نكاح الوداع الأخير
جهاد علاونة
سمعتُ بقبلة الوداع الأخير وبلحن الرجوع الأخير ولكني وعلى كثرة قراءاتي لم أسمع ولم أقرأ يوما بأن هنالك في الإسلام شيء أسمه(نكاح الوداع),يعني (اللي مرته ميته يلحقها قبل مضي 6ساعات على وفاتها وإلا فاته القِطار) وكما قال المثل:(اللي على باله لا يحرم حاله).
وأولا في الإسلام لا يجوز شرعاً أكل لحم (الميتة) فكيف يجوز نكاح الزوجة الميتة؟ علما أيضاً أن إتيان المرأة وهي حائض مكروه أو مُحرّم ..ثم من أين تأت للزوج نفس بأن ينكح زوجته ويشتهيها وهي ميتة؟وثانيا وأولادها من حولها يبكون ويصرخون؟من أين ستأتيه الشهوة لارتكاب مثل هذا الجُرم الديني؟من أين ستأتيه الرغبة إلا من ثقافة جعلت عقل الرجل فقط بين رجليه,طوال الليل والنهار يفكر كم سينكح من النساء والحوريات في الجنة؟وهذا يذكرني بقصة رجل ذهب إلى شيخ وقال له:
– يا شيخ لقد زنيت بخنزيرة.
-ألم تخشى يا رجل بأن ترفسك بأرجلها فتقعد ملوما مخصيا؟.
-لا يا شيخ لقد كانت ميتة.
-ماذا تقول!!ميتة..عليك اللعنة..وهل تُنكح الميتة؟…,أما خفت من أن تنغص عليك غداءك وشرابك؟.
-لا يا شيخ لم أخف لأنني كنتُ في شهر رمضان وكنتُ في ذلك اليوم صائم والحمدُ لله.
-ماذا تقول!!زنيت بخنزيرة وهي ميتة وفي شهر رمضان وأنت صائم؟أما استحيت من الناس في الشارع؟.
-لا لم أستحي كان ذلك في يوم الجمعة والناس كلهم في المسجد.
فأي جريرة ارتكبها هذا الرجل؟إنها أفضع الجرائر الجنسية على الإطلاق ويأتِ بعدها نكاح المرأة الميتة.
وأتساءل أنا شخصياً:ما هي ردة فعل الأولاد حول هذا الموضوع حين يرون أمهم تحت أبيهم وهي ميتة وبنفس الوقت ينتظرون من الأب الحنون أن ينهي مهمته؟ولنفترض مثلا أن الزوجة بعد مماتها بساعة أو بساعتين أولادها وأقرباؤها يجلسون معها يبكون فوق رأسها وإذ بالزوج الحنون مثلا يدخل فجأة وبيده قضيبه ممسكاً به مثل العصا قائلا للأولاد:(على إذنكم لو سمحتم..ممكن توسعوا الطريق قليلاً؟… بدي أنكح أمكم نكاح الوداع الأخير),ما هي فعلا ردت فعل الأولاد؟ أو أن يأت الزوج على شقيق زوجته ويقول له: (بعد إذنك بدي أنكح أختك نكاح الوداع الأخير),وحين يرفض يذهب إلى عمته وهي والدة زوجته ليقول لها:( لو سمحت خلي إبنك يفهم الموضوع جيدا أنا بدي أنكح أخته نكاح الوداع الأخير وهذا جائز شرعاً),وما هي ردت فعل الناس والجيران وما هي ردت فعل العالم الآخر الذي حولنا وكيف ستصبح سمعتنا حين يعلم العالم بأن المسلمين يجيزون للرجال نكاح الوداع الأخير لزوجته؟ على اعتبار جدلا أن سمعتنا فوق الريح ولم تصبح سمعتنا سيئة إلا في هذه النقطة فقط لا غير إنها مهزلة وأي مهزلة.
هذا ما لا تقبله أي شريعة أرضية أو سماوية,وعباد النار وعباد الشيطان لا يقترحون مثل تلك الاقتراحات,وفي النهاية يطلع علينا أحد النواب الإسلاميين بمسألة بمصر بموضة(نكاح الوداع)…يعني النكاح عندنا له عدة أشكال وألوان والرجل المسلم طوال عمره وهو لا يفكر إلا في النكاح,طيب أوكي ماشي,قلنا الزوج ينكح زوجته نكاح الوداع الأخير,ولكن كيف تنكح الزوجة الزوج نكاح الوداع الأخير على مبدأ المساواة بين الجنسين الناعم والخشن؟إذا كان الزوج وهو على قيد الحياة في بعض الظروف من الصعب على قضيبه أن ينتصب فكيف مثلا سينتصب وهو ميت ؟,لقد جعل الإسلام منا نحن العرب عبارة عن مهزلة عند الشعوب الأخرى لا أعلم كيف أو من أين جاء أحد أعضاء مجلس النواب المصري بقضية أو بحديث الرسول بضرورة أو بجواز نكاح الزوجة في أول 6 ست ساعات على موتها وبعد مضي الست ساعات لا يجوز لأن الجثة تبدأ بالتحلل؟ولا أدري من أين أبدأ مقالي هذا أو كيف أنهيه وأنا أعصابي لا تحتمل مثل هذا الكلام,ربما أن النائب المصري سمع أو قرأ عن رسول الله بأنه ضاجع إحدى زوجاته في قبرها فللمسلمين في رسول الله قدوة حسنة لمن أراد الحياة الأخرى والآخرة.
أنا في حقيقة الأمر لا أستطيع تكذيب النائب المصري أو أياً كان من الذين طالبوا بذلك فمن الممكن أن يكون حقاً قد قرأ عن الرسول بأنه مارس هذا النوع من النكاح والله أعلم وفوق ذي كل علمٍ عليم.