الملالي يبيعون الاسلحة للمالكي في آخر أيام عهده

المقاومة الايرانية تكشفwalifaqih
الملالي يبيعون الاسلحة للمالكي في آخر أيام عهده قدرها مئات الملايين من الدولارات انتهاكا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي

بايعاز من خامنئي نظام الملالي يكلف المالكي بفرض الحصار الشامل على ليبرتي

حصلت المقاومة الايرانية على وثائق وتقارير دقيقة من داخل ايران تظهر ان نظام الملالي وباستغلاله آخر اسابيع من حكومة المالكي باع اسلحة وعتادا للحكومة العراقية قدرها مئات الملايين من الدولارات. ان هذه الصفقة التي تعتبر انتهاكا صارخا للقرار رقم 1747 الصادر عن مجلس الأمن الدولي تم ابرامها خلال زيارة وزير خارجية الملالي جواد ظريف الى بغداد في 27 آب/ أغسطس 2014 حيث أشاد ظريف في هذه الزيارة بمساعدات المالكي للنظام الايراني بهدف الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليه.
وتظهر هذه الوثائق والتقارير ان وزارتي الخارجية والمخابرات للملالي وقوة القدس الارهابية وسفارة النظام في بغداد و على اساس أوامر خامنئي والمجلس الاعلى لأمن النظام الصادرة خلال الاشهر الاخيرة في زياراتهم ولقاءاتهم المكوكية في طهران وبغداد كلفوا المالكي على تشديد تضييق خناق شامل على مجاهدي خلق في مخيم ليبرتي. ان هذه الوثائق والتقارير قابلة للتقديم في أي جهة محايدة.
وكان ذلك احد الموضوعات التي تم تناولها خلال مفاوضات الحرسي على شمخاني سكرتير مجلس الأمن الاعلى للنظام والحرسي قاسم سليماني قائد قوة القدس الارهابية ومرافقيهما مع المالكي وفالح الفياض وآخرين في رئاسة الوزراء العراقية في بغداد بتاريخ 18 تموز/ يوليو 2014. اضافة الى ذلك وخلال زيارة ظريف والوفد المرافق له والذي كان يضم اعضاء في مجلس الاعلى لأمن النظام وقوة القدس تم مناقشة تشديد الحصار على ليبرتي مع افراد مكتب المالكي ولجنة القمع في رئاسة الوزراء العراقية بالتفاصيل حيث انهم طالبوا خلال هذه اللقاءات بقطع الوقود وفرض مضايقات شديدة على دخول المواد الغذائية الى ليبرتي ونقل المرضى الى المستشفيات و…
وبموجب هذه الوثائق قال مسؤولو النظام للسلطات العراقية انه ونظرا الى فشل محاولات النظام الايراني والحكومة العراقية المتتالية في القضاء على مجاهدي خلق بواسطة ارتكاب مسلسل من المجازر بحقهم وسجنهم في ليبرتي وكذلك نظرا الى فشل اجراءات مارتين كوبلر الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في العراق لارغام مجاهدي خلق على الاستسلام أمام نظام الملالي والعودة الى ايران، انهم يقولون ان الطريق الوحيد للاجهاض على مجاهدي خلق هو فرض حصار شامل عليهم عن طريق منع دخول الوقود والمياه والغذاء والدواء الى المخيم وعدم حصولهم على الحاجات الضرورية والعنايات الطبية.
وعقب هذه المفاوضات شددت السلطات العراقية في البدء على وضع العراقيل أمام نقل المرضى الى المستشفيات ثم عرقلت دخول الوقود والمواد الغذائية الى المخيم حيث سمحت بدخول اقل من 10 بالمئة مما يحتاجه سكان ليبرتي من الوقود الى المخيم منذ 13 آب/ أغسطس.
كما وحسب هذه الوثائق تعهد نظام الملالي بدعم مصالح المالكي واعوانه وكذلك يحاول لتوفير المناصب للمالكي ولمقربيه في الحكومة المقبلة لكي يبقوا في أمان من المطاردة القانونية والمعاقبة على الصعيدين العراقي والدولي.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس
7 ايلول/ سبتمبر 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

هكذا اغتصب الأمير الداعشي اليزيديات

princediff

احتجزونا نحن النساء وقسمونا بين الطابق العلوي والحدائق وبدأ مسلسل المفاضلة بيننا واميرهم اخذ 3 (جميلات) وكانوا يفضلون ذوات البشرة البيضاء..؟!

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

قطع اذرع النظام الإيراني، هو الحل الوحيد لأزمة العراق

maryamrajawi«الشرق الأوسط في أزمة والأخطار والحلول»
قطع اذرع النظام الإيراني، هو الحل الوحيد لأزمة العراق

كلمة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية في مؤتمر «الشرق الأوسط في أزمة والأخطار والحلول»
01 أيلول/سبتمبر 2014
الحضور المحترمين
احييكم جمعيا واحيي الضيوف الكرام
بعد مرور عام على الملحمة المضرجة بالدماء لأشرف والإعدام الجماعي لـ 52 من المجاهدين الشامخين، وفي الوقت الذي ظلت دمائهم الطاهرة الغالية تغلى وتفتح الطريق، فان حكومة القتلة الصنيعة لولاية الفقيه قد سقطت في بغداد. غير ان مجاهدي خلق وأبناء المقاومة الإيرانية هم الذين بقوا صامدين راسخين وسيظلّون يواصلون الدرب إلى يوم يجتثون فيه بيت ظلم وأساس ولاية الفقيه واركانها.

طيلة 11 عاماً مضى اقترفت فاشية ولاية الفقيه من أجل الحفاظ على هيمنته على العراق، فظائع وجرائم من كل الصنوف، من المجزرة الجماعية الهيستيرية بحق الشعب العراقي وصولا إلى الحصار اللا إنساني والهجمات المتتالية ضد أشرف وليبرتي.
غير انه أخيرا حصلت كبرى الهزائم للنظام في العراق نفسه حيث ظهرت فيه علامات المرحلة النهائية لعمره وآثار كأس سم السقوط في العراق قبل غيره واكثرمن اي مكان آخر.
وبالأمس القريب باسابيع لم يكن المساومون مع ولاية الفقيه وحلفائه يتركون ادنى شك في بقاء المالكي في السلطة لكن كل امنياتهم تبددت بالمرة وصارت من امركان وسط حيرتهم ودهشتهم.
وبهذه الطريقة والنمط نفسه، سوف تنهار اسوارخامنئي وعرش سلطته المهترئة.
نعم سقط جيش المالكي، كما أن قوات الحرس التابعة لولاية الفقيه ايضا لن تدوم أمام طوفان عزيمة الشعب الإيراني.

الاصدقاء الاعزاء
لمناسبة هذه التطورات الغير مسبوقة وتداعياتها – والتي القت بظلالها بدءًا من نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران إلى ارجاء الشرق الاوسط ووصولا إلى السياسات المعتمدة من قبل أوروبا وأميركا- فأجد من الضروري التأكيد على بعض النقاط:

1. سقوط المالكي يعد ضربة ستراتيجية على نظام ولاية الفقيه. نظام الملالي حتى اليوم الأخيرلم يدخر جهدا في سبيل ابقاء المالكي. لكن في نهاية المطاف اندحرت جبهة الكتل المتآمرة بإمرته في العراق، تحت ضغط انتفاضة الشعب العراقي ومقاومته واقصت المالكي من السلطة. فبالتالي فان المعتمد الرئيسي للنظام من أجل تصدير التطرف الديني في المنطقة وانتشاره في الموقع الذي كان قد بنى فيه خطه الدفاعي الاساسي قد انهار. والآن ورغم كل المحاولات اليائسة التي يقوم بها كل من خامنئي والمالكي بكل قواهما لإعادة المياه إلى مجاريها السابقة، لكن من المستحيل ان يعود النظام بعد الآن إلى موازين القوى التى كانت قائمة في السابق.

2. ان الحكومة الجديدة في العراق تقاس ويحكم عليها بالقدر الذي تبتعد وتترك مسافة بينها وبين نظام ولاية الفقيه وهذا هو اختبارها. في هذا المجال فان القادة الوطنيين والدينيين، مجلس العشائر وهيئة علماء المسلمين في العراق يطالبون بتطهير الأجهزة الأمنية من جلاوزة نظام الملالي وايقاف قصف المدنيين وإطلاق سراح السجناء السياسيين خاصة المعتقلات والمعتقلين من اهل السنة، وعودة المهجرين وحل جميع الميليشيات. وكذلك أكدوا تشكيل حكومة وطنية شاملة بإشراك الممثلين الحقيقيين لجميع المكونات والاطياف في المجتمع العراقي وإجراء انتخابات حرة حقيقية بإشراف الأمم المتحدة وبعيدة عن هيمنة النظام الإيراني.

3. ان ممارسة القتل والقسوة من قبل تنظيم داعش في العراق وسوريا ومجزرة الايزديين وقمع وإذلال المسيحيين والنساء وذبح الصحفيين الأبرياء بمنتهى البشاعة من قبل هذه الجماعة ،قد جرحت ضمائر شعوب العالم. وفي الوقت نفسه تقوم الجماعات الإرهابية المتآمرة بأمرة النظام الإيراني في العراق، كالعصائب وكتائب وفيلق بدر بارتكاب المجازر الجماعية المكررة بحق السجناء وتفجير الجوامع وقتل المصلين في اعداد هائلة وتوغل في القتل والنهب والترهيب.
لكن الآمر واضح بان نموّ وتوسع هذه الجماعات المتطرفة الإرهابية واللا إسلامية، قبل اي اعتبار آخر يعود إلى هيمنة النظام الإيراني في العراق و السياسات التعسفية التي اعتمدها المالكي ضد اهل السنة. ومن هذا المنطلق فبالرغم من ان التصدي لداعش هو امر ضروري مؤكد فان هذا التصدي دون قطع اذرع نظام ولاية الفقيه والزمر الارهابية التابعة له فهو مجرد طبخ حصوة ليس الآ.

4. ان لامبالاة الدول الغربية و بشكل خاص الولايات المتحدة حيال الجرائم اللا إنسانية التي اقترف ويقترفها الأسد بـ 200 ألف قتيل و11 مليون مشرد ودعمها لثمان سنوات للمالكي ساهم بشكل فاعل في خلق التطرف المتشدد وتوسيعه. ان هذه اللامبالاة دفعت النظام الإيراني ان يجعل اليمن ساحة لصولاته وجولاته بعد سوريا والعراق ولبنان وفلسطين،حيث زج بإعداد كبيرة من الملالي وقوات الحرس إلى هذا البلد وعمليا قام باحتلال مناطق واسعة من هذا البلد.
ان نيران الإرهاب التي اجتاحت الشرق الاوسط اليوم هي الضريبة التي دفعتها الولايات المتحدة على حساب شعوبنا لتقديمها التنازلات امام المستبدين خاصة للنظام الإيراني.
وكان الرئيس هولاند على حق عند ما قال بانه لايجب علينا ان نختار بين البربريتين اللتين تتغذي بعضهما للآخر واضيف في هذا المجال بان الثانية هي محصلة الأولى وترعرعت تحت مظلة خميني والفاشية الدينية لولاية الفقيه.
وفي فلسطين أيضاً بعد حرب غزة المأساوية، فإن الملالي الذين يجدون في المجازر بحق الشعب الفلسطيني مصالحهم الخاصة يعملون من جديد على تأجيج نيران الحرب.

5. ان النظام الإيراني يحاول تصليح سلطته المتضررة في العراق والتعويض عنها من خلال مسايرة رئائية مع المطلب العالمي للتصدي لداعش،والتذرع بتقديم المساعدة لأميركا ومن خلال تكرار سيناريو عام 2003.
انني أؤكد بان إسهام النظام الإيراني في إحتواء أزمة العراق، يؤدي إلى توسيع خطر داعش والانزلاق من حفرة إلى بئر ومن سوء إلى أسوأ.

6. ان الفظائع التي تحدث في العراق تأتي لآن أميركا أشركت النظام الإيراني في نظام الحكم في العراق وبانسحاب قواتها من هذا البلاد تركته عمليا لميليشيات الملالي. فلذلك فانني احذر ان الذين يتجاهلون هذه الكارثة، فمرة أخرى يدعون إلى إعطاء دور لولاية الفقيه في إحتواء أزمة العراق فانهم يتداركون كارثة كبرى. أولم يقم هذا النظام يوميا بتمثيل جثث ابناء هذا البلد من خلال ميليشياته الدموية البربرية؟ اذن كيف يمكن لزمرة من القتلة ان تصون السلام وهل يمكن جعل عصابة اللصوص في موقع حراسة الأموال؟ كيف يمكن ذلك حقا؟

7. في خضم أزمة العراق، ان الملالي الحاكمين يستخدمون شتى المراوغات ليجدوا مخرجا لهم من المأزق النووي. وهم ينوون إما تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي أو يفرضون مطالبهم على الاتفاق النهائي بحيث يبقى الطريق مفتوحا أمامهم للحصول على القنبلة الذرية. انني احذر بان اى اتفاق لا يتضمن التطبيق الكامل للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن، والايقاف الكامل لعملية تخصيب اليورانيوم والقبول بعمليات التفتيش المفاجيء فانه يترك الطريق مفتوحا للنظام للحصول على القنبلة النووية.

8. ان بؤرة التشدد والتطرف الإسلامي في عالم اليوم، هي طهران الرازحة تحت وطأة سلطة نظام ولاية الفقيه. فالحل الثقافي والعقائدي لهذه الظاهرة المشؤومة هو التركيز على الإسلام الديمقراطي. ان النقيض للتطرف والمغالاة هو القراءة المتسامحة عن الإسلام الذي ينادي للمساواة بين المرأة والرجل ويدافع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ويناشد العدالة الإجتماعية. هذا هو الإسلام بنى عليه مجاهدي خلق واصر عليه مسعود خاصة طيلة 36 عاما من سلطة الملالي الرجعيين واثبت للشعب الإيراني بان خميني والزمرالمجرمة التابعة له ليسوا بمسلمين ولا بشيعة بل هم الد الأعداء للإسلام ولسائر الأديان. ومن الناحية السياسية فهناك حل واحد للعراق وهو قطع اذرع نظام ولاية الفقيه فيه.

9. خلال هذه الأيام، فان حكومة المالكي ومن اجل إسترضاء خامنئي أقدمت على إنتقام حقير، وحيال الضربة الأساسية التي تكبدتها في العراق، شددت المضايقات وشتى أنواع الإيذاء ضد اعضاء مجاهدي خلق في ليبرتي، و تريد من خلال قطع الكهرباء والوقود والخدمات الطبية وسائر الحاجات، كسر معنوياتهم والقضاء على صمودهم حسب ظنه.
وفي الأسبوع الماضي وخلال زيارة وزيرخارجية الملالي لبغداد، قدم اعضاء المجلس الاعلى لأمن الملالي شكرهم للمستشار الأمني للمالكي على تشديد حصار ليبرتي واكدوا عليه ايقاف جميع الخدمات إضافة إلى المياه والكهرباء والوقود وبذلك إهلاك مجاهدي خلق معنويا.
ان المالكي ونظام الملالي خلال الأيام المتبقية للمالكي وبممارسة هذه الضغوط يريدون ان يقولوا لنا بانهم مازالو في العراق ونحن نقول لهذا السبب نفسه يجب ان يتم اجتثاثهم وقطع اذرعهم في العراق. ويجب ان يعلموا بان ايا من هذه الضغوط سوف لن تؤثرعلى عزيمة المجاهدين وبل عكس ذلك فانها تزيد من عزيمتهم ومن حملات مناصري أشرف في مختلف أرجاء العالم.

10. واعلن من هنا، ان الإعتراف بحقوق اللجوء لمجاهدي سبيل الحرية في ليبرتي التي أكدت عليها المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة والبرلمانيون العراقيون وسائر دول العالم مرات ومرات، يعد معيارا هاما لتقييم سلوكية الحكومة الجديدة في العراق.
وكما قال زعيم المقاومة مسعود رجوي :« ان طبيعة العلاقة مع الدكتاتورية الدينية في إيران تبرز الخصوصية الرئيسية والخط الأحمر الفاصل لتكتلات القوى السياسية في العراق. لان الديمقراطية في العراق والديمقراطية في إيران وفي الموقع الجيوسياسي الراهن في هذه الفترة التاريخية بالذات، مرتبطة بعضهما ببعض وتضمن الآخر».
بعد سقوط حكومة كانت وراء استشهاد 136 من مجاهدي خلق طيلة 8 اعوام مضت عبر الحصار والهجمات الوحشية، فقد حان الوقت ان ينتهي هذا الحصار اللا إنساني.
وعلى الإدارة الأميركية والأمم المتحدة وبسبب التزاماتهما المكتوبة والمكررة، يجب عن ان تطلبا من الحكومة العراقية الجديدة ان تضمن الأمن وحماية السكان، وان تزيل العقبات الموجودة وترفع الحواجز التي تعيق الحصول على المتطلبات الأمنية، وتضمن الحصول الحر على الخدمات الطبية واللوجستية، وان تفرج عن الرهائن الاشرفيين السبعة وتوافق على انتشار وحدة من قوات القبعات الزرق في ليبرتي وتوافق على فتح تحقيق حول 6 مجازر جماعية وان تجعل المسؤولين عن هذا الكم من الجرائم امام المقاضاة والعدالة.

أيها الحضور الكرام
الذكرى الأولى لملحمة أشرف تحمل نتائج لفتح الطرق المسدودة على الصعيد السياسي والاجتماعي ومن حيث الآفاق العقيدية أيضاً. ومنذ أن تمت محاصرة أشرف قبل 11 عاماً أصبح أشرف الخط الأمامي في النضال ضد ولاية الفقيه وقدوة لعدم الاستسلام أمام جرائم المالكي.

ومن هذا المكان قام ملايين من أبناء العراق من الشيعة والسنة بتأييد المجاهدين من خلال نشر عدة بيانات ، وطالبوا بإنهاء احتلال بلدهم من قبل نظام الملالي. إن مجاهدي خلق ومن خلال صمودهم حيال هجمات رئيس وزراء يعمل بإمرة النظام الإيراني ومن خلال دفع ثمن باهظ ودام، أحيوا حوافز كبيرة بين أبناء الشعب العراقي وفتحوا الطريق للانتفاضة والنضال اللذين هزّا اليوم أسس الدكتاتورية في العراق.
ومن بين ملايين أبناء البشر الذي يأتون إلى هذا الكون و يمضون، هناك ناس حياة مليئة وفاعلة وهائجة وليست العدم بل الخلود. لأنهم موجدو قوة روحية وحياة دائمة تدفع البشر إلى الأمام. وهذا هو سرّ روعة وعظمة عظماء العالم الإنساني من اسبارتاكوس إلى عيسى بن مريم وحسين بن علي الذين يجد التاريخ في حياتهم واستشهادهم طريق الكمال. القادة الهداة والقدوة وينابيع الأمل لسعادة نوع البشر من العبودية والاستلاب.
وإن 52 من المجاهدين الأشرفيين بقيادة زهرة وجيتي يمكن تشخيصهم لأداء هذه الرسالة بشكل مظفّر. إنهم بصفتهم أعلى المسؤولين في هذه الحركة وفي منتهى الوعي والعرفان العميق والفهم الدقيق للظروف ومن خلال الإيمان بستراتيجية وتكتيكات هذا النضال بقوا في أشرف.
إنهم كانوا على علم في مركز تطور واقفين وماهي الطرق التي تفتح من خلال صمودهم واستشهادهم. إن بطولتهم لم تكن فقط بسبب بسالتهم وشجاعتهم المنقطعة النظير في الأول من سبتمبر بل بسبب أنهم لم يستسلموا إطلاقاً أمام الظروف وأمام توازن القوى الحاكم، خاصة في عهد يصول فيه منطق عدم دفع الثمن. إنهم لم يروا الأفق مليئا بالسواد والظلام ولم يعتبروا مساعيهم هدراً عبثاً. بل صمدوا على عهدهم مع الحرية، وبوجودهم الشجاع أبطلوا مؤمرات العدو وفضحوه، وهكذا ترجموا مغزى مركز استراتجية النضال وأصبحوا منبع استلهامات وحوافز لأبناء الشعب الإيراني وزرعوا بذورا ألف أشرف في كافة أرجاء إيران والعالم.
أيام بعد ايام ربط الشعب الإيراني بكل مشاربه العقائدية والفكريةْ من مختلف التيارات والآراء أنفسهم لفترة طويلة بملحمة المقاومة هذه من خلال إرسال رسائل مؤاساة وكتابات وأغاني وأناشيد مليئة بالحماس. ووصلت رسالة أشرف إلي زنازين وردهات سجون ايفين وجوهردشت والسجون الأخرى وشدّدت على الصمود وعدم الاستسلام. السجناء عهدوا مع الشهداء الأبطال وأوقدوا في ردهة 350 من سجن ايفين شرارة العصيان الأشرفي.
وتحية لغلام رضا خسروي و السجناء الصامدين
آلاف التحية لهؤلاء الابطال الأباة.
نعم نظام ولاية الفقيه كان يبحث من خلال المجزرة بحق الأشرفيين طريق نجاة له. لكن انظروا في الوقت الحالي كيف غرق هذا النظام بأكمله في بحر من الأزمات الداخلية والخارجية. من الاستياء الشعبي المتراكم في المجتمع الأيراني الذي تعبّر عنه هذه الأيام الاحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية وكذلك في عصيان واحتجاج السجناء، في الصراع المستمر على السلطة في قمة النظام وفي الإفلاس الاقتصادي الذي يعاني منه النظام.
نعم هذا النظام اللاإنساني محكوم عليه بالسقوط و لاشك أن الشعب الإيراني سيتحرّر.

في بداية العام الخمسين من حياة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية نؤدي باحترامنا لروح محمد حنيف نجاد العظيم وأنصاره الذين بنوا هذه الحركة الصامدة المتأصلة.
والرسالة الكبيرة التي تحملها هذه الحركة وأوصى بها محمد حنيف المؤسس لمسعود هو الذخيرة الوطنية والقوة التي تبني الغد وتحوّل ظلمة الاستبداد والرجعية إلى نور إيران حرة في الغد القريب إن شاء الله.
والتحية لجميع شهداء طريق الحرية والتحية للنساء والشباب الشجعان الذين يجعلون أشرف أسوة لهم ويناضلون ليل نهار من أجل توسيع النضال والانتفاضة بهدف اسقاط ولاية الفقيه.
النضال والكفاح من أجل إيران حرة عامرة ديمقراطية.
على أمل بزوغ شمس هذا اليوم
التحية للحرية
والتحية للشعب الإيراني

Posted in فكر حر | Leave a comment

قصّةُ عِشقٍ بابلي

عضيد جواد الخميسي795px-Brueghel-tower-of-babel

قصة حب بابلية رواها الشاعر الروماني اوفيديوس (43 ق.م ــــ 18م) واقتبسها الاغريق وعدّوها بين أساطيرهم عن بابل، كما اقتبسها شكسبير بمسرحية ,, روميو وجوليت ,, . والقصة تدور حول الحب العذري الذي لا يزال محرّماً في أوساط واسعة من الشرق وهي من ميتولوجيا الاصول ، عن كيفية وجود التوت الشامي او الرومي الاحمر القاني بعد ان كان ابيض كالثلج . وقد تبدل لونه بشكل غريب . انها مأساة . ولقد كان موت عاشقين شابين السبب في ذلك التغيير للالوان .
في بابل العظيمة ، مدينة الملكة سميراميس ( شمورامات ) عاش شاب اسمه( بيرم) ، وهو من اكثر فتيان الشرق وسامة، وصبية اسمها (تسبين) من اجمل جميلات فتياته . سكنا في بيتين متجاورين يفصل ما بينهما جدار مشترك .
ترعرعا جنباً الى جنب ومع نموهما كان ينمو في قلبيهما حب عاصف اقوى من أي عائق . كانا يتوقان الى الزواج لكن اهليهما يمتنعان من مباركة هذا الزواج او قبوله . وكلما حاولا اخماد حبهما تأججت ناره . فالحب دائماً يجد سبيله ولم يعد بالامكان فصلهما الى الأبد .

في الجدار الفاصل، اكتشف العاشقان شقاً لم يلحظه أحد من قبل، وكأن العشاق لا يفوتهم شىء . تبادلا همسات الحب عبر الشق. .( تسبين) من جانب و(بيرم) من الجهة الاخرى ، حتى أصبح ذلك الفاصل المشؤوم وسيلتهما الوحيدة للاتصال . انه يسمح للكلمات ان تخرقه ولا يسمح للقبلة ان تمر فيه . وفي الليل قبل ان يأوي كل الى فراشه كان يطبع قبلة على ذلك الجدار البارد ويمر بخياله عبر الجدار . وفي كل صباح عندما يطل الفجر ليمحو النجوم في قبة السماء . وتذيب أشعة الشمس الصقيع العالق بالاعشاب . كانا يسرعان الخطى الى الشق بعد ليل ملؤه السهاد ليتبادلا همساتهما من جديد ويندبان سوء طالعهما وقسوة القدر .
الى أن أتى يوم قرر العصفور الحبيس ان يفر من قفصه . لقد اتفقا ذات ليلة على التسلل والهرب خارج المدينة الى البرية حيث يجدان الحرية من ظلم وحرمان الاهل والمجتمع، وتواعدا على اللقاء عند قبر“ نينوس“ مؤسس نينوى الاسطوري . وكانت تظلل القبر شجرة توت وارفة الظلال تبرز من بين اوراقها الخضر ثمار بيضاء كالثلج ويتدفق من تحتها “ فوار “ ماء عذب . لقد تلهفا لتنفيذ الخطة وانتظرا ذلك النهار لينقضي وكأنه سنة كاملة .

انحدر “ شمش “ نحو الغرب ليدخل في أحشاء أمه الأرض . ويختفي حيث تلتصق الأرض بالسماء ثم أرخى الليل سدوله . ولكن البدر “ سين “ قد صعد في الجلد ليرسل نوراً خافتا يخفف حلكة الليل . وكان ذلك مواتياَ ـــ لتسبين ـــ كي تتلمس طريق الهرب الى قبر نينوس وشجرة التوت حيث يكون اللقاء . لم تجد بيرم في انتظارها .. لقد تأخر .. قلقت .. شدّ الحب من عزيمتها فتشجعت، وانتظرت وحدها في سكون الليل. . وفجأة لمحت من بعيد لبوة تخرج من الغابة تهرول نحو النبع لتروي ظمأها بعد أن افترست وملأ الدم شدقيها .
هربت تسبين قبل ان تراها اللبوة .. ركضت لكن النسيم أسقط منديلها ولم تأبه لالتقاطه .. مرت اللبوة بالمنديل فمزقته بفمها المدمى ثم شربت وقفلت عائدة الى عرينها في الغاب .

حضر بيرم ولم يجد سوى المنديل الملطخ بالدم، وآثار خطى اللبوة على الارض، فتطلع حوله واذا هي تدخل الغابة . كان المشهد واضحاً وفظيعاً وخلاصته كانت واضحة بالنسبة له. . فهو المسؤول عن موت حبيبته وهو الذي تأخر وتركها وحدها تنتظر في هذا المكان الموحش وليس بقربها سوى بقايا جثة في قبر. . انها غضة الشباب لكنها لا تقوى على الدفاع عن نفسها وصار شعوره بالذنب قاتلاً ..
صاح “ انا من قتلك “ لملم المنديل وقبله ثم قبله .. وهرول نحو شجرة التوت وخاطبها قائلاً “ انك الآن ستشربين دمي “. . واستل سيفه وغرزه بين أضلاعه ففار دمه بعيداً ولطخ ثمار التوت الابيض فاصطبغت بالاحمر القاني ، وهو يتخبط بدمه . ..
ركضت اليه وطوقته بذراعيها. . لقد كان جلده بارداً مبللاً بالعرق.. قبّلت شفتيه الباردتين ورجته ان ينظر اليها مرة واحدة فقط .
قالت “ انا تسبين كلمني أتوسل اليك “.. وعند سماع اسمها فتح عينيه الثقيلتين.. ورمقها بنظرة الوداع الأخير.. ولم تكن نظرة طويلة ، لأن الموت قد اطفأ نور عينيه. . كان سيفه بجانبه ، ومنديلها الممزق ما يزال عالقاً في قبضته.. ففهمت بدقة دون كلام “ أنت قتلت نفسك بسبب حبك لي وما كان شىء ليفصل بيننا سوى الموت ، وأما الآن فحتى الموت لن يفرق بيننا “ … وأغمدت السيف في أحشائها وهو لا يزال مبللاً بدم حبيبها المتجمد …

رأت الآلهة المأساة وأشفقت على نهايتها المفجعة ، كذلك ندم الأهل والناس حيث لا ينفع الندم ، وبقيت ثمار التوت الحمراء تذكاراً أبدياً لحبهما العاصف تعود كل عام . وفي قارورة واحدة وضع رمادهما ، وهكذا لم يفرقهما شىء حتى ولا الموت ….،،

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

“أيزيس” في كل مكان، إلى متى؟

سلام الكواكبي: العربية نتdaiisuuairarchy

في المؤتمر الأخير الذي حضرته، كان الجميع يرطن باسم “الدولة الإسلامية” كمن ينادي حبيبته، مكرراً مختصرها (الأيزيس) عشرة مرات على الأقل في كل مداخلة له حول اوضاع منطقة الشرق الأوسط، مهما كانت. فلقد صار من المستحسن على ما يبدو، أن تُضاف بعض الإشارات إلى أيزيس هنا وهناك. إضافة إلى هذا الاستخدام اللفظي، بدا أن هناك استغراب معرفي عميق. فكل من أراد قرباً بالموضوع، أضاف بطريقة “علمية” لا تدع للشك مطرح، بأننا “لا نعرف الكثير عن هذا التنظيم الجديد على ساحة الإرهاب”. وبذلك، يبدو أن المتحدث ملتزم بالموضوعية العلمية وتاركاً الباب مفتوحاً أمام كل التأويلات. لينتقل في كلامه للحديث عما يهم موضوعه، ولو كان مختلفاً جداً عن موضوع هذه “الأيزيس”.

وداخل وخارج قاعات الحوارات شبه العلمية، تنهال التحليلات الإعلامية حول هذا “الكائن الفضائي” الجديد. ويتكاثر المختصون والخبراء بالشأن الإسلامي كما بالخلايا “الجهادية” على مختلف أشكالها. وهم لا يخشون الوقوع في أي خطأ تاريخي أو تحليلي أو حتى لغوي لأنهم يعتقدون بسيطرة الجهل المطبق لجموع المتلقين حول هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر التي يتبارى من هب ودب في الخوض في تحليلاتها.

وعلى الرغم من اعترافك بأهمية هذه الظاهرة وبخطورة مآلاتها، ولكن، وإن أحببت أن تخرج عن السرب وتطرح موضوعاً سورياً مختلفاً تراه، بكل تواضع، هاماً أيضاً، فأنت ضعيف الحجة وقليل الصدى وناقص التأثير وضحل المعلومات وهارب من الواقع وباحث عن السهولة إلخ. فلا حديث عن مجتمعات محلية أو منظمات مدنية أو نشاطات إنسانية أو حوارات سياسية أو برامج انتقالية يستوجب اضاعة الوقت.

فلماذا إذاً يستفيد كثيرون من حصر الحديث عن وحول أيزيس ؟

عندما بدأ الحراك الاحتجاجي في سوريا سنة 2011 وتطوّر سلمياً لمدة لا بأس بها، انبرت أجهزة إعلام النظام كما حلفاءه في إيران وروسيا والصين، إضافة إلى إعلام من صار يسمى في الحالة السورية ب “اليسار البافلوفي” في مختلف دول العالم، بالتهويل بالخطر الإرهابي القادم من “جهاديين” و”إسلاميين”. فلم يكن مقبولاً من بعض جهابذة الصحافة والإعلام الغربي، كما روبيرت فيسك مثلاً، الحديث عن احتجاجات شعبية ومطالبات اجتماعية واقتصادية وسياسية مشروعة لشعب عاش أكثر من 40 عاماً في ظل حكم دكتاتوري وقوانين جائرة. ومع تحوّل جزءٍ من المحتجين الى حمل السلاح بالترافق مع انشقاق عدد كبير من الجنود وجرّاء وقع القمع الدموي الذي مورس بحق مدنيين عزّل، استفادت الأبواق السياسية والاعلامية المناصرة للنظام من هذا للتشديد على صلاحية طرحها الأولي. ومع تطوّر العمل العسكري ودخول جهات اقليمية ذات اجندات مختلفة ومتناقضة واستقالة ما يسمى بالمجتمع الدولي من دوره، إنسانياً على الأقل، وبروز النفاق الدبلوماسي الغربي عموماً والأميركي خصوصاً، استشرت الظاهرة الدينية وتطرفت. ورافق هذا التطرف عوامل متشابكة مختلفة أشارت إلى “زواج مصلحة” بين النظام والقوى المتطرفة قبل وبعد أن تصير ما صارت عليه. واليوم، صار “شرعياً” القول بأن النظام يواجه إرهابيين متعددي الجنسيات بعد أن صمت الجميع عن مواجهته لشعب بأكمله. وأصبح التركيز الرسمي كما الموالي محلياً على هذا “المخلوق” الخطر على الجميع، وسادت عبارة لطالما أنقذت كثيرين من الشعور ومن الاحساس وهي : ألم نقل لكم ؟

أما المعارضة، على مختلف أشكالها وتكويناتها واختلافاتها وتبعياتها الإيديولوجية، فهي وجدت في خطر “الدولة الإسلامية” دريئة تتلظّى خلفها من أمام تقصيرها في مسؤولياتها وتعاظم خلافاتها وتشتتها وتناقضاتها على الساحتين الداخلية والدولية. وهي، عن حق أو من دون وجه حق، تضع مسألة خطر وتهديد “الدولة الإسلامية” في مقدمة حواراتها وشكواها المستمرة من التهميش أو نقص المساعدات. متناسية بأن بعضاً من رموزها “العلمانيين” أشادوا سابقاً ببؤر “متطرفة” كانت البداية في تكوين هذا التنظيم الفاشي الارهابي. كما أن بعضاً من قياداتها الدينية “المعتدلة” ندّدت يوماً بتصنيف جبهة النصرة كحركة إرهابية، رغبة في الحفاظ على ما سموّه حينذاك ب”وحدة الصف”. إضافة إلى أن جزءاً لا بأس به من المعارضة يتحمل مسؤولية سياسية من خلال عجزه عن القيام بدوره المنتظر في تأطير الحراك السياسي والعسكري وتقديم المشروع الوطني الواضح. ناهيك طبعاً عن المعارضين النجوم ممن قتلت أناهم الذاتية أ]ة مقدرة لديهم على العمل الجماعي وعلى الثبات في المواقف ووضوحها.

جاءت إيزيس أيضاً لتنقذ العجز الغربي المتوّج أميركياً باستقالة تامة عن القيام بأي دور سياسي حازم وواضح منذ اندلاع المقتلة السورية. فالأمر الآن محصورٌ بمجابهة إرهابٍ إسلاميٍ متطرف. يُضاف إليه، حتى يكون الطبق “شهياً”، بعضاً من القلق على مصير الأقليات في استرجاعٍ للنظرة الكولونيالية الاستشراقية. وذلك بالابتعاد عن الرغبة في فهم تطور مفهومي الأكثرية والأقلية بأبعادهما السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية في ظل الحكومات المستبدة. حيث قامت هذه الحكومات باختطاف الأقليات وأقنعت جزءاً منها بأنها الحامية، حاجبةً ثقافة المواطنة عن العقول وعن الممارسة، لتضع مكانها ثقافة التبعية والولاء. كل ذلك ترافق باعتقاد غربي “ساذج” يقول بعلمانية وحداثة هاته الديكتاتوريات، مع اعتراف خجول بميلها التسلطي “اللازم” في منطقة متوترة وغير مستقرة. على الرغم من أن باحثي هذه الدول الجادين، أوضحوا في أكثر من دراسة الكيفية التي تمّ فيها تصحير الحياة الفكرية المتحررة وتشجيع الممارسات الدينية الظلامية ما دامت محصورة في العبادات بعيداً عن النشاط السياسي.

فيتم حصر الهمّ إذاً، وتبقى احتمالات التحالف مع “الشيطان” للتخلص من هذا الخطر الداهم “وجهة نظر” قابلة للدراسة وللتحليل. وفي التاريخ القريب أمثلة عديدة على تحالفات مشابهة دول “العالم الحر” الديمقراطية وأنظمة استبدادية. ربما هي نجحت على المدى القصير ولكنها أفضت إلى نتائج وخيمة في المدى الأبعد.

أما الإعلام الغربي الذي بدأ في البحث عن “جهاديين” أشهراً قبل ظهور “بشائرهم” في سوريا لغايات تسويقية ولأن الموضوع “يبيع” ويجلب قراء أو مشاهدين، فهو في قمة نشاطه الآن. وعلى الرغم من أن كثير من المراسلين ومن مختلف البلدان، سعوا لنقل الواقع بمختلف تعقيداته في حدود إمكانياتهم، وعانوا من منع وملاحقة النظام من جهة ومن خطف وإجرام الإرهابيين من جهة أخرى، وأخرهم كان جيمس فولي، ولكن الدوائر الإعلامية تتجاهل أغلب ما يسعون إلى نشره وتعتمد على المثير المليء بالجثث وبالرؤوس المقطوعة. فهل تحمل الذاكرة عملاً إعلامياً قريباً سلّط الضوء على حياة ملايين اللاجئين ومئات المجالس المحلية وآلاف الجمعيات المدنية إضافة إلى العمل الإعلامي المحلي والنشاط الطبي والتدريسي في مناطق عدة ؟ قليل جداً من هذا يتسرّب إلى المشاهد الغربي. الأولوية إذا هي للمخلوق العجيب الذي اسمه “أيزيس”. ولقد فهمت التنظيمات الإرهابية منطق عمل الإعلام الغربي وطوّرت استراتيجيات تتلاءم مع احتياجاته. فالعملية أضحت تقريبا: رابح / رابح.

“الدولة الإسلامية” شريك موضوعي لأكثر من جهة عن رغبة أو من دونها. المستفيد الأكبر من هذا الوحش المنفلت من عقاله ومن عقال الآخرين، هو الراغب في استمرار المقتلة السورية من أية جهة انبثق. ومن يعتقد بأنه سيواجه الأزمة المعقدة في هذه المنطقة بمجرّد إيجاد حلول جزئية أو وقتية أو انتقائية، فهو مخطئ ويتحمّل مسؤولية الموت سابقاً ومستقبلاً.

*سلام الكواكبي نائب مدير مبادره الإصلاح العربي وزميل غير مقيم في مركز رفيق الحريىي للشرق الأوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

إطلاق سراح الوزيرين هاشم وعزيز

مفكر34في عام 2007 روت مجلة «تايم» كيف أن سلطان هاشم، وزير الدفاع في عهد صدام حسين، نجا من حبل المشنقة بفارق 5 ساعات فقط، عندما رفض السجان الأميركي تسليمه لفريق الإعدام العراقي، بحجة أن الأوراق غير كاملة، هاشم، هذه الشخصية التي اختلف عليها كثيرون، ظلت تعبر عن حالة الاحتقان السياسي طائفيا وسياسيا.
أخيرا، تردد خبر عن نية رئيس الوزراء المكلف، حيدر عبادي، إطلاق سراح كل من الجنرال السجين، ورفيقه نائب الرئيس ووزير الخارجية حينها، طارق عزيز، ضمن المصالحة السياسية الشاملة في العراق. وبهذا العفو ستنتهي حقبة حكم نوري المالكي رئيس الوزراء السابق، الملوم على الانهيار الذي كاد يطيح بالدولة، ويشعل الحرب بين مكوناتها الطائفية والعرقية.
«التايم» تقول إن «الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، ونائبه طارق الهاشمي، وقفا ضد تنفيذ أحكام الإعدام بحق قياديين وشخصيات عامة، وحذرا الجانب الأميركي من الانصياع لمطالب المالكي، وبكل أسف عندما غادر الأميركيون العراق سلموا البلاد للمالكي دون ضوابط، الذي أمعن في إساءة استخدام صلاحياته، ولا شك أن هذا جزء من الغضب المتنامي ضد مؤسسات الدولة، الرئاسية والأمنية والقضائية». وخلال أعوام المالكي الثمانية، استهدف خصومه طائفيا وعرقيا وحزبيا، بلا مراعاة لحساسيات البلاد، ودون احترام لقواعد العدالة.
وقال لي أحد معارفه، إن المالكي ظن من السهولة السير على منهج ثورة الخميني في إيران، الذي جاء بمشروع واحد؛ اجتثاث كل القوى في الساحة التي لا تتفق معه، ثوار طهران قتلوا أكثر من 40 ألف إنسان في محاكم صورية، ولم تقتصر التصفيات على أتباع الشاه، بل شملت حتى شركاء الثورة من يساريين ووطنيين.
لكن العراق دولة مركبة عرقيا وطائفيا منذ قرون، وحتى عندما استعمرها البريطانيون راعوا الاعتبارات العشائرية، والمذهبية، والإقليمية؛ مما مكنهم من السيطرة عليها بين الحربين العالميتين.
الوزير هاشم، عدا أنه كان عسكريا يتلقى الأوامر في عهد الديكتاتور صدام حسين، فقد شهد له كثيرون، بما فيهم أعداؤه، بأنه شخصية محترمة، وهذا ما كتبه عنه الجنرال الأميركي ديفيد بتريوس الذي اعتقله عام 2003، مطالبا في شفاعته له بعدم إعدامه، وأن هاشم هو من سلم نفسه طواعية. كما أن أكثر من مصدر يؤكد أن الوزير اختار عدم المواجهة في أول أيام الغزو عام 2003 مقتنعا أنها حرب خاسرة، وضد توجيهات صدام، ولهذا كانت خسائر الغزو على الجانبين أقل من تقديرات الخبراء الأولية.
أما السجين السياسي الثاني، طارق عزيز، فقد وصل للمالكي فيضان من رسائل الاستعطاف من أنحاء العالم يطلب الرحمة به وإطلاق سراحه، خصوصا أنه مريض، لكن المالكي أيضا اختار حبسه في زنزانته، مدركا أن إعدامه سيتسبب في احتجاجات عالمية مختلفة ضده.
وفي حال أطلق سراح هاشم السني، وعزيز المسيحي، تكون للمصالحة بداية حقيقية ترسل رسائل ذات معان مهمة؛ أن حكومة حيدر عبادي جادة في الانتقال إلى مرحلة جديدة، وأنها ستخرج من عباءة نظام المالكي، وهناك قائمة من المطالب، وإن كانت طويلة، إلا أنها معقولة وممكنة وعادلة تطلب إنهاء مرحلة الملاحقات والانتقام ونقل البلاد إلى مرحلة جديدة، تحافظ على وحدتها وقوتها.
alrashed@asharqalawsat.com
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

«داعش» في سوريا

wisamsaraفايز سارة  : الشرق الاوسط
يظهر في سياق الحديث عن «داعش» تأكيد أن التنظيم إحدى الجماعات المسلحة السورية، وأنه الأهم بين تلك الجماعات، وهو الأكثر حضورا ونفوذا فيها، وأهمها تنظيما وتسليحا وتمويلا وخطرا، والأكثر انخراطا في ممارسة العنف والإرهاب، ليس على السوريين فقط، وإنما على المحيط الإقليمي والأبعد منه، بحيث أصبح يشكل أهم عناصر ظاهرة الجماعات الإرهابية في العالم.
وإذا كانت معظم الملامح السابقة، تقع في جملة الحقائق المحيطة بـ«داعش»، فإن واحدة منها تستحق الوقوف عندها ومناقشتها، ليس فقط لأهميتها، بل أيضا لخطورتها، تتعلق باعتبار «داعش» جماعة سورية مسلحة، وهو توصيف فيه كثير من الالتباس، ويمكن أن يترتب على التسليم به خلل سياسي، وكثير من الأخطاء في سياق معالجة موضوع «داعش» والقضية السورية.
إن الأبرز في المعطيات المحيطة بتنظيم «داعش» تشير إلى حقائق، أولها أن تنظيم «داعش» نشأ وطوّر وجوده في العراق، ونشط وتوسع هناك وسط بيئة سياسية وأمنية واجتماعية لم تكن متوفرة في سوريا، ولم يكن له وجود في الأخيرة على مدى سنوات طويلة، لكنه استطاع التسلل إليها منذ عام تقريبا، أي بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام على إطلاق النظام للعنف الدموي في البلاد.
والحقيقة الثانية، يمثلها الدور الذي لعبه نظام نوري المالكي في العراق، في وجود وبناء التنظيم في سوريا بعد أن «نظم» و«نفذ» عمليات هروب مئات من قادة وكوادر «القاعدة» من سجون العراق، وسهل مرورهم باتجاه سوريا في صيف عام 2013. وقد أتاح لهم لاحقا عملية تمرير أسلحة وذخائر وأموال في الاتجاه ذاته، ساهمت كلها في وجود «داعش» وانتشاره، وقد تعزز دور نظام المالكي بنشاط استخباري مكثف، شاركت فيه دول وجماعات كثيرة، كانت بينها روسيا وإيران و«القاعدة»، جرى من خلاله دفع آلاف من المتطرفين والإرهابيين باتجاه الأراضي السورية، وقد شكّل هؤلاء إلى جانب أقرانهم القادمين من العراق النواة الصلبة لـ«داعش» وقياداته.
وقد لاحظت دراسة أميركية، صدرت في يونيو (حزيران) الماضي، أن ما لا يقل عن 12 ألف مقاتل أجنبي، قدموا من 81 دولة، ليشتركوا في الصراع القائم في سوريا، أغلبهم في «داعش»، وأكثريتهم من البلدان العربية والإسلامية، وبينهم نحو ثلاثة آلاف أوروبي ومائة أميركي.
ويفند ما سبق فكرة سورية التنظيم، وأن العنف لم يكن المولد الرئيس لوجوده وانتشاره، وأن العامل الأساسي لوجوده خارجي، يتصل بأهداف القوى التي دفعت بعناصره وقياداته للقيام بدور في تصفية حسابات وتحقيق مكاسب سياسية، وتعزيز العنف الذي يعتقد بعضهم أنه طريق للتخلص من المتطرفين، وكلها تقاطعت مع سياسة نظام الأسد في مواجهة الشعب السوري وثورته في إطار دور وظيفي مزدوج، يقوم به «داعش» في سوريا، ولعل هذا ما يفسر سهولة مرور قيادات وعناصر التطرف إلى سوريا، وقدرتهم السريعة على بناء تنظيم قوي وله إمكانيات من جهة، وعدم محاربته من جانب نظام الأسد، و«التساهل» مع تمدده، وكلاهما يعكس «تفاهما» أو «اتفاقا» في الظاهر والباطن مع «داعش» من جهة أخرى، مما منع شن هجمات النظام الجوية أو الصاروخية على مقرات التنظيم وقواته، والمثال الأوضح قيادة «داعش» ومقراتها الرئيسة في مدينة الرقة.
غير أن خارجية «داعش» ودوره الوظيفي المزدوج، لا يمنعان من قول إنه سعى إلى سورنة نفسه، والتمدد داخل أوساط التشكيلات المسلحة المعارضة ذات التوجهات الإسلامية، مثل حركة أحرار الشام، قبل أن تخرج منها نواته الأساسية، كما سعى إلى الانتشار في البيئات الشعبية الفقيرة والمعدمة في الخط الواصل ما بين أرياف دير الزور وريف حلب مرورا بالرقة، واستغل نقص التمويل والتسليح والتذخير الذي أصاب بعض تشكيلات الجيش الحر، فجرى تفكيك بعضها ومحاربة البعض، قبل القيام بشراء مبايعة من تبقى منها، وفي كل الأحوال، جرى فرض جو من القمع والإرهاب والقتل لإسكات سكان المناطق المسيطر عليها، وبهذا خلق التنظيم «قاعدة سورية» له، عززت وجوده ونفوذه الذي لا شك أنه في مواجهة ثورة السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
خلاصة القول، في موضوع «داعش» في سوريا، أنه تنظيم وظيفي مرتبط ببنية وأهداف خارجية، تقاطعت مع أهداف النظام، وهو في وجهه الأساسي يماثل «حزب الله» اللبناني والميليشيات العراقية وجودا ودورا في الداخل السوري، مع فارق الانتماء والشعارات الطائفية، وما يليها من ممارسات، وهذا يعني أن الحرب على «داعش» تقترن بالحرب ضد نظام الأسد وحلفائه من «حزب الله» والميليشيات العراقية. إنها حرب واحدة لا يمكن تجزئتها؛ حرب ضد الإرهاب وضد التطرف في آن معا.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

حزب الخصيان الوطني والجبهة الخصيانية الديمقراطية

qiltadabالطريقة المثلى لمكافحة الفساد

خالد القشطيني: الشرق الاوسط

هذه مقالة فات عليَّ ان اضيفها الى تلك السلسلة عن مكافحة الفساد عندنا. وهي في الواقع ضرورية واهم من كل ما كتبته.

في احدى ولايات الهند، فاز برئاسة الولاية رجل مغمور كلياً هو السيد باتني. استغرب القوم من النتيجة. وعند التحقيق تبين انه كان من فئة الخصيان المنبوذة. ازداد العجب، لماذا فضل الناخبون اعطاء اصواتهم لخصي منبوذ؟ ولكن الهنود قوم حكماء وليسوا كالباكستانيين أو البنغلاديشيين. وقديما قالت العرب خذوا الحكمة من الهند. وهو ما انا فاعل الآن.

تبين ان الناخبين الهنود ادركوا ان المرء يسرق ويرتشي لينفق على زوجاته وأولاده ويجمع ثروة يورثها لهم. واذا لم يكن متزوجاً فلينفقها على عشيقاته. لا يسري هذا الأمر على الخصي. فهو لا عشيقات له ولا زوجات ولا ولد ولا تلد. يعني ذلك انه ليس له ما يحفزه للسرقة. وهو ما كان. ضمن الناخبون الحصول على أول حاكم نزيه في تاريخ الولاية. بالطبع المتوقع أن يؤول الحكم في كامل الهند للخصيان، ولكن هذا كما نعرف لم يحدث. والسبب بسيط وهو ان الخصيان قليلون. وهذا ايضاً مفهوم في ضوء ما قاله السموأل ان الكرام قليل.

علينا ان نأخذ هذا الدرس من الهنود. ولما كان العراقيون في مزمع اصدار قانون جديد للانتخابات فيجب عليهم اضافة هذا الشرط وهو ان يكون المرشح خصياً. فبعد ان تبين ان عددا من ساسة العراق في السنوات الأخيرة حرامية، فإن هذا الشرط سيكون الضمان الوحيد للحصول على نواب ووزراء نزيهين. المشكلة طبعاً ان الخصيان في العراق قليلون إذ أن الكرام قليل. والحل هو إما أن يستوردوا خصيانا من الهند يحكمونهم أو أن يعملوا على تكثير هذه الفئة وتنميتها في البلاد. يمكن تحقيق ذلك بشن حملة وطنية واسعة لتشجيع الاخصاء مع فتح عيادات متخصصة للعملية قريباً من مراكز الاقتراع بحيث يستطيع الشخص الحريص فعلاً على خدمة بلاده وليس لخدمة جيبه أو أسرته أو قبيلته ان يذهب إليها ويخصي نفسه ويحصل على شهادة بذلك يقدمها الى مركز الاقتراع. يستطيع بعد ذلك خوض المعركة الانتخابية بشعارات وملصقات مصورة تؤكد على أهليته لحكم البلاد.. «انتخبوا فلانا. المرشح الذي ضحى بخصيتيه من اجل الوطن»، أو المرشح المخصي بالولادة.

وبازدياد عددهم في البلاد، ستكون لهم احزابهم ومنظماتهم السياسية. «حزب الخصيان الوطني» و«الجبهة الخصيانية الديمقراطية». ومن يدري ربما نحصل في الاخير، على الجمهورية الخصيانية المتحدة. وبها، وبها فقط، سنستطيع فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة لا يسرق فيها الحكام أموال اليتامى والمستضعفين ويمدون يدهم في خزائن بيت المال.

وطن نعتز به. وطن عامر بالخصيان.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

قدسية الإنسان فوق أي عقيدة

savesyriachildأثبتت قرارات حلف الناتو الأخيرة بأنه لم يعد هناك مكان لإنعزلية للدول والبشر كما في القرون السابقة..فالتغييرات التكنولوجية وثورة الإتصالات نجحت في كسر الحدود وإن لم تنجح في كبح جماح الشر في الإنسان.. ولكنها أثبتت بأن الغرائز الأخرى كالجشع والطمع والفساد يقابلها الفقر والجوع والحرمان هي وقود لغريزة الشر..ولكن أن يتسلح الإنسان بعقيدة يوظفها لتكون وقودا لمثل هذا الشر المطلق فهو ما لم يستطع أحد أن يتقبله أو يتفهمه حتى من المعتنقين الاخرين للعقيدة ذاتها… وعليه جاءت قرارات الحلف لتؤكد بأن من يعتقدون بأنهم يستطيعون فرض حصار بشري أو حصار فكري في دولهم واهمون.. وأن سرعة إنتشار الأفكار هي الخطر التكنولوجي والبشري الأكبر الذي يواجه المجتمع الدولي. خاصة وأن هذه الأفكار تهدد السلم والأمن العالميين.

وعليه حدد الحلف المشكلتين الرئيسيتين اللتين تهددان السلم العالمي..وكلاهما تهب من رياح الشرق..

الأولى.. القادمه من الحرب في أوكرانيا.. والتي إستبقت روسيا نتائج القمة بتحذير الحلف من أي خطط لتوسيع وجوده في أوروبا الشرقية.. حتى أنها لم تستبعد خيار ضربة إستباقية نووية.. وبرغم ذلك أكد رئيس الحلف بأن الحلف يسعى لإعلان وحدة تدخل سريع لردع التوسع الروسي في أوروبا الشرقية.. كلاهما ربما قرر الخيار العسكري وهو ما ’يستطاع البت فيه بمنتصر ومهزوم لمحدودية نطاقها الجغرافي بغض النظر عن الضحايا البشرية..!!!

الثانية… وهي الأخطر لأنها تتفوق على أي حل عسكري ’يستطاع البت فيه لأنها عابرة للقارات ولا حدود جغرافية لها… تحمل في طياتها صراع أيدلوجي إنتهى منه الغرب منذ أكثر من قرن.. حين فصل سلطة الكنيسة عن السياسه.. وتحمل معها صراع إجتماعي ضفيرته الفقر والفساد والجهل تترؤسها عقيدة ترفض الإعتراف بالواقع الدولي الجديد في هذا العالم.. و’تصر على أن شرائعها هي الأصلح لقيادة العالم كله.. وبهذا تؤكد خطرها وتهديدها للأمن ليس فقط في منطقتها.. ولكن على الأمن الدولي بأكمله.. وعلى هذا الأساس جاءت قرارات حلف الناتو واضحه ومصممه على إقتلاعها.. ومن جذورها التي تبيّن للمجتمع الدولي مساهمة اجهزة النظام السوري في تشكيلها حين أطلق من سجونه 3000 متطرف بهدف ضرب المعارضة الوطنية من الداخل عام 2012.. في دهاء معروف في عائلته..وهو ما واجهه الحلف بصلابة حين نفى قطعيا ما كان يحلم به النظام وأصدقاؤه بحتمية بقائه ولو لفترة إنتقالية طويله وبيّن بما لا يدع مجالا للشك رفض وتصميم بريطانيا والمجتمع الدولي على التعامل معه وإعتبر أن وحشيته هي من أسباب ظهور مثل هذا التنظيم!!

المحير هنا.. كيف سيتعامل النظام الإيراني مع هذا القرار.. وهو الذي مهد الطريق قبل قرارات الناتو لإقناع الدول العربية بأنه لا يمكن هزيمة الدولة الإسلامية بدون التعاون والتنسيق مع النظام السوري.. وعمل على تحالف كسر فيه جمود علاقته مع السعودية.. ومصر التي في حالة مد وجزر في التعامل الحذر معه.. والإمارات العربية التي لا زالت في حال نزاع معه لإحتلاله الجزر الثلاث.. والأردن..

ليس من المهم التحدث عن هذا المحور الذي مات أمل إيران فيه في مهده. المهم ملاحظة كيف ستتغير السياسات والإرادات تبعا للمصالح.. مما سيجبر إيران عاجلآ أم آجلآ على إعادة صياغة موقفها.. خاصة أمام التصميم الدولي على إقتلاع جذور النظام.. وداعش.. فالكل ’مجمع على خطر الدولة الإسلامية.. بما فيها إيران والسعودية وكل الدول الكبرى والصغرى..وحتى تركيا التي تستفيد يوميا من داعش حيث تقول الانباء انها تشتري النفط بأسعار بخيسة ستنضم لإبعاد شبهة الأسلمة التي رفضها المجتمع التركي في ثورة تقسيم؟ ولكن لا زال هناك فراغ.. فمثل هذه الحرب كما ’يقال بالعامية مقدور عليها عسكريا.. ولكن كيف ممكن كفاية شرها داخليا.. وهو الأمر الذي حدا بالصين لإستباق الخطر وإصدار قرارات داخلية تحظر على المسلمات ليس النقاب وعلى الرجال إطلاق اللحية… كإجراء اولي ستتبعه بقرارات أخرى مماثله لكسر خطر التطرف الإسلامي الذي يهدد بالوصول إلى أراضيها.. بدون أن تولي أي إهتمام لموضوع إنتهاكات حقوق الإنسان..

لقد أكد الرئيس الأميركي أمرين.. الأول لتفادي الدخول في حرب يعرف مسبقا مخاطرها وتبعاتها بأن الولايات المتحدة ليس لديها إستراتيجية محددة للتعامل مع الشرق الأوسط؟؟ وعاد وأكد بأنها أيضا لن تدخل في حرب نيابة عن دول المنطقة.. ولكنه وبعد قتل الصحافيين وتحت الضغط الشعبي الأميركي.. عدل عن قراره الأول.. وعمل على تكوين تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة للعمل سويا على إقتلاع داعش.. وأستفاق ليؤكد بأن الحل العسكري وحده لن يحقق النتائج المرجوة بل يجب أن يتلازم مع جهود إقليمية من القيادات المسلمة والحكومية لمواجهة التشدد؟؟؟؟ ولكنه لم ’يبين مفصلا ما هي الجهود المرجوة من الدول العربية.. وبدون إستراتيجية أيضا لإلزامها على التطبيق؟؟؟

فهل ستجرؤ الدول الغربية على إلزام دول المنطقة بإعادة النظر في مناهجهم التعليمة التي ’تروّج ضمنا لأفكار داعش وبالأخص لعقيدة الجهاد في الإسلام وهي أسمى وأسرع الطرق للوصول إلى الجنه وتفادي عذاب القبر وملاقاة الحوريات..وهو الهدف الذي جعل 59 سعوديا ممن ’أعيد تأهيلهم.. الهرب والإنضمام لداعش؟؟؟

هل ستجرؤ الدول الغربية بالمثل على إجبار دول المنطقة على الإصلاح السياسي والإقتصادي للقضاء على الفساد والفقر..

هل ستجرؤ على إجبار 21 نائب أردني ( أعتقد جازمة بأن منهم ممثلين عن منطقة الزرقاء التي لا زالت مؤمنة بأفكار الزرقاوي أحد المؤسسين الأولين لداعش ) رفضوا التوقيع على المذكرة رقم 21 التي تدعو لإسهام الأردن بالمعركة ضد داعش على إعتبار أنها ليست حرب الأردن؟؟؟؟؟ فهل ينتظرون اللحظه للتوأمة مع داعش للوصول إلى السلطة في الأردن وأسلمة المجتمع.

هل ستجرؤ الدول الغربية على مواجهة أفكار التشدد من بعض مواطنيها المسلمين بإجراءات صارمة وربما مماثله لما قامت به الصين.. خاصة وحين تجرأ أحدهم بالقول على شاشة ال بي بي سي الإنجليزية بأنه يتمنى الجهاد مع داعش.. وأنه يعمل على تطبيق أحكام الشريعة في بريطانيا..!!!

في المقابل…..

هل ستستطيع الدول العربية تبني إستراتيجية واحدة لإيجاد سياسية وإقتصادية تعمل على التغيير الإجتماعي للقضاء على الحاضنة الطبيعية الموجودة في هذا الفكر المتطرف.. لتكون عونا للإستراتيجية العسكرية الغربية في القضاء على داعش؟؟؟

هل ستستطيع الدول العربية إقناع الغرب والعالم بأن هناك إسلام معتدل.. لقطع الطريق على الإسلام السياسي المتشدد إن لم يعملوا متحدين على ترويجه داخليا لقطع الطريق على فكرة التعاطف مع داعش..

هل ستستطيع الدول العربية تغيير مجتمع تعتمد شريحة كبيرة فيه على الفتاوي.. ومن ضمنها فتاوي التكفير للشيعة ولأي من المعتقدين لأديان أخرى.. وهو الأمر الذي ينطبق على العديد من الدول العربية الأخرى!!!

هل ستستطيع المملكة العربية السعودية إعادة تأهيل مجتمع بكامله قام على الخوف من فرق العمل بالمعروف والنهي عن المنكر (المطاوعه ).. التي إلتبس عليها الأمر مؤخرا واعتدت على رجل بريطاني وزوجته في مجمع للتسوق؟

هل ستعمل المملكة السعودية على إستئصال هذا التناقض.. فهي تريد محاربة داعش وأفكارها بينما (الهيئة) بأفكارها وتصرفاتها المتطرفة تزداد نشاطا، بدلآ من إستبدالها بعناصر شرطة وبوليس.

السؤال الذي على الدول العربية مجتمعة أن تجيبه بدون مراوغة.. هل ستتفهم الألم الذي تعانية الأقليات من إضطهاد المسلمين لهم والذي يروّج له فقهاء الدين.. وتعمل بخطة موحده على لجم الفقهاء وتأكيد بأن الدين لله والوطن للجميع.. وتعمل على ترويج المواطنة المتساوية في فصل الدين عن الدولة

لقد أكد الأمين العام للحلف “أندرس فوغ راسموسن” بأن هذه القمه أكثر القمم أهمية.. ولكني أؤمن بأن نتائج هذه القمه وما سيترتب عليها ستكون العلامة الفارقه بين قرنين.. تماما كما حصل بعد الحرب العالمية الثانية.. العالم كله أصبح قرية صغيرة وبحاجة إلى خطة مارشال جديدة للقضاء على الفقر والجوع والمرض.. مضافا إليها خطة مارشالية جديدة للقضاء على التطرف العقائدي الذي يؤمن بامتلاك الحقيقة المطلقه.. في القرن الحادي والعشرين نحن أحوج ما نكون لعقيدة تضع الإنسان على قمة الحقيقة المطلقة وحياته وأمنه ومستقبله هي أقدس ما يجب أن نعمل له جميعا.. لقتل الشر.. وقتل إبليس الذي يعشعش في ضمير الدولة الإسلامية.

– منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية

المصدر ايلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

هواجس سورية من إستراتيجية واشنطن ضد «داعش»

assadmasskilerزياد حيدر : السفير

تنشغل دوائر صنع السياسة في سوريا، في محاولة تقييم احتمالات الوضع السياسي، وما ينطوي عليه من مخاطر إضافية اتجاه سوريا، في ظل اندفاع الأميركيين لتأسيس «تحالف دولي ضد الإرهاب»، والذي تخشى دمشق أن يكون أشبه بنواة جديدة لما سبق وسمي بمجموعة «أصدقاء سوريا»، تتعدى أهدافه مكافحة المد التكفيري لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، نحو تقوية حلفاء الغرب على الأراضي السورية.
وينحو تفكير دمشق الرسمي على أن الحرب ضد «داعش» ستأخذ منحى وعراً، لا يصيب التنظيم الإرهابي فحسب، بل يحاول ارتجال مسارات جديدة في الأزمة السورية. وكما كان متوقعاً، تراجع الرهان إلى أبعد زاوية من احتمال إشراك دمشق في التحالف الدولي الإقليمي الجاري تكوينه لمكافحة «داعش»، والذي كان إلى وقت قريب يشكل منفذاً واقعياً لعودة التنسيق الدولي الأمني، ثم السياسي، مع سوريا، ويشكل نافذة دمشق للخروج دولياً من أزمتها الراهنة.
وأعلنت الخارجية السورية لهذه الغاية صراحة تأييدها للقرار الدولي 2170، مشيرة إلى ترحيبها بكل الجهود الرامية لمواجهة «الدولة الإسلامية» ورغبتها في الانضمام إليها، إلا أن واقع الحال الآن، أن هذا القرار بدأ يثير ريبة عسكرية، بالنظر إلى رغبة الدول الإقليمية والغربية في إقصاء كل من دمشق وطهران عن التحالف المعادي لـ«داعش»، والتنسيق مع خصومهما بدلا عن ذلك.
ويعتقد سياسيون في دمشق، وفق ما اطلعت عليه «السفير»، أن إستراتيجية واشنطن ستقوم على دعم ما تبقى من فصائل «حية» في «الجيش الحر» في المنطقة الشمالية الشرقية، وستشجع غيرها من الفصائل في مناطق أخرى على الانضمام لهذه الحرب.
وستبنى الإستراتيجية الأميركية، وفق هذا التحليل، على ضعف «داعش» المأمول في العراق لجمع أكبر عدد من المؤيدين لخصومه في سوريا، وبينهم قوى سبق وبايعت «الدولة الإسلامية» في لحظات قوته، بحيث تمنحها التغيرات في موازين القوى فرصة جديدة للعودة إلى المعسكر الثاني.
كما ستبرز «حركة حزم»، التي سبق وتلقت أسلحة أميركية متطورة، على هذه الأجندة، ولا سيما في ريفي حلب ودرعا بشكل خاص، كما تتصدر «الجبهة الإسلامية» مجددا قائمة الحلفاء المحتملين للتحالف الدولي. والجبهة كما يشاع فصيل مدعوم من السعودية، وتسعى دمشق من دون جدوى حتى الآن لضمها إلى كل من «داعش» و«جبهة النصرة» في التصنيف الدولي، باعتبارها فصيلا إرهابيا مرتبطا بتنظيم «القاعدة»، و«مسؤولة عن ارتكاب مجازر بحق المدنيين».
من جهتها، تراقب دمشق مساعي قطر في تعويم «جبهة النصرة» كبديل محتمل لملء الفراغ الناتج مستقبلا عن اندحار «الدولة الإسلامية»، على الرغم من صعوبات هذا الطموح، بسبب ارتباط «النصرة» الصريح مع «القاعدة»، رغم أنها تقيم علاقات مباشرة، هي الأخرى، مع فصائل «الجيش الحر»، وتشاركها معاركها في حماه ودرعا وريف دمشق.
كما من المتوقع، وفق القراءة ذاتها، أن تتقدم الولايات المتحدة باتجاه العشائر العربية السنية، كما الفصائل الكردية، في الريف الشمالي الشرقي، والتي شكلت مصدر عداء لـ«داعش» خلال المعارك في العام الذي مضى، وبايع بعضها «الدولة الإسلامية» لأسباب، بين أبرزها، «اتقاء شر الوافد العسكري الجديد». ويمكن لهذه العشائر أن تتحرك بفعالية في حال تأمنت لديها قدرة التسليح الكافية، كما الغطاء الجوي، خصوصا بالنظر للامتداد الذي تشكله فروعها في العراق والسعودية.
وسبق للرئيس الأميركي باراك أوباما أن أشار صراحة، منذ يومين، إلى أن «الأمر سيتطلب وقتاً بالنسبة إلينا حتى نكون قادرين على تشكيل التحالف الإقليمي المطلوب من أجل أن نتمكن من الوصول إلى القبائل السنية في بعض المناطق التي يحتلها داعش، والتأكد من أن لدينا حلفاء على الأرض جنباً إلى جنب مع الضربات الجوية التي بدأنا بها».
ورغم أن كلام الرئيس الأميركي جاء في سياق الحديث عن العراق، إلا أنه سبق وضرب على وتر مشابه منذ أسبوعين. حينها قال أوباما كلاما توقفت عنده دمشق، حين تحدث في حوار صحافي عن «حاجة الطائفة السنية (في سوريا كغالبية والعراق كأقلية) إلى خطة تلبي تطلعاتها»، مقترحا معالجة قضية نمو «داعش» من هذه الزاوية، بما يعنيه ذلك من إشراك كل العناصر الإقليمية والمحلية في هذه المعالجة.
رغم هذا، حاولت دمشق استباق ما جرى لاحقا، مع تقدم قوات «داعش» في العراق، بإرسال إشارات سياسية وعسكرية، فاستهدفت طائراتها الحربية، بعشرات الغارات، مواقع التنظيم في الرقة ودير الزور، على الرغم من وجود أولويات أخرى في مناطق اشد خطرا على الدولة، كما في محيط دمشق وجنوب البلاد ووسطها في حماه، كما في القنيطرة التي ينمو تهديدها باطراد. كما خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي، رحّب فيه بالقرار الدولي، رغم الريبة التي لدى دمشق بصدده، كما أعلن حماس سوريا للدخول في أي تحالف دولي، أو إقليمي، لمواجهة الخــطر التكفيري. وشجعت موسكو الخطوة الأخيرة، ودعمتها، كما فعلت إيران، رغم قنــاعة الطرفين أن واشنطن وحلفاؤها ليسوا بصدد دعوة دمشق إلى النادي الجديد.
والواقع أنه ليس ثمة أوهام، لدى القيادة السورية، بصدد أي تحول ستقوم بها واشنطن اتجاهها. وكان سبق لمصدر سوري رفيع المستوى أن أكد، لـ«السفير»، عدم «توافر ظروف تنسيق أو تعاون أمني مباشر مع الولايات المتحدة» حتى الوقت الراهن.
على العكس، ثمة خشية من أن تحاول واشنطن الهروب، مما وصفه بعض مشرعي الكونغرس «بفشل إستراتيجيتها اتجاه سوريا»، بالعودة إلى خيار تسليح ما يسمى بـ«الفصائل المعتدلة»، وهو ما يعني تجدد مشروع «إسقاط النظام بالقوة العسكرية»، وعودة اشتعال الدم مجددا على جبهات عديدة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment