طلال عبدالله الخوري 10\5\2016 © مفكر حر
تداول النشطاء على الفيسبوك فيديو ترجمته مذيعة الجزيرة خديجة بن قنة ( وللاسف كانت الترجمة سيئة جداً شاهده اسفلا ) يظهر الجدل الذي دار في البرلمان الكندي, وقد وصلني هذا الفيديو سابقاً من رئيسة المعارضة التي تتكلم بالفيديو باعتباري عضو في حزب المحافظين الكندي, واريد ان أوكد بأن هذا الجدل هو ذاته الذي يدور عادة بين اي رئيس للوزراء الذي هو رئيس الحزب الذي فاز بالانتخابات بأغلبية المقاعد في البرلمان, والحزب المعارض الذي فاز بعدد اقل من المقاعد في اي دولة علمانية تعتمد اقتصاد السوق التنافسي الحر, وهو ذاته وحرفيا يدرس بكل كتب علوم الاقتصاد في ارقى جامعات العالم, وهو ذاته الجدل الذي يجري في البرامج التلفزيونية والصحف حول مواضيع الاقتصاد .. ولكن كل سياسي يعيد صياغته بطريقته الادبية الخاصة, مع وضع شواهد حية من الواقع المعاش, وربما اضافة بعض الطرف والسخرية من اجل الاثارة! وبما ان الترجمة كانت سيئة والموضوع مجتزأ من السياق, ولعدم تمكن القارئ العربي من ثقافة اقتصاد السوق التنافسي الحر سأحاول ان القي عليه بعض الضوء وتصحيح ما امكن من الترجمة.
الفرق الوحيد بالسياسة الاقتصادية بين اي حزب محافظ واي حزب ليبرالي في اي بلد متحضر, عملياً, هو كيفية التصرف بحوالي 1% من ضريبة الدخل فقط لاغير, فالمحافظين يخفضونها على اصحاب رؤوس الأموال لتشجيعهم على الاستثمار وبالتالي زيادة الانتاج وتخفيض البطالة مما يؤدي الى الازدهار الاقتصادي التي تعود فائدته على الجميع, اما اللبراليون يضيفونها على اصحاب رؤوس الاموال من دافعي الضرائب ويعطوها للناس مباشرة من خلال مشاريع وبرامج تنموية حكومية ايضا تساهم في تحفيز الاقتصاد بالنهاية, وهنا يمكن ان تتم عمليات الفساد لانها مشاريع حكومية من المال العالم, وهذه هي مشكلة المشاريع الحكومية في اي دولة بالعالم, ولكن نسبتها جزء ضئيل من 1% من الاقتصاد الكلي في الدول العلمانية ( اما الطامة الكبرى عندما يكون كامل الاقتصاد حكومي كما في سوريا ومعظم الدول العربية الاستبدادية فتخيلوا كم نسبة الفساد؟ يمكن 100% والله اعلم ومن اجل هذا الفساد تقتل عائلة الاسد الاجرامية السوريين وتدمر بلدهم), وهذا هو الفرق الوحيد بينهما… قان تم انتخاب دونالد ترامب او هيلاري كلينتون في اميركا , او كاميرون او خان في بريطانيا, او ميركيل او اي منافس اخر في المانيا, فالفرق الوحيد بينهم دائما هو كيفية التصرف بهذه ال 1% من ضريبة الدخل, ونتحدى ان يأتونا باي فارق اخر بينهما! اما بقية الامور فهي واضحة ومتفق عليها ومؤصلة علمياً وتدرس بمناهج علم الاقتصاد.
نعود الآن للفيديو, الذي تبدأه رئيسة المحافظين المعارضة حيث تقول ساخرة بينما كنا نرى رئيس الحكومة يمارس تمارين الضغط ( رئيس الوزراء جستين ترودو شاب يتباهى بلياقته البدنية ) على شاشة التلفزيون كان وزير اقتصاده يمارس رياضة الضغط الكلامي في البرلمان لتمرير الموازنة التي حولها الى عجز بعد ان كانت فيها فائض نفتخر به اثناء حكمنا, فهل يفكر رئيس الوزراء بموازنة الموازنة؟ (هذه ضربة لرئيس الوزراء الليبرالي الذي يحاول الاستثمار بمشاريع خدمية لتحفيز الاقتصاد بينما كما قلنا بأن المحافظين يفضلون اعطائها لرجال الاعمال لكي يستثمروها بطريقة افضل من الاستثمار الحكومي), فيرد عليها رئيس الوزراء ترودو ويبدأ بتعداد المشاريع الخدمية (الرائعة من وجهة نظره) كالاستثمار في النقل العام والمدارس ورفع رفاهية المتقاعدين والمجاهدين القدامي… الى اخره من هذه المشاريع الحكومية المعروفة, ويتم اعادة الجدل بنفس الطريقة بينهما.. الصورة لرئيس الوزراء الكندي الشاب جستين ترودو يزور احد المساجد بكندا واللذي يعود الفضل لهم بشكل كبير بانتخابه لان معظمهم عاطل عن العمل ويستفيد كثيرا من التمويل الحكومي.
لمزيد من مواضيع اقتصاد السوق الحر التنافسي لنفس الكاتب واخرين من كتاب موقع مفكر حر يمكن ان تقرأوها على هذا الرابط: مواضيع مختلفة في الاقتصاد التنافسي لكتاب موقع مفكر حر
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: بداية كونك من المحافظين فهذا شيء جميل جداً وهو دليل على الثقة بالنفْس والمباديء ، لأنني من المناصرين لسياسات المحافظين في كل البلدان لأنهم أناس حريصون جدا على قيم أوطانهم وسلامة شُعوبهم .
٢: ترودو ليس بأكثر من سياسي مراهق وسيتسبب في مشاكل كثيرة لعموم الكنديين لأنه يفتقد لحنكة وخبرة والده ، والاخطر لإحاطة نفسه بالكثير من الانتهازيين والمنافقين ومروجي الحريات .
٣: وأخيراً …؟
لا أعقد أن رياح قادمة بما لا تشتهيه سفن حزبه ، سلام ؟
شكرا للزميل سرسبندار السندي على هذا المرور العطر, ونحن نتفق بمعظم ما جاء به بالتعليق ونختلف جزئيا بان ترودو لديه ما يكفي من الخبرة لان بكندا هناك مؤسسات عريقة هي التي تسيير معظم الامور … وكما جاء بالمقال كل ما يستطيع ان يفعله رئيس الوزراء هو التحكم باقل من 1% من ضريبة الدخل