د. محمد أحمد الزعبي
05.06.2018
بداية أعتذر للقارئ الكريم عن طول هذه المقالة ( 8 صفحات ) وذلك بسبب طابعها الوثائقي
1. مدخل توضيحي :
يرى الكاتب أن من حق القارئ عليه ، أن يبين السبب الذي سمح له بتوجيه اللوم والنقد لمرحلة حزبية كان هو شريكاً فيها ، بداية كعضو في المجلس الوطني لقيادة الثورة (1964) ، ومن ثم كعضو في القيادة القطرية للحزب(1965) ، وثالثاً ، كمشارك في انقلاب القيادة القطرية على القيادة القومية بتاريخ 23 شباط 1966 ، وكأمين عام مساعد للقيادة القومية الشباطية الجديدة ، وأخيراً كوزير للإعلام ( من 16.10.1966 ) إلى 30.09.1967) في وزارة د. يوسف زعين. عندما شعر الكاتب من خلال الممارسة العملية لحركة 23 شباط 1966 ، بالخلفية الطائفية لهذه الحركة ، قام بتاريخ 26 آذار 1967 بتقديم مداخلة نقدية شاملة لمسيرة حركة 23 شباط 66 ، في اجتماع موسع ضم القيادتين القومية والقطريةلحزب البعث ، ( كان الكاتب عضواً في القيادة القومية فقط ) ثم غادر الإجتماع . وفي اليوم التالي وصله من القيادة الحزبية القرارالتالي بواسطة عضو القيادة القومية السيد حاكم الفايز ) :
وكما أبلغني المرحوم حاكم الفايز فإن هذا القرار هو اقتراح قدمه اللواء أحمد سويداني بخط يده إلى اجتماع القيادة ( بعد مغادرتي الإجتماع ) التي أقرته وكلفت حاكم الفايز بتبليغه لي ( رحم الله الإثنين ) . علماً أن اللواء سويداني هو من أكد لي لاحقاً في لقاء خاص ، كيف أن البلاغ 66 قد أفسد عملهم هو وبعض كبار ضباط الجيش الذين كانوا معه في الجبهة ( الجولان ) ، حيث كانت أقرب دبابة إسرائيلية تبعد عن مدينة القنيطرة مالا يقل عن أربعة كيلومتر( كلام اللواء سويداني ) عندما صدرالبلاغ 66 عن وزير الدفاع حافظ الأسد الذي كان يقود غرفة العمليات في مكان ما بدمشق .
وبما انني لم أعتذر عما ورد في مداخلتي النقدية المشار إليها ، ولم تقم القيادة بالإجراءات الحزبية المفترضة ضدي ، فقد أصبح وضعي الحزبي والسياسي معلقاً ، بل إن القيادة الحزبية( أعني بالقيادة الحزبية اجتماع القيادتين القومية والقطرية معاً ) قد قررت ان يشرف على وزارة الإعلام إلى جانبي كوزير للاعلام آنذاك ، كل من الدكتور نور الدين الأتاسي الأمين العام للحزب ، واللواء صلاح جديد الأمين العام المساعد لشؤون القطر السوري ، إن هذا كان يعني تطبيقياً ” إشرافاً مزدوجاً ” على وزارة الإعلام ، واستمر هذا الإشراف المزدوج (!!) إلى مابعد حرب حزيران 1967 ( المؤتمر القطري الإستثنائي الذي عقد في اللواء 70 في الكسوة في أواخر سبتمبر 1967 ) ، حيث نأيت بنفسي عن المشاركة الحزبية والسياسية ، وسافرت إلى ألمانيا لدراسة الدكتوراه . هذا وقد تم فصلي من الحزب عام 1969 إثر تقديم استقالتي من الحزب في نفس ذلك العام . وبعد أن ألغت قيادة حافظ الأسد القطرية المعينة قرار الفصل (!!) ، شاركتُ في الإنتخابات الحزبية ، ووصلت منتخباً إلى المؤتمر القومي ، وهنا خشي حافظ أن أترشح للقيادة القومية ، ويصبح من الصعب عليه التخلص مني إذا ماأصبحت عضواً فيها ، ولا سيما أنه يعرف موقفي من طائفيته ، فطلب مني مباشرة عدم الترشح لهذه القيادة ، وهنا أدركت البعد التهديدي في طلبه هذا ، فغادرت سوريا مع كامل أسرتي بصورة نهائية بداية إلى ألمانيا الديموقراطية 1968 ، حيث أكملت رسالة الدكتوراة الأولى عام 1993 ، وأخيراً خارج سوريا يصورة نهائية في 29 .أكتوبر 1994 ، وذلك إثر مشادة كلامية مع حافظ الأسد وزمرته في آخر مؤتمر قطري لحركة حافظ ( التصحيحية !! ) حضرته عام 1974 ، حيث أبلغني رجل أمن من معارفي كان يرأس أحد الأجهزة الأمنية ، بضرورة مغادرة سوريا فوراً قبل أن يتم اعتقالي .
Continue reading →