مرجع ديني أم مستشار الأمين العام للأمم المتحدة؟

بعد الهجمة الإرهابية على مخيم ليبرتي التي راح ضحيتها (23) من اللاجئين الإيرانيين الأبرياء في العراق ضمن حالة فريدة libertysiegeفي تأريخ المفوضية العليا للاجئين، لم تحدث حتى في شريعة الغاب، كان الكثير منا ينتظر تعليق اهم شخصين يرتبطان بالحدث الإجرامي، اولهما رئيس الوزراء حيدر العبادي، والذي كما يبدو لا بجرأ عن الإفصاح عما يدور في خلده من افكار، مفضلا ان ينهج كسلفه جودي المالكي، منهج القرود الثلاثة ( لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم). فهذا الرجل الذي رضع من ثدي حزب الدعوة العميل حليبا فاسدا لا يرتجى أصلا منه نفعا، الذي يصرح بأن العراق وإيران روحا وجسد بعد كل الويلات والكوارث لا نقول له سوى (لا حول ولا قوة إلا بالله).
الشحص الثاني هو ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق (يان كوبيتش) بإعتباره المسؤول الدولي المباشر عن أوضاع اللاجئين الإيرانيين في العراق، والذي كنا ننتظر منه أضعف الإيمان أي التعبير عن قلقه من الحادث الإرهابي كالعادة! وينقل تعزية سيده في نيويورك لمشاريع الشهادة القادمة من اللاجئين بعبارته المألوفة “عميق أسفنا”. إختفى يان كوبيتش من المشهد السياسي تماما، مع انه من المفترض به ان يقوم على الفور بزيارة ميدانية لمخيم ليبرتي للوقوف على الإضرار الجسيمة التي خلفتها صواريخ الغدر، او على أقل تقدير تقديم العزاء لذوي الضحايا الأبرياء، واعلام الثعلب الدولي في نيويورك بتفاصيل الجريمة الإرهابية الأخيرة. لكنه مثل فص الملح ذاب ولا أثر له! لا حضور ولا تعليق ولا حس ولا نفس! أين المبعوث الدولي؟
في اليوم التالي من الهجوم الصاروخي على ليبرتي تفجرت الحقيقة فقد تبين ان المبعوث الدولي ارسل من قبل سيده مبعوثا الى النجف لزيارة السيستاني وتجديد مراسيم ولاء الطاعة من جهة، وتسلم اكرامية هذه الطاعة من جهة أخرى، وكما يقول المثل العراقي” تارك ابوه ويركض ورا مرة ابوه”. هدية المرجع الأعلى مغرية والهدية لا ترد، وهي عبارة عن (ضريح مصغر للعتبات المقدسة من الذهب والأحجار الكريمة) تقدر قيمته مليون دولار.
جاء توقيت الزيارة غريبا لأنه حدث في موسم عاشوراء وهو وقت غير مناسب لزيارة المرجع لإنشعاله بأمور الطائفة، وكذلك لأن العراق كله في حالة طوفان بسبب الفياضانات وتعرقل السير وقد اعلنت عطلة رسمية بسبب الطوفان، ولأن الهجوم الإرهابي على المخيم يستدعي وجوده في بغداد للوقوف على تفاصيل الحدث، ونقلها الى نيويورك، وهذا من صلب واجباته وليست منة منه. لا غرابة في موقف (يان كوبيتش) فهو مثل سلفه جاء ليغتني وهي فرصة ذهبية للثروة لا يعقل ان يبدد اكراميات السيد من اجل لاجئين ايرانيين لا نفع من ورائهم. كما ان هذه الزيارات مجدولة ومبرمجة واجبارية من قبل الأمين العام نفسه.
كان مسلسل زيارات مبعوثي الأمين العام للنجف واللقاء بالمرجع الشيعي الأعلى يثير الإستغراب! ما علاقة الأمم المتحدة بالسيستاني، فهو رجل دين كما يدعي! ان كان يمثل طيفا معين فإنه لا يمثل العراقيين كلهم، ولا الشيعة كلهم، بل ان مقلدي الخامنئي في العراق اكثر من مؤيدي السيستاني، وهناك من يقلد اليعقوبي، والمراجع الثلاثة الآخرين، وهناك من يقلد السيد الصرخي والخالصي وغيرهم. لذا كان من الأولى به ان يزو الخامنئي واليعقوبي وبقية المراجع الشيعية. كما إننا لم نسمع في يوم ما ان الأمم المتحدة تعاملت مع مرجع مسيحي او يهودي او بوذي او غيرهم في تأريخها. فلماذا السيستاني دون غيره؟
إنجلت غيمة الحيرة والإستفهام عن هذه الزيارات المثيرة عندما صرح السيد بومدرة الذي شغل منصب المستشار الخاص ليونامي والمكلف بملف اللاجئين الإيرانيين في مخيم أشرف لمدة عامين بأنه” لدينا توجيه من الأمين العام للأمم المتحدة لزيارة السيد السيستاني وأخد التوجيهات منه، ويمنع المبعوث الأممي من زيارة أي رمز من رموز أهل السنة. وان الإجتماعات التي يعقدها ممثل الأمين العام في العراق تكون بحضور (15) من السفراء فقط، ولا يجوز أن يحضرها أي سفير عربي”. وأزال الإلتباس بشأن موضوع آخر يكشف فيه عن سر سكوت المالكي وخلفه العبادي عن الإرهاب الذي يمارسة نظام الملالي وأقزامه العراقيين ضد اللاجئين الإيرانيين بقوله خلال جلسة مع الكونغرس الأمريكي” أؤكد أمامكم بأن يونامي لا تعمل اطلاقاً بشكل مستقل. خصوصا في المواضيع ذات الصلة بمخيم أشرف. فإتخاذ القرارات بشأن المخيم وسكانه، تتم في مكتب رئاسة الوزراء العراقي، وفي بعض الأحيان في السفارة الايرانية ببغداد”.
لو إستعرضنا المواضيع التي ناقشها ممثل الأمين العام مع المرجع الأعلى “بشكل معمق” حسب وصفه، لأنتابتنا الحيرة! إنها مواضيع يمكن قبولها لو إنه ناقشها مع رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو وزير الدفاع على أقل تقدير. فمن تلك المواضيع دعم القوات الأمنية، إجراء الإصلاحات الحكومية، محاربة الفساد، إعادة الأموال المسروقة، محاربة داعش، موضوع النازحين. جميعها مواضيع سياسية وعسكرية وأمنية لا تمت بصلة للمرجع الأعلى، لكن في تملق يرقى لإعنان السماء صرح (يان كوبيتش) “نحن شاكرون جدا النصح، وهذا مهم في الامم المتحدة والمجتمع الدولي”. طالما أن الأمم المتحدة تستفيد من نصائح المرجع الإعلى! إذن لما لا تعينه مستشارا للأمين العام للمتحدة وتنقله الى نيويورك لتعم الفائدة على الجميع؟
وبشأن اصلاحات الحكومة علق كوبيتش” يجب دعم جهود الاصلاح وطرح افكار من قبل السياسيين والبرلمانيين ومنظمات المجمتع الدولي لمساعدة الحكومة في عملية الاصلاح”، لكن اليس من الأجدى أن يناقش موضوع الإصلاح مع رئيس البرلمان بإعتبارة الجهة صاحبة العلاقة! لكن ربما للمبعوث الدولي عذره بعد أن سمع رئيس البرلمان يتوسل المراجع الشيعية بإصدار فتوى لإسكان النازحين والمهجرين في الجوامع بعد الطوفان الأخير، وفكر مع نفسه بأن رئيس البرلمان الذي يعجز عن فتح جوامع تعود لأوقاف الدولة لإسكان النازحين، ويتوسل المراجع لفتحها، مثله لا يستحق أي قيمة أو إعتبار.
المصيبة الأخرى تتمثل في إجتماع المبعوث الدولي بزعماء الميليشيات الإرهابية التي دمرت العراق وعبثت بأمنه، وهي نفسها التي تنفذ الأعمال الإرهابية ضد مخيم ليبرتي وقبله أشرف، كميليشيا حزب الله، وعصائب أهل الحق وغيرها ممن يشكل نواة الحشد الشعبي، والكارثة إن كوبيتش يشيد بهذه الميليشيات ودوها في أمن وإستقرار البلد، وهذه أيضا أول مرة نسمع فيها دعم الأمم المتحدة لميليشيات إرهابية!
فقد صرح المله (كوبيتش) بأن “الحشد الشعبي يلعب دورا مهما في مواجهة عصابات داعش الارهابية ويجب الاقرار بهذا الدور، والكثير من اعضاء الحشد استشهدوا خلال مواجهاتهم مع داعش، لذلك من الضروري دعم القوات الامنية والحشد في حربها ضد الارهاب”.
عجبا! إرهاب يحارب إرهاب! من يحل لنا هذا اللغز؟ أو إرهاب يحظى بإعجاب الأمم المتحدة، وإرهاب لا يحظى بإعجابها! لكن لا حيرة ولا دهشة! فالأمم المتحدة هي لسان الولايات المتحدة، قبله بأيام أشاد السفير الأمريكي في بغداد بالحشد الطائفي أيضا.
ذكر الثعلب الدولي” سبق لي ان ناقشت مع قيادات الحشد الشعبي ضرورة الحفاظ على القانون وحقوق الانسان خلال حربهم مع داعش واكدوا لي ذلك، وعلينا المحافظة على هذا الامر”. وما إن إنتهى اللقاء حتى قام الحشد الشعبي بتأكيد ذلك من خلال تفجير (جامع الفتاح) وهو من أكبر المساجد في قضاء بيجي، مع أهازيج وهتافات طائفية مقرفة، علاوة على سرقة البيوت الخالية من أهلها، وإعتقال المئات من الشباب بتهمة التعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية.
إن كان(يان كوبيتش) لا يعلم فتلك مصيبة، وان كان يعلم فتلك رشوة!
قال الشاعر:
إذا أنت جازيت المسيء بفعله … ففعلك من فعل المسيء قريبُ

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (23) طلبة المعاهد والجامعات خزان الانتفاضة

mostafalidawiأبطال انتفاضة فلسطين المباركة وجنودها، والمضحون بأرواحهم من أجل القدس ومسراها، الذين تسطع أسماؤهم وتسمو أرواحهم كل يومٍ من الجنسين معاً، على مدى الوطن كله، ليسوا يائسين ولا محبطين يتحركون بلا أمل، وليسوا عاطلين وقاعدين عن العمل، وليسوا في الحياة هامشيين أو همل، كما أنهم لا يفتقرون إلى الرؤية والمعرفة، ولا إلى العلم والثقافة، ولا يشكون من انعدام الرؤية وضعف البصيرة، بل إنهم زهرة المجتمع الفلسطيني وقلبه النابض ومستقبله المشرق وغده الواعد، إنهم شباب الشعب النضر وجيله البِشِر، الذين يناط بهم الأمل، وتتطلع إليهم العيون، وتشرئب لهم الأعناق، إذ أن الأمل كبير في أن يكون الخلاص على أيدهم، والنجاة في مساعيهم، والنصر ببركة دمائهم وتضحياتهم.

يحق لنا أن نطلق على انتفاضة القدس الثانية أنها انتفاضة الطلاب، إذ تمور الجامعات والمعاهد الفلسطينية وتموج بشبابها وشاباتها كشرارات النضى، الذين يرصدون ويتابعون، ويدرسون ويخططون، ثم يقتحمون ويهاجمون، ولا يبالون بما ينتظرهم، ولا بالمصير المحتوم الذي يتربص بهم، فهم قد خرجوا لأجل القدس والمسرى، ونصرةً لفلسطين وأهلها، وثأراً وانتقاماً ممن اعتدى عليهم وبغى، وقتل واعتقل أهلهم وطغى، فلا يؤخرهم عن الدفاع عنها أحد، ولا يعطلهم عن الفعل والعمل الجاد شئ، إذ أن الرؤية عندهم واضحة، والغاية لديهم معروفة، رغم أنهم شبابٌ يافع، وأعمارهم غضة، وأيامهم في الحياة محدودة، إلا أن خبرتهم في الحياة ليست ضحلة، وأعوادهم على حداثة سنهم لم تكن يوماً أبداً طرية.

يكاد يكون أغلب الذين قاموا بعمليات الطعن والدهس، والشهداء الذين سقطوا في المواجهات، أو غيلةً وغدراً وثأراً وانتقاماً في الشوارع والطرقات، كلهم من الطلاب المتميزين المتفوقين، المنتظمين في الدراسة، والجادين في طلب العلم، من المنتسبين إلى مختلف الكليات والتخصصات العلمية، ومن أبناء العائلات العريقة والغنية، التي لا تشكو من فقرٍ ولا تعاني من فاقة، وممن كان ينتظرهم مستقبلٌ زاهرٌ وغدٌ مشرقٌ لو كانت بلادهم حرة، وإرادتهم مستقلة، ولا محتل يتحكم فيهم ويقرر في مصيرهم، ويضيق عليهم ويحرمهم من حقوقهم كشعبٍ يستحق الحياة في ظل دولةٍ مستقلةٍ وتحت راية علمٍ يرفرف.

وكما يتنافس الطلاب على التضحية والفداء، والعمل والعطاء، فإن الجامعات الفلسطينية تتنافس فيما بينها وتتبارى، أيهم يقدم طلاباً أكثر، وأيهم يكون اسمها أسمى وصوتها أعلى وعطاؤها أكبر وأعظم، ومقاوموها أشهر وأمهر، فكانت جامعة بيرزيت ذلك الصرح العلمي العالي، والمعهد الوطني الكبير الذي تخرج منه العديد من قيادات العمل الوطني الفلسطيني وكوادره الفاعلة، التي أفتخر أنني كنت يوماً أحد طلابها، وتشرفت بأن أكون حتى بداية انتفاضة الحجارة رئيساً للكتلة الإسلامية فيها، التي خاضت غمار العمل الوطني مبكراً، وقدمت أول شهيدين من طلابها، وهما جواد أبو سلمية وصائب ذهب، فكأنهما وهما الأوائل قد عبدا الطريق لمن بعدهما، وفتحا درب المقاومة للأجيال الطلابية اللاحقة، وأفسحا المجال لهم للتنافس والسباق، ومنها كان يحيى عياش، مهندس العمليات الاستشهادية، وصاحب الشهرة الأكبر بين رجالات المقاومة الفلسطينية.

لكن جامعة بيرزيت التي أحب والتي إليها يوماً انتسبت، لم تتوقف عند مهندسها الأشهر والشهيدين العلمين الأولين، بل توالى شهداؤها، وتخرج قياديوها، وتتابع طلابها، وقادوا في انتفاضة القدس الأولى والثانية الجموع وتقدموا الصفوف، وصنعوا الشعارات ووضعوا عناوين المرحلة، وألويات الشعب والقضية، ولحقت بها ومضت معها جامعة النجاح الوطنية، وهي التي لا تقل عن بيرزيت عراقةً وأصالةً، ووطنيةً وانتماءً، وسارت إلى جانبها في تنافسٍ رائعٍ، وعملٍ وطني عظيم، تكمل معها الطريق، وتفتح الجديد، وتشق دروباً كانت قبلهما عصية وصعبة، أو محصورةً في سواهم وممنوعةً عليهم، ولكنهما وهما الكبر في الضفة الغربية، كانا كفرسي رهان يتسابقان، وكتوأمين يتشابهان، يعطيان في تنافس، ويتقدمان في حب.

أما بقية الجامعات والمعاهد الفلسطينية الأخرى، الخليل وبيت لحم، والقدس المفتوحة ومعاهد البوليتكنيك والخضوري ورام الله، وكليات المجتمع العصرية وغيرهم، وهي التي تحتضن القطاع الأكبر من شباب الضفة الغربية وشاباتها، الذين ينتسبون إليها ويدرسون فيها، في الوقت الذي يمثلون فيه كل مدن الضفة الغربية وبلداتها، فما قصرت ولا هي تأخرت، وما كانت دون غيرها أو أقل من سواها مساهمةً ومشاركة، بل باتت وطلابها جميعاً يتسابقون ويتنافسون، ويعملون وينسقون، ويبتكرون ويبدعون، في صيرورةٍ لا تنتهي، وعملٍ لا ينقطع، وجهدٍ لا يكل، ونفوسٍ لا تمل، وأملٍ باقٍ في نفوسهم مهما تعمق الجرح وازداد الألم.

لا تقتصر المشاركة في انتفاضة القدس الثانية على طلاب الجامعات والمعاهد، وإن كانوا يشكلون السواد الأعظم فيها، بل إن طلبة المدارس الثانوية ومن هم دونها يتسابقون في المشاركة، ويسارعون لإثبات وجودهم وفرض دورهم، ورفع صوتهم عالياً لبيان حضورهم، وتأكيد فعاليتهم، ولعل حماستهم تفوق حماسة طلاب الجامعات، فهم لا يقلون عنهم وعياً وثقافة، ولا تنقصهم الشجاعة والبسالة، ولا الغيرة والحمية، ولا القوة والإقدام، ويرفضون أن يستثنيهم أحد، أو أن يعترض على مشاركتهم لحداثة سنهم أو لقلة خبرتهم، أو خوفاً عليهم ورأفةً بهم.

لا يستطيع أحدٌ أن يشوه سمعه الشهداء الطلاب، الذين نفذوا عمليات طعنٍ في القدس ومدن الضفة الغربية، ويتهمهم بأنهم كانوا يعانون في حياتهم، أو يشكون في دراستهم، أو أنهم كانوا منبوذين في مجتمعاتهم، أو غير مقبولين في بيوتهم وأسرهم، لهذا آثروا القيام بعمليات طعنٍ أو دهسٍ ينهوا بها حياتهم، ويتخلصوا من معاناتهم، وهذا محض كذب، وخرافة وسفاهةٌ يثيرها الإسرائيليون ويروجها إعلامهم.

بل إن هؤلاء الطلاب على العكس مما يشيع الإسرائيليون، وعلى النقيض من الصورة التي يحاولن أن يرسموها لهم، غذ تشهد سجلاتهم الدراسية على تفوقهم، ويروي جيرانهم ومعارفهم قصصاً كثيرة عن حيوتهم وروحهم الحلوة، وحبهم للحياة وإقبالهم عليها، ويتحدث أهلهم وذووهم المقربون عن طبيعتهم الجميلة، ومشاركتهم الدائمة، وإيثارهم الشديد، وغيرتهم على أهلهم، وملاطفتهم ومداعبتهم للصغار، وميلهم للمساعدة والتعاون، وعمل الخير والزيادة في الإحسان، بروحٍ وثابةٍ، وهمةٍ عاليةٍ، وقلبٍ طيبٍ لا يعرف غير الحب.

بيروت في 2/11/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

إرتباط جريمة قتل الشرف بالغلو في التدين

ahlamakramفي هذا اليوم 29- أكتوبر الذي ’يعتبر اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا قتل الشرف, يؤلمني ان اكتب مرة أخرى وأعلم أنني سأكتب مرات ومرات طالما بقيّ في نفسي شيء من الحياة أنادي به الضمير المجتمعي العربي. ولن أقف صامتة عن فضح هذه الجرائم دوليا, ولن أرضى بأن أخفي هذه العيوب تحت إدّعاء بأن هذه الجرائم هي جرائم مجتمعية ترتبط بالثقافة والعادات ولا ترتبط بالدين. لأني أبحث في كلاهما لأعود بجذور هذا العنف وهذه الإستهانة بحياة المرأة لمعرفة أين تكمن الحقيقة بينما لا يتوقف فقهاء الدين عن الإدّعاء بتكريمها…

خلال العشرون سنة السابقة.دخل الدين ومظاهر التدين إلى كل جوانب الحياة الطبيعية للأفراد. عملية الأسلمة المجتمعية, التي قام بها فقهاء الدين وأئمة الجوامع, وتواطئت معها الحكومات،ولم يجرؤ احد على الوقوف بوجههم ليقول كلمة حق بأن ما فعلوه أدى إلى خراب وتخريب العقلية العربية, حين ربطوها بكل ما في الدين وكل الأديان من سلبيات. كلمات ممكن, ولكن, والله أعلم جردت العقل من أكبر هبة ربانية, وهي العقل والضمير, في ذات الوقت الذي عملت على تجريد الله سبحانه وتعالى, من صفاته الإيجابية والحسني كاالرحمة والمغفرة والتسامح والعدالة. وتركت الإنسان العربي ضائعا في متاهة تفسيرات وفتاوي لا عد لها ولا حصر. النتيجة هي مجتمعات،مغيبه فكريا, ممزقة إجتماعيا, نساء محرومات من العدل ومن الحياة, أطفال محرومون من الحنان أو الإعتبار لأنهم ولدوا بلا أب وبلا نسب. مجتمعات إنعدمت فيها أو تقلصت الأخلاقيات إلى مظاهر دينية خارجية في النقاب والحجاب والجلابية واللحية, بينما الفساد والإنحلال الأخلاقي وإنعدام المسؤولية الإنسانية تجاه الآخر هي الشيء المقبول مجتمعيا. تنخر فيها دودة حية تأكل القلب والضمير المجتمعي الجمعي.. وهو الوضع والوصف الذي ينطبق على أغلبية المجتمعات العربية الإسلامية.

الجريمة التي قرأت عنها على صفحات إيلاف ( وأشكرها على فتح باب حرية التعبير والنشر بهدف التوعية) والتي حدثت في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق ليست بجديدة وليست بواحدة.. وبالتأكيد شهيدة أخرى على مذبح العائلة, التي تؤمن بأن دم الإبنة ’يطهّرها من العار. وفقهاء دين إعتبروا بأن جسد الأنثى يحمل وزر نقاء المجتمع الإسلامي. جريمة يتقبّلها الضمير المجتمعي مثل نعجة لا وزن لها ولا قيمة.. هذه الجريمة تتم في كل أرجاء المنطقة العربية والإسلامية فقبل أشهر كانت جريمة طرطوس السورية التي قتل فيها الزوج العريس المهندس المتعلم الواعي بعد 18 يوم من زواجه, بتعذيب عروسته بطريقة وحشية لمدة 8 ساعات, وخنقها ثم رميها من الطابق الرابع, بعد أن أوصله شكه وغيرته المجنونه إلى الإصرار على أنها خانته, برغم إستمرار تأكيدها لبراءتها.

وقبلها جريمة أخرى في ذات الإقليم ’تقدّم المثل الأكبر لقصور بل وإنعدام قوانين الأحوال عن حماية المرأة وللعدالة لها, حين قتل زوج زوجته الثانية القاصرة إبنة الرابعة عشر التي يكبرها بثمانية وثلايون سنه. ولم يكتفي بالقتل البشع بل مثّل بجسدها بوحشية فائقة وقام بسحل جثتها بسيارته وإطلاق أعيرة نارية على الجسد الصغير ثم ألقى به في شارع أخر.. بدون أن يعترض طريقة أحد.

جرائم الشرف التي إزدادت في غزة والضفة الغربية، ’تقدم أبرز مثالا على الإستهانة بحياة المرأة, من كلا الطرفين فتح وحماس.

اولآ – تقاعس فتح عن سن قوانين لحماية المرأة. وإبقائها على القوانين المعمول بها منذ العهد العثماني, واخذها بقانون الأحوال الشخصية الأردني الذي يتواطأ مع ثقافة المجتمع, بل ويعززها في إبقائه على مادة 320 في العذر المحلل.

ثانيا – والإزدراء المجتمعي للقانون وعدم الإحترام لأي رمز من رموزه حين قتل الرجل زوجته في المحكمة الشرعية؟

ثالثا – الأسلمة المجتمعية التي قامت وتقوم بها حماس والتي قام أحد مشرعيها بتوقيع تقرير لإثبات إتهام رجل لزوجتة أم أطفاله الخمسة بإرتكاب افعال مشينة بحيث قتلها والدها؟

الجرائم كثيرة ولن تسعني مقالة ولا حتى كتاب لسردها ولن أرجعها لأي مسؤولية الغرب والإستعمار. بل سأرجعها إلى مكانها الأصلي. إلى البيئه الحاضنة التي بررت دونية المرأة، وبررت رجم الزانية, مما فتح الباب للقاتل بستر ما يسميه بالفضيحه بالقتل, فضيجة القتل أقل من فضيحة الرجم العلني.

لقد أطلقت هذه البيئه العنان لإنفلات غير طبيعي في النفسية الذكورية، مهد له الأئمة الأربعة الحنفي- المالكي- الشافعي والحنبلي حين فسروا “”ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق “” وفسروا الحق بأنه حق الرجل المطلق في الدفاع عن عرضه. وأقروا هذا الحق, تحت مقاصد الشريعة: حفظ الدين حفظ النفس حفظ العقل حفظ المال – حفظ العرض, وأكدوا على حفظ العرض حفظا لنقاء النسب. وهو ما جعل البرلمانات العربية ترفض إقرار عقوبة ’تماثل هذه الجريمة المتكاملة الأطراف, وإعتبروها جريمة غسل عار ’يعفى فيها القاتل لأن القصد منها حفظ العرض للحفاظ على نقاء النسب وطهارة المجتمع الإسلامي؟

ليس من المهم ان تكون منتميا لتنظيم داعش وأخواتها لتحمل مثل هذه الأفكار المتشددة, وجودك في مثل هذه البيئة وسكوتك عما يدور حولك, تقبلك لمثل هذه الجرائم, يشجع من بيننا ومن أعز الناس إلينا دواعش صغيرة أو كبيرة.

في كل خطبة جمعة لا يدين فقهاء الدين داعش وأخواتها, ولا يدينون هذه الجرائم, ’يمهدون الطريق لها في منطقة اخرى. ثم نتساءل كيف ومن أين أتت داعش؟

في كل يوم يمر بدون العمل الجاد على تغيير الثقافة وتغيير المناهج التعليمية, وتغيير قانون الأحوال الشخصية, سيظهر من بيننا وفينا داعشي جديد..

دونية المرأة التي رسّخها رجل الدين والمجتمع, هو ما خلق البيئة الحاضنة لمثل هذه الجرائم ضد المرأة. تأكيدهم بانها جسد للإستمتاع ووعاء للحمل هو ما رسّخه فقهاء الدين سواء داعشي ام لا..المؤثرات الداعشية موجودة في بيئتنا, وننميها حين نسكت عن التطرف وعن الغلو في التدين.

سكوت الإعلام الرسمي عن الجريمة, ما هو إلا تأكيدا لخوف الحكومة من فتح باب التساؤل الشعبي لماذا توجد هذه الجرائم في مجتمعاتنا. إضافة إلى أن الإعلام أداة الحكومة التي شرّعت القوانين لحماية الرجل. الحكومات العربية كلها متواطئه مع هذا التفكير حين تركت ملف قانون الأحوال الشخصية الوحيد المرتبط بالأحكام الدينية بينما عدّلت وطورّت القوانين الإقتصادية والتجارية بما يتناسب مع العصر. إلى جانب انها خائفه من علمائها ومن شعوبها في فتح مثل هذه القضايا ووضعها على مشرحة البحث في التراث وفي إعمال العقل. أكبر دليل على ذلك رفض الأزهر إدانة ما تقوم به داعش من جرائم ضد المرأة والمجتمعات والعالم من حولها. والإكتفاء بالقول بأن قتل الشرف ليس من الدين تأرجح الأزهر في تثوير الفكر الديني ووأد مثل هذا التراث, يؤكد بان ما تفعله داعش والقاعدة وبوكو حرام وغيرهم من المنظمات الإرهابية من الدين؟؟ في ذات الوقت الذي نستميت فيه بالتأكيد بانها ليست من الدين.

الجريمه لها أبعاد متعددة, وستستمر ’ترتكب طالما ’تبرر قانونيا. وطالما هناك رجال دين يؤمنوا بفكر متخلف ينتمي للعصور الغابرة ولا يريدون الأخذ بتطوير الدين لجعله متصالحا مع نفسه ومع عصره.. بناء على تفسير إيجابي لصلاحه لكل زمان ومكان.. نعم أسوة بالديانات الأخرى التي خرجت بسكوت وبلا ضجيج من جحور التخلف..

منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية

المصدر ايلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

فيلم المتطرف يتهم التعليم الديني بموريتانيا متجاوزاً الخطوط الحمر

موريتانيا: فيلم ” المتطرف ” يثير جدلا ً في أفتتاح المهرجان الدولي للفيلم القصير
extrimistmovie

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment

أوباما ينفجر بالضحك لرؤية طفل متنكر بزي البابا فرانسيس باحتفال الهالوين

أوباما يرحب بطفل صغير متنكر بزي بابا الفاتيكان فرانسيس، ويركب ايضا عربته

أوباما ينفجر ضحكاُ وهو يرحب بطفل صغير متنكر بزي بابا الفاتيكان فرانسيس، ويركب ايضا عربته

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

بطلان اسرائيليان يرفعان علم بلادهم في ابو ظبي ويفوزان

israieljudoshampsحاولت أبوظبي منع لاعبي الجودو الإسرائيليين “ياردين جربي” و”ساغي موكي ” من حمل العلم الإسرائيلي في بطولة الجودو التي استضافتها هذا الأسبوع, ولكنها فشلت و فاز هذان اللاعبان الموهوبان بالميدالية البرونزية وها هما يفتخران بها وبعلمهما الوطني ! وسلملي ع ابو ظبي

Posted in فكر حر | Leave a comment

طبيب يشتري حلويات الهالوين من الاطفال لحماية اسنانهم

Happy_Hallاستيقظ بنجي هذا الصباح: ماما، لم أعد أحب وجبة الفطور، لقد مللت منها، كل يوم فطور؟
أحست أمه أن في الأمر مؤامرة كبيرة، فمن المستحيل أن يلغي بنجي واجبة واحدة: هل هذا صحيح؟
فرد: نعم، دعيني اليوم أجرب السكاكر التي جمعتها ليلة البارحة في الهالويين بدلا من وجبة الفطور!
…..
جرت العادة أن تخفي فرح السكاكر التي يجمعها بنجي وجازي بعد جولتهم في الحارة مساءا، ثم تلقيهم خلال الليل بسلة القمامة…
لكنها هذا العام ستبيعهم….
نعم ستبيعهم…
تضحك فرح وتقول: لدينا مشروع كبير هذا العام، وسنضمن الحصول على بعض النقود، ثم تتابع: أعلن طبيب أسنان بنجي وجازي أنه على استعداد أن يدفع دولارا لكل باوند من السكاكر، لدينا ما يقارب عشر بوندات، وسنحصل على عشر دولارات!
….
للفترة الأولى ظننت أن فرح تمزح، لكنها أصرّت أن الأمر حقيقة…
….
ما أجمل أن يحس الإنسان بمسؤوليته!
ما أجمل أن يقوم كل منّا بعمل ما يضمن من خلاله أنه فعل شيئا جميلا يعود على الغير بالفائدة!
لقد قرر هذا الطبيب (مختص في طب أسنان الأطفال) ان يشتري من الأطفال الذين يأمّون عيادته كل السكاكر التي جمعوها، كي يخفف من حدة الاثر السلبي لتناول تلك السكاكر على سلامة أسنانهم…
ليس هذا وحسب، بل سيجري تعليبها حسب الأصول وارسالها على نفقته إلى الجنود الأمريكان خارج أمريكا….
********************
استمروا في القتال…..
فليس هناك حل سوى أن تنهوا بعضكم البعض…
أقولها والألم يعتصر قلبي…
وكل هالويين وكل الطيبين بألف خير…

Posted in اعتني بصحتك | Leave a comment

قانون الزواج المدني في منطقة عفرين السورية

childmariagepedophiliaيمنع قانون الزواج المدني الجديد في المناطق الكردية تعدد الزوجات، ويعطي الحقَ لكل شخص بالغ ذكر او انثى بقرار الزواج دون موافقة ولي الأمر او مهر, وأصبحت شهادة المرأة مساويةً لشهادة الرجل, وتم تحديد سن الزواج بثمانية عشر عاماً، ويعطي الحق للراغبين بإبرام عقود زواجهم في المحكمة الشرعية، وكتب كتابهم لدى الشيخ، بشرط مراجعة البلدية وتقديم الأوراق المطلوبة, وهي صورتان شخصيتان وصورة عن الهوية، إضافة إلى تحاليل طبية لكل من الطرفين، ويشترط أن يكونا خاليين من الأمراض السارية والمعدية، حتى يتمكنا من الحصول على عقد زواج من البلدية. ويجدر بالذكر ان المؤسسات التابعة للنظام السوري لا تعترف بعقد الزواج المدني, لذلك سيكون من المتحتم على من عقد مدنيا ان يثبت هذا الزواج شرعياً ليتمكن من الحصول على الوثائق الحكومية. الصورة كاريكاتيرية لكهل يتزوج شرعاً من فتاة قاصر ما زالت تلعب بالشارع.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

ألهة الظلام

abdelrahmansharafفي الإنتظار بالجرح الطويل فمازلنا نحيا في هذه الحياة وأسال قلبي وانا أكابر وأكتوم بشحابة القدر
والأطفال نيام في الليل والأسياد كالكلاب يتسكعون على حقوق الشعوب . ورجال الدين ينامون بالجحيم قبل القيامة .
والمراة ترضع زوجها من حليب نهدها ليسكر بغمرات الليل وأستعمار الهوى له وعبودية الحياة به .
والشاعر أصبح يحاكي الحجر بدل أن يحاكي الأنسان وظلام الليل والكاتب ينتظر لتنما جوارحه به وهو يقلب الكتب ويكتب عناوينه بالخبز السماوي وبالألم وفقر القلم في أمة العرب .
والعواصف تبددنا وتهدمنا . ونحن غرباء عن هذه الحياة لا نفرح كما يجب بل نفرح كما يحلو لنا ونحن نمزق أجوافنا ونلهو بمعتقداتنا
فلا ندرك معنى العاصفة ونلهو بالنهار والليل بأفكارنا وشتاتنا وسباتنا في رحلتنا السوداء بذواتنا .
لنجعل العاصفة تمضي بدلا من ان تنبت البذور في أجزائنا المحطمة وتبقى تقودنا إلى الوراء وعدمية الوجود
ونحن نعشق أصنامنا ومنحدراتنا وخزينا وغبائنا بين الأمم وفي التاريخ ونحن نردد أسفارنا وأحمالنا بوسط أنهار الدماء وكلنا أعداء لبعضنا البعض نبتعد عن الأنسانية ونسير نحو القبور والكهوف ونبتعد عن الحقيقة وجمالها وتختفي عن قلوبنا .
لا نفهم سقراط ولا نفهم يسوع ولا كل الذين أوصونا بمعرفة أنفسنا وبمحبة الحياة والأنسانية ونبتعد عن قوة الله التي تفتح لنا السماء والحياة وتيقظ حياتنا .
فماذا نصنع في سكرتنا وأصنامنا وبخورنا هل نبددها بألهة الظلام ونبقى في ذاكرة الظلام وجحيمها أم نصنع ألهة الحياة وأنفسنا وجنتنا .

Posted in فكر حر | Leave a comment

عفواً حلب ومعذرة

adibelshaarعاهدت نفسي منذ أسبوع أن أتوقف عن الكتابة والنشر طوال فترة حصار الحبيبة حلب لكن ما شاهدته البارحة في مدينة سولزبري دعاني إلى التراجع قليلاً خصوصاً وأنه ذكرني بنص من موسوعة حلب المقارنة يشرح فيه العلامة الأسدي عادة الاحتفال بخميس المشايخ التي كانت دارجة في بعض أحياء حلب.
دعانا الزميل الدكتور آلفرد بيب لمرافقة أسرته مساء البارحة في التجوال عبر شوارع الحي الذي يقطن فيه حيث يتم ممارسة فعاليات عيد الهالووين.
من فعاليات هذا المساء:
1. يلبس معظم سكان البيوت ألبسة غولية هدفها إضفاء جو من الرعب على الفعاليات. ويقوم معظمهم بتحضير سلة كبيرة من الضيافات قرب باب البيت لتضييف الأولاد الذين قد يرافقهم آباؤهم وأمهاتهم وتكون فرصة لتبادل التحيات بين أفراد الأسر المتجاورة. يحمل كل ولد سلة ليضع فيها الضيافات التي تعطى له.
2. يشعلون الشموع داخل اليقطينات المفرغة والتي يرسم على بعضها وجوه الشخصيات التي يحترمونها. يتم تفريغ المساحات حول الرسوم بشكل فني جميل. وضع أحدهم 63 يقطينة مزينة ومفرغة في الحديقة الأمامية لمنزله.
3. قام أحدهم بتزيين الحديقة الأمامية لمنزله على شكل مقبرة تحوي حوالي عشرة قبور.

استضافنا الدكتور ألفرد وزوجته على جلسة شاي ومكسرات وتين مجفف وزبيب في منزلهم بعد هذه الجولة الممتعة. تحدثنا في أمور ثقافية كثيرة. ومن جملة ما قال لي الدكتور ألفريد أنه سابقاً كان الأولاد يقومون بإلحاق أذية خفيفة بالبيت الذي لايعطيهم ضيافة. من الممكن أن تكون الأذية على شكل توسيخ لدهان باب البيت.

كتب الأسدي في الصفحة 360 من الجزء الثالث من موسوعته:
خميس مريم: عيد نصراني يقع في نيسان. واتخذه الاسلام عيداً واسموه خميس المشايخ.
خميس المشايخ: حفلات دينية يقوم بها مشايخ الطرق في حمص وحماة في تاريخ خميس مريم نفسه. يمضي الأولاد فيشحدون الزهر من بيوت حاراتهم، طائفين على الأبواب باباً باباً صائحين:
عطونا زهوركن حتى النبي يزوركن
سبع اشكال وتمنّ اشكال لمريم (حتى مريم) بنت عمران (وقد يقولون: لفاطمة بنت عمران) تقرا لكن (ترشلكن) البخّور،
شمّوا وصلوا عالرسول،
هادا (هي) زهورك يامريم! فاحت عطورك يامريم! عشبّاك الرسول،
بتعطونا زهور، و إلاّ نخلع الباب والناجور.

وبعد جمعهم الزهور يبيّتونه تحت السماء بعد أن يرش بالماء والعبيتران، ثم يستيقظون قبل
شروق الشمس ويدهنون بماء هذا الزهر أجفانهم، اعتقاداً منهم أنهم لن يرمدوا طوال هذه السنة.
ولا تكتب حجابات لسع الأفاعي، وفيها خاتم سليمان، إلا في هذا اليوم.

استبق العلامة الأسدي في موسوعته شرح خميس المشايخ بشرح لخميس البيض فقال:
خميس البيۤض: من اصطلاح النصارى: أول خميس بعد أحد الفصح، وكانوا يخرجون فيه وفي أربعا الزوبعة الذي قبله إلى النزهة في البساتين التي قرب الدباغة.
كما تحتفل بخميس البيض حماة: يأكلون فيه البيض الملون بلون قشر البصل غالباً، ويتطاقشون بالبيض.
وقال في مكان آخر:
وفي حمص وحماة يسمون الخميس الذي قبل خميس المشايخ: خميس البيض، ويلعب الأولاد فيه بالطقّيۤشۤة.

وفي الحقيقة أني (أحمد أديب) لا أذكر مثل هذه الممارسات في الأحياء التي نشأت فيها وأتوقع أنها كانت دارجة فقط في الأحياء المشتركة المسيحية-المسلمة التي يقع معظمها شمال المدينة القديمة… والله أعلم. على الرغم من جمال الأهزوجة وتعبيرها الرائع عن الاحترام الكبير الذي يكنه المسلمون لإخوتهم المسيحيين، إلا أنني أعتقد بوجود خلل في طباعة نص أهزوجة الأولاد.
فهل من مدقق؟… أين أنت يا صديقي العزيز يعرب كاشور؟
قلبي معك ياحلب.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment