المرأة غير الجميلة

Beautiful-Muslim-girls-Pearl-Saara-pictureيقال:المرأة الجميلة تؤلم الرأس والمرأة غير الجميلة تؤلم القلب.

ونحن نعرف بأن الأجمل لا يعني بأنه الأفضل ولا يعني بأنه الأقوى -على رأي (هيغل)- وبأن الأجمل لا يعني أنه متطور أكثر من غير الأجمل, ونعرف بأن الحقيقة ليست هنا وليست هناك,وفعلا هذا الكلام فيه الكثير من الصحة فدائما المرأة الجميلة تسبب للرجل وللنساء عموما ألماً في الرأس والقبيحة كذلك تسبب للجميع ألما في القلب,وأنا لا أتحدث في هذا المقال عن المرأة الناقصة عقل ودين فهذا الموضوع قد حسمته مع المرأة منذ أكثر من عشرين عاما وتبين لي بأنها ليست ناقصة عقل ودين ولهذا السبب أنا أتحدث عن المرأة الناقصة الشكل أو التي يكون شكلها غير مطلوب للرجل حتى أن أغلبية النساء اللواتي يبحثن عن زوجة لأحد أبنائهن تجد غالبيتهن يبحثن عن الشكل من كل النواحي كالطول والخصر النحيل وإلى ما غير ذلك ويسألن عن الشكل قبل أن يسألن عن العقل وقبل يعرفن الجوهر, ويقال بأن المرأة مثل البطيخة لا يعرف لونها من خلال شكلها وأتحدث هنا عن المرأة التي تدركُ فعلا بأنها غير جميلة وبأن غالبية النساء أجمل منها وبأنها لم تؤتى حظا من الجمال ,وهذا النوع من النساء له فلسفة خاصة وهي أن تلك النساء يتجهن إلى تعزيز منظرهن من الداخل بعد أن يكن قد يئسن من عمليات التجميل من الخارج فإذا لم تفلح المرأة القبيحة الشكل من تحسين مظهرها الخارجي تتجه فورا إلى داخلها محاولة تحسين شكلها الجوهري من أخلاق رفيعة ومناقب أخلاقية تشبه أخلاق الملائكة,وتحاول أن تثبت بأن أنوثتها ذائبة وناعمة جدا أنعم من ملكات الجمال وتحاول أن تقدم للرجل قائمة بكافة احتياجاته والتي تقدر عليها بسهولة وتحاول الإثبات بأنها متواضعة ولديها كم كبير من الأخلاق محتفظة به في بنك الأخلاق وقيم عالية وثمينة يعجز العالم عن تقدير ثمنها لكي تعوض عقدة النقص الخارجية التي تذكرها بشكلها غير المقبول,ودائما المرأة الجميلة الشكل لا تبحث عن الجوهر وتكتفي بالقشرة الجميلة التي تذهل المجتمع بأسره على نقيض المرأة القبيحة الشكل التي تعرف بأنها مطلوبة لمجتمع الرجال والنساء ذلك أن الناس تتأثر بمنظر المرأة الجميلة أكثر مما تتأثر من منظر المرأة القبيحة الشكل.

وحين يصبح النقص عقدة نفسية تتحول بسرعة إلى عقدة إبداعية تجعل المرأة القبيحة فيلسوفة تحكي في الجنس والدين والسياسة لتعويض نقصها لافتة أنظار الرجل إلى جمالها الداخلي والمعنوي وإلى طبيعة قلبها وأصالة روحها حين تصبح الروح إحدى أهم مواضيعها ومقوماتها التي تُجذب الانتباه إليها وإن المرأة التي تفتقرُ إلى الجمال الشكلي نجدها على الأغلب دائما وهي تتحدث عن الجمال الداخلي كالخائن الذي يتحدث عن الأمانة ليتخفى , وفي الحقيقة المرأة غير الجميلة تحاول دائماً الإثبات للجميع بأنها جميلة من الداخل وهذا هو الأهم وكأنها تقول للرجل(هل تريد جسماً بلا عقل أم جسم بعقل؟) ودائما ما تحاول المرأة القبيحة لفت انتباه الناس إليها عن طريق إظهار مناقبها وجوهرها الذي تعتقد أنه لا يمكن أن يقدر بأي ثمن , وتتجه إلى الجوهر الداخلي معتبرة إياه بأنه هو الأساس للمرأة وعن نبذها لكافة أشكال الابتزاز والتحرش الجنسي الذي تتعرض له المرأة الجميلة وخصوصا التحرش بالمرأة عن طريق إرسال النظرات الجنسية التي تعبد الجسد عبادة ,,والمرأة ذات الوجه القبيح دائما ما نجدها تتحدث عن الكمال الروحي للمرأة مُفضلة الكمال الروحي على الكمال الجسدي لأنها أصلا غير مكتملة الجسد ومن النادر أن نجد امرأة جميلة وبنفس الوقت معقدة من مجتمع الرجال,وإن وجدت المرأة غير المقبولة الشكل رجلا يحبها تظهر ذلك إلى كل صديقاتها لتبرهن لهن بأنها محبوبة وجميلة وليست معقدة من الرجال أو من النساء البارعات في الجمال والطاعنات في(السيلكون) ونفخ الشفايف والمؤخرة,ومن ثم يتحول هذا النوع من النساء إلى نساء ناشطات مطالبات بالحرية وبكسر القاعدة وتغيير الروتين وبهذا تعزف المرأة القبيحة على إيقاعات منفردة فيها لوحدها محاولة بذلك توجيه الأنظار إلى شكلها الداخلي وليس الخارجي الذي تعتبره مُزيفا وليس حقيقياً,وغالبا المرأة ذات الوجه غير الجميل تحاول أن تُلفت انتباه الرجال إلى الجمال الملائكي وإلى القلب الطيب وإلى الإخلاص في الحب والتمادي والتماهي فيه,مُفضلةً بذلك اللب على القشرة الخارجية لحبة البرتقال وتحاول أن تثبت للناس وللدنيا كلها ولنفسها بأنها أفضل من حبة التفاح اللبنانية الجميلة من الداخل والخارج ثم تخرج لنا بقانون جديد مفاده بأنه لا يمكن أن يجتمع في المرأة جمال الشكل وجمال الجوهر مرة واحدة فإما هذا وإما ذاكَ أما الاثنين معاً فهذا مستحيل لإعادة التوازن بين الجمال الشكلي والداخلي مبرهنة إلى أنه لا توجد امرأة بارعة الجمال وبارعة العقل أو طاعنة في الجمال الشكلي والداخلي, وتحاول إثبات ذلك بأن ألله يخلق المرأة على نمطين إما جميلة جدا وإما عاقلة جدا مُفضلة بذلك جوهر المرأة الداخلي على شكله الخارجي وكأنها تقولُ لنا :(العقل زينه)بل وتضيق ضرعاً بالرجل الذي لا ينظر إلى المرأة إلا من خلال شكلها الخارجي والأهم من ذلك أنها تتهم الرجل بقصر النظر ولا تتهمه ببعد النظر وعمّا قريب سوف تعتبر الرجل عدوا للمرأة ثم يتحول شكلها الخارجي القبيح إلى عقدة رسمية من كل مجتمع الرجال فتسب الرجل وتشتمه ومن ثم تتطور العقدة وتتحول المشكلة بين الشكل والمضمون والجوهر إلى مشكلة أخرى خطيرة نوعا ما وسياسية وحقوقية بحيث تتحول ساحة المعركة من الشكل الخارجي إلى العقدة من الرجل ومجتمع الرجال وكأنها تقول :المشكلة ليست في جسمي وإنما في طبيعة الرجل الذي لا يرى المرأة إلا جسما بلا روح أو بلا عقل,وتتهم المجتمع بأكمله بأنه عدو للمرأة حين تتطور عقدة الجمال لتصبح عقدة نقص في شكلها أو منظر وجهها القبيح, ودائما ما تحاول الإفلات من العيون التي تكتشف جمالها غير الأخاذ والذي لا يوجد عليه طلب من مجتمع الرجل ثم تمدد المرأة الناقصة الشكل أرجلها تحت إحدى الطاولات وهي تجلسُ على كرسي في إحدى الندوات لتتحول من امرأة ناقصة الشكل إلى ناشطة حقوقية وأغلب الناشطات الحقوقيات كلهن أو غالبيتهن من النساء غير الجميلات,….ولكل قاعدة شواذ.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.