بسم ألله نبدأ ونقول بأن المخابرات المصرية قد نجحت فعلا وبذكاء في إعادة ألأمور في مصر الكنانة إلى نصابها الصحيح وهى بذلك قد ضربت عصفورين بحجر واحد أولهم أنها قد إنتقمت من ألإخوان المسلمين بشخص قياداتهم الذين تطاولو كثيرا ليس فقط عليها بل أيضا على رموز وقيادات الجيش المصري وكل فئات الشعب ، والثاني أنهم كانو موقنين جيدا بإستحالة التعامل مع هذه الجماعات ألإرهابية العالمية بغير لغتهم ومن دون ألإصطدام معهم من خلال قراءة ميدانية بسيطة لتاريخهم الدامي مع كل رؤساء مصر بدأ من الملك فاروق عندما تحالفو ضده مع ألإنكليز ؟
والسؤال هل ماحدث في مصر كان فعلا إنقلابا عسكريا بقفاز ثوار تمرد أم بالعكس ، وهل ماحدث في مصر كان فعلا مفاجأ للإدارة ألأمريكية ربما نعم للرئيس أوباما ولكن ليس للبنتاغون الذي تربطه علاقات حميمة وقوية مع كل قيادات الجيش المصري رغم الذي حدث وخاصة جهاز إستخبارته بدليل ردات الفعل والقادم من ألأيام سيكشف المستور ؟
والسؤال المحير لما ألإستعجال بالإطاحة بمشروع الإخوان ، وهل سبب سقوطهم كان فعلا ثوار تمرد أم في القصة إن لازالت خلف الكواليس ، بكل بساطة أن المخابرات ألأمريكية تعلم جيدا ديدن ودين هؤلاء وهو المكر والغدر بدأ من مغازلتهم لملالي قم طهران ( زياراتهم السرية والعلنية )والتي لم تفلح حتى أنها لم تأتي بالريح التي كانو يتمنونها خاصة من مرشد الثورة ألإسلامية فكافئهم الرئيس مرسي بإعلان القطيعة مع النظام السوري ومن ثم تجييش الإرهابيين والجهاديين للجهاد في سورية ، وتهديده كذالك لشيعتهم بقتل ممثلهم الشيخ حسن شحاته وأربعة معه في جريمة قلما توصف بأنها صدمت الشارع المصري المعتدل والعالم وكانت رسالة غبية من قوم لايمتهنون إلا الغبتء ، وليس أخرها مغازلتهم لموسكو وبيكين في الزيارة التي قام الرئيس محمد مرسي للدولتين والتي عاد منهما بخفي بخفي بوتين ، ظاننا أن كل الناس مثلهم خونة ومرتزقة مأجورين يباعون ويشترون ؟
لذا فما كان من جهاز البنتاعون الخاص إلا التغدي بهم كما يقول المثل قبل تعشيهم بهم بإستكمال مشروعهم السرطاني في مصر والمنطقة ، والذي لو إكتمل لتسبب في كارثة حقيقة ليس في مصر وحدها بل في المنطقة والعالم ، لذا تم فرملتهم في أكثر من مكان وخطورتهم في مصر ليس كما في تونس أو ليبيا أو حتى تركيا ، لذا أعطى الضوء ألأخضر للقيادة العسكرية المصرية بفرملتهم ومن ثم التخلص منهم وهو ما أراحهم بدليل إعطائهم الضوء ألأخضر للمعارضة والشعب المصري كله بحماية مظاهراتهم من أي إعتداء قبل ساعات الحسم بأيام ، لكي يؤول النصر كله للجيش المصري وقواته المسلحة لفعل مايريدونه من خلال التصعيد التدريجي المبرمج وهو مالم يكن يتوقعه ألإخوان ، ولقد رأينا مدى تلاحم الجيش والشرطة مع الشعب المصري في حالة نستطيع أن نقول عنها أنها كانت حقا نادرا ؟
ومازاد الطين بله في ألأسراع بإعطائهم شهادة وفاتهم ، ليس فقط حماقات جماعة ألإخوان المسلمين والسلفين والذين هم في حقيقة ألأمر ( تؤمان لاينفصلان) المستمرة والمستفزة ليس فقط بحق المعارضة المصرية بكافة رموزها بل إمتدت حماقاتهم لتطال بين الحين وألأخر رموز قيادات الجيش الكبار والشرطة المصرية التي كان لها حصة ألأسد ، وكذالك إستمرار التهديد والوعيد وهى اللغة المتجذرة في دمائهم ، أللغة التي لم يستطيعو أبدا تجاوزها حيث لم يتركو صغيرا أم كبيرا في مصر إلا ناله شئ من قبح لسانهم ، وكانت خطب الرئيس مرسي حفظه ألله في وادي النطرون ورعاه خاصة ألأخير القشة التي قصمت ظهر البعير حيث حمل من التهديد والوعيد بإسم الشرعية والدين الشئ الكثير ، وألأخطر من كل هذا كان خطابه ضد الغرب واليهود قبل تسلمه الكرسي وهو ماعجل بإعدامه مع جماعته بهذا الشكل المذل والمهين ، حيث لم يسعفه نفاقه ألأخير في رسالته الموجه للرئيس ألإسرائيلي شيمون بيريز ؟
والتساءل ألأخر مامصير القيادات ألإخوانية في الداخل المصري وهل ستستطيع التحرك بتلك الحرية التي إعتادو عليها بعدنكستهم المهينة والمشينة ، أم أن الشعب المصري قد إتعض منهم ولن يلدغ من جحره مرتين وهو بإنتظار جرهم لمحاكمات لا أول لها ولا أخر بعد أن فتحو هم على أنفسهم كل بوبات جهنم ولن يكون مصيرهم بأفضل من مصير من أسقطوهم وهو عودتهم من جديد إلى سجون وادي النطرورن ؟
والسؤال هل ماجرى لهم كان شيئا طبيعيا أم كان كمين رتب له بعناية من قبل الغرب وخاصة أمريكا ، وهو كشف خلاياهم الدولية النائمة ومن ثم تعريتهم أمام شعوبهم من خلال تمليكهم السلطة والتي رأينا كيف أغرتهم وأعمتهم ليس في مصر بل أيضا تونس وليبيا ليسهل عليهم بعدها تصفيتهم بيد شعوبهم دون أن يكلفها ذالك إلا الشئ القليل من ألإعلام ، وبذالك تقبر كل أحلامهم المريضة ومشروعهم السرطاني وإلى ألأبد لأنهم في نظر الغرب خاصة والعالم أخطر عليهم من القاعدة لأنهم جناحها المالي والسياسي الخفي ؟
إن الحقيقة المرة تقول أن ماستدفعه مصر ألأن من ثمن قدر لابد منه ، ولكنه أهون عليها لو بقى ألإخوان في السلطة طيلة المدة الباقية ، فساذج من يتصور أنهم فعلا دعاة ديمقراطية وصناديق وقد رأينا كيف كفرها شيوخهم المنافقين ، فالديمقراطية عندهم ليست إلا مطية للوصول للسلطة وتحقيق غاياتهم كما كان الدين عند صاحبهم ؟
وأخيرا دلالات لابد منها … ؟
١: بعد الذي حدث في مصر من بركان لابد أن يمتد لهيبه من جديد لتونس الخضراء وليبيا وفي كل مكان ، لأن زمن الضحك على الذقون والعقول بإسم ألله والدين قد ولى والقرأن ؟
٢: إذا لم يكن ماحدث في مصر ثورة كما يغرد البعض فكيف تكون الثورات ، إن هؤلاء المغردين ينقصهم الشجاعة في قول الحق والحقيقة حتى يستقيم الدين عندهم والعدل والميزان ؟
٣: العاقل من يتعض ويصدق ألإيمان … فهيهات أن تذل الشعوب بعد اليوم من حاكم مادام هنالك خوازيق وميدان ؟
٤: يستحيل أن يكون كل هذا الطوفان على خطأ … والسؤال حتى متى يبقى هؤلاء المنافقون أصحاب اللحية الخفيفة يدجلون ؟
٥: نعم لقد قال الشعب المصري كلمته … ولم لايرضى فالينطح بأقرب جدارعمامته ؟
٦: لاسلام ولا أمان ولا تقدم لشعوبنا إلا بالتخلص من كل رجال الدين المجرمين ومنافقينا ، عن طريق الثوار المتنورين والمخلصينا ،
فلو وجد واحد أو إثنين من هؤلاء ألأشرار مقطوع الرأس وملقة في ترعة وفي فمه دينار أو دولار ولما تجرى الباقون على التحريض والنباح كل يوم بإسم ألله والدينا ؟
٧: نرجو أن يكون ماجرى في مصر رسالة واضحة لكل مروجي الشرور ، من المغرب حتى الهند والصين والجار والمجرور
ولمن لازالو يحملون سمومهم ليعلمو في عالم اليوم لايصح إلا الصح بعد أن ذاب الثلج وإنكشف المستور ؟
وأخيرا نقول للشعب المصري ألأبي والشقيق ؟
مليون مليون تحية لكل الثوار والأحرار
ومليون مليون خزيا لكل تجار الدم والدين
بدأ من صاحب الغار الذي جعل من الغدر كار
إنه حقا جيل الشباب الذي لن يلدغ
من جحره بعد ألأن إنهم حقا ثوار
فإفرحي يامصر بيومك وغدك وتهللي
فشبابك حقا يستحق الهلاهل أشعلي ألأنوار
فلقد ولى زمان الغدر والخوف
فهل من ليل بعد ألأن سيعقب النهار؟