الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (21) حلول إسرائيلية عسكريةٌ خشنةٌ وخبيثةٌ ناعمةٌ

mostafalidawiليس هناك أدنى شك بأن الحكومة الإسرائيلية قد وقعت في شر أعمالها، وحصدت مراً جنى ما زرعت، وشوكاً ثمر ما بذرت، وتورطت في انتفاضةٍ شعبيةٍ تعرف آثارها، وتدرك نتائجها، وقد عاشت مثيلاتها، ودفعت فيها أثماناً كبيرة، وتنازلت عن أشياء كثيرة، وتعرف أنها إن بدأت فلن تنتهي قبل أن تحقق بعض أهدافها، ويوماً بعد آخر سيكبر حجرها، وسيتعاظم أثرها، وسيتضاعف مناصروها، وستقف معها دولٌ وحكوماتٌ، وشعوبٌ جماعاتٌ، وأحزابٌ ومنظمات، وحينها ستنتظم أكثر، وستقوى شوكتها وتقسو، وستتواصل فعالياتها، وتتعدد أشكالها، وستكون صيرورتها نضالاً، واستمرارها مقاومة، وستلحق بها كل الأجيال الفلسطينية، ولن يبقَ الشباب صبغتها، بل سيلونها إلى جانبهم الشيوخ والرجال، والصبية والأطفال.

يجهد الإسرائيليون أنفسهم، ويجلدون ذاتهم، ويعتبون على بعضهم، ويتلاومون فيما بينهم، كلٌ يحمل الآخر المسؤولية عما جرى، وأنه المسؤول عن تدهور الأوضاع وفوضى البلاد، وقد كان كيانهم في ظل اضطراب العرب وانشغالهم في غنىً عن انتفاضةٍ توحدهم، وثورةٍ تجمعهم، وقدسٍ تصحح بوصلتهم، وأقصى يعيد قبلتهم، وقد كان بالإمكان العمل بصمتٍ وهدوءٍ، وحكمةٍ ورويةٍ، بعيداً عن الإعلام واستفزازات المتدينين المتطرفين، والساسة المتشددين، والمستوطنين المتهورين، الذين أشعلوا فتيل الانتفاضة، وألقوا فيها المزيد من الحطب، بما جعل إطفاءها صعباً، والسيطرة عليها مستحيلة.

يفكر الإسرائيليون، الأمنيون والعسكريون، والسياسيون والاستشاريون، والاستراتيجيون والباحثون، وكل من عنده رأي ومشورة، وخبرة وتجربة، وفكرة ومقترح، في أفضل السبل لإنهاء الانتفاضة والسيطرة عليها، والتحكم في مسارها وعدم السماح لها بالتمدد والانتشار، والتوسع والقوة، وهم يسابقون الزمن ويسرعون الخطى في محاولاتٍ محمومةٍ لاستباق الانتفاضة وقطع الطريق عليها، أو وضع العقبات أمامها، قبل أن تشب عن الطوق أكثر، وتفلت من العقال الإسرائيلي والدولي، ويشتد ساعدها وتقوى.

بعضهم ينادي باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين جميعاً، والعنف الشديد والقتل المتواصل، والمباشرة في إطلاق النار على كل مشتبهٍ فيه، أياً كان رجلاً أو امرأة، دون أن يُعطى الفرصة للدفاع عن نفسه، أو لبيان أنه لا يحمل سكيناً ولا سلاحاً، ولا ينوي الهجوم أو الاعتداء، وأنه لا يشكل خطراً على أحد.

ويدعو هذا الفريق الحكومة الإسرائيلية إلى السماح للمواطنين الإسرائيليين جميعاً بالدفاع عن أنفسهم أمام هذا الخطر الذي أثر على حياتهم، وانعكس على كل تصرفاتهم، وجعلهم يخافون من أنفسهم، ويشكون في بعضهم، فيقتلون بعضهم البعض خطأً، فلا تحاسبهم على تصرف، ولا تحاكمهم بتهمة القتل أو الشروع في القتل، ولا تسمح لأي جهةٍ دوليةٍ بمحاكمتهم ومساءلتهم.

يعتقد أصحاب هذا الرأي أن القوة المفرطة الموجعة، المثيرة للألم والباقية الأثر هي الحل الأنجع والأسرع، وهي السبيل الوحيد لإرغام الفلسطينيين على التراجع، وإجبارهم على القبول بالعودة إلى الهدوء الذي كان يسود المناطق، فعندما يعلمون أن ضريبة العنف كبيرة، وأن خسارتهم لا تتوقف عند قتل المشتبه فيه أو المعتدي، وإنما تطال أهله فيعتقلون، وبيته فيدمر، ومنطقته فتغلق، وبلدته فتحاصر، وغير ذلك من أشكال ووسائل العقاب الجماعي، التي تدفع المواطنين الفلسطينيين إلى كبح جماح بعضهم، ومنعهم من القيام بأي أعمالٍ من شأنها أن تثير سلطات الاحتلال عليهم، مما يجعلهم شرطةً يراقبون ويمنعون، وأولياء أمورٍ يخافون ويقلقون.

أما غيرهم فيرى أن إشغال الفلسطينيين بما هو أكبر سينسيهم الانتفاضة، وسيصرفهم عنها، وسيجبرهم على تجاوزها وعدم العودة إليها، ولا شئ يشغل الفلسطينيين ويدخلهم في كربٍ أعظم ومحنةٍ أشد، كالحرب على قطاع غزة، التي هي ضرورة وحاجة إسرائيلية، وهي كائنةٌ لا محالة، اليوم أو غداً، إذ أن الجميع يعرف أنها حربٌ مفتوحة، وأن معركتها قادمة وإن تأخرت، وأن تصفية الحساب مع فصائلها لم تنتهِ بعد، وأن تأديبهم لم يتم أصولاً، ولم يطال المسؤولين عن الاعتداءاتِ حكماً.

يقف وراء هذا الرأي عددٌ كبيرٌ من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الكبار، الذين ما زالوا في الخدمة الرسمية، وممن شاركوا في الحروب الأخيرة على قطاع غزة، ولكنهم يعلمون يقيناً أن حملاتهم العسكرية على قطاع غزة لم تنجح، ولم تحقق أهدافها المرجوة، وأن النصر فيها مشتبهٌ فيه مع قواها المقاومة، التي تعتقد أنها انتصرت وكسرت شوكة الجيش فيها، ومنعته من تحقيق نصرٍ حاسمٍ عليها، ولهذا فإنهم يرون أن الحرب على غزة تحقق أكثر من هدفٍ في آنٍ واحدٍ، فهي تشغل الفلسطينيين عن انتفاضهم، وتجبرهم على تجنب الأخطر والأصعب، وتحقق الانتقام من غزة ومنظماتها، وتعيد الهيبة لجيشهم المهزوز وقيادته المحبطة.

لكن غيرهم وهم في غالبيتهم ساسةٌ وأمنيون وعسكريون متقاعدون، ممن عركتهم الأحداث وعرفوا خواتيم المعارك، التي طحنتهم بأحداثها وعلمتهم بأنيابها، فإنهم يرون أن حل الانتفاضة لا يكون بالقوة، ولا بإدخال المنطقة في حربٍ قصيرةٍ ومعركةٍ محدودة، بل يكون ذلك باستيعابها والسيطرة عليها، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، وإعادة الاعتبار لهم ومنحهم بعض التسهيلات الممكنة والامتيازات المطلوبة، وتقديم بعض التنازلات ولو بدت أنها موجعة قليلاً، أو فسرت أنها خضوع وتراجع، كتقليص عدد الحواجز العسكرية المنتشرة بالمئات على الشوارع والطرقات ومداخل البلدات، وإعادة الانتشار في الأماكن المكتظة بالسكان العرب، وتغيير بعض القوانين التي من شأنها أن تقيد حرية المستوطنين الإسرائيليين الذين يستغلون القوانين لصالحهم، ويزيدون بتصرفاتهم من لهيب الانتفاضة المستعر.

هي أفكارٌ إسرائيلية مبعثها الفزع، وسببها الخوف، ودافعها القلق، لا نقلل من أهميتها، ولا نستخف بخطورتها، ففيها الصريح الواضح، العنيف القاسي، الهمجي الوحشي، الذي اعتدنا عليه ولم يغب عنا يوماً، وقد اعتمده الاحتلال وما زال على مدى العقود السبعة التي مضت، ولكنه لم يحقق ما أرادوا، ولم يصل بهم إلى أهدافهم المرجوة، كما أنه لم يخف الفلسطينيين ولم يرعبهم، ولم يمنعهم ولم يكسر شوكتهم.

لكن فيها أيضاً الخبيث الماكر، المخادع المناور، وهو الأخطر والأسوأ، الذي يحاول أن يدس للفلسطينيين السم في الدسم، وأن يغريهم بالكذب والضلال، والزيف والسراب والخداع، ولعلهم في الأخيرة ينجحون ويتمكنون، إن وجدوا إلى جانبهم ناصراً عربياً ومعيناً فلسطينياً ومؤيداً دولياً، وهو ما نخشاه ونقلق منه، وإن كنا نعلم أنه لا يكسر الفلسطينيين العدو مهما تجبر، إلا أن يخدعه الصديق إن تنكر، فلنحذر العصا الإسرائيلية على قسوتها مرة، ولنحذر الجزرة المدسوسة المغشوشة ألف مرة.

بيروت في 31/10/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

الإرهابيون يهاجمون بالصواريخ والامريكان والأمم المتحدة يعبران عن أسفهما

unconcilالهجوم الإرهابي الأخير الذي إستهدف معسكر ليبرتي لن يكون الأخير، بل هو حلقة في سلسلة تصفية كل اللاجئين الإيرانيين الموجودين في معتقل ليبرتي، ولا هو أيضا بالهجوم المفاجيء، فقد اكدت منظمة مجاهدي خلق مئات المرات بأن المعسكر مُستهدف من الميليشيات الإرهابية التابعة للولي الفقيه، وأن موقع المعتقل الحالي هو الأسوأ، ويبدو أن أختياره جاء لتسهيل عمليات التصفية كما أثبتت الوقائع. وأكدت المنظمة بأن هناك تحضيرات لهجوم غادر قريبا، ولكن الحكومة العراقية الموالية لإيران كالعادة أعطت المنظمة والمناشدات الدولية والعربية الاذن الطرشاء. ولأن حكومة العبادي موالية لإيران مائة بالمائة وكما عبر العبادي مؤخرا بأن البلدين كالروج والجسد ، لذلك يمكن الجزم بأن أي هجوم إرهابي يستهدف سكان ليبرتي يريح الحكومة العراقية (الجسد)، طالما إنه يريح ولاية الفقيه (الروح)، وليضرب الرأي العام الدولي والمفوضية العليا للاجئين وممثل الأمين العام روسهم بالحائط! أو يخفونها في الرمال كالنعام.
وابل من الصواريخ الغادرة والحمم الشيطانية إنهالت على رؤوس المدنيين الأبرياء في معتقل ليبرتي يوم 29/10/2015 ولم تحدد الخسائر بعد، وقد عبر عبر ناطق أشرفي بإسم (معتقل الحرية) بأن هذا الهجوم هو الأسوأ الذي تعرضوا له، فقد باغتتهم الصواريخ وتعذر على النساء والأطفال والمسنين الإختباء لتفادي الضرر. وحتى الذين تمكنوا من الإختباء فقد طالتهم الصواريخ في الكرفانات الهشة غير المحصنة، علاوة على الحرائق التي إلتهمت الكرفانات ومن وما فيها. بالتأكيد بصمات الجهات التي تقف وراء الهجوم الإرهابي معروفة للجميع، سبق ان أعلنت ميليشيات ولاية الفقية مسؤوليتها عن هجومات سابقة تعرض لها ليبرتي، علاوة على أن زعمائها يهددون سكان ليبرتي بتصريحات رسمية في وسائل الإعلام، ويطالبون أعضائها بالرحيل، وكان الأمر بإيديهم، أو إنهم وجدوا بديلا لكنهم أصروا على البقاء في العراق بسبب سمو أخلاق الحكومة وحسن ضيافتها للاجئين وإلتزامها بالإتفاقيات الدولية!
المصادر الأمنية العراقية حلت الطلسم الإرهابي بغباء منقطع النظير، بل إنها كشفت بما لا يقل الشك بأنها وراء الحادث الإرهابي أو على الأقل تتستر على المنفذين، فقد ذكرت بأن ” الصواريخ كانت تستهدف فرقة الرد السريع، ولم تستهدف عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة”! وأن ” القوات الأمنية هرعت إلى مكان الحادث، في حين نفذت حملة تفتيش في المناطق القريبة لمعرفة مصدر الإطلاق”. لاشك أن العاقل يتوقف أمام هذا الإعلان الغبي ويتساءل كيف عرفت الجهات الأمنية بأن الصواريخ كانت تستهدف فرقة الرد السريع وليس ليبرتي؟ وهنا سنكون أمام إحتمالين:
أولهما: ان القوات الأمنية العراقية تقرأ النوايا وما في دواخل النفوس، وهذا الأمر لا يمكن أن يقبله لبيب، فالقوات الأمنية العراقية كما تثبت التجارب يوميا هي أعجز من أن تحلٌ لغز جريمة جنائية وليس لغز صواريخ طائرة في الجو.
ثانيهما: إن القوات الأمنية تعرف مسبقا هدف الصواريخ، لذلك حددت إتجاهها والغاية منها، وهذا يعني أما ان القوات الأمنية تعمل مع الإرهابيين لأنهم إستهدفوا فرقة الرد السريع وتسترت عنهم، وهذه خيانة عظمى، أو ان القوات الأمنية تعرف بأن الهدف هو معتقل ليبرتي، لذلك أعطت الضوء الأخضر للصواريخ لأن تنطلق وتضرب اللاجئين كما هو مقرر، وكلا الحالين لا يسر.
مهما يكن من حال فأن الحكومة العراقية ستطمس معالم الجريمة وتشتت الأفكار ويغلق التحقيق لأن الفاعل ـ المعروف للجميع ـ مجهول! كما حدث في الهجومات الإرهابية السابقة فلا نتائج تحقيقية ولا إتهامات ولا إدانات لأية جهة. أو ربما تعلن فرقة إرهابية حكومية جديدة اسمها (فرق الموت) مسؤوليتها عن العملية الإرهابية كما جرى في إختطاف العمال الأتراك من قبل حزب الله العراقي، وأخرجت حكومة العبادي مسرحية فاشلة أضحكت الجميع.
أدعت الجهات الأمنية بأنها عثرت على العجلة التي إنطلقت منها الصواريخ، وهذا يعني أنه لو فعلا أرادت الحكومة ان تعرف من يقف وراء العملية الإرهابية فأنه بإمكانها فورا تحديد عائدية العجلة والجهة التي تملكها، دون الحاجة إلى اللف والدوران. ولكن ليطمئن الجميع هذا لن يحدث! ويبدو ان الميليشيا التي قامت بالعملية مسيطرة على الوضع تماما وتتصف بالهدوء التام! فقد قصفت براحتها وإنسحبت براحتها، على الرغم من كون المنطقة عسكرية بحتة، ويحيط بها الجيش من كل الجهات، علاوة على الكامرات الألكترونية التي تغطي المكان بأكمله، والسيطرات الأمنية التي لا تسمح بمرر كلب دون أن تتحقق من هويته. وقد بلغ مستوى التحدي عند الميليشيا بما يفوق التصور عندما تركت دليلا (العجلة) ورائها دون أن تعبأ بها. من المعروف إن الإرهابي لا يترك دليلا ورائه، ولكن هذا النوع من الإرهاب يفصح عن نفسه بنفسه، ربما غطرسة أو تحديا، الله اعلم ما في النفوس.
الجانب الامريكي وهو سبب كل هذا الإرهاب الذي طال العراق وضيوفه اللاجئين، يقف دائما مكتوف الأيدي متفرجا على مصائب الأبرياء، متناسيا إنه قدم العراق إلى نظام الملالي على طبق من ذهب، وقدم مجاهدي خلق للميليشيات التابعة لنظام الملالي على نفس الطبق بعد أن تنصل عن إتفاقه معهم وهذا ديدنه بالتجربة والبرهان. في كل الهجومات السابقة والحالية والقادمة يكتفي بنفس التعليق الممل لقد تفاجأ بالخبر، وهو يحث الحكومة العراقية على بذل المزيد من الجهود للقبض على الإرهابيين وتقديمهم للعدالة. لكن لا هو يحزم أمره ويطالب حكومة العبادي وخلفه بنتائج التحقيقات السابقة، ولا حكومة العبادي تعيره إهتماما لأنها تعرف عدم جديته، ولا الميليشيات تتوقف عن إستهدافها لسكان ليبرتي خشية من الإثنين، حلقة مفرغة فعلا، مفرغة من الضمير والإنسانية والعدالة. جاء في تعليق جون كيري أبو حنك “ندعو المسؤولين العراقيين إلى القبض على المسؤولين عن الهجوم ومحاسبتهم. ونحن نتشاور مع الحكومة العراقية للوقوف على المدى الكامل لهذا الهجوم غير المبرر”. لا تعليق!
أما ممثل الأمين العام فيبدو انه لم يصحو من غفوته رغم دوي الصواريخ الذي زرع الموت وايقظ موتى القبور بصداه المدوي. مع هذا حتى لو صحا من نومه فسوف يكون تعليقه نفس الإسطوانة المشروخة ” نعبر عن بالغ قلقنا عن هذا الحادث الإجرامي، ونطب من الحكومة تعزيز الحماية في مخيم ليبرتي”. ويعود بعدها الى غفوته الناعمة. هذا الرجل وسيده في نيويوك ليس لديهم وسيلة للتعبير عن كل المصائب والكوارث التي تحدث في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ولبنان المبتلاة بقوى الإستيطان الصهيوني الإيراني، سوى جملة ركيكة مللنا من سماعها” نعبر عن عميق قلقنا”! الا طز وألف طز في قلقكم الكاذب!
نسأل الله تعالى ان تنقشع غيمة الإحتلال الامريكي الايراني عن العراق، وأن يرحم القتلى الأبرياء من العراقيين واللاجئين في ليبرتي، ويسكنهم فسيح جناتهم. اما الأمم المتحدة فنعبر لها عن عميق قلقنا من مواقفها. أونقول لكيري بأن الحكومة العراقية جادة فعلا في القبض على وكلائها الجناة وتسليمهم للعدالة، لكنها تنتظر الأمر من الولي الفقيه.

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

سجناء الولي الفقيه وخادم الحرمين السياسيون بتهمة محاربة الله ورسوله والإفساد بالأرض

prisonerfaqharaminالأوّل داعية سنيّ ايراني معتقل منذ 2012 بتهمة محاربة الله ورسولة والإفساد بالأرض والإعتراض على حكم الملالي .والثاني داعية شيعيّ سعودي مُعتقل منذ 2012 بسبب محاربة الله ورسوله والإفساد بالأرض والتآمر ضد ولاة الأمر والخروج عنهم ..

كلا الأثنين حُكم عليهما بالإعدام …والتهمة محاربة الله ورسوله والخروج عن طاعة وليّ الأمر!
والقضاء الشيعيّ والسنيّ يستند على القرآن واحاديث محمد للحكم على الرجلين بالقتل!
الشيخ الأول محمد وقرآنه من وجهة نظر شيعيّة يُحكم عليه بالإعدام
والشيخ الثاني محمد وقرآنه من وجهة نظر سنيّة حكمت عليه بالإعدام
فأين الإسلام هنا؟
هنا الإسلام خادم للحكومات العنصريّة الدينيّة لا اكثر ولا اقل .. انّه سلاح فتّاكٌ وفعّال لحماية المُلك او العرش الإيراني والسعوديّ.

والحقيقة انّ الرجلين ضحايا اسلامهم وفقههم الديني وتشرذمهم الطائفيّ…فلو كانوا بدول علمانية ما تجرأ احدهم الى التحريض على قتلهم واعتقالهم..

الطريف انّ الشيعة يُحذّرون الحكومة السعوديّة من اعدام النمر والذي سيٌشعل المنطقة قتلاً وتدميراً ومزيداً من الطائفية كما قال نوّاب عراقيّون ارهابيّون يُمارسون نفس الشيء تجاه مشائخ سنّة بالعراق..والسنة ونشطاءهم يُحذّرون بثورة احوازية لو اعدمت ايران الشيخ السنيّ ويُطالبون حكومتنا بالتدخّل لإنقاذه!

كيف تُطالب من تسجن رجل دين شيعي ان تساهم بإطلاق رجل دين سني اعتقلته حكومة الملالي الشيعية بإيران لنفس السبب الذي اعتقلت فيه حكومتنا النمر؟ وكيف يُطالب الشيعة ايران بالتدّخل لإطلاق سراح النمر وهي تعتقل رجل دين سني لنفس السبب الذي اعتقلت فيه السعوديّة النمر؟
هل المسألة صارت اشبه بالمقايضة؟
لعبة طائفية خبيثة ونتنه ..وجنون اسلامي لا مثيل له…

الكلّ يُدافع عن ابن طائفته ، الكل يدافع عن الحريّة التي تكون لصالحه فقط اما حريّة الآخرين فيجب اعتقال من يتفوّه بكلمة واحدة!

والطريف ان كلا الشيخيين بالصورة ليسوا ضد حريّة بعض فقط لا بل انّ جميعهم يتّفقون بأن الخارج عن الإسلام يُعذّب ويُقتل ويُحجر عليه حتى هلاكه!

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

طوبى للحرية ولاحترام حقوق الإنسان

sultnأعزائي القرّاء:
اليكم جزء آخر من ردّي على رسالة السيدة التي نشرتها في بوست سابق، أتمنى أن تستمع هي وتستمتعوا أنتم بقراءته، مع خالص محبتي
*****
(أنا تائهة جداً.. عمري …. سنة ولا زلت تائهة.. من زماااااان اسأل وأفكر ولا استطيع أن اقتنع بكثير مما يرزع في رؤوسنا من كلام على أنه كلام الله.. لكني حتى هذا اليوم لم أصل لقرار..
أجلت مشروع زواجي 4 سنوات ولا زال مؤجل لأني لا أعرف كيف سأربي ابنائى!!.. على دين؟ بدون دين؟ على حياد؟ على النقيض؟…صدقا لا اعرف
ولا اعرف ما الذي انتظره منك بعد قراءة هذه الرسالة لكني شعرت بحاجة ملحة للحديث معك..
سؤالي لك… ماذا يجب أن أفعل؟؟… أنا أكره هذا الدين اللي يجعلني ناقصة ..وقليلة.. و عورة و… و … و… لكن فعليا و واقعياً ماذا أفعل؟)
++++++++++++++++
* ـ قد يكون الضياع الذي تشعرين به هو أول خطوة باتجاه الطريق الصحيح…
ما أريده منك أن تثقي بذلك الصوت الذي يخرج من أعماق عمقك ويحذرك من أن في الأمر خللا ما…

كنت أتحدث مرّة مع صديقة يهودية تتقن فن اليوغا وتميل إلى البوذية كفلسفة، وفي سياق حديثنا قالت:
اقنعي نفسك ياوفاء بهذا الأمر…
وهنا اعترضت: راخيل، من أنا ومن نفسي؟ يبدو أننا شخصان مختلفان؟
فردت على الفور: بالتأكيد! وتابعت تقول:
(عندما أقول “اقنعي نفسك” أقصدك أنت، أقصد ذاتك العليا، أقصد ذلك الصوت الخافت الذي يضج في أعماقك وهو صوت الكون فيك!
ذاتك العليا هي تلك الذات التي تربطك بالكون، فتستمدين منه الدليل إلى الطريق الصحيح الذي يقودك لتحقيق الغاية من وجودك على سطح الأرض)
….
هذا الصوت يحاول إقناعك بأن ما يُفرض عليك من تعاليم ليس صحيحا، ثقي به وافتحي عقلك لتضعي تلك التعاليم تحت عدسة مجهرك!
خيرا فعلت عندما أجّلت مشروع زواجك!
حياة تقودينها بنفسك كعازبة أفضل بمليون مرة من الإرتباط بزوج يقودك من سجن إلى سجن أسوأ منه…
لكن كما أنت تفكرين، هناك رجال في مجتمعك وفي دائرتك الضيقة يفكرون بنفس الاسلوب…
كل ما تحتاجين إليه أن تركزي على إيجاد واحد منهم، وتؤمني بأن إيجاده قاب قوسين أو أدنى…
هو يبحث عنك كما أنت تبحثين عنه…
ومتى تركت الأمور تأخذ مجراها بعفوية وانسيابية لا بد أن يلتقي أحدكم بالآخر…

لو لم أكن زوجة لرجل يؤمن بي لما كنت من أنا اليوم، ولأكون منصفة لما كان هو من هو اليوم..
كل منّا ساهم في صنع الآخر!

لو تحقق هذا الحلم ووجدتِ شريك حياة يؤمن بما تؤمنين، ستجدين عندها ـ وبسهولة ـ أجوبة لكل أسئلتك حول “تربية الأولاد”، فلا تستبقي الأمور
وانتظري ذلك الحلم!
إحساسك بالحاجة للحديث معي شرف ووسام أتباهى به، فشكرا لثقتك..
ونصيحتي أن تكوني حرّة ـ على الأقل ـ داخل عقلك وترفضي تعاليم لا تمت إلى قناعاتك وأفكارك بصلة…
متى حررتِ عقلك من كوابح تُفرض عليك بدون ارادتك تكوني قد مشيت الخطوة الأولى باتجاه الطريق إلى حياة أفضل!
ليس مطلوبا منك أن تكوني عالمة صواريخ، بل أن تستخدمي ما نسميه
Common sense
“الحس العام”، كي تقتنعي بأن الإسلام كعقيدة جريمة بحق الإنسان وخصوصا النساء!

تعالي نقرأ معا آية أخرى غير كريمة: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما)
أريدك أن تفتحي أي كتاب من كتب التفاسير لا على التعيين، ستجدين أن المقصود بالسفهاء “النساء والأطفال”!
وبناءا عليه “المرأة لا تؤتمن على مال”، فتصوري!

منذ فترة وقعت في مشكلة مالية مع أحد وأهم البنوك في كالفورنيا يُدعى
Bank of America،
فترددت إلى البنك لحل المشكلة…
لم يستطع موظفو البنك مساعدتي فنصحوني أن أذهب إلى المركز الرئيسي للبنك
(Headquarters)
وأن أطلب مقابلة المدير العام للمركز!

ذهبت وجلست في غرفة الإنتظار بغية الحديث مع المدير العام….
ماهي إلا دقائق وخرجت عليّ سيدة بسحنة افريقيّة ولون حنطاوي جذّاب للغاية…
رحبت بي ثم أشارت لي أن أتبعها إلى مكتبها…
لو قُدر لك أن تتمعني في وجهها لآمنت بالفكرة القائلة: أن الله قد خلق الإنسان على شاكلته”!
جمال ساحر يُشعرك بسكينة لا حدود لها…
لم يُذهلني جمال وجهها وحسب، بل أذهلني اسمها المعلق على صدرها
(Name tag)،
فصحت بالإنكليزي: آمنة، اسم عربي جميل!
فردت على الفور بالعربي: بتحكي عربي؟
قلت: طبعا، من وين حضرتك؟؟؟
وسقط جوابها عليّ كالصاعقة: صومالية….من الصومال!
نعم، امرأة من الصومال، البلد الذي حوّله جنود الإسلام إلى جحيم الأرض، امرأة من الصومال مديرة عامة للمركز الرئيسي لأحد أكبر بنوك أمريكا على الإطلاق..
بينما تعاليمها تقول: لا تؤتوا السفهاء أموالكم، وهي المقصودة بالسفيه!!!
…..
طوبى للحرية ولاحترام حقوق الإنسان، وليسقط الإسلام في مزابل التاريخ!
**********************
ريثما يأتيكم المزيد من الرّد، أتمنى لكم كلّ الخير
مع خالص محبتي

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

DNA- مؤتمر فيينا.. ومشاركة ايران- 30/10/2015

DNA- مؤتمر فيينا.. ومشاركة ايران- 30/10/2015
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

الأمن التركي يلقي القبض على عميلين للمخابرات السورية احدهما عضو بالإئتلاف

2syrspyكشفت مصادر أمنية تركية، عن توقيف شخصين سوريين باسطنبول، يشتبه بأنهما يعملان لصالح مخابرات النظام السوري,  الاول ” أحمد.د”، و”وليد.ا”،(وقد تم التعرف عليه بانه وليد العمري الذي كان عضو بالإئتلاف السوري المعارض) جرى توقيفهما في عميلتين بمنطقتي “زيتينبورنو” و”بي أوغلو”، بالتعاون بين فرق مكافحة الإرهاب، والمخابرات التركية.

وضبطت السلطات التركية، جهازا الكترونيا، وخريطة لمدينة اسطنبول، حيث تبين ارسال احداثيات مناطق في محيط بعض القنصليات في “بي أوغلو”، إلى مركز في دمشق، عبر قمر اصطناعي، بحسب المعطيات التي توصل اليها خبراء فحصوا الجهاز. وتواصل الجهات المعنية التحقيق مع المشتبيهن.

Posted in ربيع سوريا | Leave a comment

الحب هو ثورة

abdelrahmansharafكلنا في هذا الكوكب بغض النظر عن أنتمائتنا العرقية والدينية والمذهبية باالأيديولوجيات المختلفة . يوجد منا الصالح والطالح . المناضل والخامد , الثائر والرافض للتغيير , المهتم وغير المهتم. الساعي للبناء والخير والمتجه للهدم والشر
ولكن بالنهاية لكل شخص أسبابه التي قادته للأنتماء , بطرحه لنظرته والأنطلاق منها بتقييمه للأمور . وهذه سمة عظيمة يتجلى بها البشر بتقيمهم للأمور التي تقودهم لنواحي مختلفة وفهم بعضهم لبعض ,
وأيضا كلنا تجمعنا حقيقة واحدة هي الأنسان والكون , وبنفس الوقت هذا الأنسان والكون لدينا مسؤولية كبيرة أتجاه هذه الحقيقة التي معظمنا يدركها ويفهمها مهما كان توجهه وأنتمائه . هذه المسؤولية تاتي من نواجي مختلفة ومتعددة للأرتقاء والتطور لوجود أفضل وكيان بشري أفضل. فمملكة السماء والجنة نسعى ونؤمن بأن تكون على الأرض وتحل في الشخص الفرد .
” أبانا الذي في السماء ليأتي ملكوتك كما في السماء كذللك على الأرض ” ولا شك بأن أعظم سمة تتجلى على هذه الأرض وعلاقة الأشخاص والمجتمعات بعضها ببعض هي الحب . والسلام والعدالة والحرية المثالية والمساواة . لأن هذا مايتوق له أي أنسان وهذا ما يرفع قيمة الوجود.
وهذا مانجاهد به الجهاد الحسن لملىء نفوسنا وأرضنا بهذه الحقيقة. أعظم سمة في حياة الكائن الحي هي الحب الذي يتجلى بالبناء وليس الهدم .
هناك مقولة وحقيقة علمية ونفسية تقول :
” بأن العقيدة هي التي تقود السلوك البشري” باالفعل أنتمائنا الروحي بالله وبالسماء هي القيمة العظمى بتجلي السلوك وأدراك معنى وقيمة الحب في الوجود يبدأ بشكل فردي بعلاقة الأفراد بين بعضهم البعض وحياتهم على هذا الكوكب. وأيضا الحب موجود يملىء هذا الكون يعانق أرواحنا بذراته فهو غير محدود.
فأن نسعى للحب بهذه القيمة لملىء الكيان البشري هو أن نسمو بالهدف العظيم والحقيقة التي تجمعنا التي هي الأنسان والأنسانية والكون الذي نحيا به .
الحب الألهي الذي يعانق أرواحنا بكياننا هو التعزية وهو المعرفة وهو ويبذل بقيم سامية للبناء والحب هو ثورة في وجه من يقف ضد الحرية الحقيقية والعدالة والسلام والمعرفة ولكنه هو ثورة بلا سلاح . هو ثورة الروح التي تتجلى بالحب لبناء الأنسان وهذا الكوكب والوجود للأفضل. هو ثورة في وجه من يقف ضد الحياة والأنسان وسلام هذا الكون.

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

اختلف المعترضون لكن الفيتو واحد

jawadaswadاختلف المعترضون لكن الفيتو واحد
عندما كانت امريكا تستخدم حق الفيتو في وجه اي قرار يدين اسرائيل كنا نقول هل فعلا امريكا تعني ما تقوله في فحوى اعتراضها وتبريرها لاستخدام الفيتو على وجه يتنافى وكل الاعراف الدولية والاخلاق والمثل العليا لدوله عظمى تحترم نفسها ؟
كانت تعتبر ان ادانه اجرام اسرائيل من شأنه ان يعيق مسيرة السلام في الشرق الاوسط لدلك استخدمت الفيتو
كانت تردد ان ادانه اجرام اسرائيل سيجر المنطقه الى مزيد من العنف
وكنا نسأل. اذا كنا نحن لا حول لنا ولا قوة و لا قدره لنا على الاعتراض. لكن كيف كانت بقيه الدول تتقبل هذا الفيتو على سخافة الحجة والادعاء الواهي بصمت ..سؤال بلا جواب
اليوم روسيا تستخدم حق الفيتو بنفس الاليه وبنفس الاسلوب وتقف في وجه ادانة اجرام النظام السوري بحق شعبه الاعزل عن طريق قصفه بالبراميل العشوائيه المتفجرة بحجه ان ادانته تعيق مسيره السلام والحل السياسي بسوريا..
هل هو تبرير محزن ام مضحك ؟؟
يبدو ان الفيتو وضع لتغطيه عهر الدول الكبرى وهو. بلا شك قرار تستخدمه واحده من الدول الخمس او اكثر لكن هو بالنهاية قرار توافق عليه الدول الخمس مجتمعة ضمنيا لأننا نرى ان الجميع يلتزم به حتى اكثر من الدوله التي تبنت الفيتو ذاتها
تعددت الدول والقرارات ولكن الفيتو واحد. هو شرعنة اجرام القوي في حق الضعيف
منظمة الامم المتحده كان اسمها عندما انشأت عصبة الامم المتحدة وكان الاجدر تسميتها عصابة الامم المتحدة من يومها الى الان

Posted in فكر حر | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (20)

mostafalidawiالآمال المرجوة والأهداف الممكنة

ينظر البعض إلى انتفاضة القدس الثانية، على أنها انتفاضة الثورة والتحرير، والاستقلال والسيادة، والعودة والدولة، وأنها خاتمة النضال، ونهاية الأحزان، وبداية مواسم الأفراح، وأنها بقدر الوجع والألم، والحزن والسقم، والقتل والاعتقال، والتدمير والتخريب، ستكون نتيجتها سعادةٌ وفرح، ونشوةٌ وابتهاجٌ، وستتلوها احتفالاتٌ ومهرجانات، وأفراحٌ وليالٍ ملاح، وأن ليلها سينجلي عن صبحٍ أبلجٍ، وسيبدد نور النهار ظلمات الاحتلال وليله الأسود الحالك، وسيفرح بعدها ذوو الشهداء، وسيرضى الجرحى والمرابطون، والأهل في الوطن والشتات، إذ تحققت أمانيهم، ونالوا ما كان يطمحون إليه ويأملون فيه.

لعل هؤلاء يظلمون الانتفاضة، ويحملونها أكثر مما تحتمل، ويتوقعون منها أنها ستحقق ما عجز عنه الأولون، وما تأخر عن إنجازه السابقون، وأنها ستكون أقوى من الانتفاضات التي سبقتها، والمقاومة التي عبدت لها الطريق، واستخدمت في مسيرتها الرصاصة والقنبلة، والصاروخ والقذيفة، وكان للاستشهاديين فيها دورٌ كبيرٌ وأثرٌ فعال، وسقط خلالها آلاف الشهداء والجرحى، واعتقل آلافٌ أمثالهم وأكثر، ومع ذلك فما حققت الكثير مما نأمل من هذه الانتفاضة المقدسية المباركة الثالثة، وإن كانت تخيف المحتل، وتربك حكومته، وتنشر الذعر والهلع خوفاً من الطعن بين سكانه.

إنهم يثقلون كاهل الفلسطينيين في الوطن، ويأملون منهم أكثر مما يتوقعون بأنفسهم أو يستطيعون بقدراتهم، ولعلهم بما يأملون منهم يكبرون حجر الانتفاضة أكثر مما ينبغي، وينسون أنها انتفاضة سكينٍ لا أكثر، وأن كل طعنةٍ تكلف الشعب شهيداً أو أكثر، ويُكلفُ ذووه من بعده الكثير، إذ يُسجنون ويُعتقلون، وتدمر بيوتهم وتهدم، وتسحب هوياتهم ويطردون من القدس إن كانوا من سكانها، وقد تضيق عليهم سلطات الاحتلال أكثر، ليكونوا درساً لغيرهم وعبرةً لسواهم، لئلا يمضي على دربهم أحد، أو يقلدهم آخر.

نحن لا نحبط أحداً، ولا نقتل آملاً، ولا نسبح عكس التيار، ولا نتحدث بلسان غيرنا ونعبر عن أماني سوانا، بل نتحدث بلسان الشعب في الوطن وأهلنا في الميدان، بلغةٍ واضحةٍ رصينةٍ موزونة، ونريد أن نكون واقعيين ومنطقيين، فلا نخطئ الحساب، ولا نسيئ التقدير، ولا نرفع السقف عالياً ثم نعجز، أو نضخم الأهداف ثم نضعف عن تحقيقها، أو لا نستطيع الوصول إليها، فنحبط أنفسنا والأمة، ونضر بالشعب ونلحق بالقضية الأذى، ونخسر ما ضحينا، ونفقد الشهداء وما قدمنا.

الفلسطينيون في الوطن إذ يشكرون الأمة العربية والإسلامية على مواقفها وتضامنها، وتأييدها ومساندتها، فإنهم يأملون منهم أن يفكروا بعقل من يقيم على الأرض، ويسكن في الوطن، ويقاتل في الميدان، ويعاني ويقاسي، ويجد صعوبةً في الحركة والانتقال، وحمل السكين والسلاح، ويواجه بصدره العاري الخطر، ويتحدى بإرادته ويقينه جيش الاحتلال وآلة قتله الهمجية، وألا يظنوا أن المواجهة مع الاحتلال لعبةٌ سهلة، ومعركةٌ بسيطةٌ، فالعدو الصهيوني خبيثٌ ماكر، ويعرف ماذا يريد منا وماذا يخطط لنا، وهو القادر بسلاحه وعتاده، وقدراته وإمكانياته على أن يتقدم ويتفوق، أو هكذا يتوقع ويأمل.

ولعل الفلسطينيين في الوطن في هذا على حقٍ تام، فلا يشكك فيهم أحد، ولا يكابر عليهم آخر، رغم علمهم بصدق المتضامنين، وإخلاص المحبين، وأمل ورجاء المناصرين، ولكن صدق الأولون عندما قالوا أن أهل مكة أدرى بشعابها، فإن أهل فلسطين أدرى بعدوهم، وأعلم بمواجهته، وأقدر من غيرهم على مقارعته، في الوقت الذي يخاطبون الأمة كلها ويأملون منها أن تصدق قولهم، وأن تؤيد فعلهم، وأن تساندهم في انتفاضتهم التي يعرفون أهدافها، ويدركون أبعادها، ويعلمون يقيناً أنها ليست إلا خطوة كبيرة على طريق النصر والتحرير، وأنه سيكون لها ما بعدها يقيناً.

اعتاد الأسرى والمعتقلون في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، أن يخوضوا إضراباتٍ عن الطعام، أو يمتنعوا عن الزيارة أو غيرها، ويضعون قائمة شروطٍ وعدة مطالب، تتعلق أغلبها بتحسين شروط اعتقالهم، واحترام حقوقهم، وتمكينهم من الاستفادة مما نص عليه القانون وسمحت به الاتفاقيات، ولكنهم لا يطالبون بالإفراج عنهم وإطلاق سراحهم، رغم أن هذا هو الأمل والغاية، وهو أسمى المطالب وأنبل الأهداف، لكن كونهم يعرفون أن هذا الهدف يستحيل على العدو تنفيذه إلا بقهر عمليات التبادل، فإنهم لا يحبطون أنفسهم ويضعون هذا الهدف الكبير ضمن سلسلة أهدافهم المنطقية والمعقولة، والممكنة التنفيذ والسهلة الإنجاز.

وعليه فإن انتفاضة القدس وفلسطين الثانية قادرةٌ بإذن الله، بتضحيات أبنائها وصمود شعبها، وإرادة المرابطين والمرابطات، والثابتين والثابتات، على أن تفرض على سلطات الاحتلال العودة بالأوضاع في المسجد الأقصى ومدينة القدس إلى ما قبل العام 2000، عندما كانت القدس مفتوحة أمام أهلها، والأقصى مشرعٌ للمصلين الفلسطينيين، والزائرين المسلمين، فلا يزاحمهم فيه أحد، ولا تحد من أعدادهم سلطة، ولا يفرض الاحتلال عليهم شروطاً، ولا يحاول تغيير تركيبة السكان فيها، وطرد العرب منها.

كما أن انتفاضة القدس قادرةٌ بإذن الله على منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وطرد السكان، وهدم البيوت والمنازل، وإبعاد المواطنين والأهل، ومداهمة البلدات والقرى، والتجوال في المدن ووضع الحواجز على الطرقات، وقادرةٌ على رفع الحصار عن قطاع غزة، وإكراه العدو على القبول بمشاريع التخفيف عن سكانه، وتسهيل حياته، وبناء ميناءٍ ومطارٍ له، يرتبط من خلالها بالعالم، ويتحرر بهما من قيود الجوار وشروط الأقوياء.

وهي قادرةٌ بإذن الله ما صمدت وبقيت، وما واصل أبناؤها المقاومة والمواجهة، وما وقف إلى جانبهم إخوانهم وأشقاؤهم العرب والمسلمون، على المطالبة بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وتحريرهم من قيدهم وسجنهم، وفي مقدمتهم قدامى الأسرى والمعتقلين، والأسرى المرضى والأطفال والنساء والمسنين، أو تحسين شروط اعتقالهم، ومنع الاعتقال الإداري التعسفي، والتعذيب الوحشي في السجون.

تلك هي بعض الأهداف التي يتطلع إليها شعبنا من انتفاضته، والتي يسعى لتحقيقها بنضاله وتضحياته، ولعله سيمضي حتى يحققها أو بعضها، وسيرغم قادة الكيان وحكومته على القبول والإذعان، وله في انتفاضتيه السابقتين خير أسوةٍ ومثال، فالأولى أجبرته على الاعتراف بالشعب، والثانية أكرهته على الانسحاب من غزة، أما الثالثة فستكون نتيجتها بإذن الله أكبر مما نأمل، وأشد ألما مما يتوقع العدو ويخشى.

بيروت في 30/10/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

إيران «ترتدي» الدولة و«تفوّض» الثورة لحزب الله

walifaqihالشرق الاوسط اللندنية

لم تتردد وزارة الدفاع الأميركية ومعها بريت ماكغورك، المبعوث الجديد للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التحالف الدولي لمواجهة تنظيم «داعش»، الذي سيحل مكان الجنرال جون ألن منتصف الشهر المقبل، في كيل الثناء للدور الذي لعبته قوات الحشد الشعبي من أجل استرجاع مدينة بيجي الاستراتيجية في وسط العراق. إحدى تغريدات ماكغورك في 21 من الشهر الحالي جاء فيها: «بقيادة القوات الأميركية تقدمت قوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي ضد إرهابيي (داعش)، ونحن فخورون بهذه الشراكة، وهذه الوحدات قامت بأداء بطولي، ونحن نتطلع إلى تعزيز شراكتنا معها في هجمات مقبلة».

بيان وزارة الدفاع الأميركية عكس أيضًا تقديرات مايك فيلانوسكي، الضابط المكلف بمهام القوات المشتركة، واستحسان ماكغورك، لقوات التعبئة الشعبية. ومع إشارة البيان إلى أن القوات الخاصة العراقية قامت بالعمليات الصعبة، فإنه لفت إلى أن فرق التعبئة الشعبية، وهي في الأساس «قوات الأمن الشيعية»، كانت هي الأخرى «تقود عمليات».

بعدما قام الجنرال ألن بجولة على العراق ودول أخرى من أجل إنشاء التحالف الدولي لمواجهة «داعش»، وقال: «إن الولايات المتحدة تدعم فقط ما يُسمى بـ(الميليشيات الشيعية المعتدلة) وليس العناصر المتطرفة (…) هذه الميليشيات ليست كيانًا متآلفًا واحدًا، فهناك الميليشيات التي لها علاقات وثيقة مع إيران، وتلك هي العناصر المتطرفة، وليست لدينا أي علاقة معها».

للتوضيح، فإن قوات الحشد الشعبي هذه، والتي أطلق عليها البنتاغون الميليشيات الشيعية، والتي شاركت في تحرير بيجي بقيادة القوات الأميركية، يرأس لجنة التعبئة فيها «أبو مهدي المهندس»، وهو قائد سابق في منظمة «بدر» التي أدرجتها الحكومة الأميركية عام 2009 كإحدى المنظمات الإرهابية العالمية، ووصفت الحكومة الأميركية «المهندس»، واسمه الأصلي جمال جعفر محمد، بأنه مستشار لقاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني».

وتشمل الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والتي لقيت ترحيب المسؤولين الأميركيين: «عصائب أهل الحق» ويتزعمها قيس الخزعلي الذي يُعتقد أنه شارك في قتل 5 أميركيين في كربلاء عام 2007، وكتائب «حزب الله العراقي» وهذه مدرجة من قبل أميركا كمنظمة إرهابية أجنبية، و«حركة النجباء» التي دعت أخيرًا إلى طرد القوات الأميركية من العراق ويتزعمها أكرم عباس الكعبي المصنف أميركيًا كإرهابي، وكتائب «الإمام علي» وزعيمها شبل الزبيدي المقرب من سليماني، وكتائب «سيد الشهداء» التي يقودها مصطفى الشيباني المصنف أميركيًا أيضا كإرهابي، و«فيلق بدر» أكبر الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران في العراق.

هذه الميليشيات الشيعية العراقية التي شكلتها وتدعمها إيران تشارك هي نفسها ومجموعات شيعية أخرى من أفغانستان وباكستان في قتال «داعش» و«النصرة»، والمجموعات الأخرى التي تسميها إيران تكفيرية، في سوريا. والمعروف أيضًا أن إيران دولة دينية ثيوقراطية. وكان جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، قال الأسبوع الماضي، إن هناك بداية اتفاق حول سوريا «موحدة وعلمانية».

لذلك كان مستغربًا، وما زال، أن الهجوم السياسي والإعلامي ضد الغارات الروسية في سوريا لم يرافقه أي اعتراض على دور إيران ودور الميليشيات الشيعية و«حزب الله» إلى جانب قوات النظام السوري ضد «النصرة» و«داعش» و«الجيش السوري الحر».

إذا كنا نعتمد على مفهوم المبدأ، فيبدو أن الولايات المتحدة الأميركية مبدئيًا مع قوات الحشد الشعبي (المدعومة كليًا من إيران) في العراق ومع فروعها التي تقاتل بالمفهوم نفسه في سوريا. وبالتالي فإن موقف الولايات المتحدة من روسيا موقف مبدئي، فهي ضد روسيا بشكل تفصيلي وعام حتى لو جمعتهما في بعض الغارات أهداف واحدة وهي تدمير مقرات «داعش».

من جهتها، تحسد إيران على سعادتها. فهي تتلقى الثناء والشكر على دورها في العراق رغم أنها جزء كبير ممن سببوا المشاكل فيه. وتلقى التغاضي عن دورها في سوريا مع العلم بأنها تتحمل جزءًا أساسيًا من مسؤولية هجوم النظام على متظاهري درعا عام 2011. هناك من يبرر بأنه ليس أمام الولايات المتحدة سوى قبول دور الميليشيات الشيعية في العراق، فالعدو المشترك «داعش».

أما بالنسبة إلى سوريا، فيقولون إن الولايات المتحدة صارت مقتنعة ببقاء بشار الأسد في الحكم لمدة عام ونصف العام، فهو «علماني». إذا كان الأمر كذلك فلماذا إذن تم التخلص من صدام حسين (العلماني في العراق) ومن معمر القذافي (العلماني في ليبيا)، خصوصا أن الدول الثلاث تعيش الآن المصير نفسه؟!

حافظ الأسد احتل لبنان وتدخل في القضية الفلسطينية. وورثه ابنه بشار على رأس الاحتلال والتدخل. صدام حسين غزا الكويت، القذافي غزا تشاد وتدخل في مصر. ما الفرق إذن بين الثلاثة؟

الجواب: إيران والاتفاق النووي وما سيليه. فالتركيز الإيراني بعد الاتفاق، وبعد رفع الحصار الدولي، سيكون بالأساس على حزب الله في لبنان، وبالتالي فإن دوره في المقاومة والثورة سيشتد. فإيران بصدد خلع بزة الثورة صوريًا تحضيرًا لرفع العقوبات واستقبال الاستثمارات الخارجية الغربية. يأمر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بتطبيق الاتفاق النووي، ويهاجم الولايات المتحدة وكأنها ليست الأساس في هذا الاتفاق وليست جزءًا من الغرب. ويقوم السياسيون الأميركيون بزيارة الدول العربية لإقناعها بدولة إيرانية مختلفة ستطل العام المقبل.

لكن إيران الحقيقية ستحتفظ بـ«نيران» ثورتها في لبنان. لا تخاف إيران أن يهتف جمهور حزب الله «لبيك نصر الله»، فعبادة الشخص هذه مسموح بها ما دام المجال أمام استمرار ثورتها عبر تصريحات نارية يطلقها أمين عام الحزب مفتوحًا إلى آخر مدى. لم يتردد حسن نصر الله، يوم السبت الماضي، عن القول وكأنه يهدد: «نحن حزب ولاية الفقيه». ثورة إيران التي تم تفويضها إلى حزب الله، وبالذات إلى نصر الله، تستدعي منه أن يصل إلى سوريا والعراق واليمن، وإلى تهديد دول الخليج وعلى رأسها السعودية، كما تستدعي منه الدفاع عن فنزويلا (!).. الثورة التي تطلبها إيران ثورة «انفلاشية» يغطي تأثيرها دولاً عربية عدة فتؤدي إلى هدمها بالحرب، أو تركيز الجهود العربية لمكافحة المد الإيراني، أو ثورة كما الحال في لبنان، أعادته 100 عام إلى الوراء. انتشرت فيه رجعية وتخلف لا مثيل لهما. انتشرت فيه تجمعات ذات كثافة سكانية من فئة واحدة، يجب أن يبقى أبناؤها جاهزين متى ما تم استدعاؤهم.

الفراغ الرئاسي فرّغ لبنان من القرار. ألغى حزب الله رئاسة الجمهورية في لبنان، وألغى الأمين العام للحزب في خطابه الأخير، صباح السبت الماضي، دور مجلس الوزراء عندما دعا فقط إلى تعزيز طاولة الحوار التي يرعاها ويرأسها نبيه بري رئيس مجلس النواب ورئيس حركة «أمل»، ليصبح لبنان بين مطرقة حزب الله وسندان «أمل».

إن لبنان يُسحب من تحت اللبنانيين وأمام ناظريهم، كل ذلك لأن إيران ستتحول ضمن حدودها إلى دولة فيما تبقى ثورتها مشتعلة في لبنان. لكن، قد يكون حزب الله بدأ يلاحظ أنه حتى الذين اعتقد أنهم مسرورون في ربوعه صاروا يفكرون بالهجرة إلى الغرب، حيث لحقت الفاجعة البحرية بعائلة صفوان، أما الناجيان الاثنان فقالا من الضاحية: «هربنا كي يتلقى أطفالنا العلم والثقافة.. فأي مستقبل لنا ولهم هنا؟».

هذا الكلام يعبر عن مشاعر الكثيرين من الشيعة اللبنانيين الذين سئموا خط المقاومة، ودور المقاومة، وطلب المقاومة لأرواح أبنائهم. هؤلاء لبنانيون يرفضون ارتداء الثوب الشيعي الإيراني. لا يريدون تغيير عاداتهم أو تقاليدهم اللبنانية. الجيل الذي صعد مع حزب الله لن يكون له مفعوله على الأجيال اللاحقة.

قال أمين عام حزب الله، يوم السبت الماضي: «إن إسرائيل هي أداة تنفيذية خدمة للهيمنة الأميركية على منطقتنا»، للأسف هذا ينطبق أيضًا على حزب الله في لبنان لإبقاء الهيمنة الإيرانية على المنطقة. لكن هناك نتيجة إيجابية واحدة أنتجها «الربيع العربي»، إذ لم يعد بإمكان حزب، حتى لو ملأ «الساحات والميادين»، إخافة شعب أو التحكم به أو بطائفة بأكملها. لا يمكن العودة إلى الوراء. لجوء عائلة صفوان القادرة ماديًا إلى الهجرة غير الشرعية أكبر دليل على ذلك، ومشاركة شيعة كل المناطق اللبنانية، لا سيما تلك التي تعتبر معاقل للحزب ولحركة «أمل»، بالحراك الشعبي دليل آخر للتطلع إلى مستقبل يختلف عن ذلك الذي يعده به الحزب والحركة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment