حروبنا الكارثية ثمرة لقناعة مزيفة بأن حياتنا ستكون افضل عندما نقضي على الآخر

wafasultan2015الحاجة لغير الله مذلة… السؤال لغير الله مذلة… اتقِ شر من أحسنت إليه…
أمثلة وقناعات تُسيء إلى العلاقات الإنسانية في المجتع الواحد أكثر مما تُحسن!
……
الإنسان ـ برأي ـ حيوان غير مستقل! والبشر مجتمعات قائمة على حاجة الإنسان لأخيه الإنسان احتياجنا هذا يثبت نقصنا البشر، وبالتالي يُفترض أن يزيد من تلاحمنا. وإن كان الله موجودا يُثبت أيضا كماله المطلق..
….
سأحاول أن أعرّب لكم هذه القصيدة الرائعة في معناها (الترجمة شبه مستحيلة):

More than you think
A rooster minus a hen equal no baby chicks
Kellogg minus a farmer equals no corn flakes
If the nail factory closes, what good is the hammer factory
Paderewski’s genius wouldn’t have amounted to much
if the piano tuner hadn’t shown up
A cracker maker will do better if there’s a cheese maker
The most skillful surgeon needs the ambulance driver
who delivers the patient
Just as Rogers needed Hammerstein
you need someone and someone needs you

(أكثر مما تظن
الديك بلا دجاجة يساوي (لا يوجد صيصان)
الخبر بلا مزارع يساوي (عجينا بلا طحين)
عندما نغلق مصنع المسامير ما الفائدة من مصنع المطارق؟
فريد الأطرش لن نستفيد من عبقريته لولا صانع العود
صانع الزعتر يحتاج إلى معصرة الزيت
أمهر جرّاح في المدينة يحتاج إلى سائق الإسعاف كي يجلب له المريض
كما احتاج الفرزدق لجرير
وكما تحتاج وفاء سلطان لقارئ..
كذلك: أنت تحتاج إلى شخص ما وغيرك يحتاج إليك)
……..
عزيزي القارئ: إياك أن تلعب دور طرزان قاهر الجبال.. أو دور السوبرمان الذي يملك قدرة على كسر الحواجز للحصول على ما يريد.. الحياة تشعرنا معظم الأحيان بالوحشة والغربة، رغم كل ما يحيط بنا من بشر فكيف ستُشعرنا إذا بنينا حواجز بين بعضنا البعض، وزعمنا أننا نستطيع العيش بمعزل عن الآخر؟؟؟
….
افتح نافذتك كل صباح وانشد ابتسامة جارك.. فهو بدوره ينشد من يواسيه! عندما تعترف بحاجتك إليه سيطلب حاجته منك..
……
هؤلاء الشياطين الثلاثة.. عندما يأتون إلى بيتي يضربه إعصار قوي.. لكنهم يحلقون بروحي إلى سمائها السابعة.. عندما يتصل أباؤوهم بي راجين أن أعتني بهم، زاعمين أن لديهم أشغالا مهمة، أتظاهر بالتأفف وأقبلهم على مضض، بينما روحي تتوق لعناقهم.. إنها ضروريات الحياة التي تلزم كل منّا أن يكون حلقة في سلسلتها.. ومجنون من يزعم أنه يستطيع أن يستقل!
فلقد خُلقنا حيوانات غير مستقلة… وجمال الحياة أن تمد يدك فتجد من يلتقطها!
…..
هذه الحروب الكارثية التي نعيشها اليوم ليست إلاّ ثمرة لقناعة راسخة لكنها مزيفة “أن حياتنا ستكون افضل عندما نقضي على هذا الآخر الذي يختلف عنا، والذي هو أقل منا قيمة وشأنا” وأيضا ثمرة لقناعة أبشع منها: “إن الحاجة لغير الله مذلة”!
الله يعيش في عمق كل منا، وحاجتنا للآخر هي حاجتنا لله الساكن في عمق ذلك الآخر!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.