اخطار الطبيعة تهدد الحياة على الارض -1

خلق الله الارض لتكون ملائمة للحياة على سطحها، وخلق الماء والهواء والنبات والحيوان لتساعد الحياة على البقاء pizagmanوالاستمرار ووضع الارض على بعد مناسب من الشمس بحيث تصلها نور وحرارة وضغط جوي ملائمة للحياة وخلق للارض غلاف غازي ومجال مغناطيسي قوي يحمي الارض ومن عليها من الموجات الكهرومغناطيسية والاشعاعات الشمسية القاتلة ووفر اسباب ومستلزمات بقاء الانسان والحيوان والنبات على سطح الارض للعيش بسلام .
وكانت ارادة الله ان يأكل الانسان ليعيش على لحوم الحيوانات وثمار النباتات ، ويعيش قسم من الحيوانات على النباتات وانواع اخرى تعتاش على لحوم الحيوانات فقط ، اما النباتات فإنها تصنع غذائها بنفسها من مكونات تربة الارض وعناصرها الكيميائية ومائها وبمساعدة ضوء الشمس .
فكانت الحياة وكان الموت ايضا الضروري لتجديد شباب الحياة و استمرارية الخلق .
وضع الله اسبابا عديدة كي تفنى المخلوقات بعد عمر محدد ثم تتجدد المخلوقات ، ولكن الحياة لا تفنى بل تستمر بسبب التناسل والتكاثر الذي خلق الله له اعضاءه ومقوماته وزرع الرغبة والغريزة في الانسان والحيوان وحتى النبات للتكاثر ولاستمرار البقاء على الارض .

ولكن هناك مخاطر تهدد الحياة على كوكب الارض بالفناء السريع او البطيئ ، فما هي تلك المخاطر التي تهدد كوكب الارض ومن عليها من مخلوقات .
خلق الله للانسان عقلا كي يستعمله ويحمي نفسه من المخاطر .
لكن المخاطر التي تهدد كوكب الارض والحياة التي عليها كثيرة واكبر من قدرة الانسان على تجنبها ، منها المخاطر القادمة من خارج الارض اي من الكون والفضاء الخارجي كالشمس والمذنبات والنيازك والاشعاعات الشمسية ، ومنها من داخل الارض كالبراكين والزلازل والانهيارات والتصحر والجفاف ومنها من صنع الانسان نفسه كالاسلحة النووية والكيميائية والتلوث البيئي والمائي والامراض .
لندرس لمحة عن كل من تلك المخاطر .
المخاطر الخارجية والقادمة من الفضاء الخارجي :
الشمس :
لولا الشمس لما وجدت الحياة على الارض ولولا نورها وحرارتها المناسبة لما عاش انسان او حيوان او نبات على أديمها .
ولو حُجبَ نورالشمسِ وحرارتها عن الارضِ لأي سبب مثل نيزك كبير يضرب الارض ويثير غيمة ترابية لبضعة سنوات تغلف جو الارض لما بقت الحياة مستمرة على الارض.
ولكن بما ان الشمسَ مصدرٌ مساعد لأدامةِ الحياة ، هي ايضا مصدرٌ خطرٌ يهددُ الحياةَ ويقضي عليها لولا رحمة رب العالمين .

فالشمس تصدر موجات كهرومغناطيسية قوية وترسلها عبر الفضاء الى مسافات بعيدة جدا ، وتحدث فيها عواصف شمسية تهيج وتثور بشكل منتظم كل 11 سنة .
فاذا اقتربت الارض من الشمس قليلا لاحترقت الارض ومن فيها في دقائق ، ولتبخر الماء في البحار والمحيطات واحترقت اجساد كل الاحياء واصبحت الارضُ كالقمر والمريخ صحراء جافة.
المخاطر الاخرى القادمة من الشمس هي الاشعاعات الكهرومغناطيسية القاتلة ذات الموجات المختلفة الطول مثل اشعة الفا وبيتا وجاما واشعة اكس والاشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء هذه الاشعاعات تحرق الجلد وتصيبه بالسرطان كما تؤثر على كروموسومات الجينات الوراثية فتعطلها وتشوه الاجنة ، والجرعات الكبيرة منها تكون قاتلة للحياة .
كما ان الجسيمات المشحونة كهربائيا القادمة مع تلك الاشعاعات تشوش الموجات اللاسلكية وعمل الاقمار الصناعية وموجات البث التلفزيوني والراديوي . وهي تثوروتهيج بشدة بشكل دوري كل 11 سنة .
تدور الارض حول نفسها وحول الشمس بشكل منتظم دون تغيير في السرعة ، لو زادت اونقصت سرعة الارض لاختلت جاذبية الارض وتطاير كل من على الارض الى الفضاء وماتت الحياة .
المخاطر من النيازك والشهب
الشهب والنيازك هي صخور هائمة في الفضاء قادمة من حزام الكويكبات الواقع بين المريخ والمشتري ، وتعتبر هذه الصخور البقايا أو (النفايات) الناتجة من تشكيل الكواكب بالمجموعة الشمسية ويسمى النيزك نيزكا عند ارتطامه بالكواكب، و للغلاف الجوي للأرض دورٌ في حمايتنا من النيازك حيث يحولها لشهب محترقة عند احتكاكها بسرعة عالية مع الهواء المحيط بالارض. ولكن رغم هذا فالارتطام النيزكي يشكل تهديداً حقيقياً لكوكبنا، وقلما يصل نيزك إلى سطح الأرض الا اذا كان كبير الحجم، أنه يحترق في الغلاف الجوي واذا كان كبير الحجم فيبقى جزء منه يصل الارض .
واكبر نيزك سقط على الارض كان يبلغ عرضه حوالي عشرة كيلومترات وسرعته 90 ألف كم/ساعة وتسبب في القضاء على (الديناصورات)، وتدمير النباتات والأحياء في نطاق آلاف الكيلومترات من موقع سقوطه على الحافة الجنوبية لقارة أمريكا الشمالية في صحراء اريزونا . وأباد ما يعادل 70 % من الأحياء من شدة الاصطدام وشكل غيمة ترابية ودخان حجبت الشمس لفترة زمنية طويلة وسببت البرد والجليد حيث اجتاح الكرة الأرضية عصر جليدي طويل ، لم يبق على الديناصورات والحياة بأشكالها المختلفة فوق سطح الأرض ،سواء أكانت نباتية أم حيوانية .

إن معظم الكويكبات التي تخرج عن مدارها هي كويكبات صغيرة الكتلة، وعند وصولها للأرض بتأثير الجاذبية الأرضية، فالاحتمال الأكبر هو أنها ستحترق وتتلاشى في الغلاف الجوي للأرض بسبب الاحتكاك ، والاحتمال الأقل هو إنفلات أجزاء منها ووصولها إلى سطح الأرض، و في حالة وصولها إلى الأرض فإن هناك احتمالين:
1 – سقوطها داخل محيط أو بحر، ويؤدي ذلك إلى حدوث موجات مائية عالية الارتفاع ، تضرب الشواطئ وتتوقف شدتها وقسوتها على الكتلة التي ستسقط في المحيط أو البحر وعن بعد الشواطئ عن منطقة السقوط.
2 – سقوطها على اليابسة فإذا كانت المنطقة بها غابات فيؤدي ذلك إلى حريق هائل ينتج عنه كمية من الدخان السميك (الهباب) يحول دون وصول أشعة الشمس بالقدر اللازم لسطح الأرض محدثًا شتاء عالميًّا قد يطول وقد يقصر… أما إذا كان السقوط في منطقة صحراوية… فسوف يثير عواصف ترابية او رملية وتكون نتائجها واضرارها تبعا لحجم النيزك .

الزلازل والبراكين
قارات الارض جالسة على قواعد صخرية تسمى الصفائح التكتونية التي تكون غائرة في اعماق قشرة الارض ، تنشأ الزلازل القوية عندما تزحف تلك الصفائح من مكانها وتطلق الحركات المفاجئة لها تحت القشرة الأرضية طاقة حركية هائلة والتي تُحدث الموجات الزلزالية وتترك تاثيرها الاهتزازي على الابنية فتسقطها . وتصدع الارض والطرق والجسوروتسبب في حرائق كبيرة في المدن ..
واذا حدث الزلزال في قعر البحر ، فان حركة تصدع القاع ستسبب في تكوين موجات مائية هائلة ستكتسح المدن الساحلية وتغرقها كما حدث في تسونامي او المد البحري في اندنوسيا واليابان

اما الخطر الاخر فهوالبراكين وتحدث البراكين لوجود مناطق ضعف في القشرة الأرضية.تستطيع المواد الباطنية المنصهرة الواقعة تحت الضغط الشديد والحرارة العالية أن تتغلب عليها، فتكسر قشرة الارض وتنفذ منها بصورة مروعة من الثوران الهائل ، وتدفع الى سطح الارض بالصهير المشتعل والغازات والدخان ، وتتطاير من فوهة البركان الصخور والحمم والرماد بقوة شديدة تكون خطرا على المدن والقرى القريبة من البركان . واكبر شاهد على تدمير البراكين للمدن وتقضي على الحياة ما تركه بركان فيزوف في ايطاليا من دمار على اهل المدينة وسكانها .
يعد هذا البركان من أشهر البراكين في التاريخ، وقد كانت أول ثورة له سنة 79 ق م. واستمرت لمدة‏ 16‏ عاماً‏،‏ وبعد ثورة فيزوف المدمرة قبل الميلاد‏، هدأ لمدة ‏1500‏ عام‏، ولكنه عاد ليثور عام ‏1631‏ وقتل وقتها ‏18000 نسمة‏ ،‏ ومنذ ذلك التاريخ وهذا البركان لم يخمد بصورة نهائية‏.
ان الغازات السامة والرماد والدخان المنبعث من البراكين يكون خطرا كبيرا يهدد الحياة ويحجب نور الشمس وحرارتها ويحول النهار الى ليل دائم .

البقية في الجزء (2)

صباح ابراهيم (مفكر حر)؟

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

One Response to اخطار الطبيعة تهدد الحياة على الارض -1

  1. س . السندي says:

    خير الكلام … بعد التحية والمحبة والسلام ؟

    ١: يوم أراد الله تأديب قوم نوح جاءتهم المياه من تحت ومن فوق لأربعين يوما ، ولم ينجو منهم الا من دخل الفلك ( رمز للكنيسة الحية ) رغم مخاطر المياه والأمواج ؟

    ٢: غداً لا قدر الله لو كرر سيناريو تأديبيا فستغضب علينا أيضاً الارض كما السماء ، ولن ينجو الى من كان في سفن الفضاء ؟

    ٣: لا تقلق ياعزيزي صباح فهذا لابد ان يحدث ، ليس لانعدام التدبير عند البشر بل لانعدام الضمير ، وسيحدث هذا عند اختطاف الكنيسة ( اي الشعب المؤمن والطيب ) وليس تجار الدين والمنافقين والهريسة ؟

    ٤: نعم سيكون هنالك هلاك لكثيرين والسبب ليس لأنهم غير طيبون بل لأنهم عن الحق ساكتون ، اليس الساكت عن الحق شيطان اخرس ، فكم من شيطان يجول بيننا متبخترا دون خشية من رب او وازع من ضمير ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.