو ..
واطبعي قبلات فوق بعض من أحجاره ..
وحلقي عند معبدي أبي سنبل ودندرة (1)
واعرجي عند معبد حورس – بمدينة ادفو (2) ..
ثم ادلفي الي ” عرابة أبيدوس ” بمدينة البلينا (3)
وحومي حول وادي الملوك , ومعبدي الكرنك , وحتشبسوت ..
وقدمي القرابين لحورس وآمون ..
عسي ..
عسي أن يخرج أحمس جديد
لا يتصالح مع الهكسوس ..
ولا يأخذ معونة عسكرية من الحيثيين

اربأ بمقامك في سرادق عزائك
أن ينعق ناعق بشيء من كتاب تخاريف :
ذي القرنين , ويأجوج ومأجوج .
..
أولي بمقامك , في سراق عزائك
أن يسمع المعزون , ملحمة ” قوم يا مصري ” بصوت الشيخ سيد درويش .
وتدور تسبيحة ” مصر يا أماه يا بهية ” بصوت الشيخ امام عيسي .
فمن أشرف من هذين الشيخين ؟!

لعل بناتك أبا العز .. من مدينة طيبة وحتي مدينة منف (4 ) ..
يتقمصن روح أمنا ” إياح حتب ” .. (5)
سماء الوطن , وجباله . وحقوله ..
مشتاقة لسماع الانشاد والتغني باسمك يا بطلة التحرير . .
لاسمك يا ” إياح ” يا أم أحمس ..
.. ..
وتبا لزمنك يا ” أم أيمن ” ..
خزياً عليك وعلي جماعتك ..
وعاراً وبيلا .
..
وسلاما لروحك .. أبا العز الحريري ..

صلاح الدين محسن . مونتريال – كندا . في 5 -9-2014

—————–
هوامش :
1 معبد أبي سنبل معبد فرعوني شهير في أقصي جنوب مصر , معبد دندرة معبد فرعوني قرب مدينة قنا بصعيد مصر وهو من المعابد الفرعونية القليلة الكاملة البناء لم يتهدم منها شيء
(2) ادفو مدينة مصرية إدفو هي مدينة في شمال محافظة أسوان. جنوبي الأقصر . بها معبد ادفو الفرعوني .
(3) عرابة أبيدوس أثر فرعوني هام موجود بمدينة البلينا – محافظة سوهاج جنوب مصر .
(4) عاصمتان قديمتان لمصر الفرعونية طيبة قرب أقصي الجنوب ( مدينة
الأقصر الآن ) , ومنف قرب أقص الشمال ( سقارة بالبدرسين الآن )
(5) اياح حتب – ملكة فرعونية عظيمة – تقريبا ما بين عام 1570 : 1480 قبل الميلاد – ضحت بزوجها وابنها في حرب تحرير مصر من المحتلين الهكسوس , ودفعت ابنها الآخر – أحمس الأول – ليواصل حرب التحرير التي شاركت فيها بنفسها !! وبعد تحقيق النصر . خرج الشعب ليغني باسم ” اياح ” وحتي الآن توجد أغنية شعبية تغني في شهر رمضان ” وحوي يا وحوي اياح ” متوارثة من زمن الغناء باسم تلك الملكة المصرية الفرعونة اياح

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

حذو النعل بالنعل تحرير العقل الإسلامي

japanislamحذو النعل بالنعل
تحرير العقل الإسلامي
من يشاهد أفعال المسلمين، خاصةً الإخوان المسلمين، في مصر وليبيا والسودان وباكستان ونيجيريا والصومال لا يسعه إلا أن يتحسر على ما وصل إليه الانحطاط الفكري والعقدي في بلاد المسلمين. ومن يسمع أقوال فقهاء الأزهر وقُم ومملكة الشيطان الوهابية يقتنع أن الأجيال القادمة من المسلمين محكوم عليها بالسير إلى الوراء نحو مقابر السلف التالف لأن مناهج تعليمهم يسيطر عليها جهلاء الأمة الذين يزعمون أنهم “علماء الأمة”
ولكن كما قال الفيلسوف الفرنسي أميل زولا “لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة”. ولهذا نتمسك بخيوط ضعيفة من الأمل، كي لا يصيبنا القنوط ونحن أحياء، بأن الصحوة الفكرية سوف تنشط يوماً في عالمنا الإسلامي ونصل إلى ما وصلت إليه أوربا من التحرر الفكري. المؤسف في الأمر أن التغيير في العالم العربي والإسلامي ما زال يسير بخطى سفينة الصحراء المشهورة، بينما العالم حولنا قد سافر بالكونكورد التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وما زلنا نقرأ أن المسافة بين طبقات السماوات تقدر بمسيرة 500 عامٍ لراكب البعير
أوربا مرت بمراحل مشابهة لوضعنا الحالي منذ أن اعتنق الامبراطور قسطنطين المسيحية حوالي عام 300 للميلاد وسيطرت الكنيسة الكاثوليكية، عن طريق البابا، على مفاصل الحياة فيها وأصبح البابا هو ممثل الله على الأرض، ودخلت أوربا إلى عالم الظلام والانحطاط الفكري. استمر الوضع في أوربا في تدهوره الفكري حتى بداية القرن السادس عشر الميلادي عندما بدأ الفلاسفة التنويريون حركة النهضة الفكرية التي تُعرف باسم (رينيسانس)

Renaissance

. وقد بدأت الحركة في عرين الأسد، إيطاليا، حيث كان الفاتيكان يجثم على الفكر المسيحي. بدأ بعض الرجال المفكرين، وأغلبهم كانوا قساوسة، بدأوا يتشككون في التعاليم الكاثوليكية وكتبوا ودرّسوا شكوكهم لتلاميذهم ودفعوا ثمناً غالياً على هذه الجرأة في نقد تعاليم الكنيسة. فمثلاً جوردانو برونو الذي بدأ حياته قسيساً في معبد لجماعة الدومينكان (اسمهم يعني كلاب الرب) في عام 1572 وصل به الحال أن قال إن معجزات موسى ما هي إلا نوع من السحر وإن يسوع كان ساحراً غشاشاً واستحق أن يُصلب. ولذلك أحرقته الكنيسة ومنعت كتبه. والكل يعرف ما حدث للعالم جليليو. وقد اثنى الفاتيكان على الأسقف بارثلوميو كاروزا لأنه جمع فهرساً بأسماء كل الكتب التي منعها الفاتيكان من النشر. اعتقد البابا وزبانيته أنهم إذا منعوا الناس من قراءة ما يكشف زيف الأديان، وإذا قتلوا وأحرقوا كل من يتجرأ وينتقدهم أو ينتقد تعاليمهم، فسوف يستمر الحال كما هو وسوف يظل استعبادهم للبشر سارياً
لا شك أن الألماني مارتن لوثر (1483-1546) الذي كان قسيساً وبروفيسور في علم الأديان والذي بدا تجديد أو تعديل المسيحية عندما نشر في العام 1521 كتابه الذي رفض فيه صكوك الغفران التي كانت الكنيسة الكاثوليكية تبيعها للعوام لمحو ذنوبهم وإدخالهم الجنة، والذي وترجم الكتاب المقدس من اللاتينية إلى الألمانية حتى يفهمه العوام، كان أكثر الرجال تأثيراً في انقسام المسيحية إلى فئتين رئيسيتين: الكاثوليكية والبروتستانت. وكعقاب له فصله البابا من الكنيسة Excommunicated

وحاولوا اعتقاله لمحاكته لولا أن الجماهير التفت حوله ومنعت رجالات محاكم التفتيش من الاقتراب منه. وعندما حذا الإنكليزي وليام تانديل

William Tindale

حذوه وترجم الإنجيل إلى الإنكليزية أعدمته الكنيسة عام 1536
بعد انقسام المسيحية إلى كاثوليك وبروتستانت انتقلت المعارك الفكرية إلى فرنسا حيث كان البروتستانت أكثر عدداً في فرنسا من أي بلد أوربي آخر. من ابرز دعاة التحرر في فرنسا كان رابيلي

Rebelais

(1493 -1553). بدأ حياته كقسيس وقضى خمسة عشر عاماً من حياته كراهب في دير ثم درس الطب وكان أول من قام بتشريح جثة إنسان وعُيّن محاضراً في الطب. ولكن عندما نشر كتابه (بانتاكرويل)

Pantagruel

الذي انتقد فيه فكرة أن الله قد قدّر كل شيء لكل مخلوق كان أول المهاجمين له هم أساتذة السوربون في باريس لخوفهم من الكنيسة وللحفاظ على وظائفهم. فالعلم بدون شجاعة أدبية وتحمل للمسؤولية لا يخدم قضايا الفكر. وكالفن الذي كان صديقة في وقتٍ سابق هاجمه واتهمه بالكفر والإلحاد. وأجاز البرلمان الفرنسي قراراً يمنع طبع وبيع كتبه.
وكان هناك رجال من أمثال

Bonaventure و Desperiers و Dolet

الذين تخلوا عن البروتستانتية وهاجموها، وكنتيجة لهذا التصرف اتهموهم بالإلحاد وكان لزاماً عليهم أن يهربوا من فرنسا. وكان

Dolet

قد نشر كتاباً اسمه

Cymbalam Mundi

سخر فيه من المسيحية ومعجزات الأنبياء وتناقضات الإنجيل واضطهاد المخالفين فكرياً. وبالتالي صادرت السلطات كتابه الذي تم حرقه في ميدان عام.
أما الأسقف الفرنسي الكاثوليكي

Guillume Pellicier

فقد ترك الكاثوليكية وتحول إلى البروتستانتية ثم الإلحاد في العام 1568. والفيلسوف مونتيه

Montaige

نشر مقالاً يزعم فيه أن الأديان تساعد بقوة في نشر الشر ولا تساعد في الخير لأنها تحمي المعاصي وتغذي وتشجع على ارتكابها. وقد منع الفاتيكان توزيع كتابه.
أما القسيس الأب فرانسوا جراس

Francois Garasse

فقد كتب سِفراً من ثمانية أجزاء قال فيه:
1- هناك أعداد بسيطة من الأذكياء في العالم، والأغبياء (الرجل العامي) غير مؤهل لفهم اطروحاتنا
2- الأذكياء يؤمنون بالإله كرمز وكمنظومة جماهيرية فقط
3- الأرواح الحرة لا يمكن استدراجها لتصدق بالسخف الذي يؤمن به العامة
4- لا توجد أي قوة أو سلطة عليا في العالم غير الطبيعة التي يجب أن نطيعها في كل الأشياء ودون أن نرفض الاستمتاع بما تتطلبه أجسادنا وحواسنا
5- لو فرضنا أن هناك إله، كما تتطلب الخزعبلات المنتشرة بين العامة، فهذا لا يعني بالضرورة وجود أجسام ذكيه وغير مرئية لأن أجسامها لا تحتوي على المادة. كل ما في الطبيعة مكوّن من المادة وبالتالي ليس هناك ملائكة ولا شياطين وليس هناك أي دليل أن روح الإنسان خالدة
وكنيجة لهذه الصراعات الفكرية بين الكاثوليكية والبروتستانتيه وبين رجال الدين والمفكرين الأحرار فقد نشبت الحروب الدينية في فرنسا في عام 1562 بين الكاثوليك والبرتستانت واستمرت ست وثلاثين سنةً وقُتل فيها ما بين اثنين إلى أربعة ملايين شخصاً. وهذا يُثبت ما قاله

Guillume Pellicie

من أن الأديان تشجع وتنشر الشر أكثر مما تنشر الخير.
وفي إنكلترا في القرن السادس عشر كانت الملكة أليزابث الأولى قد تولت الملكية وشجعت البروتستانتية وأمرت بإنشاء الكنيسة الإنجليكية

Church of England

التي كانت هي رأسها. ولأن المثقفين كانوا قد سئموا الكاثوليكية وكنيستها وتجبر البابا فقد انتشر الإلحاد في إنكلترا في القرن السادس عشر لدرجة أن اللورد أشام

Ascham

كتب “إن الإلحاد موجود بكثرة بين الطبقات العليا التي كان أفرادها قد سافروا إلى أوربا”، مما حمل اللورد بيرغلي Burghley

أن يكتب في وصيته لابنه “لا تتحمل أن يعبر أبناؤك جبال الألب لأنهم لن يتعلموا من تلك البلاد غير الغرور والإلحاد”. وفي عهد الملكة اليزابث الأولى طالب وزراؤها بأن تكون الدولة والكنيسة شيئاً واحداً. واتبعوا طريقة محاكم التفتيش في حرق كل من يشكون أنه من أصحاب البدع. فمثلاً في مدينة نوريش

Norwich

حاكم اسقفها رجلاً بسيطاً يصنع المحاريث لأنه قد أنكر وجود المسيح في عام 1579 وقطعوا أذنيه ثم أحرقوه. وأحرقوا في نفس المدينة رجلاً اسمه لويس بنفس التهمة في عام 1587. أما الشاب فرانسيس كيت

Francis Kett

الذي كان قسيساً تخرج في جامعة كيمبردج، أحرقه أسقف مدينة نوريش بتهمة الزندقة في عام 1589. أما جون هاتون، قسيس في جماعة

Holy Orders

فقد قال في إحدى خطبه بالكنيسة إن الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد) ما هي إلا قصص خرافية. حاكمته الكنيسة بتهمة الزندقة في عام 1584 ولكنه تراجع عن ما قاله، فقالت سلطات الكنيسة إنه قال ما قاله تحت تأثير الخمر وصفحوا عنه. وقد وقفت الكنيسة في إنكلترا ضد المسرح وضد الكتب التي تنتقد المسيحية. وبهذا دفعت أناساً كثيرين إلى الإلحاد لدرجة أن توماس ناش في كتابه (دموع المسيح على القدس)

Christ’s Tears over Jerusalem

، في عام 1502، قال “لا يوجد هناك أي مذهب في إنكلترا أكثر انتشاراً من الإلحاد، والملحد دائماً يتخذ من العقل إلهاً”.
ونلاحظ هنا أن أغلب الذين قادوا التنوير في أوربا كانوا من رجالات الكنائس المختلفة وكذلك الفلاسفة العظام في القرن السادس عشر من أمثال بيير شارو

Pierre Charron

ونيكلوس كوبرنكوس Nicholaus Copernicus

و ريني ديكارت Rene Descartes

وإراسماس Erasmus

و جاليليو Galileo Galilei.

وقد انتصر هولاء الرجال الشجعان بأقلامهم على جبروت الكنيسة ومحاكم تفتيشها، ولكن مأساتنا في البلاد العربية والإسلامية أنه لا يوجد بيننا أي فيلسوف منذ أيام ابن رشد، ولا نجد رجل دين واحد بشجاعة وفهم رجل الدين الشيعي احمد القبانجي. رجال الدين عندنا وعاظ سلاطين مشغولون بجمع المال وإرضاء الحاكم، وهم أصلاً جهلاء لم يدرسوا شيئاً غير القرآن والسُنة، وما زال بعضهم يفتي أن الأرض ثابتة والشمس تدور حولها، ومن يقول بغير ذلك فهو ملحد. وأغلبهم يكرر علينا الحديث الذي يقول “ليأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو كان منهم من يأتي أمه علانيةً لكان من أمتي من يصنع ذلك وأن بني إسرائيل تفرقت اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملةً واحدةً ” (الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، ج 4، سورة آل عمران، الآية 103). ولو آمن شيوخ الإسلام بهذا الحديث لاقتنعوا أن ما حدث في أوربا لا شك سوف يحدث في بلادهم حذو النعل بالنعل، وسوف يتحرر العقل المسلم من ترهاتهم وخرافاتهم. ولكن كما قلت سابقاً فإن مشكلتنا هي بطء حركة السير إلى الأمام لأننا نسير بسرعة البعير وغالباً إلى الوراء. استغرقت عملية التنوير حوالي مائة عام لتنتشر في أوربا في القرن السابع عشر، ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين وما زالت حكوماتنا دكتاتوريات وشيوخنا يكيلون الويل والثبور للملحدين ويصادرون الكتب من معرض الكتاب في جميع البلاد الإسلامية. ولكن ما يشجع الإنسان هو أن بوادر التغيير قد بدأت بفضل الانترنت، وليس هناك بلدٌ مسلم ليس به جمعيات لا دينيين وملحدين. العائق الكبير في طريقنا هو أن مناهج التعليم ما زالت في أيدي رجالات الدين، وهذا حتماً سوف ينتج لنا ملايين الأطفال المؤدلجين، وهم قادة المستقبل. فإلى أن ننتزع المناهج من الشيوخ سوف نظل نتقدم خطوة لنرجع خطوتين. ولكن أهم من ذلك “لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة”.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

نوستالجيا برائحة البخور

تنحني فجأة أشجار الروح كلها، مرهقة و رمادية، في محاولة محكوم عليها بالفشل لالتقاط بعضٍ ممَّا تساقط من أوراقها Ashes_Of_The_Innocent_by_lady_symphoniaالقديمة، و تتآكل جغرافيا القلب علي حين غرة فيشهق من فرط الشوق بصوتٍ مسموع، و يفصح فجأة تيار من النبضات المنعزلة عن انسحابه الداهم إلي نقطة غامضة في الأعماق، تماماً، كما يحدث عند اختلال النبض في أول لحظة عناق، و تضرب أمواج من الألم الناعم أطراف الذاكرة من كل جانب، و تزخر العينان بالدموع المعلقة الحقيقية، عندما يحدث كل هذا في نفس اللحظة، فذاك هو الحنين ..

لا عجب و الأمر هكذا في أن تكون الجذور الحقيقية لمفردة ” نوستالجيا” في اليونانية القديمة مقصوداً بها، حرفياً، ” ألم الشوق ” …

لكن العجب في أن يكون شاعرٌ بدويٌّ قديم بني كل ثقافته علي لون واحد من ألوان الثقافة، و هو ثقافة الصحراء في نسختها الإسلامية، هو الأعظم، حتي الآن، و لعله الوحيد، بين الذين استطاعوا أن يلمسوا هذا المعني من مسافة قريبة، إنه ” الصمة القشيري “، ليس هذا فقط، إنما، هو، بالإضافة إلي أنه استطاع أن يقتحم هذا المعني ببيتٍ واحد من الشعر، استطاع أيضاً أن يشحن هذا البيت بامتدادات تمكنه من تجاوز الزمن علي أجنحة عطر “زهور العرار” فقط، بل و تمكنه أيضاً من القدرة علي استثارة الحنين في روح المتلقي، و برهافة بالغة ..

تَمَتَّعْ مِنْ شَميمِ عَرَارِ نَجْدٍ /

فما بَعْدَ العَشِيَّة ِ منْ عَرَار ..

قالوا أنه قال هذا البيت عند خروجه من أرض ” نجد ” ممتلئي النية بعدم العودة إليها مرة أخري بعد زواج المرأة التي هام بها عشقاً من شخص آخر، قالوا أيضاً، لقد قاله و هو يحتضر، و كلا القولين لا يعنيني، و أري أنه مما لا طائل من وراءه بالنسبة إلي شاعر، بصفة خاصة، أن يدَّعي وضعاً متميّزاً كضحية، فكل الشعراء مدانون تاريخياً، و هم دائماً في مركز الصورة علي نحو يتيح لهم أن يحجبوا الذين يقفون في الأطراف و الذين هم علي هامش الصورة، أقصد، كل ما يقوله الشعراء هو البعد الخاص بهم هم لتأويل الحدث و لكل حدث غابة من الأبعاد!

كل ما يعنيني في هذا الإطار أن المؤجلين ظفروا ببيت من أجمل أبيات الشعر العربي علي لسان هذا الشاعر الذي يبدو أنه كان مطبوعاً علي اصطياد هواجس حارة من أصداف بعيدة في أعماقه، ربما لهذا السبب وحده، كان أحد الشعراء القلائل .. القلائل جداً، الذين تسلقت أشعارهم أوتار حنجرة ” فيروز ” بحفاوة، لقد غنت بعضاً من قصيدة له تنبض بالحنين هي الأخري، لكن بدرجة أقلَّ، و مرعي ذهنيٍّ أكثر اتساعاً و أقلَّ خصباً و كثافة كما سيتضح، يقول فيها :

بروحي تلك الأرض ما أطيبَ الربا / و ما أحسنَ المصطافَ و المتربعا

و أذكرُ أيام الحمى ثم انثني / على كبدي، من خشـــية أن تصدَّعا

و ليست عشياتُ الحمى برواجع ٍ / اليكَ، و لكن .. خلَّ عينيك تدمعا

كأنّا خلقنا للنوى، و كأنما / حرامٌ على الأيام أن نتجمعا ..

و الآن ..

أعنرف بأن أمواجاً عنيفة من الحنين ضربت سواحل نفسي مرتين في غضون شهرين و بعض الشهر، تركتني، و هي تنحسر، مشوشاً و مرتبكاً عن طيب خاطر، لكنني، من خلالها، و من خلال ترددي الناجم عنها في يقين ألم الشوق إلي شئ غامض، ربما كان الشوق إلي الولد الذي كنته ذات يوم و أقف الآن فوق ركامه، رأيت كيف كنت أري العالم أبيض في وقت مبكر من العمر، و هكذا كان الناس، و كل شئ، كل شئ هكذا كان، قبل أن أفطن إلي الحقيقة التي لا تقبل الجدل، وهي أنه ليس علي أرض ” مصر ” ما يستحق الحياة، ربما ثمة ما يستحق الحياة في مكان آخر، ربما، مع هذا، لقد اكتشفتُ، مع وخز الحنين، أننا كمصريين طيبو القلوب، وأننا كمصريين لم يزل في قلوبنا مواطئ لأحزان جديدة، كذلك، لم يزل في وسعنا، علي الرغم من كل ما حدث، أن نتفق علي قيمة، و أن نتجاوز تداعيات الدماء التي سالت في سبيل التنقيب بين ركام وطن صار في المؤخرة عن واقع أقل عهراً، بشرط أن يختفي كل الذين يشوهون الآن المشهد شنقاً، و كل الدروب إلي حل بعد ذلك لن تصل، أكرر، كل الدروب ما عدا تلك التي تبدأ من الرقص فوق دمائهم الكريهة الرائحة مغلقة، مغلقة، مغلقة..

حدث هذا للمرة الأولي عندما شاهدت – لأول مرة فقط – إعلان بيبسي الشهير ” يلاَّ نكمل لمَّتنا “، عندما رأيت الفنان ” جورج سيدهم ” مُقعداً و ” شيرين ” و ” سمير غانم ” يركضان صوبه علي وجه التحديد، تلك اللحظة كانت ذروة النقطة ثم بدأ الألم ينخفض تدريجياً، ربما لظروف ” جورج سيدهم ” الشخصية و لتلك الضربة الحاسمة التي ألحقها المرض بأسطورته الخاصة، الخاصة جداً، هذا كل شئ، ربما لأني لا أحب الآخرين، أو بمعني أكثر دقة، أكرههم، كما أكره كل الفنانين، أو، لأكون منصفاً، أصبحت أكرههم تعقيباً علي موقفهم الصلب المضاد لثورة ” يناير “، و دعمهم الذي لا ينقطع لدولة ” مبارك ” ..

لكن، بعد أن هدأت حرارة الحنين و استقرت كل حواسي في أماكنها، بدأت أستشعر خطورة هذا الإعلان، و أدركت أن ثمة أصابع للدولة العميقة تقف وراء هذا الاعلان المقصود، و أن بيبسي لابد ” قبضت ” !

و أدهشني أن يفكر هكذا أولئك الذين خيارهم الأول لحل أي مشكلة هو القتل أو السجن!

هذا الإعلان المحرض علي الولاء للماضي، و هو جوهر مشكلتنا الرئيسية من المحيط إلي الخليج الفارسي، يتجاوز بالتأكيد الزائد عن الحد سقف تفكير هؤلاء، و إذا كنت أظن أن فكرة الإعلان ولدت في ذهن أحد مرتزقة الكوادر الأجنبية، شاهقة الذكاء جداً، الذين تستقدمهم ” الامارات ” للعمل في مخابراتها، فلأن ذلك علي الأرجح هو الأكثر اتفاقاً مع المنطق ..

و حدث، قبل أن أبدد مخاوفي في الكتابة، أن رأيت، و كان هذا مثاراً لسعادتي في الحقيقة، نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي قد تنبهوا مثلي إلي خطورة هذا الإعلان و أطلقوا ” هاشتاج ” باسم #نوستالجيا_الاعلانات ..

أكثر من هذا، لقد استخدموا فيما بعد نفس الإعلان، أسلوباً و موسيقي، كسلاح مضاد و موجه في الصميم للذين أطلقوه، لقد استغلوا إطلاق سراح كل رجال دولة ” مبارك ” الرئيسين و صنعوا اعلاناً موازياً يشمل هؤلاء يحمل نفس الاسم ” يلا نكمل لمتنا “، حينئذ، تضاعف يقيني بأن ثورة ” يناير” ما زالت حية و دافقة و لائقة أيضاً، لكنها، مسألة وقت ..

عصف بي الحنين من كل جانب، للمرة الثانية خلال حوالي سبعين يوماً، في مساء آخر أيام أعسطس الماضي، عندما شاهدت الفنانة ” سيمون ” تغني لأول مرة بعد غياب اختياري طويل جداً، ليس لأن الزمن لديه طريقته لجعل الماضي أكثر جمالاً، إنما لأسباب شخصية، أعتقد أن الجذور الحقيقية لهذا الحنين تنبت من ذكري مرحلة المراهقة، حنين صاخب كقداس إلهيٍّ في كنيسة مهجورة لا تفتح أبوابها للزائرين في صباحات أيام الآحاد، شاحبة الجدران و مزدحمة بأعشاش الحمام و رائحة البخور الناعم ..

حنينٌ لا تكفي أي قصيدة كلامية لتعكس انطباعات الذين ينتابهم عنه ..

حنين، شعرت معه، أكثر من أي وقت مضي، بأن العمر أقصر من أن ينتظر أحداً، و أضيق من أن يتسع لاختبارات الجلاد، و كنت محتاجاً لهذا الشعور في الحقيقة، أو كنت محتاجاً لحدة هذا الشعور و صرامته بهذا الشكل علي وجه الدقة ..

مع هذا، أعتقد أن كل من عاشوا المراهقة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي لا يمكن أن يصمدوا عند مشاهدة ” سيمون ” بعد كل هذا الغياب ترمم نجمتها من جديد، الغريب، أنها لم تزل لائقة، كأنما، مشي عليها الدهر و هو مقيد، كما يقول جدنا ” المتنبي ” ..

في النهاية ..

الولاء للماضي هو مشكلتنا المزمنة، و الآن، يجب ألا نسمح بحدوث هذا، فثمة أشياء كثيرة علي المحك ..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

الخارجية الأميركية تنتج فيلما ضد داعش +18

childgaiishpledgeAnti-ISIS propaganda Video, Creator has connections to the US State Department

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

كلمة اتحاد المنظمات القبطية لعمدة جنيف بشان يوم الاتصالات‎

qobtishrزيورخ فى 3/9/2014
بداية , نتقدم بمزيد الشكر للسيد المحترم عمدة جينيف :…
على الجهود المبذولة في سبيل اتاحة وترتيب هذا المؤتمر , وجدير بالذكر أن الاتصالات هي عصب الحياة الحديثة ..وقد قربت المسافات , ودعمت الحريات في كل بلدان الأرض ..بالاتصالات تصل الحقيقة كاملة بلا مواربة .
ونحن حينما نتكلم اليوم بعد ان اتاحت لنا الاتصالات فرصة فريدة لعرض ما يعانيه أقباط مصر , بل ومصر كلها بجميع أطيافها من جماعة لا ترتقي لمعنى عصابة بل هي أخطر من ذلك بكثير .. عصابة مدعمة بآلة دعائية واعلامية رهيبة ,تسعى فقط لخراب الأوطان ..وقد ذاقت أوروبا مؤخراً بعض ما ذاقته البلدان العربية من أذى هذه العصابة .
ولقد تحدثنا مرارا وتكرارا عن هذه الجرائم , ولم ندخر جهداً لفضحها ونشر أهوالها, واليوم انتم تتيحون لنا الفرصة لعرض( بعض) من تلك الأهوال .. ومنها :
أولاً : الكنائس التى تم سلبها ونهب محتوياتها وحرقها بالكامل بلغت 37 كنيسة نالها الدمار الشامل بيد مدعي الايمان الذى سلكوا عمال تؤكد على شيطنة افكارهم واعمالهم وسلوكهم الخالى من الايمان والرحمة والعدل والحب الذى هو سمة من سمات المؤمنين برب العباد والبلاد.
1. كنيسة السيده العذراء والأنبا ابرام للأقباط الأرثوذكس وملحق بها مبنى خدمات ومقر اقامة الأسقف وحضانه أطفال والموجوده بقرية دلجه، مركز دير مواس، محافظة المنيا.
2. كنيسة مارمينا للأقباط الأرثوذكس وملحق بها مستوصف والموجودة بحى أبو هلال قبلى محافظة المنيا.
3. الكنيسه المعمدانية والكائنة بمركز بنى مزار، محافظة المنيا
4. كنيسة الأمير تادرس والكائنه بشارع الحسينى، ميدان صيدناوى، محافظة المنيا.
5. الكنيسه الأنجيليه الثالثة والكائنة بمحافظة المنيا.
6. الكنيسه الأنجيلية والكائنة بعزبة جاد السيد، المنيا.
7. كنيسة الأنبا موسى الأسود والكائنة بحى أبو هلال قبلى محافظة المنيا.
8. كنيسة خلاص النفوس والكائنة بشارع ميدان بالاس، محافظة المنيا.
9. كنيسة مارمينا والكائنة بشارع المركز، بنى مزار، محافظة المنيا.
10. الكنيسة الانجيلية والكائنه بناحية مركز ملوى، المنيا.
الخدمات أرض المطرانية، محافظة سوهاج.
12. كنيسة مارمرقص ومبنى الخدمات والكائنة بشارع الكهرباء، محافظة سوهاج.
13. كنيسة العذراء والأنباء أبرام بمحافظة سوهاج.
14. دير الأمير تادرس الشطبى بقرية النزله، مركز يوسف الصديق محافظة الفيوم.
15. كنيسة السيده العذراء للأقباط الأرثوزكس بقرية النزلة، مركز يوسف الصديق، محافظة الفيوم.
16. كنيسة القديسه دميانه بقرية الزربى، مركز طامية، الفيوم.
17. الكنيسه الأنجيليه بقرية الزربى، مركز طاميه، الفيوم.
18. كنيسة الأمير تادرس بقرية دسيا، الفيوم.
19. كنيسة الأباء الفرينسيسكان والمدرسه الملحقه بشارع 23 محافظة السويس.
20. الكنيسه اليونانيه القديمه والكائنه بشارع براديس، السويس.
21. الكنيسه الأنجيليه والكائنه بشارع الجيش، السويس.
22. كنيسة مارجرجس بشارع قلته محافظة أسيوط.
23. الكنيسه الرسولية بشارع النميس، محافظة أسيوط.
24. كنيسة ماريوحنا بمركز أبنوب، محافظة اسيوط.
25. كنيسة الأدفنتست والكائنه بشارع يسرى راغب، محافظة اسيوط.
26. كنيسة الأصلاح بمحافظة اسيوط.
27. كنيسة سانت ترايز بمحافظة أسيوط..
28. كنيسة السيده العذراء بشارع عشرة، بولاق الدكرور،محافظة الجيزة.
29. كنيسة السيدة العذراء بكرداسة، الجيزة.
30. كنيسة مارجرجس والكائنة بشارع 23 يوليو، العريش، شمال سيناء.
31. دير راهبات الراعى الصالح والمدرسة الملحقة به وكنيسة الدير والكائن بشارع الجيش، محافظة السويس.
32. الكنيسه الأنجيلية بقرية منشأة بدين سمالوط محافظة المنيا.
33. كنيسه العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك بجوار مركز الشرطه، مركز ملوى، محافظة المنيا.
34. كنيسه الانجيليه الثانيه بجوار مركز الشرطة، مركز ملوى، محافظة المنيا.
35. كنيسة مارجرجس وابي سفين قرية لهاسه مركز مغاغه محافظة المنيا.
36. الكنيسة الرسولية والمركز الطبى التابع لها والكائنه بشارع عمر بعزبة اسكندر بابوهلال محافظة المنيا
37. كنيسة مارمينا مركز بنى مزار محافظة المنيا.

ثانياً : كنائس تم حصارها والاعتداء عليها جزئياً بالقاء الحجارةوالمولوتوف واطلاق الأعيرة النارية بلغ 22 كنيسة وهم كالتالى :
1. كنيسة مارمرقص للأقباط الكاثوليك بحى أبو هلال قبلى، محافظة المنيا.
2. كنيسة الآباء اليسوعيين الكائنة بحى أبو هلال قبلى، محافظة المنيا.
3. كنيسة السيدة العذراء بشارع الجزارين، حى أبو هلال قبلى، محافظة المنيا.
4. مطرانيه مار يوحنا المعمدان بمركز القوصية، محافظة أسيوط.
5. كنيسة السيدة العذراء والكائنة بحوض 10 محافظة قنا.
6. مطرانية أطفيح بمحافظة الجيزة.
7. كنيسة الشهيدين والكائنة بقرية صول، أطفيح، محافظة الجيزة.
8. كنيسة السيدة العذراء بالصف محافظة الجيزة.
9. مدرسة الآباء اليسوعيين بالمنيا
10. كنيسة مارجرجس باكوس،محافظة الاسكندرية.
11. كنيسة الانبا ماكسيموس بشارع 45 محافظة الأسكندرية.
12. مطرانية ملوى بمركز ملوى، محافظة المنيا.
13. مطرانية الأقباط الارثوذكس بمركز دير مواس المنيا.
14. كنيسة الملاك بشارع النميس، محافظة اسيوط
15. مطرانية الأقباط الارذثوذكس بمركز ابو تيج، محافظة اسيوط.
16. كنيسه العذراء بكفر عبده، 6 اكتوبر.
18. كنيسة العذراء بالمنصوريه، محافظة الجيزه.
19. دير رهبان ابو فانا وقطع الطريق المؤدى اليه ملوى، محافظة المنيا.
20. كنيسة مارمينا بنى مزار، المنيا.
21. كنيسة مارجرجس حدائق حلوان، الجيزة.
22. مطرانيه مار يوحنا المعمدان مركز القوصيه، اسيوط.

ثالثاً : مدارس الأقباط التى تم حرقها بالكامل بلغت 7 مدارس.
1. مدرسة الاقباط للبنين بشارع الحسينى، محافظة المنيا.
2. مدرسة ودير راهبات القديس يوسف بمحافظة المنيا
3. مدرسة الراعى الصالح بمحافظة المنيا.
4. مدرسة الراهبات الفرنسيسكان بمحافظة بنى سويف.
5. مدرسة الفرنسيسكان بمحافظة السويس.
6. مدرسة الراعى الصالح للأقباط الكاثوليك بجوار مركز الشرطه، ملوى، محافظة المنيا.
7. مدرسة غطاس الابتدائية بملوى.

رابعا ً : منشأت تابعه للكنائس تم حرقها بالكامل.
1. جمعية أصدقاء الكتاب المقدس بمحافظة الفيوم.
2. نادى الشبان المسحيين والكائن أول شارع عدنان المالكى محافظة المنيا.
3. ملجأ جنود المسيح للبنين بمحافظة المنيا.
4. مكتبة دار الكتاب المقدس بمحافظة المنيا.
5. جمعية الجزويت والفرير بمحافظة المنيا.
6. سفينة الدهبية التابعة للهيئة الانجيلية بمحافظة المنيا.
7. مكتبة دار الكتاب المقدس بمحافظة اسيوط.

خامساً : منازل وصيدليات ومحلات وفنادق مملوكه للأقباط وتم سلبها ونهبها ثم حرقها بالكامل.
1 عدد 970 منزل. بمناطق متفرقه بالجمهورية.وتم تهجير بعض أصحابها إلى خارج المدن.
2. عدد 176محل تجارى بمختلف المحافظات.
3. عدد37 صيدلية بمختلف المحافظات.
4. عدد 3 فنادق حورس وسوسنا واخناتون.
5. عدد 75 اتوبيس وسياره مملوكين للكنائس والأقباط.
سادساً : أسماء بعض الشهداء الاقباط على يد الإخوان والسلفيين.
1. رامى زكريا أحداث كنيسة مارجرجس باكوس، محافظة الاسكندريه
2. أسكندر طوس أحداث قرية دلجه، مركز دير مواس، { تم ذبحه بعد الوفاة وتقطيع أعضائه وربطه فى جرار زراعى وتم جره الى القبور والقائه امام القبر وقام بدفنه واحد من العرب القاطنين بجوار القبور}
3. بشوى ميخائيل سفينة المرميد، محافظة المنيا.
4. مينا رأفت عزيز بالاسكندرية،سائق تاكسى تم ذبحه.
5. فوزى موريد فارس تقسيم الجنينه، عزبة النخل، المرج، القاهره. وفاه ناتجه عن طلق نارى حى بالرأس.
6. ملاك اميل عطيه 27 عام طلق نارى بالصدر نافذ مطرانيه طهطا من أمام باب المطرانية كنيسة الشهيد كرياكوس.
7. أختطاف حوالى 7 أشخاص من الأقباط فى محافظات الصعيد. ــ
وانطلاقا من فهمهم الخاطىء لصفات الله وجوهره ومعنى الصلاة ومخالفة لتعاليم رسولهم وسلفهم وخلفائهم فقد صلى الإخوان فى كنائس الأقباط بعد حرقها وسلبها صلاة الجمعة…والكنائس التى صلى فيها الاخوان 3 كنائس وهى :
1. كنيسة العذراء والانبا ابرام بقرية دلجة مركز دير مواس محافظة المنيا.
2. كنيسة الأنبا موسى الأسود بمحافظة المنيا.
3. الكنيسه الأنجيليه بمنشأة بدين مركز سمالوط محافظة المنيا.
كل تلك الأحداث الدامية والمتجردة من الدين والوطنية والإنسانية والعقلانية أيضاً كان مرجعها فتاوى بعض شيوخ الاخوان والسلفيين الذين اعتلوا منابر المساجد وحادوا بها عن وظيفتها الحقيقية..وقد لاقت دعواتهم وفتاواهم البغيضة هوى في نفوس
الدهماء والغوغاء من إخوان وسلفيين فهبوا لجهاد الحرق والسلب والنهب والقتل فذهقت أرواح ونهبت أموال وخربت وحرقت كنائس….واستباحت الكراهية والتطرف أقباط مصر.
ترى من يضمد جراح أقباط مصر؟
ترى من المسؤول عن تعويضهم ؟
ترى من المسؤول عن أمانهم ؟

نحن اليوم نخاطب االعالم اجمع أغيثونا , واحموا انفسكم من هذا الخطر الداهم الذي سيقضى على كل أنواع الحضارة على الأرض , فهؤلاء هم مغول العصر .. وقد عرضنا عليكم كل الأحداث موثقة , والوثائق لا جدال في مصداقيتها .
ولكم جزيل الشكر .

مقدمه مدحت قلادة
رئيس اتحاد المنظمات القبطية فى اوربا

Posted in فكر حر | Leave a comment

من هو المستفيد

hawkshuntswolfعندما تحدث أفعال ميدانية وسياسية وعسكرية وقتالية واختراقية …

وأفعال مفاجئة تسير بعكس الاتجاه …

وخصوصا عندما يتغير اتجاه الريح فجأة …

علينا ان نسأل أنفسنا من هو المستفيد …

اذا استفاد الأعداء …؟.

فهي خسارة للشعب او التيار التحرري ….

من هو المستفيد ومن الذي يهلهل لذلك …

ومن كان ينتظر ذلك …؟.

عندما تستفيد جهة معينة من الأحداث او الحدث …؟.

معناها ان هذا الحدث تمت صناعته …!.

وصناعته من اجل الاستفادة منه …

وهذا يعني ان هذا الحدث ومن قام به هم ليسوا أصدقائنا …

بل أعدائنا …؟.

وعندما تنتكس حالة جدية في الاتجاه الصحيح …

نعم ان كل حدث علينا ان نعرف من هو المستفيد …

حينها نعرف من فعلها …
هيثم هاشم

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

بوتين والبغدادي في قمة الأطلسي

173646_Putin (1)الحياة اللندنية: الياس حرفوش

كانت صورة كل من فلاديمير بوتين وأبي بكر البغدادي هي المهيمنة على اجتماعات قادة الحلف الاطلسي في قمتهم التي انتهت امس في مقاطعة ويلز البريطانية. الاول بسبب الحملة التي يخوضها في شرقي اوكرانيا على رغم المعارضة الغربية للتدخل الروسي في تلك الدولة الجارة. أما البغدادي فقد نجح في فرض نفسه على الاطلسيين بحدّ السيف، بعد ان أقدم رجاله على ذبح صحافيَّين اميركيَّين على مرأى من العالم، ويهددون بذبح بريطاني.

28 زعيماً لـ 28 دولة غربية لم يجدوا الكثير يستطيعون به إحداث تغيير في الحالتين. ما يدل على مدى العجز الذي يشعر به العالم إذا قررت دولة ما أو تنظيم ارهابي، كما «داعش»، اللجوء الى البلطجة في مواجهة النظام العالمي السائد. اذ ماذا تستطيع الدول الغربية ان تفعل امام التمدد الروسي في اوكرانيا بعد ان تمكن بوتين من ابتلاع شبه جزيرة القرم بلا حساب، وها هو يدعو اليوم الى وضع سياسي خاص لمناطق الشرق الاوكراني، ما يعني عملياً قطع اوصال هذا البلد وإرغامه على دفع ثمن المطالبة abohafsalathryبعضوية الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي. في هذا الاطار، جاء تهديد الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المقال المشترك الذي نشراه في صحيفة «التايمز» البريطانية، بالدفاع عن أعضاء الحلف في وجه أي تهديد روسي، فارغاً من أي قيمة، اذ ان التزامات الحلف لا تنطبق على اوكرانيا، باعتبارها ليست عضواً فيه. وبالتالي يستطيع بوتين أن يستفيد من هذا الفراغ الامني عند حدوده الجنوبية الغربية مع اوروبا ليزعم ان ما يحصل في اوكرانيا ازمة داخلية لا علاقة لموسكو بها.

اما في الجانب المتعلق بالحرب المفتوحة مع تنظيم «داعش»، فلم يجد الاطلسيون هنا ايضاً سوى الدعوة الى تحالف دولي واسع في وجه هذا التنظيم، من دون أي اشارة الى السبيل العملي للقضاء عليه ولاستعادة الغنائم التي كسبها على الارض، في سورية والعراق، واعادة الوضع السياسي والجغرافي في هذين البلدين الى ما كان عليه قبل تمدد «داعش» وبلوغه مرحلة التهديد الخطر ليس فقط لأمن المنطقة التي انطلق منها، بل ايضاً للأمن الغربي بشكل عام. ومن الدلالات البالغة الوضوح على هذا التهديد الارقام التي ذكرها ديفيد كاميرون عن اعداد المقاتلين من حاملي الجنسيات الغربية الذين يعملون لدى أبي بكر البغدادي: 500 على الاقل من بريطانيا، 700 من فرنسا، 400 من المانيا والمئات من دول اخرى من بينها الولايات المتحدة وكندا والنمسا والدانمارك واسبانيا والسويد وبلجيكا وهولندا واستراليا. وهكذا فإن «الارهابي جون» الذي وضعت الصحف الشعبية البريطانية صورته على صدر صفحاتها حاملاً سكين الذبح واعتبرت أنه المسؤول عن تصفية الصحافيَّين الاميركيَّين ليس الغربي الوحيد الذي استطاع «داعش» تجنيده، وربما لا يكون الاكثر شهرة والارفع درجة في القيادة.

هذه المشكلة الامنية والاجتماعية والثقافية التي فرضها «داعش» على عقول الغربيين وعلى مؤسسات الحكم عندهم باتت تفرض معالجة مختلفة وأكثر جذرية، لا بد ان تتعدى المواجهة العسكرية كما حصل سابقاً مع «القاعدة». واذا كان صحيحاً ما تحدث عنه اوباما وكاميرون، في المقال الذي أشرنا اليه، عن «قوس عدم الاستقرار» الذي يمتد من شمال افريقيا الى بلدان الساحل الافريقي وصولاً الى منطقة الشرق الاوسط، فإن الاكيد ان اعادة الاستقرار الى هذه المناطق تحتاج الى اعادة قراءة وتصحيح للمفاهيم والقناعات الدينية لا بد ان يقوم بها أهل هذه المناطق انفسهم، قبل ان ينجح التدخل الغربي في إحداث أي تغيير، بل ربما كان تدخله سبباً في تعميق الازمة وتفاقم عدم الاستقرار.

لقد نجح تسرب هذه القناعات والمفاهيم المتطرفة في الوصول الى عقول مئات الشباب الغربي الذي يفترض ان يكون قد نشأ في بيئات ومجتمعات بعيدة عن التعصب والانعزال. وهذا يقتضي ايضاً ان تنظر المجتمعات الغربية الى ذاتها وان تعيد النظر في سياسات الاندماج التي تتبعها، لأن ما أثبته اتساع رقعة انضواء الشباب الغربي تحت علم «داعش» ان الازمة الثقافية ليست أزمة شرق أوسطية او عربية فقط، فالمجتمع الغربي لا يوفر هو ايضاً المناعة التي كنا جميعاً نتوقعها.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment